يقول الدمشقية: أن عائشة أرت مولاها سالم كيف كان رسول الله يتوضأ الحديث يفيد عدم حجاب عائشة نفسها وهو بكامله هكذا: عن أبي عبد الله سالم سبلان قال « وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره فأرتنى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فتمضمضت واستنثرت ثلاثا وغسلت وجهها ثلاثا ثم يدها اليمنى ثلاثا واليسرى ثلاثا ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره ثم أمرت يديها بأذنيها ثم مرت على الخدين قال سالم كنت آتيها مكاتبا ما تختفى منى فتجلس بين يدى وتتحدث معى حتى جئتها ذات يوم فقلت ادعى لى بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم» (رواه النسائي في سننه).
روى الرافضة عن أبي عبد الله أنه سئل " هل يجوز للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ قال لا بأس". وفي الموثق والصحيح بأبان بن عثمان " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال لا بأس".ولكن الرافضة أجازوا ذلك في كتبهم ومروياتهم. إرجع الى
الحدائق الناضرة23/69 مستند الشيعة للنراقي 16/53 والكافي للكليني (5/531 وسائل الشيعة (20/223 للحر العاملي، مستمسك العروة الوثقى14/43 لمحسن الحكيم). فليقرأ الرافضة قول علمائهم بأن المرأة لا يجب أن تحجب من العبد إلا أن يؤدي ما يعتقه. وهو قول الطوسي واحتج له بما رواه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فليحتجب عنه " ورواه الطوسي في المبسوط ( 6/72) والطبرسي في مستدرك الوسائل (16/26 ورواه ابن أبي جمهور الاحسائي (عوالي الآلي3/435). وهو واضح في جواز عدم الاحتجاب منه قبل أن يصير عنده ما يؤدي مكاتبته عندكم.
يقول سليل الرسالة: طبعاً سنقسم قول الدمشقية إلى أجزاء حتى نرد على كل جزيئة ونبينها:
أولاً: عنون الدمشقية هذه النقطة بـ"أن عائشة أرت مولاها سالم كيف كان رسول الله يتوضأ " و حيث أن الدمشقية قد حاول إيهام الناس بأن سالم بن عبد الله النصري المدني المعروف بسالم سبلان هو مولى للسيدة عائشة في حين أن الكتب الرجالية مثل تهذيب الكمال للحافظ المزي و تهذيب التهذيب للحافظ إبن حجر و الثقات لإبن حبان قد صرحوا بأن سالم سبلان هو مولى لـ (شداد بن الهاد ، و مالك بن أوس بن الحدثان النصرى ، و مولى النصريين ، مولى المهرى ، و مولى دوس ). و من أراد فليراجع ترجمة الرجل في الكتب الرجالية. وأيضاً الدليل على ذلك قول سالم سبلان في نفس الحديث "قال سالم كنت آتيها مكاتبا فتجلس بين يدي وتتحدث معي حتى جئتها ذات يوم فقلت أدعي لي بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم". و هذا يدل على أنه لم يكن مولى لها و إنما لغيرها. و هذه من تدليسات الدمشقية التي لا تنتهي.
ثانياً: ذكر الدمشقية "روى الرافضة عن أبي عبد الله أنه سئل " هل يجوز للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ قال لا بأس". وفي الموثق والصحيح بأبان بن عثمان " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال لا بأس".ولكن الرافضة أجازوا ذلك في كتبهم ومروياتهم. " و أحال القارئ إلى المراجع التالية "
الحدائق الناضرة23/69 مستند الشيعة للنراقي 16/53 والكافي للكليني (5/531 وسائل الشيعة (20/223 للحر العاملي، مستمسك العروة الوثقى14/43 لمحسن الحكيم). " و لكن بالرجوع مثلاً إلى الحدائق النضرة للمحقق البحراني (طبعاً الكلام موجود في الجزء 24 و ليس 23 كما عزاه الدمشقية) نجد أن المحقق يقول في ص 67: (هل يجوز للخصي النظر إلى المرأة المالكة له، وكذا إلى الأجنبية أم لا ؟ قولان: وتفصيل الكلام في ذلك يقتضي بسطه في مقامين. الاول: في نظر الخصي إلى مالكته، وقد اختلف الأصحاب في ذلك، قال: الشيخ في المبسوط إذا ملكت الامرأة فحلا أو خصيا، فهل يكون محرما لها، حتى يجوز له أن يخلو بها ويسافر معها ؟ قيل: فيه وجهان: أحدهما: وهو كالظاهر أنه يكون محرما، لقوله تعالى " {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ – إلى قوله تعالى- مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } (31) سورة النــور" فنهاهن عن إظهار زينتهن لأحد، إلا لمن استثنى، واستثنى ملك اليمين. والثاني - وهو الأشبه بالمذهب أنه لا يكون محرما، وهو الذي يقوى في نفسي، وروى أصحابنا في تفسير الآية، أن المراد به، إلاماء دون الذكران، قال في المختلف - بعد نقل ذلك عنه - وهذا الكلام يدل على تردده، ثم نقل عنه أنه قال في الخلاف: إذا ملكت الامرأة، فحلا أو خصيا أو مجبوبا، لا يكون محرما لها، فلا يجوز أن يخلو بها ولا يسافر معها.، واستدل باجماع الفرقة، وطريقة الاحتياط، قال: وأما الآية فقد روى أصحابنا، أن المراد بها الأماء دون العبيد الذكران، وهو اختيار إبن إدريس، ثم قال في المختلف: والحق عندي أن الفحل، لا يجوز النظر إلى مالكته، أما الخصي ففيه احتمال، أقربه الجواز على كراهية للآية، والتخصيص بالإماء لاوجه له، لاشتراك الإماء والحرائر في الحكم، إنتهى. أقول: فيه أن ظاهره أن اختياره الجواز في الخصي، إنما هو للآية، لمنعه تخصيصها بالإماء، والآية بناء على ذلك شاملة بإطلاقها، للفحل والخصي، فمنعه الجواز في الفحل، لا يظهر له وجه، إلا أن يدعى إجماعا على خروجه، مع أن ظاهر عبارة الشيخ المتقدمة، شمول الخلاف للفحل أيضا، والقول بجواز نظره. وممن صرح بعدم جواز نظر الخصي المحقق في الشرايع، قال: لعموم المنع وملك اليمين المستثنى في الآية، المراد به الاماء، وهو موافق لما اختاره الشيخ في الخلاف وابن إدريس، وهو المنقول عن العلامة في التذكرة أيضا، واقتصر الشهيد في اللمعة، على نقل الخلاف، فقال: وفي جواز نظر المرأة إلى الخصي، الملوك لها، وبالعكس، خلاف، ولم يرجح شيئا.) ثم بعد ذلك طرح المحقق الروايات التي جائت لهذه المسألة و بين الحكم عليها و أنها غير مقبولة لأن ما صح منها سنداً كانت لها ظروفها الخاصة. عموماً ذكر المحقق تتمة لكلامه في ص 71 (وما رواه الشيخ عن القاسم الصيقل " قال: كتبت إليه ام علي تسأل عن كشف الرأس بين يدي الخادم ؟ وقالت له، إن شيعتك، اختلفوا علي في ذلك، فقال بعضهم: لا بأس، وقال بعضهم: لا يحل، فكتب عليه السلام: سألت عن كشف الرأس، بين يدي الخادم، لا تكشفي رأسك بين يديه، فإن ذلك مكروه ". وما رواه في كتاب قرب الاسناد عن الحسين بن علوان " عن جعفر عن أبيه عليهما السلام أنه كان يقول: لا ينظر العبد إلى شعر سيدته ". – إلى أن يقول- . وقد تقدم في عبارتي المبسوط والخلاف، أنه روى أصحابنا أن المراد بما ملكت أيمانهن، الإماء دون الذكران). نقول حيث أن الرواية المروية عن القاسم صيقل صحيحة السند و هي مروية عن الهادي عليه السلام، و حيث أن السؤال عام، و لم يثبت العلماء أن لهذه الرواية وضعية خاصة فإنها هي المقبولة و هذا هو رأي المحقق البحراني و من أراد فليراجع الحدائق ص 73 من الجزء 24 حيث يذكر (وهو أنه إذا ورد عنهم عليهم السلام خبران مختلفان، أحدهما عن الامام السابق، والآخر عن الامام اللاحق، فإنه يؤخذ بالأخير، فيكون العمل هنا على رواية القاسم الصيقل، فإن الرواية هنا عن الهادي عليه السلام، حيث إن الراوي المذكور من رجاله عليه السلام، والروايات الاخر عن الصادق عليه السلام، وقد عرضت عليه المرأة القولين، فمنعها عن ذلك. والمراد بالكراهة في كلامه، التحريم بلا إشكال، لأن محل الخلاف هو الحل والتحريم، كما ينادي به صدر الخبر المذكور. ومما يؤيد التحريم، أنه الأوفق بالاحتياط في الدين، وهو أحد المرجحات في مقام اختلاف الأخبار) إنتهي كلام المحقق.
