إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المجتهد اخباري عند التحقيق! والاخباري مجتهد بعد النظر الدّقيق!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المجتهد اخباري عند التحقيق! والاخباري مجتهد بعد النظر الدّقيق!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة على أعدائهم إلى يوم الدين.

    كنا قد عرّجنا
    عَرَضَاً في موضوع سابق على طبيعة الخلاف بين المنهجين الأصولي والأخباري، وذكرنا أنه وإن كانت رقعة الاختلاف بين الفريقين واسعة إجمالاً إلا أنها لا تخرج أحدهما عن المذهب الحق، وأن واقع الاختلاف في بعض المسائل لفظي، وفي بعضها نظري، وفي بعضها غير ذي أثر، وما يبقى من أوجه اختلاف بينها له شواهد بين الطرفين ويشبه إلى حد كبير الاختلاف بين أساطين كل مدرسة من هذه المدارس.

    ورغم أن السائد في حوزاتنا العلمية هو المنهج الأصولي (الاجتهادي)، ورغم أنه لم يبق للمنهج الأخباري من رموز معاصرة.. فإن الحاجة إلى ما سطرته أيدي العلماء الأخباريين في فترات سابقة كما الحاجة الى ما أفاده الأصوليون تستدعي رد شبهة سقوط كل قولٍ للأخباريين مهما كان.. وهو ما ذهب إليه بعض من لم يدرك حقيقة الاختلاف وجوهره بين المنهجين.

    ورغم أن الاختلاف قد تجاوز في بعض مراحله الطابع العلمي فسالت دماءٌ بين الفريقين تورّط فيها بعض المتعصبين هنا أو هناك، من العلماء أو العوام، إلا أن لكلمات ومواقف رموز المدرستين في تلك المرحلة وما بعدها أثر كبير في توضيح حدود الاختلاف عند أهل العلم.
    وسنعرض ههنا شيئاً من تلك الأقوال التي قد تكون غريبة في مضمونها وقلما يطرحها أتباع المنهجين لأسباب وأسباب.

    الشيخ جعفر كاشف الغطاء
    يعد الشيخ جعفر كاشف الغطاء رمزاً من رموز المدرسة الأصولية، بعد أن سار على سنة أستاذه الوحيد البهبهاني، واشتد الصراع في أيامه بين النهجين الأصولي والأخباري بشكل كبير ووقع ما وقع بينه وبين الميرزا محمد الأخباري، أحد أكثر الطاعنين بالأصوليين.. فسعى الشيخ جعفر لنفيه ثم قتل الميرزا الأخباري بفتوى الشيخ موسى كاشف الغطاء وجمع من العلماء بعد وفاة والده الشيخ جعفر.
    هذه الأحداث التي بدأت بالطعن الشديد وختمت بإسالة الدماء صبغت الخلاف باللون الأحمر القاني حتى ظن المتابع أن لكل من الفريقين دينه الخاص به!! وكان لبعض كلمات الفريقين أثر في ذلك.. لكن الإنصاف يقتضي ملاحظة الكلمات بتمامها ليعرف موقف الطرفين..

    فمن كلمات الشيخ جعفر كاشف الغطاء: ..وبعد النّظر فى البين يظهر الرّجوع لكلّ منهما الى احد الثّقلين، فانّ المجتهدين ان لم يرجعوا الى الاخبار ولم يعولوا على ما روى عن النّبىّ صلّى اللّه عليه واله‏ والائمة الاطهار مرقوا عن الدّين ولم يوافقوا شريعة سيّد المرسلين، والاخباريّة ان لم يجتهدوا فى المقدّمات التي يتوقّف عليها فهم الاخبار والرّوايات خرجوا عن طريقة الاماميّة ولم يسلكوا مسلك الفرقة المحقة الجعفريّة، فمرجع الطّرفين الى ما روى عن سادات الثقلين، فالمجتهد اخباري عند التحقيق والاخباري مجتهد بعد النظر الدّقيق، ففضلاء الطرفين بلطف اللّه ناجون الواصلون الى الحقّ منهم والقاصرون، والجهّال المقصّرون والطاعنون على المجتهدين المشيدين لاركان الدّين هالكون (حق المبين في تصويب المجتهدين وتخطئة الإخباريين ص3)

    فهو وإن بيّن العديد من الأخطاء التي وقع فيها الأخباريون في كتابه المذكور، وعدّ بعضها أو جملة منها مخالفاً لضروري العقل والدين، إلا أنه برر ذلك لهم بسبق الشبهة، وحصر الهلاك بالمقصّرين والطاعنين، ونسب الآخرين منهم إلى النجاة..

    ثم تراه يصرح في غير مورد أن الأخباريين أصوليون من حيث لا يشعرون فيقول: ..و ان توهم الاخباريّون انهم على خلاف ذلك فهم مجتهدون من حيث لا يشعرون لكنهم عاملون على الظن من حيث انه ظن بزعم انه علم، والمجتهدون ومقلّدوهم لا يعملون به من جهة كونه ظنا بل من جهة اوله الى العلم، فهم واتباعهم العاملون بالعلم من حيث الحقيقة دون الاخباريّون ..(حق اليقين ص103)

    ويخلص إلى أن النتيجة في هذه المسألة وجملة من المسائل الأخرى واحدة من الناحية العملية، وان اختلفت نظرياً او اعتقاداً.. ويصرح بما يشبه ذلك أيضاً عند حديثه عن أصالة البراءة فيقول عن الأخباريين: ثم انّهم رضوان اللّه عليهم موافقون للمجتهدين غالبا بالحكم مخالفون بالاسم (حق اليقين ص12) ومثله في الصفحة 80، ومثله قوله: مع انّ الاجتهاد فى الحقيقة لازم على الطّرفين ومنكره مخالف فى الاسم دون الحكم (المصدر ص46)

    نعم تبقى كلمات قاسية موجهة إلى الأخباريين لا تستقيم مع كلامه هذا.. لكنه يوضح في غير مورد أن المراد منها قوم أدخلوا أنفسهم في المنهج الأخباري وأصحابه منهم براء.. فيقول:.. ومنها ما ذكره بعض من ادخل نفسه فى زمرة الاخباريّين وهم براء منه كالمجتهدين لابداعه في الدين وطعنه ولعنه لاعاظم المشيّدين لمذهب الائمّة الطاهرين ... (حق اليقين ص40)
    ويشير في مورد آخر إلى أن جمعاً من الحاسدين المذمومين قد مالوا إلى طريقة الأخباريين وأدخلوا أنفسهم فيهم وليسوا منهم ولا من الأصوليين (كما في ص67)


    الشيخ يوسف البحراني صاحب الحدائق
    على الضفة الأخرى يقف رمز من رموز الأخباريين.. الشيخ يوسف البحراني ليقول في حدائقه الناضرة ج1 ص167 وما بعدها:
    ..وقد كنت في أول الأمر ممن ينتصر لمذهب الأخباريين... إلا أن الذي ظهر لي بعد اعطاء التأمل حقه في المقام وامعان النظر في كلام علمائنا الأعلام هو اغماض النظر عن هذا الباب وارخاء الستر دونه والحجاب ، وإن كان قد فتحه أقوام وأوسعوا فيه دائرة النقض والابرام.
    ( أما أولا ) فلاستلزامه القدح في علماء الطرفين والازراء بفضلاء الجانبين كما قد طعن به كل من علماء الطرفين على الآخر ، بل ربما انجر القدح في الدين...
    ( وأما ثانيا ) فلأن ما ذكروه في وجوه الفرق بينهما جله بل كله عند التأمل لا يثمر فرقا في المقام...
    و ( أما ثالثا ) فلأن العصر الأول كان مملوءا من المحدثين والمجتهدين، مع أنه لم يرتفع بينهم صيت هذا الخلاف ، ولم يطعن أحد منهم على الآخر بالاتصاف بهذه الأوصاف ....
    وحينئذ فالأولى والأليق بذوي الايمان ، والأحرى والأنسب في هذا الشأن هو أن يقال : إن عمل علماء الفرقة المحقة والشريعة الحقة أيدهم الله تعالى بالنصر والتمكين ورفع درجاتهم في أعلى عليين سلفا وخلفا إنما هو على مذهب أئمتهم ( صلوات الله عليهم ) وطريقهم الذي أوضحوه لديهم ، فإن جلالة شأنهم وسطوع برهانهم وورعهم وتقواهم المشهور بل المتواتر على مر الأيام والدهور يمنعهم من الخروج عن تلك الجادة القويمة والطريقة المستقيمة ، ولكن ربما حاد بعضهم أخباريا كان أو مجتهدا عن الطريق غفلة أو توهما أو لقصور اطلاع أو قصور فهم أو نحو ذلك في بعض المسائل ، فهو لا يوجب تشنيعا ولا قدحا...
    ...ولم يرتفع صيت هذا الخلاف ولا وقوع هذا الاعتساف إلا من زمن صاحب الفوائد المدنية سامحه الله تعالى برحمته المرضية ، فإنه قد جرد لسان التشنيع على الأصحاب وأسهب في ذلك أي إسهاب ، وأكثر من التعصبات التي لا تليق بمثله من العلماء الأطياب...(انتهى كلامه)


