إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مذكرات آية الله الشيخ حسين علي منتظري دام ظله العالي - مترجم عن الفارسية ومنقول -

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مذكرات آية الله الشيخ حسين علي منتظري دام ظله العالي - مترجم عن الفارسية ومنقول -

    الولادة فى نجف آباد والهجرة الى قم المقدسة لمواصلة الدراسة-
    ولدت في بيت صغير بمدينة نجف آباد القريبة من اصفهان. والدي كان فلاحا، ورغم امتلاكه مزرعة وحديقة، غير انه كان يعمل مزارعا لأحد المالكين. وفي ذلك الحين، اي قبل اكثر من سبعين عاما، كان في مدينتنا احد علماء الدين المحترمين، اسمه الحاج شيخ احمد حججي الذي خلافا لأقرانه، كان يختلط مع الناس وينصحهم بتعلم العلوم والدروس الدينية. ووالدي مثل العديد من ابناء نجف آباد كان يحضر دروس الشيخ احمد وتعلم فيها مقدمات اللغة العربية والعلوم الدينية، كما كان حافظا للقرآن. وحتى اواخر عمره كان يخطب ويقيم صلاة الجماعة الى جانب عمله في المزرعة.
    وفي البداية تتلمذت عليه، كما ذهبت الى المدارس القديمة (الكتاتيب)، غير انني تركت المدرسة بعد ان تعرضت الى الجلد على ايدي احد المعلمين. وبعد فترة، ارسلني والدي الى اصفهان حيث حضرت دروس الشيخ منصور في الادب.
    وفي عام 1314 الشمسي (1937 الميلادي) وبعد بلوغي سن الـ13 عاما، جئت الى مدينة قم حيث كان الحاج شيخ عبد الكريم حائري يزدي المرجع الكبير يرأس الحوزة. ونظرا الى ان الحكومة في ذلك الحين كانت تجري امتحانا للراغبين في الانضمام الى المدارس الدينية في الحوزة وممن كانوا يريدون ارتداء العمامة، فانني شاركت في الامتحان ونجحت. وقد مضى اكثر من عشرة شهور على اقامتي في مدينة قم دون ان اقبض الشهرية .
    وكان والدي يعطيني نصف ريال ولم يكن هذا المبلغ يكفي لشراء الغذاء، ناهيك عن بقية الاشياء.

    كنت أشتم رائحة الحلويات لعدة اشهر من دون ان اكون قادرا على شراء قطعة منها. ومرة قابلت الحاج شيخ عبد الكريم في حمام خان، وقال له الشيخ ابراهيم، احد معافي: هذا هو الشاب الذي طالبتكم بمنحه الشهرية. وسألني الشيخ عبد الكريم عن كتاب السيوطي وبعد ان قرأت له شعرا من الكتاب سمح بمنحي عشرة تومانات بالتقسيط. بقيت في قم حوالي عشرة شهور قبل عودتي الى اصفهان، حيث نزلت بمدرسة «الجدة الكبيرة»، وكان مبلغ الشهرية ريالين، كما ان بعض الاخيار كانوا يكرموننا بين الحين والآخر برغيف من الخبز».
    ويتحدث سماحة آية الله العظمى منتظري بعد ذلك عن سنوات دراسته في «أصفهان» و«قم»، حيث نال اجازة الاجتهاد وهو ما يزال شابا، ويتذكر اساتذته والعلماء الكبار ممن تتلمذ عليهم، كما يشير الى سنوات حكم رضا شاه بهلوي والد الشاه الاخير محمد رضا بهلوي بمرارة شديدة بسبب قرار رضا شاه بنزع حجاب النساء وفرض ارتداء الزي الغربي (البدلة والبنطلون وربطة العنف والقبعة) على الرجال، ويكشف سماحة الشيخ المنتظري انه لم يكن يرتدي العمامة والعباءة في تلك السنوات، اذ ان العلماء الكبار فقط كان مسموحا لهم الظهور بالزي الديني».

    وبعد ذلك يتحدث سماحة الشيخ المنتظري عن سنوات الحرب العالمية الثانية وخروج رضا شاه من البلاد، واستقرار المرجع الشيعي الكبير الراحل آية الله العظمى السيد حسين بروجردي في قم وتتلمذه عليه، وعن العلاقة الوثيقة التي نشأت بينه وبين السيد بروجردي.
    ومما يتذكره سماحة الشيخ منتظري عن هذه الفترة: «كنا انا والمرحوم مرتضى مطهري (عضو مجلس قيادة الثورة الاسلامية عام 1979، استشهد في بداية الثورة على ايدي تنظيم ارهابى متطرف عرف باسم: الفرقان) نرغب في زيارة آية الله بروجردي ومحادثته عن كثب. وفي فصل الصيف ذهب آية الله الى مسقط رأسه مدينة بروجرد وذهبنا نحن ايضا الى بروجرد، حيث حضرنا لمدة اربعين يوما دروس بروجردي. ونظرا الى ان معظم الذين كانوا يحضرون الدروس هم من كبار السن والعلماء المعروفين، فاننا لم نجلس في الصفوف الامامية».

    ويشير سماحة آية الله العظمى المنتظري الى سنوات حكم رئيس الوزراء الوطني الدكتور محمد مصدق، الذي كان البعض من رجال الدين معارضين له بسبب مواقفه السياسية وتسامحه حيال نشاط الاحزاب اليسارية والشيوعية، ويقول «في هذه السنوات، ولدت حركة ثورية اسلامية باسم (فدائيي الاسلام) تحت زعامة رجل شاب، كان قد درس في المعهد الفني قبل التحاقه بالمدارس الدينية، هو نواب صفوي. وكان نواب صفوي متحمسا لفكرة الوحدة الاسلامية وسافر الى مصر والتقى قادة حركة الاخوان المسلمين وشيوخ الازهر، وفي الحوزة الدينية بقم كان الطلبة يؤيدون مواقفه وتوجهات نواب صفوي ونائبه حجة الاسلام واحدي، بينما المراجع الكبار اعتبروا ممارسات نواب صفوي وآراءه الثورية الراديكالية مخالفة لمبادئ الشريعة والنظام المطبق في الحوزة.
    وآية الله بروجردي الذي تعرض للانتقاد من قبل بعض الطلبة المؤيدين لنواب صفوي في بداية انطلاق حركة (فدائيي الاسلام)، اتخذ موقفا سلبيا تجاه الحركة،

    ويتذكر آية الله العظمى المنتظري في هذا الفصل من مذكراته: «نحن كنا متعاطفين في قلوبنا مع نواب صفوي ورفاقه بسبب حملاتهم ضد الشاه ورجال الحكم. لقد ذهب بعض المشايخ في الحوزة الى بروجردي وقالوا له ان الامام الخميني و الشهيد مطهري من حماة نواب صفوي. هكذا كان الوضع في قم في بداية انطلاق حركة تأميم النفط وثورة مصدق.
    وقد ذهب نواب صفوي من قم الى طهران وانضم الى آية الله كاشاني الذي عمل في البداية مع مصدق وسانده ووصل لفترة الى رئاسة مجلس الشورى الوطني».

    ويروي سماحة الشيخ المنتظري كيفية تعامل الحوزة مع انشاء اسرائيل والحرب الاولى بين العرب واليهود في جزء آخر من مذكراته، ويقول: «لقد احتل اليهود ارض فلسطين وطردوا المسلمين من وطنهم، وقيل آنذاك، ان ايران بصدد الاعتراف باسرائيل. لقد كان آية الله العظمى محمد تقي خونساري من المراجع الكبار، الذين تعاونوا مع آية الله كاشاني في تعبئة الرأي العام ضد اسرائيل ولصالح الشعب الفلسطيني.
    وممن لعبوا دورا مهما في هذا الصدد لا بد ان اذكر المرحوم العلامة رضا الصدر شقيق الامام موسى الصدر ونجل المرجع الراحل آية الله العظمى الصدر. وفي اجتماع عقدناه في قم تحدث السيد رضا الصدر والسيد جواد حسيني عن الطلبة المتحمسين للقضية الفلسطينية، قال حسيني: في هذه اللحظات يواصل اليهود ذبح المسلمين، ونحن صامتون. لا بد ان نتطوع للقتال ضد اليهود وسأذهب انا غدا واسجل اسمي للجهاد. وفتح بعد ذلك دفترا في مدرسة الفيضية لتسجيل اسماء المتطوعين. وكان الطلبة يأتون لتسجيل اسمائهم للذهاب الى فلسطين. كيف؟ وبأي وسيلة؟ والطالب منا لم تتجاوز شهريته 15 ريالا؟ على اية حال ذهبنا جميعا الى بيت بروجردي، لاعلان استعدادنا للقتال، وحركتنا هذه اثارت الخوف والذعر لدى الحكومة، فأرسل رئيس الوزراء مدير الشرطة العميد ايزدي الى قم وهو شقيق اية الله ايزدي، وقد طمأن العميد ايزدي بروجردي على ان الحكومة لن تعترف باسرائيل، ليوقف المسيرات التي تنطلق في قم.

  • #2
    الفصل الثانى:
    عن مرجعية السيد البروجردى وبعض الاحداث فى الحوزة
    يشير آية الله العظمى المنتظري في فصل آخر من مذكراته الى الاتصالات التي جرت بين المرجع الأعلى آية الله سيد حسين بروجردي في الخمسينات مع كبار علماء السنة، لا سيما مشايخ الازهر بشأن بعض قضايا الامة الاسلامية كانشاء اسرائيل و الحرب مع العرب،
    لقد كان الحاج سيد موسى الصدر زعيم الشيعة بلبنان على اتصال مع الحكومة الايرانية، ومرة خلال زيارته لايران زارني في بيتي وقال انه مدعو للقاء الشاه. وبعد لقائه زارني ثانية وقال لقد قابلت الشاه وطالبته بالغاء حكم الاعدام بحق حنيف نجاد (من مؤسسي منظمة مجاهدين خلق) كما أثرت امامه موضوع نفيكم (منتظري) من قم. وكان جهاز الامن بصدد طردي من قم الى منفى بعيد داخل البلاد. واشار الامام الصدر الى ان الشاه طالب وزير البلاط اسد الله علم بمتابعة الامر.
    اذن، لا يمكن معاقبة الامام الصدر او القمي لانهما قابلا الشاه او كانا على اتصال مع الحكومة، في ذلك الحين لم تكن هناك حكومة باسم الجمهورية الاسلامية، وحكومة الشاه كانت الحكومة الشيعية الوحيدة في العالم.
    واتذكر ان آية الله الراحل محسن الحكيم كان يقول ردا على انتقادات البعض لعلاقاته مع الشاه ودعمه للحكومة الايرانية، ان هناك دولة شيعية واحدة وملكها شيعي ونحن مضطرين لدعمه.
    وفي الفصل التالي، يتحدث آية الله العظمى المنتظري عن سنوات حكم الدكتور محمد مصدق الزعيم الوطني الايراني الذي قام بتأميم النفط وطرد البريطانيين من ايران، ويشرح اسباب معارضة بروجردي لمصدق وعلاقات الحوزة مع الشاه والحزب الشيوعي.
    «كان آية الله بروجردي قلقا جدا حيال نشاط الحزب الشيوعي في عهد مصدق وكان ذلك من اسباب دعمه للشاه والقوى المناهضة لمصدق. ان الحزب الشيوعي في رأي الكثيرين منا، كان حزبا معاديا للدين، انه حزب الكفر ومصادرة الاموال. وفي وقت ما، كنت بمدينة نجف آباد وسمعت بأن اعضاء الحزب الشيوعي اغاروا على المحلات التجارية ووزعوا البضائع على الاهالي ووالدتي يرحمها الله قالت لي لقد شاهدت الهجوم على محل لأحد اقاربنا، هو العم يد الله ايزدي الذي كان يبيع السكر والحلويات. ووالدتي جاءت الى البيت ومعها كمية من السكر من دكان العم يد الله، وقالت لي انها تريد اعادة السكر الى صاحبه، وعندما انتهت المعركة امام دكان العم يد الله اعادت والدتي السكر اليه».
    «كان هناك الكثير من الشيوعيين الذين كنا نسميهم «توده ـ نفتى» اي «الشيوعي البترولي» وذلك بسبب الارتباط السري للشيوعيين البريطانيين، اذ ان الاستخبارات البريطانية قامت بتجنيد هؤلاء ونفذت بعض مشاريعها عن طريقهم. لقد اوهم البعض آية الله بروجردي بأن الدكتور مصدق ليس ملتزما بمبادئ الدين».
    ويتحدث الشيخ المنتظري بعد ذلك عن علاقته مع آية الله ابو القاسم كاشاني شريك الدكتور مصدق في معركة تأميم النفط وقد انشق كاشاني عن الحركة الوطنية وانضم الى فريق الشاه في حركته المضادة ضد مصدق بدعم من الاستخبارات الاميركية والبريطانية. ويشير الى علاقات الامام الخميني مع آية الله بروجردي في نهاية عقد الخمسينات.
    اصدر آية الله بروجردي امرا شفاهيا الى بعض رجال الحوزة مثل آية الله داماد والامام الخميني والسيد صاحب الداري باصلاح الحوزة.
    ان الامام الخميني منذ ان جاء آية الله بروجردي الى قم وضع نفسه تحت تصرفه، وكان يحضر جميع دروس بروجردي، ويمتدحه امام الآخرين. وكان يقول دائما ان دروس سماحته تدرس بطريق خاص بحيث يصبح الطالب مجتهدا بصورة غير مباشرة، وكان يعتقد ان بروجردي جاء الى قم متأخرا عشرين سنة.
    ان قضية الاوامر التي اشرت اليها وثم مسألة «فدائيي الاسلام» الذين كان الامام الخميني حسبما قيل لآية الله بروجردي يؤيدهم، كانتا من اهم الامور التي وسعت الهوة بين السيد بروجردي والامام الخميني.
    ويتحدث آية الله منتظري في مذكراته عن مرحلة ما بعد وفاة السيد بروجردي في شهر شوال عام 1380 الهجري (اي قبل حوالي 41 عاما)، والاختلاف بين مراجع قم والنجف لخلافة بروجردي الذي كان غيابه حسب قول سماحة الشيخ المنتظري فاجعة للعالم الاسلامي والمسلمين الشيعة بوجه خاص بالنظر الى مكانته الرفيعة وسلوكه وآرائه وايمانه الكامل بالوحدة بين المسلمين.
    «بعد وفاة آية الله بروجردي، خرجت المرجعية عن دائرة المرجع الواحد، وتوزعت بين عدد من الآيات الكبار. وفي قم كان الآيات الثلاثة كلبايكاني ومرعشي النجفي وشريعتمداري اركان المرجعية بعد وفاة السيد بروجردي، بينما كان بعض رجال الحوزة وانا بينهم، ينظرون الى الامام الخميني باعتباره المرجع المؤهل لقيادة الحوزة.
    غير ان رسالة الامام الخميني الفقهية لم تكن قد طبعت بعد ـ ولا بد ان يكون للمرجع رسالته العلمية المطبوعة. وما زلت اتذكر انني ذهبت ذات يوم الى بيت آية الله كلبايكاني الذي كان مزدحما للغاية بالزوار الذين حضروا مراسم تأبين آية الله بروجردي المقامة في بيت كلبايكاني. وفي اليوم نفسه ذهبت الى بيت الامام الخميني ايضا وأديت صلاة المغرب والعشاء وراءه.
    وجلست بعد ذلك معه وتبادلنا الحديث، بشأن وفاة بروجردي. . ومما يجب ذكره ان المراجع الكبار المقيمين في النجف مثل آية الله محسن الحكيم وآية الله الشاهرودي وآية الله الخوئي وآية الله سيد هادي الشيرازي كان لهم اتباع ومقلدون في ايران حينذاك.
    وفي أذربيجان كان شريعتمداري والخوئي الأهم، فيما كان الشيرازي يتبعه ويقلده معظم اهالي نجف آباد واصفهان. وبعد وفاة آية الله بروجردي، جاء بعض الصحافيين الى قم لمعرفة رأي الطلبة والمدرسين بشأن المراجع المؤهلين لخلافة بروجردي. وقد ذكرنا نحن اسم الامام الخميني ضمن المراجع الكبار. وقد اقام جميع المراجع مجالس الفاتحة والتأبين على روح بروجردي في قم،
    ولقد اقام الامام الخميني ايضا بمجلس الفاتحة ولكنه لم يكن مهتما بابراز نفسه، كما ان طباعة رسالته الفقهية تمت ايضا تحت الحاحنا. وما زلت اتذكر ان السيد مولائي ـ احد تلامذة الامام الخميني ـ جاء ذات يوم الى بيتي وقال انه من الضروري ان تطبع رسالة السيد الخميني. وبعد وفاة آية الله سيد عبد الهادي الشيرازي، تحققت مرجعية الامام الخميني في نجف آباد ورفسنجان و بعض المدن الاخرى
    ومما يجدر ذكره ان الشاه بعث ببرقية تعزية بوفاة آية الله بروجردي الى آية الله الحكيم في النجف، في محاولة لنقل المرجعية من قم الى النجف، نظرا الى ان آية الله بروجردي كان يعارض الاصلاح الزراعي وتوزيع الاراضي على الفلاحين وبعض سياسات الشاه مثل سياسته امام اسرائيل، فلهذا فان الشاه كان يرغب في ان تنتقل المرجعية الى النجف حتى لا يكون صوتا يعارض برامجه من حوزة قم.

