إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من يحرك ضمير الأمم المتحدة ضد السعودية ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    25/1/2014


    * داوود الشريان لم يكن بطلاً.. الاستقواء على المبلغين دون المشرعين

    فيديو:
    http://www.youtube.com/watch?v=F3aNXCiF9co

    "أنتم من غررتم بأولادنا... أفلتم من العقاب في أفغانستان، وأفلتم في العراق... في سورية المفروض الا تفلتوا!"

    داوود الشريان لم يكن بطلاً!

    ما يقارب سنوات ثلاث أُمعن فيها سفك الدم بأبشع الأساليب، احتاجها الاعلامي السعودي ليتراءى له تكرر مشهد أفغاني مضى عليه عقود ثلاث، وآخر عراقي متفجر منذ عقد كامل.




    من على شاشة "mbc" السُعودية أطل الشريان واصفاً سلمان العودة ومحمد العريفي وسعد البريك وعدنان العرعور ومحسن العواجية بأنهم" تجار الدين والفتنة" محملاً هؤلاء مسؤولية التغرير بالشباب المندفعين إلى "الجهاد" في سورية.

    صوّب الإعلامي السعودي هجومه على "شيوخ الفتنة" متجاهلاً رأسها.. الصرخة المدوية ضد دعوات "الجهاد" لم تطل أمراء المملكة ممن تغاضوا لسنوات عن هذه الدعوات، وعن خطابات التكفير والتحريض و"شذ الهمم". لم تطرق كلمات الشريان قصور المملكة لأن وجهتها كانت هذه المرة نحو دعاة لطالما وُظفوا في حروب المملكة التي لا يجيد من فيها المعارك الدبلوماسية بقدر إجادتهم حروب الغرائز والعصبيات.

    وفيما يشبه الـ "فتوى" السياسية اعتبر وزير خارجية المملكة أن تسليح المقاتلين في سورية "واجب" في آذار/مارس 2012. في المملكة المحكومة بتحالف الدين (الوهابية) والسياسة (آل سعود) لا يبلغ الشيخ من غير تشريع السياسي. فلماذ تقصر شجاعة الشريان عن انتقاد المشرع، وتقتصر على المبلغ؟

    لماذا لم تطل شجاعة الشريان تحكم المشرع بـ"الجماعات الجهادية"؟ ألم يطلع على ما نقلته صحيفة السفير اللبنانية عن رئيس استخبارات بلاده بندر بن سلطان في إحدى الزيارات الى روسيا بأن السعودية هي من تتحكم بمجموعات شيشانية "لم تتحرك في اتجاه الأراضي السورية الا بالتنسيق معنا"؟ وتأكيده على ذلك في في لقاء آخر بالقول لبوتين "فخامة الرئيس، اسمح لي بأن أبلغك تعهدي الشخصي بحماية أمن الألعاب الشتوية في سوتشي. المجموعات الشيشانية هنا (أشار إلى جيبه)"؟

    هل قُدر للشريان أن يطلع على وثائق تثبت تورط رأس المملكة في إرسال المقاتلين الى سورية؟






    ***
    27/1/2014


    * دعوات لمحاكمة المحرضين على الجهاد بسوريا ومنهم العرعور


    اعتبر الكاتب المتخصص في الحركات الإسلامية محمد العمر، أن الشبان السعوديين الذين يذهبون للقتال في سوريا تحت مسمى “الجهاد”، جهلة في الدين ولاعلاقة لهم بالسلاح، ولا يعرفون أيضا كيف تكون فنون القتال، مشيرا إلى أنهم شبان مغرر بهم ومن الطبيعي – وبحسب العمر – أن يسقطوا هناك في يد مجرمين.


    وطالب العمر بحسب "المرصد" في برنامج “اتجاهات” على قناة "روتانا" بمحاكمة الدعاة محرضي “الجهاد”، وقال: “أنا أطالب أي محامي شريف أو مجموعة محامين يقومون بجمع الأدلة من القرن الماضي إلى يومنا هذا، مع كل العوائل الذين فقدوا أبناءهم والذين تأثروا بهذا الفكر والذين ضاعت سنين حياتهم في المعتقلات والسجون بسبب محكومياتهم، أن يحضروا الأدلة و الإثباتات، ومن تورط من هولاء الدعاة أن يقدم للعدالة ويحاكم كائنا من يكون”.

    واعتبر العمر أن “موضوع الجهاد تصفية حسابات لا أكثر ولا أقل ولا علاقة له بنصرة المسلمين، والدعاة يتحملون النتائج”،

    وتابع: “أغلب الدعاة السعوديين مدانون بتحريض الشباب على الجهاد بسوريا منذ حضورهم مؤتمر العلماء المسلمين بمصر، الذي أوصى بذلك”، معتبرا أن “إنكار الدعاة لتهمة تحريض الشباب على السفر لسوريا تلوّن، وأغلب الدعاة يفهم “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” على هواه!”.

    وتساءل الكاتب: “على كفالة من يقيم الداعية السوري عدنان العرعور في السعودية؟ وكيف يتركونه يكفر ويحرض ويجمع الأموال ويسافر ويعود للبلاد؟”، وأضاف: “لا يزال جمع الأموال لسوريا مستمرا رغم التشديدات، والدليل أن العرعور لازال يظهر على الفضائيات ويطلب الدعم وأكيد يجد من يتجاوب”.

    ورأى العمر أن “أغلب المسؤولين قديما عن حلقات تحفيظ القرآن والمراكز الصيفية كانوا من السروريين القطبيين، وهم من صدروا للشباب فكر الإرهاب”، ودعا بقوله: “أدعو دعاة الجهاد أن يبرؤوا لله من دعوتهم، لأنهم لعبوا بالأدلة الشرعية لتحقيق رؤيتهم” منوها الى ان هؤلاء الدعاة كانوا من اكبر المحرضين للذهاب لأفغانستان سابقا، ولا يزالون يحرضون على الجهاد حتى اليوم”.

    وتابع متسائلا : “ بعض هؤلاء الدعاة هم اثرياء جدا ، فلو راح شاب لسوريا بفتواهم ومات هناك، فهل سيكفلون عائلته أو أهله؟ أشك!”.


    ***
    * الشريان و«داعش» وإيران!


    صميم العراقي - صحيفة الصباح العراقية

    انحني اجلالا للصحافي والاعلامي داود الشريان لان الرجل قدم شهادة هي الاغلى والاسمى في تاريخ الشهادات الاعلامية عن واقع الامة العربية ومايكتنفها من تحديات ومايمر عليها من اهوال وكيف يتلاعب سفهاء السوء من علماء السعودية بالناس وكيف يرسلونهم الى الموت المجاني فيما هم واولادهم على الارائك متكئون!.

    الشريان عرى هؤلاء القتلة والمجرمين من امثال العريفي وفضح اكذوبتهم وكشف زيفهم واستغلالهم الدين والاسلام للاغراض الطائفية المفرقة للامة والمشاعر والاحاسيس كونها امة واحدة لها دين واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة لاعلاقة لها بقبلة (داعش) وقرف الفتاوى الفاسدة لهم.

    ان هذه اول شهادة اسمعها من صحافي في السعودية يعري فيها هذا التسطيح لعقل الامة من قبل نفر من اهل السوء والقتل والاجرام وفتاوى التضليل في وقت يشعل فيه بندر بن سلطان وسعود الفيصل وهما جناحا التطرف والعداء للعراق الحرب الضروس علينا والتي يسقط فيها يوميا مئات الشهداء والجرحى وهو حال كنا ومازلنا شهودا عليه منذ عشر سنوات لا لشيء الا لان بندر وسعود الفيصل يريدان ان يكون العراق حديقة خلفية للسعودية او محافظة ملحقة بالرياض والاهم لان العراق يقوده – وهذا من غضب الاقدار على العراق في نظر الجناح المتطرف في القيادة السعودية – الشيعة مع ان الشيعة لم يأتوا السلطة الا بصناديق الاقتراع كونهم المكون الاكبر في المجتمع الانتخابي العراقي!.

    اقول للاخ الشريان ان شيعة العراق هم عرب العراق ولاصلة سياسية لهم بايران واذا كان قادة التحالف الوطني يذهبون الى ايران ويلتقون قادة الدولة الايرانية فان الامر لاينطوي على مؤامرة بل لتنسيق المواقف مع جارة كبيرة كما يتمنى التحالف ان يصل بهذا التنسيق مع السعودية كدولة عربية كبيرة لكن الفرق ان ايران فتحت حدودها للعراقيين الشيعة حين تعرضوا للاضطهاد والقتل والاعدام والتدمير والسعودية اغلقت حدودها في وجوههم وعاملت ثوارهم في انتفاضة 1991 كما تعاملت الفاشية الايطالية مع الشعب الليبي حين بنت لهم مخيمات في الصحراء!.

    اقسم لك اخي الشريان لو ان قادة المملكة العربية السعودية، والسعودية اكبر دولة عربية مجاورة للعراق فتحوا قلوبهم واحتضنوا المعارضة العراقية ودعموا مسيرة العمل على اسقاط النظام الدكتاتوري المتجبر الذي قصف الرياض بصواريخ ارض ارض لما استطاعت ايران ان يكون لها هذا الدور المحوري في العراق. المشكلة بالقرار السعودي الذي كان يصنف المعارضة العراقية الى شيعية وسنية، موالية وخصيمة مادفع ايران الى الدخول على خط المعارضة الشيعية فيما اهملت الرياض حتى المعارضين السنة لانهم..عراقيون!.

    ومع ان الرياض انكفأت عن المعارضة العراقية واقتربت من النظام العراقي كثيرا قبل الحرب الاميركية عليه لكن اخوتنا في المعارضة العراقية لم يقطعوا الصلة مع الرياض وبقيت ادوات التواصل مستمرة عبر السفارات السعودية والشخصيات السياسية والامنية السعودية ومااود قوله هنا ان قادة المملكة ارادوا ان يتدخلوا في امر المعارضة العراقية في فرض مجموعة من الاشخاص والقيادات العسكرية والسياسية العراقية الموالية لها كزعماء محوريين في المعارضة وهو مالم يكن مقبولا ومن حينها بقيت السعودية بعيدة عن اجواء التأثير والدعم المفترض للمعارضة العراقية!.

    لم تتفاعل السعودية مع التجربة الوطنية العراقية الجديدة ولم تستوعب ماجرى كونه امرا طبيعيا بلحاظ طبيعة النظام التعسفي الذي كان قائما ونسيت ان هذا النظام هو الذي قصفها بالصواريخ وتآمر عليها واراد ان يحتل اثناء الحرب على الكويت مدينة الخفجي السعودية بعد ان اوقفت المملكة مالديها من اموال وامكانات من اجل استمرار الحرب العراقية ضد ايران وهو ماعرف بحرب النظام العراقي لحماية البوابة الشرقية للوطن العربي وكانت قوافل القتلى والجرحى ترد الى بغداد ومعها يكبر حزن العراقيين على اهلهم وشعبهم وبلدهم، بل اتجهت المملكة وكل الرؤساء الذين تعاقبوا على ادارة جهاز الاستخبارات العسكرية الى محاربة التجربة العراقية الوطنية بتعزيز ظاهرة الارهاب من خلال فتاوى التكفير وارسال الانتحاريين وهو امر لم يعد خافيا على احد ولعل العريفي وغيره ممن تحدث الشريان عنهم في حديثه العربي النبيل ليسوا سوى رموز للفتنة يعملون لحساب بندر بن سلطان في اطار توظيف السذج بعسير ونجران في معركة كان وقودها العراقيين الابرياء في طول البلاد وعرضها!.

    الاخ الشريان..حديثك ستكون له انعكاسات حقيقية في بنية الاعلام السعودي وسيلتفت العريفي الى نفسه ليجد ان مايفعله لاعلاقة له بالله والاسلام وهو اقرب الى الشيطنة منه الى العمل الاسلامي وسلوك الداعية الملتزم.

    اشد على يديك..ومعا على طريق محاربة الارهاب الداعشي الذي يمثله بندر بن سلطان وكل الداعشيين في قيادة المملكة السعودية!.

    ***
    *
    السعودية تغرق في سمّ فتاويها

    هل بدأت المملكة تتذوق مرارة فتاويها؟

    مروان حجازي

    بدأ الشارع السعودي منذ فترة بإثارة موضوع ذهاب الشباب السعودي الى سوريا للقتال، حيث بات هذا الموضوع الخبز اليومي للسعوديين الذين يستيقظون كل يوم على أخبار تنشر عدد القتلى السعوديين خصوصاً بعد انقسام المقاتلين السعوديين بين موالٍ لداعش وآخرين لجبهة النصرة، فأصبح بعضهم يقتل بعضاً! وبدأت التساؤلات تطرح عن جدوى تلك المشاركة في الحرب الدائرة هناك اضافة الى مشاركة السعوديين في الحروب العبثية التي لا تعنيهم حسب وصفهم.

    ويقول احد السعوديين "إذا لم نتعظ بعد ما مرّ بنا من تهافت أبنائنا على حروب طائفية، وأخرى بالوكالة عن مصالح دول كبرى، منذ أفغانستان مروراً بالشيشان والعراق، وصولاً إلى سورية، فحينئذ ينطبق علينا قوله تعالى:" أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون"، فهل نتوب وندكر، فنجتمع على كلمة سواء ضد أولئك المحرضين الذين يلبسون جلود الضأن من اللين، وقلوبهم قلوب الذئاب؟".

    هذا الأمر انعكس على الصحافة السعودية، وأثارت العديد من الصحف الموضوع والمبنى الفقهي التي اعتمد عليه الكثير من مصدري فتاوى الجهاد. وكتب عبد الفراج الشريف في صحيفة المدينة مقالاً وصف فيه اصحاب فتاوى الجهاد هؤلاء بـ"العابثين بقيم الدين". وتحت عنوان "يكفينا خسارة لشبابنا المستغلين كأدوات في ايدي مثيري الفتنة والشرذمة"، نشرت صحيفة عكاظ مقالاً تحدث فيه كاتبه عن وجود اكثر من 1500 حساب على مواقع التواصل الاجتماعي لأشخاص هدفهم تحريض الشباب السعودي على الذهاب للقتال في سوريا.



    وفي صحيفة الرياض كتب عبد الرحمن عبد العزيز آل الشيخ مقالاً، هاجم فيه المشايخ الذين يحرضون الشباب السعودي، واصفاً اياهم بـ"المحرضين الذين ارتوت حساباتهم ومحافظهم من تجارة الوعظ والإرشاد والدموع المزيفة التي تسوق لفكر الجهاد والتكفير"، وأضاف "هؤلاء هم من ظهرت على وجوههم وعلى مظاهرهم علامات الثروة من المتاجرة بعبارات الدين والجهاد والتلاعب بعواطف الأبرياء من الشباب طيلة عقود طويلة فرأينا أن لهم في كل محفل رأياً.. وفي كل قضية لهم حضوراً .. وفي كل مشكلة لهم أنفاً حتى لو لم يكن لها علاقة بالدين.. منحوا أنفسهم حق الوصاية على خلق الله في كل شؤون الناس فأسسوا لهم حضوراً مزيفاً وحظوة اجتماعية كاذبة خادعة منافقة كان مردودها لهم الثروة والشهرة ليس إلا!!".

    وفي صحيفة عكاظ كتب الشيخ علي فهد الجعيدي (مركز الدعوة والتوعية السعودي): "الى متى سيبقى شبان في عمر الزهور الغضة.. يحملون أنفسهم وذواتهم، بما تيسر لهم من عتاد قليل، يتحايلون على الأجهزة المعنية ويخرجون عبر الحدود باتجاه مواقع القتال في الشام والعراق وغيرهما من الأماكن المتأججة بصراعات طائفية ومذهبية لا هم لها غير السلطة، وهناك يتفاجأون بأن ما قدموا إليه ليس جهادا، بل هو تطرف وفكر مريض غير عاقل، قوامه التكفير والتهجير والسيطرة، ويجدون أنفسهم ليسوا سوى طعم يستغله المتطرفون بوضعهم في الصفوف الأمامية للتفجير والانتحار باسم الدين الإسلامي".

    كل هذه التساؤلات حول ذهاب الشباب السعودي للقتال في سوريا التي بدأت تبرز الى العلن وتتناولتها الصحافة السعودية بشكل لافت في الفترة الأخيرة من عدة ابواب وتركيزها على الجانب الإنساني ومعاناة اهالي الشبان السعوديين الذين ذهبوا للقتال في سوريا، لم تأتِ من فراغ خصوصاً في بلد كالسعودية التي من المعروف أن الصحافة فيها هي لسان حال السلطة التي بدأت تستشعر الخطر الذي باتت تشكله هذه الظاهرة على الحكم في السعودية في حال عودة اولئك الشباب الى المملكة محمّلين بالمزيد من الأفكار المتطرفة التي تكفر كل من يخالف افكارها وتستبيح دمه.

    السؤال الآن: هل بدأ ينقلب السحر على الساحر بعد تبدل الأوضاع السياسة في المنطقة وشعور المملكة بأنها تركت وحيدة تواجه قدرها مع المجموعات الإرهابية التي مولتها وحضنتها؟ وهل سينطبق المثل القائل إن طابخ السم أكله على المملكة وإن طال الاجل؟ وهل بدأت المملكة تتذوق مرارة طعمه؟

    تعليق


    • #17
      28/1/2014


      * جمعية حسم: النظام السعودي يزرع التطرف ويرسل الشباب للقتال


      حملت جمعية حسم الحقوقية السعودية، النظام السعودي مسؤولية إرسال الشباب إلى القتال في سوريا والعراق، مطالبة إياه "بتحمل مسؤولياته تجاه الشعب وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الضيقة للأسرة الحاكمة".

      وقالت المنظمة السعودية التي حلت من قبل محكمة الرياض في ٩ مارس ٢٠١٣ في بيان نشرته على موقعها، ان "النظام السعودي يزج بشبابنا علنا وبشكل منظمة في حروب الوكالة وبعضهم عرف عنه قربه من النظام وبعض الأمراء"، لافتة إلى أن "النظام يتحمل المسؤولية وهو الذي صاغ التعليم وثقافة المجتمع وفرضت عليه أيدولوجيته المتطرفة والاقصائية".

      وأضافت: الشباب المتشددون هم نتائج مدرسة السلطة السعودية وإن الخلل ليس في المجتمع وإنما في النظام السياسي المستبد"، مبينة أن "النظام السعودي لديه مشروع واحد هو الاستئثار بالسلطة والثروة من دون الشعب وتبعيته للأجنبي واعتماده على حمايته بدلا من أن يكون النظام مستمدا شرعيته وبقاءه نابعا من إرادة شعبية".

      وتابع بيان منظمة حسم السعودية القول "وفي العقد الأخير اعتمد النظام سياسة مزدوجة ظاهرة وسرية، فظاهرا يعلن أنه ضد خروج الشباب للقتال في الخارج ويعتقل جزءاً ممن أراد الخروج وبعض من أفتاهم، ليظهر للغرب أنه يحارب الإرهاب، وسرا يتساهل ويتغاضى عن خروج جزء منهم لمواطن القتال للخلاص منهم ولاستخدامهم سياسياً ضد بعض دول الجوار".

      كما أشارت إلى ان "النظام هو من سهل عملية خروج بعض الشباب الذين كانوا يتظاهرون للمطالبة بمحاكمة ذويهم المعتقلين إلى سوريا للخلاص منهم ووقف المظاهرات، مؤكدة إن التطرف والعنف بضاعة النظام القمعي السعودي ردت إليه، فهو استخدم الدين في معاركه السياسية، ولا يتوانى عن التكفير بالجملة".

      ***
      * الشريان يصعّد مع العريفي والعودة.. والنجيمي يتهم ضيوفه بـ"الجامية"



      دخلت المواجهة بين عدد من الدعاة في السعودية، على رأسهم سلمان العودة ومحمد العريفي، وبين الإعلامي داود الشريان على خلفية اتهامه لهم ( يعتبرون رجال دين كبار في المؤسسة الوهابية) بالتغرير بالشباب السعودي وإرسالهم الى المحارق عبر دفعهم إلى القتال في سوريا مرحلة جديدة ليل الاثنين، إذ استضاف الشريان في برنامجه "الثامنة"، عددا من رجال الدين الذين هاجموا الدعاة، وسط ردود فعل لآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

      واستضاف الشريان عددا من رجال الدين السعوديين، بينهم حمد العتيق، الذي اعتبر أن الهجوم على الشريان وبرنامجه "طبيعي" متهما الداعية سلمان العودة بالتشجيع على القتال بسوريا. بينما قال ضيف آخر هو عبدالعزيز الريس أن الشباب في السعودية تعرضوا لـ"غسيل لفكرهم قبل تحريضهم للجهاد."

      ومن جانب آخر قال بندر المحياني، الذي شارك في البرنامج، إن قتال الشباب في سوريا قد يكون "من عقوق الوالدين".


      واتصل داود الشريان مع (ام محمد) التي يقاتل ابنها في سوريا والتي استضافها في حلقته السابقة، وطلب منها الرد على ما أسماها ادعاءات العريفي بأن أم محمد شخصية مفبركة. وقالت (ام محمد) كان على العريفي ان يتأكد قبل أن يصرح بأشياء كهذه.


      كما شهد البرنامج عرض تقرير يرصد لقطات ظهر بها العريفي والعودة وعدنان العرعور وسعد البريك وهم يدعون "للجهاد في سوريا" وفقا للبرنامج الذي تبثه فضائية MBC، كما تخلله عرض مناظرة العريفي والعودة مع أحد رجال الدين المشاركين عبر البرنامج.


      ولم يعلق العودة والعريفي على ما جاء في الحلقة بعد، ولكن برزت ردود فعل من عدد آخر من رجال الدين، بينهم الشيخ محمد النجيمي، الذي اتهم المشاركين في البرنامج بأنهم "صناديد الجامية" في إشارة إلى تيار ديني سلفي منسوب إلى الشيخ محمد الجامي، الذي كان من أشد المدافعين عن قرارات السلطة السياسية ورفض الخروج عليها.


      واتهم النجيمي، في سلسلة تغريدات عبر حسابه بموقع تويتر، الريس والعتيق بـ"الإرجاء"، وهو اتجاه فقهي مخالف لرأي السنّة في بعض القضايا، واعتبر أن اللجنة الدائمة للإفتاء في السعودية سبق لها أن "تبرأت" من مواقف الريس.


