إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دروس من هدي القران الكريم (يوم القدس العالمي) للسيدحسين بدرالدين الحوثي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دروس من هدي القران الكريم (يوم القدس العالمي) للسيدحسين بدرالدين الحوثي

    دروس من هدي القرآن الكريم









    رقم (1)
    ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
    بتاريخ: 28/9/1422هـ
    اليمن - صعدة

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين َالرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيم َصِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} (الفاتحة1-7).
    اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك الذي اصطفيته لرسالتك, ولإحياء ملّتك, ولإنقاذ عبادك، محمد بن عبد الله صلواتك وسلامك عليه وعلى أهل بيته الذين ساروا بسيرته.
    أيها الأخوة الأعزاء في هذا الشهر الكريم, شهر القرآن {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}(البقرة: من الآية185) هو شهر كما حكى الله عنه شهر القرآن يرجع فيه الناس إلى الله، يرجع فيه الناس إلى هذا القرآن العظيم؛ ليعرفوا كيف يهتدون بهدي الله في كل ما يواجهونه في حياتهم.
    في هذا الشهر الكريم اقترح الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ذلك الرجل العظيم من سلالة بيت النبوة, ومعدن الرسالة أن تكون آخر جمعة من شهر رمضان هي يومٌ يسمى: [يوم القدس العالمي]، دعا الإمام الخميني كل المسلمين في مختلف أقطار الدنيا إلى إحياء هذا اليوم, وتخصيصه لخلق الوعي في صفوفهم, وتهيئة أنفسهم ليكونوا بمستوى المواجهة لأعدائهم.
    ففي عشرين من شهر رمضان [عام 1399 هـ الموافق 15/8/1979 م] أعلن الإمام الخميني هذا المقترح في دعوةٍ, وفي بيانٍ عام وجهه للمسلمين جميعاً قال فيه: ((إنني أدعو كافة المسلمين في جميع أرجاء العالم والدول الإسلامية إلى أن يتحدوا من أجل قطع يد هذا الغاصب ومساعديه - يعني إسرائيل - وأدعو جميع المسلمين في العالم أن يعلنوا آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك الذي يعتبر من أيام ليالي القدر، ويمكنه أن يلعب دوراً مهماً في مصير الشعب الفلسطيني [يوم القدس العالمي], وأن يعلنوا ضمن مراسم هذا اليوم اتحاد المسلمين بجميع طوائفهم في الدفاع عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم)). روح الله الموسوي الخميني. (رحمة الله عليه).
    الإمام الخميني هو الشخص الذي عُرِف بجدّيته في مواجهة أعداء الإسلام كافةً، في مواجهة أمريكا وعدّها [الشيطان الأكبر]، واعتبرها وراء كل ما يلحق بالمسلمين من ذلٍ وإهانةٍ، وغير ذلك من الشرور.
    الإمام الخميني كان رجلاً يفهم المشكلة التي يعاني منها المسلمون، ويعرف الحل والمخرج لهذه الأمة مما تعاني منه، وبعد أن قال هو أنه قد يأس من أن تعمل حكومات المسلمين شيئاً اتجه إلى الشعوب أنفسها، طلب من الشعوب جميعاً أن تجعل هذا اليوم, آخر جمعة من شهر رمضان يوماً يسمى: [يوم القدس العالمي]؛ لتعرف الشعوب نفسها أنها تستطيع من خلال إحياء هذه القضية في مشاعرها، من خلال البحث عن الرؤى الصحيحة التي تحل هذه المشكلة, وترفع عن كاهلها هذه الطامة التي تعاني منها؛ لأن الشعوب هي نفسها المتضررة، أما الحكومات, أما الزعماء فهم غير متضررين، هم غير مكترثين, لا يهمهم ما يرونه بأم أعينهم من المعاناة في مختلف بقاع الدنيا لجميع المسلمين.
    الشعوب هي التي تتضرر، الشعوب هي التي تلحقها الذلة والإهانة، الشعوب هي الضحية، وما لم تتجه الشعوب نفسها إلى أن تهتم بقضيتها، وتتعرف على أعدائها، وتعرف الحل والمخرج من مشكلتها ومصيبتها فلا تتوقع أي شيء آخر من زعمائها أو من غيرهم.
    لأهمية هذا اليوم من وجهة نظر الإمام الخميني (رحمة الله عليه) وهو يتحدث في بيانه عن [يوم القدس العالمي] قال (رحمة الله عليه): ((إن يوم القدس يوم يقظة جميع الشعوب الإسلامية، إن عليهم أن يحيوا ذكرى هذا اليوم. فإذا انطلق المسلمون جميعاً، وانطلقت جميع الشعوب الإسلامية في آخر جمعة من رمضان المبارك في يوم القدس بالمظاهرات والمسيرات فسيكون هذا مقدمة لمنع المفسدين إن شاء الله وإخراجهم من البلاد الإسلامية)).