    تعليق


    • #3
      الفصل الثالث :
      ايام النفى و الملاحقة و اللاعتقال و التعذيب فى العهد الملكى:
      اول نفيى كان عام 1346 للهجرى الشمسى (1967 ميلادى)، وقد جاءنى رجال الاستخبارات - السافاك - و طلبوا منى ان اغادر قم وكان اول المنفى هى مدينة - مسجد سيلمان - و بالرغم من ان رجال الاستخبارات عاملونى بعنف و وجهوا انواع الاهانات لى، الا ان الشرطة فى مدينة مسجد سليمان عاملونى برفق، كما ان اهالى المدينة استقبلونى بحفاوة بالغة و بقيت هنالك ثلاثة اشهر ثم نقلونى الى مدينة نجف آباد و فى ايام اقامتى فى نجف آباد كنت اقيم صلاة الجمعة فى مسجد الجامع للمدينة و كانت باحة المسجد تمتلآ من المصلين فخشى السافاك من هذا الامر و منعونى من الاستمرار و ارادوا استبدال شخص آخر مكانى فنفونى بعد ذلك الى مدينة طبس و هى مدينة حارة جدا وسط منطقة صحراوية كبيرة.
      و فى مدينة طبس استقبلنى العلماء و الطلبة فى الحوزة و اسكنونى فى احدى غرف المدرسة وكنا فى بداية شهر رمضان فطلبوا ان اقيم صلاة الجمعة فقبلت و قد استقبل اهالى المدينة هذا الامر حيث انها كانت اول صلاة الجمعة تقيم فى هذه المدينة وكان كل يوم يزداد عدد المصلين حتى ان رجالا من الشرطة كانوا يحضرون خطبتى وكانوا معجبين جدا بذلك..
      كنت اشعر بالحرية التامة فى مدينة طبس، حيث ان الشرطة لم تسبب لى اى مضايقات بل العكس فى كثير من الاحيان كانوا يساعدونى و يرشدونى وكان علماء كثيرون يأتون لزيارتى من مختلف المدن لرؤيتى و منهم المرحوم الشهيد مرتضى مطهرى من طهران و كذلك علماء آخرين من مشهد
      وكانت هذه الزيارات تثير قلق ادارة الاستخبارات - السافاك - فى طهران فقررت ان تستبدل رئيس شرطة المدينة برئيس آخر اشد عنفا منه و كان اسم هذا الرئيس الجديد العميد غفارى و هو شخص عنيف و عصبى المزاج فأخذ يراقب المدرسة و يراقب تصرفاتى و يمنع الناس من زيارتى و بعد ذلك قررت ادارة السافاك ان ينفونى الى مدينة اخرى و هى مدينة خلخال وهنالك ايضا رحب العلماء بى و طلب الناس منى ان اقيم صلاة الجماعة ليليا فى مسجد الجامع فشعرت السافاك مرة اخرى بالقلق و هذه المرة نفونى الى مدينة سقز و كانت آخر محطة المنفى حيث بعد ذلك اضطروا ان يودعنى السجن و حكموا على بالحبس عدة اعوام!!
      فترة الاعتقال فى سجون الشاه وصلت الى عشرة اعوام!:
      بعد ما يئست السلطات من سلسلة المطاردة و النفى لآيقاف نشاطات سماحة آية الله العظمى المنتظرى، اعتقلوه و حكموا عليه بالسجن عشر سنوات و يستذكر سماحة الشيخ هذه الفترة فى فصل آخر من مذكراته قائلا:
      فى بدايات عام 1345 هجرى شمسى(1968 ميلادى) اعتقلونى ومعى ابنى محمد و عدد من العلماء و طلبة الحوزة وقد مارسوا بحقنا الوان التعذيب الجسدى و النفسى.
      فى سجن ( قزل قلعة) حيث كانت بداية الاعتقال و ذروة التعذيب و كان مدير السجن شخص يدعى ( ساقى ) و لذلك اطلق السجناء على هذا السجن عنوان ( فندق ساقى )!
      و قد اودعونى فى زنزانة فردية لوحدى وكان ابنى محمد و المرحوم ربانى فى قسم آخر وانا لم اعلم بوجدهم فى هذا السجن و فى احدى الايام حينما جاء حلاق السجن ليحلق رأسى، سألنى عن اسمى فاخبرته فقال ان هنالك شخص يسمى منتظرى فى قسم آخر من السجن وذكر مواصفاته فعرفت انه ابنى محمد.
      و فى احدى الايام احضرونى فى غرفة التحقيق و بعد لحظات جئ بمحمد فانهال المعذبون عليه بالضرب و الشتم و التعذيب و بذلك ارادوا ان يعذبونى نفسيا، فاتوا بجهاز المدفئة الكهربائية وبعدما حميت و احمرت اجلسوا محمد عليه فاستغاث وصاح ( يا صاحب الزمان) ولكن المعذِّب اخذ يهين الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف و يستهزأ، فتلا محمد هذه الآية ( يا نار كونى بردا و سلاما على ابراهيم) وحينئذ شعرت ان محمد لم يتألم بحرارة تلك المدفئة
      و بعد ذلك اجروا محكمة صورية فى داخل السجن و حكموا على ثلاثة اعوام بالحبس.
      و عرفت فيما بعد ان آية الله العظمى السيد محسن الحكيم و آية الله العظمى السيد الخونسارى بعثوا رسائل احتجاجية الى السلطات و طالبوا بافراجى وعلمت ايضا ان المرحوم آية الله العظمى المرعشى النجفى و آية الله سمنانى قد دعوا الطلبة للاعتصام و الاضراب فى الحوزة مطالبين باطلاق سراحى
      وبعد ان ازدادت هذه الاحتجاجات اضطرت السلطات ان تطلق سراحى لكنهم شرطوا على ان لا اذهب الى قم ولكننى رفضت هذا الشرط.
      وبعد خمسة اشهر من السجن الاول اعتقلونى مرة اخرى و هذه المرة نقلونى الى سجن( قصر) وتعرفت هنالك على شخصيات سياسية و وطنية كالمرحوم بازركان زعيم تجمع الحرية و المرحوم آية الله طالقانى
      و حكمت انا و المرحوم طالقانى عشر سنوات بالسجن وكانت التهمة الموجهة الينا المناهضة لنظام الشاه
      وفى الايام الاولى مارسوا الوان التعذيب حتى ان اذنى اليسرى تمزقت من اثر الضربة و اصبت بثقل السامعة وضعفت عيناى.
      المسجومين كانوا من مختلف التيارت و الاحزاب كاليساريين و الشيوعيين المتمثلين بحزب - توده -
      الماركسيين المتمثلمين بمنظمة مجاهدى خلق و الاسلاميين المتمثلين برجال الدين.
      وفى عام 1357 ( 1978) اثر ازدياد الاضطرابات و المظاهرات فى مختلف المدن اضطرت السلطات ان تصدر العفو بحق السجناء السياسيين فافرج عن آية الله العظمى المنتظرى و استقبلته الجماهير باستقبال منقطع النظير وبعد فترة قصيرة انهار النظام الملكى و انتصرت الثورة الاسلامية عام 1979

      تعليق


      • #4
        الفصل الرابع:
        انتصار الثورة و السنوات الاولى-
        انتصرت الثورة الاسلامية عام 1979 و انهار النظام الملكى و بذلك تغيرت الكثير من الموازنات فى الساحتين الداخلية و الدولية و يتذكر سماحة آية الله العظمى المنتظرى تلك الايام و تداعيات انتصار الثورة و ردود الافعال المختلفة و يشير الى انتخابه من قبل الامام الخمينى لرئاسة مجلس قيادة الثورة و يقول انه لم يكن ليرغب فى تقبل اى منصب حكومى وكان يريد العودة الى قم لمواصلة نشاطاته الحوزوية و العلمية الا ان الحاح الامام قد حال دون ذلك فتقبل عدة مسؤوليات وكانت لديه اتصالات بالثوار خارج البلد كالعراق و لبنان و فلسطين و حركات التحرر فى بعض البلدان الاسلامية الاخرى و اول ما قام به هى متابعة قضية اختطاف الامام موسى الصدر وكان الامام الصدر من تلامذة سماحة الشيخ المنتظرى وبالرغم من ان علاقات نظام الثورة الاسلامية مع النظام الليبى كانت حسنة الا ان الشيخ المنتظرى كان يصر على متابعة قضيته.
        و بعد رحيل آية الله طالقانى انتخب خطيبا لصلاة الجمعة من قبل الامام الخمينى وحينما اراد العودة الى قم قدم استقالته للامام ولكن الامام رفض واراد منه ان يعين شخص آخر قبل ذهابه و قدم الشيخ المنتظرى اسم السيد على خامنئى ويشير سماحة الشيخ المنتظرى فى مذكراته هذا الامر قائلا:
        ( قلت للامام اننى اريد العودة الى قم فارجوا ان تستبدلوا شخص آخر مكانى، فقال لى الامام: اختر انت من تريد، فقلت السيد خامنئى له قدرة فى الخطابة و اهم شئ فى صلاة الجمعة هى الخطابة، فسكت الامام و بعد لحظات اجابنى قائلا: انا لااريد ان اتدخل ).
        و يشير سماحة الشيخ المنتظرى الى مصادرة اموال و اراضى رموز النظام السابق وكان يعارض بعض الاعمال التى كان يقوم بها بعض المسؤولين حيث كانوا يصادرون تلك الاموال فى صالحهم وكان يقول يجب ان تعود هذه الاموال الى الشعب و الى الخدمات العامة للبلاد.
        ثم يستذكر سماحته محاكم الثورة و ينتقد بشدة الممارسات التى قام بها بعض القضاة بحق رموز النظام السابق و بعض التيارات المعارضة للثورة و يقول:
        ( مهما كانت التهم الموجهة ضد الاشخاص فلا يجوز ابدا ممارسة التعذيب و الاهانة و الاحكام الصادرة لابد ان تكون وفقا للشرع و القوانين ولابد ان يسمح للمتهمين بالدفاع عن انفسهم)
        و عين سماحته لجنة للاشراف على السجون و المعتقلات و كان يقدم تقاريره الى الامام الخمينى و يوجه نصائحه للمسؤولين، الا ان الكثير منهم لم يتحمل نصائحه و انتقاداته و اخذوا يكيلون التهم و يحيكون المؤامرات ضده خلف الستار!
        و استمرت هذه المسؤوليات حتى مطلع عام1984 حيث انتخب نائبا للامام الخمينى باعتباره الرجل الثانى فى الثورة واطلق عليه لقب ( قائم مقام رهبرى ) اى نائب القيادة العليا،
        و يستذكر سماحته ترشيحه لهذا المنصب قائلا:
        (بعد اجتماع عقده مجلس الخبراء قرروا فيها ترشيحى ومن ثم انتخابى لهذا الامر ولكنهم لم يخبرونى ولم يستشيرونى من قبل و لم يجلبوا موافقتى و عرفت ان الشيخ هاشمى رفسنجانى و السيد على خامنئى كانا من اشد المتحمسين لهذا الانتخاب وكانا يصران و يلحان كثيرا لترشيحى ولم اعرف ما هو سبب الحاحهما وما السر فى ذلك ولكن الاحداث التى وقعت فى اواخر حياة الامام افشت عن هذا السر اى انهما ارادا ان يخرجا القضية من مسارها الطبيعى!)
        حيث ان سماحة الشيخ المنتظرى كان الرجل الثانى منذ قبل انتصار الثورة و سواءا انتخب من قبل اعضاء مجلس الخبراء ام لم ينتخب فمن الطبيعى سيكون هو مرشد الثورة بعد رحيل الامام
        و يقول سماحة الشيخ فى هذا الصدد:
        ( كنت اعارض هذه الفكرة بشدة لاننى كنت اعتبرها اهانة للامام باعتبر انه لازال موجودا و على قيد الحياة و لا داعى لانتخاب نائب له..
        فكتبت رسالة للشيخ المشكينى رئيس مجلس الخبراء و طلبت منه عدم المتابعة فى هذا الامر، ولكنه اجابنى ان الشيخ رفسنجانى و السيد خامنئى عندهما اصرار كبير فى متابعة القضية و يقولان ان انتخاب نائبا للامام سيضمن مستقبل الثورة و النظام و كان يمدحان كثيرا بكم)
        و يضيف سماحة الشيخ المنتظرى:
        ( عرفت فيما بعد انهما بهذا الاصرار كانا يريدان ان يوجها ضربة لى وعندنا مثل يقول( ان كنت تريد ان تسقط احد عند الناس فصعده اكثر من حده اللازم و الطبيعى ثم اسقطه فجأة!)
        و هكذا فعلوا بى فبعد انتخابى بدأت الحساسيات واخذوا يكيلون التهم على من كل حدب و صوب
        احمد الله تعالى انه قد عافانى عن هذه المسؤويلة الثقيلة و لم اصل الى هذا المنصب وبالرغم من اننى كنت منذ البداية معارضا لهذه الفكرة)
        ثم يشير سماحة الشيخ المنتظرى الى معاملة رجال الامن ووزارة الاستخبارات مع العلماء و المراجع العظام و انتهاك حرماتهم كآية الله العظمى السيد صادق الروحانى و آية الله العظمى شريعتمدارى و آية الله العظمى قمى، حيث حاصروهم فى بيوتهم و فرضوا عليهم الاقامة الجبرية ويقول:
        ( اعترضت مرارا و تكرار الى ممارسات رجال الاستخبارات و نبهت الامام الخمينى فى لقائى معه وقلت ان ما ترتكبه وزارة الاستخبارات من اعمال غير شرعية و غير انسانية ستشوه سمعة النظام و قد ارتكبوا بعض الاعمال بحق المراجع لم يركتبها حتى نظام الشاه البائد وسيأتى يوم سيندمون و يسعون لاصلاح وزارة الاستخبارات ولكن حينئذ سيكون متأخرا كما كان يريد الشاه ان يلغى جهاز السافاك ولكن قد فات الاوان له....
        كانت وسائل الاعلام تطلق على رجال وزارة الاستخبارات ( جنود الامام الحجة المجهولين)!!، وكان هذا العنوان يبعث الغرور فى نفوس اولئك وكانوا يشوهون صورة الدين و سمعة الاسلام بافعالهم الشنيعة)
        و يستذكر بعد ذلك سماحة الشيخ المنتظرى قضية آية الله العظمى شريعتمدارى و الانتهاكات و المظالم التى اجريت بحقه و يقول:
        ( لقد نسبوا اليه اعمال و اتهامات ما انزل الله بها من سلطان ومنها اختلقوا قصة كاذبة تقول ان السيد شريعتمدارى بتعاون مع صادق قطب زاده ( وزير الخارجية حينئذ) ارادا اغتيال الامام و ذلك بزرع قنبلة فى مقر اقامته فى جماران و بعد ما القى القبض على قطب زاده طلب منه السيد احمد ان يعترف بهذه الاكاذيب ويقول ان السيد شريعتمدارى كان له يد فى هذه المؤامرة فى التلفزيون و وعده ان يعفى عنه و يطلق سراحه ولكنه بعدما ظهر فى التلفزيون و تكلم اعدم مباشرة!

