إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرد على صفحة الدمشقية ..شبهات و ردود2

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرد على صفحة الدمشقية ..شبهات و ردود2

     يقول الدمشقية: أن عائشة أرت مولاها سالم كيف كان رسول الله يتوضأ الحديث يفيد عدم حجاب عائشة نفسها وهو بكامله هكذا: عن أبي عبد الله سالم سبلان قال « وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره فأرتنى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فتمضمضت واستنثرت ثلاثا وغسلت وجهها ثلاثا ثم يدها اليمنى ثلاثا واليسرى ثلاثا ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره ثم أمرت يديها بأذنيها ثم مرت على الخدين قال سالم كنت آتيها مكاتبا ما تختفى منى فتجلس بين يدى وتتحدث معى حتى جئتها ذات يوم فقلت ادعى لى بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم» (رواه النسائي في سننه).
    روى الرافضة عن أبي عبد الله أنه سئل " هل يجوز للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ قال لا بأس". وفي الموثق والصحيح بأبان بن عثمان " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال لا بأس".ولكن الرافضة أجازوا ذلك في كتبهم ومروياتهم. إرجع الىالحدائق الناضرة23/69 مستند الشيعة للنراقي 16/53 والكافي للكليني (5/531 وسائل الشيعة (20/223 للحر العاملي، مستمسك العروة الوثقى14/43 لمحسن الحكيم). فليقرأ الرافضة قول علمائهم بأن المرأة لا يجب أن تحجب من العبد إلا أن يؤدي ما يعتقه. وهو قول الطوسي واحتج له بما رواه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان لإحداكن مكاتب وكان عنده ما يؤدي فليحتجب عنه " ورواه الطوسي في المبسوط ( 6/72) والطبرسي في مستدرك الوسائل (16/26 ورواه ابن أبي جمهور الاحسائي (عوالي الآلي3/435). وهو واضح في جواز عدم الاحتجاب منه قبل أن يصير عنده ما يؤدي مكاتبته عندكم.


    يقول سليل الرسالة: طبعاً سنقسم قول الدمشقية إلى أجزاء حتى نرد على كل جزيئة ونبينها:

    أولاً: عنون الدمشقية هذه النقطة بـ"أن عائشة أرت مولاها سالم كيف كان رسول الله يتوضأ " و حيث أن الدمشقية قد حاول إيهام الناس بأن سالم بن عبد الله النصري المدني المعروف بسالم سبلان هو مولى للسيدة عائشة في حين أن الكتب الرجالية مثل تهذيب الكمال للحافظ المزي و تهذيب التهذيب للحافظ إبن حجر و الثقات لإبن حبان قد صرحوا بأن سالم سبلان هو مولى لـ (شداد بن الهاد ، و مالك بن أوس بن الحدثان النصرى ، و مولى النصريين ، مولى المهرى ، و مولى دوس ). و من أراد فليراجع ترجمة الرجل في الكتب الرجالية. وأيضاً الدليل على ذلك قول سالم سبلان في نفس الحديث "قال سالم كنت آتيها مكاتبا فتجلس بين يدي وتتحدث معي حتى جئتها ذات يوم فقلت أدعي لي بالبركة يا أم المؤمنين قالت وما ذاك قلت أعتقني الله قالت بارك الله لك وأرخت الحجاب دوني فلم أرها بعد ذلك اليوم". و هذا يدل على أنه لم يكن مولى لها و إنما لغيرها. و هذه من تدليسات الدمشقية التي لا تنتهي.

    ثانياً: ذكر الدمشقية "روى الرافضة عن أبي عبد الله أنه سئل " هل يجوز للمملوك أن يرى شعر مولاته وساقها؟ قال لا بأس". وفي الموثق والصحيح بأبان بن عثمان " سألت أبا عبد الله عليه السلام عن المملوك يرى شعر مولاته؟ قال لا بأس".ولكن الرافضة أجازوا ذلك في كتبهم ومروياتهم. " و أحال القارئ إلى المراجع التالية "الحدائق الناضرة23/69 مستند الشيعة للنراقي 16/53 والكافي للكليني (5/531 وسائل الشيعة (20/223 للحر العاملي، مستمسك العروة الوثقى14/43 لمحسن الحكيم). " و لكن بالرجوع مثلاً إلى الحدائق النضرة للمحقق البحراني (طبعاً الكلام موجود في الجزء 24 و ليس 23 كما عزاه الدمشقية) نجد أن المحقق يقول في ص 67: (هل يجوز للخصي النظر إلى المرأة المالكة له، وكذا إلى الأجنبية أم لا ؟ قولان: وتفصيل الكلام في ذلك يقتضي بسطه في مقامين. الاول: في نظر الخصي إلى مالكته، وقد اختلف الأصحاب في ذلك، قال: الشيخ في المبسوط إذا ملكت الامرأة فحلا أو خصيا، فهل يكون محرما لها، حتى يجوز له أن يخلو بها ويسافر معها ؟ قيل: فيه وجهان: أحدهما: وهو كالظاهر أنه يكون محرما، لقوله تعالى " {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ – إلى قوله تعالى- مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } (31) سورة النــور" فنهاهن عن إظهار زينتهن لأحد، إلا لمن استثنى، واستثنى ملك اليمين. والثاني - وهو الأشبه بالمذهب أنه لا يكون محرما، وهو الذي يقوى في نفسي، وروى أصحابنا في تفسير الآية، أن المراد به، إلاماء دون الذكران، قال في المختلف - بعد نقل ذلك عنه - وهذا الكلام يدل على تردده، ثم نقل عنه أنه قال في الخلاف: إذا ملكت الامرأة، فحلا أو خصيا أو مجبوبا، لا يكون محرما لها، فلا يجوز أن يخلو بها ولا يسافر معها.، واستدل باجماع الفرقة، وطريقة الاحتياط، قال: وأما الآية فقد روى أصحابنا، أن المراد بها الأماء دون العبيد الذكران، وهو اختيار إبن إدريس، ثم قال في المختلف: والحق عندي أن الفحل، لا يجوز النظر إلى مالكته، أما الخصي ففيه احتمال، أقربه الجواز على كراهية للآية، والتخصيص بالإماء لاوجه له، لاشتراك الإماء والحرائر في الحكم، إنتهى. أقول: فيه أن ظاهره أن اختياره الجواز في الخصي، إنما هو للآية، لمنعه تخصيصها بالإماء، والآية بناء على ذلك شاملة بإطلاقها، للفحل والخصي، فمنعه الجواز في الفحل، لا يظهر له وجه، إلا أن يدعى إجماعا على خروجه، مع أن ظاهر عبارة الشيخ المتقدمة، شمول الخلاف للفحل أيضا، والقول بجواز نظره. وممن صرح بعدم جواز نظر الخصي المحقق في الشرايع، قال: لعموم المنع وملك اليمين المستثنى في الآية، المراد به الاماء، وهو موافق لما اختاره الشيخ في الخلاف وابن إدريس، وهو المنقول عن العلامة في التذكرة أيضا، واقتصر الشهيد في اللمعة، على نقل الخلاف، فقال: وفي جواز نظر المرأة إلى الخصي، الملوك لها، وبالعكس، خلاف، ولم يرجح شيئا.) ثم بعد ذلك طرح المحقق الروايات التي جائت لهذه المسألة و بين الحكم عليها و أنها غير مقبولة لأن ما صح منها سنداً كانت لها ظروفها الخاصة. عموماً ذكر المحقق تتمة لكلامه في ص 71 (وما رواه الشيخ عن القاسم الصيقل " قال: كتبت إليه ام علي تسأل عن كشف الرأس بين يدي الخادم ؟ وقالت له، إن شيعتك، اختلفوا علي في ذلك، فقال بعضهم: لا بأس، وقال بعضهم: لا يحل، فكتب عليه السلام: سألت عن كشف الرأس، بين يدي الخادم، لا تكشفي رأسك بين يديه، فإن ذلك مكروه ". وما رواه في كتاب قرب الاسناد عن الحسين بن علوان " عن جعفر عن أبيه عليهما السلام أنه كان يقول: لا ينظر العبد إلى شعر سيدته ". – إلى أن يقول- . وقد تقدم في عبارتي المبسوط والخلاف، أنه روى أصحابنا أن المراد بما ملكت أيمانهن، الإماء دون الذكران). نقول حيث أن الرواية المروية عن القاسم صيقل صحيحة السند و هي مروية عن الهادي عليه السلام، و حيث أن السؤال عام، و لم يثبت العلماء أن لهذه الرواية وضعية خاصة فإنها هي المقبولة و هذا هو رأي المحقق البحراني و من أراد فليراجع الحدائق ص 73 من الجزء 24 حيث يذكر (وهو أنه إذا ورد عنهم عليهم السلام خبران مختلفان، أحدهما عن الامام السابق، والآخر عن الامام اللاحق، فإنه يؤخذ بالأخير، فيكون العمل هنا على رواية القاسم الصيقل، فإن الرواية هنا عن الهادي عليه السلام، حيث إن الراوي المذكور من رجاله عليه السلام، والروايات الاخر عن الصادق عليه السلام، وقد عرضت عليه المرأة القولين، فمنعها عن ذلك. والمراد بالكراهة في كلامه، التحريم بلا إشكال، لأن محل الخلاف هو الحل والتحريم، كما ينادي به صدر الخبر المذكور. ومما يؤيد التحريم، أنه الأوفق بالاحتياط في الدين، وهو أحد المرجحات في مقام اختلاف الأخبار) إنتهي كلام المحقق.

    ثالثاً نلخص المسألة بأن الدمشقية قد أخطأ في نسبة سالم سبلان إلى أنه مولى لعائشة، و أيضاً أخطأ في فهم كلام المحقق في الحدائق، فإنه لا يعضد قوله بهذه الروايات إنما يضرها لأنها مخالفة لما توافقت عليه الطائفة و الأخبار الدالة على ذلك كثيرة. نقول أيضاً بأن ما سبق ذكره من كلام المحقق البحراني أيضاً يدحض شبهة الدمشقية الثانية و هي أن المرأة لا تحتجب من العبد.

