الولادة فى نجف آباد والهجرة الى قم المقدسة لمواصلة الدراسة-
ولدت في بيت صغير بمدينة نجف آباد القريبة من اصفهان. والدي كان فلاحا، ورغم امتلاكه مزرعة وحديقة، غير انه كان يعمل مزارعا لأحد المالكين. وفي ذلك الحين، اي قبل اكثر من سبعين عاما، كان في مدينتنا احد علماء الدين المحترمين، اسمه الحاج شيخ احمد حججي الذي خلافا لأقرانه، كان يختلط مع الناس وينصحهم بتعلم العلوم والدروس الدينية. ووالدي مثل العديد من ابناء نجف آباد كان يحضر دروس الشيخ احمد وتعلم فيها مقدمات اللغة العربية والعلوم الدينية، كما كان حافظا للقرآن. وحتى اواخر عمره كان يخطب ويقيم صلاة الجماعة الى جانب عمله في المزرعة.
وفي البداية تتلمذت عليه، كما ذهبت الى المدارس القديمة (الكتاتيب)، غير انني تركت المدرسة بعد ان تعرضت الى الجلد على ايدي احد المعلمين. وبعد فترة، ارسلني والدي الى اصفهان حيث حضرت دروس الشيخ منصور في الادب.
وفي عام 1314 الشمسي (1937 الميلادي) وبعد بلوغي سن الـ13 عاما، جئت الى مدينة قم حيث كان الحاج شيخ عبد الكريم حائري يزدي المرجع الكبير يرأس الحوزة. ونظرا الى ان الحكومة في ذلك الحين كانت تجري امتحانا للراغبين في الانضمام الى المدارس الدينية في الحوزة وممن كانوا يريدون ارتداء العمامة، فانني شاركت في الامتحان ونجحت. وقد مضى اكثر من عشرة شهور على اقامتي في مدينة قم دون ان اقبض الشهرية .
وكان والدي يعطيني نصف ريال ولم يكن هذا المبلغ يكفي لشراء الغذاء، ناهيك عن بقية الاشياء.
كنت أشتم رائحة الحلويات لعدة اشهر من دون ان اكون قادرا على شراء قطعة منها. ومرة قابلت الحاج شيخ عبد الكريم في حمام خان، وقال له الشيخ ابراهيم، احد معافي: هذا هو الشاب الذي طالبتكم بمنحه الشهرية. وسألني الشيخ عبد الكريم عن كتاب السيوطي وبعد ان قرأت له شعرا من الكتاب سمح بمنحي عشرة تومانات بالتقسيط. بقيت في قم حوالي عشرة شهور قبل عودتي الى اصفهان، حيث نزلت بمدرسة «الجدة الكبيرة»، وكان مبلغ الشهرية ريالين، كما ان بعض الاخيار كانوا يكرموننا بين الحين والآخر برغيف من الخبز».
ويتحدث سماحة آية الله العظمى منتظري بعد ذلك عن سنوات دراسته في «أصفهان» و«قم»، حيث نال اجازة الاجتهاد وهو ما يزال شابا، ويتذكر اساتذته والعلماء الكبار ممن تتلمذ عليهم، كما يشير الى سنوات حكم رضا شاه بهلوي والد الشاه الاخير محمد رضا بهلوي بمرارة شديدة بسبب قرار رضا شاه بنزع حجاب النساء وفرض ارتداء الزي الغربي (البدلة والبنطلون وربطة العنف والقبعة) على الرجال، ويكشف سماحة الشيخ المنتظري انه لم يكن يرتدي العمامة والعباءة في تلك السنوات، اذ ان العلماء الكبار فقط كان مسموحا لهم الظهور بالزي الديني».
وبعد ذلك يتحدث سماحة الشيخ المنتظري عن سنوات الحرب العالمية الثانية وخروج رضا شاه من البلاد، واستقرار المرجع الشيعي الكبير الراحل آية الله العظمى السيد حسين بروجردي في قم وتتلمذه عليه، وعن العلاقة الوثيقة التي نشأت بينه وبين السيد بروجردي.