        وعن ما تعرض اليه الشهيد شريعتمدارى يتحدث سماحة آية الله العظمى المنتظرى قائلا:
        إنا ايضا قد اعترضت على إعتقال سماحة الشيخ الرستگاري ، الذي كان ذنبه الوحيد، إقامة مجلس العزاء و الفاتحة على روح المرحوم السيد الشريعتمداري! ...
        كان السيد الشريعتداري مرجعا للتقليد ثم ارتحل و كان من المفروض على الإمام الخميني أن يقيم مجلسا تأبينيا !
        لقد ذكرت هذا المطلب ايضا للشيخ الري شهري الذي كان وزيرا للإستخبارت في ذلك الوقت.
        في يوم من الأيام جاء الشيخ ري شهري الى البيت و قال لي :
        ( إني كنت الآن في بيت السيد الگلپايگاني و سأقول لكم ما قلت! له بأنّ: السيد الشريعتمداري في الأيام القادمة سيموت ! فلا تعتنوا بخبر رحيله )!!.
        في الحقيقة جاء الري شهري ليهددني!!.
        فقلت له: شئنا أم أبينا إنّ السيد الشريعتمداري مرجع للتقليد و يقلده الكثير من الأتراك، فإذا كنت أنا مكان الإمام الخميني كنت أؤبنه و اقيم مجالس العزاء و الفاتحة على روحه حين وفاته في المسجد الأعظم!
        إنّ هذا العمل يرضي الناس و سيمنع إعتراضهم على النظام و لم يكن هنالك موضوع لهذه المقولة بأن العداء شخصي بين الإمام و بين السيد الشريعتمداري منعت الإمام من أن يؤبن السيد الشريعتمداري !
        ثمّ قال الشيخ المنتظري للري شهري : إنّ تأبين السيد الشريعتمداري أمر عقلائي!!.
        سئل الري شهري سماحة الشيخ المنتظري : هل انقل ماجرى بيننا الى المسؤولين ؟!
        اجابه سماحة الشيخ : قل لهم !!
        فانتهت القضية.
        فخرج الري شهري من المجلس و ثم ارتحل السيد الشريعتمداري !!
        و في الليل جيء بجنازة السيد الشريعتمداري الى مدينة قم و طلب حاج آقا السيد رضا الصدر منهم ( أن يعمل بالوصية ) و يصلي عليه و لكنهم منعوه!!
        بعد مضي عدة ايام ذهبت الى جماران. رأيت الشيخ حسن الصانعي و السيد احمد ( الخميني ) يضحكون مما قلت اي( مقالتي للشيخ الري شهري ) و كانوا يقولون المنتظري يقول: ( على الإمام أن يقيم الفاتحة و "يؤبن" السيد الشريعتمداري ) !! و كانوا يستهزئون بالعمل"التأبين"!!.
        الأمر استمر الى أن آن وقت الجلسة مع الإمام الخميني في ليلة من الليالي. قد حضرها جميع المسؤولين ( الكبار ) اي الشيخ الرفسنجاني و السيد خامنئي و السيد الموسوي الأردبيلي و رئيس الوزراء السيد مير حسين الموسوي و احمد الخميني.
        في الجلسة رأيت من المناسب ان أن اقول للإمام هذه الكلمة:
        هل كانت هنالك مشكلة أن يصلي السيد الصدر على جنازة السيد الشريعتمداري - اي يعمل بالوصية - و هل كان في صلاته عليه، ضرر للإنقلاب؟؟.
        امّا الآن و بعد الحيلولة بين الوصي و بين اقامة صلاة الميّت على الموصي، لقد كتب السيد الصدر وجيزة محترمة و مؤدبة جدا لا يهين فيها احدا يشرح فيها ما جرى على السيد الشريعتمداري و كيفية اعتقاله ( اي السيد الصدر ) !! و ستبقى هذه الوجيزة في التاريخ و تسبب براءة الناس منكم و سوف يقولون بأنّ السيد الخميني منع الصدر أن يصلي على جنازة رقيبه المرجع "السيد الشريعتمداري"!!.
        حينما سمع الإمام هذه الكلمة مني غضب ، و نطق "بحدة و بشدة" و ذلك بكلام يسيء به على السيد الشريعتمداري ،
        تعجبت منه كثيرا و عرفت جيّدا بأنّ الحواشي ! كيف اثروا على ذهنية الإمام بالنسة الى السيد الشريعتمداري !!
        قلت للإمام: على كل حال السيد الشريعتمداري وصّّى السيد رضا الصدر بالصلاة و لكنهم منعوه و حتى آية الله الگلپايگاني ايضا اعترض اعتراضا شديدا على الممانعة لتشييع جنازة هذا المرجع و ما جرى على جنازته!!

        تعليق


        • #5
          الفصل الخامس:
          تولى المسؤولية-
          خلال الاعوام التى تولى فيها المسؤولية الرسمية قام سماحة آية الله العظمى المنتظرى بتاسيس الكثير من المدارس و المراكز العلمية و يشير فى مذكراته الى البعض منها كجامعة الامام الصادق عليه السلام و كلية القدس الطبية و بعض المدارس الدينية فى قم و المركز الاسلامى فى كردستان و المركز الثقافى الاسلامى فى لندن و توسيع مدرسة دارالشفاء فى قم و ....
          وبعد رحيل الامام الخمينى صودرت جميعا من قبل وزارة الاستخبارات و محكمة رجال الدين!
          و يشير سماحة الشيخ الى الزيارات التى كان يقوم به المسؤولين الى مكتبه و منهم رؤساء السلطات الثلاثة( رئس الجمهورية و رئيس البرلمان و رئيس السلطة القضائية) بالاضافة الى رئيس الوزراء وكان يقدم نصائحه دائما و يعارض الممارسات التى يقوم بها البعض منهم....
          و يقول سماحته( لقد اقترح على احد الاخوة باسم الدكتور رستمى ان انقل مكتبى الى طهران جنب مكتب الامام الخمينى ولكننى كنت لا استطيع ان اتخلى عن الحوزة و القاء الدروس على الطلبة وهذا الابتعاد بينى و بين الامام سبب ان ينتفع البعض منها و كانوا ينقلون اخبار كاذبة و سقيمة عن اوضاع البلد و يخفون الكثير من الاخطاء و الممارسات التعسفية فى بعض الادارات كوزارة الامن و المحاكم القضائية و بعض الوزارات الاخرى ، و انا حينما كنت اذهب الى طهران و التقى بالامام كنت اخبره عن بعض الامور و اتكلم بصراحة ولكن الذين حوله كانوا ينهرونى و يمنعونى من التحدث و قد سمعت فيما بعد ان السيد احمد كان ينتقدنى بشدة و يقول( ان منتظرى لابد ان يتعلم من ..... الذى يأتى بادب و يقبل يد الامام و لا يتكلم ولكن المنتظرى صريح اكثر من حده اللازم!)
          ولكننى لم استطع ان اتخذ الصمت عما يجرى فى البلاد من افعال مخالفة للشرع و القانون ، فانا بصفتى نائبا للامام اشعر بالمسؤولية اذا ما تعرض اى احد للظلم و الاضطهاد).
          و يشير سماحة الشيخ المنتظرى الى محاضراته و دروسه التى كان يلقيها على الطلبة و الجماهير و كانت تبث بعضها من الاذاعة و التلفزيون وكان ينتقد و يشير الى اوضاع البلد و يعترض على السياسات الخاطئة و يقول:
          ( كان مكتبى مفتوحا لكل الفئات من الناس وكانوا يحضرون خطاباتى و هذا الامر كان يزعج الكثير من المسؤولين فطلبوا منى ان اكف عن الانتقاد و لا اذكر المشاكل علنا و على منصة المحاضرة امام الجمهور ولقد فوجئت برسالة من السيد احمد طالبنى ان اعطل دروسى و لاادرى عن السبب وهل ان دروسى كانت تزعج احدا؟!!
          و يستذكر سماحته ممارسات القضاة فى المحاكم و الاحكام الصادرة بحق المتهمين وخاصة السجناء السياسيين المعارضين للثورة الاسلامية من اعضاء -
          منظمة مجاهدى خلق -و يقول:
          ( كانت الاحكام الصادرة بحق الافراد معظمها من دون محاكمة عادلة، فكان يؤتى بالمتهم و بمجرد ان يعرف انتمائه لمنظمة مجاهدى خلق يصدر بحقه حكم الاعدام من دون السماح له بالدفاع و من دون ان تثبت له تهمة، حتى اننى فى احدى المرات رأيت حمكا من احد القضاة تنص على هذه العبارة فقط ( بسم الله الرحمن الرحيم، اعدام)! وتحته توقيع القاضى
          ولماذا الاعدام؟ و ما هى التهمة؟ واين دفاعياته؟
          لم تذكر اى شئ من هذه التفاصيل وكانت نماذج اخرى، حيث كانوا بمجرد ان يلقوا القبض على تلك الجماعة يصدر عليهم حكم الاعدام
          و اتذكر اننى فى احدى زياراتى لمدينة نجف آباد جائنى اشخاص و ارادوا مساعدتى لانقاذ شخصين من حكم الاعدام وكانت احداهما بنت فى الثالثة عشرة من عمرها وكانت التهمة الموجهة اليهما انتمائهما لتلك المنظمة، فقمت فورا لمتابعة قضيتهما واذا باشخاص آخرين جاءوا و قالوا انهما قد اعدما!!
          فغضبت و فوجئت كثيرا و كدت ان لا اصدق هذه السرعة فى تنفيذ الحكم حيث انه لم يكن معقولا ان يلقى القبض على احد و يجرى عليه الحكم بهذه السرعة المذهلة حتى فى زمن نظام الشاه كان لا يعدم احد الا بعد اجراء ثلاثة محاكم وكان يعطى للمتهم حق الاستئناف بعد اى محكمة وحتى اذا صدر الحكم فى نهاية الامر لا ينفذ الا اذا وقع الشاه نفسه تحت الحكم!
          فذهبت الى طهران مباشرة و التقيت بالامام و اخبرته عما جرى وطلبت ايقاف كل الاحكام الصادرة و تأسيس محاكم شرعية خاصة فقبل الامام و قال: لك الصلاحية فى ماتريد ان تفعل، فذهبت عند مكتب السيد موسوى اردبيلى ( رئيس السلطة القضائية حينئذ ) و استطعت ان اوقف الكثير من الاحكام الصادرة).
          و يشير سماحة الشيخ الى الرسائل التى كانت ترسل اليه من قبل فئات الشعب من مختلف الطبقات و شكواهم بما يجرى فى حقهم و امورهم المعيشية و يقول:
          ( كنت اقدم التقارير دائما الى مكتب الامام الخمنى و الى مكاتب المسؤولين وكنت اذكر فى خطاباتى دائما مشاكل الناس و وضع البلد ولكن البعض من المسؤولين يعترض على دائما و كانوا يقولون: لاتذكر هذه الامور فى خطاباتك لانك بذلك ستعطى الذريعة لاعداء النظام و الثورة ليتصيدوا فى الماء العكر
          ولكننى كنت ارد عليهم و اقول كيف يمكن ان نسكت عما يجرى من مظالم و نحن ندعى اننا من شيعة اميرالمؤمنين عليه السلام وندعى ان حكومتنا تتبع عدالته فى حين انه سلام الله عليه غضب حينما سمع بالظلم الذى وقع على تلك المرأة الذمية وقال ( فلو ان امرأً مسلما مات من بعد هذا اسفا ما كان به ملوما بل كان به عنده جديرا).
          وكانوا يقولون من اجل مصلحة البلد يجب ان نكتم الحقائق و لا نذكر كل شئ وكنت ارد عليهم من اجل مصلحة البلد لابد ان نقول الحقائق و نظهر الحق حتى ولو كان مرا وحتى لوكان على انفسنا.
          لفصل السادس:
          سنوات الحرب الثمان:
          بدأت الحرب العراقية الايرانية فى يوم 22 ايلول 1980 بعد هجوم جيش النظام العراقى السابق على الحدود الايرانية و بذلك دخلت الثورة مرحلة جديدة من حياتها و يستذكر سماحة الشيخ المنتظرى تلك الفترة فى فصل خاص من مذكراته ويبين عن اسباب وقوع الحرب وتداعياتها و المواقف المختلفة تجاهها و طريقة التعامل معها و ادارتها من قبل المسؤولين، خاصة بعد تحرير مدينة خرمشهر فى العام الثالث و قد تغييرت موازنة الحرب بصالح الجبهة الايرانية بعد ما كانت فى صالح الجبهة العراقية و يقول:
          (كان قصدنا من الاستمرار فى الحرب هو طرد العدو من اراضينا وحينما تحقق هذا الامر بعد فتح مدينة خرمشهر فلم يكن يوجد مبرر للاستمرار وقد ضيعنا فرصة ثمينة كنا نستطيع من خلالها ان نستعيد غرائم الحرب من الجيش المعتدى، الا ان البعض كانوا يريدون الاستمرار فى الحرب حتى اسقاط نظام صدام وتحرير الشعب العراقى، وكانت هذه الفكرة نابعة من الروح الثورية و الاجواء القائمة آنئذ فى البلد والاعتقاد فى تصدير الثورة الى خارج الحدود، حيث لم نكن لنقبل بالحل الوسط و رفضنا جميع الوساطات من قبل المؤتمر الاسلامى و الامم المتحدة وكان البعض يعد ان ايقاف الحرب مؤامرة من قبل اعداء الثورة.. وبالرغم من اننى اصدرت بيانا طالبت فيها اعادة النظر فى قضية الحرب وقلت يجب ان نفوض الامر الى اخوتنا العراقيين ليقموا بمهمة اسقاط نظامهم و الذى يجب علينا هو ان ندعمهم و نساندهم فى مهمتهم، اى يجب ان ننقل الحرب من خارج الحدود الى داخل العراق وهذا لايستطيع ان يقوم به الا العراقيون انفسهم).
          و يشير سماحته عدة مرات ان قرار استمرار الحرب بعد تحرير خرمشهر كان قرار خاطئا ويقول:
          ان الامام ايضا كان معارضا باستمرار الحرب الا ان الآخرين كانوا يعارضونه دائما .. وكانت ادارة الحرب فى البداية بيد السيد ابوالحسن بنى صدر[ رئيس الجمهورية آنذاك] وفى نهايات الامر فوضت القيادة العليا للقوات المسلحة الى الشيخ هاشمى رفسنجانى[ رئيس مجلس الشورى الاسلامى] و السيد على خامنئى [ رئيس الجمهورية و رئيس المجلس الاعلى للدفاع ] ومحسن رضائى [ قائد حرس الثورة].
          واخيرا بعد ما نفدنا كل وسائل التموين و ذخائر الاسلحة و المعدات اضطر الامام ان يقبل اتفاقية وقف اطلاق النار الصادرة من قبل الامم المتحدة عام 1367 شمسى [اغسطس 1988] و قد عبر الامام عن حالته حينما قبل بهذه الاتفاقية قائلا ( اننى اقبل وكأنى اتجرع كأسا من السم!)
          وبعد ما وافق الامام، دعوت جماهير الشعب ان تخرج فى مسيرة يوم عيد الغدير لذلك العام تأييدا له و لموقفه الجديد).
          وبعد فترة قصيرة من وقف اطلاق النار بدأت المؤامرة خلف الكواليس لابعاد سماحة الشيخ المنتظرى و عزله و لقد انتفع المتآمرون من تلك الفترة الزمنية العصيبة حيث من جهة كانت الاوضاع غير مستقرة نتيجة وقف اطلاق النار و من جهة اخرى كان الامام الخمينى طريح الفراش فى المستشفى و كان الذين حوله يحيكون المؤامرات لاهدافهم الغير مشروعة!