    يقول الدمشقية: أن عبد الله بن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف21226 حدثنا عبد الله حدثني محمد بن الحسين بن أشكاب ثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن ثنا أبي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال كان عبد الله يحك المعوذتين من مصاحفه ويقول انهما ليستا من كتاب الله» (رواه أحمد في المسند5/129 والطبراني في المعجم) من طريق أبي إسحاق السبيعي والأعمش وهو سليمان بن مهران وكلاهما ثقة مدلس من رجال الصحيحين وقد اختلط السبيعي بأخرة. فإذا أتيا بالرواية معنعنة تصير معلولة (العلل للدارقطني). وهذه الرواية معلولة بالعنعنة. وحكي عن كليهما الميل إلى التشيع.وقد أنكر ابن حزم والنووي والباقلاني ثبوت شيء عن ابن مسعود في ذلك. وذهب ابن حزم إلى ضعف بأنه قد صحت قراءة عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود وفيها أم القرآن والمعوذتان (المحلى1/13).وقال النووي « أجمع المسلمون على أن المعوذتين والفاتحة وسائر السور المكتوبة في المصحف قرآن. وأن من جحد شيئا منه كفر. وما نقل عن ابن مسعود في الفاتحة والمعوذتين باطل ليس بصحيح عنه» (المجموع شرح المهذب3/396).وهذا وعلى افتراض صحة الرواية عن ابن مسعود فإنها أقل من حيث درجة الصحة من قراءة عاصم المتواترة. فقد تواترت عن ابن مسعود قراءته بطريق أصحابه من أهل الكوفة، وتلقاها عاصم عن زر بن حبيش عنه رضِى الله عنه. وهِى التِى يرويها أبو بكر بن عياش عن عاصم, وتواترها البالغ مما لا يتناطح فيه.

    يقول سليل الرسالة: إن رواية حك المعوذتين لم ترد بالسند الذي ذكره الدمشقية فقط و إنما وردت بأسانيد أخرى صحيحة، مثلاً ما رواه

    إبن شبة في تاريخ المدينة باب كتابة القرآن و جمعه 1628 حدثنا أبو عاصم (وهو الضحاك بن مخلد من رجال البخاري) ، قال : حدثنا سفيان (و هو الثوري من رجال البخاري) ، عن أبي إسحاق (وهو السبيعي من رجال البخاري) ، عن عبد الرحمن بن يزيد (وهو النخعي من رجال البخاري) ، قال : " رأيت ابن مسعود رضي الله عنه يحك المعوذتين من المصحف ، ويقول: لا يحل قراءة ما ليس منه "

    و أيضاً ما ورد في مسند أحمد بن حنبل بسند صحيح في الحديث رقم 21224 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة أنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال قلت لأبي بن كعب ان بن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني ان جبريل عليه السلام قال له قل أعوذ برب الفلق فقلتها فقال قل أعوذ برب الناس فقلتها فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم.

    و أيضاً ما أورده أحمد كذلك في المسند بسند صحيح في الحديث المرقم بـ 21227 حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر قال قلت لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر قيل لسفيان بن مسعود قال نعم وليسا في مصحف بن مسعود كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما عوذتان وأصر على ظنه وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه .

    فهذه تثبت الواقعة التي حاول الدمشقية التدليس على الناس و تضعيفها.


    يقول الدمشقية: أن عليا التمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر (يعني الستة). ثم ساق رواية وردت في المستدرك للحاكم، و غيره من المصادر بنفس السند و هي: 4457 حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ثنا عفان بن مسلم ثنا وهيب ثنا داود بن أبي هند ثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال ثم لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قام خطباء الأنصار فجعل الرجل منهم يقول يا معشر المهاجرين إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استعمل رجلا منكم قرن معه رجلا منا فنرى أن يلي هذا الأمر رجلان أحدهما منكم والآخر منا قال فتتابعت خطباء الأنصار على ذلك فقام زيد بن ثابت فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين وإن الإمام يكون من المهاجرين ونحن أنصاره كما كنا أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر رضي الله عنه فقال جزاكم الله خيرا يا معشر الأنصار وثبت قائلكم ثم قال أما لو ذلك لما صالحناكم ثم أخذ زيد بن ثابت بيد أبي بكر فقال هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فسأل عنه فقال ناس من الأنصار فأتوا به فقال أبو بكر بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعه ثم لم ير الزبير بن العوام فسأل عنه حتى جاؤوا به فقال بن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين فقال مثل قوله لا تثريب يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعاه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). الحديث صحيح الإسناد كما قال الحاكم في (المستدرك3/77). وهو كما قال فإن رواته ثقات:
    عبد الأعلى بن عبد الأعلى: ثقة (تهذيب التهذيب للحافظ ابن حجر6/96) ،
    داود بن أبي هند : ثقة متقن
    أبو نضرة وهو المنذر بن مالك: تابعي ثقة
    وهذا الحديث يساوي عند المحدثين جوهرة.


    يقول سليل الرسالة:
    أولاً: هذا الحديث لم يرد إلا بهذا السند بمعنى أنه قد روي بسند واحد فقط في كل الكتب. إذاً الحديث خبر آحاد.

    ثانياً إن هذا الحديث مما أعرض عنه البخاري و مسلم في صحيحيهما، و أصحاب السنن إلا ما قد رواه البيهقي في سننه. هذا علاوة على إعراض أحمد بن حنبل عنه في مسنده فلم يروه و قد سبق أن أشرنا أن أحمد بن حنبل قال في حق كتابه المسند: إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من سبعمائة وخمسين ألفا فما اختلف فيه المسلمون من حديث رسول الله فارجعوا إليه فإن كان فيه وإلا ليس بحجة وقال عبد الله بن أحمد رضى الله عنهما كتب أبى عشرة آلاف ألف حديث لم يكتب سوادا فى بياض إلا حفظه. وقال عبد الله أيضا قلت لأبى لم كرهت وضع الكتب وقد عملت المسند فقال عملت هذا الكتاب إماما إذا اختلف الناس فى سنة عن رسول الله رجع إليه. راجع طبقات الشافعية لتاج الدين السبكي بترجمة أحمد بن حنبل رقم 31. فعلى رأي أحمد بن حنبل إن هذا الحديث ليس بحجة، فلا يقوم الإحتجاج به.

    ثالثاً إن أبي نضرة ممن أوردهم العقيلي في الضعفاء و أيضاً أورده إبن عدي في الكامل للضعفاء و قال إبن سعد في طبقاته بعدما وثقه قال وليس كل أحد يحتج به.

    رابعاً عندما وثق الدمشقية رجال الحديث ذكر عبد الأعلى بن عبد الأعلى و نص على وثاقة الرجل، في حين أن الرجل ليس له دخل في الرواية أو كما يقال لا ناقة له و لا بعير ؟؟؟ فما سبب ذكره توثيق عبد الأعلى ؟؟؟

    خامساً يذكر البخاري في باب غزوة خيبر حديث رقم [ 3998 ] حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر – إلى أن قال -عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا . إلى نهاية الرواية. موضع الشاهد هو "فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر " فإن كان البخاري يروي هذا الحديث الذي ينص على عدم مبايعة الإمام لهذه الستة أشهر، فهل كان البخاري مخطئاً و السيدة عائشة نخطئة ة بهذا يُطعن في صحة البخاري وفيما يُنقل عن السيدة عائشة؟


     يقول الدمشقية : أن عمر لم يكن يعرف حكم التيمم جل ما في الحديث أن عمر نسي حادثة كانت بينه وبين عمار بن ياسر وأن عمار سأل على إثرها النبي.

    يقول سليل الرسالة:إن هذه الحادثة تضاف إلى علوم الخليفة الثاني و جهبذته الفكرية، فقد أفتى من غير علم،

    يذكر البخاري في كتاب التيمم باب التسمم في الحضر حديث رقم[ 331 ] حدثنا آدم قال حدثنا شعبة حدثنا الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال إني أجنبت فلم أصب الماء فقال عمار بن ياسر لعمر بن الخطاب أما تذكر أنا كنا في سفر أنا وأنت فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت فصليت فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيك هكذا فضرب النبي صلى الله عليه وسلم بكفيه الأرض ونفخ فيهما ثم مسح بهما وجهه وكفيه.

    و حتى تتضح الصورة للدمشقية و أصحابه أورد البخاري في كتاب التيمم باب إذا خاف الجنب على نفسه حديث رقم [ 338 ] حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا محمد هو غندر عن شعبة عن سليمان عن أبي وائل قال قال أبو موسى لعبد الله بن مسعود إذا لم يجد الماء لا يصلي قال عبد الله لو رخصت لهم في هذا كان إذا وجد أحدهم البرد قال هكذا يعني تيمم وصلى قال قلت فأين قول عمار لعمر قال إني لم أر عمر قنع بقول عمار.

    يقول الدمشقية : أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها . إلى نهاية الرواية.
    يقول سليل الرسالة: طبعاً الدمشقية لن يستطيع تضعيف الحديث لأنه مما أورده البخاري في صحيحه و ذكرنا موقعه سابقاً. و من عبقرية الدمشقية أن يأتي بهذه الرواية التي تناقض روايته المزعومة بأن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه قد بايع أبا بكر في أول يوم.
    يقول الدمشقية : فقه وفوائد الحديث:
    ثبات أبي بكر طاعة رسول الله وقد كان ذلك من أثقل الفتن عليه. فإن فاطمة كانت أحب إليه من ولده. ولكن طاعة أبيها أولى.



