منقول
......................
فض غشاء البكارة بالجنة.
يقول تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } يس55؛
إن تفسير هذه الآية يُعبر بحق عن حُمق الفكر السلفي البدائي عن معنى الشغل والانشغال بالجنة، أو ربما عبَّر عن حقيقة المدسوسات على الفقه السلفي الذي يزأر به دعاة السلفية، ويعتبرونه وأنفسهم من أرقى العلوم والفكر، وما أراه إلا فكرا بدائيا لابد له من الرحيل.
ومن الطبيعي أن يكون لكلماتي وقعٌ قاس على أشياخ السلفية بالعصر الحديث، الذين يفتنون الناس بقولهم ان منهاجهم القرءان والسُّنَة بفهم سلف الأمة، فيا ليتهم ابتعدوا قدر الإمكان عن كثير من منقولات السلف التراثية، وليحكِّموا عقولهم فيما بين أيديهم من التراث، فذلك أفضل لهم عند مليكهم، والآن لنبدأ رحلة تفسير تلك الآية مع التفاسير المُختلفة، والمتخلّفة المنطق في تفسير بعض الآيات وبخاصة تلك الآية، وهي التفاسير التي يُقدسها الناس ليل نهار ولا يحيدون عنها.
فالشغل الذي تصوروه لأهل الجنة هو فَضُّ أبكار العذارى من الحور العين،... تصوروا ألا يمكن أن يكون تفسير تلك الآية عن الشغل إلا التّلذذ بالعملية الجنسية بفض أغشية البكارة، أهذا هو ما استهدفه الله لمتعة نفوسهم أم أنه انحطاط التفسير عن أن يصل لأي ظل من حقيقة شغل أهل الجنة، أو قل هو التفسير بالهوى، وحتى لا أُتهم بأني أخترع هذا من عند نفسي، وحتى تعلموا بأن دعوتي لتنقية التراث من العبث السلفي المقدس في محلها، سأستعرض لكم بعض ما ورد ببعض التفاسير عن تلك الآية الكريمة.
(1): تفسير ابن كثير
قال عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المُسَيّب، وعِكْرِمَة، والحسن، وقتادة، والأعمش، وسليمان التيمي، والأوزاعي في قوله: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } قالوا: شغلهم افتضاض الأبكار.
وقال أبو حاتم: إنما هو افتضاض الأبكار.
(2): تفسير الماوردي.....قوله عز وجل : { إن أصحاب الجنة اليوم في شُغُل فاكهون } فيه أربعة أقاويل :أحدها : في افتضاض الأبكار ، قاله الحسن وسعيد بن جبير وابن مسعود وقتادة .
(3): التفسير الوجيز.....{ إن أصحاب الجنة اليوم في شغل } بافتضاض الأبكار { فاكهون} ناعمون فرحون مُعجبون.
(4): تفسير السمرقندي.......قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : حدّثنا محمد بن الفضل بإسناده عن عكرمة في قوله : { فِى شُغُلٍ فاكهون } قال في افتضاض الأبكار .
(5):تفسير أبي السعود......وإمَّا أنَّ المرادَ به افتضاضُ الأبكارِ.
(6):تفسير ابن عبد السلام.
{ شُغُلٍ } عما يلقاه أهل النار، أو افتضاض الأبكار، أو الطرب أو النعمة.
(7):تفسير الألوسي.........وعن ابن عباس . وابن مسعود . وقتادة هو افتضاض الأبكار وهو المروي عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس ضرب الأوتار.
(8): تفسير البحر....وبعضهم خص هذا الشغل بافتضاض الأبكار، قاله ابن عباس.
(9): تفسير البغوي.....واختلفوا في معنى الشغل، قال ابن عباس: في افتضاض الأبكار، وقال وكيع بن الجراح: في السماع.
(10): تفسير الثعالبي.....وقوله تعالى: { إِنَّ أصحاب الجنة اليوم فِى شُغُلٍ } قال ابن عباس وغيره : هو افْتِضَاضُ الأبكار .وقال ابن عباس أيضاً : هو سماع الأوتارِ .
(11): تفسير الجلالين......"إنَّ أَصْحَاب الْجَنَّة الْيَوْم فِي شُغْل" بِسُكُونِ الْغَيْن وَضَمّهَا عَمَّا فِيهِ أَهْل النَّار مِمَّا يَتَلَذَّذُونَ بِهِ كَافْتِضَاضِ الْأَبْكَار.
