في أحد ردودي على أحد الزملاء هنا الذي يستفسر عن الدين كونه كان بعيدا عنه في سابق عهده ، كتبت على عجالة صورة مختصرة في كيفية كون الإنسان مسلم على طريق أهل السنة و الجماعة .. أو مسلم على المذهب الإمامي الشيعي الاثني عشري ...
و نظرا لأهمية ذك التعقيب و فائدته للجميع ،، ارتأيت و ضعه في موضوع مستقل لتعم الفائدة على جميع الأعضاء و الزوار ...
و هذا اقتباس من ذك التعقيب ...
رابعا : ما هو المذهب الإسلامي الذي يضمن لي الجنة ؟؟
الصحيح في هذه النقطة أن تكون .. " ما هو المذهب الإسلامي الموصل إلى الجنة " .. لأن الدين شريعة و منهج يسلكه الإنسان إلى الجنة .. و المسلم مهما كان صالحا لا يكون في أمان من عذاب الله بل يكون بين رجاء و خوف .. رجاء برحمة الله و جنته ، و خوف من عذابه ..
و المذهب الصحيح الذي يمثل الإسلام الحقيقي الذي يريده الله سبحانه و تعالى هو مذهب أهل السنة و الجماعة ..
و ليس مهما أن تقول بلسانك " أنا سني " .. و إنما المهم أن تعمل ما يوافق الإسلام الصحيح الذي هو واضح في مذهب أهل السنة و الجماعة .. فهذا الإسم جاء لتمييز الحق من الباطل ،، و تميز هذا الطريق الصحيح عن الطرق الأخرى و المذاهب المبتدعة ،،
خامسا : ما هي الأدلة العقلية أن مذهب أهل السنة و الجماعة هو المذهب الحق الممثل للأسلام الصحيح ؟؟
الأدلة العقلية كثيرة .. و أبسطها أنه يمكن تطبيقه في زمن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كما نطبقه نحن الآن بلا تكلف ...
فلكي تكون مسلما أو لنقل مسلما على مذهب أهل السنة و الجماعة ،، يتطلب عليك الآتي ..
1- الإقرار القلبي و الإيمان اليقيني بأركان الإيمان الستة و هي الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره ..
2- الإقرار اللساني و الفعلي بأركان الإسلام الخمسة و هي الشهادة بأنه لا إله إلا الله " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " ,, و أن محمدا رسول الله " الذي اختاره الله ليبلغنا شرعه و أوامره و نواهيه و يبشرنا بجنته إن أطعناه و يحذرنا من ناره إن عصيناه " .. و من ثم الحفاظ على الصلوات الخمس اليومية ، و صوم شهر رمضان سنويا ، و إخراج الزكاة سنويا و الحج إلى البيت الحرام إن أمكن ذلك مرة في حياة الإنسان ..
3- الاستسلام لله و لرسوله ، و الاستعداد لفعل كل واجب أمره الله و أمر به رسوله ، و الاستعداد لترك كل فعل نهى عنه الله أو نهى عنه رسوله ... و من تلك الواجبات التي أمر بها الله و أمر بها رسوله : طاعة الوالدين ، الصدق ، أداء الأمانة ، الوفاء ، و غيرها الكثير .. و من المحرمات التي حرمها الله و حرمها رسوله : الزنا و الربا و القتل و السرقة و عقوق الوالدين و الكذب و شرب الخمر و غيرها الكثير .. فعلى المسلم أن يكون مستعد لفعل الواجبات و ترك المحرمات .. و إن حدث و قام بأحد المحرمات كالزنا مثلا .. يجب عليه أن يتوب و يستغفر و يقر بأنه قام بأمر مخالف للشرع و يطلب من الله أن يسامحه .. و لا يبرر فعله بأنه جائز أو لا شيء في ذلك أو ماشابه ،، بل يقر أنه عصى .. و يدعو من الله أن يغفره ..
هذه الأمور الثلاثة .. هي أهم الأمور التي تجعل الإنسان مسلما على المنهج الصحيح منهج أهل السنة و الجماعة .. و لكن بالإضافة إلى تلك الأمور هناك صفات يتميز بها السني يختلف عن جميع أهل المذاهب الأخرى المبتدعة ..و بها أتمم النقاط ..
