إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

(5) العلم في خدمة الدين!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (5) العلم في خدمة الدين!

    (5) العلم في خدمة الدين!

    بسم الله الرحمن الرحيم

    شهدت البشرية اكتشافات علميّة مذهلة في القرن الأخير، وتسارعت وتيرة التطور في مختلف المجالات العلمية بشكل غير مسبوق، واستفاد عامة الناس من بعض ذلك النتاج، بما في ذلك العلوم الطبيعية (كالفيزياء والفلك والأحياء) والتطبيقية (كالهندسة والصحة) والعلوم الشكلية والإجتماعية وغير ذلك..

    وكان للجهود الجبارة التي بذلها العلماء في هذه المجالات وسواها صدى إيجابي واسع على المستوى الإنساني، يقدّره كلّ عاقل، ويحاول الجميع الاستفادة من التقنيات المذهلة والخبرات العالية في مختلف مجالات الحياة الشخصية والعامة.

    وكان أن قدّم العلم الحديث لأهل الدين مادة غزيرة تضاف إلى كل ما عرفوه في هذا الكون ليتأملوا فيها ويتفكروا ويتدبروا فيما خلق الله تعالى، فيزيدهم ذلك إيماناً بالله تعالى أو تسليماً بقدرته أو اعتقاداً بعظمته، أو معرفةً بأسرار خلقه.
    وقد أرشد الله تعالى الناس في كتابه للتدبر في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء وما بث في الأرض من دابة، وجعل ذلك وغيره آيات يتفكر فيها العاقلون..

    فصار العلم بهذا المعنى خادماً للدين وأهله، فشكر المؤمنون هؤلاء العلماء على جهودهم كما شكرتهم الإنسانية جمعاء.

    ولم يكن الدين عموماً، والإسلامي خصوصاً وهو الذي يمثله مذهب آل محمد ع مدَّعياً أنه يقوم مقام كل العلوم في زماننا هذا زمن الغيبة، فإن أئمة الدين العالمون بتعليم الله تعالى مغيّبون عن مسرح الأرض ظاهراً، وما بين أيدي المؤمنين الآن هو علمُ وفِقه الضرورة الذي يُسَيِّرون به أمورهم، فلا يمنعهم هذا من الاستفادة من العلماء في كل فن وعلم.

    لكن العاقل لا يأخذ كل ما يطرح أمامه تحت عنوان (النتائج العلمية) أخذ المسَلَّمات دون تثبّت وتحقّق.
    لأن كل العلماء يقرون بأن ما توصلوا له ليس هو الحقائق العلمية المطلقة، فمعظم النظريات التي توصلوا لها هي نظريات قابلة للنقاش، وكم اندثرت خلال السنوات الاخيرة من نظريات كانت تعد بالامس القريب أشبه بالحقائق العلمية، وكم نشأت نظريات جديدة لم تخطر على بال الناس قروناً.

    ولا يُعدم الشغوف بالنظريات المئات منها والتي يسمع جديدها كل يوم..
    وكلما زادت المعرفة البشرية عن النفس والكون وقوانينه، كلما زاد الإقرار بأن ما خفي عنا أعظم مما عرفنا، وأنا كلما فتحنا باباً من أبواب العلوم كشف لنا عن أبواب جديدة كانت مجهولة تماماً لدينا..

    ويدرك العاقل تماماً أن هناك فرقاً كبيراً بين (الحقيقة) وبين (الفرضية) وبين (النظرية) وبين (القانون)، بل إن هناك اختلافاً بين العلماء في تعريف ومعايير كل واحدة منها..
    فسقوط الأجسام نحو الأرض هو (حقيقة)، تفسرها (نظرية الجاذبية) لنيوتن، ويختلف (قانون الجاذبية) عنهما معاً وفق المعادلة الرياضية المعروفة.