    ويقول: ((وإنني أرجو جميع المسلمين أن يعظموا يوم القدس, وأن يقوموا في جميع الأقطار الإسلامية في آخر جمعة من الشهر المبارك بالمظاهرات، وإقامة المجالس والمحافل والتجمع في المساجد, ورفع الشعارات فيها. إن يوم القدس يوم إسلامي، ويوم لتعبئة عامة للمسلمين)).
    هذا هو حديث الإمام الخميني (رحمة الله عليه) عن يوم القدس العالمي، وعندما اقترحه هو؛ لأنه رجل يملك رؤية صحيحة، يملك فكراً و رؤية يستطيع أن يقرأ بها كثيراً من الأحداث المستقبلية من خلال تأملات الحاضر, ودراسة الماضي.
    كان الإمام الخميني (رحمة الله عليه) يصرخ, ويصيح في جميع المسلمين, يستثير جميع المسلمين أن يهبوا من يقظتهم, أن ينتبهوا, أن يستشعروا الخطر المحدق بهم. وعرض هو أن باستطاعتهم, وباستطاعة الشعب الإيراني بما يملكه من قوة عسكرية واقتصادية هائلة أن يقف مع جميع المسلمين, وخاصة الدول العربية, وأن باستطاعتهم إذا وقفوا جميعاً أن يضربوا إسرائيل، وأن ينهوا وجود هذا الكيان الغاصب من داخل البلاد الإسلامية.
    الإمام الخميني (رحمة الله عليه) هو الذي أطلق على إسرائيل اسم [الغدة السرطانية] وهو لا زال في حركته الجهادية داخل إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية، وكانت قضية إسرائيل هي من أولى اهتماماته أثناء جهاده في إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية.
    عندما أطلق هذا الاسم على إسرائيل [غدةً سرطانية] معلوم أن السرطان إذا ما ترعرع في أي جسم من أجسام البشر لا بد إما أن يتمكن الإنسان من القضاء عليه واستئصاله وإلا فإنه لا بد أن يُنهي ذلك الجسم، لا بد أن يخلخل ذلك الهيكل الذي نما وترعرع فيه.
    ليؤكد أن إسرائيل ليس من الممكن المصالحة معها, ولا السلام معها, ولا وفاق معها, ولا أي مواثيق أو عهود تبرم معها. إنها دولة يهودية، إنها دولة يهودية طامعة، ليس فقط في فلسطين, وليس فقط في أن تهيمن على رقعةٍ معينةٍ تتمركز فيها، بل إنها تطمح إلى الهيمنة الكاملة على البلاد الإسلامية في مختلف المجالات، وتطمح إلى أن تقيم لها دولة حقيقية من النيل إلى الفرات، من النيل في مصر إلى الفرات في العراق؛ لأن هذه الرقعة هي التي يعتقد اليهود أنها الأرض التي كتبها الله لهم، وهي أرض الميعاد التي لا بد أن تكون تحت سيطرتهم وبحوزتهم، وأن يقيموا عليها دولتهم.
    من أين جاءت هذه الرؤية الصحيحة للإمام الخميني (رحمة الله عليه)؟ من أين جاءت؟ من القرآن الكريم، من القرآن الكريم الذي تحدث عن اليهود كثيراً, ومما قاله عن اليهود, ومما وصفهم به: {أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْداً نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}(البقرة: من الآية100) كلما عاهدوا عهداً، إذا ما عاهد [حزب العمل] عهداً نقضه [حزب اللَّيكود] عندما يتسلم السلطة، إذا ما دخل [اللٍَّيكود] في معاهدات ومواثيق مع الفلسطينيين ومع العرب نقضه [حزب العمل] عندما يتسلم السلطة.
    كم من المعاهدات، كم من المعاهدات قامت في ما بين إسرائيل وبين العرب، بين دول عربية وبين إسرائيل وبين الفلسطينيين، معاهدات [أُوسْلُو] ومعاهدات كثيرة كثيرة، وفي لحظة من اللحظات تتنكر إسرائيل لكل تلك المعاهدات، وما زال العرب وما زال الفلسطينيون أنفسهم يعلنون أمام كل نكث عهد من قبل إسرائيل أنهم متمسكون وملتزمون بمعاهدات السلام، أنهم محافظون على السلام!.