      من جانبه، رد عبدالعزيز الطريفي، وهو أحد الذين شملتهم الاتهامات بالتحريض على القتال في سوريا، عبر حسابه على تويتر بالقول: "الجهاد ماضٍ إلى قيام الساعة بقاؤه قدري يقبل التوجيه ولا يقبل المواجهة."

      وكان ثلاثة من الدعاة في السعودية، هم محمد العريفي ومحسن العواجي وسعد البريك، قد هاجموا الشريان قبل أيام على خلفية اتهامه لهم بـ"التغرير" بالشباب ودفعهم إلى القتال في سوريا، اعوا أن اتهامات الشريان لاصحة لها، وطالبوه بمهاجمة إيران وحزب الله، كما اعتبروا أن ما أدلى به "حملة مدبرة بليل" ضدهم.


      يذكر أن الشريان كان قد تحدث خلال حلقة برنامجه "الثامنة مع داود" قبل أسبوع، متهما العريفي والبريك والعواجي، ومعهم سلمان العودة بـ"التغرير" بالشباب ودفعهم إلى القتال والموت في سوريا، الأمر الذي دفع العودة إلى مطالبته بالاعتذار وإلا مواجهة القضاء. ورد العودة عبر حسابه بموقع تويتر عارضا عدة مواد مصورة ومكتوبة تؤكد تحذيره من ذهاب السعوديين للقتال في سوريا

      تعليق


      • #18
        29/1/2014


        صور "دعاة الجهاد" مع الأبناء والترف تثير سخطا


        عرض برنامج "الثامنة" صوراً لأبرز دعاة الجهاد وهم يتمتعون بإجازاتهم في أبرز المنتجعات الترفيهية برفقة أبنائهم وأحفادهم.

        وأثارت الصور غضباً ضد هؤلاء الدعاة الذين قال بشأنهم مغردون، إنهم يلقون بأولاد الناس للتهلكة والحروب باسم الجهاد، فيما ينعمون هم بملذات الدنيا.

        وفي سياق ردود الفعل، وصف الدكتور عبدالعزيز الريس، ضيف برنامج "الثامنة"، المحرضين على القتال في سوريا بـ"الدعاة السياسيين" الذين يراوغون الناس ويتركون المجال مفتوحاً لتغيير آرائهم وتلوين مواقفهم، مشدداً على أهمية التفريق بين علماء الدين ودعاة السياسة.


        الى ذلك قالت أم محمد، التي ظهرت في برنامج "الثامنة" سابقا، لتحكي قصة ذهاب ابنها البالغ من العمر ستة عشر عاماً للقتال في سوريا، إن ما قاله الداعية محمد العريفي عنها بأنها "شخصية وهمية صنعتها قناة "إم بي سي" وبرنامج "الثامنة"، الذي يقدمه الإعلامي داوود الشريان"، كلامٌ عار من الصحة، وأضافت أنها أم مكلومة بذهاب ابنها للموت بتحريض من دعاة الجهاد.


        وتفاعلاً مع هذه التصريحات، أكد المتحدث باسم إمارة عسير، شخصية المرأة، وقال في اتصال مع برنامج "الثامنة"، إن أمير عسير أمر بمنح بيت للسيدة وتوظيف ابنها والتكفل بهما.


        وتعليقاً على هذا الجدل حول بعض "دعاة الجهاد"، أوضح محمد صنيتان، الباحث في مركز "ساس" الوطني لاستطلاع الرأي العام بالمدينة المنورة، في برنامج "الرابعة" على قناة "العربية"، أن "الحضور الإعلامي لهؤلاء الدعاة، والحرمان الذي يعيشه الشباب، يجعل مهمة إقناعهم بأفكار الجهاد مهمة سهلة، خصوصاً في المجتمع السعودي المعروف بطيبته وبتأثره بكل من يتدثر برداء الدين".


        وقال محمد صنيتان إن "العلماء الحقيقيين يحاضرون في حلقات الذكر ولا ينتقلون من مسجد إلى مسجد، ومن قناة إلى أخرى، ومن تغريدة إلى أخرى، بغرض التفاخر بكثرة الأتباع".


        وأضاف: "هؤلاء لا ينتبهون إلى أن البلد يتعافى لتوه من مآسي أفغانستان والعراق، والآن ها هم يدفعون بشباب الأمة للانتحار في سوريا، واستنبات الإرهاب في بلد الأمان".


        واستعرض من جهته، الصحافي السعودي محمد العمر، في برنامج "الرابعة" أنه كان من جيل تأثر بهؤلاء الدعاة، وكان يعين هؤلاء الدعاة عدم وجود مساحة للطرف الآخر، وكان أولياء الأمور لا يعرفون الكثير عن خلافات التيارات السياسية، ويكتفون بإرسال أبنائهم لحفظ القرآن دون معرفة من هم المعلمون ولا خلفياتهم".


        واعتبر العمر أن "ما يجري الآن من طرف هؤلاء الدعاة هو تصفية حساب مع الدولة، وتصفية حساب بين الرموز الدينية وبدوافع طائفية".


        واليكم بعض صور هؤلاء الدعاة المترفين:

























        تعليق


        • #19
          29/1/2014


          * الاعلام السعودي يستمرّ في انقلابه على دعاة ’الجهاد’

          ’العربية’: صور دعاة ’الجهاد’ مع الأبناء والترف تثير سخطاً عارماً

          صرخة الاعلام السعودي ضدّ دعاة الفتنة والتحريض على القتال في سوريا مستمرّة، هذه المرة على قناة "العربية" التابعة رسمياً للنظام السعودي، التي أفردت مساحة واسعة أمس في نشرتها لاستكمال ما بدأه الاعلامي داود شريان في برنامجه "الثامنة" الذي يعرض على محطة الـMBC التابعة أيضاً للمملكة.

          على موقع "العربية" خبر رئيسي ضمن الاخبار المخصصّة للسعودية، يفصّل ما عرض في حلقة برنامج "الثامنة" من صور لأبرز دعاة "الجهاد" وهم يتمتعون بإجازاتهم في أبرز المنتجعات الترفيهية برفقة أبنائهم وأحفادهم.

          وتشير المحطة على صفحتها الالكترونية الى أن هذه الصور أثارت غضباً كبيراً ضد هؤلاء الدعاة الذين قال بشأنهم مغردون، إنهم يلقون بأولاد الناس للتهلكة والحروب باسم الجهاد، فيما ينعمون هم بملذات الدنيا.

          وفي سياق ردود الفعل، وصف الدكتور عبدالعزيز الريس، ضيف برنامج "الثامنة"، المحرضين على القتال في سوريا بـ"الدعاة السياسيين" الذين يراوغون الناس ويتركون المجال مفتوحاً لتغيير آرائهم وتلوين مواقفهم، مشدداً على أهمية التفريق بين علماء الدين ودعاة السياسة.

          وضرب مثالاً بما حدث من "قتل الآلاف في الجزائر وفي الحرب المدمرة في العراق"، على حد قوله.

          وكمثال، قالت أم محمد، التي ظهرت في برنامج "الثامنة"، لتحكي قصة ذهاب ابنها البالغ من العمر ستة عشر عاماً للقتال في سوريا، إن ما قاله الشيخ المتشدّد محمد العريفي عنها بأنها "شخصية وهمية صنعتها قناة "إم بي سي" وبرنامج "الثامنة"، الذي يقدمه الشريان، كلامٌ عار من الصح"ة، وأضافت أنها "أم مكلومة بذهاب ابنها للموت بتحريض من دعاة الجهاد".



          وتفاعلاً مع هذه التصريحات، أكد المتحدث باسم إمارة عسير، شخصية المرأة، وقال في اتصال مع برنامج "الثامنة"، إن أمير عسير أمر بمنح بيت للسيدة وتوظيف ابنها والتكفل بهما.

          وتعليقاً على هذا الجدل حول بعض "دعاة الجهاد"، أوضح محمد صنيتان، الباحث في مركز "ساس" الوطني لاستطلاع الرأي العام بالمدينة المنورة، في نشرة "الرابعة" على "العربية"، أن "الحضور الإعلامي لهؤلاء الدعاة، والحرمان الذي يعيشه الشباب، يجعل مهمة إقناعهم بأفكار الجهاد مهمة سهلة، خصوصاً في المجتمع السعودي المعروف بطيبته وبتأثره بكل من يتدثر برداء الدين".

          وأضاف صنيتان إن "العلماء الحقيقيين يحاضرون في حلقات الذكر ولا ينتقلون من مسجد إلى مسجد، ومن قناة إلى أخرى، ومن تغريدة إلى أخرى، بغرض التفاخر بكثرة الأتباع"، ولفت إلى أن "هؤلاء الدعاة أصبحوا سفراء للإخونجية ضد بلدهم ودولتهم، فأفسدوا التعليم وخربوا سوق العمل، وعطلوا متعة الحياة على الناس"، وتابع "هؤلاء حظهم مع التعليم فقه الحيض والنفاس والبول والغائط، ولا ينتبهون إلى أن البلد يتعافى لتوه من مآسي أفغانستان والعراق، والآن ها هم يدفعون بشباب الأمة للانتحار في سوريا، واستنبات الإرهاب في بلد الأمان".

          واستعرض من جهته، الصحافي السعودي محمد العمر، في برنامج "الرابعة" أنه كان من جيل تأثر بهؤلاء الدعاة، وكان يعين هؤلاء الدعاة عدم وجود مساحة للطرف الآخر، وكان أولياء الأمور لا يعرفون الكثير عن خلافات التيارات السياسية، ويكتفون بإرسال أبنائهم لحفظ القرآن دون معرفة من هم المعلمون ولا خلفياتهم".

          واعتبر العمر أن "ما يجري الآن من طرف هؤلاء الدعاة هو تصفية حساب مع الدولة، وتصفية حساب بين الرموز الدينية وبدوافع طائفية".

          (ابوبرير: من يريد مشاهدة فيديو):
          http://www.alahednews.com.lb/essayde...d=91599&cid=78

          ***
          * الجيش العراقي يقتل الامير العسكري العام لـ’’داعش’’ في الانبار سعودي الجنسية

          قتلت قوات الفرقة الذهبية، التابعة للجيش العراقي، المسؤول العسكري العام لتنظيم "داعش" التابع للقاعدة في الانبار، باشتباكات عنيفة في منطقة البو فراج شمالي الرمادي.

          وذكر مصدر امني عراقي اليوم الاربعاء، ان "قوات الفرقة الذهبية للعمليات الخاصة تمكنت من قتل الملقب ابو عائشة سعودي الجنسية وهو الامير العسكري العام لتنظيم "داعش" في الانبار".

          واضاف ان "العملية تمت بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين قوات الفرقة الذهبية ومسلحي "داعش" في منطقة البو فراج شمالي الرمادي".

          ***
          * مغردون سعوديون.. لم لا يدعو دعاة الفتنة للجهاد ضد "إسرائيل"؟



          لماذا لم يقم الدعاة السعوديون المحرضون على القتل والقتال في سوريا باستقطاب الشباب لمشاريع الحياة من علم وعمل وزواج بدلا من مشاريع الموت والقتل؟ سؤال وجيه، لكن السؤال المحير الذي لا يجد حلا، لماذا لم يطالب من يسمون أنفسهم “رجال دين” الذين كثيرا ما يظهرون متباكين على الشاشات، بالجهاد ضد "إسرائيل" في فلسطين المسقطة تماما من أجنداتهم؟.


          شغل احتدام المواجهة بين دعاة “الجهاد” على رأسهم سلمان العودة ومحمد العريفي، وبين الإعلامي داوود الشريان تويتر السعودي والعربي خاصة مع دخولها مرحلة جديدة، وأكد مغردون ضرورة تكثيف الحملات الإعلامية لتعرية شيوخ الفتنة وتوعية الشباب السعودي المغرر بهم.

          ويقول مغردون بحسب موقع العرب اونلاين “إن على حكوماتنا اليوم أن تلجم من يسمون أنفسهم دعاة، أين أولاد البريك والقرضاوي والعواجي؟ لقد أصبحت دماء إخوتنا كالماء، لماذا لا يذهب العريفي إلى أرض الجهاد وهو شاب فتي ولماذا لا يذهب البريك، نبينا كان أول السائرين إلى ساحات الجهاد لكن هؤلاء وعوائلهم جهادهم في لندن وتايلند وفي كل محاكم الأرض سوف ينالون جزاهم العادل يوما”.

          وتحولت “ممارستنا لشعائر الدين الحنيف إلى المتاجرة بالشعارات الإسلامية فحرضنا الشباب على “الجهاد المقدس؟ لهدف واحد هو الحور العين بكل وقاحة وانتهازية”، يقول ناشط سعودي على تويتر.

          وبسبب ذلك يبيع بعض الشباب السعودي ما يملك من أجل السفر إلى سوريا، وحين يصل يجد أمامه عصابات يقتل بعضها بعضا باسم الجهاد، “متى يصمت دعاة الفتنة؟”.

          ووفق أحدهم فإن "القتال في سوريا صنع نجومية بعض الشيوخ الذين سينفخون في النار حتى يستمروا نجوما. متى نتعلم"؟.

          ويؤكد مغردون أن “بعض الدعاة السعوديين يدركون أن ما يجري في سوريا فتنة تحولت إلى حرب عصابات، لكنهم يرفضون التصريح بذلك خوفا على جماهيريتهم”.

          من جانبه، رد عبدالعزيز الطريفي، وهو أحد الذين شملتهم الاتهامات بالتحريض على الجهاد، عبر حسابه على تويتر بالقول “الجهاد ماض إلى قيام الساعة، بقاؤه قدري يقبل التوجيه ولا يقبل المواجهة”.

          وكان ثلاثة من الدعاة في السعودية، هم محمد العريفي ومحسن العواجي وسعد البريك، قد هاجموا الشريان قبل أيام على خلفية اتهامه لهم بـ”التغرير” بالشباب ودفعهم إلى القتال في سوريا، وقد نفوا صحة اتهامات الشريان لهم، كما اعتبروا أن ما أدلى به “حملة مدبرة بليل” ضدهم.

          يذكر أن الشريان كان قد تحدث خلال حلقة برنامجه “الثامنة مع داود” قبل أسبوع، متهما العريفي والبريك والعواجي، ومعهم سلمان العودة بـ”التغرير” بالشباب ودفعهم إلى القتال والموت في سوريا، الأمر الذي دفع العودة إلى مطالبته بالاعتذار وإلا مواجهة القضاء.

          وقال الشريان عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر “عدنان العرعور وأولاده يتاجرون ويجمعون التبرعات باسم الجهاد في سوريا، وينامون في بيوت وثيرة، وشبابنا يموت في صراع الجماعات.. لماذا لا يذهب عدنان العرعور وأولاده إلى سوريا، ويمارسون نشاطهم هناك؟ مَن سمح وسهل للعرعور أن يلعب دوره على أرضنا؟”.

          يذكر أن العرعور يعلن في حسابه على تويتر أرقام حسابات للتبرع لأهل سوريا، مما دعا بعضهم للتساؤل عمَن يراقب هذه الحسابات؟ من سمح للعرعور بجمع الأموال؟”.

          ويقول مغردون إن الجهاد الوحيد هو “تحرير بيت المقدس يليه جهاد الوطن وهو أن تعمل ببلدك وتصلح فيها وتحيي أرضها ولا تهلكها اتقوا الله في دين الإسلام وابتعدوا عن الفتنة لأنها تذهب العقول وتشعل النار والدمار”.

          من جانب آخر، أعلن ناشط عبر تويتر عن تقديم مليون درهم للعريفي والعودة والعواجي، إذا قرر أحدهم الذهاب إلى سوريا.

          على إثر ذلك تتالت الهدايا المغرية التي تدعو الشيوخ إلى الالتحاق بالجهاد وتبقى أفضل هدية يمكن أن يحصل عليها الشيخ هي “الحور العين” التي بشروا بها.

          ***
          * ماذا لو انسحب ’الربيع العربي’ على ’مملكة الخير’؟


          السعودية ترفع الغطاء عن ’داعش’

          آية صالح

          لا يُحسد أمير داعش "أبو بكر البغدادي" على مشاغله هذه الأيام، فالرجل المنهك في حرب الردة ضد جماعات مسلحة تشاطره النهج الوهابي ولكن تخالفه في البيعة، لا تنقصه شغلة البال التي أتته من وراء المحيطات. لقد تمادى نظيره السعودي سعود الفيصل في تصريحاته هذه المرة في مؤتمر جنيف اثنين، يظن البغدادي ان الفيصل لم يراعِ لقبهما المشترك "الأمير"، وتمرّد عليه في أمرين: الفيصل اعتبر ان "داعش" صنيعة النظام السوري ويجب القضاء عليها، وهو بذلك يرفع الغطاء عن التنظيم، أما الأمر الثاني فهو عندما خاطب الفيصل رئيس الائتلاف السوري المعارض "أحمد الجربا" بـ "فخامة الرئيس"، وهو بذلك يضفي شرعيته على إئتلافٍ يعتبره البغدادي طائفة كفرٍ ورِدة.

          لن يحرق البغدادي نفسه في معارك جانبية الآن، لديه قضية أساسية: إقامة الدولة الكبرى في العراق والشام، بلاد الشام كلها لكن لم يُعرف ما اذا كانت فلسطين المحتلة ضمن هذه الدولة. الأمير الداعشي الذي يستنزف جهوده في صراعٍ على الغنائم مع النصرة والحر حيناً، وفي لعب كرة القدم برؤوس مدنيين حيناً أخرى، يحاول وضع خطةٍ بديلة في حال لم تجرِ الأمور في سوريا على ما غُرِّر به وأُوحيَ له، وكل المعطيات الميدانية والسياسية تقوده الى هذا الإستنتاج.

          تكويعة آل سعود تجاه داعش إعلامياً لم يجدها ابو بكر مستغربة، ولكن ماذا لو لم تكن فقط للإستعراض؟ ماذا لو شحّ الدعم المادي واللوجستي والعسكري وتحوّل لأبناء الجربا؟ أين سيكون محط رحال الداعشيين الذين يجذبون الشباب المراهق من الرياض وصولاً الى الشيشان في حال أصبحوا كبش فداء تحت مسمى مكافحة الإرهاب؟ أسئلةٌ تدور في رأس البغدادي الذي لم يعتبر تصريح وزير خارجية آل سعود لحظة تخلّي لا سيما بعد النهاية التي كُتبت لـزميله ماجد الماجد، فكان لا بد من خارطة طريق: هل المملكة قابلة للإستدعاش؟

          بما أن مملكة الخير تُصدّر كالرمال لسوريا الأسود الجياع -شرابهم الدماء وأنيسهم الأشلاء- فهذا يعني ان الداعشيين اصحاب الفكر الوهابي أوْلى بالسكن في بلد المنشأ اي السعودية، سيناريو يكتبه البغدادي على مهل وطيف المعلم الكبير بن لادن يلازم افكاره، في حال أخلّ آل سعود بالإتفاق القاضي بأنهم يتكفلون بعائلات "المجاهدين" داخل المملكة وخارجها، وعدم تضييق الخناق على المجاهدين، فإن التنظيم سيبقي نار الجهاد بعيدةً عن السعودية.

          البندريون في المملكة يدركون أنهم خلقوا وحشاً تفرّع وسرعان ما سيتفرعن عليهم، من أجل ذلك أفردوا الفضائيات والمفتين وقادة الرأي لتمجيد الظاهرة الداعشية واخواتها، وهم بذلك يصيبون دعُّوشيْن بساطورٍ واحد: الأول هو جمع كل المتطرفين والأعداء الإفتراضيين مستقبَلاً في مكان واحد "سوريا" مطلقين عليها إسماً له مفعول سحري عند هؤلاء "ساحة جهاد"، من جهةٍ ثانية يدعمونهم بالمال والسلاح ويعززون الإنقسام بينهم كي يقضي بعضهم على بعض، هذا الإنشغال كفيلٌ بإبقاء شرّ خليقة آل سعود عن شرور الأسرة الحاكمة.

          حملاتٌ إعلامية بدأتها القنوات المحلية السعودية بإيعازٍ من السلطة العليا لنقد الظاهرة الداعشية، تارةً بالتهجم على رجال الدين الذين يشجعون هذه الظاهرة، وتارة اخرى عبر استضافة عائلات إلتحق أبناؤهم بالتنظيم في سوريا للتحدث عن معاناتهم ورفضهم القاطع لهذا الأمر. فالمملكة لا مانع لديها فيما يخص ممارسات الجماعات المسلحة الدموية التي تدعمها خارج أراضيها لا سيما في أراضي خصومها السياسيين الذين يعارضونها في المبادئ، لكن سرعان ما تصبح هذه الجماعات نفسها في مرمى نار جيش آل سعود في حال فكّرت ان تطأ أقدام عناصرها أرض شبه الجزيرة العربية.

          فهل تُعتبر المملكة صيداً ثميناً أو هدفاً محتملاً للجماعات المسلحة؟ هل تمتلك مقومات ان تصبح أرض جهاد لا سيما انها تشارك هذه الجماعات ذات الفكر الوهابي؟

          إذا استثنينا وضع المرأة السعودية المتدعوِشة منذ زمنٍ طويل من قيادة السيارات أو العمل أو الإنتخاب، يمكن القول إن النظام السعودي هدفٌ مشروع، فهو منذ نشأته مرتبط إرتباطاً عضوياً بل تبعياً بـ"الكفار الأمريكان" إن عبر صفقات السلاح التي تصدأ في المخازن او عبر اللقاءات الحميمة وجلسات شرب الخمر بين خادم الحرمين الشريفين ومحتلّ العراق جورج بوش.

          أسبابٌ عديدة تغري داعش واخواتها لإستهداف المملكة أكثر من المصادفات العديدة التي جمعت أمراء آل سعود بالصهاينة لا سيما الزيارات السرية أو العلنية بين الطرفين وطلب الموساد من الأمير تركي الفيصل إلقاء خطاب في الكنيست، فمن غير ذاك الأمير السعودي يملك اكبر شبكة قنوات تعتبرها الجماعات التكفيرية قنوات فسق وفجور، ومن مثل اولئك الأمراء الشباب في العائلة الحاكمة اكثر براعةً في لعب الميسر ومجالسة الفتيات من مختلف الجنسيات؟ إذاً توفرت المقومات: خمرٌ وفسقٌ وميسر، ولا ضير إن أُضيف النفط والأموال لتيسير أمور "المجاهدين" الذين سينشرون دينهم باللسان وإن لم يقبل السعوديون فبالسيف، أليس هذا شعار محمد بن عبد الوهاب؟ الجماعات المسلحة تعلم جيداً أن طابخ السم آكله وفي حال ارادت اجتياح السعودية، لا يمكن التكهن ما اذا كان الجيش السعودي قادرٌ على الصمود وهو الذي لم يعتد خوض الحروب يوماً، فما الذي تُعده مملكة الرمال من خيرٍ لشعبها المنقسم أساساً حول الولاء لها بعد الخير الأحمر الذي طمرت فيه الشعوب العربية، وهي العالمة انه مع القاعديين لا مجال للإستعراض، فهل من صفقة قريبة أم صفعة؟

          ***
          * عن العلمانية المنتظرة في السعودية



          لا بأس بإعادة التمرين مرة أخرى. لعل عضلات التفكير تعتاده فتحوّله إلى عادة تلقائية مع مرور الزمن وارتفاع لياقة النقاش العام حول قضايا الفلسفة السياسية التي ظلت مُحرَّمة على الناس في المملكة العربية لمدة ليست بالبسيطة.