ثالثاً نلخص المسألة بأن الدمشقية قد أخطأ في نسبة سالم سبلان إلى أنه مولى لعائشة، و أيضاً أخطأ في فهم كلام المحقق في الحدائق، فإنه لا يعضد قوله بهذه الروايات إنما يضرها لأنها مخالفة لما توافقت عليه الطائفة و الأخبار الدالة على ذلك كثيرة. نقول أيضاً بأن ما سبق ذكره من كلام المحقق البحراني أيضاً يدحض شبهة الدمشقية الثانية و هي أن المرأة لا تحتجب من العبد.
يقول الدمشقية: أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله» (رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم) من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك. وذهب ابن حزم إلى ضعف بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/13).وقال النووي « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/396).وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه.
يقول سليل الرسالة: إن رواية حك المعوذتين لم ترد بالسند الذي ذكره الدمشقية فقط و إنما وردت بأسانيد أخرى صحيحة، مثلاً ما رواه
إبن شبة في تاريخ المدينة باب كتابة القرآن و جمعه 1628 حدثنا أبو عاصم (وهو الضحاك بن مخلد من رجال البخاري) ، قال : حدثنا سفيان (و هو الثوري من رجال البخاري) ، عن أبي إسحاق (وهو السبيعي من رجال البخاري) ، عن عبد الرحمن بن يزيد (وهو النخعي من رجال البخاري) ، قال : " رأيت ابن مسعود رضي الله عنه يحك المعوذتين من المصحف ، ويقول: لا يحل قراءة ما ليس منه "
و أيضاً ما ورد في مسند أحمد بن حنبل بسند صحيح في الحديث رقم 21224 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال قلت لأبي بن كعب ان بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني ان جبريل عليه السلام قال له قل أعوذ برب الفلق فقلتها فقال قل أعوذ برب الناس فقلتها فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
و أيضاً ما أورده أحمد كذلك في المسند بسند صحيح في الحديث المرقم بـ 21227 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر قال قلت لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر قيل لسفيان بن مسعود قال نعم وليسا في مصحف بن مسعود كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه .
فهذه تثبت الواقعة التي حاول الدمشقية التدليس على الناس و تضعيفها.
يقول الدمشقية: أن عليا التمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر (يعني الستة). ثم ساق رواية وردت في المستدرك للحاكم، و غيره من المصادر بنفس السند و هي: 4457 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ثم لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه فقال ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال بن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعاه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). وهو كما قال فإن رواته ثقات:
عبد الأعلى بن عبد الأعلى: ثقة (تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر6/96) ،
داود بن أبي هند : ثقة متقن
أبو نضرة وهو المنذر بن مالك: تابعي ثقة
وهذا الحديث يساوي عند المحدثين جوهرة.
يقول سليل الرسالة:
أولاً: هذا الحديث لم يرد إلا بهذا السند بمعنى أنه قد روي بسند واحد فقط في كل الكتب. إذاً الحديث خبر آحاد.
ثانياً إن هذا الحديث مما أعرض عنه البخاري و مسلم في صحيحيهما، و أصحاب السنن إلا ما قد رواه البيهقي في سننه. هذا علاوة على إعراض أحمد بن حنبل عنه في مسنده فلم يروه و قد سبق أن أشرنا أن أحمد بن حنبل قال في حق كتابه المسند: إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله فارجعوا إليه فإن كان فيه وإلا ليس بحجة وقال عبد الله بن أحمد رضى الله عنهما كتب أبى عشرة آلاف ألف حديث لم يكتب سوادا فى بياض إلا حفظه. وقال عبد الله أيضا قلت لأبى لم كرهت وضع الكتب وقد عملت المسند فقال عملت هذا الكتاب إماما إذا اختلف الناس فى سنة عن رسول الله رجع إليه. راجع طبقات الشافعية لتاج الدين السبكي بترجمة أحمد بن حنبل رقم 31. فعلى رأي أحمد بن حنبل إن هذا الحديث ليس بحجة، فلا يقوم الإحتجاج به.
ثالثاً إن أبي نضرة ممن أوردهم العقيلي في الضعفاء و أيضاً أورده إبن عدي في الكامل للضعفاء و قال إبن سعد في طبقاته بعدما وثقه قال وليس كل أحد يحتج به.
رابعاً عندما وثق الدمشقية رجال الحديث ذكر عبد الأعلى بن عبد الأعلى و نص على وثاقة الرجل، في حين أن الرجل ليس له دخل في الرواية أو كما يقال لا ناقة له و لا بعير ؟؟؟ فما سبب ذكره توثيق عبد الأعلى ؟؟؟
خامساً يذكر البخاري في باب غزوة خيبر حديث رقم [ 3998 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر – إلى أن قال -عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا . إلى نهاية الرواية. موضع الشاهد هو "فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر " فإن كان البخاري يروي هذا الحديث الذي ينص على عدم مبايعة الإمام لهذه الستة أشهر، فهل كان البخاري مخطئاً و السيدة عائشة نخطئة ة بهذا يُطعن في صحة البخاري وفيما يُنقل عن السيدة عائشة؟
يقول الدمشقية : أن عمر لم يكن يعرف حكم التيمم جل ما في الحديث أن عمر نسي حادثة كانت بينه وبين عمار بن ياسر وأن عمار سأل على إثرها النبي.
يقول سليل الرسالة:إن هذه الحادثة تضاف إلى علوم الخليفة الثاني و جهبذته الفكرية، فقد أفتى من غير علم،
يذكر البخاري في كتاب التيمم باب التسمم في الحضر حديث رقم[ 331 ] حدثنا آدم قال حدثنا شعبة حدثنا الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال إني أجنبت فلم أصب الماء فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت فصليت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيك هكذا فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه.
و حتى تتضح الصورة للدمشقية و أصحابه أورد البخاري في كتاب التيمم باب إذا خاف الجنب على نفسه حديث رقم [ 338 ] حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد هو غندر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل قال قال أبو موسى لعبد الله بن مسعود إذا لم يجد الماء لا يصلي قال عبد الله لو رخصت لهم في هذا كان إذا وجد أحدهم البرد قال هكذا يعني تيمم وصلى قال قلت فأين قول عمار لعمر قال إني لم أر عمر قنع بقول عمار.
يقول الدمشقية : أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها . إلى نهاية الرواية.
يقول سليل الرسالة: طبعاً الدمشقية لن يستطيع تضعيف الحديث لأنه مما أورده البخاري في صحيحه و ذكرنا موقعه سابقاً. و من عبقرية الدمشقية أن يأتي بهذه الرواية التي تناقض روايته المزعومة بأن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه قد بايع أبا بكر في أول يوم.
يقول الدمشقية : فقه وفوائد الحديث:
ثبات أبي بكر طاعة رسول الله وقد كان ذلك من أثقل الفتن عليه. فإن فاطمة كانت أحب إليه من ولده. ولكن طاعة أبيها أولى.