    بعد عرض نماذج من كلامهما رحمهما الله ..
    وبالنظر إلى أن أعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه.
    وأن العاقل هو من يعتبر بغيره قبل أن يُعتبر به..
    لا بد من النظر في ما وقع فيه غيرنا من فتن وسالت به الدماء بين المؤمنين فنجتنبه.. ونعود إلى جذورنا فننبذ كل ما من شأنه أن يعيد مثل هذه الفاجعة أو يكرر مثل هذه الكارثة.. ونتعظ فلا نقع فريسة لما وقع فيه غيرنا.. ولا نجعل الفروع أصولاً ونحكم بها على سائر المؤمنين..
    بل يلزم علينا أن نحسن إدارة الاختلاف حتى مع من نتمايز عنه بأصول الدين والمذهب تسمى به وحاد عنه أم لم يتسم..
    وقد اقتصرت سيرة العلماء تبعاً للأئمة عليهم السلام على بيان الحق وإلقاء الحجة، ثم نفس بما كسبت رهينة.

    هذا ولم تكن هذه الفتنة فريدة في تاريخنا.. فها هو الشيخ حسين كاشف الغطاء ينقل لنا في عبقاته العنبرية صورة مؤلمة من صور كثيرة وقعت فيما عرف بفتنة (الزقرت والشمرت) وراح ضحيتها الكثير من المؤمنين في النجف خصوصاً والعراق عموماً واستمرت لحوالي قرن من الزمن..
    والمثير فيها هو كيفية قتل حاكم النجف في ذلك الوقت (عباس الحداد) في حجرة في الصحن العلوي المبارك، وهو المعين من قبل الشيخ موسى كاشف الغطاء بحسب ما ينقل الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، يقول: ... فقطع الخادم رأسه وملأ من دمه طشتا وجاء به هو وأصحابه وأتوا بخيار وخبز وجعلوا يأكلون ويغمّسون الخيار والخبز بذلك الدم!!!!

    فأي عصبية هذه التي أودت بأصحابها في هذه المهاوي وأردتهم في هذه المهالك ؟!
    ولمّا لم نعتبر في أيامنا تكرر ما يشبه هذه القصة المخزية في النجف قبل سنوات!
    فهل سنعتبر الآن أم سننتظر أن تستحكم الفتن فينا ونصبح طعمة لها ولكل متربّص ؟!

    اللهم احفظ شيعة آل محمد من كل سوء وفتنة وأصلح أمورهم آمين رب العالمين.

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

  • #2
    نحتاج لقراءة التاريخ قراءة متأنية

    تعليق


    • #3
      حبيبي المحقق العالم شعيب العاملي دام ظله
      بسبب تساقط الزعامات الدينية والقيادات اﻻسﻻمية على أرض السياسة وخنوعهم الذليل في في اخذ حقوق المظلومين والدفاع عن كرامة الأنسان يتجه الكثير من الشيعة في العراق الى تقليد المعصومين والرجوع الى منهج اﻻخبار

      فهل ترى ان السياسة وسياسة اﻵمر الواقع ستجعل المستقبل من نصيب اﻻخباريين ؟


      بسبب تساقط الزعامات الدينية والقيادات

      تعليق


      • #4
        تحقيق مفيد ومختصر ... جزيت خيرا اخينا العكريم ...

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

          الشيخ جعفر كاشف الغطاء
          يعد الشيخ جعفر كاشف الغطاء رمزاً من رموز المدرسة الأصولية، بعد أن سار على سنة أستاذه الوحيد البهبهاني، واشتد الصراع في أيامه بين النهجين الأصولي والأخباري بشكل كبير ووقع ما وقع بينه وبين الميرزا محمد الأخباري، أحد أكثر الطاعنين بالأصوليين.. فسعى الشيخ جعفر لنفيه ثم قتل الميرزا الأخباري بفتوى الشيخ موسى كاشف الغطاء وجمع من العلماء بعد وفاة والده الشيخ جعفر.
          هذه الأحداث التي بدأت بالطعن الشديد وختمت بإسالة الدماء صبغت الخلاف باللون الأحمر القاني حتى ظن المتابع أن لكل من الفريقين دينه الخاص به!! وكان لبعض كلمات الفريقين أثر في ذلك.. لكن الإنصاف يقتضي ملاحظة الكلمات بتمامها ليعرف موقف الطرفين..
          شعيب العاملي
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          فرق كبير بين طعن اللسان وطعن السنان

          فقد ذبحت على شاطئه مقولة

          نحن أصحاب الدليل اين ما مال نميل

          والأثنان عند رب العالمين

          فايهم قوله وفعله صحيح وايهم قوله وفعله سقيم

          الظاهر لنا في زمن التقية بين الشيعة اننا لن نعرف ذلك حتى نصل الى مرحلة

          فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد

          حفظ الله الموالين وابعد عنهم الفتن اجمعين وجمعهم تحت راية محمد واله الطاهرين فهم فقط و فقط المعصومين

          الهي امين

          تعليق


          • #6
            بوركت أيادي الفاضل الجليل شعيب العملي
            إن ما أوردتم من أخبار وحوداث مؤلمة وكبيرة قياساً بالاختلاف بين منهجين يصبان من رافد واحد
            وإني لأعجب كيف يكون هذا بين فئتين يدعيان أنهما من أتباع آل محمد
            الوسطية والاعتدال هي الحل وكل نفس بما كسبت رهينة ولا إكراه في الدين
            بوركتم للطرح الموفق
            دعواتي ووآبل امتناني فعلاً استفدت من هذا الموضوع

            تعليق


            • #7
              أتمنى أن تدخل إلى هذا الرابط عزيزي لتعلم جيداً الفرق بينهما وسوف أورد البعض منها حسبما جاء في ويكيبيديا
              http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%...8A%D9%88%D9%86


              الشيعة الأخباريون

              الدين : الإسلام
              الزعيم : الإمام الحجة ابن الحسن المهدي
              عدد المعتنقين : لا يتجاوز العشرات
              الأخباريون هم شيعة إثنا عشرية يرجع تاريخهم إلى عهد النبي صلّى الله عليه وآله والأخباريون تسمية تعود نسبتها إلى الخبر أي الذين يتبعون الخبر وإسمهم الأصلي هو المحدِّثون أي الذين يعملون بالحديث الصحيح من دون واسطة أو تقليد لأي من المراجع في هذا الإطار
              أصل التسمية تعود إلى زمن المعصومين عليهم السلام حيث روي في هذا المجال ما مفاده عن محمد بن سعد الكشي ، ومحمد بن أبي عوف البخاري، عن محمد بن أحمد ابن حماد المروزي، رفعه قال: قال الصادق عليه السلام: اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا، فإنا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا، فقيل له: أو يكون المؤمن محدثا ؟ قال: يكون مفهما، والمفهم محدث.
              وهم ينقسمون إلى قسمين :