          إن الحديث عن المفاهيم الفلسفية ليس حديثاً عن مفاهيم كوكبية صالحة لكل زمان ومكان، إنما هو نقاش عن مفاهيم ينبغي إعادة تخصيبها لكي تتواءم مع أزمات ومستلزمات حيز محدد يتطلّب من المنشغلين به مراعاة خصوصيته الثقافية وإرثه السياسي وبنيته الاقتصادية.


          محمد الصادق/جريدة الاخبار

          إن مفهوم العلمانية من المفاهيم السياسية التي جرى عمداً تشويهها في مجتمعاتنا العربية وفي السعودية بشكل أكثر كثافة، فوصفت مرة بالزندقة، ومرة بالكفر بالدين، ومرة بالانحلال عنه. ولأن المعاني تُعرف بصورتها التي تظهر على الشاشة الذهنية للإنسان لا بدلالاتها أو بوظيفتها الفعلية، فقد نجحت شيطنة المفهوم. بعض المواجهات مع خصومها كانت نابعة من عقيدة إيمانية كهنوتية الطابع، تخشى من فقدان السيطرة على الالتزام الديني وضبط أنماط تدين المجتمع، وبالتالي خسارة العلماء لقيمتهم الرمزية التي يُسيّرون بها حياة الناس، أما بعض الحزبيين (سرورية وإخوان) فقد شكَّلت لهم سلاحاً لاغتيال خصومهم السياسيين عبر استخدامها في الصراع المفتوح بين التيارات الإسلامية والوطنية حول هوية الدولة.

          في الواقع، عند فحص العلمانية في سياق تطورها التاريخي في الغرب نجدها تنقسم إلى قسمين: علمانية روحانية، وعلمانية سياسية. الأولى، تختص بالفرد، والثانية تخص الجماعة. فالعلمانية الروحية ظهرت في المجتمعات الديموقراطية الغربية بعدما فقدت الأديان وهجها هناك، وتبدد الأمل بكفاءة الأديان في تطويق الظواهر الطبيعية وتفسيرها مقارنة بالعلوم الطبيعية، فنجم عن ذلك بحث أكثر تعمقاً في الإجابة عن تساؤلات من جنس: ما الذي يُعطي للحياة معنى؟ أو ما الذي يجعل الإنسان يتقبل فكرة الموت أو الشيخوخة إذا لم يكن يؤمن بوجود آخرة، وما الذي يدفعه إلى فعل الخير للآخرين في الحياة ما دام ليس هناك من مردود ماورائي. إذاً السؤال المركزي هنا هو سؤال الوجود، أو سؤال الخلاص. سؤال يبحث في باطن الفرد وعلاقته بالرب وبنفسه وبمنابع أناه بكل ما تحمل من تصورات وقيم عن الخير والشر والحق والأخلاق، فإذا ما غاب الله وغابت الآخرة كيف للإنسان أن يُحافظ على قيم كالحب والتضحية.

          هنا في شق «العلمانية الروحية» انقسم الفلاسفة إلى مجموعات متنوعة، كلّ بحسب خلفيته الفكرية ومنطلقاته الفلسفية. صنف راح يرفع من قدر الإنسان ويعتبره ذاتاً متعالية منها تنبع الأخلاق الحميدة، ويستطيع بـ«ناسوتيته» المُحتكمة إلى العقل وحده أن ينتقي الخير فينحاز له، ومثال لهذه المدرسة الفيلسوف الفرنسي لوك فيري صاحب كتاب «الإنسان الإله» الذي قال «بنهاية الأخلاق اللاهوتية» في ظل خسوف المقدّس. هي إذاً عملية تاريخية لمساعي إحالة الروحانيات إلى مصدر غير إلهي، في ظل تراجع الإيمان بوجود الله في المجتمعات الغربية في ما بات يُطلق عليه «عصر العلمانية».

          في حيّزنا العربي، ناقش تلك الحالة باستفاضة الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن في كتابه «روح الدين» كما في محاضرته (أخت العلمانية وفصل الدين عن نفسه)، ويقصد بها هنا فصل الأخلاق عن الدين. فطه عبد الرحمن مؤمن بأن الإنسان يعيش في عالمين: عالم مرئي، وعالم غيبي، وأنه مولود على الفطرة التي فطره الخالق عليها، فخلق مع هذه الفطرة روحاً تبث فيها القيم الطيبة كالعدل والإحسان وهو ما يسميه طه الذاكرة الأصلية للإنسان، ويُفرّق طه بين الروح وبين النفس (الأنا) التي تنسبُ الأشياء إليها؛ بما فيها الأشياء غير القابلة للنسب مثل السيادة.

          هكذا بتنا أمام محاججة تتمحور حول سؤال مصادر أخلاق الإنسان، وإن هذا الجنس من «العلمانية الروحانية» التي يعالج بها الغرب أزمته الروحية بعد انخراطه في مجتمع ليبرالي فرداني نفعي تشبه فيه العلاقات البشرية العلاقة مع الآلات ليس مطروحاً للمجادلة في مجالنا التداولي العربي بحكم مركزية الدين في الثقافة العامة وفي حياة الأفراد، والتصاق الغالبية الساحقة بدينها بشكل بتنا معه نخاف من الإفراط في استحضاره أكثر من الخوف من استبعاده. إننا على اقتناع بأن الأخلاق والدين والسياسة مجالات متمايزة، لكنها متداخلة حيث تساهم جميعها في تكوين الشخصية الخاصة بكل مجتمع، وبأن الدين يتفاعل معه الناس بشكل جماعي وفردي عبر مجموعة من الشعائر والطقوس، فهو في الأصل ظاهرة اجتماعية. لذا فإن النقاش حول العلمانية الروحية ليس ملحاً، بالمقارنة بالعلمانية السياسية؛ لأنه في مجالنا العربي لم يتحول إلى ظاهرة اجتماعية تستحق الدراسة بعد.



          إن النقاش الذي يجب أن يستحوذ على تفكيرنا يقتضي التطرق الى العلمانية في شقها السياسي، أي بصفتها أداة فاصلة للدين عن السياسة؛ إما فصل كامل للدين عن المحيط العام وتحويل الدين إلى شأن فردي خاص يكون المعني فيه الفرد لا الجماعة، وعليه فمن أراد ممارسة طقوس دينية معينة فليفعل ذلك بعيداً عن المؤسسات الرسمية، وهذا يُصطلح على تسميته «العلمانية الصلبة»، حيث العلمانية هنا أيديولوجية شمولية لها رؤية خاصة للحياة بكل جوانبها وتملك موقفاً حازماً من الدين كما هي حال فرنسا التي ينص دستورها على كون فرنسا «جمهورية علمانية ديموقراطية اجتماعية غير قابلة للتقسيم».

          أو فصل جزئي بين المؤسسة السياسية والمؤسسة الدينية وهو ذو طابع قانوني لا أيديولوجي؛ بمعنى التغاضي عن تفاعلات الدين في المجال العام مقابل عدم استغلال الدين لأغراض سياسية، وعدم استثمار السلطة السياسية لنفوذها لفرض إملاء ديني محدد على الأفراد، كما هي حال نموذج أميركا.

          في المملكة العربية ومنذ ولادة التحالف التاريخي بين الإمارة والإمامة والمؤسسة السياسية والمؤسسة الدينية، تتناوب كل واحدة منهما على حراسة قداسة الآخر، وضمان تفوق كلّ في مضماره على بقية الفئات الاجتماعية التي تحل في مرتبة اجتماعية أدنى من الأمراء ورجال الدين، وتوفير سُبل بقاء هيمنته على المجال المنشغل فيه، حتى بتنا نقف أمام واقع بأن هذا الحلف هو أسّ المشاكل، وأن العدالة والكرامة الإنسانية تستوجبان إمعان التركيز على نقد هذه العلاقة بصفتها العامل الأساسي المتحكم بطرق معيشتنا؛ بما فيها سلب إرادتنا وحريتنا وكرامتنا؛ فهيئة كبار العلماء تشكل «الدرع الأيديولوجية للنظام»، وهي التي قنّنت مبدأ «طاعة ولاة الأمر» وعدم الخروج عليهم حتى بالنقد العلني، وأُنزل الأمراء منزلةً غير مسبوقة بالتلقب بألقاب إلهية مثل «صاحب الجلالة» مقابل الحصول على امتيازات مادية ومعنوية لرجال الدين، حيث عمدت المؤسسة الدينية الى تعزيز أدواتها التسلطية على المجتمع من خلال مأسسة أنماط من التدين كفضيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتحويلها الى جهاز مراقبة لسلوك الناس وتوجيهه.

          لكن منذ وصول الملك فيصل إلى رئاسة مجلس الوزراء، شرع في عملية تفتيت مركزية السلطة الدينية التي كانت في قبضة الشيخ محمد بن إبراهيم الذي ورث الشيخ محمد بن عبد الوهاب بجميع صلاحياته والذي فقدت المؤسسة الدينية استقلاليتها تدريجاً بعد رحيله، وقد ساعدت أموال النفط على قلب العلاقة بينهما؛ من علاقة شراكة في الحكم إلى تطويع المؤسسة كأداة أيديولويجة في يد السلطة السياسية.



          استمر الوضع في عهد الملك فهد كما كان في عهد فيصل، حيث جرت الاستعانة بكفاءات من تيار الإخوان المسلمين الأم في مصر لقيادة المؤسسات الدينية المنتشرة في السعودية كالفطريات، وسارت الدولة في طريقين متناقضين لكنهما يخدمان تمكين الاستئثار بالسلطة في جميع الأحوال، مستفيدة من القدرة الهائلة للأيديولوجية الدينية في التعبئة عند الضرورة. فبموازاة الأسلمة للمجتمع، كان هناك مشروع علماني تحديثي لبعض المؤسسات الرسمية، إلى أن وصلنا الى عهد الملك عبد الله الذي تمت فيه عملية إعادة تنظيم المؤسسات الدينية وغربلتها، فاحتوائها بعدما تُركت لعقود في أيدي التيارات الدينية الحركية كالإخوان والسرورية، من خلال إبعاد الشخصيات الحركية عن المناصب المؤثرة واستبدالها بشخصيات سلفية (جامية) تدين بالولاء التام للنظام. بكلمة واحدة، نامت المؤسسة الدينية قبل ثلاثة عقود وهي شريكة في الحكم واستيقظت وهي في جيب النظام، فقد أحكم النظام سيطرته الكاملة على المؤسسة الدينية وطوعت أيما تطويع في حسم الكثير من النزاعات السياسية محلياً وخارجياً.

          نستنتج مما سبق أننا عملياً أمام دولة علمانية مكتملة الأركان لبست مشلح القداسة اللاهوتية بالتعاون مع المؤسسة الدينية، وأن الخروج من الرؤية الخانقة لنموذج الدولة «العلمودينية» يتحقق بأدنى درجات العلمانية (العلمانية الرقيقة)، وذلك بفصل المؤسسة السياسية عن المؤسسة الدينية ووقف استغلال السياسي لها في السيطرة على حركة المجتمع والتفرد بخيراته وموارده. إن السيادة التي هي حقٌ إلهي عند الإسلاميين في حالة المملكة لم تعد لرجال الدين، وإنما لرجال السياسة؛ وإننا نستطيع القول من دون توجس تآكل معالم الدولة الدينية لصالح الدولة العلمانية، وبانتفاء التعذّر بأن العلمانية تُسيد الدولة سيادة الإله على عباده؛ لأن السياسي خطف القداسة والسيادة من الإله ومن الشعب وترك للبقية مصارعة طواحين الهواء.

          تعليق


          • #20
            29/1/2014



            إن لم تكن عرعوراً فأنت شريانُ



            ايهاب زكي/خاص بانوراما الشرق الاوسط


            لا أحد يتوقع طبعاً أن داوود الشريان قد شرب حليب السباع قبل النوم، فاستيقظ في اليوم التالي مستأسداً، يصول حول الحمى ويزأر فيها، ولو كان الأمر كذلك لتأرنب العراعير الذين وجَّه إليهم سهامه، لكنهم على العكس من ذلك، نافحوا عن مواقفهم وتمسكوا بها، وهاجموا الشريان ومن دبَّر له شرب حليب السباع بليل،واعتبروا أن الشريان بمواقفه قد تناغم مع المشروع الصفوي المتآمر مع الغرب الصليبي للقضاء على ما سموه إنجازات ما يظنون أنها ثورة،ودللوا على ذلك باحتفاء الإعلام السوري بتلك الشريانية، وفقهاء الحيض والنفاس هؤلاء كانوا قد أسقطوا مفهومهم عن الحيض ونزول الدم بأنه ثورة جسد،على المؤامرة الدامية في سوريا ، فاستنتجوا أنها ثورة شعب.

            هذا الشريان الذي توعد بمحاسبة كل من دعى للجهاد ممن أسماهم بأبطال تويتر، حيث أنهم أفلتوا من العقاب في أفغانستان والعراق،لكنهم لم يفلتوا منه في سوريا، يبدو أن له ذاكرة الذباب، فنسي أنه كان رئيساً لتحرير جريدة “المسلمون”، والتي كانت تصدر إبان الحرب الأفغانية،وكانت على اطلاع كامل على مجريات المعارك هناك، وكانت بوقاً جهادياً يحض الشباب على الجهاد ضد ملاحدة العصر السوفييت، فهل تشمله دعوته للمحاسبة تلك، وكذلك فالشريان ومنذ بدء مؤامرات الصهيوأمريكية على الوطن العربي عموماً وسوريا خصوصاً ،وهو مجرد شاةٍ في قطيع نعاج، يذهب مختاراً حيث أشاح له الراعي بعصاه، وبالمنطق فإن دعوته للمحاسبة ستطاله، ولكنه مثال حي على إبداعات النفط، التي تحوّل الناس إلى ببغاوات في أقفاص شاشات الكلام،بمجرد أن تملأ حنجرته بالقمح والحبوب فيردد ما يُلقن دون أن يفقهه وإن كان في ذلك هلاكه.

            والقطيع الذي اعتاد أن يشاهد تلك الببغاوات، قد يضرب أخماساً بأسداس، فتأكله الحيرة وتنهشه غرائزه أيهما أحق، العراعرة أم الشَرايِانة؟ وتبدأ حربه الطاحنة مع نفسه، ويدخل في دوامة الجدل مع بقايا أفراد القطيع، العراعرة هم الحق، فيرده آخر بل هم الباطل، فيتدخل ثالث بل كلاهما حق، فيرد رابع كلاهما بين بين، فيثغو خامس بل الحق هم الشريانة وما عداهما باطل، فيحسم الجدل حكيم القطيع عظيم القرون بأن الراعي هو من يحدد الحق والباطل، وأن ولي الأمر وحده المخول بالحكم، يقصد شيخ قبيلة آل سعود، وهذه الدوامة تهدف لتغطية أعين القطيع عما هو خارج مرعاها، فالحق في مرعاها حصراً وليس خارجه، والحق إما لمن يقف على يمين المرعى وإما لمن يقف على شماله، وكل ما هو خارج هذه الهضبة النفطية فهو باطل.

            فالعراعرة والشريانة متفقون على أن طاعة ولي الأمر من طاعة الله، وأنهم يمارسون أفعالهم وفعالهم لغاية إرضاء ولي الأمر وفي سبيل رفعته، ومتفقون على أن الجهاد في سوريا شريعة وشعيرة، وأن “النظام السوري عدو، وأن إيران هي العدو، وحزب الله عدو، والحوثيون عدو، وثوار البحرين عدو،وكل من قال عنه ولي الأمر عدو فهو عدو، ومن قال عنه حليف صديق فهو كذلك حتى لو كان نتن ياهو، فحكمة ولي الأمر لا تدركها الحواس، وكلاهما يستشهد بصحة فتواه وموقفه بمواقف ولي الأمر، فمنهم من يستشهد بالوزير المومياء سعود ومنهم من يستشهد بالأمير المنتسب بندر، والخلاف فقط بأن الجهاد في سوريا لا يحتاج دعماً بالرجال، أما الجهاد بالمال والعتاد فكلهم متفقون عليه، وفي معرض رد العراعرة على الشريانة تم جسر الهوة، فقال العراعرة نحن لم نحرض على ذهاب الشباب السعودي إلى سوريا، بل فقط قلنا أنه جهاد في سبيل الله.

            وأما في السياسة فهذا يدعو للتأمل، حيث أنه يدل على صراع مراكز قوى داخل العائلة المالكة، وأن هذه الأبواق يتبع كل منها إلى عصبة أمير أو عصابته، وهو يتناغم مع التوقعات باقتراب التغييرات المتوقعة أمريكياً في المشهد السعودي، فهنيئاً للعراعرة إن كانوا في صف الأمير المنتجب أمريكياً لقادم المراحل، أو هنيئاً للشراينة إن كانوا هم في صف ذلك الأمير، أما نحن فنتوقع زوالهم جميعاً، وأن زورهم وبهتانهم إلى الجحيم كلاهما وكلهم، ولكن من الجدير التنويه بأن هناك عراعرة وشراينة في خندقنا، ويخيروننا بين الإسلام والحضارة، وكأنهما ضدان، نحن مسلمون متحضرون أو سنكون يوماً كما كنا،ولسنا وهابيين صحراويين،ولن نكون كما كانوا، فلسنا عراعرة ولا شراينة.

            تعليق


            • #21
              30/1/2014


              * الفقر يتسلّل الى مملكة النفط

              25% من السعوديين فقراء ودولتهم الأغنى نفطاً

              عبد الحافظ الصاوي - صحيفة القدس العربي

              تحتل السعودية المرتبة الأولى من إنتاج النفط على مستوى العالم، فهي تحصد ثروات هائلة منذ السبعينيات بإنتاجها النفطي الذي وصل معدله في عام 2013 إلى نحو 9.8 مليون برميل يومياً، إلا أن ذلك كله لم يمنع الفقر من التسلل إلى ملايين السعوديين.

              الأرقام الرسمية التي تتناول مشكلة الفقر في السعودية نادرة، إلا أن بعض المصادر والتقديرات غير الرسمية تشير إلى نسبة الفقراء في السعودية تصل إلى 25% من السعوديين، البالغ عددهم نحو 20 مليون مواطن، أي بما يعادل 5 ملايين مواطن.

              وقد ساعدت الفوائض النفطية على تحقيق فائض بموازنة العام الماضي 2013 بنحو 55 مليار دولار، ما أسهم في زيادة أصول الصندوق السيادي للمملكة، أقوى اقتصاديات الشرق الأوسط، إلى نحو 676 مليار دولار بنهاية العام الماضي، وفق تقديرات معهد صناديق الثروة السيادية، الأمريكي، وهو ما يجعل الحديث عن الفقر والنفط في المملكة العربية السعودية نوع من المفارقة، إذ من شأن هذه الإيرادات النفطية المتدفقة ولسنوات طويلة، أن يؤدي إلى تجربة تنموية عمادها الإنتاج، والانتقال من تصنيف الدول النامية إلى تصنيف أفضل.

              ويكتسب الاقتصاد السعودي العديد من السمات الخاصة بالاقتصاديات النامية، من حيث الاعتماد على الاقتصاد الريعي، وتراجع نصيب القطاع الإنتاجي في الناتج المحلي الإجمالي، ومحدودية مساهمة الصناعات التحويلية كذلك في الناتج المحلي الإجمالي.



              تقديرات البنك الدولي للناتج المحلي الإجمالي بالمملكة العربية السعودية لعام 2012 بالأسعار الجارية 711 مليار دولار، ويزيد نصيب الفرد في المتوسط من الدخل القومي إلى 22 ألف دولار سنويًا، ولكن في الوقت نفسه تشير دراسات مجلس التعاون الخليجي إلى وصول معدلات البطالة بالسعودية إلى 11%.

              وتندر المصادر الرسمية المباشرة التي تتناول مشكلة الفقر في السعودية، ولكن من خلال قراءة الأرقام لبعض البنود التي يمكن من خلالها، رصد مظاهر مشكلة الفقر هناك، وإن كانت التقديرات غير الرسمية من تشير إلى نسبة فقراء بالمملكة تصل إلى 25% من السعوديين، البالغ عددهم نحو 20 مليون مواطن، بما يعادل 5 ملايين مواطن .

              نعم الفقر نسبي، ويختلف من بلد إلى بلد، لكن تبقى حاجات الإنسان الأساسية التي بدونها يعد فقيرًا، ليس فقط فقر الدخل، ولكن هناك الفقر متعدد الأبعاد، الذي يعد مؤشرًا مركبًا يضم جوانب العجز في مجالات التعليم والصحة والدخل.
              ومن خلال مطالعة تقرير التنمية البشرية العالمي، لعام 2013، نجد أنه لا يحوي أية بيانات عن الفقر في المملكة العربية السعودية، سواء ما يخص فقر الدخل أو فقر الامكانيات، على الرغم من أن التقرير يتناول كافة البيانات الأخرى عن المملكة، والتي جاء ترتيبها على مؤشر التنمية البشرية لنفس العام في المرتبة 57 من بين دول العالم التي شملها التقرير وعددها 186 دولة.

              ومن عجب، أن الرقم الذي يمكن إسناده إلى جهة، يخص تقرير لوكالة المخابرات الأمريكية، نقلت عنه جريدة الرياض، السعودية، أن نسبة الفقر في المملكة العربية السعودية بحدود 12.5%، وذلك عن بيانات عام 2003، أي قبل ما يزيد عن عشر سنوات.