ومما يتذكره سماحة الشيخ منتظري عن هذه الفترة: «كنا انا والمرحوم مرتضى مطهري (عضو مجلس قيادة الثورة الاسلامية عام 1979، استشهد في بداية الثورة على ايدي تنظيم ارهابى متطرف عرف باسم: الفرقان) نرغب في زيارة آية الله بروجردي ومحادثته عن كثب. وفي فصل الصيف ذهب آية الله الى مسقط رأسه مدينة بروجرد وذهبنا نحن ايضا الى بروجرد، حيث حضرنا لمدة اربعين يوما دروس بروجردي. ونظرا الى ان معظم الذين كانوا يحضرون الدروس هم من كبار السن والعلماء المعروفين، فاننا لم نجلس في الصفوف الامامية».
ويشير سماحة آية الله العظمى المنتظري الى سنوات حكم رئيس الوزراء الوطني الدكتور محمد مصدق، الذي كان البعض من رجال الدين معارضين له بسبب مواقفه السياسية وتسامحه حيال نشاط الاحزاب اليسارية والشيوعية، ويقول «في هذه السنوات، ولدت حركة ثورية اسلامية باسم (فدائيي الاسلام) تحت زعامة رجل شاب، كان قد درس في المعهد الفني قبل التحاقه بالمدارس الدينية، هو نواب صفوي. وكان نواب صفوي متحمسا لفكرة الوحدة الاسلامية وسافر الى مصر والتقى قادة حركة الاخوان المسلمين وشيوخ الازهر، وفي الحوزة الدينية بقم كان الطلبة يؤيدون مواقفه وتوجهات نواب صفوي ونائبه حجة الاسلام واحدي، بينما المراجع الكبار اعتبروا ممارسات نواب صفوي وآراءه الثورية الراديكالية مخالفة لمبادئ الشريعة والنظام المطبق في الحوزة.
وآية الله بروجردي الذي تعرض للانتقاد من قبل بعض الطلبة المؤيدين لنواب صفوي في بداية انطلاق حركة (فدائيي الاسلام)، اتخذ موقفا سلبيا تجاه الحركة،
ويتذكر آية الله العظمى المنتظري في هذا الفصل من مذكراته: «نحن كنا متعاطفين في قلوبنا مع نواب صفوي ورفاقه بسبب حملاتهم ضد الشاه ورجال الحكم. لقد ذهب بعض المشايخ في الحوزة الى بروجردي وقالوا له ان الامام الخميني و الشهيد مطهري من حماة نواب صفوي. هكذا كان الوضع في قم في بداية انطلاق حركة تأميم النفط وثورة مصدق.
وقد ذهب نواب صفوي من قم الى طهران وانضم الى آية الله كاشاني الذي عمل في البداية مع مصدق وسانده ووصل لفترة الى رئاسة مجلس الشورى الوطني».
ويروي سماحة الشيخ المنتظري كيفية تعامل الحوزة مع انشاء اسرائيل والحرب الاولى بين العرب واليهود في جزء آخر من مذكراته، ويقول: «لقد احتل اليهود ارض فلسطين وطردوا المسلمين من وطنهم، وقيل آنذاك، ان ايران بصدد الاعتراف باسرائيل. لقد كان آية الله العظمى محمد تقي خونساري من المراجع الكبار، الذين تعاونوا مع آية الله كاشاني في تعبئة الرأي العام ضد اسرائيل ولصالح الشعب الفلسطيني.
وممن لعبوا دورا مهما في هذا الصدد لا بد ان اذكر المرحوم العلامة رضا الصدر شقيق الامام موسى الصدر ونجل المرجع الراحل آية الله العظمى الصدر. وفي اجتماع عقدناه في قم تحدث السيد رضا الصدر والسيد جواد حسيني عن الطلبة المتحمسين للقضية الفلسطينية، قال حسيني: في هذه اللحظات يواصل اليهود ذبح المسلمين، ونحن صامتون. لا بد ان نتطوع للقتال ضد اليهود وسأذهب انا غدا واسجل اسمي للجهاد. وفتح بعد ذلك دفترا في مدرسة الفيضية لتسجيل اسماء المتطوعين. وكان الطلبة يأتون لتسجيل اسمائهم للذهاب الى فلسطين. كيف؟ وبأي وسيلة؟ والطالب منا لم تتجاوز شهريته 15 ريالا؟ على اية حال ذهبنا جميعا الى بيت بروجردي، لاعلان استعدادنا للقتال، وحركتنا هذه اثارت الخوف والذعر لدى الحكومة، فأرسل رئيس الوزراء مدير الشرطة العميد ايزدي الى قم وهو شقيق اية الله ايزدي، وقد طمأن العميد ايزدي بروجردي على ان الحكومة لن تعترف باسرائيل، ليوقف المسيرات التي تنطلق في قم.
