في الحقيقة لقد كتب البعض الكثير عن موضوع اتهامهم بزنا عائشة والعياذ بالله وكتب البعض مواضيع دفاعية عن ذلك ومن الذين كتبوا عن مواضيع خيانة عائشة الجنسية وتراجعوا عن ذلك هو الأخ راغب الذي حمَّلني أمانة كتاب موضوع يؤكد على ندامته في الوقوع بهذا الخطأ ليس حباً أو كرامةً لعائشة بل هو حباً وكرامةً لرسول الله صلى الله عليه وآله ولذلك أجد أن هذا الموضوع بمثابة تصحيح ما يجب تصحيحه فنضع هذا البحث في ميزان أهل المعرفة راجين منه رضا الله سبحانه وتعالى على ان لا يدخل المغرضين في هذا الموضوع أبداً وعلى اسم الله أبدأ
أولاً هل الكتاب المنسوب لعلي بن ابراهيم هو فعلاً له ؟
الجواب قطعاً لا لأن في كتاب الكافي ينقل الكليني روايات في تفسير القرآن عن علي ابن ابراهيم متناقضة مع كتاب تفسير علي بن ابراهيم نفسه مما يدل على أن صاحبه ليس هو علي بن إبراهيم وأما الكتاب ظهر قبل ولادة المجلسي بزمن صغير ولم يكن منتشراً أو موجوداً قبل ذلك .
ثانياً : لو سلمنا جدلاً بأنه لعلي بن ابراهيم فهل يمكننا الاخذ
بتلك الرواية ؟
الرواية لا بد أن تكون واردة عن أحد المعصومين عليهم السلام
ثم لا بد لها أن تكون بسند موجود أقله ومتنٍ صريح فالرواية هذا نصها :
قال علي بن إبراهيم في قوله (ضرب الله مثلا) ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبديْن من عبادنا صالحيْن فخانتاهما) فقال: والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة، وليقيمنَّ الحد على فلانة في ما أتت في طريق وكان فلان يحبها، فلما أرادت أن تخرج إلى ... قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوّجت نفسها من فلان
فالرواية هنا تشير وتؤكد على أن علي بن ابراهيم هو الذي يقول لأنها بدأت بقال علي بن إبراهيم ونحن نعلم ان التأويل هو محصور بالنبي وأهل بيته فلا يحق لعلي بن ابراهيم أن يقوم بتأويل آية من نفسه بل هذه الرواية لأكبر دليل بأن الكتاب ليس اصلاً لعلي بن ابراهيم فصاحب الكتاب لو كان لعلي بن ابراهيم فلا يمكن ان يقول عن نفسه قال علي بن إبراهيم وكذلك لا يمكننا معرفة من دلس اصلاً على علي بن ابراهيم ولا اعتقد بأنه ايضاً لتلميذه وإلا لقال حدثني علي بن ابراهيم وكذلك الرواية لم تصرِّح بإسم عائشة أو طلحة أو حتى المكان وقد يقول البعض تقية فنسأل هنا سبحان الله ففي الكتاب المنسوب لعلي بن ابراهيم كيلاً من الشتائم لأبي بكر وعمر ولم يحرص على التقية فلماذا بهذه حرص أوليس الأَولى ان يقتدي به اللندني فيحرص ايضاً على ذلك ؟
وقد يقول البعض بأن المجلسي ذكر انها عائشة والبصرة وطلحة ومن هنا نسأل من أخذ عن من ؟؟
فإذا كان المجلسي اخذ عن ذلك التفسير وهو الحق فكان عليه ان يضعه كما هو لا ان يكتب استنتاجاته هو بأن المقصود في الرواية هم عائشة وطلحة والبصرة وإذا كان بالكتاب الذي أمامنا قد محيت اسماء عائشة والبصرة وطلحة فهذا يعني الكتاب الذي بين ايدينا رغم ما ذكرناه فيه من انه كتاب غير معروف المصدر ولا معروف صاحبه ولا أصلاً روايته تلك منقولة عن المعصوم وبالتالي حتى كتاب التفسير المنسوب لعلي بن ابراهيم فيه روايات تقول بأن القرآن محرَّف وقد تم إكتشافه متأخراً قبل مجيء المجلسي بقليل رغم تعليقه عليه بأنه من المستحيل ذلك عن علي بن ابراهيم فنزيدعليها ان هذا الكتاب رغم هذه العلل وقعت يد التحريف به بإلغاء اسماء ونقص وزيادة مما يجعلنا متيقنين انه غير معتمد عليه للتحريف الذي إعتراه ورغم ذلك الرواية ركيكة جداً يعني طلحة يريد ان يرتكب جريمة بأن يتزوج بإمرأة النبي المحرم ان يتزوجها في القرآن فهل يغص في مسألة سؤاله لها عن انها لا يجوز ان تخرج من دون محرم والله انها لنكتة العصر فيتضح لنا بأن طلحة في هذه المسألة انه كان حريصاً بالصغيرة وغير مبالي بالكبيرة وهذا يعني انه يشرب البحر فيجيز الزواج من امرأة النبي ويغص في ساقية في سؤاله اياها عن حرمة خروجها من غير محرم !!