يقول سليل الرسالة: من فقه و فوائد الحديث بأن أبا بكر قد تعدى على حقوق غيره، و إغتصب أرضاً ليست له سنأتي و نفصل بهذا الأمر إن شاء الله
أولاً إن أبا بكر تعدى على حقوق الله بمنعه الخمس: يذكر البخاري في باب وفد عبدالقيس حديث رقم [ 4110 ] حدثني إسحاق أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا قرة عن أبي جمرة قلت لابن عباس رضى الله تعالى عنهما إن لي جرة ينتبذ لي نبيذ فيها فأشربه حلوا في جر إن أكثرت منه فجالست القوم فأطلت الجلوس خشيت أن أفتضح فقال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بالقوم غير خزايا ولا الندامى فقالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم حدثنا بجمل من الأمر إن عملنا به دخلنا الجنة وندعو به من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله هل تدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا من المغانم الخمس وأنهاكم عن أربع ما انتبذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت
إذا على حسب ما يرويه البخاري إن من الإيمان بالله إعطاء الخمس من المغانم.قال الراغب : الغنم معروف . و الغُنْم : إصابته و الظفر به ، ثم استعمل في كل مظفور به من جهة العدى و غيرهم . قال صاحب النهاية : في الحديث ( الرهن لمن رهنه ، له غنمه وعليه غرمه ) غنمه : زيادته ونماؤه وفاضل قيمته .وقال صاحب المجمع ( الغنيمة في الأصل هي الفائدة المكتسبة ) بل هناك بعض الأخبار تطلق لفظ الغنيمة حتى على ثواب الله ، كما في الحديث ( الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة )
إذاً يتضح من تعريف الغنيمة هي كل ما فاز به الناس، و قد عرفنا بأن النبي صلى الله عليه و آله قد شرط الإيمان بالله بتأدية الخمس من المغانم. يذكر مسلم بن الحجاج في صحيحه باب باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب حديث رقم [ 1812 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان يعنى بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى بن عباس يسأله عن خمس خلال فقال بن عباس لولا أن أكتم علما ما كتبت إليه كتب إليه نجدة أما بعد فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وهل كان يضرب لهن بسهم وهل كان يقتل الصبيان ومتى ينقضي يتم اليتيم وعن الخمس لمن هو فكتب إليه بن عباس كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وقد كان يغزو بهن فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة وأما بسهم فلم يضرب لهن وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل الصبيان فلا تقتل الصبيان وكتبت تسألني متى ينقضي يتم اليتيم فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ضعيف العطاء منها فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم وكتبت تسألني عن الخمس لمن هو وإنا كنا نقول هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك و هنا يوضح أحمد بن حنبل في مسنده باب جبير بن مطعم حديث رقم [ 16814 ] من هم الذين أبوا على بني عبدالمطلب حقوقهم من الخمس الذين تحدث عنهم إبن عباس رضوان الله تعالى عليه. حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال ثنا جبير بن مطعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لعبد شمس ولا لبنى نوفل من الخمس شيئا كما كان يقسم لبنى هاشم وبنى المطلب وان أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير انه لم يكن يعطى قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وكان عمر رضى الله تعالى عنه يعطيهم وعثمان من بعده منه قال.
إذاً بناءاً على هذه الروايات فإن أبا بكر قد تعدى على حقوق الله بأنه منع الخمس أو كما تصرح رواية أحمد أبخس أصحاب الخمس حقهم فيه، ألا و هم بني عبدالمطلب لأنهم هم المعنيون بالخمس و قد أوجبه الله لهم.
ثانياً إغتصب أرضاً ليست له.
بَلَى! كَانَتْ في أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّماءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْم، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ.وَمَا أَصْنَع بِفَدَك وَغَيْرِ فَدَك، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَد جَدَثٌ ، تَنْقَطِع فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَحُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا، وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لاََضْغَطَهَا الْحَجَرُ وَالْمَدَرُ، وَسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الاَْكْبَرِ، وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ. (نهج البلاغة- كتاب رقم 45- من كتاب الإمام الأمير عليه السلام إلى عامله عثمان بن حنيف الانصاري)
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (26) سورة الإسراء
ذكر الحسكاني في شواهد التنزيل الجزء الأول ص 438 عند هذه الآية الكريمة
467- حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد، قال حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد شفاها، قال أخبرني عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال حدثنا جعفر بن محمد الأحمسي قال حدثنا حسن بن حسين، قال حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم، و علي بن القاسم الكندي و يحيى بن يعلى، و علي بن مسهر، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ أعطى رسول الله ص فاطمة فدكا
468 - أخبرنا أبو بكر بن أبي سعيد الحيري قال حدثنا أبو عمرو الحيري قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال قرأت على الحسين بن يزيد الطحان، عن سعيد بن خثيم، عن فضيل، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت هذه الآية وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا النبي ص فاطمة و أعطاها فدكا
469- أخبرنا أبو يحيى الخوري و أبو علي القاضي قالا أخبرنا محمد بن نعيم، قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم الفقيه قال أخبرنا صالح بن أبي رميح الترمذي سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة، قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن أبي خيثمة قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثني علي بن هاشم، عن داود الطائي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله ص فاطمة فأعطاها فدكا
470- أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المديني بها، قال أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي ببغداد، قالت أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل البندار، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين الدرهمي أخبرنا عبد الله بن داود، عن فضيل بذلك
471- أخبرنا زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه قال أخبرنا محمد بن الحسين بن النخاس ببغداد قال حدثنا عبد الله بن زيدان، قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا معاوية بن هشام، القصار عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله ص فاطمة فأعطاها فدكا
472- أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه في الجامع من أصل سماعه قال أخبرنا أبو الفضل الطوسي قال أخبرنا أبو بكر العامري قال أخبرنا هارون بن عيسى قال أخبرنا بكار بن محمد بن شعبة، قال حدثني أبي قال حدثني بكر بن الأعتق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت على رسول الله وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا فاطمة فأعطاها فدكا و العوالي و قال هذا قسم قسمه الله لك و لعقبك
473- حدثني أبو الحسن الفارسي قال حدثنا الحسين بن محمد الماسرجسي قال حدثنا جعفر بن سهل ببغداد، قال حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال حدثنا أبي قال حدثنا عمي عن أبيه، عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله صلى الله عليه و آله فاطمة عليها السلام فأعطاها فدكا
يذكر الشوكاني في فتح القدير و صاحب الدر المنثور عند الآية الكريمة من سورة الإسراء: وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية "وآت ذا القربى حقه" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت "وآت ذا القربى حقه" أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فدك.ثم ينقل الشوكاني إشكال إبن كثير و هو "قال ابن كثير بعد أن ساق حديث أبي سعيد هذا ما لفظه: وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده، لأن الآية مكية، وفدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة، فكيف يلتئم هذا مع هذا انتهى" فأقول إن ما أورده الحفاظ من شأن هذه الآية الكريمة و سبب نزولها يبين أن الآية الكريمة مدنية و ليست مكية، فلا يُحتج بأن السورة مكية إذاً يلزم أن الآيات بأجمعها مكية، لأن هذا ما لا يتوافق مع العقل و النقل.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده حديث رقم 1405 قال : قرأت على الحسين بن يزيد الطحان ، حدثنا سعيد بن خيثم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية (وآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام فأعطاها فدك .هذا حديث صحيح بهذا الإسناد ورجاله كلهم ثقاة . وأما عطية العوفي فهو حسن الحديث مع ضعفه. فإن إبن حجر وصفه بالصدق، و يحيى بن معين قال عنه صالح، و أغلب الذين طعنوا في عطية طعنوا فيه لتشيعه ليس إلا، و إلا فهم يكتبون حديثه
هذا من باب أن النبي صلى الله عليه و آله قد أنحل السيدة فاطمة الزهراء فدك و قد قامت الأدلة على ذلك. أما من باب أنها طالبت بفدك، فهي سلام الله عليها تقول في خطبتها "ايها الناس اعلموا ، اني فاطمة وأبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) اقول عودا وبدوا ، ولا اقول ما اقول غلظا ، ولا افعل ما افعل شططا" فما هو السبب الذي جعل السيدة الزهراء تذكر من هي و من هو أبوها ؟؟؟ أليس تذكيراً للقوم بأنهما من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس، و أنها سيدة نساء العالمين، و أنها سيدة نساء أهل الجنة، و أنها بضعة رسول الله، و أنها، و أنها و أنها ؟؟؟ فهل يصح أن تسود الجنة إمرأة تدعي ما ليس لها؟ هل يجوز أن تكذب سيدة نساء أهل الجنة؟ هل يجوز أنها غضبت و أن غضبها المقرون بغضب الله و رسوله باطل ؟ هل يصح أن تقرن أذيتها بأذية الله و رسوله دوزنما وجه حق؟ بالله كيف تحكمون؟
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}
لقد جانب الخليفة الأول الصواب بل قد وقع في عين الخطأ عندما منع بضعة المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و آله حقها، و بعد مطالبتها حقها طالبها بالشهود و كأن مثل فاطمة يحتاج لمن يشهد لها.
و القضية ليست هنا أيضاً القضية في رد الخليفة الأول و الثاني لشهود الزهراء سلام الله عليها فلم يرتضوا شهادة أبي الحسن أمير المؤمنين و يعسوب الدين سلام الله عليه و لم يقبلوا شهادة الحسينين سلام الله عليهما و لم يقبلوا شهادة أم أيمن، فلماذا هذا التعنت مع الزهراء سلام الله عليها؟؟؟ ألا تعد من الصحابة ؟؟؟ يقول إبن حجر في فتح الباري ج4 ص 375 رقم الحديث 2174 بعد أن ساق رواية جابر مع أموال البحرين و إعطاء الخليفة الأول المال له، يقول "أن أبا بكر لما قام مقام النبي صلى الله عليه وسلم تكفل بما كان عليه من واجب أو تطوع فلما التزم ذلك لزمه أن يوفى جميع ما عليه من دين أو عدة وكان صلى الله عليه وسلم يحب الوفاء بالوعد فنفذ أبو بكر ذلك وقد عد بعض الشافعية من خصائصه صلى الله عليه وسلم وجوب الوفاء بالوعد أخذا من هذا الحديث ولا دلالة في سياقه على الخصوصية ولا على الوجوب وفيه قبول خبر الواحد العدل من الصحابة ولو جر ذلك نفعا لنفسه لأن أبا بكر لم يلتمس من جابر شاهدا على صحة دعواه ويحتمل أن يكون أبو بكر علم بذلك فقضى له بعلمه فيستدل به على جواز مثل ذلك للحاكم " فعلى الأقل ساووا الزهراء سلام الله عليها بغيرها من الصحابة، لماذا هذا الإبخاس في حقها و أهل بيتها ؟؟ و لكن :
يقول الدمشقية: نعم إن قبر فاطمة غير معروف وليس في النص علاقة بموقف أبي بكر منها. ولعلها حكمة من الله حتى لا يعبد قبرها من وصفوها بأنها إله ظهر بصورة امرأة.