ولدت في بيت صغير بمدينة نجف آباد القريبة من اصفهان. والدي كان فلاحا، ورغم امتلاكه مزرعة وحديقة، غير انه كان يعمل مزارعا لأحد المالكين. وفي ذلك الحين، اي قبل اكثر من سبعين عاما، كان في مدينتنا احد علماء الدين المحترمين، اسمه الحاج شيخ احمد حججي الذي خلافا لأقرانه، كان يختلط مع الناس وينصحهم بتعلم العلوم والدروس الدينية. ووالدي مثل العديد من ابناء نجف آباد كان يحضر دروس الشيخ احمد وتعلم فيها مقدمات اللغة العربية والعلوم الدينية، كما كان حافظا للقرآن. وحتى اواخر عمره كان يخطب ويقيم صلاة الجماعة الى جانب عمله في المزرعة.
وفي البداية تتلمذت عليه، كما ذهبت الى المدارس القديمة (الكتاتيب)، غير انني تركت المدرسة بعد ان تعرضت الى الجلد على ايدي احد المعلمين. وبعد فترة، ارسلني والدي الى اصفهان حيث حضرت دروس الشيخ منصور في الادب.
وفي عام 1314 الشمسي (1937 الميلادي) وبعد بلوغي سن الـ13 عاما، جئت الى مدينة قم حيث كان الحاج شيخ عبد الكريم حائري يزدي المرجع الكبير يرأس الحوزة. ونظرا الى ان الحكومة في ذلك الحين كانت تجري امتحانا للراغبين في الانضمام الى المدارس الدينية في الحوزة وممن كانوا يريدون ارتداء العمامة، فانني شاركت في الامتحان ونجحت. وقد مضى اكثر من عشرة شهور على اقامتي في مدينة قم دون ان اقبض الشهرية .
وكان والدي يعطيني نصف ريال ولم يكن هذا المبلغ يكفي لشراء الغذاء، ناهيك عن بقية الاشياء.
كنت أشتم رائحة الحلويات لعدة اشهر من دون ان اكون قادرا على شراء قطعة منها. ومرة قابلت الحاج شيخ عبد الكريم في حمام خان، وقال له الشيخ ابراهيم، احد معافي: هذا هو الشاب الذي طالبتكم بمنحه الشهرية. وسألني الشيخ عبد الكريم عن كتاب السيوطي وبعد ان قرأت له شعرا من الكتاب سمح بمنحي عشرة تومانات بالتقسيط. بقيت في قم حوالي عشرة شهور قبل عودتي الى اصفهان، حيث نزلت بمدرسة «الجدة الكبيرة»، وكان مبلغ الشهرية ريالين، كما ان بعض الاخيار كانوا يكرموننا بين الحين والآخر برغيف من الخبز».
ويتحدث سماحة آية الله العظمى منتظري بعد ذلك عن سنوات دراسته في «أصفهان» و«قم»، حيث نال اجازة الاجتهاد وهو ما يزال شابا، ويتذكر اساتذته والعلماء الكبار ممن تتلمذ عليهم، كما يشير الى سنوات حكم رضا شاه بهلوي والد الشاه الاخير محمد رضا بهلوي بمرارة شديدة بسبب قرار رضا شاه بنزع حجاب النساء وفرض ارتداء الزي الغربي (البدلة والبنطلون وربطة العنف والقبعة) على الرجال، ويكشف سماحة الشيخ المنتظري انه لم يكن يرتدي العمامة والعباءة في تلك السنوات، اذ ان العلماء الكبار فقط كان مسموحا لهم الظهور بالزي الديني».
وبعد ذلك يتحدث سماحة الشيخ المنتظري عن سنوات الحرب العالمية الثانية وخروج رضا شاه من البلاد، واستقرار المرجع الشيعي الكبير الراحل آية الله العظمى السيد حسين بروجردي في قم وتتلمذه عليه، وعن العلاقة الوثيقة التي نشأت بينه وبين السيد بروجردي.
ومما يتذكره سماحة الشيخ منتظري عن هذه الفترة: «كنا انا والمرحوم مرتضى مطهري (عضو مجلس قيادة الثورة الاسلامية عام 1979، استشهد في بداية الثورة على ايدي تنظيم ارهابى متطرف عرف باسم: الفرقان) نرغب في زيارة آية الله بروجردي ومحادثته عن كثب. وفي فصل الصيف ذهب آية الله الى مسقط رأسه مدينة بروجرد وذهبنا نحن ايضا الى بروجرد، حيث حضرنا لمدة اربعين يوما دروس بروجردي. ونظرا الى ان معظم الذين كانوا يحضرون الدروس هم من كبار السن والعلماء المعروفين، فاننا لم نجلس في الصفوف الامامية».