              من البيانات الموثقة عن وجود الفقر بالسعودية، ما جاء في بيان الموازنة العام للمملكة عن العام 2014، حيث جاء ضمن المخصصات مبلغ 29 مليار ريال سعودي (7.7 مليار دولار)، لبرامج معالجة الفقر، والمخصصات السنوية المتعلقة بالأيتام، وذوي الاحتياجات الخاصة، والضمان الاجتماعي.

              وإذا كانت موازنة المملكة رصدت هذه الأموال لبرامج معالجة الفقر وغيرها من البرامج التي تقدم للمهمشين بالمجتمع السعودي، فمن الأجدر أن تنشر بيانات الفقر، من قبيل الشفافية، وحتى تتاح قراءة حقيقية لتداعيات الظاهرة اجتماعيًا وسياسيًا. ولكن للأسف لا توجد أرقام منشورة من قبل المؤسسات السعودية، أسوة ببعض الدول العربية، حتى أن قاعدة بيانات البنك الدولي خلت من بيانات الفقر التي تخص المملكة العربية السعودية.

              وتمثل مخصصات الموازنة لمواجهة برامج معالجة الفقر، والبرامج الأخرى التي يستفيد منها المهمشين اجتماعيًا بالمملكة نسبة 3.3% من إجمالي الإنفاق لنفس العام والبالغ 855 مليار ريال سعودي.

              وبحسب بيانات لوزارة الشؤون الاجتماعية فإن أكثر 1.5 مليون سعودي يستفيدون من خدمات الضمان الاجتماعي الذي تقدمه الوزارة.

              والمعلوم أن معاش الضمان الاجتماعي لا يكون مقابل اشتراك، ولكنه يقدم لمن تقعد بهم امكانياتهم عن الكسب، إذ تنحصر الفئات المستفيدة من معاش الضمان الاجتماعي بين المصابين بالعجز الكلي، والأيتام، والنساء، وحاملي بطاقات التنقل.

              ووفق بيانات وزارة الشؤون الاجتماعية، فإن معاش الضمان الاجتماعي يقدم للأفراد والعائلات حسب أعضاءها، إذ لا يزيد عدد أفراد الأسرة المستفيدة عن 15 فردا، فالأسرة المكونة من فرد واحد تحصل على مخصصات شهرية 862 ريال، بينما الأسرة التي يصل عدد أفرادها إلى 15 فردًا تحصل على 4840 ريال.

              وهناك جدول مبين بالتقرير يبين طبيعة المخصصات الشهرية للعائلات حسب أعداد أفرادها.

              وتعتبر مكة من أكبر المناطق المستفيدة من برامج الضمان الاجتماعي بواقع 308 ألف حالة، تليها الرياض بواقع 218 ألف حالة، فيما تعد الحدود الشمالية للملكة من أقل المناطق استفادة من برامج الضمان الاجتماعي بواقع 26 ألف حالة.

              تحتوي البرامج التي تعدها وزارة الشئون الاجتماعية بالسعودية، لمعالجة الفقر، على صنفين، الأول استهلاكي بطبيعته مثل تأمين نفقات فواتير الكهرباء والمياه، وتوفير الحقائب المدرسية، والمساعدات الغذائية، والتأمين الصحي للفقراء، وفرش وتأثيث مساكن الفقراء.

              أما الصنف الثاني، فهو مشروعات تقليدية مثل ماكينات الخياطة، وإعداد الوجبات المنزلية، أو توفير أكشاك للبيع في الأماكن العامة، وغير ذلك.

              ويعاني سوق العمل السعودي من تشوهات كبيرة، ففي الوقت الذي يعد فيه السوق السعودي من أكبر الأسواق لاستقبال العمالة الوافدة، يزيد عدد العاطلين، لعدم رغبة العمالة السعودية في القطاع الخدمي، والميل للعمل في القطاع الحكومي، وغياب العمالة السعودية المدربة على تلبية احتياجات السوق هناك.

              وثمة أمر مهم يتعلق بعدالة توزيع الثروة، فبيانات العوائد النفطية، كافية لعيش كريم لكافة أفراد المجتمع السعودي والذي يصل عدد سكانه إلى 20.2 مليون نسمه.

              كما أن الصناديق السيادية للملكة لا تتوفر عنها بيانات كافية، وبالتالي يبقى الحديث عن عدالة توزيع الثروة في المملكة العربية السعودية غير وارد، فضلا عما تتخذه المملكة العربية من توظيفات للإنفاق العام سياسيًا في المنطقة وخارجيًا، فمؤخرًا قدمت السعودية نحو 5 مليارات دولار دعمًا ماديًا ونفطيًا لمصر منذ عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز الماضي، كما تعهدت بشراء صفقة أسلحة لصالح الجيش اللبناني بواقع 3 مليارات دولار، تستورد من فرنسا.

              تبقى مشكلة الفقر في السعودية، مثل باقي الدول تستلزم جهودا حكومية ومجتمعية، للتخفيف من حدتها، وأن تستحضر الحكومة السعودية مسئوليتها بشأن تنشيط سوق العمل وتبني سياسات اقتصادية من شأنها استيعاب العاطلين والداخلين الجدد لسوق العمل، وكذلك توفير مزيد من الشفافية حول توزيع ثروة البلاد النفطية.

              كما أن على المجتمع أن يغير من ثقافته تجاه العمل، ويؤهل أبناءه للدخول لسوق العمل بإمكانيات مناسبة، والتعامل مع العمل الحرفي والخدمي بمفهوم إيجابي، ومن الأهمية بمكان أن تتعاون الحكومة والمجتمع في ربط مخرجات المؤسسات التعليمية باحتياجات سوق العمل.

              تعليق


              • #22
                30/1/2014


                مغردون سعوديون.. لم لا يدعو دعاة الفتنة للجهاد ضد “إسرائيل”؟



                وكالات/بانوراما الشرق الاوسط

                لماذا لم يقم الدعاة السعوديون المحرضون على القتل والقتال في سوريا باستقطاب الشباب لمشاريع الحياة من علم وعمل وزواج بدلا من مشاريع الموت والقتل؟ سؤال وجيه، لكن السؤال المحير الذي لا يجد حلا، لماذا لم يطالب من يسمون أنفسهم “رجال دين” الذين كثيرا ما يظهرون متباكين على الشاشات، بالجهاد ضد “إسرائيل” في فلسطين المسقطة تماما من أجنداتهم؟.

                شغل احتدام المواجهة بين دعاة “الجهاد” على رأسهم سلمان العودة ومحمد العريفي، وبين الإعلامي داوود الشريان تويتر السعودي والعربي خاصة مع دخولها مرحلة جديدة، وأكد مغردون ضرورة تكثيف الحملات الإعلامية لتعرية شيوخ الفتنة وتوعية الشباب السعودي المغرر بهم.

                ويقول مغردون “إن على حكوماتنا اليوم أن تلجم من يسمون أنفسهم دعاة، أين أولاد البريك والقرضاوي والعواجي؟ لقد أصبحت دماء إخوتنا كالماء، لماذا لا يذهب العريفي إلى أرض الجهاد وهو شاب فتي ولماذا لا يذهب البريك، نبينا كان أول السائرين إلى ساحات الجهاد لكن هؤلاء وعوائلهم جهادهم في لندن وتايلند وفي كل محاكم الأرض سوف ينالون جزاهم العادل يوما”.

                وتحولت “ممارستنا لشعائر الدين الحنيف إلى المتاجرة بالشعارات الإسلامية فحرضنا الشباب على “الجهاد المقدس؟ لهدف واحد هو الحور العين بكل وقاحة وانتهازية”، يقول ناشط سعودي على تويتر.

                وبسبب ذلك يبيع بعض الشباب السعودي ما يملك من أجل السفر إلى سوريا، وحين يصل يجد أمامه عصابات يقتل بعضها بعضا باسم الجهاد، “متى يصمت دعاة الفتنة؟”.

                ووفق أحدهم فإن “القتال في سوريا صنع نجومية بعض الشيوخ الذين سينفخون في النار حتى يستمروا نجوما. متى نتعلم”؟.

                ويؤكد مغردون أن “بعض الدعاة السعوديين يدركون أن ما يجري في سوريا فتنة تحولت إلى حرب عصابات، لكنهم يرفضون التصريح بذلك خوفا على جماهيريتهم”.

                من جانبه، رد عبدالعزيز الطريفي، وهو أحد الذين شملتهم الاتهامات بالتحريض على الجهاد، عبر حسابه على تويتر بالقول “الجهاد ماض إلى قيام الساعة، بقاؤه قدري يقبل التوجيه ولا يقبل المواجهة”.

                وكان ثلاثة من الدعاة في السعودية، هم محمد العريفي ومحسن العواجي وسعد البريك، قد هاجموا الشريان قبل أيام على خلفية اتهامه لهم بـ”التغرير” بالشباب ودفعهم إلى القتال في سوريا، وقد نفوا صحة اتهامات الشريان لهم، كما اعتبروا أن ما أدلى به “حملة مدبرة بليل” ضدهم.

                يذكر أن الشريان كان قد تحدث خلال حلقة برنامجه “الثامنة مع داود” قبل أسبوع، متهما العريفي والبريك والعواجي، ومعهم سلمان العودة بـ”التغرير” بالشباب ودفعهم إلى القتال والموت في سوريا، الأمر الذي دفع العودة إلى مطالبته بالاعتذار وإلا مواجهة القضاء.

                وقال الشريان عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي تويتر “عدنان العرعور وأولاده يتاجرون ويجمعون التبرعات باسم الجهاد في سوريا، وينامون في بيوت وثيرة، وشبابنا يموت في صراع الجماعات.. لماذا لا يذهب عدنان العرعور وأولاده إلى سوريا، ويمارسون نشاطهم هناك؟ مَن سمح وسهل للعرعور أن يلعب دوره على أرضنا؟”.

                يذكر أن العرعور يعلن في حسابه على تويتر أرقام حسابات للتبرع لأهل سوريا، مما دعا بعضهم للتساؤل عمَن يراقب هذه الحسابات؟ من سمح للعرعور بجمع الأموال؟”.

                ويقول مغردون إن الجهاد الوحيد هو “تحرير بيت المقدس يليه جهاد الوطن وهو أن تعمل ببلدك وتصلح فيها وتحيي أرضها ولا تهلكها اتقوا الله في دين الإسلام وابتعدوا عن الفتنة لأنها تذهب العقول وتشعل النار والدمار”.

                من جانب آخر، أعلن ناشط عبر تويتر عن تقديم مليون درهم للعريفي والعودة والعواجي، إذا قرر أحدهم الذهاب إلى سوريا.

                على إثر ذلك تتالت الهدايا المغرية التي تدعو الشيوخ إلى الالتحاق بالجهاد وتبقى أفضل هدية يمكن أن يحصل عليها الشيخ هي “الحور العين” التي بشروا بها.

                تعليق


                • #23
                  31/1/2014


                  المملكة السعودية "مستعَمَرة" إن حكت تاريخاً دموياً..!(1)



                  زينب الطحان


                  "الروافض"، "الصفويون" "الفرس"،"دولة الإسلام في العراق والشام"، "إقامة إمارة إسلامية تمهيداً للدخول في مشروع إقامة الخلافة أو الإمامة الكبرى"، عبارات يسمعها جيل اليوم مستغرباً من دلالالتها وما يرافقها من عنف وقتل ودمار، وهي التي كانت حبيسة كتب ارتبطت بنظريات فقهية وصفها علماء زمانها بالوضيعة لا ترقى إلى أبسط علوم الفقة والحديث التي كانت رائجة أنذاك.

                  هي عبارات كانت تضج بها أدبيات السلفية الحنبلية في قرن بعيد عفى عليه الزمن، إذا حاربها علماؤه وأوقفوها عند حدود الإبقاء عليها نظريا، ودفنتها الأجيال اللاحقة، عندما بدأت التغيرات الكبرى تدخل إلى المشرق العربي. ولكن السؤال الملح أمام هذا الجيل الذي يموت تحت وطأة حموتها من أيقظ هذه "المذهبية الوضيعة" من سباتها؟! ولماذا تعود اليوم في القرن الحادي والعشرين؟!..

                  غير صحيح أن هناك انقطاعاً تاريخياً بين سلفية ابن حنبل وصولاً إلى سلفية اليوم. في بلاد الحجاز، حيث أقدس تراث الدين الإسلامي، نشأت بدعة دينية "الوهابية" في القرن الثامن عشر، استوحت تعاليمها ومفرداتها "الوضيعة" من الحنبلية ومن فكر ابن تيميه التكفيري، وتمكنت أن تصنع لها سلطة زمنية، فكان أن توحدت البدعة مع السيف وألة القتل "الجهاد" لتقوم على أنقاض أصحاب الأرض الأصليين مملكة القهر والإستبداد وسميت تيمناً بمؤسسيها "المملكة العربية السعودية". وبذلك تصبح هذه المملكة هي الدولة الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية التي قامت على القتل وطرد السكان الأصليين وارتكاب المجازر بمن بقي منهم، لتنضم "إسرائيل" إلى اللائحة في القرن العشرين وتصبح الرقم الثالث فيها والأخير إلى اليوم.

                  الوئام بين أل سعود والوهابية :

                  كيف تحقق الوئام والوحدة بين "الوهابية" وآل سعود حتى تمكنّوا من إقامة مملكتهم في بلاد الحجاز العربية؟!! كيف لبدعة دينية أن تستغل السياسة والسلطة لتتحكم بمصائر الناس، وكيف لسلطة ترفع راية الدين لتحقق لها السيطرة على الجغرافيا والتاريخ والحضارة؟!.. أم أن العملية كانت عكسية ؟!!، هذا ما يجلي عنه كتاب "العقيدة والسياسة في السعودية"، للكاتب والباحث السعودي الدكتور فؤاد إبراهيم، الصادر عن دار الملتقى، في العام 2010.



                  منذ نشأت الحركة الوهابية أعلنت بصراحة أنها هي دين الحق ومذهب السنة الصحيحة ومنهج التوحيد السليم ومن خالفها من عموم المسلمين أهل بدعة وضلالة وهم في النار إلا إذا تابوا وعادوا للدين السليم، الذي وضع قواعده ابن تيمية واسس لمنهجه الحديث الشيخ محمد ابن عبد الوهاب. وبدأت هذه الحركة، التي تشكلت من العصابات واللصوص، أعمالها الدموية مبكراً فأغارت أولى سراياها العسكرية، بعد أن أعلن الشيخ نفسه الجهاد، على الأعراب يسلبونهم المال والنساء ويعملون فيهم القتل. وبدأت فتاوى التكفير والقتل تظهر. وأول من قتل كان أئمة المساجد كما ظهر في مجموعة رسائل ابن عبد الوهاب في أحد المشهورين. يقول : «إن عثمان بن معمَّر ــ حاكم بلد عيينة ــ مشركٌ كافر، فلما تحقق المسلمون من ذلك تعاهدوا على قتله بعد انتهائه من صلاة الجمعة، وقتلناه وهو في مصلاه بالمسجد في رجب 1163 هـ.». وانتشرت رحلة القتل الممنهج وطالت جرائم الوهابية كل الجزيرة العربية وما حولها حتى أنها وصلت إلى وسط الأردن في معركة زيزيا المعروفة بين القبائل الأردنية وغزت الرياض، واستباحت أموال أهلها ثم غزت الطائف وحدثت مجزرة معروفة مشهورة في التاريخ.

                  أما في تاريخ اليوم، وفي نظرة تأمل، وعلى أفق واسع – يقول الدكتور فؤاد إبراهيم في إحدى مقالاته - يمكن الجزم بأن "الطائفية الشعبية" منتج وهابي بامتياز، لا تلبث أن تتحوّل إلى ظاهرة مسلّحة في أي بيئة تتوافر فيها شروط تسييل الأفكار الطائفية إلى أفعال إرهابية. ومهما جرت محاولات طمس الآثار الأيديولوجية للعنف في العراق وباكستان وحديثاً في تونس ومصر وسوريا ولبنان واليمن، فإن نزعة نفي الآخر بيولوجياً أصيلة في الأدبيات الوهابية القديمة والحديثة (هل سمع أحد بظاهرة سحل الجثث والتمثيل بها قبل الدخول الوهابي المسلّح الى هذه البلدان؟!.

                  وقد جاء في كتاب (السياسة الشرعية، ج1 ص 106 ومابعدها) لشيخ الاسلام ابن تيمية: "وأيما طائفة ممتنعة انتسبت إلى الإسلام وامتنعت من بعض شرائعه الظاهرة المتواترة فإنه يجب جهادها باتفاق المسلمين، حتى يكون الدين كله لله". يمكن قراءة الأدبيات الوهابية بوصفها تمظهرات أمينة عن الهوية الأيديولوجية الأصلية للتنظيمات "القاعدية"، فالحرب في سورية التي يشارك فيها عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة تعتمد أيديولوجية وهابية، ولا صلة للنظام السوري بالدين بل وصف قبل فترة بأنه النظام العلماني الوحيد في الشرق الأوسط بعد سقوط نظامي حسني مبارك وزين العابدين بن علي، ولكن لا يمكن تعبئة الشارع وتجنيد المقاتلين لمجرد كون النظام السوري علمانياً، وليس هناك من إمكانية لتعبئة المناخ الدولي ضده، ولذلك لجأت الوهابية الى العنوان الطائفي، فأصبح التحريض سهلاً وببساطة متناهية: إنه نظام علوي يقوم بقتل المسلمين السنة. وكانت عبارة من هذا القبيل كفيلة بأن تلبّد العالم العربي والاسلامي بغيوم سوداء وتمطر دماً غزيراً، لأن ما هو مطلوب قد تحقق فتنة طائفية، تخرج الوهابية من أقليتها وتضعها في معسكر الاغلبية، خصم الأمس حليف اليوم.

                  شيخ الأزهر أحمد الطيب له تصريح مشهور بأن :"السلفيين الجدد هم خوارج العصر". وقال بأن جمهور المسلمين لم يكونوا على مذهب السلفية، وأن من يرى الصلاة في مساجد فيها أضرحة باطلة، أو يجب هدم القبور، وتقصير الثياب، هم ليسوا من السلف بل هم من "غلاة الحنابلة"، ووصفهم بالتساهل بالتكفير، والتجسيم، وهما "أهم صفتين في هذا المذهب"، ويقصد به من عهد الشيخ إبن تيمية وحتى عصرنا الحاضر.

                  تعميق الخلافات المذهبية لسيادة الوهابية :



                  اعتقدت الوهابية بأنها سوف تحقق حلماً مستحيلاً، من خلال ثالوث التكفير والهجرة والجهاد، وسوف ترغم بقية المسلمين على اعتناق أفكارها، ولكّنها واجهت مأزق العزلة، حتى في المجتمع الذي ضمته بعدما أصبحت مملكة بحكم آل سعود، إذ إنها لم تتمكن من توهيب كل مسلمي المملكة، وما حماهم من القتل رضوخهم لأمر السلطة، فكانت بحاجة إلى تعميق الاختلافات المذهبية لتبقى مفاهيم التكفير حاضرة بقوة ولا يجرؤ أحد على مواجهتها. ورغم ذلك هي أصبحت بحاجة الى التماهي مع الأغلبية، للإحتماء بها، ولتوظيفها في معركتها مع خصوم آخرين، ولذلك فهي تؤكّد على نزوعين: التأكيد على مفهوم أهل السنة والجماعة وأنها جزء من هذا الفضاء الكبير، وتعميق الإنقسام المذهبي عبر تغذية الخطاب الطائفي للحيلولة دون وقوعها خارج المساحة المشتركة بين المسلمين من كل الأطياف، ولذلك حاربت فكرة التقريب بين المذاهب لأنها تستثنيها وتتجاوزها، لأن وجودها قائم على أساس تعمّق الانقسام المذهبي، تماماً كما هو النظام السعودي الذي يحقق وحدة السلطة من خلال انقسام المجتمع، وبقاء التناقضات الاجتماعية والعقدية حاضرة بقوة في ثقافة أفراده وعلاقاتهم.

                  ونسوق تساؤلا أخر لا يقل أهمية عن الأول : لماذا إلى اليوم لم نرَ أن المملكة العربية السعودية تمثل اجتهادا إسلاميا، أو وطنيا مقبولا على الصعيد السياسي؟!..سؤال مشروع يطرحه كبار علماء الأمة اليوم، ويقول الشيخ ماهر حمود في مقال له في جريدة الأخبار منذ أسبوعين تقريباً، إن سياسة المملكة دائما مبنية على التنسيق الكامل ـــ إلى حد التبعية ـــ مع الولايات المتحدة الأميركية. ومثّل «اجتهادها» السياسي تكريساً للفصل بين الدين والسياسة، إذ إنها تقدم نفسها دائما كحامية للدين بحسب المذهب الوهابي، وحامية للحرمين، وتُزايد على الجميع بأنها لا تملك دستورا مكتوبا لأن دستورها القرآن، وبأن علمها هو الوحيد الذي لا ينكس لأنه علم التوحيد (لا اله إلا الله محمد رسول الله)...



                  ويؤكد الشيخ حمود أننا "لم نشعر يوما بأن الموقف السياسي السعودي يعتمد على معايير إسلامية أو وطنية – إسلامية. ومع ذلك كان الطابع العام للسياسة السعودية هو «الواقعية»، بمعنى أن مواقفها تتجنب المغامرة ومواجهة المجتمع الدولي، وتتركز على تأمين الاستقرار والرخاء الاقتصادي وتطوير الاستثمارات المالية... الخ. ولم تأخذ قضية فلسطين أو أي قضية من قضايا الأمة الكبرى حيزا واضحا، ولم تمثل يوما المملكة رافعةً لقضايا الأمة، أو حافزا للتقدم نحو الأهداف الكبرى المرجوة، التي تتمناها وتسعى إليها الشعوب العربية كافة".

                  لقد تقدمت بكل هذا السياق لنتمكن من الغور عميقاً في فصول الكتاب، لأهميته المركزية، في تبيان التعقيدات المركبة بين "مذهب الوهابية"، وآليات تحجره الفكري والثقافي وبين جموح أل سعود للسلطة في حجز مملكة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية وكيف آلت إليه المسارات التاريخية لهذا الإنشاء، لتصبح العقيدة والسياسة ركنين أساسين في تدعيم بقاء المملكة في تجربة مغايرة لكل دول العالم، بعيدا عن توسل الحداثة العلمية وابتكاراتها المعرفية في صنع الدساتير وتطوير حركة المجتمع.

                  http://www.almanar.com.lb/adetails.p...=41&eid=730728
                  ***
                  الجزء الثاني...