    يقول سليل الرسالة: من فقه و فوائد الحديث بأن أبا بكر قد تعدى على حقوق غيره، و إغتصب أرضاً ليست له سنأتي و نفصل بهذا الأمر إن شاء الله

    أولاً إن أبا بكر تعدى على حقوق الله بمنعه الخمس: يذكر البخاري في باب وفد عبدالقيس حديث رقم [ 4110 ] حدثني إسحاق أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا قرة عن أبي جمرة قلت لابن عباس رضى الله تعالى عنهما إن لي جرة ينتبذ لي نبيذ فيها فأشربه حلوا في جر إن أكثرت منه فجالست القوم فأطلت الجلوس خشيت أن أفتضح فقال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بالقوم غير خزايا ولا الندامى فقالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في أشهر الحرم حدثنا بجمل من الأمر إن عملنا به دخلنا الجنة وندعو به من وراءنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله هل تدرون ما الإيمان بالله شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا من المغانم الخمس وأنهاكم عن أربع ما انتبذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت

    إذا على حسب ما يرويه البخاري إن من الإيمان بالله إعطاء الخمس من المغانم.قال الراغب : الغنم معروف . و الغُنْم : إصابته و الظفر به ، ثم استعمل في كل مظفور به من جهة العدى و غيرهم . قال صاحب النهاية : في الحديث ( الرهن لمن رهنه ، له غنمه وعليه غرمه ) غنمه : زيادته ونماؤه وفاضل قيمته .وقال صاحب المجمع ( الغنيمة في الأصل هي الفائدة المكتسبة ) بل هناك بعض الأخبار تطلق لفظ الغنيمة حتى على ثواب الله ، كما في الحديث ( الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة )

    إذاً يتضح من تعريف الغنيمة هي كل ما فاز به الناس، و قد عرفنا بأن النبي صلى الله عليه و آله قد شرط الإيمان بالله بتأدية الخمس من المغانم. يذكر مسلم بن الحجاج في صحيحه باب باب النساء الغازيات يرضخ لهن ولا يسهم والنهي عن قتل صبيان أهل الحرب حديث رقم [ 1812 ] حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان يعنى بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى بن عباس يسأله عن خمس خلال فقال بن عباس لولا أن أكتم علما ما كتبت إليه كتب إليه نجدة أما بعد فأخبرني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وهل كان يضرب لهن بسهم وهل كان يقتل الصبيان ومتى ينقضي يتم اليتيم وعن الخمس لمن هو فكتب إليه بن عباس كتبت تسألني هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو بالنساء وقد كان يغزو بهن فيداوين الجرحى ويحذين من الغنيمة وأما بسهم فلم يضرب لهن وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يقتل الصبيان فلا تقتل الصبيان وكتبت تسألني متى ينقضي يتم اليتيم فلعمري إن الرجل لتنبت لحيته وإنه لضعيف الأخذ لنفسه ضعيف العطاء منها فإذا أخذ لنفسه من صالح ما يأخذ الناس فقد ذهب عنه اليتم وكتبت تسألني عن الخمس لمن هو وإنا كنا نقول هو لنا فأبى علينا قومنا ذاك و هنا يوضح أحمد بن حنبل في مسنده باب جبير بن مطعم حديث رقم [ 16814 ] من هم الذين أبوا على بني عبدالمطلب حقوقهم من الخمس الذين تحدث عنهم إبن عباس رضوان الله تعالى عليه. حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا عثمان بن عمر قال ثنا يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال ثنا جبير بن مطعم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقسم لعبد شمس ولا لبنى نوفل من الخمس شيئا كما كان يقسم لبنى هاشم وبنى المطلب وان أبا بكر كان يقسم الخمس نحو قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غير انه لم يكن يعطى قربى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيهم وكان عمر رضى الله تعالى عنه يعطيهم وعثمان من بعده منه قال.

    إذاً بناءاً على هذه الروايات فإن أبا بكر قد تعدى على حقوق الله بأنه منع الخمس أو كما تصرح رواية أحمد أبخس أصحاب الخمس حقهم فيه، ألا و هم بني عبدالمطلب لأنهم هم المعنيون بالخمس و قد أوجبه الله لهم.


    ثانياً إغتصب أرضاً ليست له.

    بَلَى! كَانَتْ في أَيْدِينَا فَدَكٌ مِنْ كلِّ مَا أَظَلَّتْهُ السَّماءُ، فَشَحَّتْ عَلَيْهَا نُفُوسُ قَوْم، وَسَخَتْ عَنْهَا نُفُوسُ آخَرِينَ، وَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ.وَمَا أَصْنَع بِفَدَك وَغَيْرِ فَدَك، وَالنَّفْسُ مَظَانُّهَا فِي غَد جَدَثٌ ، تَنْقَطِع فِي ظُلْمَتِهِ آثَارُهَا، وَتَغِيبُ أَخْبَارُهَا، وَحُفْرَةٌ لَوْ زِيدَ فِي فُسْحَتِهَا، وَأَوْسَعَتْ يَدَا حَافِرِهَا، لاََضْغَطَهَا الْحَجَرُ وَالْمَدَرُ، وَسَدَّ فُرَجَهَا التُّرَابُ الْمُتَرَاكِمُ، وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الاَْكْبَرِ، وَتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ. (نهج البلاغة- كتاب رقم 45- من كتاب الإمام الأمير عليه السلام إلى عامله عثمان بن حنيف الانصاري)
    {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا} (26) سورة الإسراء
    ذكر الحسكاني في شواهد التنزيل الجزء الأول ص 438 عند هذه الآية الكريمة
    467- حدثنا الحاكم الوالد أبو محمد، قال حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان ببغداد شفاها، قال أخبرني عمر بن الحسن بن علي بن مالك قال حدثنا جعفر بن محمد الأحمسي قال حدثنا حسن بن حسين، قال حدثنا أبو معمر سعيد بن خثيم، و علي بن القاسم الكندي و يحيى بن يعلى، و علي بن مسهر، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ أعطى رسول الله ص فاطمة فدكا
    468 - أخبرنا أبو بكر بن أبي سعيد الحيري قال حدثنا أبو عمرو الحيري قال أخبرنا أبو يعلى الموصلي قال قرأت على الحسين بن يزيد الطحان، عن سعيد بن خثيم، عن فضيل، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت هذه الآية وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا النبي ص فاطمة و أعطاها فدكا
    469- أخبرنا أبو يحيى الخوري و أبو علي القاضي قالا أخبرنا محمد بن نعيم، قال أخبرنا أبو حامد أحمد بن إبراهيم الفقيه قال أخبرنا صالح بن أبي رميح الترمذي سنة خمس و عشرين و ثلاثمائة، قال حدثني عبد الله بن أبي بكر بن أبي خيثمة قال حدثنا عباد بن يعقوب، قال حدثني علي بن هاشم، عن داود الطائي، عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله ص فاطمة فأعطاها فدكا
    470- أخبرنا أبو عثمان سعيد بن محمد المديني بها، قال أخبرتنا أم الفتح أمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي ببغداد، قالت أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل البندار، قال أخبرنا أبو الحسين علي بن الحسين الدرهمي أخبرنا عبد الله بن داود، عن فضيل بذلك
    471- أخبرنا زكريا بن أحمد بقراءتي عليه في داري من أصل سماعه قال أخبرنا محمد بن الحسين بن النخاس ببغداد قال حدثنا عبد الله بن زيدان، قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا معاوية بن هشام، القصار عن فضيل بن مرزوق، عن عطية عن أبي سعيد قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله ص فاطمة فأعطاها فدكا
    472- أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه في الجامع من أصل سماعه قال أخبرنا أبو الفضل الطوسي قال أخبرنا أبو بكر العامري قال أخبرنا هارون بن عيسى قال أخبرنا بكار بن محمد بن شعبة، قال حدثني أبي قال حدثني بكر بن الأعتق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال لما نزلت على رسول الله وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا فاطمة فأعطاها فدكا و العوالي و قال هذا قسم قسمه الله لك و لعقبك
    473- حدثني أبو الحسن الفارسي قال حدثنا الحسين بن محمد الماسرجسي قال حدثنا جعفر بن سهل ببغداد، قال حدثنا المنذر بن محمد القابوسي قال حدثنا أبي قال حدثنا عمي عن أبيه، عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي قال لما نزلت وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ دعا رسول الله صلى الله عليه و آله فاطمة عليها السلام فأعطاها فدكا

    يذكر الشوكاني في فتح القدير و صاحب الدر المنثور عند الآية الكريمة من سورة الإسراء: وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه الآية "وآت ذا القربى حقه" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدك. وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لما نزلت "وآت ذا القربى حقه" أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فدك.ثم ينقل الشوكاني إشكال إبن كثير و هو "قال ابن كثير بعد أن ساق حديث أبي سعيد هذا ما لفظه: وهذا الحديث مشكل لو صح إسناده، لأن الآية مكية، وفدك إنما فتحت مع خيبر سنة سبع من الهجرة، فكيف يلتئم هذا مع هذا انتهى" فأقول إن ما أورده الحفاظ من شأن هذه الآية الكريمة و سبب نزولها يبين أن الآية الكريمة مدنية و ليست مكية، فلا يُحتج بأن السورة مكية إذاً يلزم أن الآيات بأجمعها مكية، لأن هذا ما لا يتوافق مع العقل و النقل.
    وأخرجه أبو يعلى الموصلي في مسنده حديث رقم 1405 قال : قرأت على الحسين بن يزيد الطحان ، حدثنا سعيد بن خيثم ، عن فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت هذه الآية (وآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام فأعطاها فدك .هذا حديث صحيح بهذا الإسناد ورجاله كلهم ثقاة . وأما عطية العوفي فهو حسن الحديث مع ضعفه. فإن إبن حجر وصفه بالصدق، و يحيى بن معين قال عنه صالح، و أغلب الذين طعنوا في عطية طعنوا فيه لتشيعه ليس إلا، و إلا فهم يكتبون حديثه
    هذا من باب أن النبي صلى الله عليه و آله قد أنحل السيدة فاطمة الزهراء فدك و قد قامت الأدلة على ذلك. أما من باب أنها طالبت بفدك، فهي سلام الله عليها تقول في خطبتها "ايها الناس اعلموا ، اني فاطمة وأبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) اقول عودا وبدوا ، ولا اقول ما اقول غلظا ، ولا افعل ما افعل شططا" فما هو السبب الذي جعل السيدة الزهراء تذكر من هي و من هو أبوها ؟؟؟ أليس تذكيراً للقوم بأنهما من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس، و أنها سيدة نساء العالمين، و أنها سيدة نساء أهل الجنة، و أنها بضعة رسول الله، و أنها، و أنها و أنها ؟؟؟ فهل يصح أن تسود الجنة إمرأة تدعي ما ليس لها؟ هل يجوز أن تكذب سيدة نساء أهل الجنة؟ هل يجوز أنها غضبت و أن غضبها المقرون بغضب الله و رسوله باطل ؟ هل يصح أن تقرن أذيتها بأذية الله و رسوله دوزنما وجه حق؟ بالله كيف تحكمون؟

