في حال كان "حزب الله" يريد ان يكون منصفا مع لبنان ومع نفسه قبل ايّ شيء اخر، عليه ان يتقبل كلام الزعيم الوطني وليد جنبلاط بطريقة مختلفة بدل اطلاق شعارات لا علاقة لها بالتهم الموجهة اليه. ليس لائقا الرد على اتهامات موثقة بشعارات فارغة. على الحزب اعتبار كلام وليد جنبلاط نصيحة من صديق، ليس الاّ، بعيدا عن اي نوع من العجرفة والحقد على كل من هو لبناني اصيل. عليه ان يعتبر نفسه مشاركا في برنامج "من سيربح المليون" وان يكون واجه مشكلة ما في الاجابة عن احد الاسئلة، فاتصل بـ"صديق" للاستعانة به في الحصول على الجواب الصحيح... بغية السماح له بمتابعة المشاركة في البرنامج. لا توجد في الخطاب السياسي لوليد جنبلاط كلمة "ربما" الا حين يريد جنبلاط تفادي الاتهام المباشر وعدم الذهاب بعيدا في استعداء حزب يفترض ان يكون لبنانيا وليس مجرد لواء في "الحرس الثوري" الايراني يأتمر بأوامره وينفذ ما يقرره "مرشد" الجمهورية الاسلامية في ايران السيد علي خامنئي. ربما كان وليد جنبلاط لا يريد فقدان الامل في استعادة "حزب الله" الى الصف الوطني اللبناني. ولذلك نبهه الى ما يجري على ارض مطار بيروت والى ان الادوار التي يلعبها صارت مكشوفة.
في الواقع، ان ما حاول وليد جنبلاط عمله هو مساعدة "حزب الله" في الخروج من المأزق الذي وجد نفسه فيه والذي يريد تحويله الى مأزق لبناني في سياق عملية الهروب الى امام التي يمارسها منذ فترة طويلة حين اكتشف بقدرة قادر ان ليس في استطاعته تحويل لبنان الى "جمهورية اسلامية" على النسق الايراني. اختارعندئذ ان يكون اداة ايرانية معارة الى النظام السوري وثمة من يعتبر ان ذلك فرض عليه فرضا. المؤسف ان "حزب الله" اعتقد انه يمتلك القدرة على الاستمرار في دوره الجديد الى ما لا نهاية من منطلق ان لبنان مجرد "ساحة" وليس وطنا لابنائه على رأسهم ابناء الطائفة الشيعية الكريمة التي وضع الحزب يده عليها. هذه اللعبة لا يمكن ان تستمر لسبب في غاية البساطة يتلخص بكلمة واحدة هي انّها صارت مكشوفة.
صارت اللعبة مكشوفة حتى لو جيء بغطاء مسيحي لتغطيتها عن طريق التغرير بقاصر اسمه ميشال عون. والقاصر هنا ليس قاصرا من ناحية السن، ذلك ان الجنرال تجاوز السبعين واقترب من الثمانين، ولكن يبقى الرجل قاصرا، على الرغم من تقدمه في السن، من ناحية النضج السياسي في ضوء نجاحه الى الان في تهجير اكبر عدد من اللبنانيين، خصوصا المسيحيين من الوطن الصغير. استعان الجنرال برتبة مهرج، عفوا المهرج برتبة جنرال، بالسوري في اواخر الثمانينات في تهجير اللبنانيين من وطنهم. وها هو يستعين الان بألاداة المُعارة للنظام السوري والتي اسمها "حزب الله" لتنفيذ المهمة الموكولة اليه والتي تدعم الارقام صدقيتها ومدى بلائه البلاء الحسن في تأديتها. نجح ميشال عون في توفير غطاء موقت لـ "حزب الله"، لكن هذا النجاح ارتد عليه عندما اكتشف المسيحيون انه لا يصلح سوى اداة لدى الادوات وأنه لا يستطيع الخروج عن الدور المرسوم له والذي لا يتقن غيره، اي دور الاداة المستأجرة التي تستخدم في ضرب الكيان اللبناني ومؤسسات الدولة. لو لم يكن الامر كذلك، لما ابتعد عنه النائب ميشال المر الذي اثبت انه رجل دولة بكل معنى الكلمة، بل زعيم وطني حقيقي، لا يقبل اي نوع من المساومات حين يكون مستقبل لبنان ومستقبل المسيحيين فيه على المحك.
يكمن المأزق الذي يعاني منه "حزب الله" في عجزه عن ايجاد تغطية للمهمة الحقيقية الموكلة اليه وهي ابقاء لبنان "ساحة" للمحور الايراني السوري. بعد صدور القرار الرقم 1701 الذي وافق الحزب على كلّ حرف فيه، لم تعد المقاومة غطاء. لم يعد عون غطاء. لهذا السبب، باتت اللعبة مكشوفة. ولهذا السبب، ان افضل ما يستطيع الحزب عمله الاخذ بنصيحة وليد جنبلاط الذي اراد ان يقول له ان ليس امامه سوى الانضمام الى اللعبة السياسية في لبنان بدل العمل على تعطيلها عن طريق منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية بالقوة.