    - والمعروف أن الفرضية هي تفسير محتمل للحقائق لكنه يحتاج لإثبات.
    - والنظرية هي فرضية تطرح ضمن إطار متكامل يُعتقد أنه يكفي لإثباتها، ويعمل على دعمها بالحقائق والقوانين.. فإن تم ذلك فهي (نظرية علمية) وإلا لا تكون علمية، ورغم ذلك تبقى (النظرية العلمية) محتملة للصواب والخطأ، فقد يظهر مع مرور الوقت خطأ ما فيها يحتاج إلى تعديلها، وقد يظهر بطلانها من الأساس فتحل محلها نظرية جديدة وهكذا..

    فبينما يُعَدُّ اكتشاف جملة من الحفريات بصفاتٍ خاصة (حقيقة) لا تقبل النقاش، يُعَدُّ القول بأن هذه الحفريات ترجع لحيوانات تناسلت من بعضها فيرجع الإنسان والقرد إلى أبٍ أعلى شبيه بالقرد ثم يرجعان معاً وسائر الحيوانات إلى سمكة ! يعد هذا (فرضية) أو (نظرية) بأحسن حال، تفتقد إلى دليل وبرهان. فإن قام الدليل عليها صارت (نظرية علمية) وإن لم يقم بقيت نظرية بلا برهان.

    وبينما يعد القول بوجود عدد كبير من النجوم والمجرات وتحديد بعض خصائصها (حقائق علمية) يعد القول بأنها نتجت عن (انفجار كوني) (نظرية) يتوقف إثباتها على قيام الدليل والبرهان على ذلك..

    - لقد ساد الاعتقاد فترة طويلة أن الشمس في وسط مجرة درب التبانة مثلاً، ثم اندثر هذا القول.
    - وقد اعتقد العلماء طويلاً أن الكون يتألف من مجرتنا فقط.. ثم زادت الاكتشافات العلمية وصار الحديث يجري عن 100 ثم 200 ثم 400 مليار مجرة في مجال الرؤية فضلاً عما هو خارج عن مجال الرؤية..
    - وبعد ان كان الاعتقاد سائداً ان الكون تكون قبل 1.5 مليار سنة ساد الاعتقاد انه يزيد عن 13 مليار سنة..

    قد لا يكون أحدنا قادراً على الحكم بصحة أو بطلان هذه النظرية أو تلك..

    - وقد لا نعرف فعلاً هل أن عمر الكون يقرب من 13.72 مليار سنة ؟ أم أنه 12.5 مليار ؟ أم انه أضعاف ذلك كما يقول بعض العلماء ؟
    - وهل حصل انفجار كبير عند بدء خلق الكون أم لا ؟
    - وإن سلمنا: فهل هو الانفجار الاول ؟ او هو الاخير في سلسلة انفجارات نشأت من انكسار عظيم أهلك الكون السابق ؟
    - أم أن تكون الكون ينشأ بواسطة ما يسمونه الثقوب السوداء فيولد الكون أكواناً ؟ وهل هناك كون أم أكوان ؟
    - وهل (الكون) مسطح كما يقول جمع من العلماء اليوم ؟ ولو بمقدار ما تم اكتشافه ؟
    - وهل هذا الكون ثابت كما سبق وقيل ؟ أم لا يزال في حالة تمدد وتضخم كما يقول اغلب العلماء اليوم ؟ وهل سيستمر التمدد في التزايد كما يقول بعضهم ؟ أم ستنخفض سرعة التمدد ؟
    - وهل أن هناك سرعة تفوق 300 الف كيلومتر في الثانية فتسبق سرعة الضوء ؟ أو هل سيتم اكتشاف ما هو أسرع من ذلك في المستقبل ؟
    - وهل ستثبت صحة نظرية العالم ماكيوجو بأن سرعة الضوء كانت أكبر من ذلك ثم انخفضت ؟

    رغم كل ذلك.. فإننا نستفيد من أغلب الاكتشافات العلمية في المجال الإنساني والديني على السواء، ولا يزيدنا العلم الجديد إلا إيماناً ويقيناً.