ويشير سماحة آية الله العظمى المنتظري الى سنوات حكم رئيس الوزراء الوطني الدكتور محمد مصدق، الذي كان البعض من رجال الدين معارضين له بسبب مواقفه السياسية وتسامحه حيال نشاط الاحزاب اليسارية والشيوعية، ويقول «في هذه السنوات، ولدت حركة ثورية اسلامية باسم (فدائيي الاسلام) تحت زعامة رجل شاب، كان قد درس في المعهد الفني قبل التحاقه بالمدارس الدينية، هو نواب صفوي. وكان نواب صفوي متحمسا لفكرة الوحدة الاسلامية وسافر الى مصر والتقى قادة حركة الاخوان المسلمين وشيوخ الازهر، وفي الحوزة الدينية بقم كان الطلبة يؤيدون مواقفه وتوجهات نواب صفوي ونائبه حجة الاسلام واحدي، بينما المراجع الكبار اعتبروا ممارسات نواب صفوي وآراءه الثورية الراديكالية مخالفة لمبادئ الشريعة والنظام المطبق في الحوزة.
وآية الله بروجردي الذي تعرض للانتقاد من قبل بعض الطلبة المؤيدين لنواب صفوي في بداية انطلاق حركة (فدائيي الاسلام)، اتخذ موقفا سلبيا تجاه الحركة،
ويتذكر آية الله العظمى المنتظري في هذا الفصل من مذكراته: «نحن كنا متعاطفين في قلوبنا مع نواب صفوي ورفاقه بسبب حملاتهم ضد الشاه ورجال الحكم. لقد ذهب بعض المشايخ في الحوزة الى بروجردي وقالوا له ان الامام الخميني و الشهيد مطهري من حماة نواب صفوي. هكذا كان الوضع في قم في بداية انطلاق حركة تأميم النفط وثورة مصدق.
وقد ذهب نواب صفوي من قم الى طهران وانضم الى آية الله كاشاني الذي عمل في البداية مع مصدق وسانده ووصل لفترة الى رئاسة مجلس الشورى الوطني».
ويروي سماحة الشيخ المنتظري كيفية تعامل الحوزة مع انشاء اسرائيل والحرب الاولى بين العرب واليهود في جزء آخر من مذكراته، ويقول: «لقد احتل اليهود ارض فلسطين وطردوا المسلمين من وطنهم، وقيل آنذاك، ان ايران بصدد الاعتراف باسرائيل. لقد كان آية الله العظمى محمد تقي خونساري من المراجع الكبار، الذين تعاونوا مع آية الله كاشاني في تعبئة الرأي العام ضد اسرائيل ولصالح الشعب الفلسطيني.
وممن لعبوا دورا مهما في هذا الصدد لا بد ان اذكر المرحوم العلامة رضا الصدر شقيق الامام موسى الصدر ونجل المرجع الراحل آية الله العظمى الصدر. وفي اجتماع عقدناه في قم تحدث السيد رضا الصدر والسيد جواد حسيني عن الطلبة المتحمسين للقضية الفلسطينية، قال حسيني: في هذه اللحظات يواصل اليهود ذبح المسلمين، ونحن صامتون. لا بد ان نتطوع للقتال ضد اليهود وسأذهب انا غدا واسجل اسمي للجهاد. وفتح بعد ذلك دفترا في مدرسة الفيضية لتسجيل اسماء المتطوعين. وكان الطلبة يأتون لتسجيل اسمائهم للذهاب الى فلسطين. كيف؟ وبأي وسيلة؟ والطالب منا لم تتجاوز شهريته 15 ريالا؟ على اية حال ذهبنا جميعا الى بيت بروجردي، لاعلان استعدادنا للقتال، وحركتنا هذه اثارت الخوف والذعر لدى الحكومة، فأرسل رئيس الوزراء مدير الشرطة العميد ايزدي الى قم وهو شقيق اية الله ايزدي، وقد طمأن العميد ايزدي بروجردي على ان الحكومة لن تعترف باسرائيل، ليوقف المسيرات التي تنطلق في قم.
تعليق