    بل بعبارات تثير الاستغراب، أثناء هذه الأحداث التي ضرب فيها الإسرائيليون الدولة الفلسطينية الوهمية، وتغلغلوا إلى داخل المدن الفلسطينية, وضربوا طائرات الرئيس الفلسطيني, وعملوا كل تلك الأعمال، يأتي من يعلن أحياناً وزير الإعلام الفلسطيني, وأحياناً أمين سر حركة التحرير الفلسطينية، وأحياناً مسئول منهم أي مسئول كان يعلن [أنه يتهم إسرائيل أنها تريد أن تقوض عملية السلام]!.
    بهذه العبارات الباردة: [وأن على أمريكا أن تبادر لتنقذ عملية السلام، وأن إسرائيل - هكذا - مُتّهمة أنها تريد أن تقوض عملية السلام، وأنها مُتهمة أنها تريد أن تقضي على الدولة الفلسطينية]!.
    الإمام الخميني وقف موقفاً ثابتاً، موقفاً ثابتاً, ورؤيةً صحيحةً ثابتةً حدّية: أن فلسطين, أن البلاد العربية أن البلاد الإسلامية كلها لن تسلم من شر اليهود إلا باستئصالهم, والقضاء على كيانهم، أي شيء غير ذلك إنما هو ضياع للوقت، وإتاحة للفرصة أمام إسرائيل أن تتمكن أكثر وأكثر، حتى أنه قال - وفعلاً عندما يقول الإمام الخميني فالشواهد أثبتت أن رؤيته فعلاً واقعية في كثير من الأشياء - قال: ((إن إسرائيل تطمح إلى الاستيلاء على الحرمين الشريفين، وليس فقط على القدس، إسرائيل تطمح للاستيلاء على مكة المكرمة, على الكعبة المشرفة وعلى المدينة المنورة)).
    وفعلاً إسرائيل استطاعت أن تصل إلى درجة لا يوقفها أمام ما تريد أحد.. فالغرب وراءها, والعرب مستسلمون، العرب مهزومون، لا يستطيعون أن يحركوا ساكناً - دولهم بالطبع - دولهم. وإنما المسألة هي مسألة وقت، واليهود يستمرون في خططهم، ويعملون على تهيئة الأجواء المناسبة لأن يقوموا بعمل ما في الوقت المناسب.
    الفلسطينيون أنفسهم عندما تحول جهادهم من جهادٍ لتحرير الأرض من إسرائيل للقضاء على إسرائيل، عندما تحولوا إلى المطالبة من أجل إقامة وطن خاص بهم داخل فلسطين، من أجل إقامة دولة يكون حكمها حكماً ذاتياً فقط وليست دولة بمعنى الكلمة كانوا هم أول من شهد على أنفسهم بالهزيمة، وفعلاً حصل الاعتراف من الفلسطينيين، وأقصد بهذا [منظمة التحرير الفلسطينية] وعرفات.
    الدولة الفلسطينية - كما يقال عنها - حصل منهم الاعتراف بإسرائيل مقابل أن تكون هناك دولة للفلسطينيين، وأن يكون حكمها حكماً ذاتياً، أي أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم بأنفسهم، وتكون دولة لا يجوز أن تقيم لها جيشاً, ولا علاقات خارجية كأي دولة من الدول، حكم ذاتي فقط، ضمن الدولة الإسرائيلية العامة.
    هم وهم يواجهون إسرائيل منذُ فترة طويلة لم يأخذوا دروساً، لم يأخذوا عبراً، لم يرجعوا إلى القرآن الكريم ليستوحوا منه كيف يواجهون هذا العدو اللدود.. لو رجعوا إلى آية واحدة لأعطتهم درساً، إن كل ما يؤملونه في ظل الدولة الإسرائيلية غير ممكن أن يتحقق، الله قال عن اليهود: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً}(النساء:53) والنقير ما هو؟ الحبة البيضاء الصغيرة في ظهر نواة التمر [العَجَمة].
    عندما يكون لليهود سلطة لا يمكن أن يعطوا الآخرين منها ما يعادل نقيراً، فكيف يطمح الفلسطينيون إلى أن بإمكانهم أن يتهيأ لهم إقامة دولة داخل إسرائيل في فلسطين نفسها يقيمون دولة؟! كيف يمكن أن تسمح لهم إسرائيل بذلك؟ وفعلاً لم يحصل هذا، لم تستقر هذه الدولة، لم تستقر إطلاقاً، ورأينا في هذا الشهر كيف ضربتها إسرائيل، ومن الذي استنكر؟ من الذي هب لإنقاذهم؟ من الذي صرخ في وجه إسرائيل؟ لا أحد.
