بسم الله الرحمن الرحيم
عرضنا في المشاركة السابقة .. موضوع تأثر علماء المسلمين بالغرب على حساب المعجزات .. و هو ما طرحه سماحة الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله في كتابه : سيد المرسلين .. و ذكرنا بأننا سوف نعرض نماذج لهذا التأثر في هذه المشاركة .. حيث يذكر سماحة الشيخ السبحاني
و في خضم الصراع بين هذين العاملين : العلم و العقيدة . اختار هؤلاء الكتاب و العلماء نهجاً يستطيعون به وضع نهاية لهذا الصراع و التنازع ، فيجافظون على ظواهر القرآن و اأحاديث من جانب ، و يتجنبون القول بما يخالف منطق العلم من جانب أخر ، و يتلخص هذا النهج في تفسير جميع المعاجز و جميع خوارق العادة التي جرت على أيدي الأنبياء بالموازين العلمية الحاضرة الرائجة في هذا العصر بصورة تبدو و كأنها أمور طبيعية ، و بهذا يكونون قد حافظوا على مكانة القرآن الكريم و الأحاديث القطعية المسلمة ، و لم يتفوهوا بما يخالف العلم الحديث و يتعارض مع معطياته .
و نحن هنا نذكر من باب النموذج و المثال : التفسير الذي ذكره العلامة المصري المعروف ( محمد عبده ) لقصة أصحاب الفيل و ما جرى لهم :
فهو يقول عند تفسيره لسورة الفيل :
فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض ، و أن تكون هذه الحجارة من الطين المسموم اليابس الذي تحمله الرياح فيعلق بأرجل هذه الحيوانات ، فإذا اتصل بجسد دخل في مسامه فأثار فيه تلك القروح التي تنتهي بإفساد الجسم و تساقط لحمه ، و أن كثيراً من هذه الطيور الضعيفة يعد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر ، و أن هذا الحيوان الصغير الذي يسمونه الآن بالميكروب لا يخرج عنها
راجع تفسير في ظلال القرآن : ج30 - ص251
و قال أحد الكتاب مؤيداً هذا الاتجاه بقوله :
إن الطير المستعمل في الكتاب العزيز يراد منه مطلق ما يطير ، و يشمل الذباب و البعوض أيضاً
و في نموذج أخر ذكره الشيخ السبحاني في نفس الكتاب
و الأعجب من الجميع ما أعطاه مؤلف كتاب : حياة محمد . الدكتور هيكل وزير المعارف المصري السابق من تفسير ، عند ذكر قصة الفيل .
فهو بعد ذكر تلك القصة سرد آيات سورة الفيل ، و مع أنه أتى بقول الله تعالى ( و أرسل عليهم طيراً أبابيل ) قال عن هلاك جنود أبرهة :
و لعل جراثيم الوباء جاءت مع الريح من ناحية البحر ، و أصابت العدوى أبرهة نفسه
و في المشاركة القادمة نعرض لكم .. رد سماحة الشيخ السبحاني . على هذا النوع من التفكير المادي الذي تسلل إلى ذهن العلماء المسلمين حتى في الأمور الخارقة للعادة التي تظهر لنا قدرة الله سبحانه و تعالى
المصدر : سيد المرسلين . للشيخ : جعفر السبحاني .. الطبعة الأولى – 1992 – دار البيان العربي – ص168 /169
عرضنا في المشاركة السابقة .. موضوع تأثر علماء المسلمين بالغرب على حساب المعجزات .. و هو ما طرحه سماحة الشيخ جعفر السبحاني حفظه الله في كتابه : سيد المرسلين .. و ذكرنا بأننا سوف نعرض نماذج لهذا التأثر في هذه المشاركة .. حيث يذكر سماحة الشيخ السبحاني
و في خضم الصراع بين هذين العاملين : العلم و العقيدة . اختار هؤلاء الكتاب و العلماء نهجاً يستطيعون به وضع نهاية لهذا الصراع و التنازع ، فيجافظون على ظواهر القرآن و اأحاديث من جانب ، و يتجنبون القول بما يخالف منطق العلم من جانب أخر ، و يتلخص هذا النهج في تفسير جميع المعاجز و جميع خوارق العادة التي جرت على أيدي الأنبياء بالموازين العلمية الحاضرة الرائجة في هذا العصر بصورة تبدو و كأنها أمور طبيعية ، و بهذا يكونون قد حافظوا على مكانة القرآن الكريم و الأحاديث القطعية المسلمة ، و لم يتفوهوا بما يخالف العلم الحديث و يتعارض مع معطياته .
و نحن هنا نذكر من باب النموذج و المثال : التفسير الذي ذكره العلامة المصري المعروف ( محمد عبده ) لقصة أصحاب الفيل و ما جرى لهم :
فهو يقول عند تفسيره لسورة الفيل :
فيجوز لك أن تعتقد أن هذا الطير من جنس البعوض أو الذباب الذي يحمل جراثيم بعض الأمراض ، و أن تكون هذه الحجارة من الطين المسموم اليابس الذي تحمله الرياح فيعلق بأرجل هذه الحيوانات ، فإذا اتصل بجسد دخل في مسامه فأثار فيه تلك القروح التي تنتهي بإفساد الجسم و تساقط لحمه ، و أن كثيراً من هذه الطيور الضعيفة يعد من أعظم جنود الله في إهلاك من يريد إهلاكه من البشر ، و أن هذا الحيوان الصغير الذي يسمونه الآن بالميكروب لا يخرج عنها
راجع تفسير في ظلال القرآن : ج30 - ص251
و قال أحد الكتاب مؤيداً هذا الاتجاه بقوله :
إن الطير المستعمل في الكتاب العزيز يراد منه مطلق ما يطير ، و يشمل الذباب و البعوض أيضاً
و في نموذج أخر ذكره الشيخ السبحاني في نفس الكتاب
و الأعجب من الجميع ما أعطاه مؤلف كتاب : حياة محمد . الدكتور هيكل وزير المعارف المصري السابق من تفسير ، عند ذكر قصة الفيل .
فهو بعد ذكر تلك القصة سرد آيات سورة الفيل ، و مع أنه أتى بقول الله تعالى ( و أرسل عليهم طيراً أبابيل ) قال عن هلاك جنود أبرهة :
و لعل جراثيم الوباء جاءت مع الريح من ناحية البحر ، و أصابت العدوى أبرهة نفسه
و في المشاركة القادمة نعرض لكم .. رد سماحة الشيخ السبحاني . على هذا النوع من التفكير المادي الذي تسلل إلى ذهن العلماء المسلمين حتى في الأمور الخارقة للعادة التي تظهر لنا قدرة الله سبحانه و تعالى
المصدر : سيد المرسلين . للشيخ : جعفر السبحاني .. الطبعة الأولى – 1992 – دار البيان العربي – ص168 /169