كما اننا لم نجد سنداً فيها يتصل بالمعصوم بل اصلاً لا يوجد فيها معصوم كما لا توجد لها روايات موافقة كي نلتزم بالقرائن فيكون كل ذلك لا طائل منه ولا يسمى دليل .
ثم هذا يؤكد لنا بأن طلحة وعائشة حريصين على الحلال وإلا لقال لها نزني وهل الزاني ستفرق معه ان كانت هي معها محرم او لا وكان الأولى له ان يسألها قبل ان ينطلقا من المدينة وليس قبل وصولهما الى طريق البصرة قبل القتال بساعات ومن ثم اذا كان الحرص بأن نساء النبي لا يحق لأحد ان يتزوجهن بعده فالأولى حينها بأن لا يسأل طلحة عن الحلال والحرام في مسألة عدم خروجها مع محرم طالما سيقوم هو بأفظع من ذلك الا وهو الزواج منها كما انه لم تشير الرواية الى حصول دخول بل عقد الزواج قبل ساعات من الحرب حتى وإن كان عقداً غير صالح فهذا لا يعني انه قد دخل بها أي زنا فأين الدليل على انه دخل بها لأنه ليس كل عاقد للزواج يدخل بزوجته والدليل ان الزواج كان بمثابة وجود محرم معها حسب الرواية المكذوبة وهذا كمن يعقد على انثى لهدف أن تحرم مثلاً عليه امها فإسمه زواج ولكن لم يشر الى الدخول ابداً .
ثالثاً : هل قول إبن عباس حجة ؟
فيما يخص ما رواه ابن عباس فهذا ليس دليلاً ولا يمكن تبنيه لأنه لم يصدر عن معصوم كما ان رأي ابن عباس مأخوذ عن مصادر اهل العامة فلا يعتد بكتبهم وكذلك لخلو الحديث من السند حتى لو كان قائله ابن عباس وإذا كان إبن عباس لم يقبل اللندنيون بكلامه لأنه لم ينقل عن المعصوم فكيف تقبلون بكلام علي بن ابراهيم والرواية تقول قال علي بن ابراهيم ولم تقل قال المعصوم فلماذا باؤكم تجر في علي بن ابراهيم وباؤنا لا تجر في ابن عباس فهل المسألة عندكم مزاجية ؟
إذاً نرفض المقولتين لأنهما لم يصدرا عن المعصوم
رابعاً : رواية الكافي هل تكفي للإستدلال بها ؟
تقول الرواية
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: فما تقول في مناكحة الناس فإني قد بلغني ما.
تراه وماتزوجت قط، فقال: وما يمنعك من ذلك؟ فقلت: ما يمنعني إلا أنني أخشى أن لا تحل لي مناكحتهم فما تأمرني؟ فقال: فكيف تصنع وأنت شاب، أتصبر؟ قلت: أتخذ الجواري قال: فهات الآن فبما تستحل الجواري؟ قلت: إن الامة ليست بمنزلة الحرة إن رابتني بشئ بعتها واعتزلتها، قال: فحدثني بما استحللتها؟ قال: فلم يكن عندي جواب.
فقلت له: فما ترى أتزوج؟ فقال: ما ابالي أن تفعل، قلت: أرأيت قولك: ما ابالي أن تفعل، فإن ذلك على جهتين تقول: لست أبالي أن تأثم من غير أن آمرك، فما تأمرني أفعل ذلك بأمرك؟ فقال لي: قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج وقد كان من أمر امرأة نوح وامرأة لوط ما قد كان، إنهما قد كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي إنما هي تحت يده وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه قال: فقال لي: ما ترى من الخيانة في قول الله عزوجل " فخانتاهما " ما يعني بذلك إلا الفاحشة وقد زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فلانا، قال: قلت: أصلحك الله ما تأمرني أنطلق فأنزوج بأمرك؟ فقال لي: إن كنت فاعلا فعليك بالبلهاء من النساء قلت: وما البلهاء قال: ذوات الخدور العفائف.
سؤالنا هنا هل كل فاحشة هي زنا ؟
بالطبع لا
فلو قرأنا سيرة إمرأة لوط من القرآن نجدها بأنها كانت تدل قوم لوط على ضيوف النبي لوط وهذا ما جعل عملها يقال له فاحشة فإذاً ليس من الضرورة أن نلبس كلمة فاحشة الى الزنا والمقاربة هنا التي للأسف لم يلتفت اليها اللندني هي في قوله عن عائشة ( فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي إنما هي تحت يده وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه )
فإذاً عائشة لم يكن حالها كحال زوجتي نوح ولوط لأنها كانت تحت يد رسول الله وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه وهذا يزكيها ظاهراً من فعلة الفاحشة التي قامت بها زوجة لوط في ارشاد قوم لوط الى ضيوف زوجها فإذاً عائشة حسب ظاهرها في هذا الحديث كانت تحت يد رسول الله وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه .
الآن قد يقول البعض بأن عائشة تعني بذلك انها مؤمنة فأقول الاقرار شيء بظاهر الفعل يختلف عن الايمان بباطنه فالايمان هو بالقلب والاقرار هو بالظاهر اي باللسان والجوارح الظاهرة والذي يهمنا ان الحديث أكد لنا ان عائشة غير امرأتي لوط ونوح من حيث تجنبها للفاحشة التي ليست من الضروري اسمها زنا فللفاحشة أبواب كثيرة .
خامساً : هل هناك شهود على الزنا ؟
كلا فقول علي بن ابراهيم هو غير حجة لأنه شاهد واحد والمسألة تحتاج اربع شهود وعلي بن ابراهيم اصلاً ليس بشاهد لأنه لم يكن موجوداً في وقت عائشة فتسقط البينة .
نعم لو قالها المعصوم فالمعصوم لا يحتاج كلامه إلى شهود وإقرار وكذلك رب العالمين لا يحتاج ذلك .
سادساً : هل الأدلة القرآنية كافية ؟
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ
فهل هذه أدلة ؟
كلا ليست ادلة فالآية الاولى يقول وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا فإذاً الله يضرب مثلاً للمؤمنين بإمرأة فرعون التي قالت ربي ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ فأين قوله هذا مقابل الزنا في طلب إمرأة فرعون بأن يبني الله لها بيتاً في الجنة إذا كانت سياق الايات كما يدعي اللندني مخصصة بالزنا من ناحية وحفظ الفروج من الزنا من ناحية أخرى ولم نجد في ضرب المثل عن آسية أي نوع يحاكي موضوع الزنا وأما مريم فتكلم القرآن عن صبرها في الحفاظ على عفتها في ظل اتهام الناس لها بعكس ذلك
فهل يلزم بذلك ان نقول ان امرأتي لوط ونوح زانيتان فهل إذا انا قلت بأن هذا المنتدى جميل فهل يعني ان باقي المنتديات غير جميلة ؟؟
وأما قوله تعالى :
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ
فالتقوى هي اعلى درجات من الايمان وشيء طبيعي اذا اردتن ان تكونوا مميزات وليس احد مثلكن فعليكن بالتقوى وهذا لا يعني ان وجدت نساء للنبي غير تقيات يعنى بذلك انهن زانيات فليست كل من هي ليست تقية تعتبر زانية .
الاية الثالثة : يا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ
لقد أكدنا سابقاً ان الفاحشة ليست بالضرورة زنا ومسألة الزنا حتى عند الكافرين لم يكن ان يبينوها يعني من كل عقلك يا لندني أن الله عز وجل يقول كل زنا بيِّن أي ظاهر سيضاعف العذاب لها وإذا كان غير بيِّن مخفي فجزاها الله خيرا مثلاً ؟؟؟
بالتأكيد لا فالفاحشة المبينة اي التي يقع فيها البيان وعليها بيِّنة أو دليل وهذا لا علاقة له فقط بالزنا بل مطلق فاحشة ان لم يكن هناك دليل فيكون افكاً .
وأما اية وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ
فلا اعرف ما علاقة التبرج بإثبات الزنا على عائشة فعائشة نعم تبرجت والتبرج هو الظهور الغير شرعي بين الرجال ولم تقر بيتها صحيح ولكن هل هذا دليل زنا ؟؟؟
سابعاً : هل دفاعنا عن رسول الله هو دفاعاً عن عائشة ؟
كلا فدفاعنا عن النبي لا يعني بأننا نقول بإيمان عائشة ونحن نعلم أن وقوف عائشة في وجه أمير المؤمنين لهو أعظم العظائم ولكن من هنا نسأل بأنه هل يترتب آثار سيئة إذا إمرأة النبي ارتدت عن دينها بسمعة النبي ؟
الإجابة كلا لا يترتب أي آثار سيئة عليه
سؤال آخر
هل يترتب آثار سيئة إذا إمرأة النبي زنت بسمعة النبي ؟
الإجابة نعم يترتب
قد يسأل البعض بأن إرتدادها هو أكبر من زناها فمن ترتد فلن يصعب عليها أن تزني ؟؟
فهنا نبيَّن أنها لو لم تكن من نساء النبي لما تدخلنا بالموضوع أصلاً لأن هذا بحد ذاته فضيحة تسيء للنبي وقد يقول البعض ما علاقة النبي وهو غير مسؤول عن تصرفاتها فليس هو من فعل فاحشة الزنا ولا تؤثر عليه الفضيحة فأجيب من القرآن فالله عز وجل يقول :
قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون واتقوا اللّه ولا تخزون
يعني قال لهم لوط: إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحوني، وخافوا عقاب الله، ولا تتعرضوا لهم، فتوقعوني في الذل والخزي والهوان بإيذائكم لضيوفي