    بل هم الفلسطينيون أنفسهم يتجهون إلى أمريكا يستغيثون بها، يستنجدون بها، وهي هي [الشيطان الأكبر] هي التي وراء إسرائيل. هذه هي المشكلة التي لم يفهمها المسلمون، لم يفهمها الفلسطينيون، حتى عندما يريدون أن نتعاطف معهم، الفلسطينيون الذين قد اعترفوا بإسرائيل, وهم يريدون أن يقيموا حكماً ذاتياً لهم داخل فلسطين، يعترفون بإسرائيل, وتعترف بهم إسرائيل كدولة فلسطينية، يريدون أن نقف معهم ليتحقق لهم هذا المطلب، لم يبق لهم طموح إلى أن ينهوا إسرائيل من الوجود، إلى تحرير الأرض المقدسة من أدناس أقدام الإسرائيليين. هل هذا شيء معقول بالنسبة للمسلمين أن يقفوا مع الفلسطينيين من أجل إقامة حكومة لهم؟.
    لو وقفنا مع دولة عرفات من أجل تحقيق هذا المطلب لكنا قد اعترفنا بإسرائيل ضمناً أن لها حق الوجود في فلسطين، وأنها تعتبر دولة؛ لذلك يجب أن يكون التأييد مع أي حركة تعمل من أجل تحرير الأرض من إسرائيل، من أجل القضاء على إسرائيل، هذه هي التي يجب أن يقف معها المسلمون، ويجب أن تتجه نحوها مساعداتهم, ويتجه نحوها تأييدهم، أما أن نقف موقفاً يعتبر في الحقيقة اعترافاً ضمنياً بإسرائيل فهذا ليس من حق الفلسطينيين أنفسهم، الفلسطينيون أنفسهم ليس من حقهم أن يعترفوا بإسرائيل ثم يريدون منا أن نقف موقفهم.
    قضية إسرائيل ليست قضية تخص الفلسطينيين, إنها قضية المسلمين جميعاً، حتى لو اعترف الفلسطينيون أنفسهم بإسرائيل، حتى لو رضوا بأن يكونوا عبارة عن مواطنين داخل دولة إسرائيل فإنه لا يجوز للمسلمين أن يقروهم على ذلك، ولا يجوز للمسلمين أن يتخلوا عن جهادهم في سبيل إزالة هذه [الغدة السرطانية] كما أطلق عليها الإمام الخميني (رحمة الله عليه).
    الإمام الخميني في رؤيته فهم عمق المشكلة, وواقعها, وفي نفس الوقت قدم الرؤية العملية في الحل لهذه المشكلة.
    وهذا الشيء الذي نفقده الآن.. ألسنا نرى في مختلف وسائل الإعلام الحديث عن ما يقوم به الإسرائيليون في داخل فلسطين من قتل وتخريب للمساكن، ومن استئصال لأشجار الزيتون في المزارع التي تخص الفلسطينيين؟ نسمع ونرى من تلفزيون اليمن, ومن تلفزيون السعودية, وهكذا من كل وسائل الإعلام العربية.. لكن هل تسمع أو ترى رؤية عملية, أو وضعاً لحل صحيح في إنقاذ الفلسطينيين, وفي إنقاذ الأمة من إسرائيل؟ لا.
    ليس هناك أي شيء، وإنما هم يعملون كما تعمل إسرائيل، لا أقل ولا أكثر، حتى وإن تكلموا عن إسرائيل فكلام بأدب، كلام لا يثير مشاعر إسرائيل، كلام لا يجرح مشاعر إسرائيل، فيقولون: [قوات الاحتلال الإسرائيلي] بعبارات لا تساوي ما تعمله إسرائيل بأولئك المساكين، ومع ذلك لا نسمع أحداً يفكر في الحل، أو يهدي إلى حل، أو يرشد إلى المخرج من هذه المشكلة التي تعاني منها الأمة، وفي مقدمتها الفلسطينيون.
    لماذا؟ هل لأن هذه الدول ليست جادة في مواجهة إسرائيل؟ وليست مكترثة مما تعاني منه هذه الأمة بسبب وجود إسرائيل في داخل كيانها؟ أم أنهم لا يفهمون ما هو الحل؟ أم أنهم لا يعرفون ما العمل الذي يعتبر مُجدياً للمخرج من هذه المشكلة الكبيرة؟.
    سواء كانوا غير جادين, أو كانوا غير فاهمين هذا لا يعد مبرراً إطلاقاً, لا يعد مبرراً، ولا أعتقد أنهم يجهلون كيف يمكن أن يكون الحل العملي لإنقاذ الأمة من هذا الكيان الغاصب [إسرائيل], وإنما ليسوا جادين كما قال الإمام الخميني (رحمة الله عليه): أن مشكلة الشعوب في حكوماتهم، حكوماتهم لم تقف بجدية ضد إسرائيل.