          تعليق


          • #6
            الفصل السابع:
            بداية المؤامرات ضد سماحة الشيخ:
            على الرغم من ان محاولات تحديد دور نائب الزعيم الراحل الامام الخميني وخليفته السابق آية الله العظمى الشيخ المنتظري ونزع صلاحياته اخذت طابعا رسميا بعد انتهاء الحرب الايرانية ـ العراقية، فان عزله من منصبه الرفيع جاء بمثابة هزة شديدة تجاوزت انعكاساتها الحوزة الدينية ومؤسسات النظام الى الشارع الايراني الذي ظل متعاطفا معه بسبب تواضعه وصراحته وابتعاده عن مظاهر البذخ والرفاهية التي تميزت بها حياة بقية المسؤولين الكبار مثل رفسنجانى و خامنئى و محمدى ريشهرى وغيرهم. وتزامن صدور قرار العزل مع انطلاق حملة دعائية مدروسة ضد آية الله المنتظري بهدف تشويه صورته والنيل من مكانته الدينية والسياسية. و بدأت تلك الحملة بعد وفاة الامام الخميني.
            ويتذكر آيت الله المنتظري تلك الايام الصعبة في مذكراته و يشيرالى كتابي «رسالة العذاب» بقلم احمد الخمينى، و«المذكرات السياسية» بقلم محمدي ريشهري وزير الاستخبارات السابق اللذين تضمنا اتهامات مثيرة ضد نائب الامام الخمينى.
            يقول آية الله العظمى المنتظري: «هل رأيتم في اي مكان في العالم ان يصدر كتابان ضد شخص اعزل من جميع وسائل الدفاع. وينشر محتواهما في جميع وسائل الاعلام؟ وهل يمكن ان نعتبر توجيه الشتائم والاتهامات الموجهة الى الشخص الذي كان حتى يوم امس الشخصية الثانية في قيادة الثورة بدون ان يسمح له بالرد عليها عملا مشرفا؟
            «لقد كان عملهم في ذلك الحين افدح انواع الظلم ومؤامرة حيكت خلف الاسوار. انهم يسمون هذا النظام بالجمهورية الاسلامية وحكومة العدل الاسلامي. ولحد الان لن تتوفر لي الفرصة ولا الامكانية كي اثبت زيف مزاعم وكذب اتهاماتهم الباطلة. ان الامام علي عليه السلام يقول في نهج البلاغة عن الرسول الاكرم صلى الله عليه و آله و سلم:
            ( لن تقدس امة لا يؤخذ للضعيف فيها حقه من القوى غير متتعتع). ان الجمهورية الاسلامية اذا استمرت على هذا النمط من السياسة فسيكون مستقبلها غير مبشر بالخير. لقد قرأت اخيرا في احدى الصحف اقوال الشيخ محمد يزدي (الرئيس السابق للسلطة القضائية وعضو مجلس صيانة الدستور) ومنها ان الحكومة تعاقب الظالم وهى ضد الظلم). هذا كلام جميل، فلماذا تعرض بيتي ومراكزي لهجوم الف شخص بقيادة روح الله حسينيان (رئيس مركز الوثائق) لعدة ساعات فسرقوا كل ما في البيت ودمروا مكتبتي واحرقوا كتبي واشاعوا الرعب في المنطقة؟ لحد الان لن يعيدوا لنا الوسائل والاجهزة والكتب التي سرقوها. وبدل ان يعاقب حسينيان الظالم الشقي قائد عملية الهجوم، تمت ترقيته ليقتدر اكثر فأكثر. ان الشيخ محمد يزدي يدعي دائما: ان الحرية الموجودة في بلدنا فريدة في العالم. بحيث تجري المحاكمات بصورة علنية والمتهمين محامين يدافعون عنهم كما تتوفر في المحاكم هيئة محلفين. ان ما نراه اليوم عكس ما يقول يزدي، اذ تجري اعتقالات ومحاكمات دون مبرر شرعي، والاحكام عادة معدة قبل بدء المحاكمات ضد المتهمين. وكان ابني احمد قد بعث برسالة الى يزدي حول الحملات الموجهة ضدي، ولكنه لم يرد على الرسالة. وما يجدر ذكره انهم كانوا يتهمونني بالسذاجة لأنني كنت دائما انصحهم. ان ذنبي الوحيد هو انني كنت اعرف زيف شعاراتهم وحاولت بكل قوتي وامكانياتي حراسة الثورة وضمان سمعة الجمهورية الاسلامية.
            ان ذكريات الاسابيع المرة التي قامت سلطات الامن خلالها باحتلال المعاهد الدينية التي يشرف عليها سماحة الشيخ المنتظري تشكل جزءا مهما من مذكرات الشخصية الثانية في الثورة الايرانية.
            وهو يتحدث عن ذلك بحزن بالغ: «لقد دمروا مدارسي في الحوزة. وكانت من احسن مدارس الحوزة. وظهر ريشهري على التلفزيون ليقول «ان النظام مستاء ومنزعج من هذه المدارس .
            وللاسف نرى ان محكمة علماء الدين واجهزة الاستخبارات وبعض الرؤوس داخل النظام ترغب في ضرب هذه المدارس انتقاما مني.. انه امر مزعج ان نجد اليوم ان الطلبة الذين احتلوا السفارة الاميركية تجري مطاردتهم واعتقالهم، وان اولئك الذين جاهدوا في سبيل انتصار الثورة وسجنوا وتعرضوا للتعذيب في النظام السابق يعودون الى السجون حاليا .. انهم ـ رجال السلطة ـ يتهمونني بأنني ضد الاستخبارات، بينما انا كنت اول من طالب بتأسيس جهاز استخبارات على اساس صحيح، وتطرقت في كتاب «ولاية الفقيه» الى هذا الامر في فصل مستقل حيث اشرت الى ضرورة تشكيل جهاز الاستخبارات . وليست اليوم ضد الاستخبارات، فهناك شباب مخلصون ومؤمنون يعملون في وزارة الاستخبارات غير ان معارضتي هي للفئات التي لا تخاف الله وتسيطر على الوزارة. ويجب ان يدير شؤون الاستخبارات رجال متدينون ذوو تجربة كافية ممن يراعون الموازين الشرعية ويخافون في كل صغيرة وكبيرة وليست الفئة التي تلعب بمصائر الناس وباتت حياة المواطنين في ايديهم. هذه الاستخبارات اعارضها.. ان مسؤولية الاستخبارات الاولية هي جمع المعلومات الصحيحة وليس التدخل في شؤون الدولة وايجاد دولة داخل دولة. لقد تحولت الاستخبارات حاليا الى مؤسسة مخيفة ومغلقة على ذاتها، والامام الخميني نفسه لم يكن على علم بما دار في هذه المؤسسة. وفي عهد الامام ـ كما حاليا ـ كان اركان الحكم يصرفون عليها ـ وزارة الاستخبارات ـ اموالا هائلة من بيت المال».
            كما يشير الشيخ المنتظري الى النشاط التجاري غير الشرعي الذي كان يزاوله مسؤولو وزارة الاستخبارات، والجدير بالذكر ان الرئيس السابق محمد خاتمي امر بايقاف جميع اشكال العمل التجاري لوزارة الاستخبارات ومسؤوليتها بعد فضيحة تورط وزير الاستخبارات السابق علي فلاحيان ومساعديه في سلسلة الاغتيالات التي طالت معارضين سياسيين ومثقفين ليبراليين منذ سنتين.
            وعن عزله واسبابه وما سبق ذلك وتلاه من تصرفات يتحدث سماحة آية الله المنتظري في مذكراته قائلا: «لقد كنت على يقين كامل بان هناك خطة لعزلي، وحينما ناشدت العمل على منع اعدام السجناء السياسيين طلبوا مني تعيين ممثل لكي يقوم بزيارة السجون حتى لا تضيع حقوق السجناء، فطلبت من مهدي كروبي (رئيس البرلمان السابق) ان يذهب الى السجون نيابة عني، غير انه رفض وتبين لي ان القائمين على الامور لم يكونوا يحبذون اتضاح الامور لنا.
            وريشهري وزير الاستخبارات كان رأس الفتنة. ان الله سينتقم منهم في الدنيا والاخرة لما اقترفوه.
            كان احد الاتهامات الموجهة الى سماحة آية الله الشيخ المنتظري ارتباطه بالسيد مهدي هاشمي الرجل الثوري الغامض الذي تتلمذ على ايدي آية الله المنتظري وكان والده من علماء اصفهان، كما ان شقيقه، هادي، هو صهره.
            وسنتابع باذن الله تفاصيل هذه القضية في الفصل اللاحق.

