الغموض في نشأة التيار الصدري .... والدوافع التي وراء تشكيل مليشيا جيش المهدي / الحلقة الاولى
المحامي اكرم عبد الصاحب - 14/04/2008م - 9:58 م | مرات القراءة: 528
--------------------------------------------------------------------------------
ولد التيار الصدري في ظروف العراق الحرجة وفي الفترة التي كان النظام يخاف كل شيء من حوله ..... الضغط الدولي والاقليمي وتصاعد عمليات المعارضة جميعها كانت تأكل بكيانه المنهار.... وفي محاولة يائسة لاصلاح الاوضاع الداخلية والتأثير على القاعدة الجماهيرية الشيعية التي بدأت تتحرك باتجاه الخلاص من الاستبداد البعثي المقيت . ومشروع الحملة الايمانية التي اطلقها النظام البائد في حينها واحدة من اساليب تخفيف الاحتقان الذي سببته سياسة صدام تجاه الشيعة في العراق وحاول البعثيون من خلال هذه الحملة المزعومة بيان حالة الانفتاح لدى الحكومة .
وفي خضم هذه الظروف ظهرت مرجعية السيد محمد صادق الصدر وسط تسائل يحتاج الى تفسير وتوضيح وهو كيف يمكن لصدام ان يسمح لمرجع شيعي ان يدعو الى التفاف الجماهير حوله ؟؟ العراقيون الشيعة الذين يشعرون بالفراغ ويتحينون الفرصة للتعبير عن مدى حبهم وتمسكهم بعقائدهم وسخطهم على النظام انقسموا الى اربع اقسام قسم اتبع الصدر وهو يأمل من هذا الرجل ان يأخذ بيد شيعة العراق الى بر الامان والخلاص من الطاغوت والقسم الاخر اتبعوا الصدر بدون وعي ولا دراية فقط تدفعهم العاطفة والمصلحة الذاتية حيناً أو دفع من قبل النظام المقبور حيناً آخر والقسم الثالث بقى محايداً يترقب الاحداث بوجل . والقسم الرابع كان رافضاً لمشروع الصدر.
وبدأ السيد الصدر يطرح افكارغريبة عن واقع الحوزة العلمية العريقة في النجف الاشرف من قبيل الحوزة الناطقة والحوزة الشريفة والحوزة الصامتة , ولم تبدأ معركة الصدر مع ازلام النظام والواقع الفاسد في العراق بل بدأت في محاولته انتزاع زعامة الحوزة العلمية وقيادتها عن طريق تأثير النظام وعلاقته التوافقية معه
والاخطر من ذلك كله ادعائه انه الاعلم وانه يمكن الرجوع اليه بالاحكام الشرعية بعد اربعيين سنة من وفاته وهذا بحد ذاته يدل دلالة واضحة على الانحراف عن خط نهج اهلالشيعة الامامية ومخالفة الاحكام الشرعية التي ورثوهاعن السلف في كيفية اختيار الاعلم وكذلك شروط الاختيار ,,,,, وهذا المفهوم اعطى فرصة لغيره ان يحذو حذوه كما فعلها اليعقوبي والحسني وغيرهم من ادعياء الاعلمية .
ان مؤيدي محمد صادق الصدر في العراق كثيرون ولم يعوا حقيقة أهدافه وستراتيجيته وركبوا في حينها موجة الدين لانه كان يوجد فراغ واقعي في القيادة التي تتبنى مفهوم الدين للظروف التي كان يعيشها العراقيين في ظل الاجهزة القمعية للنظام وتركزت قاعدة محمد صادق الصدر وسط البسطاء والفقراء من الطائفة الشيعية .
ويبدو ان الصدر الثاني كما يسمونه لم يحسبها بشكل دقيق واثار حفيظة النظام وتعدى الخطوط الحمراء التي رسمها له مما حدى بالنظام ان يبدأ فصلاً من فصول المسرحية التي الفها لمستقبل العراق ما بعد زواله وهي الاجهاز عليه وقتله مع ولديه ليصبح بطل المرجعية الناطقة الذي لم يستطع في حياته ان يضع اسس صحيحة لبناء القاعدة الجماهيرية وانعكس ذلك سلباً على شيعة العراق.
بعد مقتل محمد صادق الصدر استطاع النظام ان يقضي على معظم اتباعه العقائديين ليبقى الباب مفتوحاً امام من يريد النظام ان يزجهم وسط بقايا التيار لينفذوا مخططه اللعين بعد ايمانه بان نظامه سوف ينهار عاجلاً ام آجلا .
