إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

[الوثائقية 1] يوم كان الشهيد الصدر(ابو) الدعوة ... [(ابن) الدعوة العاق]

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لكن


    كيف كانت القيادة سرية ؟؟؟


    وقد نشر لنا مبعوث الحزب قوائم باسماء نعرفها واخرى نجهلها وبين حتى احوالهم ومن كان منهم (طريح الفراش)؟؟؟؟



    نتبين ذلك لاحقا ان شاء الله تعالى ....

    تعليق


    • بسم الله الرحمن الرحيم
      الاخ الكريم حسيني المحترم
      السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
      أسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد وللأولاد الكرام الموفقية والنجاح.
      ويعجبني التزامك الابوي الصادق لابنائك وفقك الله تعالى وأقر عينك بهم وحفظك لهم ذخرا ولنتذكر قولك:

      بالنسبة لابنائي ايها العزيز تعاملت معهم من خلال استذكار صباي المحفور في ذاكرتي فاعمد الى التفكير والتعامل معهم وكاني بعمرهم اعرف مايريدون وكيف يفكرون وماكان ناجحا معي وماكانت لاارغب ان يعاملني اهلي به وماالذي اخذ بيدي اخذت بيدهم اليه واظن ان هذا خلاصة مايجب فعله والباقي يعتمد على طينة كل منهم اسال الله ان تكون طيبة!
      على كل حال.
      في معرض جوابك على هذه العبارة او الاستفتاء او النقل او الافتراء او الكذب، كائنا ما كان:
      اذا كانت القيادة سرية فلا يمكن الانقياد اليها ،لانها اذا كانت ذكية يخاف منها ،واذا لم تكن ذكية فيخاف عليها
      والتي يدعى انها صدرت من الامام الحكيم، فأنت تقول:
      كنت قد ارسلت هذه المشاركة فهاج وماج البعض وحاول الالتحاف بورقة توت علها تواري عورة الحزب الماجور التي افتضحت !
      ولتوضيح اي اشكال قد يتولد في الاذهان حول جواب الاستفتاء اعلاه بما دلسه مبعوث الحزب اقول انه من الواضح ان الفتوى منقولة من موقع دعوجي اولا !
      لست مبعوثا للحزب والله يشهد بذلك ولا حاجة لتبريري بذلك فالامر واضح من كل ردودي عليك، ولا يهم فليكن ما تقوله وأنا (مبعوث الحزب) كما تصفني ولتنازل لك لانه لن ينفع الكلام مع هذه الارتكازية التي في ذهنك!!!
      ولست انا من (يدلس) والوصلة التي وضعتها انت للمقال ولست انا من وضعها، هذا بالاضافة الا ان الكلمة قالها الشهيد محمد باقر الحكيم رحمه الله في موضوعه المنشور في مجلة المنهاج واتصور انني بحثت هذا الموضوع بما يكفي فلا داعي للاعادة ويمكنك مراجعة المشاركة على الرابط ادناه وما بعده وما قبله:
      http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=408
      وما موجود في ما نقله جنابكم من الرابط ادناه:
      http://www.iraqcenter.net/vb/56575.html
      هناك اشكالية تثار على حزب الدعوة هي ان قيادتة غير معروفة وعزز بعض الاخوان قبل الاصدقاء والاصدقاء قبل الاعداء هجومهم على الدعوة من هذه النقطة اذ استند الاخوان والاصدقاء على جواب استفتاء للسيد محسن الحكيم (طهرت روحة) في هذا الشأن ورد فية – اذا كانت القيادة سرية فلا يمكن الانقياد اليها ،لانها اذا كانت ذكية يخاف منها ،واذا لم تكن ذكية فيخاف عليها
      ونفس الكاتب يذكر قبلها:
      وهناك معالم ثبتها السيد محمد باقر الصدر شكلت اهم المرتكزات الفكرية في حزب الدعوة .
      منها القيادة الجماعية .
      لذا لم يعرف من هو على راس الهرم في الحزب او الامين العام للحزب حتى بعد سقوط البعث في العراق لفترة ما ، لدرجه اراد الحزب ان يُعرف الناس بمن هو على راس الهرم في الحزب بالتظاهره السنويه التي يخرجها حزب الدعوه في سوريا في العاشر من محرم موكب انصار الحسين علية السلام فأخرج علم عليه صورة الشهيد ابو عصام (عبد الصاحب دخيل) اذ كانت قيادة الدعوه بثلاث مكاتب مكتب لندن برئاسة ابراهيم الجعفري ومكتب سوريا برئاسة نوري المالكي ومكتب ايران برئاسة الاديب،لذا ثُبتت اشكالية ضد حزب الدعوه ان ذالك
      ويضيف الكاتب:
      ومنها الطابع السري.
      لدرجه حتى جمهور الدعوه لايعرف شئ عن الدعوه الا من خلال ما ينشره حزب البعث عن الحزب فلاول مره قال ضابط الامن( امام عوائل المعتقلين في احد معتقلات البعث ): عوائل معتقلي الدعوه يدخلون لمقابلة ذويهم فقسم من العوئل
      لم تدخل قيل لهم لمن قادمون قالوا الى ابنائنا الذي سجنوا من اجل الصلاة عندها قال كلمتة المشهوره السياسي المعروف طاهر يحيى ومن معتقله في 1975 لمعتقلي الدعوه} الان دخلتم التاريخ{ ،ونشرت مجلة الف باء مجلة حزب البعث في احد اعدادها تقريرا عن حزب الدعوة وذكرة سنة 1957م تأسيسة ومن هم المؤسسون وذكرت منهم محمد باقر الصدر
      وقد كفانا الكاتب الجواب حينما ذكر:
      و يجيب السيد محمد طاهر الحسيني في كتابة محمد باقر الصدر حياة حافلة ...فكر خلاق فيذكر ...ان ما بصددة السيد محسن الحكيم من التحذير من القيادات الحزبية المجهولة لا ينطبق على قيادات حزب الدعوة الاسلامية اذ كانت قيادات الحزب معروفة لدية
      ويمكن لكم مراجعة الكتاب المنشور في نفس الموقع على الرابط ادناه:
      http://www.iraqcenter.net/vb/38881.html
      والغربب قولك:
      ويلاحظ ان الفتاوى الثلاث تصب كلها في خانة واحد مع ان الفتوى الاولى لم اطلع على نصها الا من خلال الدعوجية انفسهم !
      فكيف وانت تكتب في وثائقية وتتبنى كل ما تطرحه فيها ولا تكلف نفسك بالبحث اكثر في مصادر هذا الكلام والتأكد منه!!!
      وعلى اي حال فالفتاوى التي نقلتها (ان ثبت صحتها) فهي قاصرة على ان تثبت ما تدعيه عن حزب الدعوة، ومن المعلوم ان الفتوى لا تحدد المواضيع التي وضعت لها بل على المكلف تطبيق الفتوى على المصداق الذي وضعت له، وعليه لا تستطيع ان تثبت ان الامام الحكيم قدس الله روحه في صدد الجواب عن حزب الدعوة.
      وعلى اي حال فلست في صدد البحث عن الفتوى والتحريم فهذا أمر يعني المكلف به ولست مكلفا بذلك، ولو أردت أن انخرط في سلك حزب الدعوة او أي حزب آخر فيمكن لي مراجعة من أقلده وهو مولانا الامام السيستاني حفظه الله تعالى واستخبره علنا وصراحة واطلب منه صراحة دون خوف من ذكر اسم او عنوان وهو كفيل بأن يجيبني على سؤالي وهذا ما ينبغي لكل مكلف أن يعمله في تقليده وحياته العملية العامة.
      ولي طلب صغير من جنابكم ان تدلوني على مصدر هذه الفتاوى للتأكد منها لا غير، لأنها كما واضح مأخوذة من كتاب وهو واضح من خلفية الصورة التي فيها نصوص حرفية مطبوعة ناهيك على أن السؤال المطروح فيها مطبوع بحروف (مصفوفة كومبيوتريا) ولم تكن بحروف مطبوعة بآلة طابعة.
      اما بخصوص قولك:
      وبفرض حصول خطأ مني فانه لايرقى الى خطأ السيد الحائري اعلاه !!!
      سوف نوضح لك هذا الخطأ وتصويبه ان شاء الله تعالى، وهل كان السيد الحائري مخطأ أم لا؟!! وما هو الصحيح في الأمر؟؟
      وقولك:
      وخلاصة القضية ان لاخطأ ولاتناقض كما تحاول الاقلام الضالة المضلة تقديم الامر !
      أنا شاكر لك شكري الجزيل الكبير على حسن التعامل الاسلامي الكبير الذي تدعي فيه اتباعك للمرجعية ولأهل البيت عليهم السلام ولا ادري اين الضلال والاضلال في كل ما قلته ونقلته لك، على أي حال غفر الله تعالى لك وجزاك الله خير الجزاء، وشكرا على حسن شعورك ووصفك، وأسأل الله تعالى أن يهديني من ضلالي هذا بنعمته الوافرة ويرزقنا صراطه المستقيم وأن يجعلني على صحيفة بيضاء من نور ويظلني بضله الكبير يوم لا ظل الا ظله وحسبنا الله ونعم الوكيل.
      اما قولك تعقيبا على المشاركة القديمة للسائل:
      وهنااما ان يكون الناقل مخطئا في نقل نص الفتوى مع انه لم يقل انها فتوى!
      او-وهو الاصح-هي وسائل الدعوجية القذرة في التحوير بقصد التشنيع والاساء لمقام المرجع الاعلى في حينه الامام الحكيم !
      وهذا ما انكرته لانكار العقل له.....فكيف يمكن ان يقول مثل الامام الحكيم او اي عاقل هذا الكلام؟
      ولنركز....(انه وصف حزب الدعوة)!!!!!
      اي انه سئل عن حزب الدعوة او انه كان يتحدث عن حزب الدعوة فقال انه ان كان قويا يخشى منه !!!
      والحال اننا نتحدث عن (القيادة السرية)...وبشكل عام!
      وان كان المعني بالسؤال اصلا هو حزب الدعوة ذاته الا ان السؤال لم يسمها والاجابة جائت مطلقة.....فاان اتباع قيادة سرية امر غاية في الخطورة وهو مرفوض ومحرم !!!
      وكل حزب تنطبق عليه صفة سرية القيادة تنطبق عليه الفتوى !
      فأنت تقول ان الدعوة اختلقت هذه القصة للتشنيع على الإمام الحكيم رحمه الله!
      فلماذا تشاركهم انت في تأكيد التشنيع وتقول ان الامام الحكيم يريد بها حزب الدعوة؟!!
      واتباع قيادة سرية بالنسبة للمكلف (السائل) محرمة، لابالنسبة للمرجع (المسؤول)، لأنه غير مكلف بها اولا وهو ليس من افراد حزب الدعوة ثانيا، والقيادة ليست مخفية عليه ثالثا كما اعترفت انت به ووضحناه لك.
      ولذلك جاءت الاجابة مطلقة وعلى المكلف تشخيص المواضيع وهي ليست من اختصاص المرجع الا أن يسأل عنها مباشرة، وهذا ما لا يصدر منه حسب علمنا وما عرضته انت غير كاف لذلك.
      وكيف عرفت ان المعني بالسؤال هو حزب الدعوة (اصلا) وهل ورد السؤال في مكان ما دلنا عليه، فحتى الشهيد الحكيم لم يقل بذلك بل قال:
      كان الإمام الحكيم يرى ان القيادة لا يصح ان تكون سرية في إطار الجماعة التي ترتبط بها، وان ذلك يؤدي الى احتمال وقوع القيادة في خطر الانحراف أو التأثير عليها من الخارج من خلال ارتباطات مشبوهة أو فاسدة، وقد لخّص ذلك في جواب احد الاستفتاءات بقوله:
      «إذا كانت القيادة سرية فلا يمكن الانقياد إليها، لأنها إذا كانت ذكية يخاف منها وذا لم تكن ذكية فيخاف عليها»
      وهذا التصور ينطلق من نقطة نظرية مبدئية ترتبط بالرواية المشهورة:
      «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»
      حيث يفهم من هذا الحديث ان «معرفة» المأمومين للإمام قضية أساسية في النظرية الإسلامية...».
      وقد ناقشنا الكلام سابقا فراجع الرابط اعلاه.
      ولو سلمنا لك الأمر، وأيقنا بصدور مثل هكذا فتوى، فهل هذه الفتوى ملزمة لمن لا يقلد الامام الحكيم؟؟!!
      وهل لها أثر في البقاء بعد موت صاحبها؟!! إذ لربما تغير رأيه في المسألة وبدى له في الأمر غير ذلك، وأنت تعلم (دور الزمان والمكان في الاجتهاد)؟!! فهل وصلت فتاوى من بقية المراجع الذين تلو الإمام الحكيم رحمه الله ومن المفترض (ان عمل العامي بلا تقليد باطل) و(لا يجوز تقليد الميت ابتداءا) و(يجوز البقاء على تقليد الميت بشرط الرجوع في المسائل المستحدثة للمرجع الحي)؟!! وأتصور انك هنا لا تناقش التاريخ بل تصله بواقعنا الحاضر وقطعا ما زال لحزب الدعوة وجود وما زال له اتباع ولا ادري هل ما زال يكسب الاتباع أم ظل على منتسبيه القدامى؟؟!! ومن اراد الانتساب هل سيقلدونك انت في الفتوى ام يرجعوا الى مرجعهم في الفتيا؟؟!!
      وعلى فرض صحة الفتوى وبقاءها وديموميتها، فلو زال (المانع) وهو (سرية القيادة) كما تقول او تقول الفتوى، فهل يبقى وجود (للمقتضي) وهو حرمة عمل او الانتماء لحزب الدعوة؟!!
      فهل بقت قيادة الدعوة سرية الآن بل قبل ثلاثين سنة؟؟!!
      واتصور انه فيما نقلته لك من اسماء امكنني ويمكن لأي باحث ان يتعرف عليها من خلال الجرائد والخطابات واللقاءات التلفزيونية والكتب والمعارضين والمؤيدين ان يتعرف عليها بأدنى جهد وأقل كلفة، وعلى قولك:
      وقد نشر لنا مبعوث الحزب قوائم باسماء نعرفها واخرى نجهلها وبين حتى احوالهم ومن كان منهم (طريح الفراش)؟؟؟؟
      فأي سرية بقت وقد فضح حزب الدعوة نفسه بنفسه على يد (مبعوثه) هنا!!!
      أم تريديني أن أتوسل بأصحاب الموقع لحذف المشاركة حتى تبقى القيادة (سرية) ويبقى مفعول الفتاوى ساريا الى ما شاء اله تعالى او شاء كاتب الوثائقية؟؟!!!
      وأما حال (طريح الفراش) فأتصور أن أمره لا يخفى على أي أحد خصوصا بعد اختفاءه من على وجه الساحة السياسية العراقية، وأتصور ان شخصا بمثل حجمه السياسي والجهادي عندما يختفي يثير الكثير من التساؤلات وهذا ما وصل لي عندما سألت عنه ولا تنسى فهو رئيس قائمة انتخابية على ما اظن. والله أعلم بحاله، شافاه الله وعافاه وغفر له ولنا وأحسن عواقبنا لكل خير.
      والحمد لله اولا وآخرا.
      والصلاة على محمد وعترته الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم ومناوئيهم وغاصبي حقوقهم الى يوم الدين اللهم آمين ولن ارضى بواحدة بل ألف آمين آمين رب العالمين.

      تعليق


      • بسم الله الرحمن الرحيم

        اكمالا لموضوع الشيخ محمد رضا النعماني وما اثير في الموضوع، وبعد أن قدمنا كلام السيد الحائري حفظه الله وما كتبه في كتابه وملا بسات الموقع والاستفتائين الصادرين والذي سنوضحه بالتفصيل (الممل) ان شاء الله تعالى وبحوله وقوته.


        نستعرض معا ما جاء في (كتاب الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار) للشيخ محمد رضا النعماني المطبوع في 1996 منشورات اسماعيليان في قم، الطبعة الاولى.


        ويمكن لكم مراجعة الكتاب على الرابط أدناه:
        http://www.mbsadr.com/arabic/pages/m...php?nid=5&s=ca


        جاء في تقديم الكتاب:
        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 13

        تقديم ‏بقلم: سماحة آية الله السيد كاظم الحائري (مد ظله)
        الحمد لله رب العالمين، و صلى الله على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين.
        و بعد: فإن ترجمة حياة أستاذنا الشهيد آية الله العظمى الصدر؛ و أمثاله من عظماء الإسلام واجبة على أصحابه المطلعين على أوضاعهم:
        أولًا: بأمل أن يكون ذلك أداء لجزء يسير من حقوقهم.
        ثانياً: بأمل أن يستفيد الجميع من أنوارهم القدسية و من نفحاتهم الإلهية، ومن سيرتهم التي ينبغي الاقتداء بها.
        و يعتبر فضيلة حجة الإسلام الشيخ محمد رضا النعماني (حفظه الله) ممن واكب مسيرة أستاذنا الشهيد الصدر رحمه الله فترة طويلة و خاصة فترة الحجز القاسية التي كان رفيقه الوحيد فيها، فتوفرت لديه معلومات كثيرة و مواقف مشرفة في الحجز لسيدنا الشهيد في التضحية و الفداء و الإيثار مما كانت تبقى قيد الكتمان إلى الأبد لولا وجود الشيخ معه. و لهذا فترجمته بالخصوص لحياة الأستاذ الشهيد لها نكهتها الخاصة بها، و قد استفدت من كتاباته في ما كتبته سابقاً عن فترة الحجز ضمن ترجمتي لسيدنا الأستاذ في مقدمة كتاب" مباحث الأصول"، و إني آمل أن يطلع الجميع على سيرة و مواقف هذا الشهيد العظيم من خلال قراءة هذا الكتاب الذي بين يديك.