            تعليق


            • #7
              الفصل الثامن:

              مؤامرة العزل:
              كان السيد مهدي هاشمي قد اعتقل قبل سنوات من قيام الثورة عام 1979 بتهمة قتل شمس آبادي وهو احد علماء الدين في اصفهان الذي كان من اشد معارضي الامام الخميني و آية الله العظمى المنتظري وآرائهما السياسية المناهضة للشاه. وجرت محاكمة السيد مهدي هاشمي ورفاقه في المحكمة العليا باصفهان، ولكن مااستطاعت المحكمة أن تثبت التهمة الموجهة إليه، ولكن صدر في حقه حكم بالاعدام لأنه كان معارضا لنظام الشاه، غير ان الشاه اصدر قرارا بتخفيف الحكم الى السجن المؤبد بناء على طلب بعض علماء الدين مثل آيات الله العظام خرمي وخونساري وشريعتمداري.
              وبانتصار الثورة وتحطم اسوار السجون خرج هاشمي والمئات مثله من السجون ليركبوا قطار الثورة، وبسبب سوابقه الثورية وارتباطه بالشيخ المنتظري والامام الخميني، سرعان ما تسلم مسؤوليات رفيعة في الحرس الثوري، واسس مكتب الحركات الثورية والتحررية الذي كان في مقدمة اهدافه تصدير الثورة ودعم المنظمات والتنظيميات الثورية في المنطقة.
              وظل السيد مهدي هاشمي يحظى بموقع متميز في الحرس واجهزة تصدير الثورة حتى عام 1986 عندما بدأت مأساته عقب زيارة مبعوث الرئيس الاميركي السابق رونالد ريغان لطهران التي اشار اليها سماحة الشيخ المنتظري في فصل سابق من مذكراته. وبالنسبة لعلاقته بالسيد مهدي هاشمي يقول سماحة آية الله المنتظري في مذكراته: «لقد بعث الامام الخميني برسالة دعاني فيها لاخلاء بيتي من المعارضين ومن افراد سيئي السمعة.. وبعثت ردا ذكرت فيه ان السيد مهدي هاشمي لم يكن يوما من اعضاء مكتبي. وهو كان يزور جميع المكاتب بما فيها مكتب الامام الخميني، وقد اعتقل السيد مهدي هاشمي في عام 1365 الشمسي (1986 الميلادي) واعدم بعد ذلك بسنة.
              وما زالوا يثيرون قضيته كلما ارادوا الاساءة الي سماحة الشيخ المنتظرى.
              ومن الامثلة على الاجراءات التي اتخذت ضده وضد افراد عائلته بعد عزله يقول سماحة الشيخ المنتظري: «اسرد لكم بعض ما جرى لابنتي التي كانت خريجة الاداب بعد ان عبرت جميع الحواجز والعوائق الادارية والروتينية، تم توظيفها كمعلمة في احدى مدارس قم. وبعد فترة استدعتها مديرة المدرسة الى مكتبها وابلغتها بان عليها الا تأتي الى المدرسة بسبب طردها من وزارة التعليم. وابنتي سعيدة كانت تعرف السبب انها ابنتي، وهذا ذنب كبير. وفي احد الايام التقت ابنتي باحدى الطالبات في الشارع، وقدمت الطالبة تعازيها الى ابنتي في والدها (منتظري)، واشارت الى ان مديرة المدرسة بررت للطالبات غياب معلمتهن، بقولها ان والدها قد توفي وانها اضطرت للعودة الى مسقط رأسها فذهبت ابنتي الى المدرسة وبدون علم المديرة دخلت الصف وقدمت نفسها باسمها الحقيقي الى الطالبات وقالت: انا ابنة منتظري ووالدي حي يرزق.) وشرحت ابنتي، سعيدة، ما دار لها وقضية طردها في رسالة الى الشيخ هاشمي رفسنجاني، ولم يصلها ردا لحد الان.. وقبل بضع سنين، تدهور وضعي الصحي بسبب متاعب في القلب والكلى، مما اضطر ابنائي الى نقلي الى مستشفى خاص بطهران، حيث اتفق جميع الاطباء بعد اجراء فحوصات دقيقة، على ان يجب ان ابقى في المستشفى بعض الوقت، غير انهم غيروا موقفهم بعد زيارة عناصر الاستخبارات للمستشفى، فقالوا انه يجب علي ان اعود الى قم. هكذا حرمتني الاستخبارات من تلقي العلاج..».
              ان قرار عزل آية الله العظمى المنتظري لم يمر بلا ردود فعل، فإعلان القرار اثار احتجاجات شعبية في مختلف المدن، لا سيما اصفهان ونجف آباد وقم، مما اضطر سماحة الشيخ المنتظري لتوجيه نداء الى مؤيديه لانهاء مظاهراتهم. كما انه ارسل مدير مكتبه، دري نجف آبادي، الى نجف آباد ليتلو رسالته في الحشود الجماهيرية الضخمة التي انطلقت بصورة عفوية. وقد جاء في رسالة سماحة الشيخ المنتظري: «ايها الاخوة والاخوات في مدينة الشهادة نجف اباد بعد التحية. لقد سمعت بانكم قد قمتم بمظاهرات من اجل الدفاع عني، كما سمعت بان افرادا قاموا بأعمال غير صحيحة. انني ادعوكم كما طلبت منكم سابقا، للانصياع لاوامر الامام الخميني، فانا لا اقبل أن يقول اي شخص بأي عمل او يرفع اي شعار لا يرضي الامام الخميني. ان طاعة القائد واجبة، تنبهوا جيدا الى العناصر المدسوسة في ما بينكم، انهم يريدون الاصطياد في الماء العكر وانا لست راضيا ابدا بذلك. وارجو منكم ايقاف اعمال التخريب».
              واضافة الى مظاهرات نجف اباد واصفهان فان عددا من نواب البرلمان اعترضوا على الطريقة التي استخدمتها اجهزة الاعلام ووزارة الاستخبارات، في التعامل مع قضية عزل آية الله المنتظري.
              ومن جانب آخر فان عزل سماحة الشيخ المنتظري وحده، لم يكن كافيا لحسم مسألة القيادة، اذ انه كان مطلوبا تسليم مسؤولياته الى شخصية ذات ثقل بقدر ثقل الشيخ المنتظري او اقل منه بقليل، علما ان تعيين مرشد الثورة كان من ضمن مسؤوليات مجلس الخبراء الذي معظم اعضائه في ذلك الحين كانوا من مقلدي المرجع المنتظري وانصاره.
              ويتذكر سماحة الشيخ المنتظري ضمن شرح الاحداث عشية رحيل الامام الخميني: في السنتين الاخيرتين لحياة الامام الخميني، لم يكن هو يباشر مشاكل وشؤون الحكم بصورة يومية، وكان هناك نجله احمد الذي تولى ادارة الامور. وكما قال علي فلاحيان (وزير الاستخبارات الاسبق) في ما بعد فإنه وزملاءه في الوزارة كانوا يراجعون احمد فقط للتشاور في شؤون الاستخبارات. والامام كان مريضا والاطباء كانوا يحظرون تداول الامور معه. وانا باعتباري نائبا للامام الخميني كنت في قم منشغلا بشؤون الحوزة والدراسة، وما كان لدي وقت كاف لاذهب كل يوم الى طهران لازور الامام واقابله، كما كانت هناك عوائق تحول دون زيارتي للامام الخميني. ان الامام الخميني كان مجتهدا وفقيها ولكن لم يكن معصوما فهو بشر والانسان قابل للخطأ وهو ضعيف ويصاب بشتى الامراض ومنها الامراض المتعلقة بالاعصاب، والانسان يكهل والامام كان مصابا بالسرطان. وفي تلك الفترة تحرك البعض لجعل احمد قائدا بعد رحيل الامام الخميني.
              وبدأوا بارسال رسائل الى الامام الخميني دعوا فيه لتعيين احمد قائدا من بعده، غير ان الامام الخميني توفي قبل ان يتقرر مصير القيادة. وادعى هؤلاء بعد وفاته بانه كان يرغب في ان يسلم القيادة الى السيد علي خامنئي، وشهدنا كيف اجروا تلك التمثيلية ـ جلسة مجلس الخبراء التي ادعى خلالها هاشمي رفسنجاني بان الامام الخميني قد قال له في آخر ايام حياته لماذا يتحدثون عن شخص لتسليم القيادة اليه طالما بينكم شخصية مثل السيد الخامنئي )
              ماذا عن وصية الامام الخميني التي قيل بان ابنه احمد قد تصرف فيها، وقام بحذف او تعديل بنود منها؟ لنقرأ رواية نائب الامام الخمينى سماحة الشيخ المنتظري في مذكراته عن وصية الامام:
              «لم اكن على معرفة قط بمضمون الوصية التي طبعوها باسم الامام الخميني اخيرا، لقد دعوني يوما لاجتماع خاص بشأن هذا الموضوع وذهبت الى الاجتماع وكان بعض الاشخاص مثل مهدوي كني وهاشمي رفسنجاني وخامنئي والحاج لطيف ابوصافي حاضرين في الاجتماع فضلا عن الامام الخميني الذي قال: هذه هي وصيتي خذوا نسخة الى مجلس الشورى ونسخة الى مشهد لتحفظ في مكتبة الامام الرضاعليه السلام. لقد توجه مهدوي كني الى مشهد بنسخة من الوصية، فيما ذهب الاخرون الى مجلس الشورى لقراءة الوصية ولكنني اعتذرت والامام قبل عذري. ولم اطلع على محتوى الوصية. وجاءني بعد فترة سراج الدين موسوي وسلمني ظرفا مغلقا ومختوما بالشمع الاحمر وقال لي انها رسالة من الامام الخميني الي، وكان مكتوبا على الظرف (افتح هذه الرسالة بعد وفاتي)، وانا لم اكن اعرف ما يوجد في الرسالة، الى ان جاءني يوم 28/12/1367 الشمسي (19 مارس /آذار 1988) ـ قبل اسبوع واحد من عزل الشيخ المنتظري ـ محمد علي انصاري من اعضاء مكتب الامام الخميني وقال بان الامام يطالب باسترجاع تلك الرسالة.
              وطبعا لم اعرف حتى الان اذا كان انصاري مبعوثا من الامام الخميني ام من شخص اخر والله اعلم.. وقد عرفت لاحقا بانهم (احمد الخميني ورفسنجاني وريشهري وغيرهم) كانوا يقومون بوضع آخر النقاط على رسالة العزل.. لقد سمعت في ما بعد، انهم قالوا عني انني خنت الامانة، بينما الاخرون ممن تسلموا نفس الرسالة فتحوها واطلعوا على مضمونها. ولحد الان لدي رسالة اخرى من الامام الخميني يقول فيها، بأنني وثلاثة آخرين، هم بسنديدة، اخو الامام الراحل، والحاج باقر سلطاني والشيخ مرتضى الحائري فقط مسؤولون عن وصيته وعن الاخماس بعد وفاته.. ورغم وضوح هذه الرسالة، لم اتسلم اي شيء من الاموال التي تجمعت لدى الامام الخميني حين وفاته، اذ ان مجلس شورى ادارة الحوزة وضع يده على جميع الاموال المتوفرة في حساب الاخماس وادارة الحوزة.