ان البناء الذي بناه البعث وتخطيطه لمستقبل العراق خصوصا بعد ان بدا واضحا ان قوات التحالف كانت مصرّة على تغييرنظامه الفاشي . وأثبتت الوثائق التي تم العثور عليها ان نظام صدام كان يخطط إلى ما وراء السقوط وقد أعطى أوامره إلى أجهزته القمعية أن تقوم باختراق الأحزاب السياسية والتكتلات الدينية وكان للتيار الصدري حصة الأسد في هذا الاختراق حيث بدت الأفكار والتوجهات التي تبناها عناصر هذا التيار ليس بعيدة عن العناوين العريضة التي كان يستخدمها البعثيون ضد المعارضين لنظامه القمعي .
ان التحول الكبير الذي حصل في العراق مع اشراقة يوم 9/4/2003 وسقوط الطاغوت حيث بدا في هذا اليوم العد التصاعدي لبناء العراق الجديد بعد خمسة وثلاثين عام من الظلم والطغيان وحكومة الحزب الواحد الدكتاتوري .
ومن الأمور التي واجهها الرافضين للنهج الصدري بعد ان انطوت صفحة مشرقة من الجهاد والنضال .. الحرب الإعلامية التي شنها عناصر هذا التيار من خلال تبنيهم شعارات النظام السابق وقد نعتوهم بنعوت مختلفة منها ( إيرانيين) ,( عملاء),( الذين جاءوا على الدبابة الأمريكية) وكانوا يحاولون أن يظهروا للناس ان المجاهدين هم قتلة محمد صادق الصدر وليس صدام .
وظهرت العصابات البعثية المقنعة بقناع التيار الصدري الى العيان تقاتل المؤمنين من اتباع المرجعية وتجعلهم في كفة العدو الاول ويفتح اتباع الصدر باب التوبة امام المجرمين والبعثين وقطاع الطرق ويصدروا عنهم عفواً عاماً لمجرد انتمائهم الشكلي الى التيار الصدري وبالمقابل يكنوا العداء والضغينة الى كل من يمت بصلة الى مرجعية السيد السيستاني والمرجعيات الاخرى في النجف ويعاملونهم معاملة الوهابيين الخارجين عن الملة .
ولم يسلم محمد باقر الحكيم من حربهم الإعلامية وحاولوا بشتى الطرق النيل من وطنية الأهداف التي كان يحملها الحكيم وأتباعه وحاولت قيادة التيار الصدري أن تسيطر على الشارع الشيعي في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط تحت شعارات رنانة من قبيل (عدم الدخول في العملية السياسية ومحاربة المحتل) وارتكبت تحت هذه الشعارات جرائم قتل وسلب ونهب للمال العام والخاص حتى أصبح رجل الدين من أتباع هذا التيار مثار للسخرية .
وتوالت المواقف السلبية التي لم تقدم لشيعة العراق سوى أن تجعلهم في واجهة الاتهام بالإرهاب وأول بادرة شر كانت الإجهاز على السيد عبد المجيد الخوئي نجل السيد الخوئي الذي كان بالإمكان أن يكون الند لمقتدى الصدر لوجود تقارب بينهما وكانت كفة السيد عبد المجيد هي الأرجح كونه يحمل أفكار منفتحة تنسجم مع واقع العراق الحالي وتم قتله بخطة مدروسة وبأوامر من شخص مقتدى الصدر وقد بينت هذه الحادثة مدى وحشية واستهتار هذه الجماعات وسعيهم إلى أن تكون لهم الغلبة وكأنهم أوصياء على شيعة العراق .
ومن تجاوزاتهم على الحوزة في النجف الاشرف اعطاءهم مهلة ( 48) ساعة لخروج السيستاني من العراق بحجة انها مرجعية ايرانية ولولا ان هبت العشائر الغيورة للوقوف بوجه هذا التجاوز الخطير لنّفذ ازلام النظام ومن يدفعهم مخططهم في القضاء على مرجعية النجف الاصيلة .
وأول تحول خطير في مسار الوجود الشيعي بعد سقوط النظام هو حادثة ألنجف الاشرف حيث تمترست عصابات بعثية مقنعة لها ارتباط بتنظيم القاعدة وبقايا النظام السابق في ضريح الامام علي وحدثت معركة كبيرة قادها مقتدى الصدر بنفسه وانتهك بها حرمة الحرم المطهر وارتكبت في داخل الحرم أبشع الجرائم وأصبح ثكنة وموضع دفاعي لأفراد لم يعرف لهم هدف واضح من وراء هذه المعركة .
