باسمه تعالى
من عجائب الدهر أن يضطر المرء لبذل الجهد لتوضيح الواضحات و إماطة اللثام عن ثغر المسلمات بعد أن بان إحتياج الماء للمختبرات لإثبات أنه من السوائل لا الجامدات .
وما ذاك إلا للجوء الحاقدين لتغطية عقولهم وأبصارهم ببراقع الجهل والعته.
فقد لجأ بعض من غرهم العناد حتى ظنوا به أنهم فائزون .. بعد أن لم يستطيعوا تكذيباً لحديث النبي (ص) :
"إني تارك فيكم الثقلين ... كتاب الله و عترتي أهل بيتي ." .. إلى التغريد و تغريب تفسير عبارة " وعترتي" فقالوا أن عترة الرجل ليس أبناؤه وأهل بيته خاصة بل (هم نسله ورهطه وعشيرته) و زاد بعضهم و (أصحابه) .
و لا تخفى الغاية من ذلك على لبيب.
وكان الأحرى والأجدر لكل مسلم وعاقل أن يسأل صاحب العبارة أي الرسول (ص):
ما مقصودك يا رسول الله(ص) بقولك:"إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي."؟ من هم عترتك؟
ولو أن العرعور وأشباهه سألوا هذا السؤال لأتاهم الجواب ,
ومن المعجم الكبير للطبراني الجزء 17 الصفحة 212:-(...و إن فاطمة جاءته بسخية , فقال :انطلقي فجيئي بزوجك أو إبن عمك وإبنيك , فانطلقت فجاءت بعلي و حسن و حسين, فأكلوا من ذلك الطعام ,ورسول الله(ص) على منامة لنا, وتحته كساء خيبري فأخذ الكساء فجللهم إياه,ثم رفع يديه إلى السماء,ثم قال:اللهم هؤلاء عترتي."
و كذلك في تاريخ دمشق الجزء 42 الصفحة 386:-... عن البراء بن عازب قال جاء علي وفاطمة والحسن والحسين إلى باب النبي (ص)فقام بردائه و طرحهم عليهم ثم قال :"اللهم هؤلاء عترتي".
و راجع أيضا كتاب سبل الهدى والرشاد الجزء 7 الصفحة 304 إلى غير ذلك.
ومن اللطائف المفيدة في المقام ما جاء في تفسير الألوسي الجزء 16 الصفحة 116:-(...وأنت تعلم أن ظاهر ما صح من قوله (ص):"إني تارك فيكم خليفتين وفي رواية ثقلين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء و الأرض و عترتي أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض " يقتضي أن النساء المطهرات غير داخلات في أهل البيت الذين هم أحد الثقلين لأن عترة الرجل كما في "الصحاح" نسله و رهطه الأدنون ,وأهل بيتي في الحديث الظاهر أنه بيان له أو بدل منه بدل كل من كل و على التقديرين يكون متحدا معه فحيث لم تدخل النساء في الأول لم تدخل في الثاني. و في النهاية أن عترة النبي(ص) بنو عبد المطلب. وقيل أهل بيته الأقربون و هم أولاده وعلي وأولاده رضي الله تعالى عنهم ).
و من اللطائف التي مرت أمامي أثناء مطالعاتي أن الجماعة زادوا في حواشي عشرات الكتب هذه الجملة :"عترة الرجل : نسله و رهطه وعشيرته.و كما كنا قد أشرنا فالغاية واضحة.
لكننا لو رجعنا إلى بطون كتبهم لوجدنا الكثير مما لا يحبون.
مثال ما جاء في لسان العرب الجزء 4 الصفحة 563:-...عترة الرجل أخص أقربائه وقال إبن الأعرابي والعترة ولد الرجل و ذريته و عقبه من صلبه قال فعترة النبي (ص) ولد فاطمة البتول (ع) و روي عن أبي سعيد قال العترة ساق الشجرة قال وعترة النبي (ص) عبد المطلب وولده و قيل عترته أهل بيته الأقربون و هم أولاده وعليٌ وأولاده.
وهناك المزيد ...
والسلام .
تعليق