يقول سليل الرسالة: يحاول الدمشقية هنا تهميش دور الخليفة الأول في مظلومية الزهراء سلام الله عليها، و الحق خلاف ذلك. فقد كان له و لخليفته من بعده اليد العليا في ظلمها سلام الله عليها، هذه الرواية لعمري تفضح موقف الخليفة الأول و لنقرأ الرواية مرة أخرى: "فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت". إن النص جلي و لكن {لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} فالنص يبين أن السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وجدت على أبي بكر بمعنى أنها غضبت (ينقل إبن الأثير في النهاية ج5 و تاج العروس للزبيدي ج8 ص 2319 إبن منظور في لسان العرب تحت مادة وجد، و النقل منه :ووَجَد عليه في الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً. ووِجْداناً: غضب. وفي حديث الإِيمان: إِني سائلك فلا تَجِدْ عليّ أَي لاتَغْضَبْ من سؤالي؛ ومنه الحديث: لم يَجِدِ الصائمُ على المُفْطر، وقد تكرَّرَ ذكره في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً وأَنشد اللحياني قول صخر الغيّ:
[poem font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِيَأْسٍ = وتَأْنِيبٍ، ووِجْدانٍ شَديدِ[/poem]فهذا في الغضب لأَن صَخْرَ الغيّ أَيأَسَ الحَمامَة من ولدها فَغَضِبَتْ عليه، ولأَن الحمامة أَيْأَسته من ولده فغَضِبَ عليها." إنتهى قول إبن منظور)، ثم أنها هجرته سلام الله عليها بعد أن غضبت عليه ولم تكلمه حتى توفيت ثم إن الرواية نفسها تبين "فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر" فما هو المقصود من هذا النقل إذا لم يكن لأبي بكر دورٌ في ظلمها سلام الله عليها، فلماذا تدفن ليلاً و لا يؤذن هو عليها و لا يصلي عليها بما أنه الخليفة؟ . نأتي الآن على ذكر بعض الروايات الموضحة و المفسرة لهذه الرواية.
يذكر الجوهري في كتابه السقيفة وفدك (و هو أبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي المتوفى ـ 323 هـ، كان من علماء أهل العامة ذكره إبن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة عمر بن شبة النميري ضمن من شيوخه، علاوة على ذكره في غير موضع من كتابه) ص101 في رواية طويلة نذكر الشاهد منها: "قالت- أي فاطمة- : والله لا كلمتك أبدا ، قال : والله لا هجرتك أبدا ، قالت : والله لأدعون الله عليك ، قال : والله لأدعون الله لك ، فلما حضرتها الوفاة أوصت ألا يصلى عليها ، فدفنت ليلا ، وصلى عليها عباس بن عبد المطلب ، وكان بين وفاتها ووفاة أبيها اثنتان وسبعون ليلة" و أيضاً من نفس المصدر "انه لما حضرت فاطمة صلى الله عليها الوفاة ، دعت عليا عليه السلام فقالت : أمنفذ أنت وصيتي وعهدي ، أو والله لاعهدن الى غيرك ، فقال عليه السلام : بلى أنفذها ، فقالت عليها السلام : إذا انا مت فادفني ليلا ولا تؤذنن بي أبا بكر وعمر ، قال : فلما اشتدت عليها اجتمع إليها نساء من المهاجرين والأنصار فقلن : كيف اصبحت يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم"و يذكر إبن أبي الحديد المعتزلي الشافعي في شرح نهج البلاغة ج16 ص 281 "و لم يجعل دفنها ليلا بمجرده هو الحجة ليقال لقد دفن فلان و فلان ليلا بل يقع الاحتجاج بذلك على ما وردت به الروايات المستفيضة الظاهرة التي هي كالتواتر أنها أوصت بأن تدفن ليلا حتى لا يصلي الرجلان عليها و صرحت بذلك و عهدت فيه عهدا بعد أن كانا استأذنا عليها في مرضها ليعوداها فأبت أن تأذن لهما فلما طالت عليهما المدافعة رغبا إلى أمير المؤمنين عليه السلام في أن يستأذن لهما و جعلاها حاجة إليه و كلمها عليه السلام في ذلك و ألح عليها فأذنت لهما في الدخول ثم أعرضت عنهما عند دخولهما و لم تكلمهما فلما خرجا قالت لأمير المؤمنين عليه السلام هل صنعت ما أردت قال نعم قالت فهل أنت صانع ما آمرك به قال نعم قالت فإني أنشدك الله ألا يصليا على جنازتي و لا يقوما على قبري. و روى أنه عفى قبرها و علم عليه و رش أربعين قبرا في البقيع و لم يرش قبرها حتى لا يهتدى إليه و أنهما عاتباه على ترك إعلامهما بشأنها و إحضارهما الصلاة عليها "
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّي، وَعَلى ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ فِي جِوَارِكَ، وَالسَّرِيعَةِ اللَّحَاقِ بِكَ! قَلَّ يَا رَسُولَ اللهِ، عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي، وَرَقَّ عَنْهَا تَجَلُّدِي، إِلاَّ أَنَّ لِي فِي التَّأَسِّيِ بِعَظِيمِ فُرْقَتِكَ، وَفَادِحِ مُصِيبَتِكَ، مَوْضِعَ تَعَزّ، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ، وَفَاضَتْ بَيْنَ نَحْرِي وَصَدْرِي نَفْسُكَ. (إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، فَلَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، وَأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ! أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وَأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ، إِلَى أَنْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ بِهَا مُقِيمٌ. وَسَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا، فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ، وَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ، هذَا وَلَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ. وَالْسَّلاَمُ عَلَيْكُمَا سَلاَمَ مُوَدِّع، لاَ قَال وَلاَ سَئم، فَإنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلاَلَة، وَإِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللهُ الصَّابِرِينَ.[poem font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولأي الأمور تدفنُ يسراً=بضعة المصطفى ويُعفى ثراها
فمضت وهي أعظم الناس وجداً=في فم الدّهر غصّة من جواها
وثوت لا يرى لها الناس مثوىً=أيّ قدس يضمّه مثواها[/poem]
يقول الدمشقية: أن فاطمة كانت تزور قبر عمها حمزة فتصلي وتبكي عنده. ضعيف جدا. رواه الحاكم وقال : رجاله ثقات عن آخرهم. وتعقبه الذهبي مرتين فقال: منكر جدا وفيه سليمان. (المستدرك1/377 و3/28). يعني سليمان بن داود. وقد أعل البيهقي الرواية بالإنقطاع بين علي بن الحسين وبين فاطمة رضي الله عنهم. وأكد ذلك الصنعاني (السنن الكبرى4/78 سبل السلام2/115).
يقول سليل الرسالة: دعونا ننقل الرواية حرفياً مع التعليق كما وردت في مستدرك الحاكم ج1 حديث رقم [ 1396 ] حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا تميم بن محمد ثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين
فهنا الحاكم يرد على تضعيف الذهبي و أما نقل الدمشقية بأن البيهقي قد ضعف هذا الحديث و علله بالإنقطاع فالدمشقية مفتر لأن ما علله بالإنقطاع هو سند آخر، يذكر البيهقي في السنن الكبرى ج4 باب ما ورد في دخولهن في عموم قوله فزوروها حديث رقم [ 7000 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا عثمان بن محمد ثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده كذا قال وقد قيل عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع فإن السند الذي علله البيهقي ليس المذكور في الرواية و إنما سند آخر و بين إنقطاعه. و أيضاً هذا رد على الذهبي فإن السند الثاني لو كان معلولاً بغير الإنقطاع لذكر ذلك البيهقي، و لكنه لم يذكر أي تضعيف لذلك. و نستنتج أن الدمشقية حاول التدليس على الناس بأن البيهقي يضعف هذه الرواية بالإنقطاع بينما هو يضعف سنداً.