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 14

        و ختاماً نرجو من الله أن يوفقنا للأخذ بثأره و لإقامة حكم الإسلام في أرض عراقنا الجريح تحت راية ولي أمر المسلمين المتمثل اليوم بسماحة آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (حفظه الله).
        و سلام عليه يوم ولد و يوم استشهد و يوم يبعث حياً. و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
        28 ذي القعدة 1416
        كاظم الحسيني الحائري‏
        وكتب المؤلف في مقدمته:
        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 15
        المقدمة
        لاحت في الأفق ونحن في الشهر التاسع من أشهر الحجز (سنة 1979 م) مؤشرات تدل على تصميم السلطة العفلقية العميلة الحاكمة في العراق على إعدام سيّدنا الشهيد الصدر (رضوان الله عليه) بعد فشل مفاوضتها معه ورفضه الاستجابة لأي شرط مهما كان بسيطا ومقبولا، كما سنرى خلال هذه المذكّرات.
        وكان (رضوان الله عليه) قد تهيّأ منذ فترة طويلة لمواجهة هذا المصير المقدس، ولقاء الله- تعالى- وقد خطّط لطريقة الاستشهاد ومكانه ووقته، وسوف يأتي تفصيل ذلك في الفصل الأخير من هذه المذكّرات.
        كان قلبي ولساني يلهج بالدعاء في أن لا يأتي هذا اليوم الذي لم أعرف يوما أسوأ منه في حياتي، ولم يكن قلبي يمسح لي حتى بتصوّره، فهل حقّاً سنفقد عن قريب رجلا جسد الاسلام فكرا وسلوكا وذاب فيه إلى الحدّ الذي كان يري فيه أنّ الاستشهاد هو آخر ما يمكن أن يقدمه له ويخدمه فيه؟!
        في ذلك الجو المظلم المكفهر، وتلك الفترة العصيبة فكّرت أن أطلب منه رحمه الله أن يكتب ترجمة لحياته، يكشف فيها عن جوانب حياته العلميّة، ونشاطاته السياسيّة والجهاديّة، وتفاصيل مسيرته الشاقّة في الحياة، وخصوصاً فترة الحجز التي اكتنفتها أحداث خطيرة، ومثيرة، وحسّاسة جدّاً.
        ولا أنسى عصر ذلك اليوم وقد جلسنا معاً على سطح الدار، وقبّة حرم أمير

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 16

        المؤمنين عليه السلام تلوح أمامنا، وقد أدّينا الزيارة والسلام، وكانت هذه عادته في كلّ يوم، عندها جمعت قواي، وشددت همّتي، وتجرّأت إلى حدٍ كبير، فطلبت من سماحته أي يحقّق هذه الامنية.
        قلت لسماحته: إنّني أشعر بضرورة وأهمّية أن تقوموا بترجمة لحياتكم فأنتم أقدر على هذه المهمّة بالمستوى الذي يشبع طموح أبناء الأمّة وعلمائها ومفكّريها.
        إذ لا يمكن لأحدٍ غيرك أن يستوعب جميع جوانب حياتكم، ويكتب عنها، وخصوصاً المعانات الكبيرة التي عشتموها في مسيرتكم الجهاديّة منذ بدايتها وحتى هذه الساعة، وقد لا يصدّق الناس حجم المحنة وعظم المعاناة إن كتبها أحد سواكم. وذكرت له بعض الشواهد والنماذج ممّا يصعب تصديقه أو وقوعه.
        ثم قلت: إن تاريخ أئمتنا عليهم السلام حافل بالكثير من أمثال هذه الترجمات التي فرضتها الضرورات، أو مصلحة الإسلام. لقد ترجم الامام علي عليه السلام نفسه للمسلمين من على المنبر، وفي مناسبات متعدّدة، فذكر جهاده مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم ومواقفه في صدر الاسلام، وما تعرّض له من ظلم واضطهاد بعد وفاته صلى اللّه عليه وآله وسلم وهكذا فعل الامام علي بن الحسين عليه السلام ولم يفسّر ذلك على أنّه حبّ للذات، أو الشهرة، خصوصا أنّكم تعتقدون أنّ نهاية المطاف هو الاستشهاد في سبيل الله عزّوجلّ.
        ترددّ (رضوان الله عليه) في القبول بهذه الفكرة، وقال:
        (إن دمّي هو الذي سيترجمني، فأنا لا اريد إلّا خدمة الاسلام، وهو اليوم بحاجة إلى دمي أكثر من حاجته إلى ترجمتي، أمّا أنت فقد عشت معي طويلًا، وشاركتني محنتي، وعشت مراحل صراعي مع الظالمين، فعرفت الكثير من تلك الجوانب، فإن كتب اللّه- تعالى- لك السلامة فاكتب ما قد رأيته أو سمعته ....).
        وبعد حديث طويل جري بيني وبينه عن هذا الموضوع. قلت لسماحته: إنّ أحداثاً خطيرة ومهمّة وقعت في فترة الحجز، فمن سيصدّق أنّها وقعت إن لم تكتب‏

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 17

        بقلمكم؟
        فقال: (نعم قد أكتب بعض ذلك ...)
        والواقع كانت هناك مبرّرات عديدة دفعتني لأطلب من السيد الشهيد رحمه اللّه كتابة تاريخه الجهادي، ونشاطه السياسي، وحياته العلميّة.
        ويذكر المؤلف تلك المبررات والتي قد نتعرض لها لاحقا لأن فيها كلام كثير وتحتاج الى تفصيل أكثر ليس الآن محله. لأن المؤلف نفسه يقول في تكملة المقدمة:

        إنّ هذا الفصل من تاريخ السيد الشهيد الصدر يستحق الوقوف عنده طويلًا، لما يحفل به من حوادث كثيرة ساهمت في زجّ السيد الشهيد في أقبية مديريّة الأمن العامّة والانتهاء به إلى الشهادة.
        وإنّي على يقين أنّ أحدا غير السيد الشهيد لا يستطيع أن يخوض غمار هذا الميدان، ويكشف عن مرّ الحقّ و حقائقه المؤلمة، وسوف يتعرّض للتقريع والتشنيع، وإلى حملات من التشهير والتسقيط لا نهاية لها.
        إنّ هذه المبرّرات دفعتني لأن أطلب منه رحمه اللّه الكتابة عن نفسه في تلك المجالات وغيرها، وممّا لا شكّ فيه أنّه لو كتب ذلك لكان كتابه رائعة تضاف إلى جانب اقتصادنا وفلسفتنا والاسس المنطقيّة للاستقراء، ولتعلّمنا منه كيف نكتب السيرة ونترجم العظماء، وندوّن التاريخ، لكن ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه، ففي نهاية المطاف وجدت نفسي مرغماً على كتابة تاريخ السيد الشهيد الصدر بحكم معايشتي له فترة طويلة بما في ذلك سنوات المحنة، وأيام الاضطهاد.
        وإنّي اعترف أنّ هذه المحاولة تقصر عن التعبير بالشكل المناسب عن شخصية شهيدنا الخالد، وكلّ ما يقال لا يعبر تعبرا تاماً عن الحقيقة؛ ذلك أن السيد الشهيد الصدر لم يكتشف بعد، ولعلّ الأجيال اللاحقة ستكتشف أبعاده العلميّة والقياديّة والحضاريّة، وحجم خسارة الامّة الإسلامية والبشريّة بفقده.
        وما كان كتابي هذا إلّا محاولة على هذا الطريق آليت على نفسي الابتعاد فيها عن‏

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 19

        الجوانب التقويميّة والتحليليّة، واكتفيت بسرد سريع ومختصر للأحداث بالمقدار الذي اسعفتني به الذاكرة وسمحت به الظروف ذلك لأنّ دراسة تحليليّة شاملة تحتاج إلى جهود عدد من العلماء والمفكّرين وخصوصا طلاب السيد الشهيد الذين واكبوه في حياته العلميّة ومسيرته الجهاديّة.
        وعلى ذلك، فانّ هذا الكتاب جزء من مذكّرات أردت أن أعكس فيها جوانب من سيرة السيد الشهيد الصدر، لكي تكون مادّة لمن يريد دراسة حياته بأبعادها المختلفة.
        إن الشهيد الصدر (رضوان اللّه تعالى عليه) أمّة بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معنى، يمتلك مقوّماتها التي تجعله يمتد إلى ما تمتدّ إليه الامم، ويمتلك عناصر الخلود المتمثّلة بدمه الزكي، ومواقفه الجهاديّة، وعطائه العلمي، وتفانيه في اللّه- تعالى-، وتضحيته من أجل الإسلام.
        فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً.
        المؤلف‏
        ويعرض المؤلف قضية الخاقاني:

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 290

        موفد آخر للسلطة:
        وبعد مضي شهر واحد تقريبا من لقاء مدير أمن النجف بالسيد الشهيد رحمه الله بعثت السلطة الشيخ عيسى الخاقاني بمهمّة خاصة.
        وقبل أن نعرف طبيعة هذه المهمّة يجب أن نشير إلى حقيقة مهمّة، وهي أن الشيخ الخاقاني لا يرتبط بأي شكل من العلاقات بالسيد الشهيد رحمه الله، فليس هو من تلاميذه، ولا من وكلائه، كما أن الشيخ المذكور يعتبر من أعداء الثورة الإسلاميّة في إيران، وكان له دور كبير في تأجيج الفتن في المنطقة العربية من خوزستان.
        والحقيقة أن السيد الشهيد رحمه الله استغرب كثيرا حينما اتّصل الشيخ الخاقاني هاتفيا، وطلب الإذن بزيارته رحمه الله، وكان الاحتمال الأقرب الذي تبادر إلى أذهاننا قبل أن يلتقي بالسيد الشهيد هو أن ضغطا حصل من قبل الشيعة في دول الخليج على السلطة البعثيّة مما أجبرها على السماح لممثّل لهم يزور السيد الشهيد ليطمئن على صحّته وسلامته، أمّا أن يأتي على أساس أنه ممثّل أو مبعوث للسلطة، فهو أمر لم يكن محتملا لدينا.
        التقى الشيخ الخاقاني بالسيد الشهيد، وكان يرافقه شخص آخر، لم نعرفه بشكل دقيق ومن المحتمل أن يكون من أقاربه.
        وبدأ الخاقاني حديثه مخاطبا السيد الشهيد بخجل مفتعل، فقال: لقد جئت إلى خدمتكم لأجل حل هذه المشكلة، وإعادة الأمور إلى طبيعتها.
        السيد الشهيد: ومن كلّفك بهذه المهمّة؟
        الخاقاني: القيادة.
        السيد الشهيد: ماذا تقصد بالقيادة؟

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 291

        الخاقاني: رئيس الجمهورية والمسؤولين.
        السيد الشهيد: الأزمة سبّبتها الدولة، إنّها لا تتحمّل مجي‏ء وفود لم يرفعوا شعارا ضدها ولم يهدّدوا الأمن، إن كل وفد منها كان يأتي ويجلس معي عشرة دقائق يطلب منّي أن لا اغادر العراق، ثم يعود بكل هدوء إلى بلده، هل هذا العمل يعتبر جريمة أو تهديدا للسلطة؟
        الخاقاني: كلا، فالحكومة لا تعتبر ذلك جريمة، وإنّي أودّ أن أطلعكم بأن المسؤولين قالوا لي: أبلغ السيد الصدر أن بإمكانه أن يفتح بابه، ويستقبل أي أحد يرغب بزيارته، أو يخرج إلى أي مكان شاء ويمارس حياته الطبيعيّة.
        السيد الشهيد: إنّ حياتي طبيعيّة، وأنا سعيد للوضع الذي أنا فيه، ولا حاجة إلى ذلك كلّه.
        بعد ذلك كشف الشيخ عيسى الخاقاني عن المهمّة الحقيقيّة التي بعثوه من أجلها، فقال: سيّدنا تعلمون أن الحوزة العلمية بحاجة إلى تغيير وبناء جديد، وبحاجة إلى دعم وإسناد.
        السيد الشهيد: نعم، إنّها بحاجة إلى ذلك.
        الخاقاني: وخاصّة الحوزة العلمية العربيّة، إنّها بحاجة إلى بناء جديد، ولا أحد يستطيع أن يفعل ذلك غيركم، وأنا مستعد لتنفيذ كل أوامركم بهذا الشأن.
        السيد الشهيد: الحوزة العلميّة في النجف الأشرف كيان واحد لا يتجزأ، ليس لدينا حوزة عربية وأخرى فارسيّة، وثالثة أفغانيّة، بل لدينا حوزة فيها العربي، والفارسيّ، والأفغاني، والباكستاني، ومن مختلف القوميات.
        الخاقاني: ولكن يا سيدي سيطر العجم على الحوزة، فمعظم المراجع منهم.
        السيد الشهيد: الأجواء في الحوزة العلمية حرّة، وكل من يثبت لياقة وجدارة يتقدّم، ولا يمنعه من ذلك أحد.
        الخاقاني: هل تعلم- يا سيدي- ماذا فعل العجم بالعرب في خوزستان، لقد

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 292

        قتلوا شبابهم، وهتكوا أعراضهم، وسلبوا أموالهم، لقد وقف الخميني ضدّ العرب، أذلّهم وسحق كرامتهم.
        السيد الشهيد: أن لا أسمح لك أن تتكلّم بهذا، إنّ السيد الخميني مرجع عادل لا يفرق بين عربيّ وأعجمي كان هنا في النجف يمنح المرتب الشهري للعرب والعجم، لا يفرّق بين أحد منهم. وإذا كان الغرض من مجيئك إلى هنا هو هذا فلست مستعدا لمواصلة الحديث.
        الخاقاني: معذرة، لم يكن الهدف هذا، وإنّما كان الهدف تطوير الحوزة، وفي أثناء ذلك أحببت أن أخبركم بأنّ أحداثا مؤلمة وقعت لعرب خوزستان.
        السيد الشهيد: عرب خوزستان يعيشون في ظل دولة إسلامية، لهم ما لغيرهم، وعليهم ما على غيرهم، ولا احبّ أن يتكررّ هذا الكلام مرّة أخرى.

        انتهى هذا اللقاء، ومن الواضح أن هدف السلطة كان تحريك الحس القومي، واستغلاله لإيجاد فاصلة كبيرة بين النجف والثورة الإسلامية.
        إنّ الشيخ عيسى الخاقاني يعيش في دولة من دول الخليج لا في النجف، وهو يعلم أن السيد الشهيد محتجز لا تسمح السلطة بالاتصال به، فكيف استطاع تجاوز هذه الحدود، وبادر إلى تحمّل مسؤولية بناء الحوزة العلميّة العربيّة في النجف!! بل ولماذا في هذا الوقت بالذات؟!
        إن التفسير الأقرب لما حدث هو أن السلطة استهدفت- عن غباء- أن تجعل من السيد الشهيد رحمه الله منافسا قويّا لقيادة السيد الخميني رحمه الله، وتجعل من النجف منافسا قويا لحوزة قم، وتقوم بتأجيج الصراع بينهم. وهذا لو حدث فإنّه يحقّق لها من الآمال ما لم تكن تحلم به.
        ولا أدري كيف خطر في ذهن القيادة البعثيّة هذا وهي ترى السيد الشهيد رحمه الله وقد ألقى بكل ثقله لتأييد الثورة الإسلامية وقائدها الإمام الخميني رحمه الله.

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 293

        وعاد الخاقاني مرّة أخرى:
        وبعد فترة قصيرة جاء الشيخ عيسى الخاقاني مرّة أخرى، وقال للسيد الشهيد (رضوان الله عليه): إن هذه هي الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تستفيدوا منها لحل هذه الأزمة، إنّنا بحاجة إلى حوزة ومرجعيّة عربيّة، والسلطة مستعدّة لتقديم كافّة المساعدات، كالرواتب للطلبة، والإعفاء من الخدمة العسكريّة، وقد بحثت مع المسؤولين كافّة التفاصيل.
        فأجابه السيد الشهيد رحمه الله: بأن الحوزة والمرجعيّة ليست بحاجة إلى مساعدة أحد، الحوزة قائمة بنفسها، وإمام العصر يرعاها، وأنا لست مستعدّا لقبول أي عرض ممّا تقول.
        وخابت مؤامرة السلطة التي حاولت تنفيذها بواسطة الشيخ عيسى الخاقاني، أمام صمود ووعي وحكمة السيد الشهيد، وتضحيته في سبيل مبادئه.
        وفي فصل آخر يقول الكاتب:

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 315

        المفاوضات الأخيرة
        لقد حدثت مفاوضات متعدّدة في الفترة الأخيرة التي سبقت استشهاده (رضوان الله عليه)، وكانت كلّها عقيمة، لأن موقفه كان ثابتا فيها جميعا، ولم تنجح أساليب الترهيب والترغيب في زعزعة موقف أبدا.
        وإذا كانت الظروف والأوضاع لا تسمح لي بذكر كل التفاصيل الدقيقة، فلا حرج من ذكر ما يجوز منها على سبيل الاختصار، والإيجاز.
        إنّ آخر المفاوضات التي جرت، والتي استشهد (رضوان الله عليه) بعدها بأيّام قليلة كانت بينه وبين مبعوث خاص ومفوّض من قبل القصر الجمهوري، وقد طال كل لقاء من هذه اللقاءات أكثر من ثلاث ساعات، وهنا أسعى لحذف التفاصيل، وأقتصر على البعض المهم من فقراتها موكلا التفصيل إلى وقت آخر.
        بدأت المفاوضات الأخيرة بهذا الشكل: اتصّل فاضل البرّاك مدير الأمن العام بالسيد الصدر رحمه الله، وقال له: إن القيادة ستبعث لكم اليوم ممثّلا لها ليبحث معكم كافّة القضايا، وأرجو أن تكون النتائج طيّبة وإيجابيّة.
        وبعد ساعة واحدة جاء (المبعوث) محاطا بعدد من قوّات الحماية، وطلب من الشهيدة بنت الهدى (رحمها الله) الإذن بلقاء السيد الشهيد (رضوان الله عليه)، وكان مؤدّبا حسن المعاملة والتصرّف قياسا بغيره من المسؤولين.
        دخل إلى البيت بعد أن طلب من حمايته البقاء خارج المنزل، ومنعت قوّات‏