                  المملكة السعودية "مستعَمَرة" إن حكت تاريخاً دمويا!(2)

                  زينب الطحان

                  البناء الإيديولوجي للدولة :



                  يبدأ الكاتب فؤاد إبراهيم في كتابه "السياسة والعقيدة في السعودية" بتثبيت فكرة ما لأثر الطبيعة الجغرافية من دور في تشكيل وعي الأفراد والجماعات وفاقا لعلم الانثروبولوجيا الاجتماعي الذي يبحث في العلاقة بين الإنسان والطبيعة المحيطة به، لينطلق في دراسة الطبيعة الإنسانية والاجتماعية لسكان نجد، البيئة التي نشأت فيها النواة الأولى للدولة السعودية في القرن الثامن عشر.

                  فقد كانت نجد تعدّ خارج إطار الاطلاع ولو بسيط لما يجري خارج أسوار صحراء منطقتهم. وبقيت حقائق علمية مدار رفض وجدل (مثل كروية الأرض) بعيدة عن ثقافة المجتمع، لدرجة أن التعليم كان محصورا بالعوائل الدينية العريقة وبيوتات الأمراء وبقيت الفتاة محرومة من التعليم حتى ستينات القرن العشرين حيث تمّ برشوة رجال الدين الوهابيين بالاستيلاء على دور التعليم.

                  وساهم هذا الوضع إلى حد كبير في إنجاح المشروع الوهابي والقبول بكل ما بشر به. ولم يكن ثمة ذرة من وجود للدولة أو حتى للعالم خارج النطاق الحيوي بعمل الاتحادات القبلية النجدية. ولا يزال ثمة وعي قبلي لم يضعف تحت تأثير الدولة والمذهب.

                  فلم تكن بَوادي نجد الصحراوية تعرفُ بشيء مميّز قبل ظهور محمد بن عبد الوهاب، وتحالفه الشخصي، ثم تحالف أسرته آل الشيخ من بعده، مع سلالة آل سعود، ونشأة جيل من الوهابيين الدمويين الذين أثاروا الخراب والدمار والموت حيثما حلوا ووصلوا. لقد كان أهل نجد في معظمهم مسلمين يتبعون المذهب الحنبلي أكثر مذاهب الإسلام تقيّداً في تغليبه النقل على العقل، والأكثر تشدداً في اتّباعه أقوال السلف وأفعالهم والالتزام بمناهج عيشهم الماضية، والأكثر تزمتاً في أخذه بحرفية النصّ الديني وظاهر ألفاظه، واجتناب تأويله أو التفكير في رحاب معانيه أو التدبر في روحه... ولعلّ المذهب الحنبلي المتشدد كان ملائماً للطبيعة الصحراوية القاسية المتقشفة، التي كان يعيش فيها النجديون! لكن ظهور الشيخ ابن عبد الوهاب بينهم في أواسط القرن الثامن عشر بدّل حياتهم الرعوية البسيطة الساذجة لعنةً، وأدخل عليهم وعلى شعوب حولهم نكالاً، لعله ما زال متواصلاً إلى يومنا هذا!.

                  نشأة محمد بن عبد الوهاب :

                  ولد محمد بن عبد الوهاب في العام 1703، في قرية العيينة بنجد. وكان أبوه شيخاً حنبلياً يفتي لحاكم العيينة، ويمارس مهمات القضاء بين الناس. وحفظ الفتى القرآن وفهمه على حرفيته، ولقد كان شديد التزمت في وجوب تطبيق حدود الشريعة، ثمّ تأثر بآراء ابن تيمية و تلميذه ابن القيم في وجوب «محاربة أهل الضلال والبدع». ويقول الكاتب فؤاد إبراهيم أنه بات أشد تطرفا من ابن تيمية وابن حنبل معا، وراح يعلن صراحة عن أرائه المتطرفة بين علماء الحجاز إذ راح يكفّرهم و"يعلّمهم الدين" فضجوا منه حتى طردوه.



                  عاد إلى بلدته العيينية فظن بادئ الأمر أنه وفق لنشر دعوته لكنه لم يستطع الوقوف قبالة أساطين نجد، فلم يكن يحرز درجة عالية وقدرة ذهنية كافية أمام هذا التحدي. فسافر بعد سنة باتجاه البصرة. فعكف على دراسة الفقه والحديث على الاصول الحنبلية ما غرس في داخله تطلعا راديكاليا جرى ترجمته في هيئة تغيير انقلابي في المجتمع النجدي فيما بعد. ولكنه لم يفلح في تسييل أفكاره وسط المجتمع البصراوي، سوى إثارته للخلافات العقدية بصورة حادة، لذلك أجبره المسؤولون فيها على مغادرتها. فوصل إلى قناعة أنه لا يمكنه نشر دعوته إلا عبر سلطة قادرة على تأمين الدعوة الوهابية وحمايتها. فعاد إلى العيينة وتداول الأمر مع حاكمها عثمان إبن معمر فقدم الأخير ضمانات له لحماية الدعوة بعد أن زوجه إبنته (الجوهرة)، ولكن شعر ابن معمر ان ابن عبد الوهاب طموحه كبير ويهدد حكم ابن معمر فطرده.

                  عبد الوهاب يتوافق وابن سعود في الدرعية :

                  بعد ذلك هاجر إلى الدرعية مركز آل سعود، وزعيمهم وقتها هو الشيخ محمد بن سعود. وكانت الدرعية قرية تقع وسط واحة نخيل بوادي حنيفة على بعد بضعة أميال شمال الرياض. واستقبل الشيخُ ابن سعود الشيخَ ابن عبد الوهاب بحفاوة. وكان بدوره متعطشاً للغزو يبحث عن مسوغ للقتال، ولقد ابتهج للدعوة الوهابية، فلم يتردد في اعتناقها وآمن بوجوب قتال "أهل الضلال"، والقضاء على "البدع الشركية"، والدعوة إلى "الدين الصحيح"، ونشر ذلك في أرجاء الجزيرة العربية. فمن دخل في الدعوة طوعاً كان بها، وإلاّ فإعمال السيف، وضرب الرقاب، والقتال «حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله». وهكذا أصبح محمد بن عبد الوهاب مفتياً للدرعية، في العام 1744. وأرسيَ الحلف العظيم بين آل سعود والوهابيين. وأول فتوى لابن عبد الوهاب كانت تحريم زيارة القبور فجرت تسوية الأضرحة بالأرض. وكان الشيخ يأمر الناس بأن يصلحوا أنفسهم فإن صلحتْ عاد فأمَرَهُم بتطهير بيوتهم من الرجس، وبتربية أبنائهم على الإسلام إن بالإقناع أو بالقمع. ثمّ بعدئذ أفتى ابن عبد الوهاب لابن سعود بإعلان الجهاد "لفرض شريعة الله في الأرض".

                  بعد مدة من الدعوة، توافر للوهابيين عصبة قوية وأنصار مؤمنون بمعتقدهم، ومستعدون لنشره بحدّ السيف. فقويت بهم شوكة آل سعود وبدأوا بالتحرك وغزو من هم حولهم من البلاد. فهاجموا أوّلاً بلدة الرياض القريبة من الدرعية، ثم سعوا إلى إخضاع قرى نجد حتى وصلوا ضفة الخليج العربي. فدخل الناس في الدعوة الوهابية حبا أو كرها.

                  آل سعود يوطدون حكمهم :



                  وبعدما وطّد آل سعود حكمهم في نجد، بدأوا يوجّهون أنظارهم إلى الأقاليم الأخرى في المشرق العربي. وعام 1801، غزا الوهابيون يقودهم السعوديون مراكز التشيّع في جنوب العراق، حتى وصلوا كربلاء، فأعملوا في رقاب أهلها السيف، ولم ينج من مقتلة «المشركين الروافض» (كما سموا الشيعة) إلاّ من هرب! ودخل الوهابيون إلى مقام الإمام الحسين (ع) فهدموا القبة فوق ضريحه، ونهبوا ما وجدوه من الذهب والمال والمتاع في المشهد.

                  وفي العام 1802، اتجهت جيوش الوهابيين غرباً نحو مراكز التسنن في الحجاز، فبدأوا بغزو مدينة الطائف التي قاومتهم، فكان مصيرها مروّعاً إذ ذبحَ كل فرد ذكر من سكانها، وسُبيت نساؤها. ثمّ دخل الوهابيون مكة المكرمة التي استسلم أهلها، تحت أثر الرعب والهلع اللذين انتاباهم، وكذلك كان الحال في المدينة المنورة! وحين احتل أتباع ابن عبد الوهاب مكة، هدموا المعالم النبوية التاريخية فيها، وعملوا على تدمير كل القباب والأضرحة والمقامات وكل ما وجدوه من آثار قرون من التعمير الاسلامي حول المسجد الحرام. ودمّروا القبة المنصوبة فوق الدار التي ولد فيها النبي (ص)، وقبة فوق دار أبي بكر، وأخرى فوق دار الإمام عليّ (ع)، وقبة كانت تشير إلى ضريح السيدة خديجة! ثمّ أغار الوهابيون على المدينة فسطوا على الزينة والحلي الموضوعة على قبر الرسول (ص). وأرادوا هدم القبة الخضراء فوق ضريحه، مما أثار سخط أهل الحجاز وهلعهم، فلمّا خشي الوهابيون منهم التمرد والتفلت، تراجعوا عن فكرة هدم القبة النبوية، حتى تسنح فرصة أفضل !.. ثمّ لما وصلت قوافل الحُجّاج من مصر والشام إلى مكة، قام الوهابيون بطرد الحجيج منها باعتبارهم «مشركين»! وأعلنت البقاع المقدسة إقليماً خاضعاً للدولة السعودية الوهابية الجديدة، ومستقلة عن سلطة الخليفة العثماني في الأستانة.

                  استغرق تمدّد الدولة السعودية _ الوهابية الأولى أكثر من ستين عاماً. وتوفي في هذه الأثناء محمد بن سعود وكذلك محمد بن عبد الوهاب، فأكمل أبناؤهم وأتباعهم تلك الشراكة التي كان آباؤهم قد أرسوا قواعدها. وكان جيش نجد الملهم بالتعاليم الوهابية، بقيادة آل سعود شديد البأس والشراسة، وكان لا ينفك يغير على تخوم العراق والشام واليمن وعمان والبحرين.

                  نهاية الدولة السعودية الأولى :

                  اشتدّ غضب السلطان العثماني محمود الثاني، حين تناهى إليه أن الوهابيين قد نهبوا مكة المكرمة والمدينة المنورة ومنعوا كثيراً من الحجاج من أداء فريضة الحج. فأمر السلطان واليه على مصر محمد علي بمعاقبتهم. بعث محمد علي بأسطول إلى الحجاز العام 1813. فتمكن الجيش المصري من استعادة مكة والمدينة، لكنّ المصريين فشلوا في التقدم إلى صحارى نجد القاحلة المترامية الأطراف. ودأب الوهابيون على الاغارة ليلاً على معسكر المصريين المكشوف في الفلاة، ممّا كان يسبّب نزفاً لهم في العديد والعتاد. ثمّ بعث محمد علي حملات أخرى للقضاء المبرم على الوهابيين، لكن من دون جدوى.

                  وكان ذلك الفشل في القضاء على «فتنة شراذم بدو الصحراء» يضايق محمد علي، وخصوصاً مع توالي سؤال السلطان عن نتيجة ما أنجزه، حتى توصل الوالي الألباني لمصر إلى حلّ لمشكلته. فقاد إبراهيم باشا الجيش المصري بنفسه في موفى عام 1816، نحو نجد. وبدأ يلف سجادة الصحراء متكئاً على رنين النقود الذهبية لرشوة القبائل الطامعة وفك عصبياتها، ومعتمداً على ضراوة مدافعه المدمّرة لردع القبائل المشاكسة وسحق معنوياتها... وانضمت إليه قبائل عتيبة وحرب ومطير طامعة في البنادق المصرية، وفي المال الوفير. ثمّ بدأت القبائل الأخرى تنحو منحى القبائل الأولى، وتتخلى الواحدة تلو الأخرى عن آل سعود وتنضمّ إلى إبراهيم باشا.



                  تقدم الجيش المصري في الفيافي ببطء، لكن بثبات. وبعد أشهر من الرشى لقادة الأعراب، وصل إبراهيم باشا إلى أسوار الدرعية عاصمة آل سعود. وكان قد جلب معه مهندساً فرنسياً ومجموعة من المدافع الأوروبية الفتاكة لمهاجمة أسوار البلدة المبنية من الطين. وكانت المفاجأة أنّ وهابيي الدرعية قاوموا ببسالة شديدة، برغم القصف الهائل الذي سلّط عليهم، ولم يستسلموا أبداً، بل إنهم راحوا بسيوفهم يغيرون في الليل والنهار على معسكر المصريين. ولقد بدت حربهم انتحارية، لكن القتال معهم كان مريراً !..

                  وامتدّ القتال أشهراً حتى حلول العام 1817. ثمّ في النهاية قرر الحاكم عبد الله بن سعود بن عبد العزيز آل سعود، الذي كان يعرف بلقب «الإمام»، أن يستسلم بعدما قُضِيَ على معظم مقاتليه، ونفد منه الزاد. وأرسل إبراهيم باشا عبد الله آل سعود إلى القاهرة مكبلاً. ومن هناك أرسله محمد علي إلى السلطان العثماني.

                  http://www.almanar.com.lb/adetails.p...=41&eid=732114


                  /تابع الجزء الثالث

                  تعليق


                  • #24
                    1/2/2014


                    تركي الفيصل يمتدح ليفني والأخيرة ترد: ليتك تجلس بجانبي



                    بانوراما الشرق الاوسط


                    ذكر موقع “واللا” العبري في تقرير نشره صباح اليوم السبت، أن رئيس الاستخبارات السعودي السابق تركي الفيصل مدح علانيةً الوزيرة الصهيونية تسيبي ليفني على أقوال أدلت بها بشأن الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني في مؤتمر ميونخ حيث ردت عليه ليفني” ليتك تستطيع الجلوس بجانبي على المنصّة”.

                    وجاء في التقرير أنه خلال الأشهر الماضية تم الحديث كثيراً عن تعزيز العلاقات بين “إسرائيل” ودول الخليج على خلفية الخشية المشتركة من البرنامج النووي الإيراني، هذه العلاقات بقيت في أغلبها بعيدة عن أعين الإعلام، لكن مساء أمس (الجمعة) كان من الممكن ملاحظة جزء من تلك العلاقات القوية عندما نهض رئيس الاستخبارات السعودي السابق من مقعده في المنتدى الذي عقد بألمانيا ووزع الإطراء والمديح لليفني.

                    وتابع “هذا الحدث النادر والذي جرى خلال ورشة تناولت المسيرة السلمية الإسرائيلية الفلسطينية والتي عقدت في مؤتمر الأمن الدولي في ميونخ، ليفني جلست على المنصة سويةً مع رئيس طاقم المفاوضات صائب عريقات والمبعوث الأمريكي للمفاوضات مارتن إنديك، حيث جلس مع الجمهور أيضاً الأمير تركي الفيصل والذي يعتبر أحد كبار قادة نظام الحكم في المملكة السعودية وكان سابقاً يتولى رئاسة الاستخبارات السعودية”.

                    وقال التقرير “بين ليفني وعريقات دار جدالاً حول قضية الاعتراف المتبادل بين إسرائيل والدولة الفلسطينية، حيث ادعت ليفني بأن نهاية الصراع سيكون فقط على أساس الدولتين لشعبين - دولة الشعب اليهودي ودولة فلسطينية - وشرحت ليفني أيضا بأن الفلسطينيين أثبتوا شرعيتهم وأحقيتهم لدولة بسبب أن الشعب اليهودي بنى إسرائيل، ونهاية الصراع سيكون بناءً على فهم متبادل بأن كل دولة ستشكل الحل القومي لكل شعب”.

                    وحسب التقرير؛ “ليفني لم تتجاهل الثمن الجغرافي - في الأرض - التي ستضطر إسرائيل لدفعه مقابل هذا الاعتراف من الفلسطينيين وأكدت ليفني كذلك أهمية الترتيبات الأمنية وقالت ” سينبغي علينا النظر في أعين مواطني إسرائيل وأن نقول لهم بأن الضفة الغربية لن تتحول إلى نسخة أمنية عن غزة” وبعد أن انتهت من أقوالها توجهه إليها الأمير الفيصل من مكان جلوسه وقام بمدحها أمام الجمهور على أقوالها. قائلاً: “أنا أفهم لماذا أنت المفاوضة عن إسرائيل” فردت عليه ليفني: “ليتك تستطيع الجلوس معي على المنصة وتتحدث عن هذا”.. وبذلك ألمحت ليفني إلى رغبة إسرائيل بتحويل التعاون السري مع دول الخليج - بناءً على تقارير إعلامية - إلى تعاون أكثر علانيةً.. صحيح أن المسئول السعودي الفيصل لم يستجب لدعوة ليفني ولكنه أثناء الورشة جلس على فترات إلى جانب وزير الحرب السابق إيهود باراك وتحدث معه”.

                    واضاف “إيهود باراك كان الصوت الرئيسي في حكومة نتنياهو السابقة الذي دعا إلى تعزيز العلاقات مع دول الخليج، وخلال الأحاديث المغلقة كان باراك يحث نتنياهو بشدة لإتخاذ موقفاً أكثر وضوحاً وجرأة في الموضوع الفلسطيني ومن بين الأهداف لذلك هو تعزيز التعاون مع السعودية ودول الخليج ضد التهديد النووي الإيراني، وأقوال مشابهة صدرت عن ليفني خلال الأشهر الماضية في وسائل الإعلام وفي الدوائر المغلقة حيث أكدت دوماً بأنه في العالم العربي هناك جهات كثيرة تريد علاقات جيدة مع إسرائيل، ولكن الخوف من رد فعل الشارع العربي من هذه العلاقة - على خلفية استمرار الصراع مع الفلسطينيين - تمنع إسرائيل من تحقيق هذا الأمر”.

                    وقالت أيضاً ليفني في منتدى ميونخ بأن على الفلسطينيين وإسرائيل ألاّ يسألوا من المحق أكثر وإنما كيف نبني المستقبل، أنا لا أنظر إلى التسوية السلمية بشكل رومانسي ، لكن السخرية ليست أقل خطراً من السذاجة” أضافت.

                    تعليق


                    • #25
                      3/2/2014


                      المملكة السعودية"مستعمرة" إن حكت تاريخاً دموياً..!(3)

                      زينب الطحان

                      الرؤية العقدية خدمة لمشروع سياسي يقوم على القهر :



                      كان لا بد من هذا السرد التاريخي حول تأسيس الدولة السعودية الوهابية الأولى، التي سرد الكاتب جزءا مهما منها، لنقدم لكم أعزائي القراء لمحة وافية إلى حد ما عن الكيفية الدموية لتأسيس ما يسمى اليوم المملكة العربية السعودية. ولنؤكد على أن الصرامة في الخطاب العقائدي لا يزال يحافظ منذ ذلك العهد حتى اليوم على مضمونه دون تغيير.


                      ويعود السبب في ذلك كما يشرح الدكتور إبراهيم مؤلف الكتاب أن الرؤية العقدية للمجتمع مصممّة لخدمة مشروع سياسي مفتوح. فرغم انهدام الدولتين السعودتين الأولى والثانية، فإن الإيديولوجية المشرعنة للدولة السعودية بقيت على حالها. ما يلفت الإنتباه إيضاً أن بنى العلاقة بين الديني والسياسي، والوظائف المرسومة لكل منهما لم تتبدل، لا على مستوى البنية الدينية والتراتبية الحاكمة عليها، ولا على مستوى البنية السياسية.


                      وبرز في حقبة الدولة السعودية الثانية مجموعة من علماء نجد السلفيين، وفي مقدمهم الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ الذي نفي إلى مصر بعد سيطرة طوسون باشا على مصر، ثم عاد إلى نجد سنة 1241 هجرية، بعد أن أقام تركي بن عبدالله أل سعود مملكة في الرياض على أنقاض الدرعية، وورث هذا الشيخ مهمات جده محمد بن عبد الوهاب وأصبح بمثابة المفتي العام للدولة السعودية الثانية. وتنبّه الملك عبد العزيز، مؤسس الدولة السعودية الثالثة، إلى المفعول السحري لإرث التكفير الذي نظر إليه محرضا فعالا لآنصاره على الغزو وجني الغنائم.

                      ونأى في بداية حركته عن التوسل بالعامل الديني، ولكنه حين أراد استيعاب "جيش الأخوان" العقائدي أوحى لهم بأنه أمامهم ومرشدهم الديني فأطاعوه. واقتفى سيرة أبائه وأجداده في مراسلة الولاة والعلماء ووجهاء المناطق يخيّرهم بين الإنضواء في الدعوة الوهابية أو القتل. وكان واضحا أن أمراء أل سعود ومنذ بداية التحالف مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كانوا يجردون الحملات بموجب فتاوى تكفير كل القرى والمناطق المستهدفة بالغزو - الجهاد.

                      الغزو السعودي بمباركة بريطانية :




                      وبعد مسيرة تاريخية عريضة لال سعود في محاولتهم جعل بلاد الحجاز كلها تحت امرتهم، قاموا خلالها بسفك الدماء وهتك الحرمات وتكفير المسلمين وعلمائهم وقتل عدد كبير منهم في المناطق التي احتلوها أو "فتحوها" كما كان يدعون. يصل المطاف إلى بعد ظهور عبد العزيز الرحمن أل سعود على المسرح السياسي بعد احتلاله الرياض سنة 1902، بدأت حقبة جديدة بلغت ذروتها بتشكيل دولة لآل سعود بدعم من علماء الدين من المذهب الوهابي. فبعد أن وطد عبد العزيز أركان إمارته في منطقة نجد، قاد جيشاً من "الأخوان" وسار بهم إلى الإحساء سنة 1913 في ظل انشغال الامبراطورية العثمانية بمواجهة الإستعمار الإيطالي على ليبيا في العام نفسه، حيث استغل الفرصة وهجم على الإحساء بعد أن أطلع الضابط الانجليزي ليتشمان على خطته لترتيب اوضاع المنطقة بين الطرفين بعد السيطرة عليها، فدخل الإحساء وثبّت أقدامه فيها. وزحف بعد ذلك جيش ابن سعود من الطائف إلى مكة المكرمة، بعد أن تخلى الانكليز عن دعم الشريف حسين ونقضهم العهود معه في إقامة إمبراطورية عربية، بعد أن رفض القبول بدولة يهودية في فلسطين.