              تعليق


              • #8
                الفصل التاسع:
                الزيارة السرية لمك فارلين مستشار الرئيس الاميركى لطهران:
                اشرنا مسبقا عن بعض خلفيات المؤامرة ضد سماحة آية الله العظمى المنتظرى وعزله ومنها الضجة المفتعلة بقضية السيد مهدى هاشمى..
                ابتدأت فصول المؤامرة ضد سماحة الشيخ المنتظرى بافتعال ضجة السيد مهدى هاشمى، حيث لم تكن قضيته الا اثارة من اجل ابعاد سماحة الشيخ عن الساحة و ضربه و النيل منه للوصول الى اهدافهم الدنيئة..
                كان السيد مهدى هاشمى من الثوار المتحمسين جدا وكان مشروعه تصدير الثورة خارج الحدود وكانت له ارتباطات وثيقة بالحركات التحررية فى كل من الخليج و لبنان و فلسطين و مورو.. وكان يترأس كتائب حرس الثورة الاسلامية فى اصفهان و قهدريجان ممثلا لسماحة الشيخ فى مكتب دائرة الحركات التحررية فى الحرس الثورى.
                وقد تقبل عدة مسؤوليات اخرى خلال الاعوام الخمسة الاولى من عمر الثورة وكانت لديه اتصالات بكل المكاتب كمتب الامام الخمينى و مكتب رئاسة الجمهورية و مجلس الشورى.
                و يقول سماحة الشيخ فى هذا الصدد:
                (مشكلتهم معه انه كان مستقلا عنهم و لايخضع لاوامرهم و لايشترك فى لعبهم السياسية وهذا الامر كان يزعجهم و لايعجبهم، ففى احدى المرات جاءنى الشيخ هاشمى رفسنجانى الى البيت و قال توجد حساسيات بالغة بالنسبة للسيد مهدى والافضل ان نبعثه الى خارج البلد كسفير فى احدى البلدان ولكننى رفضت و عرفت انهم يخططون وراء الكواليس!).
                اعتقل السيد مهدى هاشمى عام 1365 شمسى ( 1986) ومباشرة بعد زيارة مبعوث الرئيس الاميركى السابق رونالد ريغان و مستشاره فى الامن القومى مكفارلين وكان ماكفرلين قام بزيارة سرية لايران و التقى فيها الكبار من السلطات كالشيخ هاشمى رفسنجانى من دون اذن و علم الامام الخمينى و آية الله العظمى المنتظرى وقد عقد صفقة اسلحة مع السلطات وكان حاملا فى طائرته معدات من الاسلحة.
                وقد افتضح امره فى الرابع من نوفمبر 1986 بواسطة مجلة الشراع اللبنانية والتى اشتهرت بفضيحة(ايران- كونترا) فى الولايات المتحدة.
                ويشير سماحة الشيخ المنتظرى الى هذه القضية قائلا:
                (حينما اطلع السيد مهدى هاشمى على الزيارة السرية لمستشار الرئيس الاميركى ارسل تقريرا الى مجلة الشراع اللبنانية وقد اثارت هذه القضية فضيحة كبيرة فى الاوساط السياسية الايرانية و الاميركية.. وقد جاءنى الشيخ رفسنجانى و السيد احمد الى بيتى و سألتهما لماذا لم تخبرانى عن قضية مك فرلين؟
                فقالا: ومن اين اطلعت انت على هذه القضية؟ فاجبتهما ان الجن قد اخبرنى بذلك!! فقال رفسنجانى : كنا نريد ان نخبرك فيما بعد!!)
                وبعد ما اعتقل السيد مهدى هاشمى بدأت سلسلة من الاعتقالات لتصفية كوادر مكتب آية الله العظمى المنتظرى و يتطرق سماحة الشيخ الى هذا الامر قائلا:
                (اعتقلوا كل من كان له ارتباط بمكتبى و المشرفين بمدارسى وذلك بامر من وزير الاستخبارات و السلطات، و رجال الامن كانوا يأتون فجأة الى المدارس و يعتقلون من يشاءون و فى المعتقلات كانوا يمارسون اشد انواع و الوان التعذيب ليأخذوا اعترافات و اقارير كاذبة و كانوا يسجلون مقابلات مع المعتقلين و يأمروهم ان يقولوا كذا و كذا ثم يبثون تلك المقابلات فى التلفزيون و التى لم تكن فيها الا الاكاذيب و الافتراءات على الاشخاص ومنها سجلوا مقابلة ثلاث ساعات مع السيد مهدى قال امور فيها ضد مكتبى و مدارسى و عرفت فيما بعد انه قد تعرض لتعذيب شديد و واوعدوه باطلاق سراحه ان اعترف بهذه الاكاذيب ولكنه اعدم، ولقد تحدث لى اشخاص آخرين من مشرفى المدارس كالسيد على اصغر كيميائى مسؤول مدرسة البعثة الذى اجريت ايضا مقابلة معه اثناء اعتقاله و يقول: عذبونى بالوان التعذيب ثم اتوا لى بورقة و طلبوا ان اقرئها امام عدسة التلفزيون ولكننى حينما قرأتها وجدتها مملوءة بالاكاذيب و الافتراءات على الاشخاص فاردت ان ارفض المقابلة ولكنهم استمروا فى التعذيب اى ان قرئتها و الآن انا نادم و اطلب العفو من الاشخاص الذين تكلمت عليهم فهل يقبل الله توبتى؟
                كما تحدث لى السيد حسن ساطع - احد الذين اعتقلوا مع السيد مهدى هاشمى- قائلا: حينما كنت مع السيد مهدى فى الزنزانة سألته لماذا اعترفت بتلك الاكاذيب فى التلفزيون؟ فاجابنى: جاء مبعوث ريشهرى و قال لى اذا كنت تحب الامام فمن المصلحة ان تتكلم بما مكتوب فى هذه الورقة وانا كنت احب الامام
                [ هذا بعد ان مارسو الوان التعذيب عليه و يأسوا من اخذ الاقرار منه فالتجئوا الى هذه الحيلة لانهم كانوا يعرفون مدى علاقته العاطفية مع الامام الخمينى]
                ويتحدث سماحة الشيخ المنتظرى عن واقعة حدثت خلال مراسيم الحج عام 1986، عندما كشفت سلطات الأمن بمطار جدة خمسين كيلوغراماً من مادة سيمتكس الشديدة الانفجار مخبأة في حقائب خمسين حاجاً جاءوا الى السعودية ضمن حملة حج ايرانية جميع زوارها من مدينة أصفهان. وتبين خلال التحقيق مع الزوار المعتقلين انهم ابرياء ولا علاقة لهم بتلك المتفجرات فهم من الفلاحين والعمال والنساء والشيوخ. وقد اعترف رئيس الحملة بأنه سلم الحقائب الى الزوار بعد تسليمها اليه من قبل مسؤولي مديرية الحج في أصفهان، ورغم اكتشاف المتفجرات، فقد سمحت السلطات السعودية بأن يؤدي اعضاء الحملة مناسك الحج وان يعودوا الى ايران بعد عيد الأضحى. وبعد حوالي سنة من الحادث، اتهمت سلطات الأمن الايرانية السيدمهدي هاشمي، بأنه كان وراء ارسال الحقائب المليئة بالمتفجرات الى السعودية، واحدى الجرائم التي صدر حكم الاعدام بحق السيد مهدي هاشمي بسبب ارتكابه لها، كانت السعي لإثارة الفتنة في علاقات ايران مع الدول الاسلامية بتهريب المتفجرات الى السعودية في حقائب الزوار الأصفهانيين.
                و لم يكن السيد مهدى وراء تهريب المتفجرات الى السعودية، بل ان جهات في وزارة الاستخبارات أقدمت على ذلك. وقد اعدم السيد مهدى هاشمي لأنه كشف عن زيارة مكفارلين مستشار الرئيس الاميركي لطهران
                وعشية اعدام السيد مهدى كتبت رسالة للامام الخمينى و بعثتها بواسطة السيد سراج الدين الموسوى وقلت فيها: ان السيد مهدى مهما كان لم يكن قاتلا و لامباشرا بالقتل فارجوا الاعفاء عن ولقد سمعت فيما بعد ان هذا الطلب قد اثر بالامام، فامر بايقاف حكم الاعدام ولكن حينما اتصلوا بالسجن واخبروا ريشهرى ليوقف الحكم رفض ريشهرى قائلا: نريد رسالة خطية!! وبعد انتهاء الاتصال مباشرة ذهب الى زنزانة السيد مهدى و جلبه الى غرفة الاعدام و علق السيد مهدى فوق حبل المشنقة وذلك خشية وصول الرسالة وصدور العفو، لان ذلك كان سيفضح مخططاتهم!
                وقيل لى ان الامام قد كتب الرسالة).
                وبعد ما اعدم السيد مهدى جاء دور السيد هادى هاشمى صهر سماحة الشيخ و اعتقلوه و يشير سماحة الشيخ قائلا:
                (لقد كانوا يعلمون انه بعد رحيل الامام ستولى الامور لى و لذلك ازدادوا بالضغوط على مكتبى لعلهم يتصرفون ما يشاءون كما تصرفوا مع مكتب الامام و بعدما يأسوا من التأثير على وفشلوا فى كل مخططاتهم قرروا عزلى من هذا المنصب و ابعادى عن الحكم نهائيا فاخذوا يكيلون التهم و يختلقون القصص ومن التهم المثارة انهم اتهمونى ان لى اتصالات مع المنافقين [ منظمة مجاهدى خلق ]، فى حين ان الجميع يعلم بانى كنت اعارضهم منذ قبل انتصار الثورة و نرى العكس ان السيد احمد كان له ارتباط و علاقة مع بعض المنسوبين لتلك المنظمة حتى انه استطاع ان يجلب بعضهم الى مكتب الامام و لقد سببوا مشاكل و اخذوا يتجسسون و اكتشفت فضيحتهم فيما بعد.
                الفصل العاشر :
                - الاعتراض و الاحتجاج على الاعدامات العشوائية:
                من الامور التى وقف بوجهها بشدة سماحة آية الله العظمى الشيخ المنتظرى، هى الاعدامات العشوائية و الهمجية التى لحقت فترة وقف اطلاق النار و معركة "مرصاد"،فبعد وقف اطلاق النار فى الجبهة العراقية، تحركت منظمة مجاهدى خلق ( المعارضة المسلحة للنظام والتى كانت تتخذ من داخل العراق مقرا لها) نحو الحدود الايرانية وحدثت مواجهة عنيفة بينهم و بين القوات الايرانية والتى اطلق عليها الايرانيون"عميلة مرصاد" و اطلقت عليها المنظمة المذكورة "فروغ جاويدان اى الضياء الخالدة"، و بعد هذه المواجهة سادت اجواء الغضب عند السلطات، فاصدروا حكم الاعدام بحق كل السجناء السياسيين التابعين للمنظمة المذكورة، فى حين انه قد اعفى على الكثير منهم مسبقا و البعض الآخر قد اصدر بحقهم احكام مسبقة بالسجن ولكن فجأة تغييرت هذه الاحكام واحكموا جميعا بالاعدام دون محاكمة عادلة نتيجة تلك المعركة التى لا دخل لهم فيها ابدا
                و يتحدث سماحة الشيخ المنتظرى قائلا:
                "مهما كانت الجرائم التى ارتكبته تلك المنظمة فما هو دخل هؤلاء السجناء الذين لم يشتكروا فى تلك المعركة؟ و كانوا يقضون ايامهم فى السجن و لم يطلعوا حتى على اخبار المواجهة؟! و مجرد العضوية فى تلك المنظمة لا تستوجب الاعدام".
                وقد اعدم الآلالف من السجناء المذكورين فى ليلة واحدة وكتب سماحة الشيخ رسالة احتجاجية الى الامام ويستذكر قائلا:
                "عرفت فيما بعد ان الامام لم يطلع على الاحكام الصادرة نتيجة معاناته للمرض و لم يصدر حكما وقد زوروا خطه واصدروا رسالة بأسمه و حينما اطلعت على الرسالة عرفت انها من السيد احمد وقد كتب تحتها( يجب اعدام كل من على رأس النفاق وهؤلاء هم اعداء الاسلام ولابد من الاسراع فى الحكم!) و بعد ما كتبت رسائل اخرى فوجئت برسالة من السيد احمد هذا نصه:
                بسمه تعالى،
                سماحة آية الله العظمى المنتظرى - دامت بركاته -
                بعد التحية و السلام، استغرب الامام من رسالتكم الاخيرة و لابد ان تأتوا الى طهران وتتحدثوا و اطمئنوا ان الامور ستبقى سرية، و انتم تعلمون اننى لا اريد ان اظلم احدا ولكن موقفكم تجاه المنافقين و اعداء الثورة اذهلنى كثيرا و لااستطيع ان اقبلها منكم
                ومسؤولية كل الاحكام الصادرة تكون فى ذمتى، اذن لا تقلقوا، اجارنا الله و اياكم من شرور المنافقين.
                خادمكم احمد الخمينى 15/5/67 [ 6اغسطس 1986]

                وبعد وصول هذه الرسالة بعثت رسالة بيد الشيخ محمد حسين احمدى الى جماران مقر اقامة الامام ولكنهم لم يسمحوا له بلقاء الامام و عرفت فيمابعد ان جميع الرسائل التى كتبتها للامام لم تصل اى واحدة منها بيده وكان يقرأها السيد احمد و يجيب عليها باسم الامام، ومنها تلك الرسالة المنسوبة اليه و التى اصدر فيها احكام الاعدام فانا كنت اعرف الامام عن قرب و طبيعته انه يتورع و يحتاط حين اصدار هكذا احكام.
                و فى أخر لقاءاتى مع الامام طلبت منه ان يعفينى عن هذه المسؤولية [ نيابة القيادة] وقلت اننى اريد ان اكتفى بنشاطاتى و دروسى فى الحوزة، لان الجماعة لا يرغبون بى و لا رأى لمن لا يطاع و قضية السيد مهدى هاشمى لم تكن الا ذريعة لضربي و ابعادي فاجابني الامام( لايمكن الاستغناء عنك و لابد ان تكون على رأس الامور واننى اعتبرك برجا للاسلام و الثورة)
                ولكن الجماعة بعد هذا اللقاء بذلوا كل ما فى وسعهم لطردى و اثارة الفتن ضدى.
                و فى آخر لقاء جرى بينى و بين الامام والذى حضره السيد هادى الهاشمى قلت له: انكم بقيادتكم لهذه الثورة العظيمة بعثتم روح الامل فى نفوس الشعب و جميع الشعوب الاسلامية و المضطهدة ولكن البعض باعمالهم يريدون ان يسيئوا اليكم و يشوهوا صورتكم و سمعتكم فارجوا ان لاتسمحوا لهم فكل ما يجرى فى البلد سينتهى باسمكم و الجميع يعتبركم المسؤول عن كل الاعمال حتى و ان لم تتطلعوا عما يجرى فى البلد....).
                ومن آخر الاحداث التى لحقت عزل سماحة الشيخ المنتظرى خطابه فى الذكرى العاشرة لانتصار الثورة الاسلامية فى فبراير 1989 و قد انتقد سماحته فى هذا الخطاب الاحداث و الاوضاع التى تجرى من انتهاكات و مظالم اخرى وبعد هذا الخطاب قرر المتآمرون ان يجروا آخر فصل من فصول المؤامرة و التخطيط وذلك بكتابة تقارير و مقالات و نصوص كاذبة فى الصحف و فى وسائل الاعلام لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية و يشير سماحة الشيخ قائلا:
                (عرفت ان هنالك امورا تجرى خلف الستار فكتبت رسالة فى تاريخ 3/1/68 و 4/1/68 [ 23 و 24 مارس 1989 ] الى الامام ولكن السيد قاضى خرم آبادى منعنى ان ابعث رسالة 3/1 فكتفيت برسالة 4/1 وعرفت انها لم تصل بيد الامام كسائر الرسائل الاخرى وكان قصدى من هذه الرسالة ان ارد على المزاعم و الافترائات المنشورة فى الصحف و وسائل الاعلام ضدى و هذا نص الرسالة:
                [ بسم الله الرحمن الرحيم
                الى محضر سماحة آية الله العظمى الامام الخمينى - مد ظله العالى -
                بعد التحية و السلام و التهنئة بمناسبة مطلع العام الهجرى الشمسى الجديد و ذكرى مولد ولى العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف اردت ان اذكر لكم عدة نقاط،
                قال الله تعالى ( يا ايها الذين أمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم، و لا تجسسوا و لا يغتب بعضكم بعضا).
                وقال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ).
                وفى الكافى [ ج 8-ص147 ] بسنده عن محمد بن الفضيل عن ابى الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له جعلت فداك، الرجل من اخوانى يبلغنى عنه الشئ الذى اكرهه فاسأله عن ذلك و قد اخبرنى عنه قوم ثقات؟ فقال لى : يا محمد كذب سمعك و بصرك عن اخيك فان شهد عندك خمسون قسامة و قال لك قولا فصدقه و كذبهم، لا نذيعن عليه شيئا تشينه به و تهدم به مروته فتكون من الذين قال الله فى كتابه ( ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب اليم ). صدق الله العلى العظيم.
                والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
                حسين على منتظرى ].

