تطبيقاً للنظرية الاقتصادية المعروفة في علم الاقتصاد و السوق ( نظرية العرض و الطلب ) يتناسب سعر السلعة عكسياً مع وفرة المعروض فكلما زادت نسبت المعروض قل سعره و العكس صحيح .
و هذه النظرية تطبق اليوم في العراق بشيء خاص جداً , فالسلعة المعروضة رغم ثمنها الغالي الذي لا يضاهيه ثمن على وجه البسيطة حتى و لا الذهب الاصفر او الذهب الأسود و الذهب الأبيض و غيرها من الأنواع ، و سأتنزل و اسميه الذهب الأحمر ، أعتقد إنكم عرفتموه انه الدم العراقي .
تلك السلعة التي دخلت سوق العرض و الطلب منذ وجد عراقي و أخر ووجد أداة تستبيح دمه , و لا أعرف هل إن الدم العراقي رخيص لأنه معروض بكثرة أم أنه عرض بكثرة كونه رخيص , حيرتني هذه المسألة بينما كانت ذاكرتي تستعرض صور الدماء التي تستباح على أرض بلدي هل بقيت وسيلة للقتل لم تجرب على أجساد العراقيين هل بقي في عروق العراقيين دماء أم تجمدت في عروقه كل المشاعر و الأحاسيس وهو يرى في كل يوم و كل ساعة صور الموت و القتل و الدماء و يضيف الى قاموسه مصطلحات العنف و الذبح و التفخيخ ووو...الخ ..،
ما أسهل ما يراق و ما أسهل ما يباع شباب و أطفال و نساء ة شيوخ تنزف لتروي تراب لا يرتوي و نهم لا يكتفي و جشع لا ينتهي , ما أكثر ما بكت السماء دما حزناً على و أسفاً على الدماء الحرام التي سفكت على أرض العراق و لكن لماذا تسفك كل تلك الأطنان من الدماء لماذا يقتل الانسان من أين له الجرأءة .
سمعت يوماً محاضرة للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي لفت انتباهي فيها كلمة قال فيها أن ( الشيطان الأكبر ) هو النفس الأمارة بالسوء .
نظرية جديدة .لم تطرق سمعي سابقاً الشيطان الأكبر هو نفسي الأمارة بالسوء ! ليس أمريكا أو بريطانيا و ليس إسرائيل و ليس كما يختصرهم البعض بالثالوث المشؤوم و ليس الذباحين و الجزارين و المفخخين ليس السراق والناهبين و قطاع طرق الخير , بل أعدى الأعداء هو النفس التي بين جنبي , كما يقول النبي العظيم . من هو أكبر من نفس تسول قتل الأخ و استباحة الدماء الحرام من هو أكبر من نفس تزين سرقة مال الفقراء و تخطط أيما تخطيط حتى إن الشيطان يجلس تلميذ مبتدأ في مدرسة فنون الحرام و السوء التي تديرها نفس بشرية تركت وراءها القيم السامية و أعطت جرعة مخدرة للضمير و سلمت مقاليد أمورها للشهوات تجرها الى مهالك الانحطاط الأخلاقي و القيمي . فهل نستطيع الانتصار على هذا الشيطان الاكبر و كيف و ساحة المعركة هي ذاتنا و العدو هو أنفسنا و الخاسر هو نفسي و المنتصر هو أنا .....
منقول من موقع الفضيلة المقالات