اعوذ بالله من العدو المبين (1)، القاعد لنا الصراط المستقيم ، ولا يريدنا ان نكون من الشاكرين (2)
الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون . ولا يحصي نعماءه العادون . ولا يؤدي حقه المجتهدون (3)
والصلاة والسلام على سادة الخلائق والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
...............................................الشيطان اللعين الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون . ولا يحصي نعماءه العادون . ولا يؤدي حقه المجتهدون (3)
والصلاة والسلام على سادة الخلائق والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
(1)لقرآن الكريم - كتاب الله تبارك وتعالى - ص 236 ( يوسف 5 )
{إن الشيطان للإنسان عدو مبين }
(2) كتاب الله تبارك وتعالى - ( الأعراف
{ قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين }
(3) نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 1 - ص14
الاخوة الاحبة السلام عليكم
من الواجبات الاكيدة على المؤمن حمد الله عز وجل وشكره على نعمه اللا متناهية
حتى ان صلاتنا وصيامنا ومناسكنا كلها تدخل تحت خانة شكر المنعم
{ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما }
{لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد}
. .
ولا يظنن احد ان الله محتاج الى شكرنا ، إنما فائدة الشكر هي لنا ونحن نستفيد منها :
يقول تعالى : { ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله ، ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ، ومن كفر فإن الله غني حميد } القرآن الكريم - لقمان
إذا الشكر لنا ونحن المستفيدون منه ادائا لحق المولى المُنعم بالنِعم الكثيرة علينا .
ولكن هل تعلم حقيقة الشكر ؟؟
هل تعلم ما هو تمام وكمال الشكر ؟؟
انت شكرك الان مقبول من الله وستأجر عليه إن شاء الله
ولكن الا تريد ان تشكر الله حق شكره ؟؟؟
الا تريد ان تشكره باقصى درجات الشكر ؟؟
إن حقيقة وكمال الشكر لله هي ان تعرف انك عاجز عن الشكر
لماذا ؟؟؟
لان نفس شكرك يحتاج الى شكر
بمعنى ان التفاتك الى الشكر هو نعمة { ما اصابك من حسنة فمن الله ، وما اصابك من سيئة فمن نفسك }
يعني ان الله وفقق الى شكره ، فهذه نعمة تحتاج الى شكر اخر
وشكرك الثاني يحتاج الى شكر ، وشكرك الثالث يحتاج الى شكر ،...... الى ما لا نهاية
بل حتى شكرك يكون باللسان ، واللسان من الله ، فيحتاج الى شكر ، والشكر الى شكر والشكر الى شكر .........الى ما لا نهاية
كل شيء تأكله يحتاج الى شكر ، حبة الرمان تحتاج الى شكر ، وشكرك هذا يحتاج الى شكر .....الى اخره
الخلاصة ان النعمة الواحدة من الله تحتاج الى شكر ، والتوفيق الى هذا الشكر للنعمة الواحدة يحتاج الى شكر ثاني ، والشكر الثاني يحتاج الى ثالث .....الى ما لا نهاية
فكيف يا مسكين ستقدر ان تشكر الله
اما زلت تظن انك تشكر الله حقا
فلنترك الكلام الى ارباب الكلام ، وخزان الوحي والعلوم ، وائمة الهداة والعارفين بحقائق الامور
إليك مناجاة الشاكرين من الصحيفة السجادية
فعدا انها دعاء لشكر الله عز وجل
إلا ان فيها من المعارف والعقائد مما يؤول الى معرفة الله اكثر وتنزيهه وتعظيمه
ومعرفة حقيقة الشكر
الصحيفة السجادية (ابطحي) - الإمام زين العابدين (ع) - ص 409 - 410
بسم الله الرحمن الرحيم