4- عدم التقليد لأي عالم ديني أو شيخ ،، و إنما اتباع الدليل أينما كان .. فإن قال الشيخ عبد الله قولا بدليل ما .. و قال الشيخ أحمد قولا آخر بدليل آخر أصح موضحا أن الدليل الآخر غير صحيح .. فعلى المسلم أن يتبع قول ا لشيخ أحمد .. و في مسألة أخرى إن قال الشيخ أحمد قولا بدليل و قال الشيخ عبد الله قولا آخر بدليل آخر أصح .. يتبع المسلم قول الشيخ عبد الله .. فالمسلم السني ليس عنده مرجع بشري بل مرجعه الدليل من القرآن و السنة بغض النظر عن الإنسان الذي أوصل لنا هذا الدليل .. فقد يصيب عبد الله اليوم و يخطئ غدا و يخطئ أحمد اليوم و يصيب غدا .. فنحن لن نتبع المخطئ على خطئه بعد أن تبين لنا خطأه ،، بل نتبع المصيب أيا كان ..
5- حب الله و حب رسوله و حب جميع الصحابة و جميع المؤمنين و عدم حمل أي حقد على أي مسلم لأي سبب .. بل يتصف المسلم السني بأنه يدعو لمن سبقه من المؤمنين بالمغفرة و الرضوان و الرحمة كما يدعو لنفسه و لأهله .. تطبيقا لقول الله تعالى : (( و الذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )) ..
6- عدم الابتداع في الدين ، فلا يقوم بعبادة إلا بدليل من القرآن و السنة .. فالأصل في العبادة التوقف .. فإذا سمع أن المسلم يضرب رأسه كل أسبوع ظهرا و هذه الحركة تدخل الإنسان الجنة .. فلا يصدق ذلك حتى يأتيه القائل : بآية واضحة أو بحديث صحيح بأن رسول الله قال أن من يضرب رأسه كل أسبوع ظهرا دخل الجنة أو غفر الله له ذنوبه ،، فالمسلم السني لا يعبد الله إلا بدليل .. لأن الله و رسوله نهيا عن الاختراع في الدين و البدع و إدخال أمور ليس من الدين في الدين بدعوى أنها ترضي الله و الله من هذا بريئ ..
7- اليسر في شؤون الحياة العامة .. فالأصل في الأشياء الإباحة .. حتى يكون هناك دليل يحرم هذا الأمر المباح ،، فالمؤكولات و المشروبات و الملبوسات و الوظائف و جميع شؤون الحياة من الأمور المباحة التي يجوز فعلها دون تكلف و دون مشاكل .. إلا لو أتى أحدهم بقول الله أو قول رسوله ينهي عن هذا الأمر .. فالمسلم السني يبادر بالامتثال و ترك هذا المحظور كما وضحنا في النقطة رقم " 3"
هذه ببساطة .. هو " الإسلام " ... لو طبقتها كما وضحنا فأنت مسلم على المنهج الصحيح .. و هذا هو منهج أهل السنة و الجماعة ..
و لو أردنا إسقاطها على زمن الرسول ،، فلن نجد صعوبة في تطبيقها على المسلمين الذين كانوا يعاصرون الرسول صلى الله عليه و آله وسلم .. فكلهم كانوا يؤمنون بالله و ملائكة و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره ،، و كانوا يشهدون الشهادتين و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يصومون رمضان و يحجون للبيت الحرام .. و كانوا يستسلمون لله و لرسوله عند نزول أية آية و أي تكليف يفرض عليهم أمرا أو يحرم عليهم أمرا ،، و كل النقاط ممكن تطبيقها على الرسول و على أتباعه في زمانه ..
في المقابل .. لو أردنا النظر إلى بعض المذاهب الأخرى مثلا مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ،، سنجد أن الإسلامبالمنظور الشيعي يتلخص كالآتي ،،
أ- الإقرار القلبي و اللساني بأصول الدين الخمسة و هو توحيد الله و العدل و النبوة و الإمامة و المعاد ..