يقول الدمشقية: أن فاطمة توفيت ودفنت في الليل سرا بوصية منها حتى لا يحضر جنازتها أحد منهم (ثم اهتديت138). عزاه إلى البخاري3/39 وليس في البخاري فأين الوصية المزعومة في النص؟ وإنما ورد النص هكذا « فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا. ولم يؤذن بها أبا بكر» فأين ذكر الوصية المزعومة؟ ومما يؤكد أن فاطمة لم تكن على عداء مع أبي بكر أن أسماء بنت ابي بكر كانت تقوم على تمريضها السيدة فاطمة ووصية فاطمة لها بغسلها وتشييع جنازتها كما يلي (الامالي للطوسي1/107 جلاء العيون ص235 و242 و237 كشف الغمة1/504 كتاب سليم بن قيس ص353 و255).
يقول سليل الرسالة: لقد بُليت الأمة الإسلامية بهكذا أُناس إستعملوا الكذب فقط للوصول إلى مآربهم، نقف مع الدمشقية في سقطة أخرى من سقطاته. لن أتعرض هنا إلى مسألة دفن بضعة البتول ليلاً و لا إلى وصيتها سلام الله عليها فقد تم الحديث عن هذه النقطة و وضحناها، و لكن الحديث كله يدور حول النقطة الثانية و هي "ومما يؤكد أن فاطمة لم تكن على عداء مع أبي بكر أن أسماء بنت ابي بكر كانت تقوم على تمريضها السيدة فاطمة ووصية فاطمة لها بغسلها وتشييع جنازتها كما يلي (الامالي للطوسي1/107 جلاء العيون ص235 و242 و237 كشف الغمة1/504 كتاب سليم بن قيس ص353 و255)." طبعاً الدمشقية أحالنا للمصادر المذكورة. فتعالوا نلقي نظرة على هذه المصادر
1- كتاب الأمالي للشيخ الطوسي:20/166 "لـما مرضت فاطمة بنت محمد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله ) وصت الى علي بن ابي طالب (عـلـيه السلام ) ان يكتم امرها, ويخفي خبرها, ولا يؤذن احدا بمرضها, ففعل ذلك , وكان يمرضها بـنـفـسه , وتعينه على ذلك اسماء بنت عميس (رحمها اللّه ) على استمرار بذلك"
2- كشف الغة للأربلي: "و عن أسماء بنت عميس قالت أوصتني فاطمة ع أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا و علي فغسلتها أنا و علي عليه السلام"
و لو حاول الدمشقية أن يجد ما يقول فلن يستطيع، لأنه لن يكون إلا من مخيلته و من الفريات التي يلقيها على العامة. و لكن لماذا لا يسرد لكم سليل الرسالة ما يؤكد على عمق الخلاف بين البيت العلوي المحمدي و يبن بيت الخليفة الأول. يذكر البيهقي في ج4 من سننه الكبرى باب ما ورد في النعش للنساء حديث رقم: [ 6721 ] أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد بن محمد الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسى عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر وعن عمارة بن مهاجر عن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها فقالت أسماء يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة رضى الله تعالى عنها ما أحسن هذا وأجمله يعرف به الرجل من المرأة فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي رضى الله تعالى عنه ولا تدخلي علي أحدا فلما توفيت رضى الله تعالى عنها جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء لا تدخلي فشكت أبا بكر فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس فجاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه فوقف على الباب وقال يا أسماء ما حملك أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يدخلن على ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس فقالت أمرتني أن لا تدخلي علي أحدا وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف وغسلها علي وأسماء رضى الله تعالى عنهما.
روى الرافضة عن أبي عبد الله أنه سئل " هل يجوز للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ قال لا بأس". وفي الموثق والصحيح بأبان بن عثمان " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال لا بأس".ولكن الرافضة أجازوا ذلك في كتبهم ومروياتهم. إرجع الى

يقول سليل الرسالة: طبعاً سنقسم قول الدمشقية إلى أجزاء حتى نرد على كل جزيئة ونبينها:
أولاً: عنون الدمشقية هذه النقطة بـ"أن عائشة أرت مولاها سالم كيف كان رسول الله يتوضأ " و حيث أن الدمشقية قد حاول إيهام الناس بأن سالم بن عبد الله النصري المدني المعروف بسالم سبلان هو مولى للسيدة عائشة في حين أن الكتب الرجالية مثل تهذيب الكمال للحافظ المزي و تهذيب التهذيب للحافظ إبن حجر و الثقات لإبن حبان قد صرحوا بأن سالم سبلان هو مولى لـ (شداد بن الهاد ، و مالك بن أوس بن الحدثان النصرى ، و مولى النصريين ، مولى المهرى ، و مولى دوس ). و من أراد فليراجع ترجمة الرجل في الكتب الرجالية. وأيضاً الدليل على ذلك قول سالم سبلان في نفس الحديث "قال سالم كنت آتيها مكاتبا فتجلس بين يدي وتتحدث معي حتى جئتها ذات يوم فقلت أدعي لي بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم". و هذا يدل على أنه لم يكن مولى لها و إنما لغيرها. و هذه من تدليسات الدمشقية التي لا تنتهي.
ثانياً: ذكر الدمشقية "روى الرافضة عن أبي عبد الله أنه سئل " هل يجوز للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ قال لا بأس". وفي الموثق والصحيح بأبان بن عثمان " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال لا بأس".ولكن الرافضة أجازوا ذلك في كتبهم ومروياتهم. " و أحال القارئ إلى المراجع التالية "

ثالثاً نلخص المسألة بأن الدمشقية قد أخطأ في نسبة سالم سبلان إلى أنه مولى لعائشة، و أيضاً أخطأ في فهم كلام المحقق في الحدائق، فإنه لا يعضد قوله بهذه الروايات إنما يضرها لأنها مخالفة لما توافقت عليه الطائفة و الأخبار الدالة على ذلك كثيرة. نقول أيضاً بأن ما سبق ذكره من كلام المحقق البحراني أيضاً يدحض شبهة الدمشقية الثانية و هي أن المرأة لا تحتجب من العبد.
يقول الدمشقية: أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله» (رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم) من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك. وذهب ابن حزم إلى ضعف بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/13).وقال النووي « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/396).وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه.
يقول سليل الرسالة: إن رواية حك المعوذتين لم ترد بالسند الذي ذكره الدمشقية فقط و إنما وردت بأسانيد أخرى صحيحة، مثلاً ما رواه
إبن شبة في تاريخ المدينة باب كتابة القرآن و جمعه 1628 حدثنا أبو عاصم (وهو الضحاك بن مخلد من رجال البخاري) ، قال : حدثنا سفيان (و هو الثوري من رجال البخاري) ، عن أبي إسحاق (وهو السبيعي من رجال البخاري) ، عن عبد الرحمن بن يزيد (وهو النخعي من رجال البخاري) ، قال : " رأيت ابن مسعود رضي الله عنه يحك المعوذتين من المصحف ، ويقول: لا يحل قراءة ما ليس منه "
و أيضاً ما ورد في مسند أحمد بن حنبل بسند صحيح في الحديث رقم 21224 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال قلت لأبي بن كعب ان بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني ان جبريل عليه السلام قال له قل أعوذ برب الفلق فقلتها فقال قل أعوذ برب الناس فقلتها فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم.
و أيضاً ما أورده أحمد كذلك في المسند بسند صحيح في الحديث المرقم بـ 21227 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر قال قلت لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر قيل لسفيان بن مسعود قال نعم وليسا في مصحف بن مسعود كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه .
فهذه تثبت الواقعة التي حاول الدمشقية التدليس على الناس و تضعيفها.
يقول الدمشقية: أن عليا التمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر (يعني الستة). ثم ساق رواية وردت في المستدرك للحاكم، و غيره من المصادر بنفس السند و هي: 4457 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ثم لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه فقال ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال بن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعاه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). وهو كما قال فإن رواته ثقات:
عبد الأعلى بن عبد الأعلى: ثقة (تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر6/96) ،
داود بن أبي هند : ثقة متقن
أبو نضرة وهو المنذر بن مالك: تابعي ثقة
وهذا الحديث يساوي عند المحدثين جوهرة.
يقول سليل الرسالة:
أولاً: هذا الحديث لم يرد إلا بهذا السند بمعنى أنه قد روي بسند واحد فقط في كل الكتب. إذاً الحديث خبر آحاد.