هذا هو معنى الآية انه فلا توقعوني بالذل والخزي والهوان وهذا ما لا يليق بحق نبي كلوط وقد خسف الله بهم الارض قبل ان يفعلوا ذلك حفاظاً على كرامة وسمعة النبي لوط وهو غير مسؤول عن تصرفاتهم ولكن عبَّر عنه النبي لوط بأن ذلك فضيحة وخزي له فكيف يمكن أن نسمح بذلك في حق كرامة وسمعة نبينا افضل الأنبياء والخلق وأنتم تريدون أن تضعوا وصمة عار على جبين النبي فإن كان الله عز وجل قد قام بالتدخل لكي لا ينفضح لوط في قضية ضيوفه فكيف بكم في موضوع زوجة نبيه صلى الله عليه وآله لا يتدخل الله ؟
فهل كرامة لوط عند الله أهم من كرامة رسولنا الأكرم ؟؟
ثم آية أخرى لعل الله عز وجل يرشد هؤلاء الى الحق
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)
إذاً هنا الخطاب يشير الى كل نساء النبي لمجرد ان يسألوهن متاعاَ اي طعاماً ليأكلوه فلم يكن هناك ستار حينها أو حجاب فأمر الله عز وجل أن يسألوهن متاعاً من وراء حجاب حتى لا يدخل الرجال الى أماكن النساء لأخذ الطعام لأن ذلك يؤذي رسول الله والآن أنتم تؤذون رسول الله فالنبي كان يؤذى إذا دخل الرجال الى أماكن النساء لأخذ الطعام ولم يقل إلا عائشة فتستطيعون أن تسألوها متاعاً من دون حجاب فالخطاب هنا يشير لكل النساء والأذى قد يلحق بالنبي رغم ان النبي ليس طرفاً في الموضوع يعني هو لا يمثل هؤلاء الرجال الذين يدخلون بيته ان اخطؤوا ولا هو يمثل نساءه إن أخطأن والدليل بقوله ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚولم يقل أطهر لقلب النبي ورغم ذلك فأن النبي ليس طرفاً ولكن ذلك يؤذيه لمجرد عدم وجود حجاب أو ساتر بين الرجال ونسائه من دون إستثناء فكيف لا تؤذون رسول الله وأنتم تدعون اكبر من ذلك فتقولون ان زوجة النبي زنت ومن دون بينة ؟؟؟
ألا يؤذي ذلك رسول الله ؟
فإن كان رسول الله يتأذى لمجرد عدم وجود ساتر وأن الرجال يدخلون الى اماكن النساء لأخذ طعامهم فكيف لا يتأذى اذا اتهمتم احدى زوجاته بالزنا ؟؟
نحن لا ندافع عن عائشة فدفاعنا عن رسول الله رغم ان في اية لوط من يفعل الفاحشة ليس لوط وهو غير مسؤول عن فعل قوم لوط ولكن هو سيتأذى وقال لا تفضحون وأنتم الآن تفعلون نفس الشيء ومن ثم تبررون ان النبي غير مسؤول عن تصرفاتها ومن ثم لو تنزَّلنا فرضاً فرضاً عن كل ذلك وقلنا بأن الرواية الوحيدة المكذوبة التي اتيتم بها عن علي بن ابراهيم صحيحة فأين قال في الرواية ان عائشة زنت بل اتحداكم بأن تأتوا برواية عندنا نحن الشيعة تقول ان عائشة زنت وأريد كلمة زنت وليست كلمة فاحشة لأن كلمة فاحشة لها العديد من المصطلحات ومن القرآن وأحاديث اهل البيت ان احببتم نستطيع ان اضع لك عدة معاني اشار اليها اهل البيت لكلمة الفاحشة .
فهاتوا لي دليلاً واحداً بأن عائشة زنت حتى لو كان مصدرها عندنا ضعيف شرط ان تكون من مصدر شيعي .
وأنا متأكد لن تجدوا فإذاً على أي مبدأ تريدون ان تفضحون وتؤذون رسول الله ؟
ألا تخافوا الله في مشاعر النبي وأنتم ليس عندكم حديث واحد يصرح بزناها ؟
فإن كان دخول الرجال على عائشة وعلى نسائه غير عائشة ليطلبوا طعاماً يؤذي النبي فكيف لو قلتم له يا رسول الله اننا نتهم زوجتك بالزنا ويا ليت ذلك موجود في مصادرنا الشيعية لأن مصادر السنة ليس لنا شغل بها والتي يعتمد عليها صاحبكم اللندني في اثبات زنا عائشة
فعن علي بن سويد السايي ، قال : كتب إلي أبو الحسن
( عليه السلام ) وهو في السجن : وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك ، لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا ، فانك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين ، الذين خانوا الله ورسوله ، وخانوا أماناتهم .
اذاً ياسر اللندني اتبع خطوات الخائنين وأخذ دينه عنهم ولو سألته هل عندك دليل شيعي بأن عائشة زنت سيقول لك ان دليلنا من كتب البكريين وأتحداكم بأن تؤتون بحديثٍ شيعيٍّ واحد وإن كان مكذوباً او ضعيفاً يقول ان عائشة زنت ولا تؤتوا لي بحديث ان زوجة لوط ونوح قد فعلتا الفاحشة رغم ان للفاحشة مصطلحات عديدة بل انا اريد ان تثبتوا ذلك عن عائشة بما ان الموضوع عنها ولن تثبتوا والحمد لله على نعمة العقل والمعرفة .