              1 - الفقيه

              هو الذي روى الرواية مباشرة عن المعصوم ويشترط لكي يكون فقيهاً هو أن يكون ممن يروي ويحدث مباشرة عن المعصوم وذلك فيما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام فإنا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا ولكي يكون محدثاً يجب أن يكون مؤمناً مفهماً

              2 - المحدِّث

              هو المؤمن المفهم وهو الذي يأخذ الحديث عن المعصوم عبر الفقيه الذي هو الراوي والفرق بينه وبين الفقيه هو أنه لم يكن ممن عاش في عصر المعصومين وأخذ الحديث عنهم مباشرة ويلزم ان يكون كل فقيه محدِّثاً ولا يلزم أن يكون كل محدِّث فقيهاً كما أن الراوي عندما سأل الإمام الصادق قائلاً أو يكون المؤمن محدثا ولم يقل له أو يكون المؤمن فقيهاً وهذا تأكيد على ان التصنيف واضح في الرواية إلى قسمين وهذا يعني أنه لا فقهاء في عصر الغيبة الكبرى أي لا رواة أحاديث مباشرة عن المعصومين عليهم السلام وما يقال عن فقهاء اليوم فتسميتهم عند الأخباريين هي بما يتبناه الخط المخالف من منهج أصولي وغيره وتأكيداً لذلك ما روي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين (ع): قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سيأتي على الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الاسلام إلا اسمه، يسمعون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود.
              الفرق بين الأخباريين والأصوليين :
              قيل أن هناك فروقات صغيرة والبعض قال كبيرة ولقد أكدت الدراسة أن الفروقات جداً كبيرة بينهما على نطاقٍ واسعٍ حتى سفكت الدماء فيما بينهم فالأخباريون يحرمون التقليد لغير المعصوم والأصوليون يوجبونه والأخباريون يعتبرون مصادر التشريع هي الكتاب والسنة بينما عند الأصوليين أربعة وهي الكتاب والسنة والعقل والإجماع والأخباريون يستدلون بذلك في حديث الثقلين في قول النبي صلى الله عليه وآله : ( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) فاعتبروا أن العترة هي التي حفظت السنة فالتمسك بها هو التمسك بالسنة ولم يرد العقل والإجماع كمصدري تشريع وأيضاً ما ورد عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه قال: من دخل في هذا الدين بالرجال أخرجه منه الرجال كما أدخلوه فيه، ومن دخل فيه بالكتاب والسنة زالت الجبال قبل أن يزول.

              وقال أمير المؤمنين (ع) في وصيته لكميل أبن زياد : ( يا كميل هي نبوة ورسالة وإمامة وليس بعد ذلك إلا موالين متبعين أو منادين مبتدعين إنما يتقبل الله من المتقين يا كميل لا تاخذ إلا منا تكن منا ) وورد عن الإمام الصادق أنه قال إياكم و التقليد فإنه من قلد في دينه هلك ، إن الله تعالى يقول اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فلا و الله ما صلوا لهم و لا صاموا و لكنهم أحلوا لهم حراماً و حرموا عليهم حلالاً ، فقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون وبالنسبة للإجماع يعتبر الأخباريون أن الأصوليون تبنوا الإجماع وخرقوه بأنفسهم واختلفوا في الفتاوى والروايات أيضاً فضربوا ركناً عندهم من أركان مصادر التشريع وأما العقل فهو بنظر الأخباريين مصدر للتمييز وليس مصدر للتشريع والعقل لا يمكن ان يشرع عدد الصلوات الواجبة والعبادات فالتشريع يكون من المشرع الذي هو الله والأنبياء والرسل والأئمة وأما العقل دوره للتمييز ويعتبرون انه حسب الروايات بأن الدين لا يصاب بالعقول البشرية الناقصة ولا يمكن ان تكون العقول البشرية الناقصة مشرِّعاً مثلها مثل الله والعترة الطاهرة كما إختلفت الفرقتين في وجوب الخمس فرأى الأصوليون أنه واجب بينما الأخباريون يعتقدون بإسقاطه زمن الغيبة بإجازة وأمر من المعصوم حسب الروايات الواردة كما أن الأخباريين يحرمون إطلاق لقب آية الله العظمى ولقب الإمام وحجة الإسلام على مراجع الدين ويخالفون مبدأ ولاية الفقيه إن كانت مطلقة أو مقيدة بينما الأصوليون يجيزونها لفقهائهم والأخباريون يعتبرون أن تفخيذ الرضيعة دون الدخول لا يجوز ولم تصدر رواية فيه بينما عند الأصوليين جائز ذلك دون الدخول إن كان هناك عقداً شرعياً والأخباريون يعتبرون أن العمل الجهادي ساقط ولا يجوز في زمن الغيبة الكبرى كما ورد في الروايات بينما الأصوليون يجيزونه وكذلك يعتبر الأصوليون أن من يدعي رؤية ومشاهدة إمام الزمان كاذب ومفتر في عصر الغيبة الكبرى بحسب ما نصت عليه الروايات بينما الأصوليون يجيزونها والأخباريون يحرمون التطبير بينما الأصوليون بعضهم يجيزونه وطبعاً هذه عينة بسيطة عمن يقول أن الخلاف بسيط على عشرة أو على اربعين مسألة بينما الخلاف يشمل كثير من المسائل الجوهرية بين الطرفين ويستند الأخباريون على بعض ما تفضلنا به على الروايات ومنها هذه الرواية أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في (الاحتجاج) عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) في قوله تعالى: * (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) * (1) قال: هذه لقوم من اليهود - إلى أن قال: - وقال رجل للصادق (عليه السلام): إذا كان هؤلاء العوام من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما يسمعونه من علمائهم فكيف ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم؟ وهل عوام اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم - إلى أن قال: - فقال (عليه السلام): بين عوامنا وعوام اليهود فرق من جهة وتسوية من جهة، أما من حيث الاستواء فان الله ذم عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم، وأما من حيث افترقوا فان عوام اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح وأكل الحرام والرشاء وتغيير الأحكام واضطروا بقلوبهم إلى أن من فعل ذلك فهو فاسق لا يجوز أن يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين الله فلذلك ذمهم، وكذلك عوامنا إذا عرفوا من علمائهم الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على الدنيا وحرامها، فمن قلد مثل هؤلاء فهو مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم، فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم، فان من ركب من القبايح والفواحش مراكب علماء العامة فلا تقبلوا منهم عنا شيئا ولا كرامة، وإنما كثر التخليط فيما يتحمل عنا أهل البيت لذلك، لأن الفسقة يتحملون عنا فيحرفونه بأسره لجهلهم ويضعون الأشياء على غير وجهها لقلة معرفتهم، وآخرون يتعمدون الكذب علينا ليجروا من عرض الدنيا ما هو زادهم إلى نار جهنم، ومنهم قوم (نصاب) لا يقدرون على القدح فينا، يتعلمون بعض علومنا الصحيحة فيتوجهون به عند شيعتنا، وينتقصون بنا عند نصابنا، ثم يضيفون إليه أضعاف وأضعاف أضعافه من الأكاذيب علينا التي نحن براء منها، فيتقبله المستسلمون من شيعتنا، على أنه من علومنا، فضلوا وأضلوا وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش يزيد على الحسين بن علي عليه السلام وأصحابه، فإنهم يسلبونهم الأرواح والأموال، وهؤلاء علماء السوء الناصبون المتشبهون بأنهم لنا موالون، ولأعدائنا معادون، ويدخلون الشك والشبهة على ضعفاء شيعتنا فيضلونهم ويمنعونهم عن قصد الحق المصيب، لا جرم أن من علم الله من قلبه من هؤلاء القوم أنه لا يريد إلا صيانة دينه وتعظيم وليه لم يتركه في يد هذا المتلبس الكافر، ولكنه يقيض له مؤمنا يقف به على الصواب، ثم يوفقه الله للقبول منه، فيجمع الله له بذلك خير الدنيا والآخرة، ويجمع على من أضله لعنا في الدنيا وعذاب الآخرة. ثم قال: قال رسول الله: (أشرار علماء أمتنا: المضلون عنا، القاطعون للطرق إلينا، المسمون أضدادنا بأسمائنا، الملقبون أضدادنا بألقابنا، يصلون عليهم وهم للعن مستحقون، ويلعنونا ونحن بكرامات الله مغمورون، وبصلوات الله وصلوات ملائكته المقربين علينا عن صلواتهم علينا مستغنون).
              الخلاف الدموي بين المدرستين :
              فمن كتاب ( العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية ) للشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء يؤكد على تحريضه الناس لقتل أَبو أَحمد محمّد بن عبد النّبيّ بن عبد الصّانع النّيسابوري الخراسانيّ المعروف ب" ميرزا محمّد الأخباري وقد حرَّض الناس والسلطة لقتله ومما روي أيضاً

              سنة 1232هـ ـ 1816م......