ثانياً إن هذا الحديث مما أعرض عنه البخاري و مسلم في صحيحيهما، و أصحاب السنن إلا ما قد رواه البيهقي في سننه. هذا علاوة على إعراض أحمد بن حنبل عنه في مسنده فلم يروه و قد سبق أن أشرنا أن أحمد بن حنبل قال في حق كتابه المسند: إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله فارجعوا إليه فإن كان فيه وإلا ليس بحجة وقال عبد الله بن أحمد رضى الله عنهما كتب أبى عشرة آلاف ألف حديث لم يكتب سوادا فى بياض إلا حفظه. وقال عبد الله أيضا قلت لأبى لم كرهت وضع الكتب وقد عملت المسند فقال عملت هذا الكتاب إماما إذا اختلف الناس فى سنة عن رسول الله رجع إليه. راجع طبقات الشافعية لتاج الدين السبكي بترجمة أحمد بن حنبل رقم 31. فعلى رأي أحمد بن حنبل إن هذا الحديث ليس بحجة، فلا يقوم الإحتجاج به.
ثالثاً إن أبي نضرة ممن أوردهم العقيلي في الضعفاء و أيضاً أورده إبن عدي في الكامل للضعفاء و قال إبن سعد في طبقاته بعدما وثقه قال وليس كل أحد يحتج به.
رابعاً عندما وثق الدمشقية رجال الحديث ذكر عبد الأعلى بن عبد الأعلى و نص على وثاقة الرجل، في حين أن الرجل ليس له دخل في الرواية أو كما يقال لا ناقة له و لا بعير ؟؟؟ فما سبب ذكره توثيق عبد الأعلى ؟؟؟
خامساً يذكر البخاري في باب غزوة خيبر حديث رقم [ 3998 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر – إلى أن قال -عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا . إلى نهاية الرواية. موضع الشاهد هو "فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر " فإن كان البخاري يروي هذا الحديث الذي ينص على عدم مبايعة الإمام لهذه الستة أشهر، فهل كان البخاري مخطئاً و السيدة عائشة نخطئة ة بهذا يُطعن في صحة البخاري وفيما يُنقل عن السيدة عائشة؟
يقول الدمشقية : أن عمر لم يكن يعرف حكم التيمم جل ما في الحديث أن عمر نسي حادثة كانت بينه وبين عمار بن ياسر وأن عمار سأل على إثرها النبي.
يقول سليل الرسالة:إن هذه الحادثة تضاف إلى علوم الخليفة الثاني و جهبذته الفكرية، فقد أفتى من غير علم،
يذكر البخاري في كتاب التيمم باب التسمم في الحضر حديث رقم[ 331 ] حدثنا آدم قال حدثنا شعبة حدثنا الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال إني أجنبت فلم أصب الماء فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت فصليت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيك هكذا فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه.
و حتى تتضح الصورة للدمشقية و أصحابه أورد البخاري في كتاب التيمم باب إذا خاف الجنب على نفسه حديث رقم [ 338 ] حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد هو غندر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل قال قال أبو موسى لعبد الله بن مسعود إذا لم يجد الماء لا يصلي قال عبد الله لو رخصت لهم في هذا كان إذا وجد أحدهم البرد قال هكذا يعني تيمم وصلى قال قلت فأين قول عمار لعمر قال إني لم أر عمر قنع بقول عمار.
يقول الدمشقية : أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها . إلى نهاية الرواية.
يقول سليل الرسالة: طبعاً الدمشقية لن يستطيع تضعيف الحديث لأنه مما أورده البخاري في صحيحه و ذكرنا موقعه سابقاً. و من عبقرية الدمشقية أن يأتي بهذه الرواية التي تناقض روايته المزعومة بأن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه قد بايع أبا بكر في أول يوم.
يقول الدمشقية : فقه وفوائد الحديث:
ثبات أبي بكر طاعة رسول الله وقد كان ذلك من أثقل الفتن عليه. فإن فاطمة كانت أحب إليه من ولده. ولكن طاعة أبيها أولى.
يقول سليل الرسالة: من فقه و فوائد الحديث بأن أبا بكر قد تعدى على حقوق غيره، و إغتصب أرضاً ليست له سنأتي و نفصل بهذا الأمر إن شاء الله
أولاً إن أبا بكر تعدى على حقوق الله بمنعه الخمس: يذكر البخاري في باب وفد عبدالقيس حديث رقم [ 4110 ] حدثني إسحاق أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا قرة عن أبي جمرة قلت لابن عباس رضى الله تعالى عنهما إن لي جرة ينتبذ لي نبيذ فيها فأشربه حلوا في جر إن أكثرت منه فجالست القوم فأطلت الجلوس خشيت أن أفتضح فقال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بالقوم غير خزايا ولا الندامى فقالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم حدثنا بجمل من الأمر إن عملنا به دخلنا الجنة وندعو به من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله هل تدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا من المغانم الخمس وأنهاكم عن أربع ما انتبذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت
إذا على حسب ما يرويه البخاري إن من الإيمان بالله إعطاء الخمس من المغانم.قال الراغب : الغنم معروف . و الغُنْم : إصابته و الظفر به ، ثم استعمل في كل مظفور به من جهة العدى و غيرهم . قال صاحب النهاية : في الحديث ( الرهن لمن رهنه ، له غنمه وعليه غرمه ) غنمه : زيادته ونماؤه وفاضل قيمته .وقال صاحب المجمع ( الغنيمة في الأصل هي الفائدة المكتسبة ) بل هناك بعض الأخبار تطلق لفظ الغنيمة حتى على ثواب الله ، كما في الحديث ( الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة )
إذاً يتضح من تعريف الغنيمة هي كل ما فاز به الناس، و قد عرفنا بأن النبي صلى الله عليه و آله قد شرط الإيمان بالله بتأدية الخمس من المغانم. يذكر مسلم بن الحجاج في صحيحه باب باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب حديث رقم [ 1812 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان يعنى بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى بن عباس يسأله عن خمس خلال فقال بن عباس لولا أن أكتم علما ما كتبت إليه كتب إليه نجدة أما بعد فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وهل كان يضرب لهن بسهم وهل كان يقتل الصبيان ومتى ينقضي يتم اليتيم وعن الخمس لمن هو فكتب إليه بن عباس كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وقد كان يغزو بهن فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة وأما بسهم فلم يضرب لهن وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل الصبيان فلا تقتل الصبيان وكتبت تسألني متى ينقضي يتم اليتيم فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ضعيف العطاء منها فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم وكتبت تسألني عن الخمس لمن هو وإنا كنا نقول هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك و هنا يوضح أحمد بن حنبل في مسنده باب جبير بن مطعم حديث رقم [ 16814 ] من هم الذين أبوا على بني عبدالمطلب حقوقهم من الخمس الذين تحدث عنهم إبن عباس رضوان الله تعالى عليه. حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال ثنا جبير بن مطعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لعبد شمس ولا لبنى نوفل من الخمس شيئا كما كان يقسم لبنى هاشم وبنى المطلب وان أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير انه لم يكن يعطى قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وكان عمر رضى الله تعالى عنه يعطيهم وعثمان من بعده منه قال.
إذاً بناءاً على هذه الروايات فإن أبا بكر قد تعدى على حقوق الله بأنه منع الخمس أو كما تصرح رواية أحمد أبخس أصحاب الخمس حقهم فيه، ألا و هم بني عبدالمطلب لأنهم هم المعنيون بالخمس و قد أوجبه الله لهم.
ثانياً إغتصب أرضاً ليست له.