(12): تفسير الرازي......قيل افتضاض الأبكار وهذا ما ذكرناه في الوجه الثالث أن الإنسان قد يترجح في نظره الآن مداعبة الكواعب فيقول في الجنة ألتذ بها .
(13): تفسير السعدي.....في شغل مفكه للنفس، مُلِذِّ لها، من كل ما تهواه النفوس، وتلذه العيون، ويتمناه المتمنون. ومن ذلك افتضاض العذارى الجميلات.
(14): تفسير الطبري.......فقال بعضهم: ذلك افتضاض العذارَى.
(15): تفسير القشيري..... ويقال شَغَلَ نفوسهم بشهواتها حتى يخلص الشهود لأسرارهم على غيبةٍ من إحساس النَّفْس الذي هو أصعب الرُّقباء، ولا شيء أعلى من رؤية الحبيب مع فَقْدِ الرقيب.
(16): تفسير النسفي......وهو افتضاض الأبكار على شط الأنهار تحت الأشجار.
(17): تفسير حقي.......ثم ان الشغل فُسِّر على وجوه بحسب اقتضاء مقام البيان ذلك منها افتضاض الأبكار وفى الحديث « ان الرجل ليعطى قوة مائةِ رجلٍ فى الاكل والشرب والجماع ».
(18): تفسير مقاتل........{ فِي شُغُلٍ } يعنى شغلوا بالنعيم، بافتضاض العذارى عن ذكر أهل النار فلا يذكرونهم ولا يهتمون بهم.
(19): تفسير فتح القدير.......وقال قتادة ، ومجاهد : شغلهم ذلك اليوم بافتضاض العذارى . وقال وكيع : شغلهم بالسماع.
(20): تفسير ابن عجيبة......في شغل لا يوصف؛ لِعظم بهجته وجماله. فالتنكير للتعظيم، وهو افتضاض الأبكار، على شط الأنهار، تحت الأشجار، أو سماع الأوتار في ضيافة الجبار . وعن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما قيل : يا رسول الله أَنُفْضِي إلى نسائنا في الجنة، كما نُفضي إليهن في الدنيا؟، قال: « نعم، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليُفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء »، وعن أبي أمامة : سئل رسول الله r: هل يتناكح أهل الجنة؟ فقال: « نعم، بِذَكَرٍ لا يمَلُّ، وشهوة لا تنقطع، دحْماً دحْماً » قال في القاموس : دحمه كمنعه: دفعُه شديداً. وعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله r: « أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً »، وقال أبو الدرداء :« ليس في الجنة مَنِّي ».
وبعد أن قرأت عشرين تفسيرا تؤكد أن متعة الجنة هي فض غشاء البكارة، ألا يدل ذلك عن بدائية الفكر السلفي الذي له أتباع بالملايين يتصورون بأنهم على الحق المبين، ويقدمون فقه الرواية على فقه الآية بل ويعبثون أيضا بفقه الآية.
وأستهدف من ذلك أن يُعمل كل مسلم عقله في كل ما يُقال له أو يقرؤه، ولا يغتر بفقه أو قول منسوب للقدماء لأن كل هذه الأهازيج ما هي إلا موروثات جنسية تداعب شبق البعض في الدنيا، فيتصورون الآخرة ومشتهياتها كالدنيا وشهواتهم..
واسمحوا لي أن أستطرد البيان في رفض ما جاءت به التفاسير عن قوله تعالى: (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) 55 يس؛ حيث ورد بأن شغلهم افتضاض عذرية الأبكار تحت الأشجار على شواطئ الأنهار، وهو ما أرفضه جملة وتفصيلا، فشغل أهل الجنة أرقى وأجل وأعمق وأعلى بكثير من شهوات جنسية مع العذارى، هذا على فرض بأن الحور العين عذارى أو إناث كما يزعمون.
ويقول دعاة السلفية ترويجا لمنهجهم من أنه القرءان والسُّنَة بفهم سلف الأمة، ومن عجيب أنهم اختلفوا في تعريف من السلف، فقال بعضهم: بأنهم الصحابة رضوان الله عليهم، وقال آخرون الصحابة والتابعون، وقال فريق ثالث بأنهم رجال القرون الثلاث الهجرية الأولى، فهكذا تجد معنى كلمة سلف الأمة كالمطاط، لكن من المهم أن نعلم إن كان المقصود هم الصحابة رضوان الله عليهم فإن الصحابة الأجلاء لم يورثوا مكتوبا يمكن الاعتماد عليه، وإن ما بأيدينا عنهم أمور منسوبة لهم والله أعلم بصحتها.