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 316

        الأمن التي تطوّق منزل السيد الشهيد المرور من الزقاق، بما في ذلك السكّان الذين تقع دورهم فيه.
        التقى هذا الشخص بالسيد الشهيد وعرّف نفسه بأنّه مبعوث خاص من قبل رئاسة الجمهوريّة، ومخوّل من قبلها، وكنّى نفسه بأبي علي.
        وبدأ خطوته بمجاملة حارّة! وقال: يصعب على السيد الرئيس وعلينا هذا الوضع الذي لم نكن نرغب فيه، ولم نكن نتمنّى لكم هذا الوضع، وأرجو أن نتوفّق لحل هذه المشكلة، فأنت عربي منّا، ومفكّر إسلامي كبير.
        السيد الشهيد: إذا كنت تقصد الحجز فأنا لست متضايقا منه.
        المبعوث: لا أعني الحجز وحده، بل الحالة غير الطبيعيّة بيننا ... ثم قال سيّدنا، إنّني مخول من قبل القيادة لبحث كل القضايا والمشاكل، وإن شاء الله سنتوصّل إلى حلّ في هذا اليوم يرضي الطرفين، وتعود الأمور إلى طبيعتها، بل وتحدث بيننا محبّه وصداقة.
        السيد الشهيد: تفضّل.
        المبعوث: سيّدنا، إنّ ما حدث- في رجب- كان تحدّيا للدولة، وقد أهينت كرامتها، وهتكت حرمتها، إن مسؤوليّة ذلك تقع عليكم، وأحبّ أن أخبركم أن القيادة لم تتسامح مع أحد- بما في ذلك رفاق قياديين في حزب البعث- كما تسامحت معكم، إن من أصعب الأمور بالنسبة لنا هو كيفيّة التعامل معكم، إن هذا من الأمور المعقّدة بالنسبة للقيادة، إن ما صدر منكم مما لا يمكن للقيادة تحمّله.
        السيد الشهيد: وما الذي صدر منّي؟
        المبعوث: أشياء كثيرة، العلاقة بإيران، وفود المعارضة للسلطة، تحريم الانتماء لحزب البعث.
        السيد الشهيد: علاقتي بإيران لا تتجاوز علاقتي بالسيد الخميني، وهي علاقة العالم بالعالم، وأمّا تأييد الثورة الإسلاميّة فهو موقف ينسجم مع موقف السلطة، فأنتم‏

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 317

        أيضا أيّدتم الثورة الإسلاميّة.
        المبعوث: ولكن يجب أن يكون ذلك بموافقتنا، ومشورتنا، وما سوى ذلك يعتبر تحدّيا لنا، وليس من حق أيّ مواطن أن يقيم علاقة بدولة، إنّنا نعتبر ذلك عمالة للأجنبي، وعلى كل حال فلأجل حل هذه المشاكل وضعت القيادة شروطا، فإن استجبتم لها فسوف تنتهي هذه الأزمة وتعيش معززا مكرّما.
        السيد الشهيد: وما هي الشروط؟
        المبعوث:
        1- عدم تأييد الثورة الإسلاميّة في إيران، والاعتذار عمّا صدر منكم من مواقف بهذا الخصوص من خلال بيان يصدر منكم.
        2- وأن يتضمّن البيان شجبا صريحا للوفود التي جاءت لتأييدكم في رجب.
        3- أن تصدر فتوى خطّية تعلن فيها حرمة الانتماء لحزب الدعوة.
        4- التخلّي عن فتواكم حول حرمة الانتماء لحزب البعث.
        5- إصدار بيان تؤيّد فيه السلطة ولو في بعض منجزاتها كتأميم النفط، أو منح الأكراد الحكم الذاتي، أو محو الامّية.
        السيد الشهيد: وإذا لم أستجب لهذه المطالب؟
        المبعوث: الإعدام.
        السيد الشهيد: تفضّل، أنا الآن مستعدّ للذهاب معك إلى بغداد لتنفيذ حكم الإعدام.
        قال لي السيد الشهيد (رضوان الله عليه) حينما سمع جوابي بقي متحيّرا مذهولا، تارة ينظر إليّ، وتارة يطرق برأسه إلى الأرض، وتغيّر لونه وكأنّه تفاجأ بالجواب، ثم التفت إليّ وقال: هل هذا هو الجواب الأخير؟
        السيد الشهيد: نعم، لا جواب آخر عندي.
        المبعوث: ألا تفكر بالأمر؟

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 318

        السيد الشهيد: لا فائدة.
        وانتهى اللقاء، ولكنه جاء في يوم آخر بمشروع جديد، كان يعتقد أن السيد الشهيد رحمه الله سيقبل به لما يحمل من إغراءات كبيرة، فقال المبعوث: سيّدنا، إنّ السيد الرئيس يعدكم في حال قبولكم بهذه الشروط بما يلي:
        1- سيقوم بزيارتكم، وتغطّى الزيارة من خلال وسائل الإعلام، ومنها التلفزيون.
        2- في خلال الزيارة سيقدّم السيد الرئيس صدّام حسين سيّارته الشخصيّة هدية لكم، وهذا أعلى مراتب التكريم والحفاوة، ولكي تطمئنّوا إلى صحّة نوايانا فسوف لا نطلب منكم نشر البيان قبل أن تشاهدوا ذلك من التلفزيون.
        3- تكون أوامركم وطلباتكم نافذة في دوائر الدولة، وبهذا نكون قد بدأنا صفحة جديدة من الصداقة والمحبّة، لأنّنا أقرب إليك من الخميني، وأنت أقرب إلينا منه.
        السيد الشهيد: موقفي هو موقف السابق.
        المبعوث: نحن لا ندري ماذا تريد، والله (بشرفي) إن القيادة لم تتنازل لأحد بهذا المقدار، والله لقد نفّذنا الإعدام بأشخاص عارضونا أقل من هذا، وكان منهم رفاق في الحزب فلماذا هذا الإصرار؟ ماذا تريد أن نفعل؟
        السيد الشهيد: أنا لم أطلب منكم شيئا، وكما قلت لكم إذا كان الحلّ لهذه الأزمة هو الإعدام فأنا مستعد لذلك، ولا كلام آخر عندي.
        ظلّ هذا المبعوث ساكتا، ولم يتكلّم بشي‏ء، وبعد فترة عاد إلى الحديث، ففاوض السيد الشهيد رحمه الله على الشروط متنازلا عنها الواحد تلو الآخر، والسيد الشهيد مصرّ على موقفه، بعدها قال المبعوث: سيدنا، بقي شي‏ء لابد منه، كما أنّه ليس من حقّي أن أتنازل عنه مطلقا.
        السيد الشهيد: ما هو؟

        الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، ص: 319

        المبعوث: أن توافق على إجراء مقابلة مع صحيفة أجنبية، وإن شئت تكتب الأسئلة بنفسك فلا مانع- حتّى لو كانت فقهيّة-، ولكن بشرط أن تؤكّد في المقابلة أن لا عداء بينكم وبين السلطة أو تشيد ببعض إنجازاتنا كمحو الامّية، أو تأميم النفط، أو منح الأكراد الحكم الذاتي، وفي مقابل ذلك نتعهّد بتنفيذ كل التعهّدات السابقة.
        السيد الشهيد: وإذا لم أفعل؟
        المبعوث: الإعدام، بشرفي لا حلّ غيره.
        السيد الشهيد: أنا مستعد، ولا كلام آخر عندي.
        وتحيّر المبعوث، وظلّ ساكتا فترة طويلة، ثم قام وودّع السيد الشهيد، وجرت دموعه على وجهه، وقال بلهجته العاميّة: (حيف مثلك تاكله الكاع- أي الأرض- حيف، والله حيف).
        وكانت هذه المفاوضات قد جرت في آخر شهر من أشهر الحجز.
        الملفات المرفقة

        تعليق


        • وارجوا التركيز على عبارة الشيخ النعماني:

          قال لي السيد الشهيد (رضوان الله عليه) حينما سمع جوابي بقي متحيّرا مذهولا...
          فكلامه نقلا عما سمعه من الامام الشهيد الصدر وليس منه.

          وما ذكره المؤلف نفسه:

          وما كان كتابي هذا إلّا محاولة على هذا الطريق آليت على نفسي الابتعاد فيها عن‏ الجوانب التقويميّة والتحليليّة، واكتفيت بسرد سريع ومختصر للأحداث بالمقدار الذي اسعفتني به الذاكرة وسمحت به الظروف ذلك لأنّ دراسة تحليليّة شاملة تحتاج إلى جهود عدد من العلماء والمفكّرين وخصوصا طلاب السيد الشهيد الذين واكبوه في حياته العلميّة ومسيرته الجهاديّة.
          مضافا الى ما سيذكره المؤلف نفسه من توثيق في كتاب (شهيد الامة وشاهدها) للشيخ محمد رضا النعماني الذي نشره (مركز الأبحاث والدراسات التخصّصيّة للشهيد الصدر، المنبثق عن ـ المؤتمر العالمي للسيد الشهيد الصدر ـ والذي يديره السيد نور الدين الاشكوري) في قم، الطبعة الاولى لسنة 2000 ـ 1421





          جاء في مقدمة المركز:

          شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 7

          كلمة المؤتمر:
          بسم الله الرحمن الرحيم‏

          الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
          منذ منتصف القرن العشرين، وبعد ليل طويل نشر أجنحته السوداء على سماء الأمة الإسلامية لعدّة قرون، فلفّها في ظلام حالك من التخلّف والانحطاط والجمود. بدأت بشائر الحياة الجديدة تلوح في أُفق الأمّة، وانطلق الكيان الإسلامي العملاق- الذي بات يرزح تحت قيود المستكبرين والظالمين مدى قرون- يستعيد قواه، حتّى انتصب حيّاً فاعلًا قويّاً شامخاً بانتصار الثورة الإسلامية في إيران تحت قيادة الإمام الخميني (قده) يقضّ مضاجع المستكبرين، ويبدّد أحلام الطامعين والمستعمرين.
          ولئن أضحت الأمة الإسلامية مدنيةً في حياتها الجديدة على مستوى التطبيق للإمام الخميني (قده) فهي بدون شك مدينة في حياتها الجديدة على المستوى الفكري والنظري للإمام الشهيد الصدر (قده)، فقد كان المنظّر الرائد بلا منازع للنهضة الفكرية الجديدة، إذ استطاع من خلال كتاباته، وأفكاره التي تميّزت بالجدة والإبداع من جهة، والعمق والشمول من جهة أُخرى، أن يمهّد السبيل للأُمة

          شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 8

          ويشقّ لها الطريق نحو نهضة فكرية إسلامية شاملة، وسط ركام هائل من التيّارات الفكرية المستوردة التي تنافست في الهيمنة على مصادر القرار الفكري والثقافي في المجتمعات الإسلامية، تزاحمت للسيطرة على عقول مفكريها وقلوب أبنائها المثقفين.
          ولم يقتصر الشهيد الصدر على عطائه على الانجازات العلمية والفكرية التي حققها لخلق الوعي والصحوة لدى أبناء الأمة الإسلامية، بل قام بخطوات عملية هامة على أصعدة شتى في المجالات الاجتماعية والسياسية والجهادية، وقدم مشاريع وأُطروحات محكمة في هذا السبيل لدفع الأمة نحو السير والحرية بالاتجاه الذي كان قد أوضحه لها نظرياً، وبهذا تمت عناصر المشروع الحضاري نظرياً وعملياً من أجل تفعيل حالة الحيوية والفاعلية والنهوض لدى الأمة.
          فلم يقنع (قده) بتقديم النظريات إلى الملأ ملقياً حبل المسؤولية في الانطلاق العملي على غاربها، بل ساهم ميدانيّاً في عملية التغيير، ومد يده إلى أمته لانتشالها مما هي فيه، وعلّمها من أين تبدأ وإلى أين تنتهي في مسيرتها، وربّاها على كيفيّة صنع الموقف.
          وإنّ المتصفّح لتاريخ هذا الطود الشامخ ليلمس معالم العظمة في كل معطى من معطياته النظرية والعملية، ويجد ظواهر السمو على كل مفردة من مفردات حياته العامّة والخاصة، ويرى آيات الإصالة والمتانة في جميع ممارساته الاجتماعية والشخصية، فكان نموذجاً رساليّاً فذّاً في عالمنا المعاصر.
          وقد وجد المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قده) نفسه ملزماً بتعريف هذا النموذج الفذّ إلى العالم وإلى الأجيال المقبلة، ومن هنا كان في طليعة مهامّ المؤتمر السعي الجاد لتهيئة ترجمةٍ مستوعبة لمراحل حياته (قدس سره) وما تزخر به من أحداث ووقائع ومواقف وعبر، علماً بأنّ مهمةً كهذه أمر صعب مستصعب، إذ بالإضافة إلى‏

          شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 9

          أنّ تحليل حياة العظماء بصورة عامّة يتوقّف على درك خصائصهم ووعيها، ويتطلّب التوفّر على الوثائق والمستندات والقدرة على تشخيص صحّة المنسوب إليهم أو سقمه، توجد هناك تعقيدات كثيرة في خصوص الظروف والملابسات التي عاشها الشهيد الصدر (قدس سره).
          ولهذا رأينا أنّ دراسة حياة هذا الرجل العظيم مهما حظت بأسباب التوفيق والنجاح ومهما كان المباشر لها موسوماً بالقدرة والجدارة في هذا المضمار فسوف لا يتمّ بها المستوى المثالي اللائق الذي نحلم به في مثل هذه الدراسة، لكنّ هذا لم يمنعنا عن الخوض في غمار هذه المهمّة تطبيقاً للفكرة المعروفة «ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه».
          وعلى هذا الأساس قمنا بالمساعي التالية:
          1- تهيئة المصادر والوثائق والمستندات اللازمة لذلك قدر الوسع والإمكان وذلك بالاستفادة من الأرشيف الوثائقي الكبير الذي قام بتجميعه الأخ الفاضل حجة الإسلام السيد حامد الحسيني حفظه الله تعالى خلال سنوات طويلة وقدمها إلى المؤتمر.
          2- انتخاب شخص لمباشرة الكتابة في هذا المجال يمتاز بالعديد من المؤهّلات التي منها: قربه من الإمام الشهيد (قدس سره) ومنزلته لديه، لا سيّما في السنوات الأخيرة من عمره الشريف، ومعايشته عن كثب للأحداث والظروف التي مرّ بها أيام المحنة والحصار. ومنها: تجربته الكتابيّة السابقة في التأليف حول حياة الإمام الشهيد (قدس سره)، إلى غير ذلك من المميزات التي قلّما تتوفّر طرّاً في شخص واحد. ألا وهو فضيلة حجة الإسلام المجاهد الشيخ محمد رضا النعماني حفظه الله تعالى، الذي بذل غاية جهده لتأليف هذا الكتاب في ضوء الوثائق والمستندات التي أشرنا إليها.

          شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 10

          3- إجراء بعض التعديلات الفنّية والشكلية في كيفيّة تبويب الكتاب، وتقسيم فصوله، وتنظيم عناوينه الأصلية والفرعية، ووضع علامات الترقيم والفهرسة وغيرها. وربّما تصرّفنا في محتوى الكتاب أيضاً على مستوى الحذف بقدر ما اقتضته الضرورة.
          وهكذا تمّ إعداد الكتاب بأفضل ما أمكن لنا إعداده في هذه الفرصة.
          ونحن- في الوقت الذي نحمد المولى عزّ وجلّ على هذا التوفيق- ندعو سائر العلماء والمخلصين ممّن عاش في كنف الشهيد الصدر (قدس سره) وانتهلوا من غزير منهله في شتّى الميادين أن يزوّدنا بما لديهم من معلومات ووثائق عن حياة هذا الرجل العظيم في مختلف أبعادها ونواحيها- لا سيّما السياسيّة والجهادية- عسى أن نستطيع عرض ترجمة حياته بنحو أتمّ وأكمل في المستقبل إن شاء الله تعالى.
          وأخيراً نرى لزاماً علينا أن نتقدّم بأسمى آيات الشكر والثناء إلى فضيلة الشيخ المؤلف- حفظه الله- وإلى كلّ من ساهم في إنجاز هذا المهمة، سائلين المولى سبحانه أن يتقبّل جهدهم بأحسن القبول، وأن يمنّ عليهم وعلينا جميعاً بالأجر والثواب إنّه سميع مجيب.
          المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر (قدس سره)
          أمانة الهيئة العلميّة
          ويذكر المؤلف في مقدمة الكتاب:

          مقدمة المؤلف‏
          بسم الله الرحمن الرحيم‏

          الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد وآله الطاهرين.
          وبعد: طلبت أمانة الهيئة العلمية للمؤتمر العالمي الكبير بمناسبة مرور عشرين عاماً على استشهاد مفجّر الثورة الإسلامية في العراق سماحة آية الله العظمى الإمام السيّد محمد باقر الصدر (قدس سره) أن أكتب كتاباً مفصلًا يتناول مختلف جوانب حياة السيد الشهيد، وخاصّة فيما يتعلّق بجهاده السياسي ومقارعته لنظام الكفر والإلحاد في العراق، للقيام بطبعه بهذه المناسبة الكريمة وقد أتاحت لي فرصة ثمينة وذلك بوضع كافّة محتويات أرشيف المؤتمر الذي قام بجمعه وتنسيقه- بعد جهود كبيرة ومشكورة وخلال سنوات عديدة- سماحة الأخ حجة الإسلام السيد حامد الحسيني حفظه الله الذي قدّم للسيد الشهيد الصدر خدمة لا تنسى نذكرها له هنا اعترافاً بالجميل.
          وبما أنّي على يقين أنّ كلّ ما أكتبه لن يعبّر عن حقيقة الإمام الشهيد الصدر تعبيراً كاملًا، وأنّ الأحداث التي عاشها هي من الأهميّة والخطورة بحيث تحتاج إلى أن يؤرّخها بقلمه الشريف فقد طلبت منه ذلك، ولا أنسى عصر ذلك اليوم ...
          ويستمر النعماني بسرد نفس مقدمة كتابه (سنوات المحنة) الذي عرضناه سابقا، ويضيف:

          ولم يكن من خيار أمامي وأنا أخوض غمار هذه المهمة الكبيرة إلا إدخال كتابي (سنوات المحنة وأيام الحصار) كعنصر أساسي في التأليف الجديد ولكن بعد إضافات كبيرة ومواضع عديدة بحيث أخرجته عن اسمه الأوّل وعلى هذا الأساس اقترحت أمانة الهيئة العلمية للمؤتمر أن يصدر باسم آخر واستجبت للطلب الكريم فاسميته (شهيد الأمة وشاهدها) وأرجو أن تكون التسمية منطبقة على المحتوى ومتناغمة مع الموضوع. هذا وقد امتاز هذا الكتاب عن سابقه بالأمر التالية:
          أولًا: تم توثيق عدد كبير من المعلومات التي لم توثق في كتاب (سنوات المحنة وأيام الحصار) ورويتها اعتمادا على الذاكرة، أو نقلتها عن طلابه والمقربين منه. أما الباقي فسوف يأتي اليوم الذي يوثق فيه بخطه الشريف ليكون الكتاب وثيقة وليس كتابا بإذن الله تعالى.
          ثانياً: اشتمل الكتاب على مواضيع جديدة لم اتطرق اليها من قبل ووثقتها كذلك بما تيسر لي من رسائل بخطه الشريف، ومن أهم هذه المواضيع (شكل نظام الحكم في الاسلام) هل هو الشورى، او ولاية الفقيه العامة. وقد استعرضت مسيرة تطور المسألة في مراحلها المختلفة تاركا لأهل الاختصاص استنتاج ما يمكن استنتاجه في هذا الموضوع الهام.