                      الجيش السعودي هدم ما صادفه من أثار إسلامية وتاريخية، وهجموا على المسجد النبوي، وخربوا مقابر أل البيت (ع) وذبحوا الرجال وسبوا النساء لآنهم لم يدخلوا في العقيدة الوهابية. وبسقوط الحجاز تحت سيطرة ابن سعود، بقيت "عسير" أخر معاقل الأتراك، ونتيجة للظروف الإقليمية والدولية نجح في تصفية الوجود التركي فيها، وصولا إلى أقامة الدولة السعودية سنة 1932، التي قامت بمحو منظم لمعالم الحجاز وهويته التاريخية الاسلامية وتراثه الثقافي.

                      وكان لافتاً أنه كان لأل سعود جيش عسكري عقيدي يسمونه "الأخوان"، الذي قام بالنيابة عنهم بكل حروبهم للاستيلاء على بلاد الحجاز بالقتل والسيف. وكان الملك عبد العزيز يجبرهم على الاعتراف به إماما عليهم، لكي يضمن ولاء القبائل وبقاءها تحت سيطرته، ولكن كانت نهاية "الإخوان" في العام 1929، عندما قاموا بثورة ضد "الإمام" لآنه توقف عن متابعة "الفتح"، إذ أنهم كانوا يجنون الكثير من عمليات السرقة والغنائم خلال عمليات الغزو. ولم يتمكن ابن سعود بالقضاء عليهم دون الدعم الكبير الذي قدمته بريطانيا فهي تكفلت بتأمين كل شروط النصر العسكري على جيش الإخوان، فأبقت العراق والكويت على الحياد، ووضعت قوة كبيرة على حدود الكويت الجنوبية وأجبرت "الثوار" على الاستسلام. ومع قيام الدولة السعودية بدأت تختفي لهجة التكفير على المستوى السياسي، وإن بقيت حاضرة في الأدبيات العقدية الوهابية، وتبنى الملوك السعوديون خطابا دينيا عاما، تبرز فيه نبرة الإيحاء بـ"النبوة والإمامة" والتكرم على الرعية بالبقاء وإعطاء الحياة.




                      وهنا بيّن الكاتب أن الانجليز اعتنوا بابن سعود كقوة مناوئة للعثمانيين وساعدوه على الإستيلاء على إقليم الحسا. قَبِل حمايتَهم، ثم أصبح "السير عبد العزيز بن سعود" في 1916 وبعدها ونال وسام "فارس الإمبراطورية". بعد انهيار الدولة العثمانية في 1918، أكمل سيطرته على مناطق عديدة وحاصر في 1921 الكويت (التي عاش فيها لاجئا). اعترف الانجليز به في مؤتمر القاهرة سلطانا على نجد وتوابعها، وطلبوا منه احترام حدود العراق والأردن؛ وفي الوقت نفسه كانت حملات نهب "الإخوان" قد وصلت قرب عَمّان، قبل أن تصدهم الكتيبة العربية والطيران الانجليزي. ثم قام بغزو الحجاز ودخلوا مكة في 1924 بعد هروب الهاشميين (الذين حكموها منذ 1073)، وهم يشعرون بمرارة شديدة لعدم مساندة الانجليز لهم. وأصبح بن سعود "ملك الحجاز".

                      التشدد الديني .. الثورة والدولة :

                      بعد قيام الدولة السعودية سنة 1932، بدأ التشدد الديني يأخذ أشكالا جديدة، فبعد أن كان موجها إلى الخارج بات مطلوبا في الداخل لترسيخ أسس السلطة السعودية. وأبطلت مفاعيل العقيدة التكفيرية العسكرية واستمر الحال حتى نهاية السبعينيات من القرن الماضي، حين ظهرت حركة "جهيمان العتيبي" في مكة المكرمة والتي مثلت امتدادا تاريخيا وعقديا واثنولوجيا لجيش الاخوان، والتي شككت بالتزام ال سعود بتعاليم الوهابية، وتحديدا في مبدأ "الجهاد". فاصطدم مع حكومة ال سعود التي قامت بتصفية قياداته، ولما لم يكن ذلك كافيا استوعبوه ضمن جهاز بيروقراطي عرف باسم "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، لارغام الناس على الالتزام الديني على الطريقة الوهابية، وتاليا على تثبيت دعائم السلطة السعودية. وفي العام 2009 انبرى وزير الداخلية أنذاك الأمير نايف للدفاع عن التشدد الديني المتمثل بهذه الهيئة، وأنها تأسست بأمر من الله. ولكن نشرت تقارير تفيد عن هبات الأمراء الكبار لهذا الجهاز لاعتبارها رديفاً للأمن.

                      نشر الدعوة في الخارج

                      أطلق الملك فهد العنان للتيار السلفي الوهابي في بداية الثمانينات فأصبح كونيا لمواجهة أثار الثورة الإسلامية التي نجحت بشكل باهر في إيران، وقيل إن حجم الأموال التي أنفقتها الحكومة السعودية على نشر الوهابية كان كبيراً للغاية. وبحسب ديفيد أوفهوسر، مستشار سابق في وزارة المالية الأميركية في يونيو 2004 فإن تقديرات إنفاق الحكومة السعودية على نشر المذهب الوهابي في العالم تجاوز مبلغ 75 مليار دولار، فيما قال ادوارد مورس، محلل نفطي في شركة هس لتجارة الطاقة بأن الملك فهد خصص حساباً نفطياً يقوم بموجبه بحجز مائتي ألف برميل في اليوم أي ما يعادل 1.8 مليار دولار في العام بحسب مستوى الاسعار في عقد الثمانينات، وهناك تقديرات تفيد بأن السعودية كانت تنفق ما بين مليارين ومليارين ونصف سنوياً على نشر الوهابية في العالم.

                      ولقد حاولت السعودية التنصل من أي دور لهم في نشأة تنظيم "القاعدة" ودعمه، وأتت تقارير عديدة أميركية وأوروبية تكشف عن دور المؤسسات السعودية، التجارية منها والخيرية، وأثرياء سعوديين ورسميين في دعم نشاطات القاعدة في الغرب تحت غطاء دعوي، إذ كانت قد وضعت خطة لنشر الوهابية في العالم، بما فيها العقائد المتشددة التي تصم المجتمعات الغربية بالكفر وتحرض على الكراهية والعنف. وحتى نهاية التسعينيات كانت لدى منظمة الندوة الإسلامية أكثر من 450 منظمة شبابية وطلابية موزعة على القارات الخمس، تستهدف نشر الوهابية، كما عمدت السعودية غلى تمويل بناء 200 كلية دينية و 210 مركز إسلامي و1500 مسجدا منها 1345 مسجدا في عهد الملك فهد و2000 مدرسة للأطفال في الدول الإسلامية، كما هو مثبّت في الموقع الشخصي للملك فهد على الانترنت.

                      وأحصت جريدة عين اليقين بعد الجهات التي تمولها الوهابية على مستوى العالم فعلى سبيل المثال تمويل مشروعات إنشاء 210 مركزا إسلاميا و 1500 مسجدا و 200 كلية إسلامية و 2000 مدرسة في العالم،. وكذا مولت السعودية بالكامل إنشاء مراكز ثقافية إسلامية، إثباتا لكرمها "الثقافي"، في روما (تكلف 50 مليون دولار دفعها الملك فهد شخصيا، وشُيد على بعد خطوات من الفاتيكان، بينما تحظر السعودية مجرد الصلوات لغير الإسلام على أراضيها) وكذا في برازيليا وتورونتو ونيويورك وجبل طارق وجنيف ومدريد ولندن وضواحي باريس ولشبونة وفيينا ومدن استراليا الخ... المراكز الثقافية الإسلامية تديرها عناصر دعوة وهابيين.

                      ويؤكد الكاتب أنه يمكن القول بناء على معطيات عدة، إن التشدد الديني السلفي يمثّل ضمانة أساسية ليس لإسلامية الدولة السعودية بل لسلامتها واستقرارها ومشروعيتها، على الأقل وسط البيئة التي احتضنتها اكثر من اللازم.





                      فإن وجود حليف ديني متشدد مدجج بأيديولوجية صارمة، ويتمتع بقاعدة شعبية متحفزة لمقاتلة الخصوم في الداخل والخارج، مثّل على الداوم حصانة للدولة، ما أملى عليها الإبقاء على مصادر شحن التشدد الديني، الذي كان يعمل في فترة ما محليا ضد قوى التغيير والإصلاح، ثم انتقل بمعاركه ضد الدول المصنفة باعتبارها معادية، مثل العراق وإيران سوريا وحتى حركات سياسية دينية مثل حماس في فلسطين وحزب الله في لبنان.

                      ويؤكد العديد من الباحثين أن أخطر الحركات الدينية على الإطلاق هو الوهابية السعودية. فالحديث عن الوهابية فقط خطأ علمي، بل يجب استخدام مفهوم الوهابية السعودية: وهي بذلك تعني التحالف التاريخي بين السلطة السياسية المالية ممثلة في ابن سعود والسلطة الدينية ممثلة في ابن عبد الوهاب. التقاؤهما شكل هذا المذهب. وقوتها تكمن في ثروتها البترولية الهائلة. فقد تم الإنفاق على هذا المذهب، طيلة ثلاثين سنة، أكثر مما صرفه الاتحاد السوفيتي طيلة قرن. وأنتجت القاعدة وأسامة بن لادن وإرهابهما. وهي تمول اليوم عشرات القنوات التلفزيونية والصحفية التي تعمل على تخريب العقل العربي. والجزائر أول من ذهب ضحية بذلك بنحو 200 ألف شهيد. تمّ خداع الشباب العربي منذ بداية الثمانينات بأن روج هذا الإعلام بوجود ملائكة خضر تقاتل ضد الاتحاد السوفياتي... وقع جزائريون وعرب كثيرون في هذا الفخ القاتل.

                      لكن من المضحك أن الإعلام نفسه لا يحدثنا اليوم عن هذه الملائكة الخضر في أفغانستان ولا في العراق ولا في فلسطين. لأنها لا تظهر أبدا. فرت من المعارك الحقيقية ولم "تتشطر" إلا على الاتحاد السوفياتي، صديق العرب. إنها مديونية المعنى التي شقّت درباً جديداً، تضفيه الوهابية ـ السعودية على رؤيتها الكونية ومشروعها الدينيوي (الجامع بين الدين والدنيا). برؤية أخرى، إنه المقدّس الذي يضفي على العنف معنى متعالياً، ويخرجه من دائرة المسائلة الدنيوية، ويهبه صفة تمثيل الحقيقة، حيث تكتمل الثلاثية الوظيفية، بحسب محمد أركون.

                      فالرابطة الوثيقة بين الرؤية الأيديولوجية المؤسسة على تكفير المحيط المجاور، والمشروع السياسي المحمول على تلك الرؤية صمّمت شكل التحالف الاستراتيجي بين العلماء والأمراء، ورسمت أيضاً طبيعة الأدوار المنوطة بكل منهم في سياق العمل الدؤوب لناحية إدخال الرؤية حيز المشروع العلمي. وفق هذا الترتيب، حقّق العلماء والأمراء تجانساً نموذجياً لجهة تقاسم الأدوار أول مرة، ولتوحيد الرؤية العقدية ومملياتها العلمية مرة أخرى. إذ لا يمكن الفصل، والحال هذه، بين الموقف التيولوجي لدى العلماء عنه لدى الأمراء، إذ لم يكن بإمكان الأخيرون إعلان الجهاد إلا بعد أن يصدر العلماء حكمهم الديني في المجتمعات المستهدفة. بل نجد في حالات كثيرة أن العلماء والأمراء يتقاسمون مهمة صوغ الحكم الديني، كما تخبر رسائلهم إلى البلدان، وعلماء المذاهب الأخرى، وولاة الأقطار العربية. ما نسعى للإضاءة عليه هو أن التكفير كان أساس الغزو، ولا غزو إلا بعد تكفير، على الأقل هكذا كان حال أغلب الغزوات التي تمّ تجريدها ضد المناطق منذ الدولة السعودية الأولى وصولاً إلى الدولة السعودية الثالثة.

                      السعودية الليبرالية :

                      بشكل يعاكس تاريخ نشوء التيارات الليبرالية في الشرق الأوسط والعالم فإن نشاة التيار الليبرالي في السعودية تمّت في سياق التحولات التي شهدتها الدولة عبر برامج التحديث. ومع نشأة الدولة السعودية الحديثة العام 1932، برزت تحدّيات جديدة، أفرزتها التحوّلات القهرية التي شهدتها الدولة على مستويات إجتماعية واقتصادية وسياسية. وكان من الطبيعي أن تنجب برامج التحديث جنيناً ليبرالياً، وإن بدا غير مكتمل النمو، ولكّنه شكّل هويّته الخاصة داخل الدولة، رغم محاولاته الإنفصال عنها. لم تسمح الدولة لهذا الجنين أن ينمو خارجها، درءاً لتداعيات مستقبلية تدركها جيداً، فقد تنبّهت منذ وقت مبكر إلى أنها تنزع إلى استيراد التكنولوجيا من دون أيديولوجيا، أي التعويض عن الحداثة بالتحديث، رغم أن غاية ما يمكن لخيار من هذا القبيل تحقيقه هي تأجيل المفعولات الثقافية والسياسية لبرامج التحديث.

                      كان بإمكان الدولة أن تستوعب الإتجاه الليبرالي القابل لأن يكون عضداً لها، بعد إخفاقه في التحرر من قبضتها، ولكنها اختارت أن تنجب نموذجها الليبرالي الخاص، بإعادة تأهيل طفولي للأيديولوجية المشرعنة لها، أي إنتاج ليبرالية سلفية، مصمّمة لدفع تهمة ارتباط التطرّف الديني بمنابع محلية. الليبرالية السلفية بكل التناقض التام في بنية ثنوية كهذه، ورداءة النموذج المتولّد عنهما، حملت رسالة متضاربة، فهي متشدّدة في الداخل متسامحة في الخارج.

                      على أية حال، فإن محاولات التوليف لا تقتصر على مجرد احتواء أخطار خارجية أو تطوير نموذج داخلي، غير ممكن إلا بإجراء جراحي، بل هي تعبير أيضاً عن تجاذب خفي بين أهل الدعوة وأهل الدولة. فقد اختار كل منهما أن يعيد تظهير نفسه، وكل وفق طريقته وحساباته الخاصة، فالديني السلفي، وخصوصاً الصحوي، إختار لهجة الإعتدال لمحاكاة تحوّلات لا يمكن بخطاب متشدّد أن يعبرها بأمان، وكذلك اختار السياسي أن ينجو بدولته من آثام الإرهاب عبر تصنيع خطاب ديني معتدل. ولكن بين النزعتين، يضطرم النزاع بين من يريد الدعوة رافعة للدولة، ومن يريد الأخيرة أداة تبشير بالدعوة. ومن هنا ينبعث سؤال التشدّد الديني بحثاً عن هوية صانعه، والمستفيد والخاسر منه، لنعبر بعد ذلك إلى الحديث عن معضلة المشروعية الدينية التي لا يمكن إنجازها إلا وفق شروط يحدّدها الديني السلفي، فتنبجس في لحظة ما عن انشقاقات متوالية من ثنائية السلطة. وفي ظل وجود شخص ما داخل العائلة المالكة من يعتقد بأنها ملزمة باحترام السلفية بشكل دقيق، تصبح إمكانية التسوية قائمة على الدوام.

                      تبدّل آخر نلحظه في مسار مشايخ الصحوة، الذين بدّلوا وجهة سيرهم السياسي، وقبلوا خيار العبور بالدعوة إلى الدولة على إيقاعات ثقافية معصرنة بدرجات متفاوتة، بغرض إزالة آثار الصخب الصحوي والمشاغبة السياسية المكلفة، والتموضع في خانة الكتيبة المؤهّلة لتمثيل أيديولوجية الدولة في طورها الجديد.




                      ولا تزال المملكة تعيش صراعاً محموماً شغل الرأي العام و أنهك البلاد إنه الصراع الفكري بين التيارين إلإسلامي واللليبرالي داخل المجتمع السعودي. فقد نشأ التيار الليبرالي في السعودية على خلاف ما نشأت عليه التيارات الأخرى في الشرق الأوسط حيث أن نشأته كانت ضمن سياق التحولات التي شهدتها الدولة عبر برامج التحديث الخجولة .

                      وفي الخمسينيات من القرن الماضي بدأ الإنفتاح الإجتماعي عبر العمال الوافدين العرب و الأجانب ورافقها البعثات التعليمية إلى الجامعات العربية و الأجنبية ، الأمر الذي ساهم في تهيئة ظروف ملائمة لولادة التيار الليبرالي الذي استمد قوته من حركة التحولات التي شهدتها الدولة .وكان المجتمع السلفي أول من شعر بخطورة ولادة ذلك التيار الذي بدأ يتمدد على حساب مجالاته السيادية التي كانت حكراً عليه لفترة طويلة من الزمن كالتعليم و القضاء .

                      وعارض علماء الوهابية نشأة المدارس الحديثة خشية تحولها إلى منافد لتسرب علوم الكفار و الصليبيين وبدأ الخلاف يدب بين العلماء و الأمراء بعد اندماج القوانين الحديثة في النظام القضائي . ومع إطلالة التسعينيات بدأ التيار الليبرالي ينشط سياسياً عبر عريضة قدمها قادة التيار للملك فهد بن عبد العزيز مطالبين بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية وقضائية .و لم تكن الليبرالية تواجه تحدياً مع الدولة ولكنها واجهت تحديا من نوع آخر وهو التشدد و التطرف الديني المتمثل في التيار الوهابي الذي يقف صخرة صلداء في وجه الإصلاح و التطور و التغيير .

                      ومضى الليبراليون يواصلون دعواتهم بتقليص دور المؤسسة الدينية المتمثلة في الشرطة الدينية "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"مما دفع العديد من علماء السلفية إلى إبداء سخطهم من تدهور الوضع الديني في المجتمع . وكسر الليبراليون بعض المحرمات الثقافية و الفكرية من خلال ممارسة فكرية ناقدة للرؤية الدينية المحافظة حيال بعض الموضوعات الثقافية و الفنية حينما أطلق الملك فهد العنان للتيار السلفي في بداية الثمانينات لمواجهة آثار الثورة الإسلامية في إيران .

                      ورغم وصول أعضاء التيار الليبرالي إلى مناصب عليا في أجهزة الدولة إلا أن ذلك لم ينجه من غضب التيار السلفي الذي أخذ يرقب نموه المرفوض في جسد الدولة . وخضعت الليبرالية إلى الإنقسام على أساس اجتماعي ومذهبي وسياسي و تحولت إلى مجرد ممارسة ثقافية شكلية مما جعله عقيمة على المستوى السياسي ، وكان نتاج ذلك الإنقسام أن تشكلت ليبرالية نجدية و أخرى حجازية و ثالثة إسلامية سنية و شيعية. هنا بقي التيار الليبرالي أسير نرجسية مفرطة ، الأمر الذي جعل الحكومة في مأمن من تأثيرات السياسة ، وبلغت به الهشاشة حد الإستعداد للتنازل عن قناعاته من أجل الإرتهان لمواقف العائلة الحاكمة .

                      في الحسابات السياسية الشكلية. إنّ صناعة الارهاب دولياً تتيح لدول كثيرة تعيش النمط الخليجي والمغربي والأردني أن تبدو الصورة المعتدلة والمقبولة للحكم عالمياً، وحتى محلياً، في مواجهة التطرف الارهابي من جهة والميول الاجتماعية الجذرية من جهة ثانية. وهذا واحد من أكبر الإشكالات التاريخية التي تواجه المجتمعات العربية. فقد جرى حصر الصراع بين بديلين: الارهاب التكفيري من جهة ونظم الحكم المتخلفة تاريخياً من جهة أخرى. حتى الغرب الديموقراطي مال إلى هذه المعادلة التي أضحت في النهاية رصاصة الموت لأي تغيير عربي باتجاه ديموقراطي. بهذا تكون السعودية العدو الأول المعوق لحركة التاريخ العربي المعاصر.

                      http://www.almanar.com.lb/adetails.p...catid=518&s1=1

                      تعليق


                      • #26
                        4/2/2014


                        * 12 ألف مسلح سعودي و14 ألف شيشاني يقاتلون في سوريا


                        في دراسة غربية بعنوان "المقاتلون الأجانب في سوريا وجنسياتهم"، أوردت الدراسة أن السعودية احتلت المرتبة الثانية بعد الشيشان بعدد مسلحين قارب الـ12 ألف مسلح يقاتلون في سوريا تمت تصفية 3872 منهم وسجل نحو 2689 كمفقودين.


                        ونشرت أمس مؤسسات احصائية غربية قائمة لعدد القتلى في سوريا وجنسياتهم، حيث تشير الاحصائيات الى أن الشيشان تتصدر عدد المسلحين الاجانب في سوريا بـ14 ألف مسلح تمت تصفية 3671 وسجل 1397 كمفقودين.

                        وفي المرتبة السادسة، تأتي تونس بـ4 آلاف مسلح تم قتل 2645 منهم في دمشق من بينهم 18 امرأة وسجل 1315 كمفقودين.

                        الملاحظ في هذه الاحصائية أن تونس تصدرت أعداد القتلى النساء في الحرب في سوريا على كافة الدول العشرين التي احتوتها الدراسة الاحصائية.


                        اذ توضح الدراسة أن 18 امرأة تونسية لقيت مصرعها في سوريا متقدمة على المغرب بـ10 نساء والسعودية بـ7 نساء والشيشان بـ6 نساء ولبنان بـ4 نساء.


                        وتتفوق تونس في هذا الترتيب على دول عديدة معروفة بكثرة بؤر الارهاب فيها مثل السعودية واليمن وباكستان وأفغانستان والصومال.


                        وبهذه الاحصائية يبدو أن تونس تحولت بشكل شبه صريح الى دولة مصدرة للارهاب وللارهابيين في الدول العربية عامّة وفي سوريا التي تخوض منذ أكثر من 3 أعوام حربا بالوكالة على مؤسساتها الاقتصادية والعسكرية والأمنية وعلى تراثها الثقافي والحضاري.


                        المثير في هذه الاحصائية أيضا أن فلسطين باتت أيضا تصدر الارهاب والمسلحين الى سوريا حيث سجلت الاحصائية دخول 5 آلاف مسلح على خط الحرب على سوريا حيث قتل منهم 2018 مسلحا وفقد من بينهم 69 مسلّحا.


                        تجدر الاشارة الى أن الاحصائية هي أحدث احصائية لأعداد المقاتلين في سوريا حيث تعود الى كانون الثاني من عام 2014.


