27/1/2013
تكرار سيناريو الأيام الأولى من ثورة 2011 في مصر

ذكر موفد "روسيا اليوم" إلى القاهرة أشرف الصباغ أن جميع الأحداث الجارية في مصر منذ يوم 24 يناير/ كانون الثاني 2013 تستعيد تفاصيل سيناريو أحداث الثورة الأولى في عام 2011 .
فجميع مداخل ومخارج ميدان التحرير وكل الشوارع المتفرعة منه والمحيطة به تشهد مواجهات ساخنة مع قوات الأمن، بينما يقوم الجيش إلى الآن بحراسة مداخل ومخارج محافظة القاهرة.
كما يجري أيضا حرق مقرات الإخوان الملسمين والعديد من المباني التجارية المملوكة لهم. وهو ما جرى لمقرات الحزب الوطني السابق وبعض المباني الأخرى. المواجهات في القاهرة وصلت فجر 26 يناير إلى كوبري قصرالنيل، ما يذكر بمشهد نفس الكوبري في 27 و28 يناير 2011، غير أن المواجهات والاشتباكات وصلت إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) والعديد من الأحياء والمناطق القاهرية الأخرى.
مراقبون يرون أن ما يجري في مصر حاليا هو أوسع نطاقا مما جرى في عام 2011، إذ تشهد مدينتي السويس وبور سعيد حصارا أمنيا غير مسبوق، وقامت بالفعل قوات الجيشين الثالث والثاني على التوالي بالانتشار في المدينتين. وكما كان أول القتلى في 2011 من السويس وبور سعيد، فقد فقدت المدينتان إلى الآن ومعهما الاسماعيلية ما يقرب من 70 شخصا حتى صباح يوم الأحد 27 يناير، وتم تدمير محطة المياه في بور سعيد، وإحراق محطة الكهرباء أيضا.
بينما تحتل قوات الجيش والأمن مدينة السويس التي هرب من سجنها 28 سجينا صباح الأحد 27 يناير.هناك حالات تكرار لاقتحام مراكز الشرطة والسجون، وهو ما جرى أيضا في يناير 2011.
ولكن انتشار الأسلحة بشكل رهيب ومخيف في مصر منذ تولي الإخوان السلطة يزيد من خطورة المشهدين السياسي والميداني. وجزء كبير من هذا السلاح هو الآن في أيدي الناس الذين يقتحمون السجون ومراكز الشرطة. كل ذلك على خلفية انفلات أمني واسع النطاق، بالضبط مثلما كان الأمر عليه بداية من يوم 26 يناير 2011، ولكنه في هذه المرة بدأ مع وصول الإخوان إلى السلطة وتضاعف منذ 25 يناير 2013 ليصل إلى أقصى مداه خلال اليومين الأخيرين.
من الواضح أن سيناريو الأيام الأولى من ثورة يناير 2011 يتكرر بالتفصيل، والإخوان والرئاسة يتركون الأوضاع بين الشعب والأجهزة الأمنية والجيش. بل دعت قيادات الإخوان المسلمين إلى زيادة تسليح الشرطة وطالبت ضمنا بنزول الجيش وتوسيع نطاق عمل الأجهزة الأمنية. هذا فيما تواصل قيادات الإخوان ووسائل الإعلام التابعة للجماعة استخدام نفس المصطلحات والتوصيفات التي أطلقت على المتظاهرين في بداية الثورة عام 2011، من قبيل "بلطجية" و"مندسون" وعملاء" و"أعداء الوطن".
تبدو مصر الآن وكأنها بلا قيادة، إذ يغيب الرئيس مرسي تماما عن المشهد، بينما الحكومة ورئيسها غير متواجدين بتاتا في المشهد السياسي أو الاقتصادي أو الإداري. وكما اختفت قيادات الحزب الوطني عام 2011، يغيب عن المشهد تماما مكتب الإرشاد، الحاكم الفعلي لمصر منذ تولي مرسي السلطة في البلاد. واختفى الإخوان والسلفيون من الشوارع والميادين، ومن المشهد السياسي والميداني بالكامل.
البعض يرى أنهم يجهزون لمفاجآت قد تشعل حربا أهلية، والبعض الآخر من المتفائلين يرون أن نهاية الإخوان في مصر قاب قوسين أو أدنى. فيما يرى فريق ثالث أنه إذا استمرت التظاهرات على هذه الوتيرة، فمن الممكن أن يعلن الرئيس مرسي الأحكام العرفية أو حظر التجول ويطالب الجيش بالنزول إلى الشوارع لدعم الإخوان والإبقاء على سلطتهم في مصر.
لا أحد يتحدث عن السياقين الدولي والإقليمي. فقطر غير ممثلة الآن في مصر إلا بقناة الجزيرة. ولكن لا تصريحات. بينما تتردد أنباء حول تعرض الإدارة الأمريكية لضغوط مكثفة بسبب دعمها الإخوان المسلمين وتجاهلها ما يجري في مصر، وإغماض عينها تماما عن القمع الجسدي والعنف والقتل، وإجهاض القانون والحريات.