أولاً هل الكتاب المنسوب لعلي بن ابراهيم هو فعلاً له ؟
الجواب قطعاً لا لأن في كتاب الكافي ينقل الكليني روايات في تفسير القرآن عن علي ابن ابراهيم متناقضة مع كتاب تفسير علي بن ابراهيم نفسه مما يدل على أن صاحبه ليس هو علي بن إبراهيم وأما الكتاب ظهر قبل ولادة المجلسي بزمن صغير ولم يكن منتشراً أو موجوداً قبل ذلك .
ثانياً : لو سلمنا جدلاً بأنه لعلي بن ابراهيم فهل يمكننا الاخذ
بتلك الرواية ؟
الرواية لا بد أن تكون واردة عن أحد المعصومين عليهم السلام
ثم لا بد لها أن تكون بسند موجود أقله ومتنٍ صريح فالرواية هذا نصها :
قال علي بن إبراهيم في قوله (ضرب الله مثلا) ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال: (ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبديْن من عبادنا صالحيْن فخانتاهما) فقال: والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة، وليقيمنَّ الحد على فلانة في ما أتت في طريق وكان فلان يحبها، فلما أرادت أن تخرج إلى ... قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوّجت نفسها من فلان
فالرواية هنا تشير وتؤكد على أن علي بن ابراهيم هو الذي يقول لأنها بدأت بقال علي بن إبراهيم ونحن نعلم ان التأويل هو محصور بالنبي وأهل بيته فلا يحق لعلي بن ابراهيم أن يقوم بتأويل آية من نفسه بل هذه الرواية لأكبر دليل بأن الكتاب ليس اصلاً لعلي بن ابراهيم فصاحب الكتاب لو كان لعلي بن ابراهيم فلا يمكن ان يقول عن نفسه قال علي بن إبراهيم وكذلك لا يمكننا معرفة من دلس اصلاً على علي بن ابراهيم ولا اعتقد بأنه ايضاً لتلميذه وإلا لقال حدثني علي بن ابراهيم وكذلك الرواية لم تصرِّح بإسم عائشة أو طلحة أو حتى المكان وقد يقول البعض تقية فنسأل هنا سبحان الله ففي الكتاب المنسوب لعلي بن ابراهيم كيلاً من الشتائم لأبي بكر وعمر ولم يحرص على التقية فلماذا بهذه حرص أوليس الأَولى ان يقتدي به اللندني فيحرص ايضاً على ذلك ؟
وقد يقول البعض بأن المجلسي ذكر انها عائشة والبصرة وطلحة ومن هنا نسأل من أخذ عن من ؟؟
فإذا كان المجلسي اخذ عن ذلك التفسير وهو الحق فكان عليه ان يضعه كما هو لا ان يكتب استنتاجاته هو بأن المقصود في الرواية هم عائشة وطلحة والبصرة وإذا كان بالكتاب الذي أمامنا قد محيت اسماء عائشة والبصرة وطلحة فهذا يعني الكتاب الذي بين ايدينا رغم ما ذكرناه فيه من انه كتاب غير معروف المصدر ولا معروف صاحبه ولا أصلاً روايته تلك منقولة عن المعصوم وبالتالي حتى كتاب التفسير المنسوب لعلي بن ابراهيم فيه روايات تقول بأن القرآن محرَّف وقد تم إكتشافه متأخراً قبل مجيء المجلسي بقليل رغم تعليقه عليه بأنه من المستحيل ذلك عن علي بن ابراهيم فنزيدعليها ان هذا الكتاب رغم هذه العلل وقعت يد التحريف به بإلغاء اسماء ونقص وزيادة مما يجعلنا متيقنين انه غير معتمد عليه للتحريف الذي إعتراه ورغم ذلك الرواية ركيكة جداً يعني طلحة يريد ان يرتكب جريمة بأن يتزوج بإمرأة النبي المحرم ان يتزوجها في القرآن فهل يغص في مسألة سؤاله لها عن انها لا يجوز ان تخرج من دون محرم والله انها لنكتة العصر فيتضح لنا بأن طلحة في هذه المسألة انه كان حريصاً بالصغيرة وغير مبالي بالكبيرة وهذا يعني انه يشرب البحر فيجيز الزواج من امرأة النبي ويغص في ساقية في سؤاله اياها عن حرمة خروجها من غير محرم !!
كما اننا لم نجد سنداً فيها يتصل بالمعصوم بل اصلاً لا يوجد فيها معصوم كما لا توجد لها روايات موافقة كي نلتزم بالقرائن فيكون كل ذلك لا طائل منه ولا يسمى دليل .