              في هذه السنة توجه ستة عشر رجلاً من النجف إلى الكاظمية قاصدين قتل الميرزا محمد بن عبد النبي عبد الصانع النيشابوري الهندي الأكبر آبادي المشهور بالأخباري.

              قال شيخنا محمد حرز الدين: حدثني الثقة من آل كبة البغداديين أن هؤلاء الستة عشر كان يقدمهم رجل من أعيان بيوت النجف، ولما وصلوا الكرخ استمالوا المجاورين لدار الميرزا بالمال، ثم تسلقوا عليه ليلاً وأضرموا النار لإرهابه لكي يخرج فيقتلوه، فدخل غرفته، ثم ثقبوا عليه سطح الغرفة وألقوا فيها نفطاً وناراً، فخرج مرعوباً إليهم، فقتلوه، واستبيح جميع ما في داره من الكتب وصار معظمها في النجف.

              وقال شيخنا كان عالماً مرتاضاً محققاً في علم الرمل والجفر، وألف في علم الحرف كتباً كثيرة. أقام في إيران في عصر السلطان فتح علي شاه القاجاري المتوفى في سنة 1250هـ. وكان مقدماً عند السلطان لقصة تروي هي أن القائد الروسي اشبختر دخل رشت وجيلان بجيشه وتجاوز أشرف، ولم يكن للسلطان قوة على دفع القائد الروسي، فأشار عليه بعض وزرائه بالاستعانة بعلم أبي أحمد الميرزا الأخباري، وبسبب تدبير الميرزا انتصر السلطان على الروس وقتل قائدهم وهزم جيشهم، فاشتهر الميرزا في طهران بأنه ساحر، وصار السواد الأعظم يشيرون إليه بالبنان بأنه ساحر السلطان ـ وهذا ديدن السواد يعبرون عما يجهلونه من العلوم بسحر أو ما شاكله ـ ثم ضايقه الناس في إيران بالتهديد والتوعيد، مع إفتاء المفتي بقتله، فقدم العراق وأقام في بلد الكاظمية، وصارت له المنزلة العظمى عند والي بغداد داود باشا، ولما نقل الوالي دبّروا قتله.

              قال وقد رأيت له مؤلّفين في النجف في علم السيمياء والرمل، وكتاب ناقص في الجفر والحرف، رأيتهما سنة 1311هـ وقد صار هذا الكتاب الناقص عند الشيخ حسين الفارسي، وقال الشيخ حسين هذا: إن جدي كان مع القوم حينما هجموا على الميرزا محمد الأخباري.

              ( تاريخ النجف الأشرف- ج 2/محمد حرز الدين ) طبعاً هذا غيض من فيض .
              الفِرَق الأخبارية :
              إختلفت الفرق الأخبارية فيما بينها إلى شيخية وإلى أتباع آل عصفور وأتباع أحمد البصري المعروف بإبن كاطع وتلميذه حيدر مشتت وإلى الإحسائيين والقميين وإلى ما يسمون أنفسهم الأخباريون الجدد وبواقع الحال فإن معظم هؤلاء إنتهجوا واقعاً المنهج الأصولي بمبدأ الإعتراف بالإجتهاد مما جعلهم ينحون ناحية المدرسة الأصولية بلباس أخباري وأما أحمد البصري المعروف بإبن كاطع وتلميذه حيدر مشتت فلقد قتل الأستاذ تلميذه وهما يدعيان أنه كل واحد منهم هو اليماني فلذلك لم نعد نلمس وجود أخباريين بالمعنى الصحيح لهذا الإسم كما كان عليه الثقة الكليني والشيخ الصدوق .
              أعلام الأخباريين :
              - علي بن إبراهيم القمي

              2 - الشيخ الكليني صاحب كتاب الكافي

              3 - الشيخ النعماني صاحب كتاب الغيبة

              4 - الشيخ الصدوق

              المبدأ الأساسي لمعرفة الأخباري اليوم :
              الأخباري الحقيقي يختلف عن الفِرق التي تدعي الأخبارية والفروقات هي :

              1 - عدم إيمانه بكل ما جيء في الكتب الأربعة وأما الفِرق الأخبارية الأخرى ترى صحة كل ما ورد في الكتب الأربعة

              2 - يعتبر الأخباري أن الشيخ المفيد كان ممن تلاعب بالشريعة وأما الفِرق الأخبارية الأخرى تمدحه

              3 - يعتبر الأخباري أن الشيخ الصدوق هو وشيخه أبو الوليد أخطئا بإعتبار قمة الغلو في نفي السهو عن النبي ويعتبرون ذلك رأياً ضالاً ولكنهم ينقلون رواياته فقط من دون الأخذ برأيه ضمن الرواية التي تقول عن الإمام عليه السلام خذوا ما رووا وذروا ما رأوا .

              4 - يعتبر الأخباريون أن راية اليماني راية ضلال وهي مذمومة وقد وضع الكذابون رواية بمدحه بينما هناك أدلة على ذم كل راية قبل ظهور القائم عليه السلام بينما الفِرق الأخبارية الأخرى تمدحه

              5 - يعتبر الأخباريون أن لا رأي في الدين ولا إجتهاد في ذلك حتى لو اصابت الفتوى ما يقوله المعصوم فعن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير ، قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ( ولا سنته ) فننظر فيها ؟ فقال : لا أما أنك إن أصبت لم توجر ، وإن أخطأت كذبت على الله بينما الفِرق الأخبارية الأخرى ترى عكس ذلك

              6 - يفتخر الأخباريون أن عددهم نادر جداً ويعتبرون فرقتهم الناجية عن الحسين بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن أحمد الصفواني ، عن مروان بن محمد السنجاري ، عن أبي يحيى التميمي ، عن يحيى البكاء ، عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، والباقون هالكون ، والناجون الذين يتمسكون بولايتكم ، ويقتبسون من علمكم ، ولا يعملون برأيهم ، فاولئك ما عليهم من سبيل

              عن علي بن محمد الخزاز في كتاب ( الكفاية ) في النصوص على عدد الأئمة ( عليهم السلام ) عن الحسين بن محمد بن سعيد ، عن محمد بن أحمد الصفواني ، عن مروان بن محمد السنجاري ، عن أبي يحيى التميمي ، عن يحيى البكاء ، عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ستفترق امتي على ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة منها ناجية ، والباقون هالكون ، والناجون الذين يتمسكون بولايتكم ، ويقتبسون من علمكم ، ولا يعملون برأيهم ، فاولئك ما عليهم من سبيل . فيفتخرون بأنهم أقلية لمدحهم المروي في كثير من الروايات والآيات بينما الفرق الأخبارية الأخرى والأصولية تفتخر بكثرتها وتكاثرها معتبرة أن هذا دليل الحق .

              7 - يجد الأخباريون أنه لزاماً عليهم ممارسة التقية وأما باقي الفرق الأخبارية لا تعتبره لزاماً إلا للضرورة .