بَلَى! كَانَتْ في أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّماءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْم، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ.وَمَا أَصْنَع بِفَدَك وَغَيْرِ فَدَك، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَد جَدَثٌ ، تَنْقَطِع فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَحُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا، وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لاََضْغَطَهَا الْحَجَرُ وَالْمَدَرُ، وَسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الاَْكْبَرِ، وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ. (نهج البلاغة- كتاب رقم 45- من كتاب الإمام الأمير عليه السلام إلى عامله عثمان بن حنيف الانصاري)
{وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (26) سورة الإسراء
ذكر الحسكاني في شواهد التنزيل الجزء الأول ص 438 عند هذه الآية الكريمة
467- حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد، قال حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد شفاها، قال أخبرني عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال حدثنا جعفر بن محمد الأحمسي قال حدثنا حسن بن حسين، قال حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم، و علي بن القاسم الكندي و يحيى بن يعلى، و علي بن مسهر، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ أعطى رسول الله ص فاطمة فدكا
468 - أخبرنا أبو بكر بن أبي سعيد الحيري قال حدثنا أبو عمرو الحيري قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال قرأت على الحسين بن يزيد الطحان، عن سعيد بن خثيم، عن فضيل، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت هذه الآية وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا النبي ص فاطمة و أعطاها فدكا
469- أخبرنا أبو يحيى الخوري و أبو علي القاضي قالا أخبرنا محمد بن نعيم، قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم الفقيه قال أخبرنا صالح بن أبي رميح الترمذي سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة، قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن أبي خيثمة قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثني علي بن هاشم، عن داود الطائي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله ص فاطمة فأعطاها فدكا
470- أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المديني بها، قال أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي ببغداد، قالت أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل البندار، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين الدرهمي أخبرنا عبد الله بن داود، عن فضيل بذلك
471- أخبرنا زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه قال أخبرنا محمد بن الحسين بن النخاس ببغداد قال حدثنا عبد الله بن زيدان، قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا معاوية بن هشام، القصار عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله ص فاطمة فأعطاها فدكا
472- أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه في الجامع من أصل سماعه قال أخبرنا أبو الفضل الطوسي قال أخبرنا أبو بكر العامري قال أخبرنا هارون بن عيسى قال أخبرنا بكار بن محمد بن شعبة، قال حدثني أبي قال حدثني بكر بن الأعتق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت على رسول الله وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا فاطمة فأعطاها فدكا و العوالي و قال هذا قسم قسمه الله لك و لعقبك
473- حدثني أبو الحسن الفارسي قال حدثنا الحسين بن محمد الماسرجسي قال حدثنا جعفر بن سهل ببغداد، قال حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال حدثنا أبي قال حدثنا عمي عن أبيه، عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله صلى الله عليه و آله فاطمة عليها السلام فأعطاها فدكا
يذكر الشوكاني في فتح القدير و صاحب الدر المنثور عند الآية الكريمة من سورة الإسراء: وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية "وآت ذا القربى حقه" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت "وآت ذا القربى حقه" أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فدك.ثم ينقل الشوكاني إشكال إبن كثير و هو "قال ابن كثير بعد أن ساق حديث أبي سعيد هذا ما لفظه: وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده، لأن الآية مكية، وفدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة، فكيف يلتئم هذا مع هذا انتهى" فأقول إن ما أورده الحفاظ من شأن هذه الآية الكريمة و سبب نزولها يبين أن الآية الكريمة مدنية و ليست مكية، فلا يُحتج بأن السورة مكية إذاً يلزم أن الآيات بأجمعها مكية، لأن هذا ما لا يتوافق مع العقل و النقل.
وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده حديث رقم 1405 قال : قرأت على الحسين بن يزيد الطحان ، حدثنا سعيد بن خيثم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية (وآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام فأعطاها فدك .هذا حديث صحيح بهذا الإسناد ورجاله كلهم ثقاة . وأما عطية العوفي فهو حسن الحديث مع ضعفه. فإن إبن حجر وصفه بالصدق، و يحيى بن معين قال عنه صالح، و أغلب الذين طعنوا في عطية طعنوا فيه لتشيعه ليس إلا، و إلا فهم يكتبون حديثه
هذا من باب أن النبي صلى الله عليه و آله قد أنحل السيدة فاطمة الزهراء فدك و قد قامت الأدلة على ذلك. أما من باب أنها طالبت بفدك، فهي سلام الله عليها تقول في خطبتها "ايها الناس اعلموا ، اني فاطمة وأبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) اقول عودا وبدوا ، ولا اقول ما اقول غلظا ، ولا افعل ما افعل شططا" فما هو السبب الذي جعل السيدة الزهراء تذكر من هي و من هو أبوها ؟؟؟ أليس تذكيراً للقوم بأنهما من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس، و أنها سيدة نساء العالمين، و أنها سيدة نساء أهل الجنة، و أنها بضعة رسول الله، و أنها، و أنها و أنها ؟؟؟ فهل يصح أن تسود الجنة إمرأة تدعي ما ليس لها؟ هل يجوز أن تكذب سيدة نساء أهل الجنة؟ هل يجوز أنها غضبت و أن غضبها المقرون بغضب الله و رسوله باطل ؟ هل يصح أن تقرن أذيتها بأذية الله و رسوله دوزنما وجه حق؟ بالله كيف تحكمون؟
{إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}
لقد جانب الخليفة الأول الصواب بل قد وقع في عين الخطأ عندما منع بضعة المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و آله حقها، و بعد مطالبتها حقها طالبها بالشهود و كأن مثل فاطمة يحتاج لمن يشهد لها.
و القضية ليست هنا أيضاً القضية في رد الخليفة الأول و الثاني لشهود الزهراء سلام الله عليها فلم يرتضوا شهادة أبي الحسن أمير المؤمنين و يعسوب الدين سلام الله عليه و لم يقبلوا شهادة الحسينين سلام الله عليهما و لم يقبلوا شهادة أم أيمن، فلماذا هذا التعنت مع الزهراء سلام الله عليها؟؟؟ ألا تعد من الصحابة ؟؟؟ يقول إبن حجر في فتح الباري ج4 ص 375 رقم الحديث 2174 بعد أن ساق رواية جابر مع أموال البحرين و إعطاء الخليفة الأول المال له، يقول "أن أبا بكر لما قام مقام النبي صلى الله عليه وسلم تكفل بما كان عليه من واجب أو تطوع فلما التزم ذلك لزمه أن يوفى جميع ما عليه من دين أو عدة وكان صلى الله عليه وسلم يحب الوفاء بالوعد فنفذ أبو بكر ذلك وقد عد بعض الشافعية من خصائصه صلى الله عليه وسلم وجوب الوفاء بالوعد أخذا من هذا الحديث ولا دلالة في سياقه على الخصوصية ولا على الوجوب وفيه قبول خبر الواحد العدل من الصحابة ولو جر ذلك نفعا لنفسه لأن أبا بكر لم يلتمس من جابر شاهدا على صحة دعواه ويحتمل أن يكون أبو بكر علم بذلك فقضى له بعلمه فيستدل به على جواز مثل ذلك للحاكم " فعلى الأقل ساووا الزهراء سلام الله عليها بغيرها من الصحابة، لماذا هذا الإبخاس في حقها و أهل بيتها ؟؟ و لكن :
{وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}
يقول الدمشقية: نعم إن قبر فاطمة غير معروف وليس في النص علاقة بموقف أبي بكر منها. ولعلها حكمة من الله حتى لا يعبد قبرها من وصفوها بأنها إله ظهر بصورة امرأة.
يقول سليل الرسالة: يحاول الدمشقية هنا تهميش دور الخليفة الأول في مظلومية الزهراء سلام الله عليها، و الحق خلاف ذلك. فقد كان له و لخليفته من بعده اليد العليا في ظلمها سلام الله عليها، هذه الرواية لعمري تفضح موقف الخليفة الأول و لنقرأ الرواية مرة أخرى: "فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت". إن النص جلي و لكن {لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} فالنص يبين أن السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وجدت على أبي بكر بمعنى أنها غضبت (ينقل إبن الأثير في النهاية ج5 و تاج العروس للزبيدي ج8 ص 2319 إبن منظور في لسان العرب تحت مادة وجد، و النقل منه :ووَجَد عليه في الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً. ووِجْداناً: غضب. وفي حديث الإِيمان: إِني سائلك فلا تَجِدْ عليّ أَي لاتَغْضَبْ من سؤالي؛ ومنه الحديث: لم يَجِدِ الصائمُ على المُفْطر، وقد تكرَّرَ ذكره في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً وأَنشد اللحياني قول صخر الغيّ:
[poem font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِيَأْسٍ = وتَأْنِيبٍ، ووِجْدانٍ شَديدِ[/poem]فهذا في الغضب لأَن صَخْرَ الغيّ أَيأَسَ الحَمامَة من ولدها فَغَضِبَتْ عليه، ولأَن الحمامة أَيْأَسته من ولده فغَضِبَ عليها." إنتهى قول إبن منظور)، ثم أنها هجرته سلام الله عليها بعد أن غضبت عليه ولم تكلمه حتى توفيت ثم إن الرواية نفسها تبين "فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر" فما هو المقصود من هذا النقل إذا لم يكن لأبي بكر دورٌ في ظلمها سلام الله عليها، فلماذا تدفن ليلاً و لا يؤذن هو عليها و لا يصلي عليها بما أنه الخليفة؟ . نأتي الآن على ذكر بعض الروايات الموضحة و المفسرة لهذه الرواية.