          شهيد الأمة وشاهدها ج‏1، ص: 16

          ثالثاً: ان مواضيع كثيرة من الكتاب نالها قدر كبير من التطوير او التعديل باستثناء بعض المواضيع التي تجنبنا التوسع فيها حفاظا على المصلحة العامة وليس لأي سبب آخر.
          رابعاً: وضم الكتاب مجموعة قيمة من الرسائل والوثائق والاستفتاءات والوكالات والصور شكّلت وجها جديدا للكتاب بنحو يتيح لكل من يريد الكتابة المؤثّقة عن الإمام الشهيد الصدر افقا رحبا ومادة قيّمة.
          وعلى كلّ حال فقد بذلت ما كان بوسعي، وجهدت في أن يحافظ الكتاب على الوحدة، وأن لا يكون مادّة للخلاف والاختلاف، وإن كان هذا لا يعفينا عن أداء حق السيد الشهيد الصدر بنقل الحقيقة كاملة للُامّة والتاريخ وكشف الأُمور على حقيقتها بصورته أو خطّه.
          وقد حاولت إخراج الكتاب بروح جديدة، وبمادّة وثائقية تحمل بصمات السيد الشهيد الصدر نفسه ليكون القارئ أكثر تقبّلًا لصفحات تاريخه المجيد الحافلة بألوان من النور، وأُخرى مليئة بالكثير من الظلم الذي وقع عليه، لا ابتغي بذلك إلا رضا المولى عز وجل راجياً منه أن نكون أوفياء في كتابة تاريخ الأمم والقادة لا الحكّام السلاطين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
          محمد رضا النعماني‏
          1/ ربيع الأول/ 1421 هـ
          4/ 5/ 2000 م‏
          وينبغي الإشارة الى أنني تتبعت نقل الكلام حول هذه القضية (مفاوضات الخاقاني) ولم أجد اختلافا بين الكتابين.

          وقد ذكر أحد الباحثين اختلافات جزئية في باقي موارد الكتاب ـ غير ما بينته في المقدمتين ـ ليس محل ذكرها الآن، لأنها خارجة عن سياق الموضوع الحالي، ولعلنا نشير لها مستقبلا في حينه إذا شاء الله تعالى.

          الى هنا ينتهي ما أردنا نقله من كتابي الشيخ النعماني (سنوات المحنة) و(الشاهد والشهيد) حول قضية (مفاوضات الخاقاني).
          ولكن هل هذا تمام القصة أم أن هناك رواية أخرى في الموضوع...

          هذا ما سنتعرض له لاحقا ان شاء الله تعالى...
          والحمد لله رب العالمين.
          الملفات المرفقة
          التعديل الأخير تم بواسطة alyatem; الساعة 13-05-2011, 11:54 PM.

          تعليق


          • دفاع عن النعماني أم عن الشهيد الصدر؟؟!!!

            بسم الله الرحمن الرحيم


            ولنعرض القصة الاخرى لهذه المفاوضات كما يرويها المحقق احمد عبدالله ابوزيد العاملي في كتابه (محمّد باقر الصدر . . السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق) الجزء الرابع ، الطبعة الاولى ، دار العارف ، بيروت ، 2007 .


            وهي أضخم موسوعة موثقة في حياة الإمام الشهيد الصدر قدس الله نفسه الزكية في خمس مجلدات إعتمد فيها المؤلف على ما يقارب من 1732 مصدر توزعت ما بين كتاب ووثائق ولقاءات صحفية ومرئية ومسموعة ومقروءة والكترونية وكثير منها ينشر لأول مرة.

            ويمكن مراجعة اللقاء الذي أجراه مع المؤلف موقع شبكة (والفجر) حول الظروف التي أحاطت به حين تأليف كتابه في الرابط أدناه:


            http://www.walfajr.net/?act=artc&id=13709








            ملاحظة:
            نتمنى من القاريء الكريم أن يلتفت اننا قسمنا الكلام حسب وروده في صفحات الكتاب حتى تسهل المراجعة وملاحظة الهوامش، فتنبه.


            قال المؤلف في مقدمة الكتاب:


            السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ص: 7

            أيّها القارئ الكريم‏

            هذا إنتاجٌ اغتنمت له ثلاث عطل دراسيّة في حوزتنا الدينيّة قم المشرّفة على مدى ثلاثة أعوام متتالية (2003 ـ 2005 م) ، جفوتُ خلالها الأتراب والأحباب ، حيث جلست نبذة ، وقعدت جنبة ، وتوفّرتُ على تدوين ما تجمّع لديّ من معلومات حول سيرة المعلّم الشهيد ، الإمام السيّد محمّد باقر الصدر (ره) ، والظرف التاريخي الذي عاش فيه ، متعرّضاً في ذلك بإيجاز إلى تاريخ الحركة الإسلاميّة في العراق ، وما رافق ذلك من أمّهات الأحداث التي عصفت بالحوزة العلميّة في النجف الأشرف ، مروراً بانتصار الثورة الإسلاميّة المباركة في إيران على يد رائدها الإمام السيّد روح الله الخميني (ره) ، وانتهاءً باستشهاد السيّد الصدر في ظلّ الظرف العصيب الذي ألمّ به .
            وأصلُ هذا المشروع أنّه كانت تتجمّع في ذهني معلوماتٌ وخواطر، كنتُ قد وقعتُ على كثيرٍ منها في ما جادت به يراع السابقين، وكنتُ أسجّلها في ملفّات متفرّقة، أو أودعها صفحةً من صفحات الذاكرة . .
            ولمّا حانت الفرصة ، وبانت النُهزة ، أرهفت للأمر غرار العزم ، وركبت مطيّة العمل ، فلم يجفّ لِبدُها حتّى تلمّظتُ ما فاتهم من صدور الصحب وقلوب الآل ، وقيّدتُ ما أبد من حقائق مغمورة ووثائق مطمورة .. حتّى إذا اختمرت الصورة التاريخيّة ، ووجدتُ فيها ما يصلح عرضاً مقبولًا لتاريخ هذه الشخصيّة بشكل خاص ، والحقبة المنصرمة بشكل عام ، جمعتها وهذّبتها ورتّبتها على فصول ، اجتمع منها كتابٌ كبير .
            والحقيقة أنّي لا زلتُ غير مقتنعٍ بنشر الكتاب بصورته الحاليّة ؛ لحاجته إلى مزيدٍ من النظر في أثنائه وأحنائه ، إلّا أنّ الضغط النفسيَّ الذي ولّده إلحاح الأصدقاء والمعنيّين ملك عليّ مذاهبي ، وحال دون مسربي ، فحملتُ نفسي على مكروهها ، وأغمضتُ النظر عمّا فيه من نقص وعيب ، ونشرته على النحو الذي هو عليه .
            وأرجو من القارئ العزيز أن يقرأ بعض فقرات الكتاب على الأقلّ قراءةً موضوعيّة بإمعانٍ وتدبّر ، وله أن يطرح زبده الذي يذهب جفاءً من معلومات جزئيّة غير مرتبطة بالبعد الرسالي ، والتي تجمّعت بطريقة عفويّة استطراديّة، ودُوّنت لرغبة صنف معيّن من القرّاء في الاطّلاع عليها . . وأمّا كثيرٌ ممّا ينفع الناس ويمكث في الأرض ، فلا أحبُّ له أن يطالعه كما يطالع قصّةً روائيّة أو نصّاً أدبيّاً ، إذ ليس الكتاب في جوهره روايةً ولا أدباً ، وإنّما هو تعبيرٌ حيٌّ بلسان الماضي عن بعض ما نعايشه ، وسيجد فيه القارئ ومضات لرؤى فكريّة واجتماعيّة وسياسيّة خلت منها كتابات السيّد الصدر (ره) .
            ومهما يكن من أمر ، فإذا استطاع هذا الكتاب المساهمة في تشخيص بعض مشكلاتنا وإعدادِ الأرضيّة المناسبة لعلاجها ، فقد حقّق شطراً من رسالته ، وحسبُه ذلك .
            وأحبّ للقارئ الكريم أن لا يقف عند حدود شخص بحالٍ من الأحوال؛ لأنّ الرسالة أكبر من الجميع ، وعلى من يطالب بالحبوة أن يقضي ما على الميت من واجبات . وأحبُّ له أن ينظر إلى المعلّم الصدر في آماله وآلامه ، فيفكّر في تشييد ما أسّس، أو إصلاح ما قدّم ، متحرّراً من أيّ شعورٍ

            السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏1، ص: 8

            نفسيٍّ قد يلجئه إلى التقيّد بقناعاته في مجالٍ من المجالات، لكي لا يُساهم في جعل عطاءاته أحكاماً ثابتة، مكرّساً بذلك الروح (الاستصحابيّة) التي دفع السيّد الصدر استقراره فحياته ثمناً لإزهاقها، فإنّ «تعظيم الكبراء وتقليد الأسلاف والأنس بما لا يعرف الإنسان غيره يحتاج إلى علاج شديد، وقد قال الخليل بن أحمد العروضي (ره) : (الإنسان لا يعرف خطأ معلّمه حتّى يجالس غيره) ، فالعاقل يكون غرضه الوصول إلى الحق من طريقه، والظفر به من وجهه وتحقيقه، ولا يكون غرضه نصرة الرجال؛ فإنّ الذين ينحون هذا النحو قد خسروا ما ربحه المقلّد من الراحة والدعة، ولم يسلموا من هجنة التقليد وفقد الثقة بهم، فهم لذلك أسوء حالًا من المصرّح بالتقليد. وبئست الحال حال من أهمل دينه وشغل معظم دهره في نصرة غيره لا في طلب الحق ومعرفته. ولا ينبغي لمن استدرك على من سلف وسبق إلى بعض الأشياء أن يرى لنفسه الفضل عليهم؛ لأنّهم إنّما زلّوا حيث زلّوا لأجل أنّهم كدّوا أفكارهم وشغلوا زمانهم في غيره، ثمّ صاروا إلى الشي‏ء الذي زلّوا فيه بقلوب قد كلّت، ونفوس قد سئمت، وأوقات ضيّقة، ومن يأت بعدهم فقد استفاد منهم ما استخرجوه ووقف على ما أظهروه من غير كدورة كلفة، وحصلت له بذلك رياضة واكتسب قوّة، فليس يعجب إذا صار إلى حيث زلّ فيه من تقدّم ، وهو من موفور القوى [و] متّسع الزمان لم يلحقه ملل ولا خامره ضجر أن يلحظ ما لم يلحظوه، ويتأمّل ما لم يتأمّلوه، ولذلك زاد المتأخّرون على المتقدّمين، ولهذا كثرت العلوم بكثرة الرجال واتصال الزمان وامتداد الآجال، فربّما لم يشبع القول في المسألة على ما أورده المتأخّر، وإن كان بحمد الله بهم يقتدي، وعلى أمثلتهم يحتذي» «1» .
            وقبل أن أختم، أرى من الجفاء أن لا أشرك في الإهداء روح الإمام الخميني (ره) الذي له علينا فضلٌ لا يقدّر ، فرحمة الله تعالى عليه من إمام لم توحشه وحدته .
            وفي الختام أسأل المولى تبارك وتعالى أن لا يحرمني وافر رحمته، وأن يتجاوز بها عن سيّئاتي ، ويكتب لي أعمالي في ميزان الصلاح ، ويمنّ عليّ بشفاعة سيّد الورى محمّد (ص) وأهل بيته الطيّبين الطاهرين (عليهم السلام) .
            وما توفيقي إلّا بالله، عليه توكّلتُ، وإليه أنيب، وهو عليمٌ بذات الصدور .
            الثالث من شعبان 1426 هـ (8 / 9 / 2005 م)
            ولادة سيّد الشهداء الإمام الحسين (ع)
            __________________________________________________
            (1) ابن إدريس الحلّي (ت: 598 هـ) في: السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى3: 651 ـ 653 .
            ولنقرأ ما يقوله المؤلف في قصة الخاقاني:


            السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 221

            مفاوضات الشيخ عيسى الخاقاني‏

            في ذي القعدة / 1399 هـ (أيلول ـ تشرين الأوّل / 1979 م) وبعد مضيّ شهر واحد تقريباً من لقاء مدير أمن النجف بالسيّد الصدر (رحمة الله) ، بعثت السلطة الشيخ عيسى الخاقاني بمهمّة خاصّة «3» .
            والحقيقة أنّ السيّد الصدر (رحمة الله) استغرب كثيراً حينما اتّصل الشيخ الخاقاني هاتفيّاً ، وطلب الإذن بالزيارة ، وكان الاحتمال الأقرب الذي تبادر إلى ذهن السيّد الصدر (رحمة الله) قبل حصول اللقاء هو أنّ ضغطاً حصل من قبل الشيعة في دول الخليج على السلطة البعثيّة ممّا أجبرها على السماح لممثّل لهم بزيارة السيّد الصدر (رحمة الله) ليطمئن على صحّته وسلامته ، أمّا أن يأتي على أساس أنّه ممثّل أو مبعوث للسلطة ، فهو أمرٌ لم يكن محتملًا .
            التقى الشيخ الخاقاني بالسيّد الصدر (رحمة الله) ، وكان يرافقه شخصٌ آخر يُحتمل أن يكون من أقاربه‏ «4» .
            وبدأ الخاقاني حديثه مخاطباً السيّد الصدر (رحمة الله) : « لقد جئت إلى خدمتكم لأجل حلّ هذه المشكلة ، وإعادة الأمور إلى طبيعتها» .
            السيّد الصدر : «ومن كلّفك بهذه المهمّة؟ » .
            الشيخ الخاقاني : «القيادة» .
            السيّد الصدر : «ماذا تقصد بالقيادة؟ » .
            الشيخ الخاقاني : «رئيس الجمهوريّة والمسؤولين» .
            السيّد الصدر : «الأزمة سبّبتها الدولة ، إنّها لا تتحمّل مجي‏ء وفود لم يرفعوا شعاراً ضدّها ، ولم يهدّدوا الأمن ، إنّ كلّ وفد منها كان يأتي ويجلس معي عشرة دقائق يطلب منّي أن لا أغادر العراق ، ثمّ يعود بكلّ هدوء إلى بلده ، هل هذا العمل يعتبر جريمة أو تهديداً للسلطة؟ » .
            الشيخ الخاقاني : «كلّا ، فالحكومة لا تعتبر ذلك جريمة ، وإنّي أودّ أن أطلعكم بأنّ المسؤولين قالوا لي : أبلغ السيّد الصدر أنّ بإمكانه أن يفتح بابه ويستقبل أيّ أحد يرغب بزيارته أو يخرج إلى أيّ مكان شاء ،
            ولنفرد هامش هذه الصفحة بإقتباس مستقل:


            (3) هذا ما ذكره الشيخ محمّد رضا النعماني . وقد ذكر السيّد كاظم الحائري أنّ ذلك كان في الأسبوع الأخير قبل استشهاد السيّد الصدر (مقدّمة مباحث الأصول : 161) ، وهو اشتباه ، لأنّ مجيئ الشيخ الخاقاني إن كان قد تلا مجي‏ء موفد السلطة بشهر ، فهذا يعني أنّه كانت في ذي القعدة تقريباً .
            (4) ذكر السيّد كاظم الحائري أنّه أبو علي الضابط في القصر الجمهوري (مقدّمة مباحث الأصول : 161) ، وأنا أستبعد ذلك لأنّ الشيخ محمّد رضا النعماني يعرف أبا علي وقد تحدّث عنه في موارد أخرى ، ولو كان هو لتعرّف عليه ، وأحسبُ أنّ هنا خلطاً بين زيارة الشيخ الخاقاني الأولى وبين زيارته الثانية التي نركن إلى كونها جاءت بمعيّة أبي علي كما سيأتي ضمن أحداث سنة 1400 هـ إن شاء الله تعالى .

