إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الهروب إلى الوطنية(الفضيلة في ذكرى انتفاضتها السياسية)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الهروب إلى الوطنية(الفضيلة في ذكرى انتفاضتها السياسية)


    بقلم :احمد البديري


    مرت علينا قبل أيام وتحديدا في السابع من آذار الذكرى السنوية الأولى للانسحاب المبارك لحزب الفضيلة الإسلامي من كتلة الائتلاف ..ذلك الانسحاب الذي شكل طفرة نوعية وانتفاضة كبرى على الواقع السياسي المرالذي يعاني من أزمات مستمرة كما شكلت تلك الحركة تجربة رائدة في السعي الجاد لتصحيح مسار العملية السياسية العرجاء التي عانت ولا زالت من انتكاسات وإرهاصات بسبب التغييب المتعمد للمشروع الوطني والمصلحة الوطنية واتخاذ مفردة الوطنية سلعة للاتجار والمزايدة عليها في البازار السياسي دون أن تكون هناك نية حقيقية لتفعيلها بمشاريع لإنقاذ البلاد والعباد ولعل السبب الرئيسي الذي يقف وراء ذلك هو الأنانية الحزبية المتفشية في اغلب التشكيلات السياسية والتي لا يهمها أولا وأخيرا سوى المصالح الفئوية الضيقة .
    في بيانه الذي أعلن فيه انسحابه بين حزب الفضيلة الأسباب الرئيسية لتي تقف وراء موقفه المعلن (إننا في حزب الفضيلة الإسلامي نرى ان الخطوة الأولى على طريق إنقاذ العراق من أزمته الخانقة هذه تبدأ من تفكيك هذه الكتل وعدم فسح المجال امام تشكيل كتل على أساس طائفي او عرقي لأنه أدى الى تخندق الشعب العراقي وانقسامه على نفسه , وأن تشكل الكتل على أساس المشاريع الوطنية التي تجعل مصلحة العراق والعراقيين هي المعيار وتتسامى على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية) لذلك كانت هذه النقلة النوعية الأبرز لأبناء المرجعية الشاهدة في أطار تنفيذ مفردات معالم المشروع الرسالي الذي دعا له سماحة المرجع اليعقوبي في خطابه الموسوم ( على أبناء المرجعية ان يبرزوا معالم المشروع الرسالي) ثم المشروع الوطني الذي طرحه سماحته في اللقاء الذي أجرته معه مجلة نيوز ويك بتفكيك الكتل التي تشكلت على أساس الطائفة والقومية وكان مما اشار له سماحته ايضا في معرض جوابه على كيفية إيقاف شبح الحرب الأهلية وإزالة أسباب الاحتقان الطائفي ذكر سماحته مجموعة من الحلول منها (إجراء إصلاحات سياسية جذرية و إعادة النظر في جملة من القرارات الخاطئة التي اتخذت (ومن) هذه الإصلاحات تفكيك الائتلافات و التحالفات على أسس طائفية أو عرقية و السماح بتحالف الأحزاب و القوى السياسية على أساس البرامج السياسية لإنهاء حالة التخندق الطائفي) لذلك كان حزب الفضيلة السباق في الاستجابة الفورية لتفعيل المشروع الإصلاحي الوطني وبرمجته بالانسحاب المبارك من الائتلاف .
    لقد كان الخروج من شرنقة التكتل الطائفي خطوة جبارة لتحطيم التخندقات التي وضعت لسبب او أخر ، وربما إذا كان هناك مبرر لإنشائها في تلك الظروف التي قد تكون استوجبت مثل هذه الائتلافات فأن بقائها بعد انتهاء مبرراته لا يوجد مسوغ له وليس هناك مغزى أو معنى بأن ينتظر من يريد الإصلاح او يتشدق اعلاميا بالتنظير للتغيير دون ان يبادر الى الحراك منتظرا مبادرة من الطرف الأخر الغارق في الطائفية من رأسه الى اخمس قدميه مع الى افتقاده الإرادة الحرة .
    بالإضافة الى ذلك فأن بنود الاتفاق الموقع بين الأطراف المشكلة للائتلاف اصبحت حبرا على ورق بسبب الممارسات الاستبدادية لبعض مكوناته والاستئثار بالقرار ومصادرة الوجود السياسي للمكونات الوطنية الأخرى المشاركة في الائتلاف والتي بين سماحة المرجع اليعقوبي جزءا منها في خطابه المرجعية الشاهدة تدين ردود أفعال كتلة الائتلاف والذي صدر بعد المواقف المتشنجة والعدوانية التي صدرت من بعض الائتلافيين وفي هذا الصدد يقول سماحته (إن هذه التصرفات تثبت صدق دعاوى حزب الفضيلة الإسلامي بان القوى المتنفذة في الائتلاف مارست معهم أسوا حالات الظلم والإقصاء ومصادرة الحقوق والإلغاء التام والإهانة والازدراء).
    لذلك كان القرار التاريخي للحزب بالتوكل على الله وهو حسبه ومسددا بتوجيهات مرجعيته الرشيدة ومتكئا على إرادته الصادقة وعقيدته الراسخة وعزمه الذي لا يلين ليوقف المستبدين ويتحدى الوصاية المفروضة على كل من ينضوي تحت عباءة الائتلاف وليقلب حسابات المراهنين على التشكيك بمثل هذا الموقف التاريخي رأسا على عقب بتلك الصحوة السياسية المميزة الواعية والصولة السياسية الكبرى في مضمار الساحة العراقية وليسقطوا كل الرهانات الخاسرة للعاجزين والمتسلطين على رقاب العراقيين دون ان يعير لعويل المستأثرين والخاضعين بالاً .