              طبعاً هناك فروقات أخرى ونكتفي إلى هذا المقدار .

              تعليق


              • #8
                إيهما أفضل، المسلك الأصولي أم الاخباري؟


                ( القسم : توجيهات )

                السؤال :

                السلام عليكم شيخنا العزيز الغالي

                هل التقليد واجب ام الاخباريه واجب ايهما افضل معا شرح التفاصيل؟

                ارجوكم سماحة الشيخ العزيز
                علي من العراق






                الجواب :

                بسم الله الرحمن الرحيم
                الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

                جواب المكتب:

                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                ـ هناك رواية "تأمر "بالرجوع الى رواة الحديث . لماذا؟ لأنهم يفقهون ما يروون لذا هم قادرون على استخراج الحكم الشرعي من تلك الروايات. من يروي الحديث يكون عارفا به أي متفقها فيه و إلا يكون إرجاع المُكلف إليه من قبل الإمام محض عبث وجلّ الامام المعصوم عن ذلك. فهل كل الناس في ذلك العصر كانوا رواة للحديث؟ فإذاً هناك نخبة وفئة خاصة أرجع الإمام المعصوم إليها غيرهم وهم اولائك الذين يروون الحديث رواية دراية وفقه.

                يقول المتعنت المقصود هو الرجوع الى أحاديثهم. ونقول لو كان هذا المقصود لكان النص يقول إرجعوا الى أحاديثنا. فلماذا أرجعنا إلى رواة الحديث مباشرة؟

                عندما يأمرنا الله تعالى بالرجوع إلى الرسول في أحكام الشرع فهذا يعني الإرجاع اليه بصفته المبيّن للأحكام والشارح لها والعارف بها.

                في الغيبة الصغرى كان رواة الحديث هم الفقهاء لأنهم يفقهون ما يروون ويعرفون معنى ما يروونه ومناسبته وظرفه فيتمكنون من الإدلاء بالحكم الشرعي.


                كلمة الامام "فللعوام أن يقلدوه" تعني أنّ الامام بصدد بيان الصنف الذي يجوز للمكلف الرجوع إليه من الفقهاء. لمّا كان أمر المرجعية بهذا الخطر فقد تصدى الامام المعصوم عليه السلام بنفسه إلى تشخيص مواصفات الفقيه الذي يرجع اليه المكلف. فحتى لو قلنا أنّ الدليل في كلام الإمام العسكري عليه السلام يفيد الجواز فهذا تجويز في زمن حضور الإمام وذلك لأنّ الامام عليه السلام لم يكن الاتصال به متعذرا على العوام تماما وإنما كان هناك صعوبة في إمكانية التواصل مع الامام في تلك الفترة العصيبة ولذا في زمن الغيبة الصغرى حيث تعذر على العوام تماما الاتصال المباشر بالإمام فقد صدر "الأمر "بالرجوع إلى رواة الحديث فهم القادرون على إعطاء الحكم الشرعي لانهم يفقهون ما يروون فإذا ما أضفنا ذلك إلى السيرة العقلائية خلصنا إلى وجوب رجوع العامي للفقيه ولو بقاعدة الضرورة وتلك قاعدة يقرها الاخباري.

                إذا أردت أن تعرف مدى صحة نظرية ما فانظر إلى مدى واقعيتها في حيز التطبيق ومدى انطباقها على الواقع.

                نظرية عدالة الصحابة عندما تذهب لتبحث عن مدى انطباقها على الواقع فإنك تجد البون شاسعا بين النظرية و الواقع

                الامر ذاته فيما يتعلق ببعض عناصر النظرية الاخبارية فإنك ستلحظ عدم انطباقها على الواقع العملي.

                مثلا يجتهدون ولا يسمون ما يصلون إليه من رأي فقهي اجتهادا. غير أنك تجدهم يختلفون في آرائهم الفقهية والاختلاف أمارة الاجتهاد.

                لماذا لايمكن أن نقول عن المعصومين مجتهدين؟ لانهم لا يختلفون.

                لا يقولون بوجوب التقليد بل بعضهم يحرمه لكنك تجد أتباعهم يُلزمون أنفسهم بتقليد مشايخ الاخبارية كالشيخ يوسف البحراني والحر العاملي والاسترابادي بل إنّ تشبثهم بالمسلك الإخباري قائم على نظرية التقليد والمتابعة.

                تجد عوامهم يجرون أصل البراءة في كثير من مستجدات العصر بدون أن يقروا به.

                في الواقع الأصولي لم يلغِ المنهج الاخباري بل أبقى عليه ولكن لأنّ طبيعة العلم هي طبيعة توسعية هذا مالم يتمكن الاخباري من تقبله. تستطيع أن تقول أنّ كل أصولي إخباري لأنّ الاصوليين لم يلغوا المنهج الاخباري كما يتوهم العوام وإنما استبقوا عليه وسدوا مافيه من ثغرات علمية بحيث غدت عملية الاستنباط أكثر دقة وعلمية ومتانة.

                الرفض للمنهج الاصولي نشأ من وهم مفاده أنّ هذا علم جاء عن طريق العامة. ما قيمة هؤلاء الضياطرة؟ كل علوم الشريعة أسسها الشيعة

                هذا الالتباس وقع لأنه لم يتم التفريق بين تدوين الشيعة لهذه العلوم واستخدامهم لها. رجال العامة كمالك وأبي حنيفة كان لهم اتصال بالامام الصادق وحضروا حلقات درسه واتصلوا برجال الشيعة فأخذوا عنهم تلك العلوم وبالتأكيد خلطوها بشيء من أباطيلهم ولكونهم لم يكونوا يؤمنون بالمعصوم فقد شرعوا في استخدامها. أما الشيعة رغم انهم دونوا تلك العلوم الا أنهم لم يستخدموها لانهم لم يكونوا بحاجتها لكون المعصوم حاضرا بينهم.

                في عصر الغيبة قد احتاج الشيعة لتلك العلوم في عملية الاستنباط فاستخدموها. والاصوليون قدموا أدلة على كون مبانيهم في الاستنباط شرعية صحيحة أصّل لها المعصومون عليهم السلام ويمكنك ملاحظة ذلك في كتبهم التي ردوا فيها على الاخباريين. يمكن أيضا للأصولي أن يتهم الاخباري بأنّ مسلكه مأخوذ عن العامة لأنّ مباني مدرسة أهل الحديث من المخالفين تشابه إلى حد كبير مباني المدرسة الاخبارية عندنا.

                فيما يتعلق بالشيخ الحبيب فمن يلاحظ جيدا منهجه يجده يجمع بين مسلك الإخباريين والأصوليين فيُغلّب العمل وفقا لمبنى أحدهما بحسب ما يقتضيه المقام ويفرضه المنهج العلمي.

                في الواقع ما يفرض وجوده في النهاية هو الدليل العلمي سواءا مالت كفته إلى جانب المسلك الإخباري أو الأصولي.

                نلفت انتباهكم إلى أنّ الشيخ يوصي بتقليد سماحة آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله حيث يرى فيه الأعدلية والأعلمية
                http://sheikh-alhabib.com/question/index.php?id=2087
                التعديل الأخير تم بواسطة مفترق طرق; الساعة 12-12-2013, 08:04 PM.