    ثم ما هو الحل بالنسبة للشعوب؟ إن ظلت الشعوب تنتظر من دولها أن تقوم بشيء ما في مواجهة إسرائيل فإن هذا لن يتحقق، لن يحصل إطلاقاً؛ لهذا أتجه هو إلى اقتراح [يوم القدس العالمي]، وأن يحيه المسلمون جميعاً في مختلف أقطار الدنيا، وخاصة البلاد العربية.
    لاحظوا بعد أن دعا الإمام الخميني إلى إحياء هذا اليوم هل اهتمت الدول العربية أن تستجيب لرجل عظيم مخلص، رجل هَزّ الغرب فعلاً، رجل أرعب أمريكا، وأرعب دول الاستكبار كلها، وأرعب إسرائيل بحكمته, بشجاعته, برؤيته الصحيحة, في جعل الأمة بمستوى المواجهة الحضارية لأعدائها، في جعل الأمة قادرة على أن تقف على أقدامها مستقلة لا يهيمن عليها أحد من أعدائها، لا أمريكا, ولا بريطانيا, ولا إسرائيل, ولا غيرها.
    هم رأوا بأم أعينهم ما عمله الإمام الخميني من إرباك, وما خلقه من رعب في صدور الأمريكيين والإسرائيليين، وعرفوا هم ورأوا بأم أعينهم مدى اكتراث أمريكا ومختلف دول الغرب من الإمام الخميني (رحمة الله عليه) ومن الثورة الإسلامية.. فلماذا لم يستلهموا من هذا الرجل رؤيته العملية الصحيحة في إنقاذهم هم من إسرائيل؟.
    لم يستجيبوا إطلاقاً، لم يستجب العرب للإمام الخميني! حتى هذا اليوم لم يستجيبوا له أن يحيوه وأن يجعلوه يوماً يُحيى كما دعا إليه الإمام الخميني (رحمة الله عليه) وهم في نفس الوقت يحيون أياماً اقترحها اليهود والنصارى [عيد الأم] [عيد العمال] مناسبات كثيرة [عيد رأس السنة الميلادية] اقترحها اليهود والنصارى يحيونها ويعتبرونها عطلاً رسمية في مختلف البلاد العربية! لكن اليوم الذي هو يوم من أجل أن تبقى قضية فلسطين حيّة في نفوس المسلمين، من أجل أن تبقى مشاعر الجهاد، مشاعر الرفض لإسرائيل حية في نفوس المسلمين، هذا اليوم لم يلتفتوا إليه ولم يكترثوا ولم يهتموا، ولم يستجيبوا للإمام الخميني (رحمة الله عليه) في إحياء هذا اليوم. لماذا؟ لأنهم خذلوا فعلاً، لأنهم قد خذلوا.
    وعندما نعود - أيها الإخوة - هذه فقط مقدمة لنعرف ما يتعلق بيوم القدس العالمي، والسبب الذي دعا الإمام الخميني (رحمة الله عليه)إلى أن يعتبر يوماً عالمياً في مختلف المناطق الإسلامية؛ ولذلك فنحن نعتبر أن إحياء هذا اليوم استجابة للإمام الخميني (رحمة الله عليه)؛ ولما نعرفه من أثر مهم في خلق وعي في أوساط المسلمين، ورؤية صحيحة للمخرج مما تعانيه الأمة، أن إحياء هذا اليوم يعتبر فعلاً عبادة، وأن إحياءه يعتبر أيضاً ممارسة جهادية في سبيل الله، إن شاء الله تعالى.
    ولنعد إلى القضية نفسها, قضية اليهود.. وقد سمعنا من الإخوة الأعزاء الذين سبقوني بالحديث حول اليهود الكثير.
    عندما نعود - أيها الإخوة - إلى القرآن الكريم, إلى كتاب الله الذي نزله من يعلم السر في السماوات والأرض نرى فيه أنه عرض كثيراً من أخبار اليهود، عرض كثيراً مما يكشف واقعهم، مما يكشف واقعهم، [سورة البقرة] [سورة آل عمران] [سورة المائدة] [سورة الإسراء] و[الحشر] وغيرها من السور، وخاصة [سورة البقرة] و[آل عمران] [والمائدة] مليئة بالحديث عن اليهود، مليئة بالحديث عن اليهود، واليهود لا شك, بنو إسرائيل في تاريخهم عبر ودروس كثيرة جداً فيما ذكره القرآن عنهم, دروس وعبر مهمة جداً جداً، ولكن الشيء الذي يؤسف له أننا نأخذ مما عرضه القرآن عن بني إسرائيل جانباً واحداً فقط هو فهمنا أن هذه الآيات عبارة عن آيات تهاجم هذه الطائفة، وتبرزها كطائفة مجرمة، ولا أقل ولا أكثر من ذلك.