يذكر الجوهري في كتابه السقيفة وفدك (و هو أبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي المتوفى ـ 323 هـ، كان من علماء أهل العامة ذكره إبن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة عمر بن شبة النميري ضمن من شيوخه، علاوة على ذكره في غير موضع من كتابه) ص101 في رواية طويلة نذكر الشاهد منها: "قالت- أي فاطمة- : والله لا كلمتك أبدا ، قال : والله لا هجرتك أبدا ، قالت : والله لأدعون الله عليك ، قال : والله لأدعون الله لك ، فلما حضرتها الوفاة أوصت ألا يصلى عليها ، فدفنت ليلا ، وصلى عليها عباس بن عبد المطلب ، وكان بين وفاتها ووفاة أبيها اثنتان وسبعون ليلة" و أيضاً من نفس المصدر "انه لما حضرت فاطمة صلى الله عليها الوفاة ، دعت عليا عليه السلام فقالت : أمنفذ أنت وصيتي وعهدي ، أو والله لاعهدن الى غيرك ، فقال عليه السلام : بلى أنفذها ، فقالت عليها السلام : إذا انا مت فادفني ليلا ولا تؤذنن بي أبا بكر وعمر ، قال : فلما اشتدت عليها اجتمع إليها نساء من المهاجرين والأنصار فقلن : كيف اصبحت يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم"و يذكر إبن أبي الحديد المعتزلي الشافعي في شرح نهج البلاغة ج16 ص 281 "و لم يجعل دفنها ليلا بمجرده هو الحجة ليقال لقد دفن فلان و فلان ليلا بل يقع الاحتجاج بذلك على ما وردت به الروايات المستفيضة الظاهرة التي هي كالتواتر أنها أوصت بأن تدفن ليلا حتى لا يصلي الرجلان عليها و صرحت بذلك و عهدت فيه عهدا بعد أن كانا استأذنا عليها في مرضها ليعوداها فأبت أن تأذن لهما فلما طالت عليهما المدافعة رغبا إلى أمير المؤمنين عليه السلام في أن يستأذن لهما و جعلاها حاجة إليه و كلمها عليه السلام في ذلك و ألح عليها فأذنت لهما في الدخول ثم أعرضت عنهما عند دخولهما و لم تكلمهما فلما خرجا قالت لأمير المؤمنين عليه السلام هل صنعت ما أردت قال نعم قالت فهل أنت صانع ما آمرك به قال نعم قالت فإني أنشدك الله ألا يصليا على جنازتي و لا يقوما على قبري. و روى أنه عفى قبرها و علم عليه و رش أربعين قبرا في البقيع و لم يرش قبرها حتى لا يهتدى إليه و أنهما عاتباه على ترك إعلامهما بشأنها و إحضارهما الصلاة عليها "
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّي، وَعَلى ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ فِي جِوَارِكَ، وَالسَّرِيعَةِ اللَّحَاقِ بِكَ! قَلَّ يَا رَسُولَ اللهِ، عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي، وَرَقَّ عَنْهَا تَجَلُّدِي، إِلاَّ أَنَّ لِي فِي التَّأَسِّيِ بِعَظِيمِ فُرْقَتِكَ، وَفَادِحِ مُصِيبَتِكَ، مَوْضِعَ تَعَزّ، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ، وَفَاضَتْ بَيْنَ نَحْرِي وَصَدْرِي نَفْسُكَ. (إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، فَلَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، وَأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ! أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وَأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ، إِلَى أَنْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ بِهَا مُقِيمٌ. وَسَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا، فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ، وَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ، هذَا وَلَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ. وَالْسَّلاَمُ عَلَيْكُمَا سَلاَمَ مُوَدِّع، لاَ قَال وَلاَ سَئم، فَإنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلاَلَة، وَإِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللهُ الصَّابِرِينَ.[poem font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ولأي الأمور تدفنُ يسراً=بضعة المصطفى ويُعفى ثراها
فمضت وهي أعظم الناس وجداً=في فم الدّهر غصّة من جواها
وثوت لا يرى لها الناس مثوىً=أيّ قدس يضمّه مثواها[/poem]
يقول الدمشقية: أن فاطمة كانت تزور قبر عمها حمزة فتصلي وتبكي عنده. ضعيف جدا. رواه الحاكم وقال : رجاله ثقات عن آخرهم. وتعقبه الذهبي مرتين فقال: منكر جدا وفيه سليمان. (المستدرك1/377 و3/28). يعني سليمان بن داود. وقد أعل البيهقي الرواية بالإنقطاع بين علي بن الحسين وبين فاطمة رضي الله عنهم. وأكد ذلك الصنعاني (السنن الكبرى4/78 سبل السلام2/115).
يقول سليل الرسالة: دعونا ننقل الرواية حرفياً مع التعليق كما وردت في مستدرك الحاكم ج1 حديث رقم [ 1396 ] حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا تميم بن محمد ثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين
فهنا الحاكم يرد على تضعيف الذهبي و أما نقل الدمشقية بأن البيهقي قد ضعف هذا الحديث و علله بالإنقطاع فالدمشقية مفتر لأن ما علله بالإنقطاع هو سند آخر، يذكر البيهقي في السنن الكبرى ج4 باب ما ورد في دخولهن في عموم قوله فزوروها حديث رقم [ 7000 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا عثمان بن محمد ثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده كذا قال وقد قيل عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع فإن السند الذي علله البيهقي ليس المذكور في الرواية و إنما سند آخر و بين إنقطاعه. و أيضاً هذا رد على الذهبي فإن السند الثاني لو كان معلولاً بغير الإنقطاع لذكر ذلك البيهقي، و لكنه لم يذكر أي تضعيف لذلك. و نستنتج أن الدمشقية حاول التدليس على الناس بأن البيهقي يضعف هذه الرواية بالإنقطاع بينما هو يضعف سنداً.
يقول الدمشقية: أن فاطمة توفيت ودفنت في الليل سرا بوصية منها حتى لا يحضر جنازتها أحد منهم (ثم اهتديت138). عزاه إلى البخاري3/39 وليس في البخاري فأين الوصية المزعومة في النص؟ وإنما ورد النص هكذا « فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا. ولم يؤذن بها أبا بكر» فأين ذكر الوصية المزعومة؟ ومما يؤكد أن فاطمة لم تكن على عداء مع أبي بكر أن أسماء بنت ابي بكر كانت تقوم على تمريضها السيدة فاطمة ووصية فاطمة لها بغسلها وتشييع جنازتها كما يلي (الامالي للطوسي1/107 جلاء العيون ص235 و242 و237 كشف الغمة1/504 كتاب سليم بن قيس ص353 و255).
يقول سليل الرسالة: لقد بُليت الأمة الإسلامية بهكذا أُناس إستعملوا الكذب فقط للوصول إلى مآربهم، نقف مع الدمشقية في سقطة أخرى من سقطاته. لن أتعرض هنا إلى مسألة دفن بضعة البتول ليلاً و لا إلى وصيتها سلام الله عليها فقد تم الحديث عن هذه النقطة و وضحناها، و لكن الحديث كله يدور حول النقطة الثانية و هي "ومما يؤكد أن فاطمة لم تكن على عداء مع أبي بكر أن أسماء بنت ابي بكر كانت تقوم على تمريضها السيدة فاطمة ووصية فاطمة لها بغسلها وتشييع جنازتها كما يلي (الامالي للطوسي1/107 جلاء العيون ص235 و242 و237 كشف الغمة1/504 كتاب سليم بن قيس ص353 و255)." طبعاً الدمشقية أحالنا للمصادر المذكورة. فتعالوا نلقي نظرة على هذه المصادر
1- كتاب الأمالي للشيخ الطوسي:20/166 "لـما مرضت فاطمة بنت محمد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله ) وصت الى علي بن ابي طالب (عـلـيه السلام ) ان يكتم امرها, ويخفي خبرها, ولا يؤذن احدا بمرضها, ففعل ذلك , وكان يمرضها بـنـفـسه , وتعينه على ذلك اسماء بنت عميس (رحمها اللّه ) على استمرار بذلك"
2- كشف الغة للأربلي: "و عن أسماء بنت عميس قالت أوصتني فاطمة ع أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا و علي فغسلتها أنا و علي عليه السلام"
و لو حاول الدمشقية أن يجد ما يقول فلن يستطيع، لأنه لن يكون إلا من مخيلته و من الفريات التي يلقيها على العامة. و لكن لماذا لا يسرد لكم سليل الرسالة ما يؤكد على عمق الخلاف بين البيت العلوي المحمدي و يبن بيت الخليفة الأول. يذكر البيهقي في ج4 من سننه الكبرى باب ما ورد في النعش للنساء حديث رقم: [ 6721 ] أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد بن محمد الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسى عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر وعن عمارة بن مهاجر عن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها فقالت أسماء يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة رضى الله تعالى عنها ما أحسن هذا وأجمله يعرف به الرجل من المرأة فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي رضى الله تعالى عنه ولا تدخلي علي أحدا فلما توفيت رضى الله تعالى عنها جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء لا تدخلي فشكت أبا بكر فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس فجاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه فوقف على الباب وقال يا أسماء ما حملك أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يدخلن على ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس فقالت أمرتني أن لا تدخلي علي أحدا وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف وغسلها علي وأسماء رضى الله تعالى عنهما.
تعليق