            ويستمر الكلام:


            السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 222

            ويمارس حياته الطبيعيّة» .
            السيّد الصدر : «إنّ حياتي طبيعيّة ، وأنا سعيد للوضع الذي أنا فيه ، ولا حاجة إلى ذلك كلّه‏» .
            بعد ذلك كشف الشيخ عيسى الخاقاني عن المهمّة الحقيقيّة التي بعثوه من أجلها ، فقال : «سيّدنا ، تعلمون أنّ الحوزة العلميّة بحاجة إلى تغيير وبناء جديد ، وبحاجة إلى دعم وإسناد» .
            السيّد الصدر : «نعم ، إنّها بحاجة إلى ذلك‏» .
            الشيخ الخاقاني : «وخاصّة الحوزة العلميّة العربيّة ، إنّها بحاجة إلى بناء جديد ، ولا أحد يستطيع أن يفعل ذلك غيركم ، وأنا مستعدٌّ لتنفيذ كلّ أوامركم بهذا الشأن‏» .
            السيّد الصدر : «الحوزة العلميّة في النجف الأشرف كيان واحد لا يتجزّأ ، ليس لدينا حوزة عربيّة وأخرى فارسيّة وثالثة أفغانيّة ، بل لدينا حوزة فيها العربيّ والفارسي والأفغاني والباكستاني ومن مختلف القوميّات‏» .
            الشيخ الخاقاني : «ولكن يا سيدي سيطر العجم على الحوزة ، فمعظم المراجع منهم‏» .
            السيّد الصدر : «الأجواء في الحوزة العلمية حرّة ، وكلّ من يثبت لياقة وجدارة يتقدّم ، ولا يمنعه من ذلك أحد» .
            الشيخ الخاقاني : «هل تعلم يا سيّدي ماذا فعل العجم بالعرب في خوزستان؟ ! لقد قتلوا شبابهم وهتكوا أعراضهم وسلبوا أموالهم ، لقد وقف الخميني ضدّ العرب ، أذلّهم وسحق كرامتهم‏» .
            السيّد الصدر : «أنا لا أسمح لك أن تتكلّم بهذا ، إنّ السيّد الخميني مرجعٌ عادلٌ لا يفرّق بين عربيّ وأعجميّ ، كان هنا في النجف يمنح المرتّب الشهري للعرب والعجم لا يفرّق بين أحد منهم ، وإذا كان الغرض من مجيئك إلى هنا هو هذا فلست مستعدّاً لمواصلة الحديث‏» .
            الشيخ الخاقاني : «معذرة ، لم يكن الهدف هذا ، وإنّما كان الهدف تطوير الحوزة ، وفي أثناء ذلك أحببت أن أُخبركم بأنّ أحداثاً مؤلمةً وقعت لعرب خوزستان‏» .
            السيّد الصدر : «عرب خوزستان يعيشون في ظلّ دولة إسلاميّة ، لهم ما لغيرهم ، وعليهم ما على غيرهم ، ولا أحبّ أن يتكرّر هذا الكلام مرّة أخرى‏» .
            انتهى هذا اللقاء ، ومن الواضح أنّ هدف السلطة كان تحريك الحسّ القومي واستغلاله لإيجاد فاصلة كبيرة بين النجف والثورة الإسلاميّة .
            إنّ الشيخ عيسى الخاقاني يعيش في دولة من دول الخليج لا في النجف ، وهو يعلم أنّ السيّد الصدر (رحمة الله) محتجز لا تسمح السلطة بالاتّصال به ، فكيف استطاع تجاوز هذه الحدود وبادر إلى تحمّل مسؤوليّة بناء الحوزة العلميّة العربيّة في النجف!! بل ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ !
            إنّ التفسير الأقرب لما حدث هو أنّ السلطة استهدفت أن تجعل من السيّد الصدر (رحمة الله) منافساً قويّاً لقيادة السيّد الخميني (رحمة الله) ، وتجعل من النجف منافساً قويّاً لحوزة قم ، وتقوم بتأجيج الصراع بينهم . وهذا لو حدث فإنّه يحقّق لها من الآمال ما لم تكن تحلم به‏ «1» .
            ______________________________
            (1) الشهيد الصدر . . سنوات المحنة وأيّام الحصار : 290 ـ 292 ؛ شهيد الأمّة وشاهدها2 : 170 ـ 172 ؛ وانظر :

            (تكملة الهامش في صفحة 223)
            ولنفرد هذا الهامش ايضا بإقتباس منفصل:


            السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 223

            مقدّمة مباحث الأصول : 161 . وقد ذكر الشيخ النعماني أنّ الشيخ المذكور لا يرتبط بأيّ شكل من العلاقات بالسيّد الصدر ، فليس من تلاميذه ولا من وكلائه ، وأنّه من أعداء الثورة الإسلاميّة في إيران ، وكان له دورٌ كبيرٌ في تأجيج الفتن في المنطقة العربية من (خوزستان) . وقد ذكر لي السيّد محمّد الغروي بتاريخ 31 / 7 / 2004 م أنّ الشيخ المذكور كان في قطر (اهـ) . وما يبدو لي أنّه الشيخ عيسى عبد الحميد (شبيري) الخاقاني النائب العام للطائفة الشيعيّة في مجلس الشرع الإسلامي الجعفري في قطر ، وكان مرسلًا إلى قطر من قبل السيّد كاظم شريعتمداري على ما جاء في رسالة تعريف كتبها السيّد شريعتمداري (انظر : اسناد انقلاب اسلامى 2 : 168) .
            يتبع...
            الملفات المرفقة

            تعليق



            • ويضيف المؤلف في عنوان آخر :


              السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 228

              الشيخ النعماني يطلب من السيّد الصدر (رحمة الله) أن يترجم لحياته‏

              في أحد أيّام الحجز ، صعد السيّد الصدر (رحمة الله) والشيخ النعماني معاً إلى سطح الدار وأدّيا زيارة الإمام أمير المؤمنين (ع) وسلّما عليه كما كانت العادة في كلّ يوم .
              بعد الزيارة ، جلسا على سطح الدار وقبّة حرم الإمام (ع) تتلألأ بأنوارها . عندها جمّع الشيخ النعماني قواه وشدّ همّته ، وقال للسيّد الصدر (رحمة الله) : «إنّني أشعر بضرورة وأهمّية أن تقوموا بترجمة تاريخ حياتكم ، فأنتم أقدر على هذه المهمّة بالشكل الذي يشبع طموح أبناء الأمّة وعلمائها ومفكّريها ، ذلك أنّ مسيرتكم العلميّة والجهاديّة والمعانات الكبيرة التي عشتموها قد يصعب تصديقها إن كتبها غيركم‏» .
              وذكر له بعض النماذج وأضاف قائلًا : «إنّ تاريخ أئمّتنا (ع) حافلٌ بالكثير من أمثال هذه الترجمات والتي فرضتها الضرورة وليس بدافع المجد الشخصي والذاتي ، لقد ترجم الإمام علي (ع) نفسه للمسلمين من على المنبر مرّات عديدة ، فذكّر بجهاده مع رسول اللّه (ص) ومواقفه منذ بداية الدعوة الإسلاميّة ، وما تعرّض له من ظلم واضطهاد بعد وفاته (ص) . وهكذا فعل سيّد الشهداء الإمام الحسين (ع) ، ومن بعده ولده السجّاد (ع) ، ولم يفسّر ذلك على أنّه حبٌّ للذات أو طلب للشهرة ، خصوصاً وأنّكم ترون أنّ نهاية المطاف هو الاستشهاد في سبيل الله عزّوجلّ‏» .
              ترددّ السيّد الصدر (رحمة الله) في قبول هذه الفكرة ، وقال : «إنّ دمّي هو الذي سيترجمني ، فأنا لا أريد إلّا خدمة الإسلام ، وهو اليوم بحاجة إلى دمي أكثر من حاجته إلى ترجمتي ، أمّا أنت فقد عشت معي طويلًا وشاركتني محنتي وعشت مراحل صراعي مع الظالمين ، فعرفت الكثير من تلك الجوانب ، فإن كتب اللّه تعالى لك السلامة فاكتب ما قد رأيته أو سمعته . . . . » .
              وبعد حديث طويل جرى بينهما حول هذا الموضوع . قال الشيخ النعماني : «إنّ أحداثاً خطيرة ومهمّة وقعت في فترة الحجز فمن سيصدّق أنّها وقعت إن لم تُكتب بقلمكم؟ » ، فقال (رحمة الله) : «نعم قد أكتب بعض ذلك . . . » «2» .
              ______________________________
              (2) الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيّام الحصار : 15 ـ 17 .
              ويذكر المؤلف تحت عنوان (المفاوضات الأخيرة) التالي بعد أن ينقل قطعة رائعة من كلام الإمام الشهيد لا بأس بذكرها هنا:


              السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 260

              المفاوضات الأخيرة

              الإمام ـ علي ـ (ع) كان بحاجة إلى إنشاء جيش عقائدي . . وهذا الجيش العقائدي لم يكن موجوداً ، بل كان بحاجة إلى تربية وإعداد فكري ونفسي وعاطفي . وهذا الإعداد كان يتطلّب جوّاً مسبقاً صالحاً لأن تنشأ فيه بذور هذا الجيش العقائدي . وهذا الجوّ ما لم يكن جوّاً كفاحيّاً رساليّاً واضحاً ، لا يمكن أن تنشأ في أحضانه بذور ذلك الجيش العقائدي . . «1»

              هذه الروحيّة لا يمكن أن تنمو ، ولا يمكن لعلي (ع) أن يخلقها في من حوله ، في حاشيته وفي أوساطه وقواعده الشعبيّة ، في جوٍّ من المشاحنات والمساومات وأنصاف الحلول ، حتّى لو كانت جائزة . . .
              إنّ جوازها لا يغيّر من مدلولها التربوي شيئاً ، ولا من دورها في تكوين نفسيّة هذا الشخص بأيّ شكل من الأشكال . . «2»

              محمد باقر الصدر


              موفد السلطة

              في شهر آذار / 1980 م (ربيع الثاني ـ جمادى الأولى / 1400 هـ) ، حدثت مفاوضات متعدّدة وكانت كلّها عقيمة ، لأنّ موقفه (رحمة الله) كان ثابتاً فيها جميعاً ، ولم تنجح أساليب الترهيب والترغيب في زعزعة موقفه أبداً .
              وآخر المفاوضات التي جرت والتي استشهد (رحمة الله) بعدها بأيّام قليلة كانت بينه وبين مبعوث خاصّ ومفوّض من قبل القصر الجمهوري يدعى (أبا علي) ، وقد طال كلّ لقاء من هذه اللقاءات أكثر من ثلاث ساعات ، وفي ما يلي عرضٌ لأهمِّ ما جرى :
              اتّصل (فاضل البرّاك) مدير الأمن العام بالسيّد الصدر (رحمة الله) وقال له : «إنّ القيادة ستبعث لكم اليوم ممثّلًا لها ليبحث معكم كافّة القضايا ، وأرجو أن تكون النتائج طيّبة وإيجابيّة» .
              وبعد ساعة واحدة جاء (المبعوث) محاطاً بعدد من قوّات الحماية وطلب من السيّدة بنت الهدى (رحمة الله) الإذن بلقاء السيّد الصدر (رحمة الله) ، وكان مؤدّباً حسن المعاملة والتصرّف قياساً إلى غيره من المسؤولين .
              دخل إلى البيت بعد أن طلب من حمايته البقاء في الخارج ، وقد منعت قوّات الأمن التي تطوّق المنزل المرور من الزقاق بما في ذلك السكّان الذين تقع دورهم فيه .
              التقى هذا الشخص بالسيّد (رحمة الله) وعرّف نفسه بأنّه مبعوثٌ خاصٌّ من قبل رئاسة الجمهوريّة ومخوّل‏
              __________________________________________________
              (1) أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف : 19 ـ 20.
              (2) أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف : 9 .

              السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 261

              من قبلها ، وكنّى نفسه بـ (أبي علي) .
              وقد بدأ خطوته بمجاملة حارّة وقال : «يصعب على السيّد الرئيس وعلينا هذا الوضع الذي لم نكن نرغب فيه ، ولم نكن نتمنّى لكم هذا الوضع ، وأرجو أن نتوفّق لحلّ هذه المشكلة ، فأنت عربي منّا ومفكّرٌ إسلاميٌّ كبير» .
              السيّد الصدر : «إذا كنت تقصد الحجز فأنا لست متضايقاً منه‏» .
              المبعوث : «لا أعني الحجز وحده ، بل الحالة غير الطبيعيّة بيننا» ، «سيّدنا ، إنّني مخوّل من قبل القيادة لبحث كلّ القضايا والمشاكل ، وإن شاء الله سنتوصّل إلى حلٍّ لها في هذا اليوم يرضي الطرفين وتعود الأمور إلى طبيعتها ، بل وتحدث بيننا محبّة وصداقة» .
              السيّد الصدر : «تفضّل‏» .
              المبعوث : «سيّدنا ، إنّ ما حدث ـ في رجب ـ كان تحدّياً للدولة ، وقد أهينت كرامتها وهُتكت حرمتها ؛ إنّ مسؤوليّة ذلك تقع عليكم ، وأحبّ أن أخبركم أنّ القيادة لم تتسامح مع أحد ـ بما في ذلك رفاق قياديّين في حزب البعث ـ كما تسامحت معكم ، إنّ من أصعب الأمور بالنسبة لنا هو كيفيّة التعامل معكم ، إنّ هذا من الأمور المعقّدة بالنسبة للقيادة ، إنّ ما صدر منكم ممّا لا يمكن للقيادة تحمّله‏» .
              السيّد الصدر : «وما الذي صدر منّي؟ » .
              المبعوث : «أشياء كثيرة ، العلاقة بإيران ، وفود المعارضة للسلطة ، تحريم الانتماء لحزب البعث‏» . .
              السيّد الصدر : «علاقتي بإيران لا تتجاوز علاقتي بالسيّد الخميني ، وهي علاقة العالِم بالعالِم . وأمّا تأييد الثورة الإسلاميّة فهو موقفٌ ينسجم مع موقف السلطة ، فأنتم أيضاً أيّدتم الثورة الإسلاميّة» .
              المبعوث : «ولكن يجب أن يكون ذلك بموافقتنا ومشورتنا ، وما سوى ذلك يعتبر تحدّياً لنا ، وليس من حقّ أيّ مواطن أن يقيم علاقة بدولة ، إنّنا نعتبر ذلك عمالة للأجنبي ، وعلى كلّ حال فلأجل حلّ هذه المشاكل وضعت القيادة شروطاً ، فإن استجبتم لها فسوف تنتهي هذه الأزمة وتعيش معزّزاً مكرّماً» .
              السيّد الصدر : «وما هي الشروط؟ » .
              المبعوث : «1 ـ عدم تأييد الثورة الإسلاميّة في إيران والاعتذار عمّا صدر منكم من مواقف بهذا الخصوص من خلال بيان يصدر منكم .
              2 ـ وأن يتضمّن البيان شجباً صريحاً للوفود التي جاءت لتأييدكم في رجب .
              3 ـ أن تُصدر فتوى خطّية تعلن فيها حرمة الانتماء لحزب الدعوة .
              4 ـ التخلّي عن فتواكم حول حرمة الانتماء لحزب البعث .
              5 ـ إصدار بيان تؤيّد فيه السلطة ولو في بعض منجزاتها كتأميم النفط ، أو منح الأكراد الحكم الذاتي ، أو محو الأمّية» .
              السيّد الصدر : «وإذا لم أستجب لهذه المطالب؟ » .
              المبعوث : «الإعدام‏» .
              السيّد الصدر : «تفضّل ، أنا الآن مستعدّ للذهاب معك إلى بغداد لتنفيذ حكم الإعدام‏» .
              وحينما سمع (أبو علي) هذا الجواب بقي متحيّراً مذهولًا ، تارةً ينظر إلى السيّد الصدر (رحمة الله) وأخرى‏

              السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 262

              يطرق برأسه إلى الأرض ، وتغيّر لونه وكأنّه تفاجأ بالجواب ، ثمّ التفت إلى السيّد (رحمة الله) وقال : «هل هذا هو الجواب الأخير؟ » .
              السيّد الصدر : «نعم لا جواب آخر عندي‏» .
              المبعوث : «ألا تفكّر بالأمر؟ » .
              السيّد الصدر : «لا فائدة» «1» ؛ وانتهى اللّقاء بهذا الشكل .
              ويستمر المؤلف بالقول:


              الزيارة الأخيرة لأبي علي والخاقاني و (حيف مثلك تاكله الكاع ، حيف والله حيف)

              في آخر شهر من أشهر الحجز «2» ، بل في الأسبوع الأخير منه «3» ، جاء الشيخ عيسى الخاقاني مرّة أخرى مع ضابط الأمن (أبي علي) «4» ، وقال للسيّد الصدر (رحمة الله) : «إنّ هذه هي الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تستفيدوا منها لحلّ هذه الأزمة ، إنّنا بحاجة إلى حوزة ومرجعيّة عربية ، والسلطة مستعدّة لتقديم كافّة المساعدات ، كالرواتب للطلبة ، والإعفاء عن الخدمة العسكريّة ، وقد بحثت مع المسؤولين كافّة التفاصيل‏» .
              فأجابه السيّد الصدر (رحمة الله) : «إنّ الحوزة والمرجعيّة ليست بحاجة إلى مساعدة أحد ، الحوزة قائمة بنفسها وإمام العصر ـ (ع) ـ يرعاها ، وأنا لست مستعدّاً لقبول أيّ عرض ممّا تقول‏» «5» .
              فقال الشيخ الخاقاني : «إنّ السّلطة تريد أن تفكّ الحجز عنك ، إلّا أنّ لديها شروطاً ، بمعنى أنّها تريد منك أن توافق على الشّرط الأوّل ، وإلّا فعلى الشّرط الثّاني وإلّا فعلى الثّالث وهكذا ، أمّا عدم الاستجابة لأيّ واحد من تلك الشروط فيعني الإعدام ، واللّه أنا سمعت صدّام يقول : إذا لم يستجب محمّد باقر الصّدر لشرط من هذه الشّروط فسوف أعدمه . والشّروط هي :
              الشرط الأوّل : أن يتخلّى عن تأييد ودعم الثّورة الإسلاميّة في إيران وعن تأييده للسّيد الخمينيّ .
              __________________________________________________
              (1) شهيد الأمّة وشاهدها 2 : 199 ـ 202
              (2) شهيد الأمّة وشاهدها 2 : 203 .
              (3) مقابلة (1) مع الشيخ محمّد رضا النعماني‏ .
              ولنفرد الهامش الرابع بإقتباس منفصل:



              (4) يتحدّث الشيخ محمّد رضا النعماني عن زيارتين للشيخ عيسى الخاقاني إحداهما مع شخص آخر احتمل أنّه أحد أقاربه والثانية لم يتعرّض فيها لذكر مرافق (شهيد الأمّة وشاهدها 2 : 172ـ 173) ، وعن زيارتين لمبعوث السلطة كلاهما لأبي علي (شهيد الأمّة وشاهدها 2 : 199ـ 203) . كما يتحدّث السيّد كاظم الحائري ـ ناقلًا عن الشيخ النعماني نفسه ـ عن زيارتين للشيخ الخاقاني : كلاهما مع أبي علي (مقدّمة مباحث الأصول : 160 ـ 161) . وهنا أمور :
              1 ـ إنّ الجمع بين هذين النقلين غير ممكن على نحو الدقّة ، إذ من البعيد أن يحتمل الشيخ النعماني أنّ مرافق الشيخ الخاقاني في زيارته الأولى كان أحد أقاربه ويكون في الواقع أبا علي ، لأنّ الشيخ يعرف أبا علي ، وإذا لم يكن يشاهده وينقل ما يذكره عن السيّد الصدر فالكلام هو الكلام .
              2 ـ هناك تهافت في نقل السيّد كاظم الحائري ، إذا أورد في الزيارة الثانية أنّ أبا علي كان يرى السيّد الصدر للمرّة الأولى ، بينما كانت زيارته الثانية .
              3 ـ من الملفت للنظر أنّ مضمون المفاوضة الأخيرة مع أبي علي بحسب نقل الشيخ النعماني تتّحد مع مضمون المفاوضة الأخيرة مع الشيخ عيسى الخاقاني وضابط الأمن بحسب نقل السيّد الحائري . ومن هنا أمكنني الجزم بأنّ زيارة أبي علي الثانية كانت برفقة الشيخ عيسى الخاقاني . وعلى هذا الأساس ـ وبعد ملاحظة مضمون المفاوضات ـ بنيتُ على وجود زيارة للشيخ الخاقاني مع أحد الأشخاص سنة 1399 هـ ، وزيارة لأبي علي وحده ، وزيارة ثالثة جمعت بينهما .