    {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا}


    لقد جانب الخليفة الأول الصواب بل قد وقع في عين الخطأ عندما منع بضعة المصطفى صلوات الله و سلامه عليه و آله حقها، و بعد مطالبتها حقها طالبها بالشهود و كأن مثل فاطمة يحتاج لمن يشهد لها.
    و القضية ليست هنا أيضاً القضية في رد الخليفة الأول و الثاني لشهود الزهراء سلام الله عليها فلم يرتضوا شهادة أبي الحسن أمير المؤمنين و يعسوب الدين سلام الله عليه و لم يقبلوا شهادة الحسينين سلام الله عليهما و لم يقبلوا شهادة أم أيمن، فلماذا هذا التعنت مع الزهراء سلام الله عليها؟؟؟ ألا تعد من الصحابة ؟؟؟ يقول إبن حجر في فتح الباري ج4 ص 375 رقم الحديث 2174 بعد أن ساق رواية جابر مع أموال البحرين و إعطاء الخليفة الأول المال له، يقول "أن أبا بكر لما قام مقام النبي صلى الله عليه وسلم تكفل بما كان عليه من واجب أو تطوع فلما التزم ذلك لزمه أن يوفى جميع ما عليه من دين أو عدة وكان صلى الله عليه وسلم يحب الوفاء بالوعد فنفذ أبو بكر ذلك وقد عد بعض الشافعية من خصائصه صلى الله عليه وسلم وجوب الوفاء بالوعد أخذا من هذا الحديث ولا دلالة في سياقه على الخصوصية ولا على الوجوب وفيه قبول خبر الواحد العدل من الصحابة ولو جر ذلك نفعا لنفسه لأن أبا بكر لم يلتمس من جابر شاهدا على صحة دعواه ويحتمل أن يكون أبو بكر علم بذلك فقضى له بعلمه فيستدل به على جواز مثل ذلك للحاكم " فعلى الأقل ساووا الزهراء سلام الله عليها بغيرها من الصحابة، لماذا هذا الإبخاس في حقها و أهل بيتها ؟؟ و لكن :
    {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}


    يقول الدمشقية: نعم إن قبر فاطمة غير معروف وليس في النص علاقة بموقف أبي بكر منها. ولعلها حكمة من الله حتى لا يعبد قبرها من وصفوها بأنها إله ظهر بصورة امرأة.

    يقول سليل الرسالة: يحاول الدمشقية هنا تهميش دور الخليفة الأول في مظلومية الزهراء سلام الله عليها، و الحق خلاف ذلك. فقد كان له و لخليفته من بعده اليد العليا في ظلمها سلام الله عليها، هذه الرواية لعمري تفضح موقف الخليفة الأول و لنقرأ الرواية مرة أخرى: "فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت". إن النص جلي و لكن {لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} فالنص يبين أن السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها وجدت على أبي بكر بمعنى أنها غضبت (ينقل إبن الأثير في النهاية ج5 و تاج العروس للزبيدي ج8 ص 2319 إبن منظور في لسان العرب تحت مادة وجد، و النقل منه :ووَجَد عليه في الغَضب يَجُدُ ويَجِدُ وَجْداً وجِدَةً وموجَدةً. ووِجْداناً: غضب. وفي حديث الإِيمان: إِني سائلك فلا تَجِدْ عليّ أَي لاتَغْضَبْ من سؤالي؛ ومنه الحديث: لم يَجِدِ الصائمُ على المُفْطر، وقد تكرَّرَ ذكره في الحديث اسماً وفعلاً ومصدراً وأَنشد اللحياني قول صخر الغيّ:
    [poem font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    كِلانا رَدَّ صاحِبَه بِيَأْسٍ = وتَأْنِيبٍ، ووِجْدانٍ شَديدِ[/poem]فهذا في الغضب لأَن صَخْرَ الغيّ أَيأَسَ الحَمامَة من ولدها فَغَضِبَتْ عليه، ولأَن الحمامة أَيْأَسته من ولده فغَضِبَ عليها." إنتهى قول إبن منظور)، ثم أنها هجرته سلام الله عليها بعد أن غضبت عليه ولم تكلمه حتى توفيت ثم إن الرواية نفسها تبين "فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر" فما هو المقصود من هذا النقل إذا لم يكن لأبي بكر دورٌ في ظلمها سلام الله عليها، فلماذا تدفن ليلاً و لا يؤذن هو عليها و لا يصلي عليها بما أنه الخليفة؟ . نأتي الآن على ذكر بعض الروايات الموضحة و المفسرة لهذه الرواية.
    يذكر الجوهري في كتابه السقيفة وفدك (و هو أبي بكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري البصري البغدادي المتوفى ـ 323 هـ، كان من علماء أهل العامة ذكره إبن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمة عمر بن شبة النميري ضمن من شيوخه، علاوة على ذكره في غير موضع من كتابه) ص101 في رواية طويلة نذكر الشاهد منها: "قالت- أي فاطمة- : والله لا كلمتك أبدا ، قال : والله لا هجرتك أبدا ، قالت : والله لأدعون الله عليك ، قال : والله لأدعون الله لك ، فلما حضرتها الوفاة أوصت ألا يصلى عليها ، فدفنت ليلا ، وصلى عليها عباس بن عبد المطلب ، وكان بين وفاتها ووفاة أبيها اثنتان وسبعون ليلة" و أيضاً من نفس المصدر "انه لما حضرت فاطمة صلى الله عليها الوفاة ، دعت عليا عليه السلام فقالت : أمنفذ أنت وصيتي وعهدي ، أو والله لاعهدن الى غيرك ، فقال عليه السلام : بلى أنفذها ، فقالت عليها السلام : إذا انا مت فادفني ليلا ولا تؤذنن بي أبا بكر وعمر ، قال : فلما اشتدت عليها اجتمع إليها نساء من المهاجرين والأنصار فقلن : كيف اصبحت يا ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت : أصبحت والله عائفة لدنياكم"و يذكر إبن أبي الحديد المعتزلي الشافعي في شرح نهج البلاغة ج16 ص 281 "و لم يجعل دفنها ليلا بمجرده هو الحجة ليقال لقد دفن فلان و فلان ليلا بل يقع الاحتجاج بذلك على ما وردت به الروايات المستفيضة الظاهرة التي هي كالتواتر أنها أوصت بأن تدفن ليلا حتى لا يصلي الرجلان عليها و صرحت بذلك و عهدت فيه عهدا بعد أن كانا استأذنا عليها في مرضها ليعوداها فأبت أن تأذن لهما فلما طالت عليهما المدافعة رغبا إلى أمير المؤمنين عليه السلام في أن يستأذن لهما و جعلاها حاجة إليه و كلمها عليه السلام في ذلك و ألح عليها فأذنت لهما في الدخول ثم أعرضت عنهما عند دخولهما و لم تكلمهما فلما خرجا قالت لأمير المؤمنين عليه السلام هل صنعت ما أردت قال نعم قالت فهل أنت صانع ما آمرك به قال نعم قالت فإني أنشدك الله ألا يصليا على جنازتي و لا يقوما على قبري. و روى أنه عفى قبرها و علم عليه و رش أربعين قبرا في البقيع و لم يرش قبرها حتى لا يهتدى إليه و أنهما عاتباه على ترك إعلامهما بشأنها و إحضارهما الصلاة عليها "
    السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّي، وَعَلى ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ فِي جِوَارِكَ، وَالسَّرِيعَةِ اللَّحَاقِ بِكَ! قَلَّ يَا رَسُولَ اللهِ، عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي، وَرَقَّ عَنْهَا تَجَلُّدِي، إِلاَّ أَنَّ لِي فِي التَّأَسِّيِ بِعَظِيمِ فُرْقَتِكَ، وَفَادِحِ مُصِيبَتِكَ، مَوْضِعَ تَعَزّ، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ، وَفَاضَتْ بَيْنَ نَحْرِي وَصَدْرِي نَفْسُكَ. (إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، فَلَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، وَأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ! أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وَأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّدٌ، إِلَى أَنْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ بِهَا مُقِيمٌ. وَسَتُنَبِّئُكَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا، فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ، وَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ، هذَا وَلَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ، وَلَمْ يَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ. وَالْسَّلاَمُ عَلَيْكُمَا سَلاَمَ مُوَدِّع، لاَ قَال وَلاَ سَئم، فَإنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلاَلَة، وَإِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَا وَعَدَ اللهُ الصَّابِرِينَ.[poem font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    ولأي الأمور تدفنُ يسراً=بضعة المصطفى ويُعفى ثراها
    فمضت وهي أعظم الناس وجداً=في فم الدّهر غصّة من جواها
    وثوت لا يرى لها الناس مثوىً=أيّ قدس يضمّه مثواها[/poem]

    يقول الدمشقية: أن فاطمة كانت تزور قبر عمها حمزة فتصلي وتبكي عنده. ضعيف جدا. رواه الحاكم وقال : رجاله ثقات عن آخرهم. وتعقبه الذهبي مرتين فقال: منكر جدا وفيه سليمان. (المستدرك1/377 و3/28). يعني سليمان بن داود. وقد أعل البيهقي الرواية بالإنقطاع بين علي بن الحسين وبين فاطمة رضي الله عنهم. وأكد ذلك الصنعاني (السنن الكبرى4/78 سبل السلام2/115).

    يقول سليل الرسالة: دعونا ننقل الرواية حرفياً مع التعليق كما وردت في مستدرك الحاكم ج1 حديث رقم [ 1396 ] حدثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا تميم بن محمد ثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين
    فهنا الحاكم يرد على تضعيف الذهبي و أما نقل الدمشقية بأن البيهقي قد ضعف هذا الحديث و علله بالإنقطاع فالدمشقية مفتر لأن ما علله بالإنقطاع هو سند آخر، يذكر البيهقي في السنن الكبرى ج4 باب ما ورد في دخولهن في عموم قوله فزوروها حديث رقم [ 7000 ] أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ثنا عثمان بن محمد ثنا أبو مصعب الزهري حدثني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني سليمان بن داود عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أن فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده كذا قال وقد قيل عنه عن سليمان بن داود عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين عن أبيه فيه وهو منقطع فإن السند الذي علله البيهقي ليس المذكور في الرواية و إنما سند آخر و بين إنقطاعه. و أيضاً هذا رد على الذهبي فإن السند الثاني لو كان معلولاً بغير الإنقطاع لذكر ذلك البيهقي، و لكنه لم يذكر أي تضعيف لذلك. و نستنتج أن الدمشقية حاول التدليس على الناس بأن البيهقي يضعف هذه الرواية بالإنقطاع بينما هو يضعف سنداً.

