قال السيد علي السيستاني حفظه الله في تقريرات تعارض الأدلة ص239-241 : ولعل أصحاب الإمام الصادق عليه السلام كانوا خاضعين لثقافة العصر وموجاته الفكرية أكثر في حين أن في زمان الإمام الباقر عليه السلام لم يكن كذلك من حيث الشدة , ولذلك كان الإمام الصادق عليه السلام يستعمل المداراة أكثر.
ومثلها في في الوسائل حيث ورد عن زرارة عن أبي حعفر عليه السلام أنه قال ( القنوت في كل الصلوات ) قال محمد بن مسلم : فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال ( أما من يشكك فيه فما جهر فيه بالقراءة ) . والتعبير - كما هو ملاحظ - فيه نحو من الكتمان .
وفي الوسائل بسند معتبر عن عثمان بن زياد أنه دخل على أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل : إني سألت أباك عن الوضوء ; فقال مرة مرة فما تقول أنت ؟ فقال عليه السلام : ( إنك لن تسألني عن هذه المسألة إلا و أنت ترى إني أُخالف أبي , فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً و خلل أصابعك ).
ومثلها رواية أبي بصير -وهي ضعيفة بعلي بن أبي حمزة - قلت لأبي عبد الله عليه السلام : متى أصلي ركعتي الفجر ؟ فقال (بعد طلوع الفجر ) قلت له إن أبا جعفر أمرني أن أصليها قبل طلوع الفجر ؟ فقال : (يا أبا محمد إن الشيعة أتوا أبي مستشدين فأفتاهم بمر الحق , و أتوني شكّاكاً فأفتيهم بالتقية ) .
فيعلم من هذه الأخبار أن الأئمة الطاهرين عليهم السلام كانوا يسترون الواقع عن السائل أحياناً , أو يظهرون خلافه , مداراة له لجهات نستعرض بعضها .
الجهة الأولى : التلمذة للمخالفين : فإن التلمذة تؤثر بصورة طبيعية في غرس أفكار الأستاذ ورسوخها في ذهن التلميذ وتشتد الحالة فيها إذا كان التلميذ شاباً أو صغيراً ; فإنه يكون سريع التأثر بأستاذه وبالايحاءات و التلقينات التي تملى عليه , فلا يكون من الجهة النفسية على استعداد لسماع ما يخالف تلك الأفكار , أو المرتكزات و كان بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام ومن الشيعة , ولكنهم تتلمذوا عند بعض علماء السنة , لذلك ربما تغرس أحكام العامة و بمانيهم في أذهانهم بحيث يستغربون في البداية من سماع ما يخالفها , وربما لا يتقبلونها .
ينقل الكشي أن العياشي نقل عن علي بن الحسين بن فضال أنه قال : (وكان الحكم من فقهاء العامة , وكان أستاذ زرارة وحمران و الطبار قبل أن يروا هذا الأمر )
وربما كانت اراء الحكم بن عيينة مغروسة في أذهانهم لذلك حين اطلع زرارة على صحيفة الفرائض في الرواية السابقة , استغرب , لمخالفتها لما في أيدي الناس , وهذه الحالة تفض كتمان بعض الأحكام والارا الحقة في البداية حتى يصبح مستعد فيلقيها إليه .
منه يظهر السر في تأكيد الأئمة عليهم السلام على ضرورة تعليم الصبيان أحاديث أهل البيت : قبل الاطلاع على غيرها , فإن الصبي إذا استأنس بأحاديث أهل البيت , و تركزت أفكارهم و معتقداتهم في ذهنه فإنه لا يتأثر بعده بأفكار المذاهب و التيارات و المبادئ الأخرى, وتصون مرتكزاته عن الانحراف .
أما لو تركزت في ذهنه الأفكار المخالفة المخالفة , فربما يصعب مواجهتها و إزالتها , كما يلاحظ أمثال هذا التأكيد في روايات أحكام الأولاد كما في الوسائل .
وهذا أمر طبيعي , فقد ذكر في الكتب التي تبحث عن تاريخ الأندلس أن النصارى حينما سيطروا على الأندلس , أخذوا على المسلمين أن يكون التعليم بيدهم , و المعلمون من النصارى .
فكان استيلاؤهم على التعليم و التدريس من العوامل الرئبسية لانقراض المسلمين في اسبانيا وتنصّرها كما نراه اليوم , ولعل هذه هي حالة بعض طلاب المسلمين أو غيرهم الذين يذهبون للغرب دون أن يتعرفوا على الإسلام قبل ذهابهم ; فإنهم يختلفون في مستوى الإيمان و الحصانة العقائدية مع من يتعرف على الإسلام و المعتقدات الحفة قبل ذهابه .