    فعلاً القرآن تحدث عن بني إسرائيل حديثاً متنوعاً، يذكر فيه أنه فضلهم على العالمين، يطلب منهم أن يذكروا نعمه التي أنعم بها عليهم، ومنها: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}(البقرة: من الآية47) هذه واحدة.
    ثم وهو يتحدث, ويعرض النعم التي أنعم بها عليهم, والرعاية التي منحهم إياها في أيام فرعون ومن بعد فرعون, وفي مختلف الأزمنة, رعاية عجيبة, رعاية عجيبة.. يلعن الكافرين منهم، يلعن المتمردين منهم، يلعن الذين لم يستجيبوا، لم يلتزموا بكتبه السماوية التي أنزلها إلى الأنبياء منهم، ويدعوهم في نفس الوقت إلى الإيمان برسول الله (صلوات الله وسلامه عليه)، بل يعتبر أنه يجب أن يكونوا هم أول من يؤمن بمحمد (صلوات الله عليه)، وأن يكونوا هم أول من يؤمن بالقرآن الذي هو مصدق لما معهم من الكتب السماوية.
    دمج بين الحديث عن مساوئهم وبين الحديث عما منحهم من الرعاية الكبيرة، وبين الحديث عما برز في تاريخهم من صفحات مشرقة, دمجه بضرورة أن يستجيبوا لهذا النبي الذي أرسله إلى العالمين جميعاً محمد (صلوات الله وسلامه عليه)، وقال عنهم: {وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ}(البقرة: من الآية41) لا ينبغي لمثلكم أن يكون أول كافر به.
    نحن قد نسيء فهم المسألة فعندما نقرأ القرآن, ونراه يتحدث بأنه فضل هؤلاء على العالمين، وأنه منحهم من الرعاية الكثير الكثير: في صحراء سيناء, يوم تاهوا, أظلهم بالغمام، وأنزل عليهم المنّ والسلوى، عندما تمردوا نَتَقَ الجبل، رفع جبل الطور فوقهم، ثم عاد إلى مكانه ولم ين‍زل عليهم، لم يحصل أن استؤصلوا بعذاب كما تُستأصل الأمم الأخرى.
    عندما نأتي إلى قضية اليهود في القرآن الكريم ونأخذ منها فقط سوء اليهود, سوء اليهود فقط سنسيء فهم القضية، ثم نفقد كثيراً من الدروس في ما عرضه الله من حديث عن بني إسرائيل. أول سؤال: أنت تريد أن تقدم لنا هؤلاء على أنهم هم شر البرية، وأنهم رجس، وأنهم أصل سيئ دنيء, وأنت في نفس الوقت قلت أنك فضلتهم على العالمين، وأنك منحتهم من الرعاية طول تاريخهم ما منحته، فكيف تُفضل وتَمنح من هم رجس, من هم خبثاء في أصلهم؟.
    هل يمكن هذا بالنسبة لله تعالى؟ هل يمكن هذا بالنسبة لله؟ إن الله فعلاً فضل بني إسرائيل، اصطفى آل إبراهيم جميعاً على العالمين {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ}(آل عمران: من الآية34)، وفي نفس التفضيل دروس: أن هؤلاء الذين فضلهم على الرغم من أنه فضلهم إذا لم يلتزموا، إذا لم يتمسكوا، إذا لم يستجيبوا سيلعنهم، سيلعنهم، وسيمسخ منهم قردة وخنازير، وسيلعنهم على ألسن أنبيائه. وفعلاً هذا ما حصل بالنسبة لمن كفر منهم، لمن تمرد، لمن عاند.. إلى آخر ما قال عنهم.
    هذا الجانب شيء ملحوظ في القرآن الكريم فيما يتعلق بالتفضيل مع جانب ما حصل منهم فاستحقوا به اللعنة واستحقوا به أن يحكم عليهم بالكفر.
    الشيء الآخر فيما يتعلق بعدم استجابتهم للنبي(صلوات الله عليه وعلى آله) كان من منطلق الحسد، أنه لماذا لم يأت الرسول الموعود به في آخر الزمان من بني إسرائيل، وهم كانوا قد هاجروا إلى قرب المدينة المنورة في تجمعات يهودية كبيرة: بني قريظة, وبني قينقاع, وبني النظير, ويهود خيبر, وفدك.. وغيرها من المناطق، كانت فيها تجمعات يهودية كبيرة، هاجروا إلى قرب المدينة المنورة لما يعرفونه في كتبهم من أن نبي آخر الزمان سيكون هذا مُهَاجَره، وكانوا من قبل يستفتحون به على الذين كفروا كما حكى الله عنهم، كانوا منتظرين لهذا النبي ليقفوا معه وينصروه، فلما جاء رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) من غير بني إسرائيل، وجاء من بني إسماعيل حسدوه بعد أن عرفوه كما يعرفون أبناءهم.. كما حكى الله عنهم.