ثم هذا يؤكد لنا بأن طلحة وعائشة حريصين على الحلال وإلا لقال لها نزني وهل الزاني ستفرق معه ان كانت هي معها محرم او لا وكان الأولى له ان يسألها قبل ان ينطلقا من المدينة وليس قبل وصولهما الى طريق البصرة قبل القتال بساعات ومن ثم اذا كان الحرص بأن نساء النبي لا يحق لأحد ان يتزوجهن بعده فالأولى حينها بأن لا يسأل طلحة عن الحلال والحرام في مسألة عدم خروجها مع محرم طالما سيقوم هو بأفظع من ذلك الا وهو الزواج منها كما انه لم تشير الرواية الى حصول دخول بل عقد الزواج قبل ساعات من الحرب حتى وإن كان عقداً غير صالح فهذا لا يعني انه قد دخل بها أي زنا فأين الدليل على انه دخل بها لأنه ليس كل عاقد للزواج يدخل بزوجته والدليل ان الزواج كان بمثابة وجود محرم معها حسب الرواية المكذوبة وهذا كمن يعقد على انثى لهدف أن تحرم مثلاً عليه امها فإسمه زواج ولكن لم يشر الى الدخول ابداً .
ثالثاً : هل قول إبن عباس حجة ؟
فيما يخص ما رواه ابن عباس فهذا ليس دليلاً ولا يمكن تبنيه لأنه لم يصدر عن معصوم كما ان رأي ابن عباس مأخوذ عن مصادر اهل العامة فلا يعتد بكتبهم وكذلك لخلو الحديث من السند حتى لو كان قائله ابن عباس وإذا كان إبن عباس لم يقبل اللندنيون بكلامه لأنه لم ينقل عن المعصوم فكيف تقبلون بكلام علي بن ابراهيم والرواية تقول قال علي بن ابراهيم ولم تقل قال المعصوم فلماذا باؤكم تجر في علي بن ابراهيم وباؤنا لا تجر في ابن عباس فهل المسألة عندكم مزاجية ؟
إذاً نرفض المقولتين لأنهما لم يصدرا عن المعصوم
رابعاً : رواية الكافي هل تكفي للإستدلال بها ؟
تقول الرواية
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: فما تقول في مناكحة الناس فإني قد بلغني ما.
تراه وماتزوجت قط، فقال: وما يمنعك من ذلك؟ فقلت: ما يمنعني إلا أنني أخشى أن لا تحل لي مناكحتهم فما تأمرني؟ فقال: فكيف تصنع وأنت شاب، أتصبر؟ قلت: أتخذ الجواري قال: فهات الآن فبما تستحل الجواري؟ قلت: إن الامة ليست بمنزلة الحرة إن رابتني بشئ بعتها واعتزلتها، قال: فحدثني بما استحللتها؟ قال: فلم يكن عندي جواب.
فقلت له: فما ترى أتزوج؟ فقال: ما ابالي أن تفعل، قلت: أرأيت قولك: ما ابالي أن تفعل، فإن ذلك على جهتين تقول: لست أبالي أن تأثم من غير أن آمرك، فما تأمرني أفعل ذلك بأمرك؟ فقال لي: قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج وقد كان من أمر امرأة نوح وامرأة لوط ما قد كان، إنهما قد كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي إنما هي تحت يده وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه قال: فقال لي: ما ترى من الخيانة في قول الله عزوجل " فخانتاهما " ما يعني بذلك إلا الفاحشة وقد زوج رسول الله صلى الله عليه وآله فلانا، قال: قلت: أصلحك الله ما تأمرني أنطلق فأنزوج بأمرك؟ فقال لي: إن كنت فاعلا فعليك بالبلهاء من النساء قلت: وما البلهاء قال: ذوات الخدور العفائف.
سؤالنا هنا هل كل فاحشة هي زنا ؟
بالطبع لا
فلو قرأنا سيرة إمرأة لوط من القرآن نجدها بأنها كانت تدل قوم لوط على ضيوف النبي لوط وهذا ما جعل عملها يقال له فاحشة فإذاً ليس من الضرورة أن نلبس كلمة فاحشة الى الزنا والمقاربة هنا التي للأسف لم يلتفت اليها اللندني هي في قوله عن عائشة ( فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وآله ليس في ذلك بمنزلتي إنما هي تحت يده وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه )
فإذاً عائشة لم يكن حالها كحال زوجتي نوح ولوط لأنها كانت تحت يد رسول الله وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه وهذا يزكيها ظاهراً من فعلة الفاحشة التي قامت بها زوجة لوط في ارشاد قوم لوط الى ضيوف زوجها فإذاً عائشة حسب ظاهرها في هذا الحديث كانت تحت يد رسول الله وهي مقرة بحكمه، مقرة بدينه .
الآن قد يقول البعض بأن عائشة تعني بذلك انها مؤمنة فأقول الاقرار شيء بظاهر الفعل يختلف عن الايمان بباطنه فالايمان هو بالقلب والاقرار هو بالظاهر اي باللسان والجوارح الظاهرة والذي يهمنا ان الحديث أكد لنا ان عائشة غير امرأتي لوط ونوح من حيث تجنبها للفاحشة التي ليست من الضروري اسمها زنا فللفاحشة أبواب كثيرة .