     يقول الدمشقية: أن فاطمة توفيت ودفنت في الليل سرا بوصية منها حتى لا يحضر جنازتها أحد منهم (ثم اهتديت138). عزاه إلى البخاري3/39 وليس في البخاري فأين الوصية المزعومة في النص؟ وإنما ورد النص هكذا « فلما توفيت دفنها زوجها علي بن أبي طالب ليلا. ولم يؤذن بها أبا بكر» فأين ذكر الوصية المزعومة؟ ومما يؤكد أن فاطمة لم تكن على عداء مع أبي بكر أن أسماء بنت ابي بكر كانت تقوم على تمريضها السيدة فاطمة ووصية فاطمة لها بغسلها وتشييع جنازتها كما يلي (الامالي للطوسي1/107 جلاء العيون ص235 و242 و237 كشف الغمة1/504 كتاب سليم بن قيس ص353 و255).

    يقول سليل الرسالة: لقد بُليت الأمة الإسلامية بهكذا أُناس إستعملوا الكذب فقط للوصول إلى مآربهم، نقف مع الدمشقية في سقطة أخرى من سقطاته. لن أتعرض هنا إلى مسألة دفن بضعة البتول ليلاً و لا إلى وصيتها سلام الله عليها فقد تم الحديث عن هذه النقطة و وضحناها، و لكن الحديث كله يدور حول النقطة الثانية و هي "ومما يؤكد أن فاطمة لم تكن على عداء مع أبي بكر أن أسماء بنت ابي بكر كانت تقوم على تمريضها السيدة فاطمة ووصية فاطمة لها بغسلها وتشييع جنازتها كما يلي (الامالي للطوسي1/107 جلاء العيون ص235 و242 و237 كشف الغمة1/504 كتاب سليم بن قيس ص353 و255)." طبعاً الدمشقية أحالنا للمصادر المذكورة. فتعالوا نلقي نظرة على هذه المصادر

    1- كتاب الأمالي للشيخ الطوسي:20/166 "لـما مرضت فاطمة بنت محمد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله ) وصت الى علي بن ابي طالب (عـلـيه السلام ) ان يكتم امرها, ويخفي خبرها, ولا يؤذن احدا بمرضها, ففعل ذلك , وكان يمرضها بـنـفـسه , وتعينه على ذلك اسماء بنت عميس (رحمها اللّه ) على استمرار بذلك"

    2- كشف الغة للأربلي: "و عن أسماء بنت عميس قالت أوصتني فاطمة ع أن لا يغسلها إذا ماتت إلا أنا و علي فغسلتها أنا و علي عليه السلام"

    و لو حاول الدمشقية أن يجد ما يقول فلن يستطيع، لأنه لن يكون إلا من مخيلته و من الفريات التي يلقيها على العامة. و لكن لماذا لا يسرد لكم سليل الرسالة ما يؤكد على عمق الخلاف بين البيت العلوي المحمدي و يبن بيت الخليفة الأول. يذكر البيهقي في ج4 من سننه الكبرى باب ما ورد في النعش للنساء حديث رقم: [ 6721 ] أخبرنا أبو حازم الحافظ أنبأ أبو أحمد بن محمد الحافظ أنبأ أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي ثنا قتيبة بن سعيد ثنا محمد بن موسى عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر بنت محمد بن جعفر وعن عمارة بن مهاجر عن أم جعفر أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت يا أسماء إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء أنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها فقالت أسماء يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة فدعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا فقالت فاطمة رضى الله تعالى عنها ما أحسن هذا وأجمله يعرف به الرجل من المرأة فإذا أنا مت فاغسليني أنت وعلي رضى الله تعالى عنه ولا تدخلي علي أحدا فلما توفيت رضى الله تعالى عنها جاءت عائشة تدخل فقالت أسماء لا تدخلي فشكت أبا بكر فقالت إن هذه الخثعمية تحول بيني وبين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس فجاء أبو بكر رضى الله تعالى عنه فوقف على الباب وقال يا أسماء ما حملك أن منعت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يدخلن على ابنة النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت لها مثل هودج العروس فقالت أمرتني أن لا تدخلي علي أحدا وأريتها هذا الذي صنعت وهي حية فأمرتني أن أصنع ذلك لها فقال أبو بكر رضى الله تعالى عنه فاصنعي ما أمرتك ثم انصرف وغسلها علي وأسماء رضى الله تعالى عنهما.
    التعديل الأخير تم بواسطة م7; الساعة 17-03-2005, 02:52 AM.

  • #2
     يقول الدمشقية: أن فاطمة ماتت وهي واجدة على أبي بكر. عن عائشة ثم أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر – إلى أن قالت- فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر» (رواه البخاري).

    يقول سليل الرسالة: سبق أن ذكرنا و وضحنا موقف السيدة البتول سلام الله عليها من الخليفة الأول وهو مما لا يستطيع أحدٌ أن ينفيه، و لكن سنقوم بالرد على الدمشقية في نقاطه التي لم نذكرها سابقاً.
    يقول الدمشقية: وهذا ما كان على حد علم عائشة فإنها قد خفي عليها مبايعة علي وقد أثبته أبو سعيد الخدري. وكذلك خفي عليها استرضاء أبيها لفاطمة.فقد صح سندا أنه استرضاها فرضيت عنه في مرض موتها:« عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال جاء أبو بكر إلى فاطمة حين مرضت فاستأذن فأذنت له فاعتذر إليها وكلمها فرضيت عنه» (سير أعلام النبلاء2/121). وفي لفظ آخر: « لما مرضت فاطمة أتى أبو بكر فاستأذن فقال علي يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك فقالت أتحب أن آذن له قال نعم قال فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ورسوله ومرضاتكم أهل البيت قال ثم ترضاها حتى رضيت» (رواه البيهقي في سننه6/301 وقال مرسل بإسناد صحيح).يقول سليل الرسالة: قد بدأ القوم يضعفون روايات البخاري، إذ أنهم يعرضون عنها مع مكانتها و جلالتها عندهم، و يستبدلونها بروايات مرسلة : ) حقيقة مصاااائب، و لا أقول إلا مزيداً من السقوط.
    نأتي الآن و لنرى ماذا فعل الدمشقية في هذه النقطة:

    أولاً: لقد طعن الدمشقية هنا في عدالة السيدة عائشة إذ أنه ينسب إليها الإفتاء بأمر غير صحيح، و إذا إحتج بأن هذا الأمر قد خفي عنها، فهل سيكون المرجح دائماً قول الصحابي على قول السيدة عائشة إذا ما تعارضا؟؟ ثم هل يُخفى عنها أمرٌ كهذا و هي إبنة صاحب الشأن و من البديهي أن يكون لها علم بإسترضاء والدها للسيدة الزهراء سلام الله عليها، فلا تروي رواية تقدح في أبيها.

    ثانياً: إدعى الدمشقية إدعاءاً في غير محله بأن روايات الإسترضاء صحيحة السند، مع أن المحدثين يصرحون بإرسالها، و يقول إبن صلاح في علوم الحديث باب معرفة الصحيح من الحديث فيذكر: الحديث الصحيح فهو الحديث المسند الذي يتصل إسناده بنقل العدل الضابط عن العدل الضابط إلى منتهاه ولا يكون شاذا ولا معللا وفي هذه الأوصاف احتراز عن المرسل والمنقطع والمعضل والشاذ وما فيه علة قادحة وما في راويه نوع جرح وهذه أنواع يأتي ذكرها إن شاء االله تبارك وتعالى فهذا هو الحديث الذي يحكم له بالصحة بلا خلاف بين أهل الحديث. إذاً على رأي إبن صلاح فهذا الحديث غير صحيح السند، و بالتالي يكون إدعاء الدمشقية إدعاءاً باطلاً

    ثالثاً لو إحتج الدمشقية بأن الرواية من مرسلات الشعبي و قد قيل عنه أنه لا يُرسل إلا عن ثقة، فإن الرواية لا تصح أيضاً لأن إبن حجر العسقلاني في كتابه النكت على كتاب إبن صلاح باب أقوال العلماء في حكم المرسل يقول نقلاً عن القاضي أبو بكر : (( من المعلوم أن المحدثين لم يتطابقوا على أن لا يحدثوا إلا عن عدل . بل نجد الكثير منهم يحدثون عن رجال ، فإذا سئل الواحد عنهم عن ذلك الرجل قال : لا أعرف حاله بل ربما جزم بكذبه فمن أين يصح الحكم على الراوي أنه لا يرسل إلا عن ثقة عنده )) . ثم يوافقه إبن حجر و يقرر قوله فيذكر : ((وما قاله القاضي صحيح فإن كثيراً من الأئمة وثقوا خلقاً من الرواة بحسب اعتقادهم فيهم وظهر لغيرهم فيهم الجرح المعتبر وهذا بيّن واضح في كتب الجرح والتعديل . فإذا كان مع التصريح بالعدالة فكيف مع السكوت عنها . وقد فتشت كثير من المراسيل فوجدت عن غير العدول.بل سئل كثير منهم عن مشايخهم ، فذكروهم بالجرح كقول أبي حنيفة : ما رأيت أكذب من جابر الجعفي وحديثه عنه موجود .وقول الشعبي : حدثني الحارث الأعور وكان كذاباً وحديثه عنه موجود .فمن أين يصح الحكم ( على ) الراوي أنه لا يرسل إلا ع ثقة عنده على الإطلاق .)) و عليه فإن قشة مرسلات الشعبي التي يتعلق بها الدمشقية لا تصح هنا.