              (5) الشهيد الصدر . . سنوات المحنة وأيّام الحصار : 293 ؛ شهيد الأمّة وشاهدها 2 : 173 .

              السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 263

              الشّرط الثّاني : إصدار بيان تأييد لبعض مواقفنا ، وإن كان يصعب عليك تأييد مواقفنا الحزبيّة الخاصّة فأيّد مواقفنا الوطنيّة وإنجازاتنا ، كحلّ قضيّة الأكراد بمنحهم الحكم الذّاتي ، أو تأميم النفط مثلًا .
              الشّرط الثّالث : أن تصدر فتوى بتحريم الانتماء إلى حزب الدّعوة الإسلاميّة .
              الشّرط الرّابع : أن تنسخ تحريمك الانتماء الى حزب البعث ، وتصدر فتوى تجيز فيها الانتماء إليه .
              الشّرط الخامس : أن يجيئك مراسل صحيفة أجنبيّة أو عراقيّة يسألك مسائل فقهيّة أنت تضعها ، وأجب عليها بما أحببت» «1» .
              أبو علي : «سيّدنا ، إنّ السيّد الرئيس يعدكم في حال قبولكم بهذه الشروط بما يلي :
              1 ـ سيقوم بزيارتكم وتغطّى الزيارة من خلال وسائل الإعلام ، ومنها التلفزيون .
              2 ـ في خلال الزيارة سيقدّم السيّد الرئيس صدّام حسين سيّارته الشخصيّة هديةً لكم ، وهذا أعلى مراتب التكريم والحفاوة ، ولكي تطمئنّوا إلى صحّة نوايانا فسوف لا نطلب منكم نشر البيان قبل أن تشاهدوا ذلك من التلفزيون .
              3 ـ تكون أوامركم وطلباتكم نافذة في دوائر الدولة ، وبهذا نكون قد بدأنا صفحة جديدة من الصداقة والمحبّة ، لأنّنا أقرب إليك من الخميني ، وأنت أقرب إلينا منه» .
              السيّد الصدر : «موقفي هو الموقف السابق‏» .
              المبعوث : «نحن لا ندري ماذا تريد ، والله (بشرفي) إنّ القيادة لم تتنازل لأحد بهذا المقدار ، والله لقد نفّذنا الإعدام بأشخاص عارضونا أقلّ من هذا ، وكان منهم رفاق في الحزب فلماذا هذا الإصرار؟ ماذا تريد أن نفعل؟ » .
              السيّد الصدر : «أنا لم أطلب منكم شيئاً ، وكما قلت لكم إذا كان الحلّ لهذه الأزمة هو الإعدام فأنا مستعدٌّ لذلك ، ولا كلام آخر عندي‏» .
              ظلّ هذا المبعوث ساكتاً ولم يتكلّم بشي‏ء ، وبعد فترة عاد إلى الحديث ففاوض السيّد الصدر (رحمة الله) على الشروط متنازلًا عنها الواحد تلو الآخر ، والسيّد (رحمة الله) مصرٌّ على موقفه . وبعدها قال المبعوث : «سيّدنا ، بقي شي‏ءٌ لا بدّ منه ، كما أنّه ليس من حقّي أن أتنازل عنه مطلقاً» .
              السيّد الصدر : «ما هو؟ » .
              المبعوث : «أن توافق على إجراء مقابلة مع صحيفة أجنبيّة ، وإن شئت أن تكتب الأسئلة بنفسك فلا مانع ـ حتّى لو كانت فقهيّة ـ ولكن بشرط أن تؤكّد في المقابلة أن لا عداء بينكم وبين السلطة ، أو تشيد ببعض إنجازاتنا كمحو الأمّية أو تأميم النفط أو منح الأكراد الحكم الذاتي ، وفي مقابل ذلك نتعهّد بتنفيذ كلّ التعهّدات السابقة» .
              السيّد الصدر : «وإذا لم أفعل؟ » .
              المبعوث : «الإعدام ، بشرفي لا حلّ غيره‏» .
              السيّد الصدر : «أنا مستعدّ ، ولا كلام آخر عندي» «2»
              __________________________________________________
              (1) مقدّمة مباحث الأصول : 162
              (2) شهيد الأمّة وشاهدها 2 : 202 .

              السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 264

              الشيخ الخاقاني : «كما قلت لك سيّدنا ، واللّه لقد سمعت من لسان صدّام أنّه قال : سوف أعدمه» .
              فقال (رحمة الله) :
              «أخبر صدّام أنّي بانتظار تنفيذ وعده ، [إنّ هذا طريق آبائي وأجدادي ، كلّهم قضوا صرعى وقتلى ، فلا عجب أن أكون كأحدهم‏]» . ثمّ قال : «إنّي كلّ ما كنت أطمح إليه في الحياة وأسعى له فيها هو أن تقوم حكومة للإسلام في الأرض ، والآن بعد أن أقيمت في إيران بقيادة السّيد الإمام فإنّ الموت والحياة عندي سواء لأنّ الحلم الذي كنت أحلم به وأتمنّى تحقيقه قد تحقّق والحمد للّه . أمّا مطالبتي بتأييدي للمواقف فهي تناقض ما كنتم تطلبونه منّي قبل هذا من عدم التّدخّل في الأمور السّياسيّة . وأما حزب الدّعوة ، فلا أحرّم الانتماء إليه ، وأمّا تحليل الانتماء إلى حزب البعث فلا أجيز الانتماء إليه ، وأمّا المقابلة فأنا غير مستعدّ لها» .
              ثمّ التفت (رحمة الله) إلى ضابط مخابرات القصر الجمهوري التّكريتي وقال له : «يا أبا علي! أخبر صدّام أنّه في أيّ وقت يريد إعدامي فليفعل» «1» .
              وتحيّر المبعوث وظلّ ساكتاً فترة طويلة ، ثمّ قام وودّع السيّد الصدر (رحمة الله) ، وجرت دموعه على وجهه ، وأخذ يضرب بيده على فخذه وقال بلهجته العامّية : «حيف مثلك تأكله الگاع ، حيف والله حيف‏» «2» .
              وخابت مؤامرة السلطة التي حاولت تنفيذها بواسطة الشيخ عيسى الخاقاني أمام صمود ووعي وحكمة السيّد الصدر (رحمة الله) ، وتضحيته في سبيل مبادئه «3» .

              طلب الشهادة

              بعد أن انتهى اللقاء الأخير قال الشيخ النعماني للسيّد الصدر (رحمة الله) ـ وكانت أخته السيّدة بنت الهدى حاضرة ـ : «إنّ الشرط الأخير لا يعتبر مهمّاً ولا يُفسّر قبولكم به على أنّه تنازل ، ثمّ مَن لا يعذركم وأنتم تعيشون هذه الظروف القاسية وقد تخلّى عنكم الجميع . إنّ حياتكم أهمّ للإسلام وللعمل الإسلامي في العراق ، وإذا كان الحجز قد كشف لكم عن حقائق هامّة وغيّر من تصوّراتكم عن بعض القضايا ، فمن سيستفيد من هذه التجربة إن أنتم استشهدتم ، إنّني أرى أن نستفيد من هذه الفرصة ونهيّئ أنفسنا للفرار من العراق ، وإذا كنتم لا ترغبون بالخروج من العراق فلنذهب إلى منطقة آمنة في شمال العراق ، فمن هناك يمكن أن تقودوا العمل بشكلٍ أفضل ممّا هو في الحجز» .
              وتحدّث الشيخ النعماني معه كثيراً حول هذا الموضوع ، وتحدّثت معه أيضاً السيّدة بنت الهدى ،
              __________________________________________________
              (1) مقدّمة مباحث الأصول : 162 ؛ وما بين [] من : صحيفة (الجهاد) ، الاثنين 7 / رجب / 1404 هـ ، في حديثٍ مع الشيخ محمّد رضا النعماني ؛ وانظر : الإمام الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر . . دراسة في سيرته ومنهجه : 77 ، نقلًا عن السيّد كاظم الحائري‏ .
              (2) شهيد الأمّة وشاهدها 2 : 203 ؛ مقدّمة مباحث الأصول : 163 ؛ مقابلة (2) مع الشيخ محمّد رضا النعماني . و (الكاع) باللهجة العراقيّة تعني (الأرض) ، وهي القاع‏ .
              ولنفرد ايضا هنا الهامش بإقتباس منفصل:


              (3) شهيد الأمّة وشاهدها 2 : 173 . وقد ذكر الشيخ محمّد رضا النعماني في : ندوة أقامها التركمان حول السيّد الصدر أنّ بعض الذين كانوا يأتون للمفاوضات مع السيّد الصدر ـ وبعضهم من المعمّمين ـ عندما علموا لاحقاً بأنّ الشيخ النعماني كان موجوداً وعلى علمٍ بما كان يجري ، وبعد أن اطّلعوا على عزمه على طبع كتاب (الشهيد الصدر . . سنوات المحنة وأيّام الحصار) عرضوا عليه مبالغ هائلة مقابل عدم طبع الكتاب .

              السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق ج‏4 ، ص : 265

              ولكن دون جدوى ، فقد أجاب الشيخَ بأن رفع رأسه إلى السماء وقال‏ : «اللهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد وآل محمّد أن ترزقني الشهادة وأنت راضٍ عنّي ، اللهمّ أنت تعلم أنّي ما فعلت ذلك طلباً للدنيا ، وإنّما أردتُ به رضاك وخدمة دينك ، اللهمّ ألحقني بالنبيّين والأئمّة والصدّيقين والشهداء ، وأرحني من عناء الدنيا» .
              ثمّ كفكف دموعه وغسل وجهه ، وكان يحرص قدر المستطاع أن لا يدخل الحزن على قلوب عائلته وأطفاله ، فأمر السيّدة بنت الهدى أن لا تخبر أحداً بنتيجة هذا اللقاء .
              وكان بعد تلك المفاوضات ينظر إلى أطفاله برقّة وعطف ، إذ كانت تعلو وجهه ابتسامة يشوبها الحزن كلّما نظر إلى أحدهم ، وكأنّه قد أيقن أنّ أجله قد حان «1» . وكان (رحمة الله) يقول : «إنّي أتمنّى وأرجو الله أن يرزقني الشهادة ، فإنّ الدم لم يعد له شي‏ء . . متى يتورّط هؤلاء بقتلي؟ » «2» .

              الرؤيا والوصيّة

              وبعد فجر ذلك اليوم جاء السيّد الصدر (رحمة الله) وأيقظ الشيخ النعماني للصلاة ، فقام الشيخ وصلّى الفجر ، ثمّ قال له السيّد الصدر (رحمة الله) : «إنّي أبشّر نفسي بالشهادة إن شاء الله‏» ، فقال الشيخ : «خيراً إن شاء الله‏» ، فقال (رحمة الله) : «رأيت في عالم الرؤيا أنّ خالي المرحوم الشيخ مرتضى آل ياسين وأخي المرحوم السيّد إسماعيل الصدر قد جلس كلُّ واحد منهم على كرسيّ ، وتركوا كرسيّاً لي بينهما وهما ينتظران قدومي إليهما ، ومعهم ملايين البشر ينتظروني أيضاً» ، ووصف له النعيم وما هما فيه من سعادة لا تتصوّر .
              فقال الشيخ : «لعلّ هذه الرؤيا تدلّ على الفرج والنصر إن شاء الله‏» ، فقال (رحمة الله) : «إنّ الشهادة أعظم نصر إن شاء الله‏» .
              __________________________________________________
              (1) شهيد الأمّة وشاهدها 2: 203 ـ 204 .
              (2) سنوات الجمر: 253، نقلًا عن الشيخ محمّد رضا النعماني في حديث خاص‏.
              تنبغي الاشارة الى ما جاء في الهوامش من مصادر:

              ـ أهل البيت تنوّع أدوار ووحدة هدف
              ـ مباحث الأصول، تقرير السيد كاظم الحائري لدروس الشهيد الصدر ، مكتب الإعلام الإسلامي ومكتب السيد الحائري ، تواريخ مختلفة . منها 1407 و 1426 .
              ـ الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيام الحصار، الشيخ محمد رضا النعماني 1997.
              ـ شهيد الامة وشاهدها، تأليف الشيخ محمد رضا النعماني. طبعة المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر رحمه الله 1422 .
              ـ مقابلة (1) مع الشيخ محمد رضا النعماني ، لقاء مع المؤلف بتاريخ 3 شعبان 1422. وهي محفوظة في أرشيف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر قدس سره الشريف .
              ـ مقابلة (2) مع الشيخ محمد رضا النعماني ، حديث مع المؤلف بتاريخ 21 / 3 / 2005 .
              ـ سنوات الجمر، السيد علي المؤمن. المركز الإسلامي المعاصر، الطبعة الثالثة 2004 .
              ـ اسناد انقلاب اسلامى ، مركز اسناد انقلاب اسلامي 1374 هـ . ش = مركز وثائق الثورة الإسلامية 1995.
              ـ ندوة التركمان، ندوة أقامها التركمان حول السيد الشهيد الصدر رحمه الله بمشاركة الشيخ حسين البشيري رحمه الله والسيد حامد الحسيني . وهي محفوظة في أرشيف المؤتمر العالمي للإمام الشهيد الصدر قدس سره في مركز الأبحاث والدراسات التخصصية للشهيد الصدر في قم المقدسة.

              هذا ما اردنا نقله حول قصة الخاقاني وما جاء على لسان الشيخ النعماني...

              وبجمع المعطيات السابقة على الموضوع وهذه المعطيات الجديدة أتصور أن القصة أصبحت واضحة، وسنتعرض إلى ردود ومناقشات ابن الخاقاني وكذلك الردود عليه والأهم من ذلك كله:

              من هو الشيخ عيسى الخاقاني
              الذي يحاول كاتب (الوثائقية) هنا الدفاع عنه ويصف النعماني:

              ورغم ان من هوان الدنيا على الله ان يقيم دور (المرجعية بشكل عام) ويحط من قدرها نكرة وضيع مثل النعماني.....

              ماذا عن محمد رضا النعماني نفسه ؟
              تطرق النعماني لزيارة الشيخ عيسى الخاقاني للسيد الشهيد الصدر فنال منه !
              ثم نقل السيد الحائري الرواية عن النعماني فتغيرت فصولها !!
              فجاء الاعتراض من نجل الشيخ الخاقاني....وجائت الاجابة من السيد الحائري !

              =====

              مامصداقية النعماني في النقل اذن ؟؟؟
              ومن يتحمل مسؤولية التسقيط بهذا الحجم من الناحية الشرعية والتاريخية؟؟
              لاغراضه او اهوائه....تعمد تسقيط الشيخ الخاقاني !
              فمن قام بتسقيطه ايضا؟؟؟
              وهل اعتذر او قام بتغيير طبعة كتابه سيء الصيت؟؟؟
              اللهم الا ان كان البعض يرى تكذيب السيد الحائري وتصديق النعماني !!
              هؤلاء هم اقطاب حملة تسقيط المرجعية ومن يدعون انهم يقيمون (المرجعية بشكل عام)!!!
              وسنتعرف على (المرجع) عيسى الخاقاني (الجديد) الذي يستميت في الدفاع عنه كاتبنا المحترم هشام حيدر...
              وسيتبين كاتبنا المحترم خطاءه وأن الأمر اشتبه عليه ليس أكثر فنحن نظن السلامة بـ (نوايا) الكاتب والأمر لا يتعدى سوى كونه خلطا واشتباها لما وصل إليه من معلومات عن (المرجع) عيسى الخاقاني (دام ظله الوارف على رؤوس البحرينيين)...

              فإلى لقاء آخر ان شاء الله تعالى وبحوله وقوته.

              تعليق


              • قبل الحديث عن (الحزب ذو القيادة السرية) الذي توالت الاستفتاءات بشأنه لابد ان اشير الى اني وجدت مصدرا اخر للاستفتاء الذي اوردت نصه دون صورة له وهذا المصدر هو السيد الشهيد محمد باقر الحكيم قد في كتابه النظرية السياسية عند الشهيد الصدر فقد ورد في الكتاب المشار اليه مايلي

                (ـ (السرية)، حيث كان الامام الحكيم يرى انّ القيادة لا يصح أن تكون سرّية في إطار الجماعة التي ترتبط بها، وانَّ ذلك يؤدي إلى احتمال وقوع القيادة في خطر الانحراف أو التأثير عليها من الخارج من خلال إرتباطات مشبوهة أو فاسدة، وقد لخّص ذلك في جواب أحد الاستفتاءات بقوله (إذا كانت القيادة سرية فلا يمكن الانقياد إليها لأنها إذا كانت ذكية يخاف منها وإذا لم تكن ذكية فيخاف عليها)
                . وهذا التصور ينطلق من نقطة نظرية مبدأية ترتبط بالرواية المشهورة المتواترة (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) حيث يفهم من هذا الحديث انّ (معرفة) المأمومين للإمام قضية أساسية في النظرية الاسلامية.
                ومن نقطة سياسية أدركها الامام الحكيم من خلال تجربته ومعاناته السياسية ومراقبته للأحداث التي اجتاحت العالم الاسلامي منذ حركة المشروطة في ايران وحركة الجهاد ضد الانجليز في العراق وثورة العشرين والتطورات السياسية الأخرى حتى سقوط الملكية. حيث إنّ القيادة عندما تكون معروفة تكون تحت رقابة الجماعة ويشكل ذلك ضمانه نسبيه كبيرة من الانحراف، أو أن تدرك الأمة ذلك الانحراف بسرعة كما تكون تفاصيل الحركة تحت الأضواء.
                وقد انتهى الشهيد الصدر (قده) بعد ذلك إلى الالتقاء مع رؤية الامام الحكيم، كما سوف يتضح ذلك نظرياً وعملياً.
                وهذا الاختلاف في الرؤية أدى بعد ذلك إلى بروز حالة الانفصال النسبي تدريجياً في التحرك السياسي بين موقف المرجعية والكادر الاسلامي الذي تربى في أحضان التنظيم الحزبي والذي كان يرتبط بالمرجعية في تحركها العام كما سوف نلاحظه في المرحلة التالية.
                وأيضاً إلى حصول ضعف في الجهاز العام للمرجعية والتي كانت تعتمد في بعض الأحيان على هذا الكادر في تحركها العام، وذلك من خلال التداخل في الجهاز كانت له آثار سلبية على التحرك العام، وقد أدرك الشهيد الصدر (رض) كل ذلك فيما بعد كما سوف يتَّضِح.).انتهى.