إن التصرف الحكيم الذي بادرت به مرجعية السيد السيستاني في احتواء الأزمة والحفاظ على هيبة وحرمة الحرم ألمطهر وكذلك حقن الدم الشيعي كانت سببا في إنقاذ التيار الصدري ومقتدى الصدر من مصير مجهول ومنع الفتنة التي كانت يمكن أن تقع فيما لو تمّ اقتحام الحرم وقتلهم فيه وكان بالإمكان أن يكون موتهم داخل الحرم أواعتقالهم منه (قميص عثمان) يتحجج به بقايا النظام لخلق أجواء تخدم مخططهم المسموم .
ولم تسلم مدينة الثورة من توجه العصابات البعثية المقنعة المتمثله باتباع محمد صادق الصدرحيث بدأ النمو الحقيقي لهذه العصابات في هذه المدينة وأصبحت أسيرة الأفكار والتوجهات البعثية تحت غطاء الدين ودارت رحى معارك شرسة بينها وبين القوات الأمريكية راح ضحيتها الكثير من الأبرياء وأصبحت المدينة ثكنة عسكرية والأزقة والشوارع مواضع لأتباع مقتدى وتحصنوا وسط العوائل مما أدى إلى سقوط بعض المنازل على ساكنيها .
وفي كل حادث يفتعله عناصر هذا التيار يتم تأجيج الموقف في محافظات الوسط والجنوب وتحدث فوضى واعتداء على المال العام والخاص وتستهدف دوائر الدولة وتخرب كما تم التخطيط لها في وثائق النظام المقبور.
ولم يسلم وكلاء المرجعية الدينية وخصوصاً وكلاء السيستاني من ملاحقة العصابات البعثية المقنعة بقناع التيار الصدري وتم الاعتداء عليهم واحتلال المساجد التي يأمون المصلين فيها بحجة تحريرها وكانها في ايدي الاسرائيلين لا في ايدي علماء ووكلاء تم تعيينهم من قبل الحوزة العلمية والمرجعية العليا في النجف الاشرف وصودرت اغلب المساجد وكانوا يغسلون ارضيتها وافرشتها بالماء بحجة انهم يطهرونها من نجاسة اتباع السيستاني وللاسف الشديد لم يتم معالجة هذه الظاهرة اعلامياً وبقيت قيد الكتمان بحجة الحفاظ على وحدة الصف الشيعي .
انتهت الحلقة الاولى
اكرم عبد الصاحب
14/3/2008
المحامي اكرم عبد الصاحب - 14/04/2008م - 9:58 م | مرات القراءة: 528
--------------------------------------------------------------------------------
ولد التيار الصدري في ظروف العراق الحرجة وفي الفترة التي كان النظام يخاف كل شيء من حوله ..... الضغط الدولي والاقليمي وتصاعد عمليات المعارضة جميعها كانت تأكل بكيانه المنهار.... وفي محاولة يائسة لاصلاح الاوضاع الداخلية والتأثير على القاعدة الجماهيرية الشيعية التي بدأت تتحرك باتجاه الخلاص من الاستبداد البعثي المقيت . ومشروع الحملة الايمانية التي اطلقها النظام البائد في حينها واحدة من اساليب تخفيف الاحتقان الذي سببته سياسة صدام تجاه الشيعة في العراق وحاول البعثيون من خلال هذه الحملة المزعومة بيان حالة الانفتاح لدى الحكومة .
وفي خضم هذه الظروف ظهرت مرجعية السيد محمد صادق الصدر وسط تسائل يحتاج الى تفسير وتوضيح وهو كيف يمكن لصدام ان يسمح لمرجع شيعي ان يدعو الى التفاف الجماهير حوله ؟؟ العراقيون الشيعة الذين يشعرون بالفراغ ويتحينون الفرصة للتعبير عن مدى حبهم وتمسكهم بعقائدهم وسخطهم على النظام انقسموا الى اربع اقسام قسم اتبع الصدر وهو يأمل من هذا الرجل ان يأخذ بيد شيعة العراق الى بر الامان والخلاص من الطاغوت والقسم الاخر اتبعوا الصدر بدون وعي ولا دراية فقط تدفعهم العاطفة والمصلحة الذاتية حيناً أو دفع من قبل النظام المقبور حيناً آخر والقسم الثالث بقى محايداً يترقب الاحداث بوجل . والقسم الرابع كان رافضاً لمشروع الصدر.