    رابعاً: ما نقله الدمشقية من مرويات الشعبي و هو عامر بن شراحيل الشعبي، و ما أدراك ما الشعبي، يقول الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين ج2 ص 346 (ويروى عن ابن عائشة أن الحجاج دعا بفقهاء البصرة وفقهاء الكوفة فدخلنا عليه، ودخل الحسن البصري رحمه الله آخر من دخل، فقال الحجاج مرحباً بأبي سعيد إلي إلي، ثم دعا بكرس فوضع إلى جنب سريره فقعد عليه؛ فجعل الحجاج يذاكرنا ويسألنا إذ ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه فنال منه ونلنا منه مقاربة له وفرقاً من شره؛ والحسن ساكت عاض على إبهامه؛ فقال: يا أبا سعيد مالي أراك ساكتاً? قال: ما عسيت أن أقول? قال: أخبرني برأيك في أبي تراب، قال: سمعت الله جل ذكره يقول: "وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم" فعلي ممن هدى الله من أهل الإيمان، فأقول: ابن عم النبي عليه السلام وختنه على ابنته وأحب الناس إليه وصاحب سوابق مباركات سبقت له من الله لن تستطيع أنت ولا أحد من الناس أن يحظرها عليه ولا يحول بينه وبينها. وأقول: إن كانت لعلي هناة فالله حسبه والله ما أجد فيه قولاً أعدل من هذا. فبسروجه الحجاج وتغير وقام عن السرير مغضباً فدخل بيتاً خلفه وخرجنا. قال عامر الشعبي: فأخذت بيد الحسن فقلت: يا أبا سعيد أغضبت الأمير وأوغرت صدره، فقال: إليك عني يا عامر، يقول الناس عامر الشعبي عالم أهل الكوفة. أتيت شيطاناً من شياطين الإنس تكلمه بهواه وتقاربه في رأيه ويحك يا عامر الشعبي عالم أهل الكوفة. أتيت شيطاناً من شياطين الإنس تكلمه بهواه وتقاربه في رأيه ويحك يا عامر هلا اتقيت إن سئلت فصدقت، أو سكت فسلمت? قال عامر: يا أبا سعيد قد قلتها وأنا أعلم ما فيها، قال الحسن: فذاك أعظم من الحجة عليك وأشد في التبعة)

    و لن ننتهي إلى هنا، لأن المسألة لو كانت النيل من أمير المؤمنين سلام الله عليه محاباةً في السلطان فقط لكان الأمر هيناً و لكنه يتعدى هذا الأمر لأن يكون نصباً فإن إبن الجزري ينقل في كتابه غاية النهاية في طبقات القراء ص 244 في ترجمة الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه (علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الإمام أبو الحسن الهاشمي أمير المؤمنين وأحد السابقين الأولين، فضائله أكبر من أن تحصى ومناقبه أعظم من أن تستقصى، روينا عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال ما رأيت ابن انثى أقرأ لكتاب الله تعالى من علي وقال أيضاً ما رأيت أقرأ من على عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من الذين حفظوه أجمع بلا شك عندنا وقد أبعد الشعبي في قوله إنه لم يحفظه، قال يحيى بن آدم قلت لابي بكر بن عياش يقولون إن عليا رضي الله عنه لم يقرأ القرآن فقال أبطل من قال هذا ) طبعاً هذا دون التعرض إلى الأكاذيب التي لا يمكن أن تصدق من روايات الشعبي و السبب فقط هو النيل من مكانة أهل البيت سلام الله عليهم مثل أن أبابكر قد صلى على السيدة فاطمة الزهراء و غيرها من الأساطير التي نُسجت في خيال الشعبي. فهنا يسأل سليل الرسالة هل مثل الشعبي يُعتبر مأموناً على الرواية؟ أوليس شتم الصحابة قادح عند علماء الجرح والتعديل؟ فمالهم إذا كان المشتوم علي بن أبي طالب وثقوا الشاتم و لم يتعرضوا له؟ و إذا كان المشتوم أحد الخلفاء الثلاثة كان ذلك سبباً لأن يكون الرواي ضعيف، كذاب علاوة على أنه متروك الحديث؟

    قال المحب الطبري « عن الأوزاعي قال بلغني أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غضبت على أبي بكر فخرج أبو بكر حتى قام على بابها في يوم حار ثم قال لا أبرح مكاني حتى ترضى عني بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها علي فأقسم عليها لترضى فرضيت خرجه ابن السمان في الموافقة» (الرياض النضرة2/97).

    يقول سليل الرسالة: الأوزاعي من مواليد سنة 88 هـ بمعنى أن بينه و بين الحادثة 77 سنة، فمن أين روى هذه الرواية و أين إسنادها؟ فشأنها شأن سابقاتها لا يصح الإحتجاج بها.


    وذكر المجلسي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى منزل فاطمة وجاء علي فأخذ بيده ثم هزها إليه هزاً خفيفاً ثم قال: يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فإنّ الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها) (بحار الأنوار 43/42).

    يقول سليل الرسالة: مصااااائب القوم أنهم يحاولون التدليس على العوام، هنا يحتج الدمشقية بهذه الرواية التي وردت في بحار الأنوار في ج39 ص 42 ط مؤسسة الوفاء فنرى أن الدمشقية قد بتر أول الرواية التي يتبين منها أن الرواية هي من مرويات العامة و ليست من مروياتنا فقد نقلها العلامة المجلسي عن العقد الفريد لإبن عبدالبر، و هناك طامة أكبر من مصدر الرواية ألا و هو الرواي، معاوية بن أبي سفيان : ) و الرواية كما وردت في البحار هي : 42 - قب : ابن عبد ربه الاندلسي في العقد عن عبدالله بن الزبير في خبر عن معاوية بن أبي سفيان قال : دخل الحسن بن علي على جده صلى الله عليه واله وهو يتعثر بذيله فأسر إلى النبي صلى الله عليه واله سرا فرأيته وقد تغير لونه ، ثم قام النبي صلى الله عليه واله حتى أتى منزل فاطمة فأخذ بيدها فهزها إليه هزا قويا ثم قال : يا فاطمة إياك وغضب علي فان الله يغضب لغضبه ويرضى لرضاه ، ثم جاء علي فأخذ النبي صلى الله عليه واله بيده ثم هزها إليه هزا خفيفا ثم قال : يا أبا الحسن إياك وغضب فاطمة فان الملائكة تغضب لغضبها وترضى لرضاها ، فقلت : يارسول الله مضيت مذعورا وقد رجعت مسرورا ، فقال : يا معاوية كيف لا أسر وقد أصلحت بين اثنين هما أكرم الخلق على الله . طبعاً أترك باقي التعليق للسادة القراء.

     يقول الدمشقية: أن النبي  كان يبول واقفا التبول قائما مروي عن الشيعة بأنه جائز. هذا ما رواه الشيعة عن الصادق أنه سئل عن النبول قائما: لا بأس به» (الكافي 6/500 وسائل الشيعة 1/352 و2/77 كشف اللثام للفاضل الهندي1/23 و229 مصباح المنهاج2/151 لمحمد سعيد الحكيم). سئل أبو عبد الله « أيبول الرجل وهو قائم قال نعم» (تهذيب الأحكام1/353 وسائل الشيعة1/352).

    يقول سليل الرسالة: يحاول الدمشقية أن يوهم الناس بأن الإمامية رضوان الله تعالى عليهم يبيحون البول قائماً كما أباحوه هم، طبعاً يريد بذلك بعض الروايات التي سنذكرها:
    الكافي ج6 ص 500:
    18- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) قَالَ سَأَلْتُهُ عَنِ الرَّجُلِ يَطَّلِي فَيَبُولُ وَ هُوَ قَائِمٌ قَالَ لَا بَأْسَ بِهِ .

    وسائل الشيعة للحر العاملي ج1 ص 352
    2 ـ وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )، قال: سألته عن الرجل يطلي، فيبول وهو قائم؟ قال: لا بأس به.
    3 ـ محمد بن علي بن الحسين قال: قال ( عليه السلام ): البول قائما من غيرعلة من الجفاء .
    الدمشقية المسكين يحاول أن يصور هذه الرواية التي تعطي حكماً شرعياً في حالة معينة (و هي الطلاء) مع رواية البخاري التي تثبت أن النبي صلى الله عليه وآله بال قائماً و حاشاه صلوات الله و سلامه عليه و آله خذا الأمر، طبعاً لن ندخل في أن الدمشقية دلس على الناس و لم يذكر أن الرجل الطي سأل صادق أهل البيت سلام الله عليه إنما سأله عن حاله معينة، و إنما جعل الدمشقية السؤال سؤالاً عاماً، و كأن التبول واقفاً جائز شرعاً دون علة. و قد ذكر الشيخ العاملي الكراهة فقال بعد أن سرد الروايات "أقول (الحر العاملي): هذا وجه الرخصة، وإلا فالكراهة ثابتة، كما فى في حديث التخلي على قبر ، وفي حديث الحدث قائما ، وغيرذلك". هذا علاوة على أن الدمشقية عندما نقل الرواية من الوسائل نقلها من باب كراهة البول قائما من غير علة، إلا أن يطلى بالنورة، وكراهة أن يطمح الرجل ببوله في الهواء من مرتفع ، فإن قال بأن النبي صلى الله عليه و آله إستخدم الرخصة فنقول أين الإثبات بالرواية الصحيحة؟ و إلا فإن إعتذار إبن حجر و غيره ممن بينه و بين عصر الرسالة عدة قرون لا ينفع.




    يقول الدمشقية: هل التقبيح بالعقل أم بالشرع؟ ما أجازه الشرع كان حلالا وإن كرهته النفوس كالطلاق والجهاد. وما حرمه الله كان حراما وإن كان محبوبا كالزنا وأخته المتعة
    .
    يقول سليل الرسالة: لا بد هنا من وقفة، ينقل البخاري برقم [ 4246 ] حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عمران أبي بكر حدثنا أبو رجاء عن عمران بن حصين رضى الله تعالى عنهما قال أنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينزل قرآن يحرمه ولم ينه عنها حتى مات قال رجل برأيه ما شاء
    بدون تعليق


    يقول الدمشقية: عائشة قالت لم أره يبول عندي إلا قاعدا. فهي روت ما رأت وهي صادقة. وحذيفة كان مع النبي  عندما أتى سباطة قوم فبال قائما. فكل روى ما رأى وكل منهما صادق. ولكن المثبت الصدوق مقدم على النافي الصدوق.

    يقول سليل الرسالة: إذاً علينا ألا نأخذ برأي السيدة عائشة أيضاً عندما قالت بأن النبي صلى الله عليه و آله لم ير ربه و نأخذ بقول جابربن سمرة و إبن عباس و أم الطفيل و أبي أمامة و غيرهم من الصحابة التي رووا هذا الخبر و نرد خبر السيدة عائشة. إذاً كل رواية ترد عن طريق السيدة عائشة يستلزم ردها لأنها تفتي بما تعلم فقط و لا تتحرى الصواب!!! بالله عليكم هل هذا كلام مقبول ؟ أولا يعتبر هذا طعناً صريحاً في السيدة عائشة؟
    {مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ}
    يقول الدمشقية: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا هذا الحديث باطل متناً وسنداً:قال الألباني « موضوع» (سلسلة الأحاديث الضعيفة4932).أما من ناحية السند: فمدار رواياته على ثلاثة، محمد بن اسحاق وعبد الغفار بن القاسم وعبد الله بن عبد القدوس.