    حينئذٍ استحقوا اللعنة أيضاً من جديد، استحقوا اللعنة أن يكفروا بمحمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وبالقرآن الذي أنزله الله إليه وهو كتاب مصدق لما بين أيديهم، ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يعرفون أخباره في كتبهم المقدسة في التوراة والإنجيل، يعرفون صفته، يعرفون مهاجره، يعرفون مولده، ثم يكفرون به.. استحقوا أيضاً أن يلعنهم, واستحقوا أيضاً أن يغضب عليهم.
    ثم فيما عرضه القرآن الكريم عن بني إسرائيل ما يدل فعلاً على عِظمهم إذا صلحوا، وعلى خطورتهم البالغة إذا ما اتجهوا إلى جانب الشر، خطورتهم في ذكائهم, في مكرهم, في تصميمهم, في دهائهم، أنهم بالغوا الخطورة، بالغوا الخطورة جداً، وفعلا هذا هو ما حصل, وشهدت به الأحداث، وشهد به التاريخ الطويل, في التاريخ الإسلامي ناهيك عن التاريخ الماضي لبني إسرائيل.. بل هم استفادوا من التاريخ عبراً ودروساً فكانوا في هذا الزمن على أرقى ما يمكن أن تكون عليه طائفة من البشر.
    اليهود خطيرون جداً إذا ما اتجهوا إلى جانب الشر، وهذا هو الصفة الغالبة عليهم.. أخيراً وخاصة بعد الإسلام أصبح هو الصفة الغالبة عليهم الآن في كل بقاع الدنيا, الاتجاه إلى الشر إلى المكر, إلى الخداع, إلى التضليل, إلى لبس الحق بالباطل، قدرة رهيبة جداً في هذا الموضوع.
    عندما يتحدث الله في كتابه العزيز عن أنهم كانوا قديرين جداً في مجال لبس الحق بالباطل، قديرين جداً في التحريف، قديرين جداً في التأثير, إلى درجة أنه عرض أن الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) لولا فضل الله عليه ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوه {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ}(النساء: من الآية113)، وقال في آية أخرى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}(الاسراء: من الآية73).
    ورسول الله (صلوات الله وسلامه عليه) هو الكامل في عقله, هو الكامل في دهائه، في فطنته، في ذكائه لكنه هنا يعرض درساً للمسلمين من بعد أنه إذا كان اليهود إلى هذه الدرجة العالية من القدرة، إلى درجة أنه لولا فضل الله على رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) لهموا أن يضلوه ولكادوا أن يفتنوه عن الذي أوحى الله به إليه، فكيف سيكون شأنكم أنتم يا أبناء هذه الأمة أمام هذه الطائفة إذا ما اتجهت لمحاربتكم, كيف سيكون شأنكم؟!.
    فعلاً الآن تجلت الأشياء بشكل عجيب، برز العرب أمام اليهود مستسلمين عاجزين، استطاع اليهود أنه ليس فقط أن يقهرونا عسكرياً بل أن يقهرونا اقتصادياً وثقافياً وإعلامياً, وفي كل مختلف المجالات، قهروا هذه الأمة وهم مجموعة بسيطة، مجموعة بسيطة، استطاعوا أن يقهروا هذه الأمة، استطاعوا حتى أن يصنعوا ثقافتنا، أن يصنعوا حتى الرأي العام داخل هذه البلدان العربية. استطاعوا أن يجعلونا نسكت عن كلمات هي مؤثرة عليهم، فتسكت عنها كل وسائلنا الإعلامية، استطاعوا بأساليب رهيبة جداً.
    واليهود يفهمون جداً أنهم قد قضوا على هذه الأمة, وحطموا هيكل هذه الأمة، تراهم يضربون كما يشاءون في أي موقع في البلاد العربية، يضربون داخل فلسطين كما يريدون، وحتى وإن كان زعماء العرب مجتمعين في أي عاصمة من عواصمهم، وعلى مرأى ومسمع من جامعة الدول العربية، وعلى مرأى من مجلس الأمن, وعلى مرأى ومسمع من منظمة الأمم المتحدة، خلِّي عنك أولئك, على مرأى ومسمع من زعماء العرب وشعوبها.
    لا يخافون العرب حتى أثناء اجتماع زعماء العرب، لا يخافون المسلمين جميعاً حتى أثناء اجتماع زعماء المسلمين، لا يخافون يضربون ويشتغلون، لا تسمع بأن إسرائيل أعلنت حالة الطوارئ أو أنهم رفعوا الرشاشات المضادة للطائرات فوق أسطح المنازل أو.. أو.. تحسباً لأي شيء من قبل العرب عند اجتماع زعمائهم في الدوحة أو في أي منطقة أخرى.. لماذا؟ لأنهم قد عرفوا وفهموا أن هذه الأمة قد قضوا عليها، وفعلاً قضوا عليها، لكن بواسطة من؟ بواسطة من؟ بواسطة زعمائها دولها الغبية.