وما يعنيني هو تعبير (فهم سلف الأمة)، فسلفنا القديم كان لا يتحرج في غالبه أن يضع الحديث على رسول الله، ولم يكن بالأمة هيئات تحفظ على العلماء علمهم، وبذلك تم الدس على كل تراثنا، وحتى كتاب البخاري لم يسلم من هذا الدس، وتم الدس بالمراجع الأخرى تحت مسمى قال ابن مسعود وابن عباس والأعمش وابن قتيبة وهكذا.
لقد استطاع أهل الدس وباستغلال عواطفنا ونهجنا لتقديس القديم والقدماء أن يبثوا سموم الغدر في الحديث النبوي وتفسير القرءان والتراث البشري عموما، فإذا ما أضفت لهذا كله اختلاف العلماء في كل المسائل تقريبا، فإننا نكون بصدد صورة مشوشة وغير محددة عن تعبير (فهم سلف الأمة).
وحيث لم تملك أقوال الصحابة من العناية ما تميز به الحديث النبوي، فلقد احتلت مفاهيم منسوب صدورها للأجلاء مكان الصدارة في عقولنا حتى صارت إرثا تتناقله الأجيال ومنها ما هو فهم جنسي نابع عن شبق غريزي لأنفس ما ارتوت من العلم والفقه قدر رويتها من الهوى والمزاج.
فتجدنا ما أن يُذكر تعبير (الحور العين) إلا ويقفز للعقل المسلم مخيلة بنات الهوى والعملية الجنسية، وما ذلك إلا موروث عن فهم سلف الأمة الذي كان يجب أن يوضع موضع التمحيص مثل حديث الرسول تماما بتمام، لكن لأن العلم لم يكن من خصائص الأمة وإن اشتغل به البعض لذلك تجد تلك المفاهيم قد تناقلتها الأجيال لتجد من يروج لها من أصحاب اللحى الذين يقولون بأنهم على القرءان والسُّنَة بفهم سلف الأمة.
إن الله خلق الزوجين الذكر والأنثى سواء بسواء، فهل جُعلت المرأة لمتعة الرجل ولم يجعل الرجل لمتعة المرأة؟!، وهل ميّز الله الرجل جنسيا بالآخرة فجعل له الحور العين بالجنة وضاعف له الفحولة للاستمتاع بهن، بينما لم يجعل للمرأة بالجنة إلا رجلا واحدا، إن أصحاب هذا الفكر الموروث يسحبون قانون وشهوات الدنيا ليتخيلوها ويختالوا بها على أنها تكون بالآخرة، أيكون قانون الحياة هو ذاته قانون الآخرة...بالطبع لا، لأن قانون الدنيا به تكليف وممنوعات ومحرمات، بينما الآخرة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لذلك فإن تلك المخيلات إنما أصابها عطب الدنيا فشرحت به أمور الآخرة، ثم اعتبرنا نحن قولهم دينا.
وهل تعبير (فجعلناهن أبكارا) تعني غشاء البكارة؟!.
وهل تعبير (لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان) يعني عملية الجماع بين الجنسين، أو يعني دم الطمث الفاسد عند الأنثى؟.
إن هذه موروثاتنا التي تتقافز إلى مخيلات السلفيين ليدينوا بها وهم يفخرون بمذهبهم المنتمي إليها، بل تقفز لمخيلة الجميع حين تلاوتهم للقرءان، فهي بالتراكيب المخية للأمة، فهل يا ترى نحن أسرى لتلك المفاهيم، أَوَ لا يوجد تأويل أكثر عمقا، وأكثر رقيا، وأنسب للسياق القرءاني من تلك الموروثات الجنسية، أم ان مفهوم السلف (وإن صح) يعتبر دينا وقيدا على القرءان وعلى الأمة إلى يوم القيامة، وبخاصة أن وراءه جماعات ودول ترعى ذلك الفكر تحت ستار مصطلح (فهم السلف) وتجعله أمرا مقدسا.
......................
فض غشاء البكارة بالجنة.