خامساً : هل هناك شهود على الزنا ؟
كلا فقول علي بن ابراهيم هو غير حجة لأنه شاهد واحد والمسألة تحتاج اربع شهود وعلي بن ابراهيم اصلاً ليس بشاهد لأنه لم يكن موجوداً في وقت عائشة فتسقط البينة .
نعم لو قالها المعصوم فالمعصوم لا يحتاج كلامه إلى شهود وإقرار وكذلك رب العالمين لا يحتاج ذلك .
سادساً : هل الأدلة القرآنية كافية ؟
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ
يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ
وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ
فهل هذه أدلة ؟
كلا ليست ادلة فالآية الاولى يقول وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا فإذاً الله يضرب مثلاً للمؤمنين بإمرأة فرعون التي قالت ربي ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ فأين قوله هذا مقابل الزنا في طلب إمرأة فرعون بأن يبني الله لها بيتاً في الجنة إذا كانت سياق الايات كما يدعي اللندني مخصصة بالزنا من ناحية وحفظ الفروج من الزنا من ناحية أخرى ولم نجد في ضرب المثل عن آسية أي نوع يحاكي موضوع الزنا وأما مريم فتكلم القرآن عن صبرها في الحفاظ على عفتها في ظل اتهام الناس لها بعكس ذلك
فهل يلزم بذلك ان نقول ان امرأتي لوط ونوح زانيتان فهل إذا انا قلت بأن هذا المنتدى جميل فهل يعني ان باقي المنتديات غير جميلة ؟؟
وأما قوله تعالى :
يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ
فالتقوى هي اعلى درجات من الايمان وشيء طبيعي اذا اردتن ان تكونوا مميزات وليس احد مثلكن فعليكن بالتقوى وهذا لا يعني ان وجدت نساء للنبي غير تقيات يعنى بذلك انهن زانيات فليست كل من هي ليست تقية تعتبر زانية .
الاية الثالثة : يا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ
لقد أكدنا سابقاً ان الفاحشة ليست بالضرورة زنا ومسألة الزنا حتى عند الكافرين لم يكن ان يبينوها يعني من كل عقلك يا لندني أن الله عز وجل يقول كل زنا بيِّن أي ظاهر سيضاعف العذاب لها وإذا كان غير بيِّن مخفي فجزاها الله خيرا مثلاً ؟؟؟
بالتأكيد لا فالفاحشة المبينة اي التي يقع فيها البيان وعليها بيِّنة أو دليل وهذا لا علاقة له فقط بالزنا بل مطلق فاحشة ان لم يكن هناك دليل فيكون افكاً .
وأما اية وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ
فلا اعرف ما علاقة التبرج بإثبات الزنا على عائشة فعائشة نعم تبرجت والتبرج هو الظهور الغير شرعي بين الرجال ولم تقر بيتها صحيح ولكن هل هذا دليل زنا ؟؟؟
سابعاً : هل دفاعنا عن رسول الله هو دفاعاً عن عائشة ؟
كلا فدفاعنا عن النبي لا يعني بأننا نقول بإيمان عائشة ونحن نعلم أن وقوف عائشة في وجه أمير المؤمنين لهو أعظم العظائم ولكن من هنا نسأل بأنه هل يترتب آثار سيئة إذا إمرأة النبي ارتدت عن دينها بسمعة النبي ؟
الإجابة كلا لا يترتب أي آثار سيئة عليه
سؤال آخر
هل يترتب آثار سيئة إذا إمرأة النبي زنت بسمعة النبي ؟
الإجابة نعم يترتب
قد يسأل البعض بأن إرتدادها هو أكبر من زناها فمن ترتد فلن يصعب عليها أن تزني ؟؟
فهنا نبيَّن أنها لو لم تكن من نساء النبي لما تدخلنا بالموضوع أصلاً لأن هذا بحد ذاته فضيحة تسيء للنبي وقد يقول البعض ما علاقة النبي وهو غير مسؤول عن تصرفاتها فليس هو من فعل فاحشة الزنا ولا تؤثر عليه الفضيحة فأجيب من القرآن فالله عز وجل يقول :
قال إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون واتقوا اللّه ولا تخزون
يعني قال لهم لوط: إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحوني، وخافوا عقاب الله، ولا تتعرضوا لهم، فتوقعوني في الذل والخزي والهوان بإيذائكم لضيوفي