                وسيتم لاحقا-ان شاء الله تعالى- مناقشة بعض ماورد في هذا الكتاب اضافة الى كتابي الشيخين الكوراني والاصفي فيما يخص الموضوع.


                تعليق


                • يقول بعضهم كعادته في خلط الاوراق
                  فأنت تقول ان الدعوة اختلقت هذه القصة للتشنيع على الإمام الحكيم رحمه الله!
                  فلماذا تشاركهم انت في تأكيد التشنيع وتقول ان الامام الحكيم يريد بها حزب الدعوة؟!!
                  في حين ان ماقلته انا هو
                  وهنااما ان يكون الناقل مخطئا في نقل نص الفتوى مع انه لم يقل انها فتوى!
                  او-وهو الاصح-هي وسائل الدعوجية القذرة في التحوير بقصد التشنيع والاساء لمقام المرجع الاعلى في حينه الامام الحكيم !
                  وانا لااشك في ان المعترض قد اشتبهت عليه الامور بل هي اساليب القوم التي الفناها والتي اجبت سابقا ان المقصود هو اصل الفتوى التي تتحدث عن القيادة السرية لا (التحوير) الذي قام به -الدعاة-ليشنعوا على الامام الحكيم قد على انه انما وصف الدعوة لا(القيادة السرية مطلقا) حيث يزعمون انه يخشى الدعوة اذا كانت قيادتها قوية !!!


                  على اية حال .....جل املي بفطنة القارىء الذي يجب ان يلتفت الى كل الاساليب الملتوية المستميتة لزرع اشكال هنا او هناك ولو كان اوهن من بيت العنكبوت !

                  تعليق


                  • اما خلاصة نقل النعماني فهي ما اعتذر عنه السيد الحائري وقال انه سيحذفه وانه سيثبت الموضوع في موقعه وانه سيكتب رسالة خطية بقصد نشرها وتكثيرها !

                    ثم شهادته بطهارة والد الكاتب وارساله بتحياته اليه !!!


                    وهذا يتناقض مع ماطرحه النعماني في كتابه الذي لم يعتذر عنه او يغير فيه !

                    ولست ادري كيف يكون الشيخ المعمم العميل للسلطة والمبعوث من قبلها طاهرا يستحق كل هذا الجهد لتبرئته واعلان ذلك ونشره !!

                    مع اني لااعرف الرجل ولست بمعرض الدفاع عنه كما يزعم ايتام الحزب المحتضر!

                    تعليق


                    • القيادة السرية


                      اطلعنا على تولي السبيتي قيادة الحزب منذ عام 1963 وحتى عام 1981 وهي فترة طويلة جدا ومع ذلك فقد كان كل التنظيم الدعوتي يجهل ان السبيتي هو قائد الحزب !
                      بل كانوا يتصورون ويعتقدون ان السيد الشهيد الصدر قد هو قائد الحزب وهذا ينسحب على قياديي الحزب لاعلى الاعضاء الصغار . فقد كان الشيخ الكوراني مثلا واحدا من هؤلاء ظل يعتقد بقيادة الشهيد الصدر للحزب حتى استشهاده !
                      لكن لغز الدعوة وقيادتها ظل غامضا حتى لقيادي بحجم الشيخ الكوراني نفسه فتراه يكتب بعد ربع قرن من الزمان فينسب تاسيس الدعوة وقيادتها لعبد الصاحب دخيل فيقول (
                      $3-أبو عصام هو الدعوة تأسيساً وقيادة
                      وقع بعضهم في خطأ وربما في ظلم ، فنسب تأسيس الدعوة وقيادتها الى غير أبي عصام(رحمه الله)
                      ، وهذا من سيئات التنظيم السري الذي يسهل فيه الإدعاء والتسلق ، خاصة إذا استشهد عدد من قادته .)!!!
                      فاذا كان هذا هو حال قيادي بمستوى الشيخ الكوراني فلا عجب ولاغرابة ان يمرر (الدعاة) اكاذيب اكثر واكبر على عامة الناس !!
                      وبالعودة الى السبيتي الذي يلخصون سيرته على انه ( أحد قيادي حزب (التحرير) وقبله في حركة (الأخوان المسلمين)، وجرت محادثات بين السيد مهدي الحكيم(قده) والأستاذ السبيتي في محاولة لإقناعه بالعمل معهم واستغرقت المحادثات عدة جلسات في الكاظمية إلى أن وصل الأستاذ السبيتي إلى قناعه تامة وأعرب عن قناعته بالقول : ((أنا الآن اقتنعت ولذلك فأنا مستعد))، وبعدها تم مفاتحته من قبل السيد مرتضى العسكري فضمه إلى حلقته التي كان يديرها في بغداد، وبسبب بعض الانسحابات التي مُني بها التنظيم مبكراً أدى إلى اختيار الأستاذ السبيتي سنة 1946م لتولي مهام القيادة و الأشراف والتخطيط والمراقبة العامة على التنظيم، كما أصبح المنظر الأول للدعوة، مما ترك تسلمه مقاليد القيادة بصمات عميقة على حياة (الدعوة الإسلامية) الداخلية، وكان تأثيره منصباُ في البداية على الجانب التنظيمي حيث تحولت الدعوة في عهده إلى حزب حديدي صارم في انضباطه............................ وقد كان تأثير الأستاذ السبيتي على الجانب الفكري واسعاً، وعميقاً حيث تفرد الأستاذ السبيتي بكتابة النشرة المركزية للتنظيم (صوت الدعوة) تقريباً، ..........تمكن الأستاذ السبيتي من رسم خط سير الدعوة وفق متبنيات فكرية وتنظيمية وسياسية نابعة من رؤيته ونظرته القرآنية للحياة، فكان طابع الإسلام العام هو سمة الدعوة منذ نشأتها وأراد الأستاذ السبيتي تعميق هذا المفهوم في نفوس المجتمع الإسلامي على طريقة (إسلام بلا مذاهب)، فأستطاع الأستاذ السبيتي أن يمسك التنظيم بقبضه من حديد مع أنه لم يكن على تماس مباشر مع الدعاة، وذلك بفضل هيمنته المطلقة على القيادة، فقد كان الشيخ عارف البصري ـ كما يصفه السيد مرتضى العسكري ـ يذوب في شخص (الأستاذ السبيتي)، أما الحاج المجاهد الشهيد عبد الصاحب دخيّل الرجل الثاني في الدعوة، فقد كان المترجم الأمين لأفكاره على الصعيد العملي وهو الذي أفنى كل وجوده في الدعوة.


                      ـ في عام ( 1973م) اقتحمت منزله في بغداد ـ شارع فلسطين ـ مدرعة عسكرية مع مجموعة من قوات الأمن التابعة للنظام العفلقي البائد وزمرته البعثية لاعتقاله، ولم يكن موجود حينها فيه لسفره إلى لبنان وسورية،وعلى أثرها سارع شقيقة المهندس (مهدي السبيتي)، إلى الاتصال به وكان وقتها في دمشق عائداً في طريقة من لبنان إلى العراق، فأبلغه بما حدث فأمتنع عن العودة، ولبث في لبنان فترة ثم أنتقل بعدها إلى الأردن حيث أستقر في مدينة الزرقاء، وعمل مديراً لمركز الطاقة الحرارية في الزرقاء .
                      ـ قام السبيتي ، بزيارات لكل من سوريا وإيران ولبنان لقيامه بنشاطاته السياسية فيها،


                      كما و زاره في الأردن عدد من العلماء والدعاة من العراق والمهجر من بينهم آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهر ودي مبعوثاً عن السيد الشهيد آية الله العظمى محمد باقر الصدر (قده)، للتداول في شأن التحرك الإسلامي والعمل السياسي في العراق أثناء قيام الثورة الإسلامية في إيران
                      .
                      ـ أعتُقل القائد المخضرم من قبل المخابرات الأردنية بتاريخ ( 9/5/1981م) بطلب من المخابرات العراقية التي طالبت بتسليمه إليها بعد أن تكرر قدوم (المجرم برزان التكريتي) ـ مدير المخابرات العراقية أنذاك وأخ المجرم صدام غير الشقيق ـ الذي كان يحمل رسالة خاصة من (الطاغية صدام)، نفسه لغرض تسليم الأستاذ السبيتي قبل أن كان السبيتي على وشك مغادرة الأردن نهائياً بعد تحذيرات وصلته باحتمال تعرضه للخطر

                      تعليق




                      • -----------------------
                        السبيتي قائد الدعوة الذي لايعلم بقيادته قياديي الحزب طيلة 18عاما !!

                        السبيتي يتفرد بكتابة صوت الدعوة !

                        السبيتي يحول الحزب الى حزب حديدي !

                        السبيتي يهيمن هيمنة مطلقة على الحزب !!

                        السبيتي يمسك الحزب بقبضة من حديد رغم عدم تماسه بالدعاة لانه يقيم في الاردن من73-81 !!

                        السبيتي يرسم سياسة الدعوة ومتبنياتها الفكرية والسياسية فق رؤيته هو ويريد تحويل المجتمع الى مجتمع اسلامي على طريقة .......................(اسلام بلا مذاهب)!!
                        ولاندري أي المذاهب التي ستزول وتختفي ليبقى المجتمع الاسلامي بلا مذاهب !!

                        السبيتي يقود الدعوة من الاردن مقر المخابرات البريطانية في الشرق الاوسط !!
                        السبيتي كان امير حزب التحرير في العراق وحزب التحرير مقره الاردن بقيادة رجل المخابرات النبهاني !
                        قادة حزب الدعوة يزورون السبيتي في عمان ....وهو شخصية بارزة هناك لارتباطه بحزب التحرير وموقعه منه سابقا.....ولكونه مدير الطاقة الحرارية لاحقا ...وهو عراقي ...شيعي !

                        السبيتي يقوم بجولات على عدة دول منها ايران ...بعد تازم الوضع العالمي بقيام الثورة الايرانية !!
                        ويستقبل محمود الهاشمي مبعوثا للشيهد الصدر للتدوال في امر (الثورة الايرانية)!!

                        سلطة البعث تعرف عنوان منزل السبيتي لكنها لاتعرف انه مقيم خارج العراق فتقحتم بيته حتى دون مراقبته !!

                        سلطة البعث لاتعتقل اقاربه حتى الدرجة الرابعة (وهو قائد الدعوة) فيقوم شقيقه بالاتصال به وابلاغه بالخبر علما ان الهواتف لاسيما الدولية (غير مراقبة) في زمن (حرية البعث)!!
                        حيث كانت الاعتقالات على قدم وساق وكان التنظيم يعتقل باكمله تقريبا فتاتي الاوامر السبيتية من الاردن باعادة تشكيله من جديد بمن فلت من الاعتقال....حيث يقوم الكسب على الكم لا على النوع !!!
                        وحيث يساق الالاف الى زنازين البعث سنويا والى منصات الاعدام ......وحيث يفر غيرهم تاركين ذويهم رحمة ازلام البعث عديمي الغيرة والشرف .......فاعتقلت النساء والاطفال وخيرة كوادر العراق وهم يعتقدون انهم (دعاة) الى الاسلام والى قيام الدولة الاسلامية حيث يقودهم المرجع الفيلسوف محمد باقر الصدر وقد يكون يوما خليفة وقائدا لهذه الدولة الاسلامية...دولة علي ابن ابي طالب ....لادولة السبيتي ورؤيته لاسلام بلا مذاهب !!!

                        تعليق


                        • بينما نحن بالانتظار!!!

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسوله صلى عليه وآله ومن والاه واللعنة الدائمة على أعدائهم ومناوئيهم وغاصبي حقوقهم الى يوم الدين

                          من الغريب أن كاتب الوثائقية المحترم أن لا يقرأ ما كتبته له سابقا عن موضوع السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رحمه الله تعالى، علما انني ذكرت الموضوع هنا:
                          http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=407
                          وكتبت هناك:

                          نعم يمكن للكاتب ان يشير (ولا أظنني أنه قد قرأءه ولا شاهده) الى كلام السيد الشهيد محمد باقر الحكيم رحمه الله في مجلة المنهاج العدد 17 الصادر في ربيع 1421 ـ 2000 والخاص بالشهيد الصدر في موضوعه (نظرية العمل السياسي عند الشهيد السيد محمد باقر الصدر)
                          وقد صدق ظني اليقيني أنه لم يقرأ ولم يشاهد الكتاب حتى وبعد أن نوهنا عليه في الرابط أعلاه.
                          وكنت اريد ادراج المقال المذكور والذي استوعب 66 صفحة من المجلة منها 13 صفحة للهوامش ومنشور بين الصفحة 225 ـ 290 من المجلة، لكني وحيث كنت قد قرأته في موقع (دائرة معارف الفقه الاسلامي طبقا لمذهب أهل البيت عليهم السلام) والتي يشرف عليها السيد محمود الهاشمي (الشاهرودي) حفظه الله تعالى.

                          وقد نشرته مجلة المنهاج التي يرأس تحريرها الشيخ خالد العطية، وتصدر في بيروت عن مركز الغدير للدراسات والنشر والتوزيع. في العدد 17 لعام 1421 ـ 2000.

                          http://www.shahrodi.com/al-menhaj/AL...p_almen17a.htm

                          إلا أنني اجلت الموضوع لأنه لم تكن لدي النسخة الاصلية من المجلة وما موجود في الموقع كان كثير الاخطاء وحصول ارتباك في ربط الهوامش بالمتن، وقد حصلت قبل مدة على المجلة والتي طبع هذا العدد للمرة الثالثة لخصوصيته لأنه كما ذكر على الغلاف (عدد خاص بمناسبة مرور عشرين عاما على شهادته) أي الإمام الشهيد محمد باقر الصدر قدس الله روحه الطاهرة.


                          وكذلك فالموضوع منشور على الموقع الرسمي لرئاسة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق ) سابقا. وعلى صفحة شهيد المحراب رابط كتب سماحة الشهيد الحكيم رحمه الله.

                          http://www.almejlis.org/shaheed/sh/K...tic_theory.HTM

                          وقد أعدت تذكير الكاتب حسيني بذلك مرة اخرى هنا:
                          http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=437
                          وكنت قد ناقشت هذه النقطة (السرية) الواردة في المقال من قبل:
                          http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=408
                          ولكن الظاهر أن الأخ لم يلاحظها ولعله لإنشغالاته ساعده الله تعالى.
                          وإن كان لدينا مناقشات أعمق وأدق لهذا المقال وغيره ولكنها خارجة عن اهتماماتي الآن ولا أستطيع ابداء أي كلام مالم يكن مدعوما بمصادر ودقيق، وهذا مما يحتاج إلى نبش التاريخ ومراجعة كل من كتب عنه، وهذا يترك لأهل الاختصاص طبعا... ولا يمكن أن اكتفي بـ (خطوط حمراء) ادرجها تحت صفحات المقال وادرج عليها (تساؤلات) لما يسميه كاتب الوثائقية هنا (قراءة لما بين السطور) ، فالمسؤولية والأمانة العلمية تقتضي التحقيق والتدقيق والحيادية والتزام الحق والصدق وهذا مما لم نلمسه عند الكثير من كتابنا الاعزاء للأسف.
                          عموما الأمر متروك للزمن والوقت والهمة وأهل الاختصاص من محققي التاريخ ، ولا أدعي انني منهم والحمد لله.
                          وليست عادتي خلط الأوراق أبدا كما يلاحظ كل منصف يقرأ ما أكتب.
                          وعلى قول الكاتب:

                          على اية حال .....جل املي بفطنة القارىء الذي يجب ان يلتفت الى كل الاساليب الملتوية المستميتة لزرع اشكال هنا او هناك ولو كان اوهن من بيت العنكبوت !
                          وأنا أعتمد كذلك على فطنة القاريء الذي لم اكتب شيئا هنا الا له فقط لا بإعتبارات أخرى ونوايا ومخططات سقيمة بعيد عن المهنية والعمية والحيادية والانصاف كما رأينا ونرى.
                          ولا أدري ما مدى قوة (بيت العنكبوت) الذي وقع الاخ الكاتب في شراكها ولم يكلف نفسه حتى بمراجعة ما يكتب فيها بـ (خيوط العنكبوت).
                          وسنري الكاتب المحترم كم قوة هذه الخيوط التي ستكشف (التناقض) المزعوم لما كتبه النعماني.
                          وسيعلم القاريء الكريم مدى (طهارة) الخاقاني حتى وإن شهد له مثل السيد الحائري حفظه الله تعالى. والتي لم تكن شهادة لطهارته بمعناها الذي تصوره الكاتب وغيره بل هي نفيا لما كتبه السيد حفظه الله من قدوم الخاقاني مع رجل المخابرات والتي بينا وجهات النظر فيها ونوصي الكاتب بمراجعتها تمهيدا لما سنعرضه من وثائق تؤيد كلام الكاتب والتي قالها بنفسه في مواقع عديدة عرضناها ونعيدها حتى يقرأها من جديد.

