قال ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة ريا مرضعة يزيد:
أنبأنا أبو القاسم النسيب نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني وحدثني أبو القاسم بن السمرقندي قال وجدت في كتاب جدي لأمي أبي القاسم عبد الرحمن بن بكران المقرئ الدربندي قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد ابن أبي الخطاب أنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة بن يزيد أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال:
( رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريا كان بنو أمية يكرمونها وكان هشام يكرمها وكانت إذا جاءت إلى هشام تجئ راكبة فكل من رآها من بني أمية أكرمها ويقولون ريا حاضنة يزيد بن معاوية فكانوا يقولون قد بلغت من السن مائة سنة وحُسن وجهها وجمالها باق بنضارته.
فلما كان من الأمر (أي: أمر خلافة بني العباس وتشرذم الأمويين) الذي كان استترت في بعض منازل أهلنا (أي: هربا) فسمعتها وهي تقول وتعيب بني أمية مداراة لنا (لكون ولائها لبني أمية) قالت:
دخل بعض بني أمية على يزيد فقال أبشر يا أمير المؤمنين فقد أمكنك الله من عدو الله وعدوك يعني الحسين بن علي قد قتل ووُجِّه برأسه إليك، فلم يلبث إلا أياما حتى جيء برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد في طشت، فأمر الغلام فرفع الثوب الذي كان عليه، فحين رآه خمر وجهه بكمه كأنه يشم منه رائحة، وقال: الحمد لله الذي كفانا المؤنة بغير مؤنة " كل ما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ". قالت: ريا فدنوت منه فنظرت إليه وبه رد من حناء.
قال حمزة: فقلت لها أقرع ثناياه بالقضيب كما يقولون؟
قالت: إي والذي ذهب بنفسه وهو قادر على أن يغفر له لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ويقول أبياتا من شعر ابن الزبعري (أي: لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحى نزل).
ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له قد أمكنك الله من عدو الله وابن عدو أبيك فاقتل هذا الغلام –أي: علي بن الحسين عليهما السلام- ينقطع هذا النسل، فإنك لا ترى ما تحب وهم أحياء آخر من ينازع فيه يعني علي بن حسين بن علي، لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه وما لقيت أنت منه وقد رأيت ما صنع مسلم بن عقيل، فاقطع أصل هذا البيت فإنك إن قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم وهم قوم ذوو مكر والناس إليهم مائلون وخاصة غوغاء أهل العراق يقولون ابن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ابن علي وفاطمة اقتله فليس هو بأكرم من صاحب هذا الرأس، فقال: لا قمت ولا قعدت فإنك ضعيف مهين، بل أدعهم كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان.
قال: إني قد سميت الرجل الذي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولكن لا أسميه أبدا ولا أذكره ...
قال أحمد قال أبي قال لي يحيى بن حمزة قال أبي يعني حمزة بن يزيد: قد رأيت ريا بعد ذلك مقتولة مطروحة على درج جيرون مكشوفة الفرج في فرجها قصبة مغروزة ...
قال حمزة: ما رأيت في النساء أجود من ريا، قلت: كيف علمت أنه شعر ابن الزبعري؟ قال: أنشدتني مائة بيت من قولها ترثي بها يزيد.
كل هذا على ذمة ابن عساكر في تاريخ دمشق 69: 158/ رقم: 9343.
ووصفها الذهبي في تاريخ الإسلام (5: 107) وسير أعلام النبلاء (3: 319) بأنها: (قوية الإسناد).
فتمعن واستنتج .... فإن في هذا الخبر الصحيح فوائد جمة
الثمالي
أنبأنا أبو القاسم النسيب نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني وحدثني أبو القاسم بن السمرقندي قال وجدت في كتاب جدي لأمي أبي القاسم عبد الرحمن بن بكران المقرئ الدربندي قالا أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الحارث أحمد بن محمد بن عمارة بن أحمد ابن أبي الخطاب أنا أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثني أبي عن أبيه يحيى بن حمزة بن يزيد أخبرني أبي حمزة بن يزيد الحضرمي قال:
( رأيت امرأة من أجمل النساء وأعقلهن يقال لها ريا كان بنو أمية يكرمونها وكان هشام يكرمها وكانت إذا جاءت إلى هشام تجئ راكبة فكل من رآها من بني أمية أكرمها ويقولون ريا حاضنة يزيد بن معاوية فكانوا يقولون قد بلغت من السن مائة سنة وحُسن وجهها وجمالها باق بنضارته.
فلما كان من الأمر (أي: أمر خلافة بني العباس وتشرذم الأمويين) الذي كان استترت في بعض منازل أهلنا (أي: هربا) فسمعتها وهي تقول وتعيب بني أمية مداراة لنا (لكون ولائها لبني أمية) قالت:
دخل بعض بني أمية على يزيد فقال أبشر يا أمير المؤمنين فقد أمكنك الله من عدو الله وعدوك يعني الحسين بن علي قد قتل ووُجِّه برأسه إليك، فلم يلبث إلا أياما حتى جيء برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد في طشت، فأمر الغلام فرفع الثوب الذي كان عليه، فحين رآه خمر وجهه بكمه كأنه يشم منه رائحة، وقال: الحمد لله الذي كفانا المؤنة بغير مؤنة " كل ما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ". قالت: ريا فدنوت منه فنظرت إليه وبه رد من حناء.
قال حمزة: فقلت لها أقرع ثناياه بالقضيب كما يقولون؟
قالت: إي والذي ذهب بنفسه وهو قادر على أن يغفر له لقد رأيته يقرع ثناياه بقضيب في يده ويقول أبياتا من شعر ابن الزبعري (أي: لعبت هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحى نزل).
ولقد جاء رجل من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فقال له قد أمكنك الله من عدو الله وابن عدو أبيك فاقتل هذا الغلام –أي: علي بن الحسين عليهما السلام- ينقطع هذا النسل، فإنك لا ترى ما تحب وهم أحياء آخر من ينازع فيه يعني علي بن حسين بن علي، لقد رأيت ما لقي أبوك من أبيه وما لقيت أنت منه وقد رأيت ما صنع مسلم بن عقيل، فاقطع أصل هذا البيت فإنك إن قتلت هذا الغلام انقطع نسل الحسين خاصة وإلا فالقوم ما بقي منهم أحد طالبك بهم وهم قوم ذوو مكر والناس إليهم مائلون وخاصة غوغاء أهل العراق يقولون ابن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ابن علي وفاطمة اقتله فليس هو بأكرم من صاحب هذا الرأس، فقال: لا قمت ولا قعدت فإنك ضعيف مهين، بل أدعهم كلما طلع منهم طالع أخذته سيوف آل أبي سفيان.
قال: إني قد سميت الرجل الذي من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولكن لا أسميه أبدا ولا أذكره ...
قال أحمد قال أبي قال لي يحيى بن حمزة قال أبي يعني حمزة بن يزيد: قد رأيت ريا بعد ذلك مقتولة مطروحة على درج جيرون مكشوفة الفرج في فرجها قصبة مغروزة ...
قال حمزة: ما رأيت في النساء أجود من ريا، قلت: كيف علمت أنه شعر ابن الزبعري؟ قال: أنشدتني مائة بيت من قولها ترثي بها يزيد.
كل هذا على ذمة ابن عساكر في تاريخ دمشق 69: 158/ رقم: 9343.
ووصفها الذهبي في تاريخ الإسلام (5: 107) وسير أعلام النبلاء (3: 319) بأنها: (قوية الإسناد).
فتمعن واستنتج .... فإن في هذا الخبر الصحيح فوائد جمة
الثمالي
تعليق