                تعليق


                • #9
                  قال الإمام رواة أحاديثنا فما معنى رواة أحاديثهم ؟
                  فهل هناك في مصطلح اللغة العربية أن الراوي تعني المجتهد ؟
                  فمثلاً اب
                  و بصير من رواة الأحاديث لأهل البيت والرجوع إليه كثقة محدث حديثهم لأنه يدخل ضمن علم الرجال أو الجرح والتعديل
                  وهنا عندما يقول المعصوم ارجعوا إلى رواة أحاديثنا فيها إشارة إلى نقطتين وهما :
                  1 - ان لا تأخذوا ممن لا يروي حديثنا وفيها كيفية معرفة الراوي الصادق من الراوي الكاذب لأن الراوي الكاذب لا يمكن أن يصنف ضمن رواة أحاديثهم لأنه بكل بساطة يكذب ولا يروي حديثهم كما قالوه عليهم السلام
                  2 - وأما النقطة الثانية فيها إشارة للحديث لأن عبارة رواة أحاديثنا فيها إشارة للعودة إلى الحديث عبر هذا الراوي الثقة

                  تعليق


                  • #10
                    وأما ما روي من هذه الرواية فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه
                    فللأسف هذه على الأصوليين وليست لصالحهم والسبب
                    أولاً : هذه الرواية مقتطعة كجزء من رواية تذم التقليد المتبع الآن ولم يجرؤ الأصوليون في وضع هذه الرواية كاملة في باب إستدلالهم على حلية الإجتهاد عندهم
                    ثانياً : الرواية مرسلة عند الأصوليين وهم لا يأخذون برواية مرسلة
                    ثالثاً : الفقهاء هنا يعني الراوي الذي روى أحاديثهم وقد أشار الى ذلك الشيخ الحر العاملي الأخباري لذلك في كتابه المعتمد وسائل الشيعة وقد بيناه أيضاً في مشاركتنا السابقة عن معنى الفقيه وقد أشار الحر العاملي عن المقصود في ت
                    قليد الراوي أي بأخذ الرواية عنه
                    رابعاً والأهم : الرواية تقول
                    فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه، حافظا لدينه مخالفا على هواه، مطيعا لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه
                    وعبارة فللعوام أن يقلدوه مخيرة وليست إلزامية أي أن الإمام خيِّر الناس بين أن يقلدوا الفقيه وبين أن لا يقلدو
                    ه ولو كانت إجبارية لقال
                    وعلى العوام أن يقلدوه بينما هنا يقول فللعوام أن يقلدوه أي مخيَّر فله أن يقلد أو أن
                    يترك تقليدهم ومن هذا الباب نجد المعصوم قد خيَّر العوام بالتقليد لو سلمنا جدلاً أن التقليد على مفهوم الأصولي هو صحيح بينما الأصوليون حتى في هذه القاعدة خالفوا الحديث اليتيم والمرسل الذين تمسكوا به حيث نقرأ في رسائل المراجع هذه الفتوى :
                    عمل العامي من غير تقليد ولا احتياط باطل
                    إذاً هنا المرجع الأصولي حتى في هذه قد خالف المعصوم فالمعصوم قد خيَّر المقلِّد بالتقليد بينما المرجع الأصولي أوجب عليه التقليد

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      وتحية لجميع الاخوة المشاركين

                      الاخ العارف المتأله
                      لما كان الله سبحانه وتعالى قد أكمل دينه وأناط أمر شريعته بكوكبة من كُمَّل خلقه هم المعصومون أنبياءً وأئمةً، وجب على الناس اتباعهم بما يمثلونه من خلافة إلهية على الأرض، فكان الاتباع مطلقاً بحدود صلاحياتهم وحجمها.

                      وقد شاءت الظروف أن نعيش في زمنٍ حُرِمنا فيه من رؤية إمام عصرنا في الظاهر وإن كان هو الراعي لنا في الواقع، وابتليت الأمة ببلاءات لا يمكن لغير المعصوم أن ينتشلها منها، وتوجّه المسلمون للعلماء الذين يحتملون في حقهم القيام بهذا الدور وتحمّل الأمانة..
                      وقد بذل هؤلاء العلماء قديماً وحديثاً وإلى يومنا هذا كلَّ جهد ممكن في سبيل القضية التي يؤمنون بها، لكن أموراً عدة منعت من تحقق الثمار المرجوة منها الظروف التي عاكستهم وخالفتهم كما عاكست وخالفت الأنبياء والأئمة من قبلهم..

                      ولما كانت بعض شرائح الأمة قد أخطأت وتوقعت من العلماء ما توقعته من المعصوم أصيبت بخيبة أمل لما لم يصدق الواقع تطلعاتهم، فتولّدت عندهم حالة سلبية تجاه جملة من أهل العلم ممن لم يقصروا في أداء ما يمكنهم، وغفلوا عن أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.

                      ورغم ذلك، لا بدّ وأن تدرك الأمة أن كمالها وخلاصها لا يتم إلا على يد منقذ البشرية الموعود عجل الله فرجه، لكن هذا لا يعفينا من أن نسعى سعينا ونؤدي تكليفنا في زمن الغيبة كما أداه من سبقنا، بإصلاح أمرنا وتوحيد صفنا وكلمتنا ورأب صدعنا، والشفقة والرحمة بأنفسنا وأهلنا.. كل هذا بعد تقوى الله والتوكل عليه..

                      والرجوع للعلماء هو رجوع لأخبار آل محمد عليهم السلام في واقع الأمر، فإنهم من يأخذ العلوم من روايات العترة الطاهرة ويميز صحيحها من سقيمها وعامها من خاصها بحسب وسعهم، وليس في هذا المقدار فرق بين المنهج الأصولي أو الاخباري، بمعنى أن الذي كان يرجع لعلماء الاخباريين كانوا يخبرونه بالحكم الذي توصلوا اليه من الروايات إما بلسان الرواية أو بلسانهم هم، بعد إعمال القواعد المعتمدة لأخذ الروايات وقبولها.

                      نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم هذه الأمة بأن يوفقها لطاعته فتستحق رضوانه..
                      والحمد لله رب العالمين

                      شعيب العاملي

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        الاخ شيعي اخباري
                        لقد أدرجتَ نصوصاً من موسوعة ويكيبيديا تتضمن الكثير مما ينبغي الوقوف عنده، من حيث تضمنها لمغالطات والتباسات كثيرةً جداً، سواء في تاريخ المنهجين والقواعد العامة التي يلتزم بها كل واحد منهما، أو في الأمور الفرعية التي ذكرت كفروقات بين المدرستين..
                        ولا يمكن في هذه العجالة التعرض لها جميعاً، فنكتفي بالتعليق على بعضها كنموذج ليتضح حال الباقي منها..
                        على أن من الأفضل ان تذكروا الفكرة التي تنشدونها بشكل محدد ليتمكن الزائر من الوصول اليها بيسر وسهولة.

                        ومن ذلك على سبيل المثال:

                        1. يظهر من الكلمات عدم إحاطة بما يذهب إليه الأصوليون من معنى الاجتهاد والتقليد، فإن الخلاف في أغلب الاحيان بينهم وبين الأخباريين لفظي، فالتقليد عندهم هو رجوع الجاهل إلى العالم، وهو منهج عقلائي يسير عليه البشر في كل زمان ومكان ولم يكن حال الشريعة مختلفاً عنهم في ذلك حينما أمضته وأقرته.
                        فعمدة أدلة التقليد هي السيرة العقلائية الممضاة، ويكفي لإمضائها عدم الردع عنها مع كونها سيرة البشر في كل زمان ومكان..
                        وما يذكر من النصوص إنما يكون من باب التأييد والارشاد او بيان عدم الردع او الامضاء، وإن تم شيء قطعي منه كدليل مستقل ينضم إلى هذا الدليل، وعليه فلا يرد شيء من الإشكالات على وجوب التقليد.

                        على أن ما ذمّته الروايات هو التقليد لمن أحلّ حراماً أو حرّم حلالاً، ولمن اتبع الآراء الخاصة كقياس ابي حنيفة وغيره، وليس في ذلك مذمة للأصوليين.
                        ويظهر ذلك جلياً في الرواية التي نقلت في نفس المصدر وفرّقت بين الرجوع لمن علم كذبه من العلماء وتكالبه على الدنيا وركوبه مركب علماء العامة فنهت عن الرجوع إليهم، وبين من كان من صائناً لنفسه حافظاً لدينه.. فأمرت بالرجوع إليهم، وفي هذا يستوي الطرفان.