و أهم هذه الأصول هو " الإمامة " بالاعتقاد أن للدين 12 إمام معصوم ،، صفاتهم هي صفات رسول الإسلام ، و لا فرق بينهم و بين رسول الإسلام .. كلام هؤولاء الـ 12 كله حق مثل القرآن و مثل كلام الرسول .. كلامهم تشريع و يجب مبايعتهم على أنهم حجج الله في أرضه ، لأنهم تعرض عليهم أعمالنا فلا بد أن نؤمن بهم بأنهم أعظم من جميع الرسل و جميع الملائكة .. و الذي لا يعرفهم فهو في جهنم و يموت موت الجاهلية .. و يجب اتباع هؤلاء الـ 12 إمام ..
ب- التقليد للمرجع في فروع الدين العشرة و باقي أمور الدين .. و هي : الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الخمس و الولاية و البراءة و التقية و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
فالشيعي الاثني عشري يجب عليه أن يصلي الصلوات الخمس و يجوز له أن يجمع بين الظهر و العصر في وقت واحد و المغرب و العشاء في وقت واحد ، و يجب عليه أن يصوم رمضان و يحج إلى البيت الحرام مرة في العمر , و يخرج زكاة ماله كل سنة و يخرج الخمس للمراجع و العلماء كل سنة و يوالي الأئمة و يعلن موالاته للأئمة ..و يبرأ من من يسمون بـ " أعداء الأئمة أو ظالميهم " .. و عليه أن يلعنهم صباح مساء و على رأس هذه القائمة ، صاحب رسول الله الأول أبوبكر .. و من ثم صاحب رسول الله الثاني " عمر بن الخطاب " .. مع العلم أن هذين الرجلين كانا صاحبين للرسول في الدنيا و صاحبيه في القبر أيضا .. أي صاحبيه في الدنيا و الآخرة .. لا بد للشيعي أن يكرههما و يلعنهما و يشهر بهما .. و كذلك زوجة الرسول " عائشة " .. لا بد من لعنها و البراءة منها ... و كذلك البراءة من معظم صحابة الرسول و الاعتقاد أن معظمهم فسقة و فجرة و منافقين و مرتدين بعد موته .. و كذلك على الشيعي أن يستخدم التقية و يظهر للناس غير الذي يخفيه ، لأن الإمام الصادق قال " لا دين لمن لا تقية له " ..
ج- التقليد للمرجع في باقي أمور الدين الفقهية .. و الشيعي يتبع المرجع حتى و إن كان المرجع الآخر مصيبا و مرجعك مخطئ و لكن مادمت قررت أن تقلد هذا المرجع ، فالتزم بما يقوله مرجعك و لا تكترث بأقوال المراجع الأخرى ..
و لكن بالإضافة إلى هذه الأمور الثلاثة .. يتصف الشيعي بصفات تميزه عن غيره من أهل المذاهب الأخرى .. و بها نتمم النقاط الثلاثة الأولى ..
د- إحياء يوم عاشوراء بلبس السواد و البكاء و العويل و اللطم و التطبير و ركضة طويرج و جميع هذه الأمور التي توارثها الشيعة .. على أساس أن هذه السلوكيات سنة نبوية يؤجر الشيعي عن ضرب رأسه و شقه بالسيف ، و يؤجر الشيعي عند ضرب ظهره بالسلاسل من باب اظهار حزنه على المظالم التي تعرض لها أئمة المذهب - حسب المعتقد الشيعي -
هـ - كثرة الحزن و المآتم عند أيام وفاة الأئمة الـ 12 و بعض من أهل البيت .. و الإكثار من زيارة مراقد الأئمة و اعتبار الحج إليها بمثابة الحج إلى الكعبة بل و أكثر ..
و - التوسل بالأئمة الـ 12 عند طلب الحاجات و التقرب إلى الله بهم ،، فهم أبواب الله ، و بهم يصل الشيعي إلى الله أسرع و أحسن من دعاء الله مباشرة ..