                        ***
                        * السعوديون ممنوعون من ’الجهاد’ ومطلوب من الآخرين!

                        ’حفظ الشباب السعودي’ و’منع تشويه السمعة’ وراء التجريم الملكي للانتماء للجماعات المقاتلة خارج المملكة
                        رئيس الشرطة الدينية في السعودية ’’يكشف’’ عن ’’دعاة فتنة’’ داخل الجهاز ويتوعد بالقضاء على كل من يسبب الفتن في السعودية


                        بعدما باتت ظاهرة مغادرة "الابناء" السعوديين إلى سوريا للالتحاق بالجماعات المسماة "جهادية" لإسقاط النظام في سوريا، ومن ثم معارك "إخوة الجهاد" التي حصدت مئات القتلى بحيث باتت "تمس كل أسرة سعودية"، صدر أمر ملكي يجرّم الافراد الذين "يشاركون في أعمال قتالية خارج المملكة أو ينتمون للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا".

                        وقد أفصحت المواقف المرحّبة، عن أسباب هذه الخطوة التي من أهمها "حفظ الشباب السعودي من السقوط في بعض المهالك" والضرر الناجم عن "تشويه سمعة المملكة". وفي هذا السياق، يرمي الأمر الملكي إلى الالتفاف على اتهام بعض الدول الغربية للرياض بمساندة ودعم الارهاب، فضلاً عن خوف النظام السعودي من عودة هؤلاء المسلحين إلى البلاد وتعريض امنه وسلامة البلاد للخطر.

                        هذه الاسباب وغيرها، ربما تكون دفعت الرياض إلى اتخاذ هذه الخطوة بعدما مهدت لها بمسرحية السجال بين الاعلامي داوود الشريان و"دعاة الجهاد" أو من أسماهم "مشايخ الفتنة الذين يدفعون بشباب المملكة للقتال في سوريا بينما هؤلاء "الدعاة" يعيشون الرفاهية والامن بعيداً عن ساحات القتال! وبين مؤيد ومعارض، جاء الامر الملكي ليحسم الجدل ويؤكد أن "الهجرة والجهاد" لغير السعوديين محبذة لا بل مطلوبة بينما هي ممنوعة على السعوديين وهو ما يفسر ارتفاع الصوت بالحديث عن الفتنة.



                        وأكد رئيس ما تسمّى "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" عبد اللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ لصحيفة "عكاظ" وجود دعاة للفتن داخل الهيئة ويعاملون وفق الأنظمة والقوانين، وقال :"سنقصي كل من يسبب الفتن في هذا البلد". وفي موقف واضح الدعوة لـ"الجهاد" في الدول المجاورة، أجاب أن "من يدعو للجهاد فدعواه باطلة، وهو بذلك محرض ويدعو للفتن، وأنه لا يجوز الخروج عن طاعة ولي الأمر، ولا استشهاد بل هلاك لشبابنا في فتن الدول المجاورة".

                        وافصح أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز عن عمق هذه الظاهرة، عندما اشار في معرض ترحيبه بالقرار، إلى أنه "يمس كل بيت وكل أسرة لخروج بعض ابنائنا الى أماكن لا يراد بها لهم خير، وأن توجيهه للجهات المعنية لدراسة هذا الامر والوصول الى وضع الآليات وطرق مناسبة لحفظ شباب هذا الوطن من السقوط في بعض المهالك التي لا تكون واضحة بالنسبة لهم".

                        وحل الامر الملكي عنواناً رئيساً في الصحف السعودية البارزة كـ"عكاظ" و"الرياض" و"الوطن" و"الحياة"، التي حرصت على عدم الاشارة إلى أي خبر متعلق بعمليات تسليح الإرهابيين في سوريا ودعمهم. وأوردت صحيفة "عكاظ" نص الامر الملكي وقالت : "السجن للمدنيين مددا تتراوح بين (3) و(20) عاما.. وللعسكريين بين (5) و(30) عاما.. الذين يشاركون في أعمال قتالية خارج المملكة أو ينتمون للتيارات أو الجماعات الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخليا أو إقليميا أو دوليا أو تأييدها أو تبني فكرها أو التعاطف معها أو دعمها ماليا أو معنويا أو التحريض على شيء من ذلك أو الترويج له بالقول أو الكتابة وسواها.. هذه العقوبات الرادعة.. تؤكد أن بلد الإسلام الأول.. ومصدر التشريع القرآني لم ولن يسمح لهذه الفئات بأن تُلحق الضرر به أو تعرض أمانه وسلامته للخطر أو تسيء إلى سمعته.. وتشوه صورته الناصعة على مر التاريخ.. وبكل تأكيد.. فإن هذه الرسالة واضحة المضمون ستصل إلى كل أحد يخطئ فهم المملكة.. أو فهم عقيدة السماء الخالدة.. أو يقف إلى جانب هؤلاء القتلة والمجرمين قاتلهم الله أنّى يؤفكون".

                        من جانبها، نقلت "الوطن" عن عضو مجلس الشورى السعودي القاضي عيسى الغيث قوله إن "الرسالة الأهم من الأمر الملكي كانت موجهة إلى الدول الغربية التي تزايد على المملكة في موضوع مكافحة الإرهاب"، مضيفاً "الأمر الملكي جاء ليقطع الطريق أمام كل من يتهم الدولة بأنها تدعم الإرهاب أو تسكت عنه".

                        ولم يخف الغيث أنه وصل إلى حالة من "اليأس" أمام ما كان يشاهده ويرصده من استمرار رؤوس الفتنة في التغرير بالشباب دون رادع أو وازع ديني، فضلا عن الدفاع المستميت الذي كان يبديه بعض ممن هم في الداخل عن الأخوان المسلمين وتوجهات الجماعة. وقال :"لوهلة كنت أتصور أنه لم يبق أمامنا إلا أن يأتي أيمن الظواهري في الداخل ليقود الخوارج الجدد".

                        كذلك لم يستبعد رئيس حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف في المملكة عبد المنعم المشوح، أن تلجأ بعض التيارات التي قصد الأمر الملكي محاصرتها، والنأي بالمجتمع عن تأثيراتها لـ"التلون" و"التمويه" في إطار الهروب من العقوبات المقرة بأمر الملك.

                        وفي تصريح إلى "الوطن"، قال المشوح الذي يدير حملة مهتمة برصد ومتابعة الأفكار الدينية ذات الطابع التنظيمي، إن على المفكرين والشرعيين مسؤولية في تبيان قوائم التيارات المخالفة، وتحديد مصطلحات الإرهاب والجماعات المخالفة، وتحديد المعايير والمصطلحات في ذلك.

                        تعليق


                        • #27
                          4/2/2014


                          الفاينانشال تايمز تتساءل: هل "فات وقت الإصلاح" في السعودية ؟



                          نشرت صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية مقالا للكاتب سيمون كير تحت عنوان "الأسرة الحاكمة في السعودية في مواجهة معضلة الإصلاح".

                          يبدأ الكاتب مقاله باقتباس عن رجل أعمال سعودي خسر معظم أمواله في انهيار سوق الأسهم السعودية في 2006 وتحول للعمل كسائق أجرة، حيث قال أستطيع أن أقول إن "سبعين بالمئة من السعوديين غير راضين عن الأوضاع في البلاد".

                          ويقول كير، كما جاء على موقع هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، إن توسيع الفرص الاقتصادية أمام العدد المتزايد لسكان المملكة، الذي بلغ نحو 28 مليون نسمة نصفهم تحت 25 عاما، يمثل التحدي الأكبر أمام حكام المملكة خلال الأعوام المقبلة.

                          لكن الإصلاح الاقتصادي، بحسب الكاتب، قد يتطلب أيضا وقف الدولة للمنح المالية التي تعد أحد الأعراف الاجتماعية المعروفة في المملكة.

                          وأعطى الكاتب مثالا لذلك بالخطوات التي قامت بها السعودية في أعقاب اجتياح موجة الربيع العربي للدول المجاورة حيث رفعت أجور العاملين بالقطاع العام ورفعت ميزانية التسليح وأنفقت على إمداد بعض حركات المعارضة المسلحة في دول مثل سوريا بالسلاح ودعمت حكومات دول أخرى مثل مصر، ناهيك عن التدخل في اليمن والبحرين، كل ذلك في سبيل ضمان الوقوف في مواجهة موجة الانتفاضات المحيطة والوقوف في طريق المد الإيراني، حسب الكاتب.

                          وأضاف أنه في المقابل وصلت معدلات البطالة إلى نحو 40 بالمئة، وتم مضاعفة العراقيل أمام استقدام عمالة من الخارج ودعم سياسات "سعودة الوظائف" كما شنت حملات ضد العمال الأجانب الذين يعملون دون أوراق قانونية وهو ما أثر سلبا على أكثر القطاعات نموا في البلد وهو قطاع البناء.


                          ونقل كير عن محللين اقتصاديين أن السعودية قد تفقد مرتبتها في قائمة أكبر الدول المصدرة للبترول بحلول عام 2015 وأنها قد تبدأ في استيراد النفط في عام 2027.

                          ويختم الكاتب مقاله بأنه مع اقتراب الملك عبدالله لسن ال 90 ومرض أخيه غير الشقيق الأمير سلمان، ينظر السعوديون بمزيد من القلق لمستقبل قد يكون، بحسب مراقبين، "فات أوان إصلاحه".

                          تعليق


                          • #28
                            4/2/2014


                            * الدوافع الحقيقية للقرار الملكي بتجريم جهاد السعوديين في سورية واسكات “دعاة التويتر” “العرعور” و”العريفي”



                            بدأت المملكة العربية السعودية تدرك خطورة المأزق الذي وقعت فيه في سورية، والاضرار الامنية والسياسية التي يمكن ان تلحق بها من هذا التورط، ويتضح ذلك من الامر الملكي الذي اصدره العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الاثنين وقرر بمقتضاه معاقبة كل من يشارك في “اعمال قتالية” خارج المملكة بالسجن بين ثلاث سنوات وعشرين سنة انطلاقا من “سد الذرائع″ ومنع الاخلال بالامن و”الضرر بمكانة المملكة”، كما تطال العقوبة كل من يؤيد الجماعات “الارهابية” او يتبنى فكرها او الافصاح عن التعاطف معها، بأي وسيلة كانت، او دعمها ماليا او التحريض على الدعم، او التشجيع عليه او الترويج له بالدعم او الكتابة.

                            عندما تبنى الاعلامي السعودي داوود الشريان حملة ضد الدعاة الذين يحرضون المواطنين السعوديين على الجهاد في سورية، ويقومون بتجنيدهم، كان واضحا ان حملته هذه تأتي تمهيدا لهذا المرسوم الملكي.

                            المعلومات المتوفرة لنا تؤكد ان هناك ما يقرب من العشرة آلاف سعودي يقاتلون حاليا في سورية تحت لواء جماعات جهادية، وان عددا كبيرا منهم لقي حتفه، ومعظم هؤلاء ذهبوا الى القتال بتحريض من رجال دين عبر فضائيات سعودية، فهل سيطبق هذا المرسوم على هؤلاء باثر رجعي. ام يجب اعفاؤهم لانهم عندما ذهبوا للقتال في سورية لم يكن هذا القتال مخالفا للقانون؟

                            السلطات السعودية تخشى من عودة هؤلاء الى المملكة وتوجيه بنادقهم، وتوظيف خبراتهم في القتال ضدها، ونشر فكرها في اوساط الشباب السعودي، مضافا الى ذلك انها تخشى في الايام القريبة من دعوات قانونية ترفع ضدها في المحاكم الدولية بتهمة دعم الارهاب، خاصة ان هوة الخلاف بينها وبين الولايات المتحدة والدول الاوروبية تتسع منذ توقيع الاتفاق النووي الامريكي الايراني.

                            لا نستبعد، وفي اطار هذا القانون، ان تجري السلطات السعودية اعتقالات تستهدف بعض الدعاة الذين حرضوا على الجهاد في سورية وقد سمى السيد الشريان بعضهم في برنامجه، كما لا نستبعد “اسكات” الشيخ عدنان العرعور و”دعاة التويتر” حسب تعبير السيد الشريان في البرنامج نفسه، ومن بين هؤلاء الشيخ محمد العريفي.

                            ***
                            * الامير تركي الفيصل.. هل بات مسؤول التطبيع السعودي مع اسرائيل؟



                            الامير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات والسفير السعودي السابق في لندن وواشنطن مكلف فيما يبدو من دولته بملف العلاقات السعودية الاسرائيلية، ويتضح هذا من مصافحاته ولقاءاته المتعددة مع المسؤولين الاسرائيليين التي كان آخرها مع تسيبي ليفني وزيرة العدل الاسرائيلية ومسؤولة ملف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية على هامش مؤتمر ميونخ للامن.

                            صحف اسرائيلية علاوة على الاذاعة الرسمية قالت ان الامير الفيصل “تفاوض” مع السيدة ليفني حول المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية واعرب عن ترحيبه بوجودها على رأس الوفد الاسرائيلي المفاوض، وقال “ان السعودية يسرها تعيينها رئيسة لوفد المفاوضات مع الفلسطينيين لان هذا سوف يضمن ان نتنياهو لن يكون صعبا للغاية”.

                            عندما يتم توجيه سؤال الى القيادة السعودية حول اتصالات الامير الفيصل ومصافحاته للاسرائيليين يأتي الرد بأنه رجل عادي لا يحمل اي صفة رسمية ولا يمثل وجهة نظر السلطات، ولكن هذا الرد غير مقنع لان الامير الفيصل يشارك في مؤتمرات وندوات كعضو مهم في الاسرة الحاكمة وكممثل لها.

                            لقاءات الامير الفيصل مع مسؤولين اسرائيليين باتت تتزامن مع تقارير اخبارية غربية حول تقارب سعودي اسرائيلي في مواجهة ايران بعد الاتفاق النووي بين ايران والدول الست العظمى واسقاط واشنطن للخيار العسكري ضد ايران.

                            الحكومة السعودية مطالبة بتوضيح موقفها رسميا تجاه هذه اللقاءات مع الاسرائيليين، لان الصمت تجاهها لم يعد مجديا، بل بات يعطي نتائج عكسية تماما.

                            السعودية بحكم وجود الاماكن المقدسة على ارضها ومكانتها في العالم الاسلامي يجب ان تكون آخر دولة تقيم علاقات مع اسرائيل مباشرة او غير مباشرة، لان الغالبية العظمى من الشعب السعودي رفض مثل هذا التطبيع ويدينه.

                            فمن غير المنطقي ان تدعم السلطات السعودية فصائل اسلامية مقاتلة لاطاحة النظام السوري بينما يقوم مسؤولون فيها باللقاء مع مسؤولين اسرائيليين ويتحدثون عن مفاوضات السلام معهم.

                            ***
                            5/2/2014


                            * مرسوم ملكي سعودي لوقف الارهاب أم لتبرئة الذمة ؟



                            لم يعد خافيا على الناس الآن أن جل الأصابع تشير بالاتهام نحوالقيادة السعودية في دعم الجماعات المسلحة، بداية من حرب أفغانستان الى غاية اليوم، سواء كان ذلك عبر أفراد من الأسرة الحاكمة، أوشخصيات عامة من دعاة ورجال أعمال، جميعهم إن لم يكن بتغطية مباشرة من القيادة وتشجيع فلا أقل من غض الطرف عن هذه السياسة، وهنا لسنا بصدد نفي ذلك أوإثباته، لكن ما لا يمكن أن تنكره القيادة اليوم، هوارتفاع أصوات دعاة الجهاد في سورية كان مصدره المملكة السعودية، سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتويتر وهما يخضعان لمراقبة دقيقة من قبل السلطات، كما صرح بذلك وكيل وزارة الشؤون الاسلامية عبد المحسن آل شيخ منذ سبعة أشهر، ولم تسلم من هذه الدعوة منابر المساجد التي كانت هي كذلك تحت المراقبة، ولا يمكن بحال أن تنكر علمها بتدفق الألاف من الشباب السعودي استجابة لدعوة الجهاد والعمل المسلح منذ بدايات الأزمة في سورية، يشير بهذا الخصوص عبدالرحمن الراشد في مقاله “آلاف المجاهدين الى سوريا” بصحيفة الشرق الأوسط 2013/07/13 الى عددهم الذي قد يبلغ اليوم حوالي 30 ألفا، أي بحجم جيش يفوق عددا جيش احدى الدول الخليجية. لا يصح في ذهن عاقل أن القيادة السعودية كانت طوال ثلاث سنوات مغيبة عن واقع ما يجري، ووزير خارجيتها قد عمل بقوة لدى جامعة الدول العربية، من أجل استصدار قرار يسمح بدعم الجماعات “المقاتلة” كما وصفها، وهو نفسه من أجاز القتال ضمنا منذ سنتين تقريبا، حين وصف بأن سورية تقع تحت احتلال النظام والحرس الثوري الايراني، ولابد من العمل بكل الوسائل لتحريرها.

                            أن يأتي المرسوم الملكي اليوم كأنما نحن في بداية الأزمة السورية أمر لا يُهضم، صحيح أننا نُثمّن القرارات التي تضمنها، وأننا كنا ندعو لها منذ مدة طويلة، ونحذر من التداعيات الخطيرة لمثل هذه السياسات، دون أن يلتفت ساعتها أحد لنداءاتنا، ولكن أن يصدر بعد عامين على الأقل من تدفق الشباب السعودي، ومن ضخ فضائيات تابعة للنظام، وأئمة ودعاة يرفعون صوت الجهاد عاليا، أمر يستدعي التأمل في مدى صدقية تغير سياسة المملكة، ومن حقنا أن نتساءل: لماذا الآن صدر هذا المرسوم الذي يجرم القتال خارج السعودية ويجرم من يدعو له؟ وما هي حقيقة انعكاسه على أرض الواقع؟.

                            موضوع المرسوم الملكي الصادر بالأمس لم يكن مفاجئا على الأقل لدى كبار دعاة “الجهاد”، ذلك ما سمعته من الأمين العالم لاتحاد علماء المسلمين، في لقائه مع الجزيرة مباشر في حينه 2013/06/13، لما سئل عن مستقبل الذين أرسلوا للجهاد في سورية عند عودتهم لأوطانهم الأصلية، أكد بأنهم سيُتهمون بالإرهاب، وأنهم لا يهتمون بذلك لكونهم يبغون الشهادة، وعن أبناء الخليج منهم تحديدا، كان رده “لهم الله”، هذه العبارة من الدكتور علي محي الدين القرة داغي تكفي لقراءة ما في طيها من مضمون المرسوم الملكي ذاته، والذي صدر بعد سبعة أشهر من هذا التصريح؛ إذن نحن أمام حقيقتين ليس لأحد أن ينكرهما، الأولى علم القيادة السعودية منذ بداية الأزمة بتدفق آلاف من مواطنيها للقتال في سورية، والثانية علم دعاة الجهاد من الأئمة بمصير هؤلاء الشباب حال عودتهم الى دول الخليج وتحديدا السعودية، إذن ما سر توقيت المرسوم الملكي؟.

                            في علم السياسة لا يوجد مصطلح الصدفة بين مفردات قواميسه، بل هناك مادة جوهرية يبنى عليها التخطيط ويستند عليها الموقف، هذه المادة هي الأصل متى صلحت صلح، ومتى فسدت اوكانت مغشوشة، تداعى الموقف السياسي وما يترتب عنه عادة كأحجار الدومينو، إنها باختصار شديد “المعلومات”؛ في موضوع المقال يبدوواضحا بأن القيادة السعودية بنت موقفها كما الولايات المتحدة تماما على معلومات مغشوشة، قطب رحاها في بداية الازمة إمكانية انفراط عقد النظام السوري خلال أسابيع وأبعدها بضعة شهور، وتفكك المؤسسة العسكرية وانكشاف الغطاء الشعبي، فضلا عن تحلل السلك الاداري والدبلوماسي، كما راهنت على تهاوي الدعم الايراني والروسي والصيني، مع امتداد الوقت ووقوع مزيد من الضحايا، لذلك نلاحظ دفع أكبر عدد ممكن من الشباب السعودي الى سورية، لتصبح على رأس 87 دولة مصدرة للعناصر المقاتلة في العالم نحو سورية؛ غير أن شيئا من ذلك لم يحدث، ما يعني ان المعلومات التي رسم على ضوئها التخطيط، وقام على أساسها الموقف كانت بالمجمل مغشوشة، والواقع الوحيد الذي بات يفرض نفسه على القيادة السعودية هو وجود 12 ألف مواطن سعودي يقاتلون في سورية، من بينهم حوالي 4 آلاف قتيل سيطالب أهلهم بجثامينهم، وحوالي 3 آلاف مفقود لا شك أن ذويهم سيطالبون السلطات بالبحث عنهم، (وفق احصائية غربية صدرت الشهر الماضي)، هذه الأعداد الهائلة فضلا على أنها تشكل عبأ داخليا خطيرا، فهي ورقة قوية ودليل قطعي لدى القيادة السورية، تدين به كما أشار الدكتور بشار الجعفري أمام المحافل والمحاكم الدولية المختصة.

                            معرفتنا السابقة بتجربة السعودية مع مواطنيها الذين ذهبوا للقتال في افغانستان تحت ذات الذريعة وبنفس الادوات والفتاوى، لا تجعل المرء يتصور استعدادها لاستقبال من ذهبوا الى سورية، فقد عانت بين عامي 2003-2011 من عمليات ارهابية بــ 98 عملية ارهابية، وهددت بخطرها جميع المستويات من استهداف مجمع سكني 1996/07/25 راح ضحيته 19 رعية أمريكية، الى اغتيال المقدم مبارك السواك من جهاز المباحث العامة 2005/07/18 بمكة المكرمة، مرورا بتعرض القنصلية الامريكية لإطلاق نار بجدة 2006/05/12 ، وصولا لمحاولة اغتيال فاشلة استهدفت مساعد وزير الداخلية 2009؛ إذن لا مجال لتوهم عودة هؤلاء بترخيص من القيادة السعودية، لأنه ببساطة يعرض استقرار الحكم لخطر جدي؛ كما لا نستغفل أنفسنا بأن القيادة السعودية عدلت في سياستها، وأصدرت هذا المرسوم للحد من تدفق المقاتلين، فخطاب وزير خارجيتها في مونترو يوحي بعكس ذلك تماما، لقد أشار بكل صراحة ووضوح أنهم ماضون الى النهاية في ذلكم الخيار، وقد دعم هذا الخط لقاء تركي الفيصل مع تسيبي ليفني، والسعودية هنا ليست بمعزل عن دول الخليج في هذا القرار مع الأسف الشديد، بل هي قاطرة تجر وراءها البقية، وقد قدموا لهذا الأمر علنا في دولة خليجية لقاءات مباشرة رسمية، سواء مع رئيس كيان العدو الاسرائيلي شيمون بيريز الذي صفق له الجمع، أوالوفود الاسرائيلية التي تنقلت بالفعل لعواصم خليجية من أجل العمل على تطابق التخطيط وحتى الخطاب.