    وبلا أدنى شك فأن مشروع الفضيلة الوطني اسقط الكثير من المشاريع التي راهن عليها البعض لتفتيت النسيج الاجتماعي العراقي ومنها مشروع تقسيم العراق الى ثلاث دويلات على أساس طائفي وقومي وهو ما لا زالت تعمل عليه الكثير من القوى الداخلية والخارجية وفي مقدمتها الاحتلال وبعض الدول الإقليمية .
    كما ان من ثمار ونتائج الانتفاضة السياسية لحزب لفضيلة هو تلك الصحوة التي شهدتها الساحة العراقية ابتدءا من انتفاضة عشائر المنطقة الغربية ضد الإرهاب التكفيري الدخيل والتي لقنت خلالها تلك العشائر العراقية الأصيلة الاحتلال الأمريكي والحكومة العاجزة والقوى السياسية الغارقة في مصالحها الفئوية درساً في كيفية استنهاض الروح الوطنية لدحر أعداء العراق وشعبه وهزيمة قوى الظلام المأجورة .
    أن (إعادة نسج خيوط الترابط الوطني بين المكونات الاجتماعية والسياسية في العراق) كان الهدف الرئيسي الثاني لإعلان الحزب انسحابه من الائتلاف بعد أن واجه هذا الترابط تخريبا متعمدا استهدف تقطيع أوصال الجسد العراقي الواحد وتوهين للحمة الوطنية وتفريق الصف وهو المسعى الذي عمل عليه كل أعداء العراق وكاد ان يتحقق بشكل كامل لولا اللطف الإلهي والدور الكبير للقيادات الدينية والسياسية الوطنية في عدم توسيع حدود نطاقه .
    لقد استهدف حزب الفضيلة من مشروعه الوطني توضيح حقيقة مفادها أن العملية السياسية إذا ما أريد لها النجاح في العراق فأنها يجب ان تمر بمرحلة نقاهة وطنية يتخلص من خلالها الجميع من التكتلات الضيقة التي اشترك فيها والانطلاق نحو ترسيخ مفهوم مبدأ الشراكة على أسس و برامج سياسية وطنية ليكون الانجاز هو المعيار الشرعي للحكومة القائمة دون ان يخضع تقييم أدائها للمزاج الطائفي او المكاسب السياسية.
    ولان الشجرة لا تقع من أول ضربة فأس فأن الطموح والأمل يبقى في ان تبادر المكونات السياسية للكتل الرئيسية في البدء بمشروع التغيير لخارطة العراق السياسية ولعل انسحاب الكتلة الصدرية من الائتلاف فيما بعد والانسحابات المتكررة في القائمة العراقية والمتوقع ان يستمر دلالة على وجود النية لدى الكثيرين لسعي لإحداث التغيير السياسي المنشود بعد ان توفرت القناعة لديهم بأن مشروع حزب الفضيلة وخطوته الرائدة هي السبيل الوحيد للخلاص من بوتقة العنف الطائفي والفساد الإداري والاستبداد والتأزم السياسي .
    لم يتوانى حزب الفضيلة في سبيل إخراج العراق من الدائرة المغلقة التي وضعه فيها بعض السياسيون المضطربون ان يبادر إلى تقديم الأضاحي تلو الأضاحي من خيرة شباب العراق ومفكريه الذين بذلوا النفس وهو أقصى غاية الجود من اجل استنقاذ الشعب العراقي من براثن التخلف الفكري والشقاق الاجتماعي والفتنة الطائفية وكان أولئك الثلة من المؤمنين هدفا للإرهاب التكفيري والإرهاب السلطوي ما دام الفكر والنظرية الميكيافلية تجمع النقيضين المتأسلمين .
    أن اهم ما تحقق من نتائج ذلك الانسحاب المشهود لأبناء الفضيلة هو بيان الخصوصية التي يتمتع بها فكريا وسياسيا والتي تتجلى بمنهجيته المستقاة من الفكر الرائد والمنهج والهوية الوطنية التي هي من أهم سمات وخصائص مرجعيته الرشيدة وهو ما بانت ملامح معالمه في اكثر من مناسبة ومحفل وحدث سياسي منذ الخروج من شرنقة الائتلاف والى اليوم .
    الفضيلة ربحت رضا الله جل وعلا ورضا رسوله وأهل بيته عليهم صلوات الله وسلامه عندما لاذت بسفن النجاة وانقادت للوصايا الصادرة عنهم بالانقياد للعلماء العاملين والمراجع الناطقين الذين خير من يضرب فيهم مثلا المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي ( دام ظله الوارف) ، والفضيلة اكتسبت ببركات هذا الرضا ثقة الجماهير الواعية والوطنية من أبناء الشعب العراقي بمختلف مكوناته وموزائيكه الاجتماعي والاثني والقومي بشهادة العدو والصديق ودلالة انتماء كل أطياف الشعب العراقي إلى تياره السياسي .
    الفضيلة أشعلت شمعة الحرية والتفاؤل بأطروحتها الإصلاحية ونهجها التغييري ولم تلعن الاخر وتبقى مكتوفة الأيدي ، فتحية لها في يوم ذكرى انطلاق مشروعها الوطني .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, يوم أمس, 05:42 AM
استجابة 1
17 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:28 PM
ردود 0
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:20 PM
ردود 0
7 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-10-2018, 03:13 PM
ردود 17
1,554 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X