                        2. إن الإجماع عند علماء الإمامية قاطبة هو اتفاق جماعة يعلم دخول المعصوم فيهم فتكون حجية الإجماع تامة إن كان كاشفاً عن قول المعصوم عليه السلام وإلا فلا، وعليه يندرج هذا الدليل في السنة الشريفة في واقع الأمر، ولكن الإجماع طريق لمعرفته ليس أكثر، وليس كالإجماع عند العامة. وهو عملياً ذكر السبب (الإجماع) وإرادة المُسبَّب (قول المعصوم).

                        3. يقر الأصوليون كما الأخباريون بأن للعقل حدوداً يتوقف عندها، فبعد أن أدركنا أصول الاعتقاد بالعقل، نقول أن ما يمكن للعقل أن يدركه بشكل قطعي في الأحكام الشرعية يكون حجة من جهة التلازم بين حكم العقل القطعي وحكم الشرع، ويقرون في الوقت نفسه بأن العقل لا يدرك جزئيات الأحكام الشرعية ولا يختلفون بذلك عن الأخباريين.

                        4. بعض المسائل الفقهية التي نسبت للاصولين والاخبارين لم تكن دقيقة او لم يذكر الوجه فيها بشكل صحيح..
                        فما ذهب إليه أغلب الأصوليين مثلاً إن لم يكن كلهم من عدم سقوط الخمس في زمن الغيبة يتوافق مع ما ذهب إليه أكثر الأخباريين أيضاً، وذلك لا يرجع لإنكار روايات أهل البيت كما قيل، بل تمسكاً بأدلة أخرى أقوى منها تثبت وجوب الخمس حتى في زمن الغيبة، وقصور أدلة الإسقاط عن إثباته، ومن ثم وجهوا تلك الروايات بما لا يتعارض مع الادلة الثابتة الدالة على وجوب الخمس.
                        وما قيل من التزام الأصوليين أيضاً بولاية الفقيه غير دقيق، فإن الرأي المشهور عندهم مخالف لهذا القول، وأكثرهم لا يلتزمون فيها بأكثر من الأمور الحسبية، ويصرح أكابرهم أنها بمعنى نفوذ التصرف لا الولاية الحقيقية كولاية النبي والإمام عليه السلام.

                        هذه نماذج بسيطة مما لزم التعليق بها على ما نقلتم..

                        والحمد لله رب العالمين

                        شعيب العاملي

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي
                          بسم الله الرحمن الرحيم

                          الاخ شيعي اخباري
                          لقد أدرجتَ نصوصاً من موسوعة ويكيبيديا تتضمن الكثير مما ينبغي الوقوف عنده، من حيث تضمنها لمغالطات والتباسات كثيرةً جداً، سواء في تاريخ المنهجين والقواعد العامة التي يلتزم بها كل واحد منهما، أو في الأمور الفرعية التي ذكرت كفروقات بين المدرستين..
                          ولا يمكن في هذه العجالة التعرض لها جميعاً، فنكتفي بالتعليق على بعضها كنموذج ليتضح حال الباقي منها..
                          على أن من الأفضل ان تذكروا الفكرة التي تنشدونها بشكل محدد ليتمكن الزائر من الوصول اليها بيسر وسهولة.

                          ومن ذلك على سبيل المثال:

                          1. يظهر من الكلمات عدم إحاطة بما يذهب إليه الأصوليون من معنى الاجتهاد والتقليد، فإن الخلاف في أغلب الاحيان بينهم وبين الأخباريين لفظي، فالتقليد عندهم هو رجوع الجاهل إلى العالم، وهو منهج عقلائي يسير عليه البشر في كل زمان ومكان ولم يكن حال الشريعة مختلفاً عنهم في ذلك حينما أمضته وأقرته.
                          فعمدة أدلة التقليد هي السيرة العقلائية الممضاة، ويكفي لإمضائها عدم الردع عنها مع كونها سيرة البشر في كل زمان ومكان..
                          وما يذكر من النصوص إنما يكون من باب التأييد والارشاد او بيان عدم الردع او الامضاء، وإن تم شيء قطعي منه كدليل مستقل ينضم إلى هذا الدليل، وعليه فلا يرد شيء من الإشكالات على وجوب التقليد.

                          على أن ما ذمّته الروايات هو التقليد لمن أحلّ حراماً أو حرّم حلالاً، ولمن اتبع الآراء الخاصة كقياس ابي حنيفة وغيره، وليس في ذلك مذمة للأصوليين.
                          ويظهر ذلك جلياً في الرواية التي نقلت في نفس المصدر وفرّقت بين الرجوع لمن علم كذبه من العلماء وتكالبه على الدنيا وركوبه مركب علماء العامة فنهت عن الرجوع إليهم، وبين من كان من صائناً لنفسه حافظاً لدينه.. فأمرت بالرجوع إليهم، وفي هذا يستوي الطرفان.

                          2. إن الإجماع عند علماء الإمامية قاطبة هو اتفاق جماعة يعلم دخول المعصوم فيهم فتكون حجية الإجماع تامة إن كان كاشفاً عن قول المعصوم عليه السلام وإلا فلا، وعليه يندرج هذا الدليل في السنة الشريفة في واقع الأمر، ولكن الإجماع طريق لمعرفته ليس أكثر، وليس كالإجماع عند العامة. وهو عملياً ذكر السبب (الإجماع) وإرادة المُسبَّب (قول المعصوم).

                          3. يقر الأصوليون كما الأخباريون بأن للعقل حدوداً يتوقف عندها، فبعد أن أدركنا أصول الاعتقاد بالعقل، نقول أن ما يمكن للعقل أن يدركه بشكل قطعي في الأحكام الشرعية يكون حجة من جهة التلازم بين حكم العقل القطعي وحكم الشرع، ويقرون في الوقت نفسه بأن العقل لا يدرك جزئيات الأحكام الشرعية ولا يختلفون بذلك عن الأخباريين.

                          4. بعض المسائل الفقهية التي نسبت للاصولين والاخبارين لم تكن دقيقة او لم يذكر الوجه فيها بشكل صحيح..
                          فما ذهب إليه أغلب الأصوليين مثلاً إن لم يكن كلهم من عدم سقوط الخمس في زمن الغيبة يتوافق مع ما ذهب إليه أكثر الأخباريين أيضاً، وذلك لا يرجع لإنكار روايات أهل البيت كما قيل، بل تمسكاً بأدلة أخرى أقوى منها تثبت وجوب الخمس حتى في زمن الغيبة، وقصور أدلة الإسقاط عن إثباته، ومن ثم وجهوا تلك الروايات بما لا يتعارض مع الادلة الثابتة الدالة على وجوب الخمس.
                          وما قيل من التزام الأصوليين أيضاً بولاية الفقيه غير دقيق، فإن الرأي المشهور عندهم مخالف لهذا القول، وأكثرهم لا يلتزمون فيها بأكثر من الأمور الحسبية، ويصرح أكابرهم أنها بمعنى نفوذ التصرف لا الولاية الحقيقية كولاية النبي والإمام عليه السلام.

                          هذه نماذج بسيطة مما لزم التعليق بها على ما نقلتم..

                          والحمد لله رب العالمين

                          شعيب العاملي

                          الأخ شعيب العاملي
                          تقول : فالتقليد عندهم هو رجوع الجاهل إلى العالم، وهو منهج عقلائي يسير عليه البشر في كل زمان ومكان ولم يكن حال الشريعة مختلفاً عنهم في ذلك حينما أمضته وأقرته.