                            في الختام، لا نجد ترجمة على الأرض لمواد المرسوم الملكي، ذلك أن قرار منع عودة من ذهب صادر بالأساس منذ بداية الأزمة، وقرار دفع المزيد من المقاتلين تبطنه تصريحات وزير الخارجية السعودي، ولا نجد تفسيرا لصدوره سوى تبرئة للذمة أمام دعاوى قضائية أوإدانة دولية؛ لكن هل يجنب المملكة فعلا ويلات الارهاب المرتد إليها على يد مواطنيها هؤلاء؟ لا اعتقد ذلك، فكما دخلوا حدود سورية التي يتعذر مراقبتها وغامروا باقتحام أرض مجهولة غير موطنهم، فهم أكثر قدرة واندفاعا للعودة الى وطنهم الأم عبر ذات المسالك، التي يستحيل على القيادة السعودية التحكم فيها ومراقبتها، وسينقلبون تحمل صدورهم شعورا بالانتقام من مضمون المرسوم الملكي، الذي حرمهم من وطنهم وألبسهم صفة الارهاب بدل الجهاد، هنا بكل صدق وأمانة أعتقد أن المملكة السعودية باتت في ورطة خطيرة تهدد بالفعل استقرارها في المستقبل المنظور، وهي تستشعر الآن ذلك ولهذا باتت تعتبر الحرب في سورية وجودية لا سبيل للتراجع عنها، وهي لا محالة مخطئة هنا كذلك.
                            التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 05-02-2014, 04:51 AM.

                            تعليق


                            • #29
                              5/2/2014


                              * جهات سعودية عليا توجه بتسهيل عودة مقاتليها من سوريا

                              مفتي السعودية: شباب يخرجون لـ’الجهاد’ فيباعون في سوق النخاسة



                              شدد مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، على ضرورة الامتثال للأمر الصادر بمنع السعوديين من القتال في الخارج، مشيرا إلى أن الشباب الذين يخرجون للقتال "غرر بهم من أعداء الإسلام" وباتوا "يباعون في سوق النخاسة".

                              وقال آل الشيخ، في لقاء مع التلفزيون السعودي الرسمي: "ما أمرنا به ولي أمرنا مما لا يخالف شرع الله واجب علينا السمع والطاعة لأنه لا يريد إلا الخير والمصلحة، الله جعله راعيا لهذه الأمة، هو مسؤول عن أمنها ودفع كل شيء عنها وحماية دينها وعرضها واقتصادها".

                              وحذر المفتي مما وصفها بـ"الأمور المشتبهة والنزاعات"، مشيرا إلى وجود "سباع تنهش" المتورطين في تلك النزاعات، وتابع أن "ولي الأمر"، في إشارة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز "يخشى على شبابنا الوقوع فريسة لسهام هؤلاء وهؤلاء ولذلك جاء الأمر الملكي بمنع الخروج للقتال خارج البلد وأن من يفعل ذلك يعد مخطئا لأن خروجه ضرر عليه."



                              وأضاف المفتي السعودي: "ما يبلغنا عن الذين خرجوا للقتال أنهم شباب غُرر بهم ويعتقدون أنهم يجاهدون في سبيل الله ولكنهم وقعوا فريسة لأعداء الإسلام فسفكت دماؤهم وتعرضوا للإهانة والأذى، ومنهم من سجن ومن قتل ومن باعوه واشتروه كأنه في سوق النخاسين، يباع ويُساوم على دمائه".

                              وفي سياق متصل، كشفت مصادر سعودية لصحيفة "الحياة" أن الرياض قررت "تسهيل عودة أبنائها المغرر بهم المقاتلين في سوريا إلى أراضي المملكة، عبر سفارتها في أنقرة،" مشيرة الى أنه تم إصدار مذكرات توقيف ضد شبان مقاتلين، وأن دائرة التوقيف قد تتسع وتشمل دعاة بينهم خليجيون حرضوا وأسهموا في تسهيل سفر الشبان السعوديين إلى سوريا عبر بلدان مجاورة.

                              وقالت المصادر إن توجيهاً صدر من جهات عليا بتسهيل عودة السعوديين المغرر بهم من مناطق القتال في سوريا، بواسطة سفارة الرياض لدى أنقرة، خصوصاً أن هناك رغبة كبيرة لدى عدد منهم في العودة.

                              وأكدت أن "سفارة السعودية في تركيا تعمل على تسهيل عودة السعوديين الذين تورطوا في القتال في الأراضي السورية، بعد أن اختلف الأمر عليهم داخل التنظيمات المتطرفة في مناطق القتال، وأصبحت معاركهم مع المسلمين، لقلة وعيهم الديني، وطغيان استخبارات دول خارجية تعمل على توجيههم".

                              وأوضحت أن الأجهزة الأمنية أصدرت مذكرات توقيف لعشرات الشبان السعوديين المشاركين في القتال في سورية منذ بدء الأزمة قبل ثلاثة أعوام، وأنهم حالياً على قائمة ما يعرف بـ"ترقب وصول" في جميع منافذ المملكة المختلفة.

                              كما أكدت المصادر أن أوامر دائرة التوقيف في حق المقاتلين قد تتسع، وتشمل دعاة، بينهم خليجيون حرَّضوا وأسهموا في تسهيل سفر الشبان السعوديين من بلدان مجاورة إلى تركيا للعبور إلى سورية.

                              ***
                              * التايمز: على أوباما طمأنة السعوديين أنه لن يهجرهم



                              نشرت صحيفة التايمز البريطانية افتتاحيتها الیوم بعنوان "أوباما والسعوديون"؛ وبعنوان جانبي هو "زيارة أوباما للسعودية خبر طيب.. يجب أن يطمئن أوباما السعوديين انه لن يهجرهم"، وذلك علی هامش الزیارة المرتقبة للرئيس الأميرکي إلی الریاض.


                              وتقول الصحيفة إنه بنهاية العام الماضي لم تكن العلاقات الولايات المتحدة والسعودية على ما يرام، وفي الخريف الماضي حصلت السعودية على مقعد كانت تصبو له في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ثم أعلنت أنها لن تقبل المقعد، مما كان مفاجأة للجميع.

                              وتضيف الصحيفة أن الرسالة - التي مفادها أن السعودية غاضبة وتشعر بالعزلة - كانت موجهة للرئيس الأمیركي باراك أوباما ومستشاريه؛ فعلى الرغم من الحفاظ على الوجه الدبلوماسي للعلاقات، كان المطلعون على الأمور في السعودية والمسؤلون السعوديون يقولون نفس الشيء: لقد هجرتنا الولايات المتحدة.


                              وتقول الصحيفة إن السعودية ليست حليفاً سهلا. فمن داخل حدودها تتدفق أموال ومتشددون لمساندة بعض أخطر الحركات الجهادية وأكثرها تشددا. وشؤونها الداخلية تتراوح بين الحداثة في بعض الشؤون والقرون الوسطى في شؤون أخرى. وتضيف الصحيفة أن التزام السعودية بحقوق الإنسان محدود للغاية ومعاملتها للنساء والسجناء بربرية. علاوة على ذلك فإن عملية الإصلاح داخلها بطيئة للغاية.


                              لكن الصحيفة تضيف إنه على الرغم مما سبق، فإن موقعها الاستراتيجي يجعل سياستها في المنطقة، خاصة "زعامتها للدول السنية"، أمراً بالغ الأهمية.


                              وتقول الصحيفة إن المبادرة السعودية عام 2007، رغم عيوبها، كانت واحدة من أكثر المحاولات البناءة لإنهاء الجمود بين الکیان الإسرائيلي والفلسطينيين. وما زالت السعودية تنتج كميات ضخمة من النفط تدير عجلات الاقتصاد العالمي خاصة في آسيا. والخلاصة، كما تری الصحيفة، إن السعودية دولة ذات حيثية.

                              وتضيف الصحيفة أنه نتيجة لذلك فإن زيارة الرئيس باراك أوباما للسعودية الشهر القادم أمر هام. ويجب أن يطمئن أوباما السعوديين أن الولايات المتحدة لن تنسحب من المنطقة وأن ضماناتها لحلفائها ما زالت قائمة.


                              وتقول الصحيفة إن عدة أمور أعطت الانطباع للسعوديين أن أوباما ينسحب من الشرق الأوسط. الأمر الأول هو أنه في العام الماضي تخطت الولايات المتحدة السعودية لتصبح هي أكبر منتج للنفط في العالم. والأمر الثاني هو سوريا. حيث ترى الصحيفة أن أوباما أخفق في التعامل بحزم عندما تخطى الرئيس السوري بشار الأسد الخط الأحمر الشهير في أغسطس/آب الماضي بشأن استخدام الاسلحة الكيميائية (حسب زعم الصحيفة)، ولهذا خلص السعوديون الى ان أمیركا لم يعد لها الرغبة للعمل في المنطقة.

                              تعليق


                              • #30
                                6/2/2014


                                الاعتدال في مملكة التكفير



                                مفهوم الاعتدال في العقل السياسي والديني السعودي يكتسي شكلاً مخاتلاً، إلى الحد الذي يجعله فريداً ويندرج في سياق «الخصوصية» السعودية.

                                فما تسالم فلاسفة الحقوق والسياسة على وصفه اعتدالاً، قد لا يكون كذلك البتة في السعودية، فهو اعتدال مقارنةً بالتدجيج الكثيف للخطاب العنفي، وما يعتقده البعض تطرّفاً، قد يصبح نموذجاً متقدّماً في الاعتدال.

                                فؤاد ابراهيم/جريدة الاخبار

                                فالاعتدال في المفهوم الوهابي السعودي يراوح بين تقويض الدولة كحقيقة تاريخية واجتماعية، ووصفها وسيلة لضمان حرية التفكير، ومصدراً للأمن المجتمعي، أو حتى بكونها التجسيد التام لإرادة المجتمع لحظة بلوغه الرشد الروحي والاخلاقي والعقلي.

                                لا بدّ من معايير جديدة للاعتدال، في ظل تمدّد مساحة العنف والتطرّف، واتخاذهما أشكالاً راديكالية غير مسبوقة، تتجاوز حدود الساديّة، والهلوسة، والعبثية والتعطّش إلى الدماء.


                                في السياسة، يأخذ الاعتدال السعودي شكل المصادرة المطلقة لإرادة المجتمع، وفرض الوصاية التامة عليه. على سبيل المثال، من يتأمل في كلمة سعود الفيصل، وزير الخارجية السعودي، خلال كلمة المملكة السعودية في افتتاح مؤتمر «جنيف 2» حول سوريا في مدينة مونترو السويسرية في 22 كانون الثاني الجاري، يشعر بأن الرجل كان أميناً في التعبير عن جوهر الحكم الملكي الشمولي في بلاده، فهو لم يمنح وفدي الحكومة والمعارضة في سوريا فرصة اللقاء والحوار والاتفاق، إذ اختار لهما «فخامة الرئيس»، الجربا، وحدّد لهما مستقبل سوريا، لا يكون فيه للأسد دور، وتلا بعد ذلك قائمة متطلبات، منها فتح ممرات إنسانية، واطلاق المعتقلين، وإرساء أسس انتقال سريع للسلطة، على أساس أن «الائتلاف الوطني» المعارض الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري، وافترض بعد ذلك أنه بهذا يستطيع السوريون تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم.

                                بالمناسبة، فإن انتقائية الفيصل لا تنفك عن الاعتدال السعودي، فهو حين يطالب بانسحاب العناصر الاجنبية كافة من سوريا، لا يتردد في حصر هذه العناصر في الحرس الثوري وحزب الله، فيما تصبح التشكيلات القاعدية بدءاً من «النصرة» و«داعش» وصولاً إلى «الجبهة الاسلامية» المدعومة سعودياً خارج الحصرية تلك.

                                لا ريب في أن ما تقوم به التنظيمات الارهابية هذه، وباقي التشكيلات القاعدية التي تتغذى على الوهابية فكراً، والبترودولار السعودي مصدراً مالياً، تسير عكس التاريخ الانساني، وهي تعيد الإنسان الى مرحلة التوحش والهمجية، إلى ما قبل الدولة، باعتبارها مرحلة من التحضر والتعايش بين بني الإنسان لضمان أمنهم واستمرارهم.

                                في الأدبيات الوهابية التي تعتنقها تنظيمات القاعدة، بكل فروعها، ثمة نفور شامل من فكرة الدولة، وحضور راسخ لمفهوم الجماعة والامارة، حيث يبدو الفارق بين وسائل تجسيد قيمة الحق. ففي الدولة المدنية لا قيمة للحق الا بما ينبعث في هيئة القانون الناظم لعلاقة المحكومين فيما بينهم، وبينهم وبين الحاكم، أما في الإمارة، بالمعنى الديني، فإن التجسيد يأخذ شكلاً عنيفاً. وإذا كانت غاية الدولة هي الحرية والأمن، فإن غاية الجماعة ـ الإمارة في المنظور الوهابي هي الحق الطبيعي الذي يتنازل عنه المؤمنون والعمل من أجل الجماعة. بكلمات أخرى، تجسّد تنظيمات القاعدة جماعات عابرة للدولة وعليها، أي إن وظيفتها لا تقتصر فقط على تجاوز حدود الدولة، بل هي تسعى الى تحطيمها أيضاً، بكل الوسائل المتاحة.

                                تأسيساً على التناقض بين الدولة والجماعة، فجّرت تنظيمات القاعدة (داعش والنصرة) وخلائطها المؤتلفة في «الجبهة الاسلامية» النزعات الطائفية، وباتت الرؤية الوهابية للحرب الاهلية في بلاد المسلمين هي المرشد العام لما يجري من نزاعات. وقد أرسيت تصوّرات طائفية لصراعات مسلّحة تدور رحاها في المجال العربي، وأعطيت الصراعات صفة دينية وطائفية، وكأن ثمة تصفية حساب مذهبية بين السنة والشيعة تديرها الوهابية، وترى أنها الفرصة التاريخية التي لا يمكن تعويضها بالنسبة إليها حيث تشعل الحرب وتتفرج عليها وتحصد أرباحها.



                                في جولة خاطفة على مواقع الجماعات القاعدية على الشبكة العنكبوتية، تتظهّر الوهابية كأيديولوجيا مشرعنة للعنف بكل أشكاله. في فيديو كليب، يظهر أحد كوادر «داعش» من السعوديين لتبرير قتال الجيش العراقي، ويقول بزهو «إننا تناحرنا معهم على لا إله إلا الله»، وهي العبارة المفتاحية للوهابية وافتراقها عن بقية المسلمين السنة والشيعة. ملاحظة أخرى في الشريط المصوّر، ظهور خلفية نشيد بنبرة نجديّة واضحة، فيما ظهر قائد داعشي آخر وهو يهدّد بقطع الرؤوس.

                                في موقع «منبر التوحيد والجهاد» المتخصّص في نشر أخبار القاعدة بكل فروعها، الذي يحمل شعاراً «قوام الدين بكتاب يهدي وسيف ينصر»، تبدو الوهابية هي العقيدة الدينية لتنظيمات القاعدة بكل فروعها، حيث تستمد جميعها من الوهابية رؤيتها الكونية وتصوّرها الديني في الجهاد. وبمجرد مطالعة خاطفة في أيقونة «سلسلة تصحيح المفاهيم» تبدو العقيدة الوهابية بأركانها نافرة من قبيل: توحيد الألوهية، توحيد الاسماء والصفات، الولاء والبراء... كما تكشف قائمة الكتب المختارة في الموقع عن المرجعية الوهابية التي تستمد منها كتابات شيوخ الجهاد.

                                ما يلفت أن العنصر السعودي في التنظيمات القاعدية وباقي التشكيلات القاعدية الصغيرة بات مطلوباً ليس لضرورة تمويلية فحسب، بل ولمستلزمات قتالية، وإرشادية، وفقهية. فإلى جانب تزايد أعداد السعوديين وسط فرق الانتحاريين في سوريا، فإن ثمة حضوراً للمشايخ الوهابيين وسط الجماعات القاعدية المتناحرة في سوريا والعراق.

                                الشيخ عبد الله المحيسني، أحد كبار شيوخ الجهاد في بلاد الشام، قدم من بريدة وسط السعودية والتحق بركب المقاتلين في سوريا، وتنقّل بين الجماعات المسلّحة المرتبطة بشبكة القاعدة. وبعد نشوب القتال فيما بينها، تقدّم في 25 كانون الثاني الجاري بمبادرة عنوانها «مبادرة الأمة». يعدّ المحيسني أحد صقور التحريض على القتال في سوريا، وله خطب في مساجد المملكة تحرّض الشباب على الهجرة إلى دار الرباط في بلاد الشام، وذهب بنفسه للقتال، وكان يستنفر العلماء وطلبة العلم الشرعي للهجرة الى سوريا والقيام بواجب الدعوة إلى هداية السوريين. وكشف في خطبة له في أحد مساجد المملكة عن أن من بين المجاهدين أنفسهم من لا يصلي ولا يعرف أموره دينه، ولا بد من مجيء الدعاة لهدايتهم.

                                في مبادرته للصلح بين «داعش» و«النصرة» و«الجبهة الاسلامية» وغيرها من تنظيمات القاعدة يقول المحيسني «وقدِ التقيتُ جميع الأطرافِ المتقاتلةِ اليوم، وسمعتُ منهمْ تقارُباً في وُجَهاتِ النظرِ، وإقراراً بوجوبِ التحاكمِ إلى شرعِ الله». ويضيف: «وقد كان مما استبشرنا به ورأيناه علامة خير بإذن الله؛ أن حكيم الأمة: الشيخ المجاهد الدكتور أيمن الظواهري قد أصدر كلمته... يدعو إلى ما عزمنا على الدعوة إليه». وتضمنت بنود المبادرة ما يشير الى العقيدة الوهابية للمجموعات المعنيّة بها، وقال ما نصّه «قامَ إخوانُكم في مركزِ دعاةِ الجهادِ بترشيحِ عشرةِ أسماءٍ من شرعيّيْ الفصائلِ التي اعتزلتْ الفتنةَ، كصقورِ العزِّ والكتيبةِ الخضراءِ وكتائبِ جندِ الأقصى، وغيرِهم وهُمْ جميعاً مجاهدونَ مرضيوُ العقيدةِ فيما نحسبُهم...»، والعقيدة المرضي عنها هنا ليست شيئاً آخر غير الوهابية.

                                وذكر في البند التاسع أسماء الجماعات القاعدية المتقاتلة والمعنية بالمبادرة وهي: الدولة الإسلامية في العراق والشام - الجبهة الإسلامية - جيش المجاهدين - جبهة ثوار سوريا، جبهة النصرة. وكان المحيسني قد وجّه نداء في منتصف كانون الثاني الجاري الى «داعش» وعدد من الفصائل، وكان يقول إن القتال الدائر فيما بينها «قتال فتنة» ينبغي اعتزاله والنأي عنه. وقال إنّ «القتال اليوم في الشام بين الفصائل المجاهدة إنما هو قتال فتنة بين المسلمين».

                                ما يلفت أن «القاعدة» وتحت عناوين أخرى (النصرة وداعش والجبهة الاسلامية... وغيرها) باتت مكوّناً مقبولاً في التداول الاعلامي والديني اليومي. ولم تعد ظاهرة منبوذة أو ناشزة، لذلك يستنفر بعض المشايخ الوهابيين للدفاع عنها. الداعية المثير للجدل محمد العريفي لم يتردد في إعلان دعمه لتنظيم «داعش»، وإن تلطى خلف عناوين أخرى، حين رأى أن حملة الجيش العراقي على مقاتلي التنظيم استهداف للسنة في العراق، وخاصة في الأنبار. وقال في تغريدة له «ما يقع في أنبار العراق من أعظم المصائب». ودعا الى نصرة مقاتلي «داعش» وأيضاً بالتلطي خلف عناوين مخاتلة مثل «أهل السنة، وأهلنا في العراق»، واستعمال مفردات تحريضية من قبيل أن أهل الأنبار يتعرضون للقتل والتشريد والتجويع.



                                شنّ داوود الشريان، من على قناة «إم بي سي» لمالكها الوليد بن ابراهيم، هجوماً لفظياً مباغتاً على مشايخ الصحوة، وبالاسم مثل سلمان العودة، ومحمد العريفي، ومحسن العواجي. وكان ينطوي موقف الشريان على تهديد بأن هؤلاء المشايخ لن يفلتوا هذه المرة، بعدما أفلتوا من تجربتي أفغانستان والعراق.

                                في المقابل، أصدرت جمعية «حسم» للحقوق المدنية والسياسية بياناً في 27 كانون الثاني الجاري انتقدت فيه موقف الشريان، وعدته «محاولة تبرئة النظام السعودي من خروج الشباب السعودي للقتال في الخارج»، وحمّلت الجمعية النظام المسؤولية الكبرى، لأنه هو من صاغ التعليم وثقافة المجتمع وفرض عليه «آيديولوجيته المتطرّفة والإقصائية»، وبالتالي «حتى الأشخاص الذين تتهمهم السلطة بالتشدد هم نتاج مدرستها». وأرجعت الجمعية خلاف السلطة مع المشايخ معها «ليس لتشددهم، لكن لأنهم وجهوا تشددهم تجاه السلطة، لا تجاه المجتمع فقط كما أراد النظام».

                                في الأخير، إذا كان التطرف يتمثّل في شواء الجماجم أو تحويلها الى كرة تتقاذفها الأقدام، كما في فيديو كليب يظهر مقاتلي «داعش»، فإن الاعتدال يكون بحرق أجساد عناصر الأخيرة، كما تفعل «الجبهة الإسلامية» المدعومة تمويلاً وتسليحاً وتدريباً من السعودية.

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                أنشئ بواسطة مروان1400, 15-03-2024, 06:34 AM
                                ردود 2
                                21 مشاهدات
                                0 معجبون
                                آخر مشاركة مروان1400
                                بواسطة مروان1400
                                 
                                يعمل...
                                X