    يقول سليل الرسالة: أما السند فلن أخوض فيه لأن تضعيفات لعبدالغفار بن القاسم و عبد الله بن عبد القدوس فقط بسبب أنهم من الشيعة. و لكن الدمشقية قال بأن هذا المتن باطل و سنثبت بأن المتن غير باطل بل هو ثابت عن النبي صلى الله عليه و آله بألفاظ أخرى و روايات أخرى و لكنها تحمل هذا المتن منها ما رواه إبن عساكر في تاريخ دمشق ج 42 ص 130 و موجود عند الطبراني في المعجم الكبير ج3 ص 57 الحديث رقم: [ 2675 ] حدثنا محمد بن رزيق بن جامع المصري ثنا الهيثم بن حبيب ثنا سفيان بن عيينة عن علي بن علي المكي الهلالي عن أبيه قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة رضى الله تعالى عنها عند رأسه قال فبكت – إلى أن قال- أنا خاتم النبيين وأكرم النبيين على الله وأحب المخلوقين إلى الله عز وجل وأنا أبوك ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله وهو بعلك .إلى نهاية الرواية. هذا بالنسبة للإمام علي بأنه وصي النبي صلى الله عليه و آله، أما عن أنه أخوه فقد ذكربن أبي شيبة في المصنف ج7 ص 507 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، عَنْ حَجَّاجٍ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ r ، قَالَ لِعَلِيٍّ : أَنْتَ أَخِي وَصَاحِبِي. و الحديث صحيح السند. و أيضاً الحديث المعضد للحديث الذي قال عنه الدمشقية باطل المتن و السند فقد ذكر النسائي في السنن الكبرى ج5 ص 126 حديث برقم:[ 8451 ] أخبرنا الفضل بن سهل قال حدثني عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال لعلي يا أمير المؤمنين لم ورثت بن عمك دون عمك قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من طعام قال فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أو لم يشرب فقال يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم بخاصة وإلى الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي ثم قال أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري فبذلك ورثت بن عمي دون عمي. و الحديث صحيح السند، و أما عن أن الإمام سلام الله عليه هو خليفة رسول الله صلى الله عليه و آله فيذكر النسائي في السنن الكبرى ج5 ص 113 [ 8409 ] أخبرنا محمد بن المثنى قال حدثنا يحيى بن حماد قال حدثنا الوضاح وهو أبو عوانة قال حدثنا يحيى قال حدثنا عمرو بن ميمون قال إني لجالس إلى بن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا يا هؤلاء وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال أنا أقوم معكم فتحدثوا فلا أدري ما قالوا فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول أف وتف يقعون في رجل له عشر وقعوا في رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبعثن رجلا يحب الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا فأشرف من استشرف فقال أين علي هو في الرحا يطحن وما كان أحدكم ليطحن فدعاه وهو أرمد ما يكاد أن يبصر فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فدفعها إليه فجاء بصفية بنت حيي وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا خلفه فأخذها منه فقال لا يذهب بها إلا رجل هو مني وأنا منه ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن والحسين وعليا وفاطمة فمد عليهم ثوبا فقال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة ولبس ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونام فجعل المشركون يرمون كما يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يحسبون أنه نبي الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فقال يا نبي الله فقال علي إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد ذهب نحو بئر ميمون فاتبعه فدخل معه الغار وكان المشركون يرمون عليا حتى أصبح وخرج بالناس في غزوة تبوك فقال علي أخرج معك فقال لا فبكى فقال أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي ثم قال أنت خليفتي يعني في كل مؤمن من بعدي قال وسد أبواب المسجد غير باب علي فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو في طريقه ليس له طريق غيره وقال من كنت وليه فعلي وليه قال بن عباس وقد أخبرنا الله في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة فهل حدثنا بعد أنه سخط عليهم قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال ائذن لي فلأضرب عنقه يعني حاطبا وقال ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم . و الحديث صحيح السند و يحيى بن سليم وثقه إبن حبان و إبن سعد و الدارقطني و النسائي. و بالتالي يتضح بأن الحديث صحيح المتن.

     يقول الدمشقية: إن وصيي وموضع سري هو علي بن أبي طالب وخير من أترك من بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 9/114 وعزاه إلى الطبراني وقال » فيه ناصح بن عبد الله وهو متروك«. وورد بلفظ آخر كسبب لنزول آية  وأنذر عشيرتك الأقربين قال » لما نزلت دعا رسول الله  رجالا من أهل بيته فقال: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنةويكون خليفتي في أهلي؟ فقال علي: أنا. فقال رسول الله  » علي يقضي عني ديني وينجز مواعيدي« وإسناده ضعيف: فيه يحيى الحماني وعباد بن عبد الله وشريك. قال الحافظ «قال البزار: هذا الحديث منكر. قلت: وأبو نعيم ضرار بن صرد ضعيف جدا» (مختصر زوائد البزار2/309).

    يقول سليل الرسالة: هذا الحديث رواه الحافظ إبن مردويه في مناقب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه في الفصل الثامن في أن الإمام عليه السلام هو أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه و آله حديث رقم 10 ابن مردويه، عن أنس، قال: حدّثني سلمان الفارسي، أنّه سمع رسول اللَّه يقول: «إنّ أخي ووزيري ووصيي وخير من أخلف بعدي عليّ بن أبي طالب». و أيضاً الحديث رقم 13 ابن مردويه، أخبرنا محمّد بن عليّ بن دحيم، أخبرنا أحمد بن حازم الغفاري، أخبرنا نصر بن مزاحم، أخبرنا أبوخالد الواسطي، عن زيد بن عليّ، عن آبائه، عن النبيّ(صلى الله عليه و آله) قال: «يا عليّ، أنت الوزير والخليفة والوصي في الأهل والمال، وفي المسلمين في كل غيبة».و أيضاً ذكره إحمد في الفضائل [ 1052 ] حدثنا هيثم بن خلف قثنا محمد بن أبي عمر الدوري قثنا شاذان قثنا جعفر بن زياد عن مطر عن أنس يعني بن مالك قال قلنا لسلمان سل النبي صلى الله عليه وسلم من وصية فقال له سلمان يا رسول الله من وصيك قال يا سلمان من كان وصي موسى قال يوشع بن نون قال فإن وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعودي علي بن أبي طالب
    و أيضاً رواه الخوارزمي في المناقب ص 112 حديث رقم 121. قال: «وأخبرني شهردار هذا إجازةً، أخبرنا عبدوس بن عبداللَّه هذا كتابةً، حدّثنا أبومنصور، حدّثنا عليّ بن القاسم، حدّثنا إبراهيم، حدّثنا الحكم بن سليمان الجبلي، أخبرنا أبومحمّد، حدّثنا عليّ بن هاشم، عن مطير بن ميمون أنّه سمع أنس بن مالك يقول: حدّثني سلمان الفارسي أنّه سمع النبيّ(ص) يقول: إنّ أخي ووزيري وخير من أخلفه بعدي عليّ بن أبي طالب(ع)».

     يقول الدمشقية : أنا محمد بن عبد المطلب.. وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح ضعيف جدا كما قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع رقم 1320.

    يقول سليل الرسالة: للأسف هذه الرواية تمدح رسول الله صلى الله عليه و آله، فلو كانت تمدح من يمجدون لصححوها و لو كانت موضوعة. و لكن أسفي عليك يا رسول الله، هذا ما فعله القوم بك. عموماً نأتي على هذه الرواية و ننظر يقول ضعيف الجامع برقم 1320 ( ضعيف جدا ) أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان و ما افترق الناس فرقتين إلا جعلني الله في خيرهما فأخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهد الجاهلية و خرجت من نكاح و لم أخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي و أمي فأنا خيركم نسبا و خيركم أبا ( هق في الدلائل ) عن أنس. لنأتي إلى الرواية ينقل الرامهرمزي في الحد الفاصل ص 470 : أبو أحمد يوسف بن هارون بن زياد ثنا ابن أبي عمر ثنا محمد بن جعفر بن محمد قال أشهد على أبي لحدثني عن أبيه عن جده عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم الى أن ولدني أبي ثم ولدني أبي وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية. و أيضاً معرفة علوم الحديث- الحاكم النيسابوري ص 170 :
    أبو علي الحسين بن علي الحافظ قال أخبرنا محمد بن سعيد بن بكر القاضي بعسقلان قال حدثنا صالح بن علي النوفلي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة قال حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن أنس بن مالك قال بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ان رجالا من كندة يزعمون انه مهنم فقال انما كان يقول ذاك العباس وأبو سفيان بن حرب إذا قدما اليمن ليأمنا بذلك وانا لا ننتفي من آبائنا نحن بنو النضر بن كنانة قال وخطب رسول اله صلى الله عليه وسلم الناس فقال انا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لوى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار وما افترق الناس فرقتين الا جعلني الله في الخير منهما حتى خرجت من نكاح ولم اخرج من سفاح من لدن آدم حتى انتهيت إلى أبي وامي وانا خيركم نسبا وخيركم أبا صلى الله عليه وسلم. و هذا الحديث له شواهد كثيرة مما تجعله حديثاً حسناً.

     يقول الدمشقية: أنا دار الحكمة وعلي بابها. رواه الترمذي وأبو نعيم سكت عن قول الترمذي: هذا حديث غريب منكر.. ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شريك) (حديث رقم 3723). وسكت عن سند الرواية عند ابي نعيم حيث أسنده عن الأصبغ بن نباتة وهو متروك الحديث كما قال أهل الجرح والتعديل. أورده الذهبي في الضعفاء. (قال الحافظ ابن حجر: هذا حديث غريب لا يعرف عن أحد من الثقات غير شريك. وإسناده مضطرب. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع« (مشكاة المصابيح 3/1777). وحكم ابن الجوزي بأنه مكذوب (الموضوعات 1/349) والسيوطي (اللآلئ المصنوعة 1/329-333).