                وفى رسالة اخرى بنفس التاريخ عقب فيها سماحة الشيخ:
                [ ا- اننى اعتبر بيتى تابع لبيتكم و هو ملجأ للناس و لكل اصحاب الحاجة و المواطنين الذين سلبت حقوقهم وهم يقدومون شكواهم، كنت ابذل جهدى لرفع معاناتهم و ادافع عن شخصكم الكريم و عن الثورة و النظام و القيادة المعظمة، فاصبح بيتى ملجأ لكل الثوار و الطلاب الذين تحملوا كل الاذى خلال هذه الفترة.
                2- كل مصادر الاخبار عندى بالدرجة الاولى من المسؤولين ثم الرجال المحبين للثورة و القلقين بمصيرها الذين يذكرون ألام الناس و معاناتهم و يسعون لحلها و من ثم الصحف و المنشورات التابعة لمجلس الشورى و الحرس الثورى و وزارة الاستخبارات و وزارة الارشاد و وزارة الخارجية و مختلف الداوئر الذين كانوا يقدمون تقاريرهم و كذلك اتصالاتى المباشرة مع الناس العاديين و المضطهدين و مراجعاتهم لمكتبى و كنت التقى يوميا ساعتين مع الطبقات المختلفة من ابناء الشعب دون اى حاجب او مانع او رسميات بينى و بينهم و كانوا يشكوا لى عن معاناتهم و حوائجهم و اوضاعهم وكانوا يطلعونى عما يدور حولهم من اعتقالات ظالمة و ماشابه وكنت اقدم مساعدتى و نصائحى حسب القدرة و الامكان.
                3- اننى اكرر مرة اخرى ان كل الخطابات و المحاضرات و البيانات الصادرة عنى الى الآن لم تكن الا حبا لكم و للثورة و لمصلحة النظام و التى افرجت عن الكثير من الامور و قد ارتفعت بعض معانات الناس بسببها، ولكنكم ان رأيتم ان خطاباتى تضر بمصلحة البلد و النظام و الثورة فانى اقدم و افضل رأيكم على رأيى و سأكون مطيعا لكم و انا لا اريد الا الخير للاسلام و الثورة.
                والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
                حسين على منتظرى
                4/1/68 ]

                بعد ذلك كنت انتظر ردا من الامام على رسالتى و كنت اتوقع انه اما سيدعونى للاستمرار و اما سينصحنى و يمنعنى من الاستمرار و يدعونى الى عدم المداخلة فى الامور و فى هذه الحالة كنت ساكون فى غاية السرور لانى بذلك ساتفرغ للدراسة و البحوث العلمية و الحوزوية و انا افضل ساعة من مجالسة الكتاب على كل الدنيا و ما فيها ( الا ان اقيم حقا او ادفع باطلا )
                ولكننى سمعت مؤخرا ان السيد احمد قد اعترف انه لم يسلم اى رسالة من رسائلى للامام و منها هذه الرسالة و قد سمعت انه نادم على ذلك.
                و فوجئت بعد يومين برسالة اشتهرت فيما بعد برسالة (1/6) و التى ارسلت بتاريخ 6/1/68 [ 26 مارس 1989]،
                وهذه الرسالة كانت منسوبة للامام ولكنها لم تكن ابدا له و لابخطه و لم يطلع عليها و لقد عرضناه على خبراء الخط و صرحوا بان الرسالة ليست بخطه بل زوروا خط الامام ، كما كان واضحا و جليا من عبارات الرسالة، حيث من المستحيل ان يتحدث الامام بهذه الصورة الغير اخلاقية فانا عاشرته من قريب واعرف عن اخلاقه و طبائعه و تقواه، فكانت فى الرسالة اتهامات على اشخاص قد مدحهم الامام مسبقا كالمرحوم بازركان وكان مكتوب انه كان معارضا من بداية الامر بحكومة بازركان و رئاسة بنى صدر فى حين ان الجميع يعلم جيدا ان بازركان كان منصوبا من قبل الامام و لقد ايد الامام حكومة بنى صدر فكيف اذن يقول انه كان معارضا له منذ بداية الامر.
                و بالرغم من وصول الرسالة اتصل مباشرة الشيخ نورى من بيت الامام و قال: ان الامام يقول نحن مزقنا الرسالة، فانت ايضا مزقها و لا تنشروها ابدا،
                ولكن بعد رحيل الامام رأينا ان الصحف و وسائل الاعلام نشروها وما نشرته الصحف كانت محرفة حيث العبارات لم تكن فى الرسالة التى استلمتها).
                و اخيرا عزل سماحة آية الله العظمى الشيخ المنتظرى من نيابة الامام ولكن ليس من قبل الامام الخمينى بل من قبل المحيطين به المتمثلين بالمثلث المتآمر [ خامنئى و رفسنجاني و احمد الخميني]

                و سنتابع باذن الله تفاصيل اخرى عما جرى من انتهاكات و اعتدائات على سماحة الشيخ و هجوم رجال المخابرات على بيته و مدارسه و اعتقال تلامذته و اقربائه و ابنائه...

                تعليق


                • #9
                  الفصل الحادى عشر
                  -وفاة الامام الخمينى:
                  أحدثت وفاة زعيم الثورة الاسلامية الراحل الامام الخميني عام 1989 صدمة لتلميذه ونائبه وخليفته آية الله العظمى الشيخ حسين علي منتظري الذي كان مشتاقاً لزيارة استاذه في المستشفى، لكن اتضح له، كما يقول في مذكراته، ان من حاصروا الامام الخميني في اخريات أيامه لن يسمحوا له بأن يزوره وان يلقي النظرة الاخيرة عليه.
                  و يوضح الشيخ المنتظري تلك الظروف قائلاً: «لقد كنت في نجف آباد بسبب وفاة والدي عندما سمعت من الاذاعة بأن الامام نقل الى المستشفى لاجراء عملية جراحية، واقترح بعض الاشخاص علي ان ابعث ببرقية الى الامام في المستشفى، فقلت لهم ان هؤلاء (المحيطين بالامام الخميني) لم يبعثوا لي حتى ببرقية واحدة للتعزية بوفاة والدي. مع ذلك فقد بعثت ببرقية الى الامام في المستشفى. وعندما رجعت الى قم عزمت على الذهاب الى الامام لزيارته لكن الشيخ درّي نجف ابادي قال لي بأنهم (موظفي مكتب الامام الخميني وابنه احمد) لا يحبذون ان اذهب لزيارة الامام. وكنت على يقين بأنهم لن يسمحوا لي بالدخول اذا ذهبت الى المستشفى. وعندما توفي الامام بعثت ببرقية وأرسلت ابني احمد والشيخ نجف ابادي وايزدي الى جمران (مقر اقامة الامام الخميني) للتعزية.
                  وبعد ذلك بأيام توجهت وولديّ احمد وسعيد الى ضريحه لقراءة الفاتحة، ومن هناك ذهبنا الى جمران. كان ذلك في الصباح الباكر والجو كان ممطراً. وعند البوابة قالوا لنا بأن علينا الانتظار لأن السيد احمد نائم. وبعد ذلك نصحونا بأن نذهب الى مكتب الشيخ توسلي للانتظار. لقد عرفت من ذلك انهم كانوا يريدونني ان ارجع، فعدنا الى قم. وبعدها سمعت بأنهم اخبروا الشيخ هاشمي رفسنجاني بما جرى لنا فأعرب عن اسفه لما فعله اولئك الاشخاص. وبعدها قلت للسيد طاهري خرم آبادي ان يبلغ الشيخ رفسنجاني بأنني احب ان اذهب الى بيت الامام لأعزي عائلته بصفتي تلميذاً للامام ولا دخل للسياسة في هذه الأمور. وقلت ايضا انني لا ريد ان ينشر خبر الزيارة في وسائل الاعلام، واذا أرادوا النشر، فعليهم ان يطلعوني مسبقاً على نص الخبر قبل اذاعته لأنني كنت اعرف انهم سيذيعون الخبر على اساس ان منتظري زار بيت الامام ليتوب ويطلب العفو ويعترف بأنه هو السبب في وفاة الامام. وبعد ذلك اخبرني السيد طاهري خرم آبادي ان الشيخ رفسنجاني قال انه ينظر في الامر. لكنه بعد ذلك ذهب الى موسكو، والسيد احمد قال انه ليس محبذاً مجيء الشيخ (منتظري) الى البيت، فقلت: لقد سقط التكليف عني».
                  ويتحدث سماحة الشيخ المنتظري في هذا الجزء من مذكراته عن موضوع القيادة بعد الامام الخميني التي حُسمت في مجلس الخبراء بعد فشل الاعضاء المؤيدين لفكرة انشاء مجلس قيادة من ثلاثة او خمسة اشخاص في الحصول على اصوات الأغلبية، مما مهد الأرضية لتدخل هاشمي رفسنجاني كي يزعم ان الامام الخميني كان نفسه قد اشار مراراً الى خامنئي باعتباره افضل خليفة له. ومما اورده سماحة الشيخ المنتظري في مذكراته: «لقد شعرت انه من مصلحة البلاد والثورة ان ارسل ببرقية تهنئة الى خامنئي لأعبر فيها عن حرصي على وحدة الكلمة في البلاد، ولازالة قلقهم حول أهدافي. غير انهم لم يذيعوا نص البرقية في الاذاعة والتلفزيون، كما ان خامنئي لم يرد عليها، وعندما سئل عن سبب عدم الرد قال انه استخار القرآن الكريم فلم تكن الاستخارة لصالح الرد على برقية منتظري»!.
                  وكان سماحة آية الله المنتظري قد ركز في برقيته على نقطتين رئيسيتين: 1 ـ يتعين على خامنئي ان يأخذ المشورة من العلماء والمراجع والشخصيات المخلصة في البلاد.
                  2 ـ ان خامنئي ليس مؤهلاً لخلافة الامام الخميني، غير ان مصلحة البلاد تأتي فوق جميع المصالح، واذا سعى خامنئي لاعادة الثقة بالنظام الى قلوب المواطنين والعمل بالدستور فانه لن تكون هناك معارضة لقيادته.
                  وبعث سماحة الشيخ المنتظري مرة اخرى ببرقية الى خامنئي بمناسبة وفاة والدته، ولم يرد مرشد الثورة عليها. كما ارسل آية الله المنتظري رسالة اليه بعد تعرض بيته ومكتبه وحسينيته لهجوم من عناصر «أنصار حزب الله» ورجال الأمن، ولم يأته هذه المرة ايضاً الرد..
                  ومن المؤاخذات الرئيسية للشيخ المنتظري على رفسنجاني وأحمد الخميني، كما توضح مذكراته، وهو اقدامهما على تعديل بعض بنود الدستور. وهو يقول ان التعديلات التي اجريت وأسفرت عن الغاء منصب رئيس الوزراء وتوسيع سلطات وصلاحيات الولي الفقيه (مرشد الثورة)، كانت غير ضرورية.
                  «لقد جاءني احمد الخميني يوماً وطالبني بأن اوجه رسالة الى الامام الخميني ـ قبيل وفاته ـ باعتباري رئيساً لمجلس الخبراء اؤكد فيها ضرورة تعديل بعض بنود الدستور، غير انني رفضت ذلك وقلت له ان الدستور قد صوت عليه الشعب والمراجع الكبار ولا يمكن التلاعب به، اذ اننا بعملنا هذا نعرض الدستور للخطر. لقد كانت البلاد في حالة غير طبيعية آنذاك بعد قبول الامام بقرار رقم 598 وتوقف الحرب مع العراق. وقد كتبت رسالة الى الامام الخميني اوضحت فيها مخاطر تغيير مفاد الدستور. وبعد ان يئسوا مني ذهبوا الى الشيخ مشكيني ـ نائب رئيس مجلس الخبراء آنذاك ـ وبمساعدته اجروا التعديلات وألغوا منصب رئيس الوزراء وأدخلوا مجمع تشخيص مصلحة النظام في الدستور.
                  «لقد أدخلوا في الدستور كلمة «المطلقة» بعد ولاية الفقيه، وهذا عمل غير سليم فنحن لا نقول بالولاية المطلقة للفقيه، ولا يجوز للفقيه ان يفعل ما يريد. كما ألغوا شرط المرجعية في القائد من شروط انتخابه.
                  «وبعد اجراء التعديلات في الدستور عقب وفاة الامام الخميني بعثت برسالة الى اعضاء مجلس الخبراء قلت فيها: «سمعت ان بعض العلماء ممن رفضوا التعديلات الدستورية الاخيرة استندوا في معارضتهم الى بعض الآيات الكريمة والأحاديث النبوية، للتأكيد على ان القائد يجب ان يكون الفقيه الأعلم. وعلمت ان السيد خامنئي قد طالبهم بايجاد مخرج لهذا الأمر، وكانت نتيجة هذا ان قاموا بحذف شرط المرجعية ممن يتولى القيادة. ان الامام الخميني كان يعتقد أن القيادة في البلاد ليست غير القيادة الفقهية ولا يجوز فصلهما، ورداً على سؤال من بعض اللبنانيين حول امكانية الفصل بين المرجعية الدينية والقيادة، كتب الامام الخميني: بسم الله الرحمن الرحيم، لا فصل بين القيادة السياسية والمرجعية، وليست ولاية القيادة السياسية الا للمجتهد الجامع للشرائط».
                  ويشير سماحة آية الله العظمى المنتظري بعد ذلك الى محاولات تشويه علاقته بالامام الخميني التي قام بها اركان الحكم بعد عزله. ويقول: «لم يكن يوماً بعيداً عن الامام والثورة وكنت اعتبر نفسي دائماً جزءاً من الثورة ولم يدر يوماً في رأسي موضوع القيادة، ولم اكن احب ان اجلس يوما مكان الامام بعد وفاته. ولكن اولئك الحاقدين علي كانوا يعتقدون انني اطمع بالقيادة، وحتى الآن هم لديهم هذا التفكير. انا لم ابتعد يوماً عن الامام. وقبل الثورة عندما كان الامام في الخارج وانا في الداخل كنت اقود الامور في الداخل بدل الامام ولم اكن افكر يوماً بأن اقف ضد الامام ولكن الشياطين أبعدوا الامام عني، وكنت استبعد ذلك اليوم الذي يفكر فيه الامام بأنني اقف ضده لأنه كان يعرفني لمدة اربعين عاماً. ولكن الشياطين عرفوا كيف يستفيدون من اختلاف الآراء بيني وبينه في بعض المواضيع ليخربوا العلاقة بيني وبينه، ولم اكن اعتقد ان هؤلاء الشياطين كانوا قادرين على اختراق هيكل الجمهورية الاسلامية التي تعبنا كثيراً لايجادها. وكنت اعتقد ان الناس واعون ويفهمون الامور، ولكن لماذا يستغرب وقد كان في زمن النبي (صلى الله عليه وآله و سلم) ايضاً شياطين عملوا لضرب ثورة الرسول. انني مسرور جداً لأنني لم اتول أية مسؤولية، لأنه في يوم الحساب سيكون ثقلي قليلا فأنا اشاركهم في ذنوبهم وأنا راض جداً من وضعي ومشغول في امور العلم والفقه ـ طبعاً اذا سمحوا لي بذلك وعندما اقول هذا الكلام فانني اشير الى انهم لم يتورعوا عن تعطيل دروسي واعتقال طلابي. كما انهم هاجموا مرتين مكاتبي والحسينية والبيت وسرقوا ما سرقوا وأتلفوا الكثير من ممتلكاتي الشخصية والعلمية. في الهجوم الاول صادروا جميع الكتب والمستندات والأشرطة التي تحتوي على الدروس والمحاضرات، السمعية منها والبصرية، والأرشيف ورسائل عامة الناس لي، وحطموا المكاتب والأبواب وأرادوا ان اوقف دروسي ولكنني واصلت الدروس وحضرت للدرس في اليوم التالي رغم انهم حاصرونا بالقوات. والهجوم الثاني كان بعد خطابي يوم 13 رجب 1418، حيث استهدفوا البيت والحسينية، وضربوني واعتقلوا بعض العلماء الذين كانوا هناك وصادروا كل شيء واقتحموا الحسينية، والى الآن نحن محاصرون وكل شيء في يديهم، وتحت سيطرتهم.
                  «ان اولئك الذين أرادوا ضرب الجسور بيني وبين الامام نجحوا في ذلك لأنهم كانوا يدركون تماماً بأن وجودي سيضرب مصالحهم ولذلك جعلوا من الامام متراساً ليدافعوا عن منافعهم الدنيئة الخسيسة، وبقاؤهم في السلطة يستلزم تدميري وإبعادي عن الامام».