و غيرها الكثير و لكن نكتفي بهذا للاختصار ...
فالمعتقد الشيعي مبني على نسب الدين إلى " 12 إمام " .. بالرغم أنه لا يوجد إمام من هؤلاء الأئمة كان يعيش مع الشيعة ، فمعظم هؤلاء الأئمة ولدوا في المدينة المنورة و هي مدينة سنية مئة بالمئة و ماتوا و دفنوا بالبقيع .. فمتى سمع الشيعة أحاديثهم .. و الأغرب ، كتب الروايات الشيعية عرضت على الإمام الثاني عشر الإمام المهدي و قال الإمام المهدي " هذا كافي لشيعتنا " .. فسماه صاحبه الكليني بالكافي ،، و مع ذلك يعترف مراجع الشيعة في هذا الزمن وجود الكثير من الروايات المنسوبة زورا إلى الأئمة و التي لم يقلها الأئمة ..
الأهم من هذا ،،
لو أردنا إسقاط هذه العقائد و التشريعات على زمن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما أمكن لذلك .. فلا يمكن أن نقول بأن الرسول كان تابعا لعلي .. و لا يمكن أن نقول بأن المسلمين في زمن النبي كانوا تابعين لعلي أو للـ " 12 إمام " .. و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يحج إلى كربلاء و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يلطم يوم عاشوراء و يركض ركضة طويرج و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يلعن صاحبه أبوبكر أو عمر أو زوجته عائشة أو زوجته حفصة أو كان يعلن معظم أصحابه .. و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يبايع إمام زمانه و يتوسل بأحفاده ، و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يقوم بهذه العقائد الشيعية .. و مادام الرسول لم يكن يقوم بها فمعناه أن هذه الأمور ليس الرسول من شرعها و إنما من جاء بعده .. و في العرف السني هذا يسمى " بدعة " .. لأن الرسول هو الوحيد المخول بالتشريع ،، و بعد موته نحن نطبق التشريع و لا نشرع .. و بالتالي كل هذه العقائد الشيعية ظهرت بعد موت الرسول و بالتالي لا تمس الإسلام بشيء و الإسلام منها براء ..
و نظرا لأهمية ذك التعقيب و فائدته للجميع ،، ارتأيت و ضعه في موضوع مستقل لتعم الفائدة على جميع الأعضاء و الزوار ...
و هذا اقتباس من ذك التعقيب ...
رابعا : ما هو المذهب الإسلامي الذي يضمن لي الجنة ؟؟
الصحيح في هذه النقطة أن تكون .. " ما هو المذهب الإسلامي الموصل إلى الجنة " .. لأن الدين شريعة و منهج يسلكه الإنسان إلى الجنة .. و المسلم مهما كان صالحا لا يكون في أمان من عذاب الله بل يكون بين رجاء و خوف .. رجاء برحمة الله و جنته ، و خوف من عذابه ..
و المذهب الصحيح الذي يمثل الإسلام الحقيقي الذي يريده الله سبحانه و تعالى هو مذهب أهل السنة و الجماعة ..
و ليس مهما أن تقول بلسانك " أنا سني " .. و إنما المهم أن تعمل ما يوافق الإسلام الصحيح الذي هو واضح في مذهب أهل السنة و الجماعة .. فهذا الإسم جاء لتمييز الحق من الباطل ،، و تميز هذا الطريق الصحيح عن الطرق الأخرى و المذاهب المبتدعة ،،
خامسا : ما هي الأدلة العقلية أن مذهب أهل السنة و الجماعة هو المذهب الحق الممثل للأسلام الصحيح ؟؟
الأدلة العقلية كثيرة .. و أبسطها أنه يمكن تطبيقه في زمن النبي صلى الله عليه و آله و سلم كما نطبقه نحن الآن بلا تكلف ...
فلكي تكون مسلما أو لنقل مسلما على مذهب أهل السنة و الجماعة ،، يتطلب عليك الآتي ..
1- الإقرار القلبي و الإيمان اليقيني بأركان الإيمان الستة و هي الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره ..