يقول تعالى: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } يس55؛
إن تفسير هذه الآية يُعبر بحق عن حُمق الفكر السلفي البدائي عن معنى الشغل والانشغال بالجنة، أو ربما عبَّر عن حقيقة المدسوسات على الفقه السلفي الذي يزأر به دعاة السلفية، ويعتبرونه وأنفسهم من أرقى العلوم والفكر، وما أراه إلا فكرا بدائيا لابد له من الرحيل.
ومن الطبيعي أن يكون لكلماتي وقعٌ قاس على أشياخ السلفية بالعصر الحديث، الذين يفتنون الناس بقولهم ان منهاجهم القرءان والسُّنَة بفهم سلف الأمة، فيا ليتهم ابتعدوا قدر الإمكان عن كثير من منقولات السلف التراثية، وليحكِّموا عقولهم فيما بين أيديهم من التراث، فذلك أفضل لهم عند مليكهم، والآن لنبدأ رحلة تفسير تلك الآية مع التفاسير المُختلفة، والمتخلّفة المنطق في تفسير بعض الآيات وبخاصة تلك الآية، وهي التفاسير التي يُقدسها الناس ليل نهار ولا يحيدون عنها.
فالشغل الذي تصوروه لأهل الجنة هو فَضُّ أبكار العذارى من الحور العين،... تصوروا ألا يمكن أن يكون تفسير تلك الآية عن الشغل إلا التّلذذ بالعملية الجنسية بفض أغشية البكارة، أهذا هو ما استهدفه الله لمتعة نفوسهم أم أنه انحطاط التفسير عن أن يصل لأي ظل من حقيقة شغل أهل الجنة، أو قل هو التفسير بالهوى، وحتى لا أُتهم بأني أخترع هذا من عند نفسي، وحتى تعلموا بأن دعوتي لتنقية التراث من العبث السلفي المقدس في محلها، سأستعرض لكم بعض ما ورد ببعض التفاسير عن تلك الآية الكريمة.
(1): تفسير ابن كثير
قال عبد الله بن مسعود، وابن عباس، وسعيد بن المُسَيّب، وعِكْرِمَة، والحسن، وقتادة، والأعمش، وسليمان التيمي، والأوزاعي في قوله: { إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ } قالوا: شغلهم افتضاض الأبكار.
وقال أبو حاتم: إنما هو افتضاض الأبكار.
(2): تفسير الماوردي.....قوله عز وجل : { إن أصحاب الجنة اليوم في شُغُل فاكهون } فيه أربعة أقاويل :أحدها : في افتضاض الأبكار ، قاله الحسن وسعيد بن جبير وابن مسعود وقتادة .
(3): التفسير الوجيز.....{ إن أصحاب الجنة اليوم في شغل } بافتضاض الأبكار { فاكهون} ناعمون فرحون مُعجبون.
(4): تفسير السمرقندي.......قال الفقيه أبو الليث رحمه الله : حدّثنا محمد بن الفضل بإسناده عن عكرمة في قوله : { فِى شُغُلٍ فاكهون } قال في افتضاض الأبكار .
(5):تفسير أبي السعود......وإمَّا أنَّ المرادَ به افتضاضُ الأبكارِ.
(6):تفسير ابن عبد السلام.
{ شُغُلٍ } عما يلقاه أهل النار، أو افتضاض الأبكار، أو الطرب أو النعمة.
(7):تفسير الألوسي.........وعن ابن عباس . وابن مسعود . وقتادة هو افتضاض الأبكار وهو المروي عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه ، وفي رواية أخرى عن ابن عباس ضرب الأوتار.
(8): تفسير البحر....وبعضهم خص هذا الشغل بافتضاض الأبكار، قاله ابن عباس.
(9): تفسير البغوي.....واختلفوا في معنى الشغل، قال ابن عباس: في افتضاض الأبكار، وقال وكيع بن الجراح: في السماع.
(10): تفسير الثعالبي.....وقوله تعالى: { إِنَّ أصحاب الجنة اليوم فِى شُغُلٍ } قال ابن عباس وغيره : هو افْتِضَاضُ الأبكار .وقال ابن عباس أيضاً : هو سماع الأوتارِ .
(11): تفسير الجلالين......"إنَّ أَصْحَاب الْجَنَّة الْيَوْم فِي شُغْل" بِسُكُونِ الْغَيْن وَضَمّهَا عَمَّا فِيهِ أَهْل النَّار مِمَّا يَتَلَذَّذُونَ بِهِ كَافْتِضَاضِ الْأَبْكَار.