                  تعليق


                  • #10
                    الفصل الثانى عشر:
                    -الاعتداء على بيت و حسينية سماحة آية العظمى الشيخ المنتظرى:
                    فى فبراير عام 1993 ذكرى انتصار الثورة الاسلامية وعقيب المحاضرة التى القاها سماحة الشيخ المنتظرى بهذه المناسبة، هاجم عناصر الشرطة و رجال الامن و المخابرات على بيت و مكتب و حسينية سماحة الشيخ و سرقوا و اتلفوا و حطموا الابواب و الشبابيك و الممتلكات و مزقوا الكتب و المصاحف و يتحدث سماحته عن سبب الحادث قائلا:
                    "بعد ما كانوا يعتقلون اشخاص من دون سبب و تحت ذرائع و حجج واهية ولااحد كان يطلع على هذه الاعتقالات بسبب الحصار المفروض على الصحف و وسائل الاعلام وقد صرح احدهم وهو الشيخ محمد يزدى [ رئيس السلطة القضائية آنئذ و عضو مجلس صيانة الدستور حاليا] انه لايوجد اى سجين سياسى فى البلد، فى حين كانت الاعتقالات مستمرة و من المعتقلين كانا الحاج داوود كريمى و السيد محمود درد كشان و الكثير من المؤمنين المخلصين و قد تعرضوا على اقسى انواع التعذيب - كما قالا لى فيما بعد -واردوا منهم ان يسجلوا مقابلة معهم فى التلفزيون ليأخذوا اعتراف بأنهم كانوا يتآمرون معى للقضاء على نظام الحكم و يعدون لانقلاب عسكرى بامر منى!!،
                    هذا الامر دعانى ان اخطب تلك الخطبة و اطلب باطلاق سراحهم و بعد يومين من خطابى اجتمع افراد من عناصر المخابرات و جماعة ما يسمون بـ[ انصار حزب الله ] بعد اداء صلاة الجمعة و بعد رشقوا الحجارة على شبابيك المنزل و ابوابها وهتفوا بشعارات وهتافات مهينة وفى اليوم التالى واثناء القاء درسى دخلوا الحسينية و اخلوا الدرس و ضربوا تلامذتى بعنف و بعد ذلك سادت اجواء الخوف و الرعب فى منطقتنا وفى نفس الليلة و قرب الساعة العاشرة مساءا تجمع حوالى الف شخص من قوات الشرطة بقيادة روح الله حسينيان [ مساعد ريشهرى و رئيس مركز الوثائق ] و حاصروا بيتنا و قطعوا تيار الكهرباء و الهاتف و حاصروا المنطقة باكملها و سادت اجواء الخوف و الذعر و الرعب على كل اهالى و سكان المنطقة حتى اننى سمعت ان زوجة المرحوم آية الله ربانى املشى اصيبت بجلطة قلبية، فدخلوا البيت و الحسينية و سرقوا ما سرقوا و اتلفوا الكثير من ممتلكاتى الشخصية و العلمية و صادروا جميع الكتب و المستندات و الاشرطة التى تحتوى على الدروس و المحاضرات، السمعية منها و البصرية، و الارشيف و وسائل عامة الناس وحطموا المكاتب و الابواب ولقد كتبت تقريرا يحتوى على 12 صفحة بما جرى فى تاريخ 10/2/ 1372 [ 28/مارس/1993] ولكنهم لم يسمحوا لى بنشرها حيث الحرية مسموحة للجميع غيرنا و الحمدلله اننى لم افقد استقامتى و معنوياتى تلك الليلة و كنت مشغولا بتلاوة القرآن و الدعاء و الاذكار، و سينتقم الله تعالى من الظالمين يوم القيامة الكبرى و لن يضيع حق المظلومين].
                    و من الامور التى اعترض عليها سماحة الشيخ خلال تلك الفترة هو انشاء ما يسمى بـ ( المحكمة الخاصة برجال الدين ) و التى كانت عملها الضغط على المراجع و اعتقال الطلبة و رجال الدين المنتقدين و المعترضين و يقول سماحة الشيخ:
                    [ لا يوجد اى دليل و اى مبرر قانونى و شرعى لوجود هذه المحكمة و احدى الاهداف من وجودها هو الضغط على فكانوا يعتقلون الاشخاص المرتبطين بى سواءا من رجال الدين اوغيرهم واذكر فى احدى المرات اعتقلوا احد تلامذتى و هو لم يكن رجل دين و ذنبه الوحيد انه كان تلميذى و كان يحضر دروسى و فى السجن قال له القاضى نريد ان نطلق سراحك لاننا لم نجد شئ عنك ولكن بشرط ان تكتب رسالة الى المرشد خامنئى و تتوب و تطلب العفو منه، فاجابه من اى شئ اتوب وانا لم ارتكب ذنبا فاصدر القاضى فى حقه السجن بمدة اربع سنوات!!!
                    كما انهم قد طردوا جميع الموظفين الذين كانوا يقولون نحن من مقلدى المنتظرى !].
                    وفى عام 1994 تعرض سماحة الشيخ المنتظرى الى نوبات و امراض فى القلب و الكلية استدعت ان يراجع مستشفى لقمان الحكيم فى طهران و كان له موعد مسبق مع الاطباء و و يتذكر سماحة الشيخ:
                    [ لقد اوصانى الاطباء ان يبيت عدة ليالى لالقاء العلاجات و التحليلات الطبية و حينما اخذوا يعدون الغرفة و الادوات الطبية و اذا بعد دقائق جاء خمسة اشخاص من رجال المخابرات و هددوا الاطباء و مسؤولى المستشفى اذا بقيت فى هذه المستشففى فسيعتقلونهم، فخاف الاطباء و جاءوا و اعتذروا من تقبل الخدمة الطبية فغادرنا المستشفى باتجاه قم وبعد ذلك اصدر المرحوم آية الله العظمى الكلبايكانى بيانا استنكر فيها بشدة ما قام به السلطات و ابدى عن اسفه الشديد لهذا العمل الغير انسانى و الغير اخلاقى الذى لم يسبق له مثيل فى اى نظام ديكتاتورى آخر حيث يمنعون انسانا من ابسط حقوقه وهو حق العلاج ].
                    فكيف بهذا الشخص هو من المراجع العظام
                    وقد اثار هذا الحادث ضجة كبيرة فى وسائل الاعلام خارج البلد، لكن فى الداخل لم يتجرأ احدا ان يتحدث!
                    و يستذكر سماحة الشيخ المنتظرى الاحداث التى لحقت بعد رحيل سماحة آية الله العظمى الاراكى حيث توجه الناس عند سماحة الشيخ ليكون هو المرجع الاعلى بعده ولكن السلطات قد رشحت المرشد لهذا الامر
                    فخطب المرشد خامنئى خطابا عنيفا و شديد اللهجة تهاجم خلالها بشدة على سماحة آية الله العظمى المنتظرى و وصفه خائنا و عميلا للاعداء!!!!
                    و يتحدث سماحة الشيخ:
                    بعد خطاب خامنئى العنيف فوجئنا برجاله قد اجتمعوا مرة اخرى بعد صلاة الجمعة امام بيتنا و حاصرونا واخذوا يرشقون الحجار و يحطمون الابواب مرة اخرى واعتدوا على تلامذتى بالضرب و الشتم وكانوا يرددون خلال هجومهم هتافات باسم خامنئى واصفين اياه المرجع الاعلى!!
                    وبهذا كانوا يمهدون الارضية لمرجعية خامنئى،
                    وقد كتب ابنى سعيد رسالة لخامنئى لكنها كالعادة بقيت دون اجابة] !
                    وفى تلك الفترة بدأ الحصار و الضيق على المراجع الأخرين كسماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازى و آية الله العظمى السيد صادق الروحانى و المراجع الآخرين الذين رفضوا ان يأييدوا مرجعية المرشد
                    واستمرت هذه المضايقات و الاعتدائات حتى عام 1997 حيث انتخاب الرئيس محمد خاتمى باغلبية ساحقة للأراء
                    وسنواصل تداعيات انتخاب السيد خاتمى والاحداث اللاحقة فى فصل آخر من مذكرات سماحة الشيخ المنتظرى -حفظه الله تعالى- الفصل الثالث عشر:
                    رئاسة السيد محمد خاتمى-
                    فاز السيد محمد خاتمى فى 23 آيار 1997 فى انتخابات رئاسة الجمهورية باغلبية ساحقة للآراء امام منافسه على اكبر ناطق نورى المرشح من قبل المرشد و السلطات و الذى اذهل جميع المراقبين و المتابعين للحدث الايرانى، حيث كان من المتوقع ان يفوز ناطق نورى باعتباره كا مؤيدا من قبل المرشد علنا و جميع وسائل الاعلام كانت تحت اختياره و قد اصدر سماحة آية الله العظمى المنتظرى بيان تهنئة لرئيس الجمهورية المنتخب وجه سعادته و تهانيه توجيهاته وقد جاء فى بيانه:
                    "ان انتخابكم هذا يحمل رسالة واضحة من الشعب يريد من خلالها التغيير فى البلد و بذلك يجب ان تراعوا حقوق الناس و ان لاتهملوهم و تكسبوا ودهم و ان تلبوا مطاليبهم و توفوا بعهدكم و الا فسييأس الشعب منكم و من نظام الحكم وحينئذ سيتجهون اتجاها معارضا للحكومة ولقد عرفنا ذلك من خلال انتخابهم فلذلك لابد ان تسمعوا صوت الناس وهذه الفترة هى فترة مصيرية و حساسة لمستقبل النظام".
                    و يستذكر سماحة الشيخ قائلا:
                    " بعد بيانى بعث السيد خاتمى مبعوثا لى و هو السيد سراج الدين الموسوى ابدى عن شكره و امتنانه للبيان".
                    و يتحدث سماحة الشيخ عن رسالته التى ارسلها فى تلك الفترة الى المرشد خامنئى بواسطة الشيخ مؤمن حذره فيها من مغبة مداخلة الحكومة فى شؤون الحوزة و المرجعية الدينية و يقول سماحته:
                    "ان خامنئى لم يكن يوما فى عداد المراجع و ليس مؤهلا للقيادة الدينية و هو يعلم هذا الامر جيدا وكل الذين حوله و يهتفون باسمه و يطرحون مرجعيته يعرفون ذلك ايضا ولكنهم يتملقون له و يبحثون عن مصالحهم و اهدافهم السياسية و قد بعثت رسالة الى خامنئى بواسطة الشيخ مؤمن هذا نصه:
                    بسمه تعالى
                    1- رسالتى هذه من طالب الى طالب غض النظر عن الرسميات و التشريفات الحكومية.
                    2- اننى احمد الله تعالى اذ اعفانى من المناصب و المسؤوليات الحكومية ولو اعطى لى جميع المناصب فسارفضه.
                    3- اننى لم افكر يوما فى السيادة و المرجعية ولو لم احس الآن بالمسؤولية فكنت اعتزل فى معزل و اتخذ الصمت.
                    4- المضايقات التى تعرضت لها و فرضت على وعلى تلامذتى و اقربائى خلال هذه السنين و التى ازدادت فى الآونة الاخيرة من قبل رجال الامن كالاعتدائات المستمرة على بيتى و مكتبى و اعمال السلب و النهب و الضرب و الشتم والاعتقالات التعسفية التى يتعرض لها طلابى من قبل محكمة رجال الدين و وزارة الاستخبارات و التى ذكرتها مرارا و تكرارا ولكنك لم تصدق كل هذه الامور ، هذه الامور تضر الحكومة قبل ان تضرنى.
                    واخيرا اقول ان المرجعية الدينية المقدسة للطائفة الشيعية كانت و لاتزال قدرة مستقلة طوال التاريخ و لايجوز ان تخدشوا هذه الاستقلالية و تهددوا قدسيتها بواسطتكم و بواسطة اياديكم فانها مضرة و خطيرة للاسلام و للشيعة
                    فانت مهما حاولت لن تستطيع ان تحل محل المرحوم الامام الخمينى، اذن فالافضل لك ان تكتفى بقيادتك الحكومية و لا يجوز ان تتدخل فى المرجعية و القيادة الدينية و عليك الآن ان تسترجع جميع الاموال و المتصرفات و الوجوه الشرعية الى الحوزة ولايجوز التصرف بها،
                    و بعد ما سلم الشيخ مؤمن هذه الرسالة قال لى اننى تحدثت مع السيد خامنئى حوالى نصف ساعة و شرحت له هذه الامور.
                    وبعد فترة قصيرة من كتابة هذه الرسالة خطب خامنئى و تهجم مرة اخرى بعنف على وهددنى هذه المرة وبعد خطابه كالعادة تعدى عملائه مرة اخرى على بيتى و مكتبى و حطموا و سرقوا و نهبوا و.. كالعادة.

                    تعليق


                    • #11
                      هذا رابط لتنزيل الموضوع كاملا
                      http://www.4shared.com/file/38173361...e3/dddddd.html

                      تعليق


                      • #12
                        أحسنتم على الموضوع ياصدى الفكر

                        وينك أشو ماكو

                        ليش ؟

                        تعليق


                        • #13
                          حجينا مريض والله بس الله سلم
                          ادخل على الماسينجر تلقاني اليوم باذن الله

                          تعليق


                          • #14
                            الله يشافيك ويعافيك

                            مولانا

                            تعليق


                            • #15
                              الصورة حلوة في توقيعك من وين جبتها حجي؟

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                              ردود 13
                              2,142 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة مروان1400
                              بواسطة مروان1400
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 31-08-2019, 08:51 AM
                              ردود 2
                              344 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X