2- الإقرار اللساني و الفعلي بأركان الإسلام الخمسة و هي الشهادة بأنه لا إله إلا الله " لا معبود بحق في الوجود إلا الله " ,, و أن محمدا رسول الله " الذي اختاره الله ليبلغنا شرعه و أوامره و نواهيه و يبشرنا بجنته إن أطعناه و يحذرنا من ناره إن عصيناه " .. و من ثم الحفاظ على الصلوات الخمس اليومية ، و صوم شهر رمضان سنويا ، و إخراج الزكاة سنويا و الحج إلى البيت الحرام إن أمكن ذلك مرة في حياة الإنسان ..
3- الاستسلام لله و لرسوله ، و الاستعداد لفعل كل واجب أمره الله و أمر به رسوله ، و الاستعداد لترك كل فعل نهى عنه الله أو نهى عنه رسوله ... و من تلك الواجبات التي أمر بها الله و أمر بها رسوله : طاعة الوالدين ، الصدق ، أداء الأمانة ، الوفاء ، و غيرها الكثير .. و من المحرمات التي حرمها الله و حرمها رسوله : الزنا و الربا و القتل و السرقة و عقوق الوالدين و الكذب و شرب الخمر و غيرها الكثير .. فعلى المسلم أن يكون مستعد لفعل الواجبات و ترك المحرمات .. و إن حدث و قام بأحد المحرمات كالزنا مثلا .. يجب عليه أن يتوب و يستغفر و يقر بأنه قام بأمر مخالف للشرع و يطلب من الله أن يسامحه .. و لا يبرر فعله بأنه جائز أو لا شيء في ذلك أو ماشابه ،، بل يقر أنه عصى .. و يدعو من الله أن يغفره ..
هذه الأمور الثلاثة .. هي أهم الأمور التي تجعل الإنسان مسلما على المنهج الصحيح منهج أهل السنة و الجماعة .. و لكن بالإضافة إلى تلك الأمور هناك صفات يتميز بها السني يختلف عن جميع أهل المذاهب الأخرى المبتدعة ..و بها أتمم النقاط ..
4- عدم التقليد لأي عالم ديني أو شيخ ،، و إنما اتباع الدليل أينما كان .. فإن قال الشيخ عبد الله قولا بدليل ما .. و قال الشيخ أحمد قولا آخر بدليل آخر أصح موضحا أن الدليل الآخر غير صحيح .. فعلى المسلم أن يتبع قول ا لشيخ أحمد .. و في مسألة أخرى إن قال الشيخ أحمد قولا بدليل و قال الشيخ عبد الله قولا آخر بدليل آخر أصح .. يتبع المسلم قول الشيخ عبد الله .. فالمسلم السني ليس عنده مرجع بشري بل مرجعه الدليل من القرآن و السنة بغض النظر عن الإنسان الذي أوصل لنا هذا الدليل .. فقد يصيب عبد الله اليوم و يخطئ غدا و يخطئ أحمد اليوم و يصيب غدا .. فنحن لن نتبع المخطئ على خطئه بعد أن تبين لنا خطأه ،، بل نتبع المصيب أيا كان ..
5- حب الله و حب رسوله و حب جميع الصحابة و جميع المؤمنين و عدم حمل أي حقد على أي مسلم لأي سبب .. بل يتصف المسلم السني بأنه يدعو لمن سبقه من المؤمنين بالمغفرة و الرضوان و الرحمة كما يدعو لنفسه و لأهله .. تطبيقا لقول الله تعالى : (( و الذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم )) ..
6- عدم الابتداع في الدين ، فلا يقوم بعبادة إلا بدليل من القرآن و السنة .. فالأصل في العبادة التوقف .. فإذا سمع أن المسلم يضرب رأسه كل أسبوع ظهرا و هذه الحركة تدخل الإنسان الجنة .. فلا يصدق ذلك حتى يأتيه القائل : بآية واضحة أو بحديث صحيح بأن رسول الله قال أن من يضرب رأسه كل أسبوع ظهرا دخل الجنة أو غفر الله له ذنوبه ،، فالمسلم السني لا يعبد الله إلا بدليل .. لأن الله و رسوله نهيا عن الاختراع في الدين و البدع و إدخال أمور ليس من الدين في الدين بدعوى أنها ترضي الله و الله من هذا بريئ ..