    وأقول وأؤكد إنها غبية فعلا وعاجزة فعلاً عن أن تواجه اليهود حتى في المجال الإعلامي وحده، كم يملك العرب من محطات التلفزيون والقنوات الفضائية؟ هل استطاعوا أن يخلقوا رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ لا.
    معروف عن اليهود والنصارى أنهم متباغضون فيما بينهم، وأن النصارى يتهمون اليهود بقتل المسيح، وأن النصارى حملوا العداء لليهود - كما نعاديهم نحن - فترة طويلة من الزمن، هل استطاع مثقفوا هذه الأمة العربية، هل استطاع الإعلام العربي أن يغذي العداء داخل النصارى لليهود؟ أو أن يصنع رأياً عالمياً مضاداً لإسرائيل؟ أو أن يصنع رأياً عالمياً متعاطفاً مع فلسطين؟ أو حتى أن يصنع رأياً عالمياً عربياً يحمل عقدة العداء لإسرائيل؟ لم يحصل كل ذلك!.
    وهم في نفس الوقت يقولون أن اليهود هم الذين يصنعون الرأي العالمي داخل بلدان أوروبا وأمريكا وآسيا وغيرها، هم الذين يصنعون الرأي العام العالمي داخل تلك البلدان. أين جاءت أموال العرب؟ أين جاءت محطاتهم التلفزيونية؟ أين جاءت قنواتهم الفضائية؟ أين صحفهم؟ أين الصحفيون؟ المئات من الصحفيين منهم؟ أين مراكزهم الإسلامية؟ أين وأين؟. كلهم عجزوا أمام اليهود.
    لنعد إلى القرآن الكريم عندما نراه يتحدث كثيراً عن اليهود، وعن خطورتهم البالغة، والله سبحانه وتعالى هو الذي أراد لهذه الأمة أن تكون عزيزة، وأن تكون قوية هل يمكن؟ وهذا هو السؤال الذي يمكن أن نتساءل عنه عندما نرى ذلك العرض الكثير عن خطورة اليهود داخل تلك الآيات، هل يمكن أن الله سبحانه وتعالى يحدثنا عن خطورة اليهود البالغة ثم لا يكون في كتابه العزيز قد هدى هذه الأمة إلى ما يمكن أن يؤهلها لأن تكون بمستوى مواجهة اليهود والقضاء على مخططاتهم وإحباط مؤامراتهم؟ لا بد، لا بُد في عدل الله ورحمته وحكمته أن يكون قـد هـدى إلى ذلك، وقد هدى فعلاً، لقد هدى فعلاً، وفي هـذا القرآن الكريم الذي قـال فيه: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ}(الأنعام: من الآية38) وهو يتحدث عن اليهود داخل الآيات التي يتحدث فيها عن اليهود هدى الأمة إلى ما يمكن أن يجعلها بمستوى المواجهة لليهود، بل وإحباط كل مخططاتهم, وكيدهم الرهيب الرهيب.. لكن هذه الأمة هي التي تخلت عن هذا القرآن الكريم، تخلت عن هذا الكتاب العظيم.
    نحن نقول أحياناً وبعض الكتاب يقولون: [الصراع الإسلامي الإسرائيلي] وهذه عبارة مغلوطة عبارة مغلوطة، لا يمكن أن يُسمى الصراع مع إسرائيل [صراعاً إسلامياً إسرائيلياً]، لو كان الإسلام هو الذي يصارع إسرائيل، لو كان الإسلام هو الذي يصارع اليهود، لو كان الإسلام هو الذي يصارع الغرب لما وقف الغرب ولا إسرائيل ولا اليهود لحظة واحدة أمام الإسلام، لكن الذي يصارع إسرائيل، ويصارع اليهود من هم؟ مسلمون بغير إسلام، عرب بغير إسلام، صرعوا الإسلام أولاً هم ثم اتجهوا لمصارعة إسرائيل بعد أن صرعوا الإسلام هم من داخل نفوسهم, من داخل أفكارهم, من جميع شئون حياتهم، ثم اتجهوا لصراع اليهود، تلك الطائفة الرهيبة، فأصبحوا أمامها عاجزين أذلاء مستكينين مستسلمين مبهوتين؛ لأنهم لم يهتدوا بهذا الكتاب العظيم؛ لم يرجعوا إلى هذا الكتاب الكريم، فأصبحوا كما نرى.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 15-03-2024, 06:34 AM
ردود 2
21 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
يعمل...
X