إلهي أذهلني عن إقامة شكرك تتابع طولك ، وأعجزني عن إحصاء ثنائك فيض فضلك ، وشغلني عن ذكر محامدك ترادف عوائدك ( 1 ) وأعياني عن نشر عوارفك ( 2 ) توالي أياديك ( 3 ) . وهذا مقام من اعترف بسبوغ النعماء ، وقابلها بالتقصير ، وشهد على نفسه بالاهمال والتضييع ، وأنت الرؤوف الرحيم ، البر الكريم ، الذي لا يخيب قاصديه ، ولا يطرد عن فنائه آمليه ، بساحتك تحط رحال الراجين ، وبعرصتك تقف آمال المسترفدين ( 4 ) فلا تقابل آمالنا بالتخييب والإياس ، ولا تلبسنا سربال القنوط والإبلاس ( 5 ) . إلهي تصاغر عند تعاظم آلائك شكري ، وتضاءل ( 6 ) في جنب إكرامك إياي ثنائي ونشري . جللتني نعمك من أنوار الإيمان حللا ، وضربت علي لطائف برك من العز كللا ( 7 ) وقلدتني مننك قلائد لا تحل ، وطوقتني أطواقا لا تفل ، فآلاؤك جمة ( 8 ) ضعف لساني عن إحصائها ، ونعماؤك كثيرة قصر فهمي عن إدراكها فضلا عن استقصائها . فكيف لي بتحصيل الشكر وشكري إياك يفتقر إلى شكر ؟ ! فكلما قلت لك الحمد ، وجب علي لذلك أن أقول لك الحمد . إلهي فكما غذيتنا بلطفك ، وربيتنا بصنعك ، فتمم علينا سوابغ النعم ، وادفع عنا مكاره النقم ، وآتنا من حظوظ الدارين ( 9 ) أرفعها وأجلها عاجلا وآجلا . ولك الحمد على حسن بلائك ( 10 ) وسبوغ نعمائك ، حمدا يوافق رضاك ، ويمتري ( 11 ) العظيم من برك ونداك ، يا عظيم يا كريم ، برحمتك يا أرحم الراحمين .. . . . . . . . . . . .
‹ 1 - عوائدك : معروفك وصلتك . 2 - عوارفك : إحسانك . 3 - أياديك : نعمك . 4 - المسترفدين : طالبي العطاء . 5 - الابلاس : الحيرة . 6 - تضاءل : تصاغر . 7 - كللا : أستارا . 8 - جمة : كثيرة . 9 - الدارين : دار الدنيا ودار الآخرة . 10 - بلائك : إحسانك وإنعامك . 11 - * * .
. . . . . . . . . . . . . . .
ايضا بعض الروايات :
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 - ص 98
عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى ( عليه السلام ) يا موسى اشكرني حق شكري ، فقال ، يا رب ، وكيف أشكرك حق شكرك وليس من شكر أشكرك إلا وأنت أنعمت به علي ؟ قال : يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني .
. . . . . . . . . .
روايات اخرى
. . . . . . . . . . . . . .
ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - ص 1487 - 1488
وجوب الشكر على الشكر
الإمام علي ( عليه السلام ) : من شكر الله سبحانه وجب عليه شكر ثان ، إذ وفقه لشكره ، وهو شكر الشكر
عنه ( عليه السلام ) : تمام الشكر اعتراف لسان السر خاضعا لله تعالى بالعجز عن بلوغ أدنى شكره ، لأن التوفيق للشكر نعمة حادثة يجب الشكر عليها
. . . . . . . . . . . . . .
ايضا من نهج البلاغة :
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون . ولا يحصي نعماءه العادون . ولا يؤدي حقه المجتهدون .........نهج البلاغة - خطب الإمام علي (ع) - ج 1 - ص14
وفي الختام اخوتي الاحبة
اعلموا ان من اهم الاشياء هي شكر الله عز وجل
ولو كان هناك اهم منها لتسلط عليها عدونا المبين الشيطان الرجيم
{إن الشيطان للإنسان عدو مبين }
{ قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين }
ايضا اعلموا احبتي انه عندما تشكرون الله ليكن في بالكم اننا عاجزون عن الشكر تمام الشكر ، ليس بمعنى ان نترك الشكر ، إنما نشكر الله مع احساسنا باننا عاجزين ومقصرين لانا مخلوقين من ضعف ، والله نعمه لا متناهية
فهذا هو الشكر الذي يريده الله منا ويتقبله باحسن قبول
اسأل الله عز وجل بحق محمد وآله صلوات الله عليهم ان يحشرنا مع الشاكرين
ويجعلنا منهم
تعليق