7- اليسر في شؤون الحياة العامة .. فالأصل في الأشياء الإباحة .. حتى يكون هناك دليل يحرم هذا الأمر المباح ،، فالمؤكولات و المشروبات و الملبوسات و الوظائف و جميع شؤون الحياة من الأمور المباحة التي يجوز فعلها دون تكلف و دون مشاكل .. إلا لو أتى أحدهم بقول الله أو قول رسوله ينهي عن هذا الأمر .. فالمسلم السني يبادر بالامتثال و ترك هذا المحظور كما وضحنا في النقطة رقم " 3"
هذه ببساطة .. هو " الإسلام " ... لو طبقتها كما وضحنا فأنت مسلم على المنهج الصحيح .. و هذا هو منهج أهل السنة و الجماعة ..
و لو أردنا إسقاطها على زمن الرسول ،، فلن نجد صعوبة في تطبيقها على المسلمين الذين كانوا يعاصرون الرسول صلى الله عليه و آله وسلم .. فكلهم كانوا يؤمنون بالله و ملائكة و كتبه و رسله و اليوم الآخر و القدر خيره و شره ،، و كانوا يشهدون الشهادتين و يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و يصومون رمضان و يحجون للبيت الحرام .. و كانوا يستسلمون لله و لرسوله عند نزول أية آية و أي تكليف يفرض عليهم أمرا أو يحرم عليهم أمرا ،، و كل النقاط ممكن تطبيقها على الرسول و على أتباعه في زمانه ..
في المقابل .. لو أردنا النظر إلى بعض المذاهب الأخرى مثلا مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية ،، سنجد أن الإسلامبالمنظور الشيعي يتلخص كالآتي ،،
أ- الإقرار القلبي و اللساني بأصول الدين الخمسة و هو توحيد الله و العدل و النبوة و الإمامة و المعاد ..
و أهم هذه الأصول هو " الإمامة " بالاعتقاد أن للدين 12 إمام معصوم ،، صفاتهم هي صفات رسول الإسلام ، و لا فرق بينهم و بين رسول الإسلام .. كلام هؤولاء الـ 12 كله حق مثل القرآن و مثل كلام الرسول .. كلامهم تشريع و يجب مبايعتهم على أنهم حجج الله في أرضه ، لأنهم تعرض عليهم أعمالنا فلا بد أن نؤمن بهم بأنهم أعظم من جميع الرسل و جميع الملائكة .. و الذي لا يعرفهم فهو في جهنم و يموت موت الجاهلية .. و يجب اتباع هؤلاء الـ 12 إمام ..
ب- التقليد للمرجع في فروع الدين العشرة و باقي أمور الدين .. و هي : الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الخمس و الولاية و البراءة و التقية و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
فالشيعي الاثني عشري يجب عليه أن يصلي الصلوات الخمس و يجوز له أن يجمع بين الظهر و العصر في وقت واحد و المغرب و العشاء في وقت واحد ، و يجب عليه أن يصوم رمضان و يحج إلى البيت الحرام مرة في العمر , و يخرج زكاة ماله كل سنة و يخرج الخمس للمراجع و العلماء كل سنة و يوالي الأئمة و يعلن موالاته للأئمة ..و يبرأ من من يسمون بـ " أعداء الأئمة أو ظالميهم " .. و عليه أن يلعنهم صباح مساء و على رأس هذه القائمة ، صاحب رسول الله الأول أبوبكر .. و من ثم صاحب رسول الله الثاني " عمر بن الخطاب " .. مع العلم أن هذين الرجلين كانا صاحبين للرسول في الدنيا و صاحبيه في القبر أيضا .. أي صاحبيه في الدنيا و الآخرة .. لا بد للشيعي أن يكرههما و يلعنهما و يشهر بهما .. و كذلك زوجة الرسول " عائشة " .. لا بد من لعنها و البراءة منها ... و كذلك البراءة من معظم صحابة الرسول و الاعتقاد أن معظمهم فسقة و فجرة و منافقين و مرتدين بعد موته .. و كذلك على الشيعي أن يستخدم التقية و يظهر للناس غير الذي يخفيه ، لأن الإمام الصادق قال " لا دين لمن لا تقية له " ..