    يقول سليل الرسالة: أما حديث الترمذي فهو برقم [ 3723 ] حدثنا إسماعيل بن موسى حدثنا محمد بن عمر بن الرومي حدثنا شريك عن سلمة بن كهيل عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا دار الحكمة وعلي بابها قال هذا حديث غريب منكر وروى بعضهم هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ولا نعرف هذا الحديث عن شريك ولم يذكروا فيه عن الصنابحي ولا نعرف هذا الحديث عن واحد من الثقات عن شريك وفي الباب عن بن عباس
    فالحديث صحيح السند و لو كان عن محمد بن عمر بن الرومي فإن إبن حبان ذكره في الثقات و ذكر إبن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمته أن مسلم قد روى عنه. و أيضاً أخرجة الحافظ إبن مردويه بسند صحيح من طريق الحسن بن محمّد، عن جرير، عن محمّد بن قيس -و هو الأسدي الوالبي-، عن الشعبي، عن عليّ، قال: قال رسول اللَّه: أنا دار الحكمة وعلي بابها. و أيضاً أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ج1 ص 64 حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، حدثنا الحسن بن سفيان، حدثنا عبد الحميد بن بحر، حدثنا شريك، عن سلمة بن كهيل، عن الصنابحي، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا دار الحكمة وعلي بابها . رواه الأصبغ بن نباته والحارث عن علي نحوه. ومجاهد عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. و بالتالي يتضح بأن الحديث صحيح و غير مكذوب.

     يقول الدمشقية: أنا مدينة العلم وعلي بابها

    يقول سليل الرسالة: نقل الدمشقية جملة من التضعيفات بحق هذا الحديث و لكن سنأتي إن إشاء الله على إثبات صحته. عموماً فقط لفت إنتباهي قول لأبي زرعة نقله الدمشقية عن الحافظ في تهذيب التهذيب و هو قال أبو زرعة حديث أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس أنا مدينة العلم وعلي بابها كم من خلق قد افتضحوا فيه
    طبعاً سليل الرسالة يوافق أبي زرعة بأن أناس كثيرين قد أفتضحوا بهذا الحديثو لكن ليس من وجهة نظر أبي زرعة و إنما من وجهة نظري، فكم من صاحب هوى قد أفتضح أمره بتضعيفه لهذا الحديث، عموماً لن نتعرض لمن ضعف الحديث و لكن سنأتي لنثبت صحة هذا الحديث.
    يقول الحاكم في المستدرك ج3 حديث برقم [ 4637 ] حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وأبو الصلت ثقة مأمون فإني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال ثقة فقلت أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش أنا مدينة العلم فقال قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني إمام عصره ببخارا يقول سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول وسئل عن أبي الصلت الهروي فقال دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت فسلم عليه فلما خرج تبعته فقلت له ما تقول رحمك الله في أبي الصلت فقال هو صدوق فقلت له إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها فقال قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت
    يقول سليل الرسالة: الحاكم هنا ينقل تصحيح يحيى بن معين إمام الجرح و التعديل لهذا الحديث،علاوة على تصحيح الحاكم نفسه أيضاً و بالتالي هذين أول من صححا الحديث.

    ينقل الحاكم في مستدركه الجزء الثالث من رواية يحيى بن معين نفسه حديث برقم [ 4638 ] حدثنا بصحة ما ذكره الإمام أبو زكريا ثنا يحيى بن معين ثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري ثنا الحسين بن فهم ثنا محمد بن يحيى بن الضريس ثنا محمد بن جعفر الفيدي ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن بن عباس رضى الله تعالى عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب قال الحسين بن فهم حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية قال الحاكم ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ ولهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح

    أيضاً من مستدرك الحاكم برقم [ 4639 ] حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي القفال ببخارا وأنا سألته حدثني النعمان بن الهارون البلدي ببلد من أصل كتابه ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال سمعت جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب

    يقول سليل الرسالة: لو لم يكن إلا هذه الأحاديث الثلاثة لكفى لصحة الحديث، فكيف و قد صحح هذا الحديث علاوة على من ذكرنا سابقاً محمد بن جرير الطبري في تهذيب الآثار من مسند الإمام علي سلام الله عليه ص 104 حيث رقم 8 حيث قال بعد هذا الحديث وهذا خبر صحيح إسناده. و ينقل السيوطي في الللآلئ المصنوعة ج1 ص 334 "وسئل شيخ الإسلام أبو الفضل بن حجر عن هذا الحديث-يعني حديث باب مدينة العلم- في فتيا فقال هذا الحديث أخرجه الحاكم في المستدرك وقال إنه صحيح وخالفه أبو الفرج بن الجوزي فذكره في الموضوعات وقال إنه كذب والصواب خلاف قولهما معاً وإن الحديث من قسم الحسن لا يرتقي إلى الصحة ولا ينحط إلى الكذب وبيان ذلك يستدعي طولاً ولكن هذا هو المعتمد في ذلك انتهى." و أيضاً قال الحافظ السيوطي في الجامع الكبير" كنت أجيب دهراً عن هذا الحديث بأنه حسن إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في ( تهذيب الآثار ) مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس فاستخرت الله تعالى وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحيح" علاوة على إفراد الحافظ المغربي كتاباً بعنوان فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي، و أيضاً كتاباً آخر بعنوان سبل السعادة و ابوابها بصحة حديث أنا مدينة العلم و علي بابها. و أما من ضعف الحديث فلا يُنظر إلى تضعيفهم إياه لكونهم ممن أشتهر عنهم رد الروايات الواردة في فضل علي بن أبي طالب سلام الله عليه و خصوصاً الذهبي لأنه أشتهر برد الروايات الصحيحة الواردة في حق أبي الحسن سلام الله عليه، و من أراد الإستزادة فليراجع كتاب الحافظ المغربي فتح المك العلي في تصحيح حديث مدينة العلم علي.

    يقول الدمشقية: أنا المنذر وعلي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون [بعدي] قال الألباني موضوع (سلسلة الضعيفة4899).
    يقول سليل الرسالة: الحديث له شواهد تصححه:
    1- الأحاديث الصحيحة التي تقول والهاد رجل من بني هاشم
    2- علم أمير المؤمنين سلام الله عليه بعد أن عرفنا أن حديث مدينة العلم صحيح
    3- حديث مثل أل بيتي فيكم كسفينة نوح ... أيضاً يعضد هذا الحديث
    4- حديث الثقلين و تذكير النبي بأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض

    عموماً الحديث كما بحث فيه الفخر الرازي سابقاً و كتب مسند أحمد ج1ص126ح1041 : " حدثنا عبد الله - ثقة حافظ - حدثني عثمان بن أبي شيبة - ثقة حافظ - ثنا مطلب بن زياد - صدوق - عن السدي - ثقة واحتج به مسلم - عن عبد خير - ثقة - عن علي في قوله ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهاد رجل من بنى هاشم ".

    المعجم الأوسط ج2ص94ح1361 : " حدثنا أحمد محمد بن صدقة - ثقة حافظ - قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خيرعن علي بن أبي طالب في قوله ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) قال رسول الله المنذر والهاد رجل من بني هاشم ".

    الأحاديث المختارة ج: 2 ص: 286ح668 بسنده ( عبدالله بن أحمد حدثني أبو بكر بن أبي شيبة ثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله ( إنما أنت منذر
    ولكل قوم هاد ) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر والهاد رجل من بني هاشم . ) وقال ( إسناده حسن ) .

    والحديث نص صريح على صحة هذا ، تفسير الطبري ج: 13 ص: 108 : " ذكر من قال ذلك حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي قال ثنا الحسن بن الحسين الأنصاري قال ثنا معاذ
    بن مسلم ثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) وضع صلى الله عليه وسلم يده على صدره فقال
    أنا المنذر ولكل قوم هاد وأومأ بيده إلى منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون بعدي ".
    نقول : من جمع بين الآية والرواية ،،، يسأل نفسه سؤالا فيه إجابته ،،
    إذاً الحديث إسناده حسن.
    التعديل الأخير تم بواسطة م7; الساعة 17-03-2005, 02:56 AM.

    تعليق


    • #3
      كل هذا القص واللصق يا سليل لتنال من عرض عائشة
      فوالله
      ان كيدك لعائشة لن يزيدها عند ربها ورسول الله الا بهاءا وسموا
      ورسول الله حجيجك يوم القيامة في عرض برأه الله من فوق السبع الطباق 0

      ووالله
      ان عليا كرم الله وجهه لن يكون راضيا عما تفتريه في عرض رسول الله حتى لو اغدقته مديحا من الآن حتى تقوم انت وانا والناس لرب العالمين

      فاقض ما أنت قاض 0 انما تقضي هذه الحياة الدنيا
      صدق الله العظيم
      وحسب عائشة الله ونعم الوكيل

      تعليق


      • #4
        نحن12 ... عزيزي أين القص و اللصق ؟؟؟ و أين نلت أنا من السيدة عائشة ؟؟؟

        من نال منها هو الدمشقية و ما كنت إلا مدافعاً و قولك هذا دليل على أنك لم تقرأ الموضوع

        تعليق


        • #5
          السلام عليك يا سليل الرسالة
          هكذا المواضيع حقا
          قبلة على يدك (محبة ب وولاء ل جدك رسول الله) ليطق عرق الوهابية

          تعليق


          • #6
            مولاي العزيز حسين عظم الله أجورنا و أجوركم

            تعليق


            • #7
              أحسنت أخي سليل الرسالة

              و أجدت

              هذا إهداء متواضع

              http://al-kesaa.s5.com/saleel/main.html

              بإنتظار تكملة الجزء الثاني و وضعه بالموقع

              تعليق


              • #8
                مولاي العزيز أحسين و أجدت و بارك الله فيك سيدي الفاضل

                و ليتك تضع تضع هذا الموضوع على سابقه ليكون موضوعاً متكاملاً


                و ترقبوا المزيد

                تعليق


                • #9
                  احسنت ، موضوع متميز وردود جوهرية .

                  تسجيل حضور ومتابعة

                  تعليق


                  • #10
                    اللهم صل على محمد و آل محمد

                    بارك الله فيكم مولانا و و حشركم الله مع جدكم محمد و آل بيته الاطهار.

                    يرفع للرد على نواصب العصر الدمشقية و من سار على خطاه.

                    تعليق


                    • #11
                      اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل فرجهم

                      تعليق


                      • #12
                        اللهم صل على محمد و آل محمد

                        تعليق


                        • #13
                          يرفع ببركة الصلاة على محمد و آل محمد

                          تعليق


                          • #14
                            اللهم صل وسلم وبارك على محمدٍ وآل محمد وعجل فرجهم الشريف وأرحمنا بهم يا كريم

                            لعنة الله على الدمشقية وعلى محبيه عليهم لعائن الله والملائكة والناس أجمعين

                            تعليق


                            • #15
                              احسنتم سيدنا وبارك الله بكم وحشركم مع اجدادكم الاطهار


                              وادامكم الله لخدمة الدين الاسلامي الحنيف ومذهب محمد وال محمد ذخراً

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X