(12): تفسير الرازي......قيل افتضاض الأبكار وهذا ما ذكرناه في الوجه الثالث أن الإنسان قد يترجح في نظره الآن مداعبة الكواعب فيقول في الجنة ألتذ بها .
(13): تفسير السعدي.....في شغل مفكه للنفس، مُلِذِّ لها، من كل ما تهواه النفوس، وتلذه العيون، ويتمناه المتمنون. ومن ذلك افتضاض العذارى الجميلات.
(14): تفسير الطبري.......فقال بعضهم: ذلك افتضاض العذارَى.
(15): تفسير القشيري..... ويقال شَغَلَ نفوسهم بشهواتها حتى يخلص الشهود لأسرارهم على غيبةٍ من إحساس النَّفْس الذي هو أصعب الرُّقباء، ولا شيء أعلى من رؤية الحبيب مع فَقْدِ الرقيب.
(16): تفسير النسفي......وهو افتضاض الأبكار على شط الأنهار تحت الأشجار.
(17): تفسير حقي.......ثم ان الشغل فُسِّر على وجوه بحسب اقتضاء مقام البيان ذلك منها افتضاض الأبكار وفى الحديث « ان الرجل ليعطى قوة مائةِ رجلٍ فى الاكل والشرب والجماع ».
(18): تفسير مقاتل........{ فِي شُغُلٍ } يعنى شغلوا بالنعيم، بافتضاض العذارى عن ذكر أهل النار فلا يذكرونهم ولا يهتمون بهم.
(19): تفسير فتح القدير.......وقال قتادة ، ومجاهد : شغلهم ذلك اليوم بافتضاض العذارى . وقال وكيع : شغلهم بالسماع.
(20): تفسير ابن عجيبة......في شغل لا يوصف؛ لِعظم بهجته وجماله. فالتنكير للتعظيم، وهو افتضاض الأبكار، على شط الأنهار، تحت الأشجار، أو سماع الأوتار في ضيافة الجبار . وعن أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما قيل : يا رسول الله أَنُفْضِي إلى نسائنا في الجنة، كما نُفضي إليهن في الدنيا؟، قال: « نعم، والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليُفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء »، وعن أبي أمامة : سئل رسول الله r: هل يتناكح أهل الجنة؟ فقال: « نعم، بِذَكَرٍ لا يمَلُّ، وشهوة لا تنقطع، دحْماً دحْماً » قال في القاموس : دحمه كمنعه: دفعُه شديداً. وعن أبي سعيد الخدري قال رسول الله r: « أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عادوا أبكاراً »، وقال أبو الدرداء :« ليس في الجنة مَنِّي ».
وبعد أن قرأت عشرين تفسيرا تؤكد أن متعة الجنة هي فض غشاء البكارة، ألا يدل ذلك عن بدائية الفكر السلفي الذي له أتباع بالملايين يتصورون بأنهم على الحق المبين، ويقدمون فقه الرواية على فقه الآية بل ويعبثون أيضا بفقه الآية.
وأستهدف من ذلك أن يُعمل كل مسلم عقله في كل ما يُقال له أو يقرؤه، ولا يغتر بفقه أو قول منسوب للقدماء لأن كل هذه الأهازيج ما هي إلا موروثات جنسية تداعب شبق البعض في الدنيا، فيتصورون الآخرة ومشتهياتها كالدنيا وشهواتهم..
واسمحوا لي أن أستطرد البيان في رفض ما جاءت به التفاسير عن قوله تعالى: (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون) 55 يس؛ حيث ورد بأن شغلهم افتضاض عذرية الأبكار تحت الأشجار على شواطئ الأنهار، وهو ما أرفضه جملة وتفصيلا، فشغل أهل الجنة أرقى وأجل وأعمق وأعلى بكثير من شهوات جنسية مع العذارى، هذا على فرض بأن الحور العين عذارى أو إناث كما يزعمون.
ويقول دعاة السلفية ترويجا لمنهجهم من أنه القرءان والسُّنَة بفهم سلف الأمة، ومن عجيب أنهم اختلفوا في تعريف من السلف، فقال بعضهم: بأنهم الصحابة رضوان الله عليهم، وقال آخرون الصحابة والتابعون، وقال فريق ثالث بأنهم رجال القرون الثلاث الهجرية الأولى، فهكذا تجد معنى كلمة سلف الأمة كالمطاط، لكن من المهم أن نعلم إن كان المقصود هم الصحابة رضوان الله عليهم فإن الصحابة الأجلاء لم يورثوا مكتوبا يمكن الاعتماد عليه، وإن ما بأيدينا عنهم أمور منسوبة لهم والله أعلم بصحتها.