ج- التقليد للمرجع في باقي أمور الدين الفقهية .. و الشيعي يتبع المرجع حتى و إن كان المرجع الآخر مصيبا و مرجعك مخطئ و لكن مادمت قررت أن تقلد هذا المرجع ، فالتزم بما يقوله مرجعك و لا تكترث بأقوال المراجع الأخرى ..
و لكن بالإضافة إلى هذه الأمور الثلاثة .. يتصف الشيعي بصفات تميزه عن غيره من أهل المذاهب الأخرى .. و بها نتمم النقاط الثلاثة الأولى ..
د- إحياء يوم عاشوراء بلبس السواد و البكاء و العويل و اللطم و التطبير و ركضة طويرج و جميع هذه الأمور التي توارثها الشيعة .. على أساس أن هذه السلوكيات سنة نبوية يؤجر الشيعي عن ضرب رأسه و شقه بالسيف ، و يؤجر الشيعي عند ضرب ظهره بالسلاسل من باب اظهار حزنه على المظالم التي تعرض لها أئمة المذهب - حسب المعتقد الشيعي -
هـ - كثرة الحزن و المآتم عند أيام وفاة الأئمة الـ 12 و بعض من أهل البيت .. و الإكثار من زيارة مراقد الأئمة و اعتبار الحج إليها بمثابة الحج إلى الكعبة بل و أكثر ..
و - التوسل بالأئمة الـ 12 عند طلب الحاجات و التقرب إلى الله بهم ،، فهم أبواب الله ، و بهم يصل الشيعي إلى الله أسرع و أحسن من دعاء الله مباشرة ..
و غيرها الكثير و لكن نكتفي بهذا للاختصار ...
فالمعتقد الشيعي مبني على نسب الدين إلى " 12 إمام " .. بالرغم أنه لا يوجد إمام من هؤلاء الأئمة كان يعيش مع الشيعة ، فمعظم هؤلاء الأئمة ولدوا في المدينة المنورة و هي مدينة سنية مئة بالمئة و ماتوا و دفنوا بالبقيع .. فمتى سمع الشيعة أحاديثهم .. و الأغرب ، كتب الروايات الشيعية عرضت على الإمام الثاني عشر الإمام المهدي و قال الإمام المهدي " هذا كافي لشيعتنا " .. فسماه صاحبه الكليني بالكافي ،، و مع ذلك يعترف مراجع الشيعة في هذا الزمن وجود الكثير من الروايات المنسوبة زورا إلى الأئمة و التي لم يقلها الأئمة ..
الأهم من هذا ،،
لو أردنا إسقاط هذه العقائد و التشريعات على زمن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما أمكن لذلك .. فلا يمكن أن نقول بأن الرسول كان تابعا لعلي .. و لا يمكن أن نقول بأن المسلمين في زمن النبي كانوا تابعين لعلي أو للـ " 12 إمام " .. و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يحج إلى كربلاء و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يلطم يوم عاشوراء و يركض ركضة طويرج و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يلعن صاحبه أبوبكر أو عمر أو زوجته عائشة أو زوجته حفصة أو كان يعلن معظم أصحابه .. و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يبايع إمام زمانه و يتوسل بأحفاده ، و لا يمكن أن نقول بأن الرسول كان يقوم بهذه العقائد الشيعية .. و مادام الرسول لم يكن يقوم بها فمعناه أن هذه الأمور ليس الرسول من شرعها و إنما من جاء بعده .. و في العرف السني هذا يسمى " بدعة " .. لأن الرسول هو الوحيد المخول بالتشريع ،، و بعد موته نحن نطبق التشريع و لا نشرع .. و بالتالي كل هذه العقائد الشيعية ظهرت بعد موت الرسول و بالتالي لا تمس الإسلام بشيء و الإسلام منها براء ..
تعليق