                          ذكر كاتب الوثائقية في موقع الكتاب الذي يستند فيه على (وثائقيته):
                          http://addawa.jeeran.com/

                          كما اعجب لمرور الكاتب على بعض المحطات مرور الكرام دون التوقف عندها كسذاجة المتصدين من رموز الدعوة في السبعينات عند التعاطي مع اجهزة امن ومخابرات الطاغية !
                          كما ذكرنا اقواله عن (رموز الدعوة) في السبعينيات وعرضناها هنا:
                          http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=429
                          يقول:
                          http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=134
                          واذا كان بعض الاخوة المتابعين قد اشكلوا على اعتراضي على وجود طلبة ثانويات وجامعات في التنظيم بكثرة وفي اماكن قيادية ولم يقبلوا بطرحي الذي يشير الى قلة خبرتهم فاقول ان القادة انفسهم كانوا قليلي الخبرة الى حد السذاجة مع كل احترامي واجلالي لكل تلك الاسماء من قبيل السيد الحائري والعسكري والشيخ الاصفي او الكوراني!
                          وهنا:
                          http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=192

                          وقد اشرت سابقا الى تحركات رموز الدعوة للتمويه على مخابرات النظام عند سفرهم الى الخارج !
                          وقد عاب علي البعض وصف تلك التحركات بالساذجة لانها صدرت من رموز كبار !!
                          اقول ان الخطأ خطأ ان صدر من ايا كان وتلك التحركات اقل مايقال عنها انها ساذجة لانها تتحرك تحت انظار اعتى الانظمة المخابراتية سواء الاردنية او السورية او العراقية او المصرية والتي كانت تبدر الانقلابات وتعمل وتخطط بتنسيق وتوجيه من المخابرات البريطانية ثم الامريكية كما هو معلوم !!
                          ولا أدري هل غابت الآن تلك المخابرات ، وهل ترك رموز الدعوة السابقين (السذاجة) بعد أن خرجوا من حزب الدعوة؟!!
                          أم حينما يتعلق الأمر بحزب الدعوة تكون هناك (سذاجة) وحينما يتعلق الأمر بـ (الخاقاني) يكونوا معصومين ويصدرون صكوك (الطهارة) وتغيب عنهم المخابرات والحواشي والعمالة؟؟!!!
                          إن غدا لناظره لقريب يا اخينا الملازم هشام حيدر... من الناصرية!!!

                          أما أدعائك أنك لا تعرف الخاقاني!! فنحن نصدقك فيه!! لأنك لو تعرفه ما تجرأت وكتبت ما كتبت أو ستكتب، إن كنت ستكتب!!
                          وإن كنت لا تعرفه وكان (مجهول) الحال لديك!! فكيف تنسف المجهول بـ (المعلوم) عند نفس السيد الحائري ومن قبله الإمام الصدر والسيدين الشهيدين محمد باقر وعبد العزيز الحكيم رضوان الله تعالى عليهما؟!!
                          وهل رأيتني كتبت عن (السبيتي) في كل ما شاركت فيه هنا من ردود شيئا؟!!
                          إنني لا أعرفه ولا اريد في الوقت الحاضر معرفته أو التعليق عليه، فأنا أتركه لمؤرخي الدعوة وعناصره وليس لي به دخل من قريب أو بعيد مالم تتوفر لي جميع النقاط عنه حتى استطيع الحكم عليه بما هو أهله!!

                          وحاله عندي كحال غيره :
                          حيث يساق الالاف الى زنازين البعث سنويا والى منصات الاعدام ......وحيث يفر غيرهم تاركين ذويهم رحمة ازلام البعث عديمي الغيرة والشرف .......فاعتقلت النساء والاطفال وخيرة كوادر العراق وهم يعتقدون انهم (دعاة) الى الاسلام والى قيام الدولة الاسلامية حيث يقودهم المرجع الفيلسوف محمد باقر الصدر وقد يكون يوما خليفة وقائدا لهذه الدولة الاسلامية...دولة علي ابن ابي طالب ....لادولة السبيتي ورؤيته لاسلام بلا مذاهب !!!
                          وقد أصبت بهذا القول نعم الاصابة:

                          وحيث يفر غيرهم تاركين ذويهم رحمة ازلام البعث عديمي الغيرة والشرف
                          وأنت تعلم (الفارين) حق المعرفة!!!

                          التوقيع (مبعوث) (قلم الدعوة) !!!!!!!!!!!!
                          حتى لا يحتاج الكاتب بعد هذا التأكيد على أنني من (ايتام) الحزب (العميل)!!!
                          وحسبنا الله ونعم الوكيل.
                          الملفات المرفقة
                          التعديل الأخير تم بواسطة alyatem; الساعة 15-05-2011, 04:43 PM.

                          تعليق


                          • بسم الله الرحمن الرحيم
                            الحمد لله والصلاة على نبيه محمد وآله ومن والاه واللعنة الدائمة على اعدائهم ومناوئيهم وغاصبي حقوقهم الى يوم الدين

                            وانا استعد للجواب التفصيلي على ملابسات قصة (الخاقاني) اطلعت على نسخة كتاب مباحث الاصول والتي عرضناها في المشاركة السابقة هنا:
                            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=432
                            وقد قلت هناك:
                            http://www.yahosein.com/vb/showpost....&postcount=433
                            ناهيك عن أننا اذا رجعنا الى اول هذه المشاركة وجدنا ان الكتاب مطبوع بتاريخ 1426 ورسالة محمد الخاقاني وجواب سماحة السيد كان في العام 1424 ، فلماذا لم يحذف النص الذي حذف من الموقع من الكتاب، ويمكن أن يكون ذلك لأن الكتاب يحتمل أن طباعته كانت (اوفسيت) على الاصل المنشور سابقا من قبل مطبعة مركز النشر التابعة لمركز الاعلام الاسلامي في قم لعام (ربيع الاول 1407)، لكن هذا الاحتمال يبعد لأن كتاب (سمو الذات) للسيد الحائري طبع من نفس دار البشير ولا نحتمل تجاهل دار النشر لمكتب السيد وعدم استحصال اذن اعادة طباعة مباحث الاصول منهم.
                            وبعد اطلاعي على نسخة الكتاب وجدت الامر بخلاف ما كتبته في هذه الفقرة، وان كان ذلك لا يضر بالموضوع الذي سوف اثيره على شخصية الخاقاني وابنه لكن الامانة العلمية والصدق والحقيقة تقتضي مجانبة الاهواء والكذب والتدليس الذي يقوم به الكثيرين مع الاسف.

                            وكان الاجدر بي ان أتأكد من الموضوع أكثر وأحكم عليه، وليس الخطأ مني ولكنني اعتمدت على النص (الاكتروني) الموجود في القرص الكومبيوتري لمؤلفات الامام الشهيد والذي اصدر اخيرا ولا اعلم لماذا وقع منهم هذا الأمر.
                            على أي حال الامر كما اخبر به سماحة السيد الحائري فقد حذفت الفقرة التي اشرنا لها في مشاركتنا السابقة من الكتاب المطبوع في الطبعة الثانية مع شديد (الاسف) واؤكد ان ذلك لن يغير من الحقائق التي سنعرضها ونتبينها من نفس كلام ابن الخاقاني في ردوده وردود الآخرين عليه ومناقشاتي والوثائق التي قمت بالاطلاع عليها وتجميعها.
                            وقد تكون هذه ان شاء الله آخر مشاركاتي لأن ترك بابا الحديث مفتوحا يأخذ مني الوقت ولا املكه والعمر ولا استطيع ضمانه مضافا الى انشغالاتي وابتعادي عن ما هو أهم من (الوثائقية) و(الخاقاني) وأنا على ابواب سفر وحضر ودراسة وعلاج ، سائلا المولى العلي القدي أن يختم لنا بخير ولاخواننا المؤمنين ارجوا الصلاح والاصلاح والتسديد والتوفيق ولكاتبنا المحترم (هشام حيدر) الموفقية والسداد.
                            ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
                            واليكم صور كتاب مباحث الاصول الجزء الاول من القسم الثاني، الطبعة الثانية المنقحة، والصادرة عام 1426 = 2005.






                            وقد حذف هذا النص الذي ذكرناه سابقا والموجود في الطبعة الاولى:

                            عندئذ جاء ممثل صدّام و هو (الشّيخ عيسى الخاقاني) مع أحد ضباط مخابرات القصر الجمهوري و هو تكريتي يعرف بـ (أبي علي).
                            تكلّم الشيخ الخاقاني مع السّيد- ره- أوّلا بنغمة عربية، فقال له: «إنّ صدّاما بعثني إليك و الأخ أبو علي (يشير إلى ضابط المخابرات) يعرف ذلك، و نحن نحاول حلّ الأزمة و ترطيب الجوّ و إعادة الأمور إلى طبيعتها» ... ثم تحدث عن عرب خوزستان و ما يعانون من اضطهاد و تنكيل من قبل قادة الجمهورية الإسلامية، لا لشي‏ء سوى أنّهم عرب، و قال: «يجب أن نفكّر جميعا في إنقاذهم»! ثم اقترح أن يقوم السّيد الشّهيد بتأسيس حوزة عربيّة في النّجف الأشرف، و تساءل:«لما ذا تكون حوزة النّجف الأشرف دائما تحت سيطرة الإيرانيّين! نحن يجب ان نؤسس حوزة عربيّة! و أنت- سيّدنا- زعيم الحوزة و المرجع الأعلى فيها»! فقال له السّيد- ره- إنّ ميزة النّجف الأشرف الّتي يعتزّ بها النّجف هي أنّها جامعة مفتوحة لكلّ الجنسيّات و القوميّات، يدرس فيها العربيّ و الفارسيّ و غيرهما، فما معنى أن تكون الحوزة عربيّة فقط؟ الحوزة العربيّة موجودة فعلا الى جانب الحوزات الأخرى.
                            ثم تناول السّيد مسألة الإضطهاد المزعوم لعرب خوزستان و تحدّث عن ذلك بما خيّب آمال الخاقاني.
                            ثم ذهب الشيخ عيسى الخاقاني، و جاء مرّة ثانية مع ضابط الأمن فقال

                            مباحث الأصول القسم‏2 ج‏1، ص: 162

                            للسّيد: «إنّ السّلطة تريد أن تفكّ الحجز عنك، إلاّ أنّ لديها شروطا، بمعنى أنّها تريد منك أن توافق على الشّرط الأوّل، و إلاّ فعلى الشّرط الثّاني و إلاّ فعلى الثّالث، و هكذا، أمّا عدم الاستجابة لأيّ واحد من تلك الشروط فيعني الإعدام، و اللّه أنا سمعت صداما يقول: إذا لم يستجب محمّد باقر الصّدر لشرط من هذه الشّروط فسوف أعدمه»!. و الشّروط هي:
                            الشرط الأوّل- أن يتخلّى عن تأييد و دعم الثّورة الإسلاميّة في إيران و عن تأييده للسّيد الخمينيّ.
                            الشّرط الثّاني- إصدار بيان تأييد لبعض مواقفنا، و إن كان يصعب عليك تأييد مواقفنا الحزبية الخاصّة فأيّد مواقفنا الوطنيّة و إنجازاتنا، كحلّ قضيّة الأكراد بمنحهم الحكم الذّاتي، أو تأميم النفط مثلا.
                            الشّرط الثّالث- أن تصدّر فتوى بتحريم الانتماء إلى حزب الدّعوة الإسلاميّة.
                            الشّرط الرّابع- أن تنسخ تحريمك الانتماء الى حزب البعث، و تصدّر فتوى تجيز فيها الانتماء إليه.
                            الشّرط الخامس- أن يجيئك مراسل صحيفة أجنبيّة أو عراقيّة يسألك مسائل فقهيّة أنت تضعها، و أجب عليها بما أحببت»(1) .
                            عندئذ التفت السّيد الى الشّيخ عيسى الخاقاني و قال له: «فإذا لم استجب»؟
                            قال الشيخ عيسى: «كما قلت لك سيدنا- و اللّه- لقد سمعت من لسان صدّام أنّه قال: سوف أعدمه.
                            فقال له- ره-: (أخبر صدّاما أنّي بانتظار تنفيذ وعده).
                            ثم قال للخاقاني: «إنّي كلّ ما كنت أطمح إليه في الحياة و أسعى له فيها هو: أن تقوم حكومة للإسلام في الأرض، و الآن بعد أن أقيمت في إيران بقيادة السّيد الإمام فإنّ الموت و الحياة عندي سواء لأنّ الحلم الذي كنت أحلم به و أتمنّى‏

                            (1) هامش: كأنّ المقصود بهذا هو نشر مقابلة صحفية مع السّيد الشّهيد تنشر في الجرائد و الصّحف، كي تعرف الأمة أن لا عداء بين السّلطة الحاكمة و السّيد الشّهيد، لتخفّ حالة التّوتّر الموجودة لدى النّاس‏.

                            مباحث الأصول القسم‏2 ج‏1، ص: 163

                            تحقيقه قد تحقّق و الحمد للّه. أمّا مطالبتي بتأييدي للمواقف فهي تناقض ما كنتم تطلبونه منّي قبل هذا من عدم التّدخّل في الأمور السّياسيّة. و أما حزب الدّعوة، فلا أحرّم الانتماء إليه، و أمّا تحليل الانتماء إلى حزب البعث، فلا أجيز الانتماء إليه، و أمّا المقابلة فأنا غير مستعدّ لها< . ثم التفت- ره- إلى ضابط مخابرات القصر الجمهوري التّكريتيّ و قال له:«يا أبا علي! أخبر صدّاما أنّه في أيّ وقت يريد إعدامي فليفعل< !.

                            و اللّه- أيّها الأخوة- إنّ ضابط مخابرات في القصر الجمهوري عاش و تربّى في أحضان صدام و هو لأوّل مرّة يرى السّيد الشّهيد، وقع تحت تأثير السّيد، فقبّل يده الطّاهرة و الدّموع تجري من عينيه، و أخذ يضرب بيده على فخذه و يقول: «حيف، و اللّه حيف< !.
                            هذا الضّابط لم تكن له علاقة بالسيد، لا بل إنّ السّيد يعتبر عدوّه اللّدود، كيف تأثّر بالسّيد؟! تأثّر به لأنّه رأى فيه الصّدق و التّفاني من أجل المبدإ.
                            مع التأكيد على بقاء النص الذي قلنا انه ابقي في الطبعة الثانية وفي كتاب (سمو الذات) ايضا:

                            قِصّة استشهاده :

                            أمّا استشهاده (قدس) فكان مروّعاً ومؤثّراً، فقد جاء مدير أمن النجف ظهراً ومن دون علم سابق، وقال للسيّد (قدس): إنّ المسؤولين يودّون اللّقاء بك في بغداد. فقال السيّد: «إن كانت زيارة فلا أذهب، وإن كان اعتقالاً فاعتقلني». فقال مدير الأمن: «سيّدنا اعتقال». فأخذ السيّد الشهيد وهو في كامل الاطمئنان بالاستشهاد ولقاء الله تعالى وأجداده الطاهرين; إذ كان ـ رضوان الله عليه ـ قد رأى رؤياً بعد انتهاء المفاوضات مع الشيخ الخاقانيّ: كأنّ أخاه المرحوم السيّد إسماعيل الصدر، وخاله آية الله المرحوم الشيخ مرتضى آل ياسين، كلّ واحد منهما جالس على كرسىّ، وقد جعلوا كرسيّاً في الوسط للسيّد (قدس) وملايين الناس من البشر ينتظرونه، فقال لي بعد أن قصّ علىّ هذه الرؤيا: أنا اُبشّر نفسي بالشهادة! وفعلاً في نفس الاُسبوع استشهد، رضوان الله عليه.
                            وبينا ان ذلك لم يكن نسيانا او غلطا خصوصا لأن الكتاب طبع بمعونة ماجد حمد الطائي ـ كما جاء في مقدمة (سمو الذات) ـ وهو من فضلاء الحوزة ومحققيها ومن تلامذة السيد الحائري ومعروف بإسم الشيخ (ابو شعاع)، فكيف يغفل عن هذا السهو؟؟!!! إن كان سهوا.

                            وعلى أي حال ستثبت لنا الايام كيف ولماذا تم حذف المقطع السابق....
                            الملفات المرفقة

                            تعليق


                            • الخلاصة حتى الان في قراءة سريعة لابرز العناوين اليتيمة هي ان كل من نشر انما اعتمد على مانشره النعماني ليس الا عليه فان تعدد المصادر لايغني من الحق شيئا!

                              لكن افضل ماتوصلنا اليه ان شهادة السيد الحائري لاتعني شيئا !

                              المهم ان ندافع عن النعماني !!

                              النعماني خط احمر !

                              وفضل الله !

                              والدعوة !

                              رغم انهم يطعنون بالمرجعية !

                              ويحطون من قدرها !

                              يصفونها بالبلادة والسذاجة والتخلف والعمالة والانزواء ونهب اموال الحق الشرعي واباحته للاولاد والاصهار وغير ذلك !!

                              يدعون ان من ضلل فضل الله انما حسده وخاف من مرجعيته وذهاب الاموال اليه بدلا منهم ....وهذا بحد ذاته يعني فسق هؤلاء لانهم يفترون ويغتابون مراجع شهد لهم القاصي والداني بالورع والتقوى !!

                              لايحق لنا ان نطعن بهؤلاء.....ويحق لهم الطعن بالمراجع !!


                              هذا هو نهج الدعوة............و(الدعاة)!

                              تعليق


                              • وهل ما سأقوله دفاع عن حزب الدعوة ام الشهيد الصدر؟؟؟
                                وهل ذكر النعماني شيئا عن المراجع؟؟؟
                                وهل اتينا بسيرة فضل الله هنا؟؟؟

                                يصفونها بالبلادة والسذاجة والتخلف والعمالة والانزواء ونهب اموال الحق الشرعي واباحته للاولاد والاصهار وغير ذلك !!
                                انظروا من يحاسب من؟؟!!!

                                أليس السيد الحائري مرجعا وباقي العلماء علماء؟؟!!!
                                ام عندما تركوا حزب الدعوة بعد أن كانو رموزا لها خرجوا من صفة (السذاجة) كما تصفهم؟؟!!!

                                انتظر المناقشة ولا تتسرع كعادتك يا اخينا المرافق بـ (قراءة سريعة)!!!!

                                تعليق

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X