هذا هو معنى الآية انه فلا توقعوني بالذل والخزي والهوان وهذا ما لا يليق بحق نبي كلوط وقد خسف الله بهم الارض قبل ان يفعلوا ذلك حفاظاً على كرامة وسمعة النبي لوط وهو غير مسؤول عن تصرفاتهم ولكن عبَّر عنه النبي لوط بأن ذلك فضيحة وخزي له فكيف يمكن أن نسمح بذلك في حق كرامة وسمعة نبينا افضل الأنبياء والخلق وأنتم تريدون أن تضعوا وصمة عار على جبين النبي فإن كان الله عز وجل قد قام بالتدخل لكي لا ينفضح لوط في قضية ضيوفه فكيف بكم في موضوع زوجة نبيه صلى الله عليه وآله لا يتدخل الله ؟
فهل كرامة لوط عند الله أهم من كرامة رسولنا الأكرم ؟؟
ثم آية أخرى لعل الله عز وجل يرشد هؤلاء الى الحق
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)
إذاً هنا الخطاب يشير الى كل نساء النبي لمجرد ان يسألوهن متاعاَ اي طعاماً ليأكلوه فلم يكن هناك ستار حينها أو حجاب فأمر الله عز وجل أن يسألوهن متاعاً من وراء حجاب حتى لا يدخل الرجال الى أماكن النساء لأخذ الطعام لأن ذلك يؤذي رسول الله والآن أنتم تؤذون رسول الله فالنبي كان يؤذى إذا دخل الرجال الى أماكن النساء لأخذ الطعام ولم يقل إلا عائشة فتستطيعون أن تسألوها متاعاً من دون حجاب فالخطاب هنا يشير لكل النساء والأذى قد يلحق بالنبي رغم ان النبي ليس طرفاً في الموضوع يعني هو لا يمثل هؤلاء الرجال الذين يدخلون بيته ان اخطؤوا ولا هو يمثل نساءه إن أخطأن والدليل بقوله ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚولم يقل أطهر لقلب النبي ورغم ذلك فأن النبي ليس طرفاً ولكن ذلك يؤذيه لمجرد عدم وجود حجاب أو ساتر بين الرجال ونسائه من دون إستثناء فكيف لا تؤذون رسول الله وأنتم تدعون اكبر من ذلك فتقولون ان زوجة النبي زنت ومن دون بينة ؟؟؟
ألا يؤذي ذلك رسول الله ؟
فإن كان رسول الله يتأذى لمجرد عدم وجود ساتر وأن الرجال يدخلون الى اماكن النساء لأخذ طعامهم فكيف لا يتأذى اذا اتهمتم احدى زوجاته بالزنا ؟؟
نحن لا ندافع عن عائشة فدفاعنا عن رسول الله رغم ان في اية لوط من يفعل الفاحشة ليس لوط وهو غير مسؤول عن فعل قوم لوط ولكن هو سيتأذى وقال لا تفضحون وأنتم الآن تفعلون نفس الشيء ومن ثم تبررون ان النبي غير مسؤول عن تصرفاتها ومن ثم لو تنزَّلنا فرضاً فرضاً عن كل ذلك وقلنا بأن الرواية الوحيدة المكذوبة التي اتيتم بها عن علي بن ابراهيم صحيحة فأين قال في الرواية ان عائشة زنت بل اتحداكم بأن تأتوا برواية عندنا نحن الشيعة تقول ان عائشة زنت وأريد كلمة زنت وليست كلمة فاحشة لأن كلمة فاحشة لها العديد من المصطلحات ومن القرآن وأحاديث اهل البيت ان احببتم نستطيع ان اضع لك عدة معاني اشار اليها اهل البيت لكلمة الفاحشة .
فهاتوا لي دليلاً واحداً بأن عائشة زنت حتى لو كان مصدرها عندنا ضعيف شرط ان تكون من مصدر شيعي .
وأنا متأكد لن تجدوا فإذاً على أي مبدأ تريدون ان تفضحون وتؤذون رسول الله ؟
ألا تخافوا الله في مشاعر النبي وأنتم ليس عندكم حديث واحد يصرح بزناها ؟
فإن كان دخول الرجال على عائشة وعلى نسائه غير عائشة ليطلبوا طعاماً يؤذي النبي فكيف لو قلتم له يا رسول الله اننا نتهم زوجتك بالزنا ويا ليت ذلك موجود في مصادرنا الشيعية لأن مصادر السنة ليس لنا شغل بها والتي يعتمد عليها صاحبكم اللندني في اثبات زنا عائشة
فعن علي بن سويد السايي ، قال : كتب إلي أبو الحسن
( عليه السلام ) وهو في السجن : وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك ، لا تأخذن معالم دينك عن غير شيعتنا ، فانك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين ، الذين خانوا الله ورسوله ، وخانوا أماناتهم .
اذاً ياسر اللندني اتبع خطوات الخائنين وأخذ دينه عنهم ولو سألته هل عندك دليل شيعي بأن عائشة زنت سيقول لك ان دليلنا من كتب البكريين وأتحداكم بأن تؤتون بحديثٍ شيعيٍّ واحد وإن كان مكذوباً او ضعيفاً يقول ان عائشة زنت ولا تؤتوا لي بحديث ان زوجة لوط ونوح قد فعلتا الفاحشة رغم ان للفاحشة مصطلحات عديدة بل انا اريد ان تثبتوا ذلك عن عائشة بما ان الموضوع عنها ولن تثبتوا والحمد لله على نعمة العقل والمعرفة .
تعليق