ومثلها في في الوسائل حيث ورد عن زرارة عن أبي حعفر عليه السلام أنه قال ( القنوت في كل الصلوات ) قال محمد بن مسلم : فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال ( أما من يشكك فيه فما جهر فيه بالقراءة ) . والتعبير - كما هو ملاحظ - فيه نحو من الكتمان .
وفي الوسائل بسند معتبر عن عثمان بن زياد أنه دخل على أبي عبد الله عليه السلام فقال له رجل : إني سألت أباك عن الوضوء ; فقال مرة مرة فما تقول أنت ؟ فقال عليه السلام : ( إنك لن تسألني عن هذه المسألة إلا و أنت ترى إني أُخالف أبي , فتوضأ ثلاثاً ثلاثاً و خلل أصابعك ).
ومثلها رواية أبي بصير -وهي ضعيفة بعلي بن أبي حمزة - قلت لأبي عبد الله عليه السلام : متى أصلي ركعتي الفجر ؟ فقال (بعد طلوع الفجر ) قلت له إن أبا جعفر أمرني أن أصليها قبل طلوع الفجر ؟ فقال : (يا أبا محمد إن الشيعة أتوا أبي مستشدين فأفتاهم بمر الحق , و أتوني شكّاكاً فأفتيهم بالتقية ) .
فيعلم من هذه الأخبار أن الأئمة الطاهرين عليهم السلام كانوا يسترون الواقع عن السائل أحياناً , أو يظهرون خلافه , مداراة له لجهات نستعرض بعضها .
الجهة الأولى : التلمذة للمخالفين : فإن التلمذة تؤثر بصورة طبيعية في غرس أفكار الأستاذ ورسوخها في ذهن التلميذ وتشتد الحالة فيها إذا كان التلميذ شاباً أو صغيراً ; فإنه يكون سريع التأثر بأستاذه وبالايحاءات و التلقينات التي تملى عليه , فلا يكون من الجهة النفسية على استعداد لسماع ما يخالف تلك الأفكار , أو المرتكزات و كان بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام ومن الشيعة , ولكنهم تتلمذوا عند بعض علماء السنة , لذلك ربما تغرس أحكام العامة و بمانيهم في أذهانهم بحيث يستغربون في البداية من سماع ما يخالفها , وربما لا يتقبلونها .
ينقل الكشي أن العياشي نقل عن علي بن الحسين بن فضال أنه قال : (وكان الحكم من فقهاء العامة , وكان أستاذ زرارة وحمران و الطبار قبل أن يروا هذا الأمر )
وربما كانت اراء الحكم بن عيينة مغروسة في أذهانهم لذلك حين اطلع زرارة على صحيفة الفرائض في الرواية السابقة , استغرب , لمخالفتها لما في أيدي الناس , وهذه الحالة تفض كتمان بعض الأحكام والارا الحقة في البداية حتى يصبح مستعد فيلقيها إليه .
منه يظهر السر في تأكيد الأئمة عليهم السلام على ضرورة تعليم الصبيان أحاديث أهل البيت : قبل الاطلاع على غيرها , فإن الصبي إذا استأنس بأحاديث أهل البيت , و تركزت أفكارهم و معتقداتهم في ذهنه فإنه لا يتأثر بعده بأفكار المذاهب و التيارات و المبادئ الأخرى, وتصون مرتكزاته عن الانحراف .
أما لو تركزت في ذهنه الأفكار المخالفة المخالفة , فربما يصعب مواجهتها و إزالتها , كما يلاحظ أمثال هذا التأكيد في روايات أحكام الأولاد كما في الوسائل .
وهذا أمر طبيعي , فقد ذكر في الكتب التي تبحث عن تاريخ الأندلس أن النصارى حينما سيطروا على الأندلس , أخذوا على المسلمين أن يكون التعليم بيدهم , و المعلمون من النصارى .
فكان استيلاؤهم على التعليم و التدريس من العوامل الرئبسية لانقراض المسلمين في اسبانيا وتنصّرها كما نراه اليوم , ولعل هذه هي حالة بعض طلاب المسلمين أو غيرهم الذين يذهبون للغرب دون أن يتعرفوا على الإسلام قبل ذهابهم ; فإنهم يختلفون في مستوى الإيمان و الحصانة العقائدية مع من يتعرف على الإسلام و المعتقدات الحفة قبل ذهابه .
تعليق