    ونحن لا نريد أن نحصر تفسير النصوص الدينية بما يوافق الاكتشافات العلمية الحديثة، لأنا نظن أن النصوص الدينية أعمق بكثير من تفسيراتنا المتواضعة المتغيرة يوماً فيوم، فإن مصدر النصوص بحسب اعتقادنا هو خالق الكون المحيط به.

    ولا ننكر كذلك أن الكلمات في النصوص الدينية تتناسب مع العقل البشري بظاهرها، وقد يستفيد منها أهل كل زمان بما يتناسب مع زمانهم، لكن ليس لنا أن نربط جازمين بين فهمنا المحدد لهذه النصوص وبين الاكتشافات العلمية الحديثة، ولا أن نحصر المعنى المراد منها بما نفهمه فإن معناها العميق عند أئمة الدين عليهم السلام.

    وبعد الثورة العلمية الكبيرة في الغرب..
    ترَدّدَ صدى دعاة الإلحاد في الشرق مجدداً..
    وتَغلَّف بإطار عِلميٍّ حيث تبنى جملة من العلماء الإلحاد وروج له بعضهم وحارب الأديان وعدها منشأ الشرور في الدنيا!

    ولكن سرعان ما بان زيف هذه الدعاوى لمخالفتها للمعايير العلمية في الإثبات والنفي التي رسمها هؤلاء بأنفسهم، ولكثرة التناقض عند أصحاب هذه الدعاوى.

    وقد زعموا أن الأديان كلها لا تعتمد على الدليل في دعواها، ونسبوا لها الدعوة إلى تعطيل العقل والمنع عن البحث عن أي دليل ! وهي دعاوى كبيرة إثباتها على عهدة مدعيها.

    وهذه سلسلة من الأبحاث التي تناقش أفكار هؤلاء الملحدين، لا من جهة تخصصّاتهم العلمية، إنما يهمنا في ذلك بيان أمور:

    1. أن الدعوة للإلحاد في حقيقتها دعوة لترك العلم والتمسك (بالجهل)، إذ حقيقة مواقف أغلب الملحدين اليوم توصلهم إلى (اللا أدرية) وهي الإقرار بالجهل بعينه.
    2. أن الدعوة للإحاد تناقض (المعايير العلمية) في مختلف العلوم، وأن دعاة الإلحاد قد وقعوا في (تناقض رهيب) بين مناهجهم والنتائج التي تمسكوا بها.
    3. أن ما اعتمد عليه الملحدون أضعف بكثير مما عابوا على المؤمنين التمسك به، فالمؤمنون يستدلون بأدلة عقلية منطقية قد أنكرها الملحدون فيما وافقوا على ما هو أدنى منها بمراتب.

    ولا يخفى أن الملحدون وبعد فشلهم الذريع في الترويج ل(دينهم) الإلحادي، وبعد سعيهم لنشر نظرياتهم ودعواتهم أمام عامة الناس وتبسيطها بطريقة واضحة للعامة، ناقضوا أنفسهم تماماً حين دعوا إلى كفّ يد المؤمنين عن ساحة العلم، وكأن المؤمن قد فقد حقه الإنساني في التفكير والنظر في الأدلة لقبولها أو ردها.. فيما يحق لغير المؤمن ذلك فقط!

    إنها مصادرة بغيضة تكشف عن ضعف هائل في المنظومة الفكرية والمنطقية، بحيث يشجعون الناس على النظر في كلماتهم لتبنيها، أما من لا يتبناها من أهل الإيمان فيحجرون عليه البحث والنظر في الأدلة.. لكن الميدان.. يخضع للحجة والبرهان..

    والحمد لله رب العالمين
    24 محرم الحرام 1439 للهجرة

    شعيب العاملي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, 15-03-2024, 06:34 AM
ردود 2
22 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
يعمل...
X