وبدأ السيد الصدر يطرح افكارغريبة عن واقع الحوزة العلمية العريقة في النجف الاشرف من قبيل الحوزة الناطقة والحوزة الشريفة والحوزة الصامتة , ولم تبدأ معركة الصدر مع ازلام النظام والواقع الفاسد في العراق بل بدأت في محاولته انتزاع زعامة الحوزة العلمية وقيادتها عن طريق تأثير النظام وعلاقته التوافقية معه
والاخطر من ذلك كله ادعائه انه الاعلم وانه يمكن الرجوع اليه بالاحكام الشرعية بعد اربعيين سنة من وفاته وهذا بحد ذاته يدل دلالة واضحة على الانحراف عن خط نهج اهلالشيعة الامامية ومخالفة الاحكام الشرعية التي ورثوهاعن السلف في كيفية اختيار الاعلم وكذلك شروط الاختيار ,,,,, وهذا المفهوم اعطى فرصة لغيره ان يحذو حذوه كما فعلها اليعقوبي والحسني وغيرهم من ادعياء الاعلمية .
ان مؤيدي محمد صادق الصدر في العراق كثيرون ولم يعوا حقيقة أهدافه وستراتيجيته وركبوا في حينها موجة الدين لانه كان يوجد فراغ واقعي في القيادة التي تتبنى مفهوم الدين للظروف التي كان يعيشها العراقيين في ظل الاجهزة القمعية للنظام وتركزت قاعدة محمد صادق الصدر وسط البسطاء والفقراء من الطائفة الشيعية .
ويبدو ان الصدر الثاني كما يسمونه لم يحسبها بشكل دقيق واثار حفيظة النظام وتعدى الخطوط الحمراء التي رسمها له مما حدى بالنظام ان يبدأ فصلاً من فصول المسرحية التي الفها لمستقبل العراق ما بعد زواله وهي الاجهاز عليه وقتله مع ولديه ليصبح بطل المرجعية الناطقة الذي لم يستطع في حياته ان يضع اسس صحيحة لبناء القاعدة الجماهيرية وانعكس ذلك سلباً على شيعة العراق.
بعد مقتل محمد صادق الصدر استطاع النظام ان يقضي على معظم اتباعه العقائديين ليبقى الباب مفتوحاً امام من يريد النظام ان يزجهم وسط بقايا التيار لينفذوا مخططه اللعين بعد ايمانه بان نظامه سوف ينهار عاجلاً ام آجلا .
ان البناء الذي بناه البعث وتخطيطه لمستقبل العراق خصوصا بعد ان بدا واضحا ان قوات التحالف كانت مصرّة على تغييرنظامه الفاشي . وأثبتت الوثائق التي تم العثور عليها ان نظام صدام كان يخطط إلى ما وراء السقوط وقد أعطى أوامره إلى أجهزته القمعية أن تقوم باختراق الأحزاب السياسية والتكتلات الدينية وكان للتيار الصدري حصة الأسد في هذا الاختراق حيث بدت الأفكار والتوجهات التي تبناها عناصر هذا التيار ليس بعيدة عن العناوين العريضة التي كان يستخدمها البعثيون ضد المعارضين لنظامه القمعي .
ان التحول الكبير الذي حصل في العراق مع اشراقة يوم 9/4/2003 وسقوط الطاغوت حيث بدا في هذا اليوم العد التصاعدي لبناء العراق الجديد بعد خمسة وثلاثين عام من الظلم والطغيان وحكومة الحزب الواحد الدكتاتوري .
ومن الأمور التي واجهها الرافضين للنهج الصدري بعد ان انطوت صفحة مشرقة من الجهاد والنضال .. الحرب الإعلامية التي شنها عناصر هذا التيار من خلال تبنيهم شعارات النظام السابق وقد نعتوهم بنعوت مختلفة منها ( إيرانيين) ,( عملاء),( الذين جاءوا على الدبابة الأمريكية) وكانوا يحاولون أن يظهروا للناس ان المجاهدين هم قتلة محمد صادق الصدر وليس صدام .
وظهرت العصابات البعثية المقنعة بقناع التيار الصدري الى العيان تقاتل المؤمنين من اتباع المرجعية وتجعلهم في كفة العدو الاول ويفتح اتباع الصدر باب التوبة امام المجرمين والبعثين وقطاع الطرق ويصدروا عنهم عفواً عاماً لمجرد انتمائهم الشكلي الى التيار الصدري وبالمقابل يكنوا العداء والضغينة الى كل من يمت بصلة الى مرجعية السيد السيستاني والمرجعيات الاخرى في النجف ويعاملونهم معاملة الوهابيين الخارجين عن الملة .