المصدر:
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/606170/
تكرار سيناريو الأيام الأولى من ثورة 2011 في مصر

ذكر موفد "روسيا اليوم" إلى القاهرة أشرف الصباغ أن جميع الأحداث الجارية في مصر منذ يوم 24 يناير/ كانون الثاني 2013 تستعيد تفاصيل سيناريو أحداث الثورة الأولى في عام 2011 .
فجميع مداخل ومخارج ميدان التحرير وكل الشوارع المتفرعة منه والمحيطة به تشهد مواجهات ساخنة مع قوات الأمن، بينما يقوم الجيش إلى الآن بحراسة مداخل ومخارج محافظة القاهرة.
كما يجري أيضا حرق مقرات الإخوان الملسمين والعديد من المباني التجارية المملوكة لهم. وهو ما جرى لمقرات الحزب الوطني السابق وبعض المباني الأخرى. المواجهات في القاهرة وصلت فجر 26 يناير إلى كوبري قصرالنيل، ما يذكر بمشهد نفس الكوبري في 27 و28 يناير 2011، غير أن المواجهات والاشتباكات وصلت إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون (ماسبيرو) والعديد من الأحياء والمناطق القاهرية الأخرى.
مراقبون يرون أن ما يجري في مصر حاليا هو أوسع نطاقا مما جرى في عام 2011، إذ تشهد مدينتي السويس وبور سعيد حصارا أمنيا غير مسبوق، وقامت بالفعل قوات الجيشين الثالث والثاني على التوالي بالانتشار في المدينتين. وكما كان أول القتلى في 2011 من السويس وبور سعيد، فقد فقدت المدينتان إلى الآن ومعهما الاسماعيلية ما يقرب من 70 شخصا حتى صباح يوم الأحد 27 يناير، وتم تدمير محطة المياه في بور سعيد، وإحراق محطة الكهرباء أيضا.
بينما تحتل قوات الجيش والأمن مدينة السويس التي هرب من سجنها 28 سجينا صباح الأحد 27 يناير.هناك حالات تكرار لاقتحام مراكز الشرطة والسجون، وهو ما جرى أيضا في يناير 2011.
ولكن انتشار الأسلحة بشكل رهيب ومخيف في مصر منذ تولي الإخوان السلطة يزيد من خطورة المشهدين السياسي والميداني. وجزء كبير من هذا السلاح هو الآن في أيدي الناس الذين يقتحمون السجون ومراكز الشرطة. كل ذلك على خلفية انفلات أمني واسع النطاق، بالضبط مثلما كان الأمر عليه بداية من يوم 26 يناير 2011، ولكنه في هذه المرة بدأ مع وصول الإخوان إلى السلطة وتضاعف منذ 25 يناير 2013 ليصل إلى أقصى مداه خلال اليومين الأخيرين.
من الواضح أن سيناريو الأيام الأولى من ثورة يناير 2011 يتكرر بالتفصيل، والإخوان والرئاسة يتركون الأوضاع بين الشعب والأجهزة الأمنية والجيش. بل دعت قيادات الإخوان المسلمين إلى زيادة تسليح الشرطة وطالبت ضمنا بنزول الجيش وتوسيع نطاق عمل الأجهزة الأمنية. هذا فيما تواصل قيادات الإخوان ووسائل الإعلام التابعة للجماعة استخدام نفس المصطلحات والتوصيفات التي أطلقت على المتظاهرين في بداية الثورة عام 2011، من قبيل "بلطجية" و"مندسون" وعملاء" و"أعداء الوطن".
تبدو مصر الآن وكأنها بلا قيادة، إذ يغيب الرئيس مرسي تماما عن المشهد، بينما الحكومة ورئيسها غير متواجدين بتاتا في المشهد السياسي أو الاقتصادي أو الإداري. وكما اختفت قيادات الحزب الوطني عام 2011، يغيب عن المشهد تماما مكتب الإرشاد، الحاكم الفعلي لمصر منذ تولي مرسي السلطة في البلاد. واختفى الإخوان والسلفيون من الشوارع والميادين، ومن المشهد السياسي والميداني بالكامل.
البعض يرى أنهم يجهزون لمفاجآت قد تشعل حربا أهلية، والبعض الآخر من المتفائلين يرون أن نهاية الإخوان في مصر قاب قوسين أو أدنى. فيما يرى فريق ثالث أنه إذا استمرت التظاهرات على هذه الوتيرة، فمن الممكن أن يعلن الرئيس مرسي الأحكام العرفية أو حظر التجول ويطالب الجيش بالنزول إلى الشوارع لدعم الإخوان والإبقاء على سلطتهم في مصر.
لا أحد يتحدث عن السياقين الدولي والإقليمي. فقطر غير ممثلة الآن في مصر إلا بقناة الجزيرة. ولكن لا تصريحات. بينما تتردد أنباء حول تعرض الإدارة الأمريكية لضغوط مكثفة بسبب دعمها الإخوان المسلمين وتجاهلها ما يجري في مصر، وإغماض عينها تماما عن القمع الجسدي والعنف والقتل، وإجهاض القانون والحريات.
المصدر:
http://arabic.rt.com/news_all_news/news/606170/
تعليق