إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فالابتلاء امتحان للإنسان في طريق تكامله وارتقائه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فالابتلاء امتحان للإنسان في طريق تكامله وارتقائه


    بسم الله الرحمن الرحيم


    المحنة والابتلاء صفة ملازمة للإنسان منذ حط بقدميه على هذه الأرض حتى تقوم الساعة، ومحنة الإنسان الفرد تبدأ معه منذ ولادته وهو يكافح ظروف الحياة القاسية المختلفة حتى وفاته،


    قال الله تعالى: ( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه) ، وقال سبحانه: ( تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) .


    لذا كان للإبتلاء في حياة الإنسان غاية وهدف وحكمة، فالابتلاء امتحان للإنسان في طريق تكامله وارتقائه، إن اجتازه المرء بنجاح وكفاءة فاز برضا الله سبحانه وما أعد لعباده الصالحين، وان تعثرت به الطريق ولم يستقم كما أمر ولم يفهم دوره في الحياة وحاد عن جادة الحق فإنه سينزل به إلى الحضيض ويخسر الدنيا والآخرة.


    إذن الحوادث والأيام بما تحمل من متاعب ومصاعب وشدة وعسر، وكذا من أفراح وأتراح، ولين ويسر، كلها محطات امتحان للإنسان ليرى أيشكر أم يكفر، ولا بد للمؤمن أن يعي أبعاد مسيرته الشاقة، ويعي ما وراء ما يمر به من محن وابتلاءات لكي يواصل دربه السامي بوعي وبصيرة وصبر واستقامة دون تلكؤ أو ضعف.

    القرآن كتاب الله، ورسالته الهادية في زحمة الضلال، وكلمته المضيئة في ظلمات الأرض، ودعوته الرائدة في دنيا الحياة، حبطت آياته لترسم للإنسان طريق النجاة، وتأخذ بيده في متاهات المسير، لقد تحدث القرآن للإنسان طويلاً وعرفه بذاته وحقيقته البشرية المعقدة، فرسم أمامه لوحة تلك الذات الغامضة، وصور الحياة الصاخبة بخيرها وشرها، بآلامها ومسراتها، بدموعها الحارة، وابتسامتها الندية، ليكتشف ذاته،


    إن الإنسان عالم غريب ينطوي على حقائق مثيرة، ومثيرات متناقضة، واستجابات متفاوتة، يصنع من حوله أنماطاً شتى من السلوك والممارسات، فيكتشف بذلك عما تنطوي عليه ذاته، ويعبر عما تحويه نفسه، كلما تماست وتفاعلت مع التحديات والمثيرات الخارجية والمحفزات التي تملأ الحياة من حوله.



    فذات الإنسان الباطنة، وحقيقته كامنة، تظهر على شكل مواقف وسلوك وتعبير مجسد إذا ما تفاعلت مع المثيرات الخارجية والمحفزات والتحديات، الخير منها والشرير، وحالات التفاعل والتحدي والإثارة هذه يطلق عليها القرآن أحياناً اسم (الابتلاء) وأخرى (الفتنة) وأخرى غير ذلك، قال تعالى: ( ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون


    ، ذلك لأن الابتلاء في لغة العرب هو (الاختبار)، اختبار الشيء للكشف عن حقيقته ومعرفة جودته ورداءته.



    قال الراغب الاصفهاني معرفاً الابتلاء بقوله: اختبرته، فإني أخلفته من كثرة اختباري له، وقرئ: ( هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت أي نعرف حقيقة ما عملت، ولذلك قيل: أبليت فلاناً إذا اختبرته، وسمي الغم بلاء من حيث أنه يبلي الجسم، قال تعالى: ] وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) . ( ولنبلونكم بشيء من الخوف) ، قال عزوجل: ( إن هذا لهو البلاء المبين) . وسمي التكليف بلاء من أوجه:

    أحدها: إن بعض التكاليف شاق على الأبدان فصارت من هذا الوجه بلاء.

    والثاني: إنها اختبارات تميز الصالح من الطالح، قال الله عزوجل: ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين) .


    ومعلوم أن اختبار الله تعالى للعباد تارة بالمسار ليشكروا، وتارة بالمضار ليصبروا، فصارت المحنة والمنحة جميعاً بلاء، فالمحنة مقتضية للصبر، والمنحة مقتضية للشكر، والقيام بحقوق الصبر أيسر من القيام بحقوق الشكر، فصارت المنحة أعظم البلائين، قال أمير المؤمنين (ع) : «من وسع عليه دنياه فلم يعلم أنه قد مكر به فهو مخدوع عن عقله»

    ، وقال تعالى: ( ونبلونكم بالشر والخير فتنة، وليبلي المؤمنين منه بلاء حسناً)(، والظاهر أن قوله عزوجل: ( وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم) راجع إلى الأمرين معاً أي إلى المحنة وإلى المنحة.




    وإذا عرفنا أن الابتلاء هو عبارة عن الاختبار وكشف الحقيقة الكامنة في ذات الإنسان عن طريق المحن والشدائد والآلام والتكاليف وأنواع البلاء من جهة، وعن طريق النعم وسعة العيش، وتوفير القوة والمال والسلطة والجاه من جهة أخرى، إذا عرفنا ذلك، فلنعد ثانية لقراءة الآيات التي تحدثت عن البلاء والمحنة، ولنقف على ما اختزنته من تشخيص وقراءة لذات الإنسان، وكشف عن أعماقه، وبيان لما ينبغي أن يسير عليه وينتهجه حين البلاء وعند التعامل مع وسائل الاختبار والامتحان.


    منقول
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
ردود 119
18,094 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
استجابة 1
100 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
استجابة 1
72 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
ردود 2
156 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
استجابة 1
109 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X