                          أولاً هذا ليس كلام لمعصوم بل كلامك وتتبناه المدرسة الأصولية
                          فنرد عليكم من مفهومكم فلو طبقنا هذا القول أنه
                          رجوع الجاهل إلى العالم، وهو منهج عقلائي يسير عليه البشر في كل زمان ومكان
                          فتكون عليك وليست لك لأن العالم هو المعصوم
                          ولو سلمنا أن المراجع هم متعلمون من منهل أهل البيت فيقال لهم متعلمون على سبيل النجاة لأنه مهما بلغ أحدنا من علم يبقى متعلم ولن يقال له العالم بل المتعلم فالعالم هو المعصوم بقول أمير المؤمنين عَنْ كُمَيْلِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ:-
                          " أَخَذَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِي فَأَخْرَجَنِي إِلَى نَاحِيَةِ الْجَبَّانِ، فَلَمَّا أَصْحَرْنَا جَلَسَ ثُمَّ تَنَفَّسَ ثُمَّ قَالَ:-
                          " يَا كُمَيْلُ بْنَ زِيَادٍ الْقُلُوبُ أَوْعِيَةٌ فَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا، وَاحْفَظْ مَا أَقُولُ لَكَ: النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَمُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِقٍ، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيحٍ، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَئُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ.

                          وعن أبو سلمة قال سمعت أبا عبد الله ع يقول يغدوا الناس على ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء فسئلوه عن ذلك فقال نحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء.

                          إذاً عودة الجاهل إلى العالم أي عودة الناس إلى المعصوم الذي هو العالم الذي لم ينقصه أي علم فلا يحتاج إلى أحد من البشر والكل محتاج إليه وإلى علومه .

                          وتقول :

                          على أن ما ذمّته الروايات هو التقليد لمن أحلّ حراماً أو حرّم حلالاً، ولمن اتبع الآراء الخاصة كقياس ابي حنيفة وغيره، وليس في ذلك مذمة للأصوليين.


                          يا ليتك قرأت النصوص كاملة فهناك نصوص كثيرة تذم الرأي والإستحسان والقياس وأول ما يبادر أحد بسؤالك عن مسألة شرعية تسأله بدايةً من تقلَّد لأقول لك الجواب على رأي مقلدك فإذاً رأي مقلده يختلف عن رأي مقلدك وهذه كلها ذمها المعصوم حتى وإن أصاب الرأي قول المعصوم بقوله عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن مثنى الحناط ، عن أبي بصير ، قال : قلت لابي عبدالله ( عليه السلام ) : ترد علينا أشياء ليس نعرفها في كتاب الله ( ولا سنته ) فننظر فيها ؟ فقال : لا أما أنك إن أصبت لم توجر ، وإن أخطأت كذبت على الله

                          إذاً حتى لو رأيك أصاب قول الإمام فلا أجر فيه .

                          نكمل فتقول :

                          إن الإجماع عند علماء الإمامية قاطبة هو اتفاق جماعة يعلم دخول المعصوم فيهم فتكون حجية الإجماع تامة إن كان كاشفاً عن قول المعصوم عليه السلام وإلا فلا، وعليه يندرج هذا الدليل في السنة الشريفة في واقع الأمر، ولكن الإجماع طريق لمعرفته ليس أكثر، وليس كالإجماع عند العامة. وهو عملياً ذكر السبب (الإجماع) وإرادة المُسبَّب (قول المعصوم).


                          وهذا مناقض لما نراه عند المنهج الأصولي فالأحكام عندكم تختلف من تلميذ لأستاذه فأين الإجماع على النصوص إذا كان المخرج للفتوى مخالف لفتوى أستاذه بل ويأخذه الزهو أنه نقض علم استاذه علمياً فكيف يلتزم هؤلاء بإجماع النصوص ويختلفون في اصدار الأحكام فيها حتى زال الإجماع وقال عنه الخوئي إن الإجماع لا يساوي شسع نعلٍ عنده .

                          ثم تقول :

                          يقر الأصوليون كما الأخباريون بأن للعقل حدوداً يتوقف عندها، فبعد أن أدركنا أصول الاعتقاد بالعقل، نقول أن ما يمكن للعقل أن يدركه بشكل قطعي في الأحكام الشرعية يكون حجة من جهة التلازم بين حكم العقل القطعي وحكم الشرع، ويقرون في الوقت نفسه بأن العقل لا يدرك جزئيات الأحكام الشرعية ولا يختلفون بذلك عن الأخباريين.

                          هذا الكلام غير صحيح لأن العقل دوره دور ادراكي تمييزي فالعقل يدرك الكتاب والسنة ويميز بين الحق والباطل أما أنتم لقد جعلتموه من مصادر التشريع الأربعة مثله مثل الكتاب والسنة ولعمري لو كان العقل مصدراً للتشريع لإستطاع ان يعرف ان صلاة الصبح ركعتين والظهر اربعة وغيرها من الأمور التشريعية من دون الرجوع إلى الكتاب أو السنة فجعلتموه مصدر تشريع وهو في الواقع دوره إدراكي وتمييزي لا تشريعي وفي ذلك روايات مستفيضة .

                          ثم تقول :

                          بعض المسائل الفقهية التي نسبت للاصولين والاخبارين لم تكن دقيقة او لم يذكر الوجه فيها بشكل صحيح..
                          فما ذهب إليه أغلب الأصوليين مثلاً إن لم يكن كلهم من عدم سقوط الخمس في زمن الغيبة يتوافق مع ما ذهب إليه أكثر الأخباريين أيضاً، وذلك لا يرجع لإنكار روايات أهل البيت كما قيل، بل تمسكاً بأدلة أخرى أقوى منها تثبت وجوب الخمس حتى في زمن الغيبة، وقصور أدلة الإسقاط عن إثباته، ومن ثم وجهوا تلك الروايات بما لا يتعارض مع الادلة الثابتة الدالة على وجوب الخمس.


                          حسناً آتنا برواية واحدة تقول أن الخمس واجب على الشيعة في عصر غيبة الإمام وأشدد على عبارة عصر غيبة الإمام مقابل أن هناك عشرات الرويات تسقط الخمس عن الشيعة وقد إلتزم بها معظم المتقدمين من كبار الأخباريين والأصوليين إلى فترة غير بعيدة من الزمن
                          فاثبت لنا العكس برواية صحيحة توجيب الخمس علينا في عصر الغيبة .

                          وكذلك أجد أيضاً عليّ لزاماً أن تثبت لي أنه يجوز الإستمتاع بالرضيعة وتفخيذها فمن أي رواية أتيتم بها وما هو مصدرها وبما أنكم إعتمدتم على أن العقل مصدر تشريعي فأي عقل يقبل بتفخيذ مثل هذه الرضيعة مثلاً




                          والحمد لله رب العالمين

                          شيعي اخباري

                          الملفات المرفقة

                          تعليق


                          • #14
                            أهلا بكم شيخنا العاملي
                            حياك الله وبياك
                            عودة ميمونة
                            ومباركة
                            والشكر والثناء إلى الأخوة
                            المشاركين
                            في هذا البحث
                            ففيه الفائدة على كل حال
                            وفقكم الله ورعاكم

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة شيعي اخباري

                              حسناً آتنا برواية واحدة تقول أن الخمس واجب على الشيعة في عصر غيبة الإمام وأشدد على عبارة عصر غيبة الإمام مقابل أن هناك عشرات الرويات تسقط الخمس عن الشيعة وقد إلتزم بها معظم المتقدمين من كبار الأخباريين والأصوليين إلى فترة غير بعيدة من الزمن
                              فاثبت لنا العكس برواية صحيحة توجيب الخمس علينا في عصر الغيبة .

                              [/SIZE][/FONT]
                              اعتقد هناك رويات كثيره حول دفع الخمس
                              وان ما جاء في توقيع من الامام صاحب الامر اباح الخمس لشيعته لتطهير ولادتهم فاعتقد انه يخص سهمه صلوات الله عليه

                              فاذا كان الخمس محرم على الشيعه فمن الذي يدفع لفقراء الساده والصدقه محرمه عليهم ؟
                              وقوله تعالى يبين المستحقين للخمس (( واعلموا فانا غنمتم من شيء فان لله خمسه والرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ))
                              فعلى من يريد تحريم الخمس ان ياتي بروايه صريحه عن ال محمد عليهم السلام تجوز اسقاط الخمس كله . كما اوضحت الايه بشكل صريح المستحق للخمس

                              والله اعلم.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X