ولم يسلم محمد باقر الحكيم من حربهم الإعلامية وحاولوا بشتى الطرق النيل من وطنية الأهداف التي كان يحملها الحكيم وأتباعه وحاولت قيادة التيار الصدري أن تسيطر على الشارع الشيعي في بغداد ومحافظات الجنوب والفرات الأوسط تحت شعارات رنانة من قبيل (عدم الدخول في العملية السياسية ومحاربة المحتل) وارتكبت تحت هذه الشعارات جرائم قتل وسلب ونهب للمال العام والخاص حتى أصبح رجل الدين من أتباع هذا التيار مثار للسخرية .
وتوالت المواقف السلبية التي لم تقدم لشيعة العراق سوى أن تجعلهم في واجهة الاتهام بالإرهاب وأول بادرة شر كانت الإجهاز على السيد عبد المجيد الخوئي نجل السيد الخوئي الذي كان بالإمكان أن يكون الند لمقتدى الصدر لوجود تقارب بينهما وكانت كفة السيد عبد المجيد هي الأرجح كونه يحمل أفكار منفتحة تنسجم مع واقع العراق الحالي وتم قتله بخطة مدروسة وبأوامر من شخص مقتدى الصدر وقد بينت هذه الحادثة مدى وحشية واستهتار هذه الجماعات وسعيهم إلى أن تكون لهم الغلبة وكأنهم أوصياء على شيعة العراق .
ومن تجاوزاتهم على الحوزة في النجف الاشرف اعطاءهم مهلة ( 48) ساعة لخروج السيستاني من العراق بحجة انها مرجعية ايرانية ولولا ان هبت العشائر الغيورة للوقوف بوجه هذا التجاوز الخطير لنّفذ ازلام النظام ومن يدفعهم مخططهم في القضاء على مرجعية النجف الاصيلة .
وأول تحول خطير في مسار الوجود الشيعي بعد سقوط النظام هو حادثة ألنجف الاشرف حيث تمترست عصابات بعثية مقنعة لها ارتباط بتنظيم القاعدة وبقايا النظام السابق في ضريح الامام علي وحدثت معركة كبيرة قادها مقتدى الصدر بنفسه وانتهك بها حرمة الحرم المطهر وارتكبت في داخل الحرم أبشع الجرائم وأصبح ثكنة وموضع دفاعي لأفراد لم يعرف لهم هدف واضح من وراء هذه المعركة .
إن التصرف الحكيم الذي بادرت به مرجعية السيد السيستاني في احتواء الأزمة والحفاظ على هيبة وحرمة الحرم ألمطهر وكذلك حقن الدم الشيعي كانت سببا في إنقاذ التيار الصدري ومقتدى الصدر من مصير مجهول ومنع الفتنة التي كانت يمكن أن تقع فيما لو تمّ اقتحام الحرم وقتلهم فيه وكان بالإمكان أن يكون موتهم داخل الحرم أواعتقالهم منه (قميص عثمان) يتحجج به بقايا النظام لخلق أجواء تخدم مخططهم المسموم .
ولم تسلم مدينة الثورة من توجه العصابات البعثية المقنعة المتمثله باتباع محمد صادق الصدرحيث بدأ النمو الحقيقي لهذه العصابات في هذه المدينة وأصبحت أسيرة الأفكار والتوجهات البعثية تحت غطاء الدين ودارت رحى معارك شرسة بينها وبين القوات الأمريكية راح ضحيتها الكثير من الأبرياء وأصبحت المدينة ثكنة عسكرية والأزقة والشوارع مواضع لأتباع مقتدى وتحصنوا وسط العوائل مما أدى إلى سقوط بعض المنازل على ساكنيها .
وفي كل حادث يفتعله عناصر هذا التيار يتم تأجيج الموقف في محافظات الوسط والجنوب وتحدث فوضى واعتداء على المال العام والخاص وتستهدف دوائر الدولة وتخرب كما تم التخطيط لها في وثائق النظام المقبور.
ولم يسلم وكلاء المرجعية الدينية وخصوصاً وكلاء السيستاني من ملاحقة العصابات البعثية المقنعة بقناع التيار الصدري وتم الاعتداء عليهم واحتلال المساجد التي يأمون المصلين فيها بحجة تحريرها وكانها في ايدي الاسرائيلين لا في ايدي علماء ووكلاء تم تعيينهم من قبل الحوزة العلمية والمرجعية العليا في النجف الاشرف وصودرت اغلب المساجد وكانوا يغسلون ارضيتها وافرشتها بالماء بحجة انهم يطهرونها من نجاسة اتباع السيستاني وللاسف الشديد لم يتم معالجة هذه الظاهرة اعلامياً وبقيت قيد الكتمان بحجة الحفاظ على وحدة الصف الشيعي .
انتهت الحلقة الاولى
اكرم عبد الصاحب
14/3/2008
تعليق