وما يعنيني هو تعبير (فهم سلف الأمة)، فسلفنا القديم كان لا يتحرج في غالبه أن يضع الحديث على رسول الله، ولم يكن بالأمة هيئات تحفظ على العلماء علمهم، وبذلك تم الدس على كل تراثنا، وحتى كتاب البخاري لم يسلم من هذا الدس، وتم الدس بالمراجع الأخرى تحت مسمى قال ابن مسعود وابن عباس والأعمش وابن قتيبة وهكذا.
لقد استطاع أهل الدس وباستغلال عواطفنا ونهجنا لتقديس القديم والقدماء أن يبثوا سموم الغدر في الحديث النبوي وتفسير القرءان والتراث البشري عموما، فإذا ما أضفت لهذا كله اختلاف العلماء في كل المسائل تقريبا، فإننا نكون بصدد صورة مشوشة وغير محددة عن تعبير (فهم سلف الأمة).
وحيث لم تملك أقوال الصحابة من العناية ما تميز به الحديث النبوي، فلقد احتلت مفاهيم منسوب صدورها للأجلاء مكان الصدارة في عقولنا حتى صارت إرثا تتناقله الأجيال ومنها ما هو فهم جنسي نابع عن شبق غريزي لأنفس ما ارتوت من العلم والفقه قدر رويتها من الهوى والمزاج.
فتجدنا ما أن يُذكر تعبير (الحور العين) إلا ويقفز للعقل المسلم مخيلة بنات الهوى والعملية الجنسية، وما ذلك إلا موروث عن فهم سلف الأمة الذي كان يجب أن يوضع موضع التمحيص مثل حديث الرسول تماما بتمام، لكن لأن العلم لم يكن من خصائص الأمة وإن اشتغل به البعض لذلك تجد تلك المفاهيم قد تناقلتها الأجيال لتجد من يروج لها من أصحاب اللحى الذين يقولون بأنهم على القرءان والسُّنَة بفهم سلف الأمة.
إن الله خلق الزوجين الذكر والأنثى سواء بسواء، فهل جُعلت المرأة لمتعة الرجل ولم يجعل الرجل لمتعة المرأة؟!، وهل ميّز الله الرجل جنسيا بالآخرة فجعل له الحور العين بالجنة وضاعف له الفحولة للاستمتاع بهن، بينما لم يجعل للمرأة بالجنة إلا رجلا واحدا، إن أصحاب هذا الفكر الموروث يسحبون قانون وشهوات الدنيا ليتخيلوها ويختالوا بها على أنها تكون بالآخرة، أيكون قانون الحياة هو ذاته قانون الآخرة...بالطبع لا، لأن قانون الدنيا به تكليف وممنوعات ومحرمات، بينما الآخرة فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، لذلك فإن تلك المخيلات إنما أصابها عطب الدنيا فشرحت به أمور الآخرة، ثم اعتبرنا نحن قولهم دينا.
وهل تعبير (فجعلناهن أبكارا) تعني غشاء البكارة؟!.
وهل تعبير (لم يطمثهن قبلهم إنس ولا جان) يعني عملية الجماع بين الجنسين، أو يعني دم الطمث الفاسد عند الأنثى؟.
إن هذه موروثاتنا التي تتقافز إلى مخيلات السلفيين ليدينوا بها وهم يفخرون بمذهبهم المنتمي إليها، بل تقفز لمخيلة الجميع حين تلاوتهم للقرءان، فهي بالتراكيب المخية للأمة، فهل يا ترى نحن أسرى لتلك المفاهيم، أَوَ لا يوجد تأويل أكثر عمقا، وأكثر رقيا، وأنسب للسياق القرءاني من تلك الموروثات الجنسية، أم ان مفهوم السلف (وإن صح) يعتبر دينا وقيدا على القرءان وعلى الأمة إلى يوم القيامة، وبخاصة أن وراءه جماعات ودول ترعى ذلك الفكر تحت ستار مصطلح (فهم السلف) وتجعله أمرا مقدسا.
تعليق