أما ما يعكس عمق المأزق الذي يعاني منه الحزب، فهو ذلك الهياج الايراني في كل الاتجاهات بما في ذلك استفزاز الدول العربية المطلة على الخليج من دون سبب وذلك عن طريق العودة الى تأكيد ان الخليج "فارسي" وأن مملكة البحرين العربية يجب ان تكون ايرانية وما الى ذلك من ادعاءات وأقاويل لا تصلح سوى للمزايدات. كذلك، يعكس المأزق الذي وجد الحزب نفسه فيه الضياع السوري. هل يريد النظام في دمشق التوصل الى سلام مع اسرائيل ام يريد عقد صفقة مع اسرائيل على حساب لبنان واللبنانيين بعدما عجز عن ذلك مع الادارة الاميركية؟ ان "حزب الله" يدرك تماما ابعاد مثل هذه الصفقة ويدرك خصوصا ان رأسه مطلوب قبل اي شيء اخر في حال لا بد من اتمامها... او عدم اتمامها، خصوصا متى تبين ان لا هدف للنظام السوري سوى المحافظة على نفسه بأي ثمن كان!
اللعبة مكشوفة. لا يستطيع "حزب الله" الخروج من المأزق سوى عبر القيام بنقلة نوعية يثبت من خلالها انه حزب لبناني لا يهدد اللبنانيين الاخرين ولا يوجه سلاحه اليهم بعدما اغلق القرار 1701 في وجهه وفي وجه ايران التي يدين لها بالولاء "الخط الازرق" مع اسرائيل. يفترض في "حزب الله" ان يكون ممتنا لوليد جنبلاط كونه يحاول اخراجه من المأزق بدل ان يوجه اليه الشتائم والاتهامات. لا يحمي "حزب الله" سوى لبنان واللبنانيين. لا يحمي اللبناني سوى لبنان.
في الواقع، ان ما حاول وليد جنبلاط عمله هو مساعدة "حزب الله" في الخروج من المأزق الذي وجد نفسه فيه والذي يريد تحويله الى مأزق لبناني في سياق عملية الهروب الى امام التي يمارسها منذ فترة طويلة حين اكتشف بقدرة قادر ان ليس في استطاعته تحويل لبنان الى "جمهورية اسلامية" على النسق الايراني. اختارعندئذ ان يكون اداة ايرانية معارة الى النظام السوري وثمة من يعتبر ان ذلك فرض عليه فرضا. المؤسف ان "حزب الله" اعتقد انه يمتلك القدرة على الاستمرار في دوره الجديد الى ما لا نهاية من منطلق ان لبنان مجرد "ساحة" وليس وطنا لابنائه على رأسهم ابناء الطائفة الشيعية الكريمة التي وضع الحزب يده عليها. هذه اللعبة لا يمكن ان تستمر لسبب في غاية البساطة يتلخص بكلمة واحدة هي انّها صارت مكشوفة.
صارت اللعبة مكشوفة حتى لو جيء بغطاء مسيحي لتغطيتها عن طريق التغرير بقاصر اسمه ميشال عون. والقاصر هنا ليس قاصرا من ناحية السن، ذلك ان الجنرال تجاوز السبعين واقترب من الثمانين، ولكن يبقى الرجل قاصرا، على الرغم من تقدمه في السن، من ناحية النضج السياسي في ضوء نجاحه الى الان في تهجير اكبر عدد من اللبنانيين، خصوصا المسيحيين من الوطن الصغير. استعان الجنرال برتبة مهرج، عفوا المهرج برتبة جنرال، بالسوري في اواخر الثمانينات في تهجير اللبنانيين من وطنهم. وها هو يستعين الان بألاداة المُعارة للنظام السوري والتي اسمها "حزب الله" لتنفيذ المهمة الموكولة اليه والتي تدعم الارقام صدقيتها ومدى بلائه البلاء الحسن في تأديتها. نجح ميشال عون في توفير غطاء موقت لـ "حزب الله"، لكن هذا النجاح ارتد عليه عندما اكتشف المسيحيون انه لا يصلح سوى اداة لدى الادوات وأنه لا يستطيع الخروج عن الدور المرسوم له والذي لا يتقن غيره، اي دور الاداة المستأجرة التي تستخدم في ضرب الكيان اللبناني ومؤسسات الدولة. لو لم يكن الامر كذلك، لما ابتعد عنه النائب ميشال المر الذي اثبت انه رجل دولة بكل معنى الكلمة، بل زعيم وطني حقيقي، لا يقبل اي نوع من المساومات حين يكون مستقبل لبنان ومستقبل المسيحيين فيه على المحك.
يكمن المأزق الذي يعاني منه "حزب الله" في عجزه عن ايجاد تغطية للمهمة الحقيقية الموكلة اليه وهي ابقاء لبنان "ساحة" للمحور الايراني السوري. بعد صدور القرار الرقم 1701 الذي وافق الحزب على كلّ حرف فيه، لم تعد المقاومة غطاء. لم يعد عون غطاء. لهذا السبب، باتت اللعبة مكشوفة. ولهذا السبب، ان افضل ما يستطيع الحزب عمله الاخذ بنصيحة وليد جنبلاط الذي اراد ان يقول له ان ليس امامه سوى الانضمام الى اللعبة السياسية في لبنان بدل العمل على تعطيلها عن طريق منع انتخاب رئيس جديد للجمهورية بالقوة.
أما ما يعكس عمق المأزق الذي يعاني منه الحزب، فهو ذلك الهياج الايراني في كل الاتجاهات بما في ذلك استفزاز الدول العربية المطلة على الخليج من دون سبب وذلك عن طريق العودة الى تأكيد ان الخليج "فارسي" وأن مملكة البحرين العربية يجب ان تكون ايرانية وما الى ذلك من ادعاءات وأقاويل لا تصلح سوى للمزايدات. كذلك، يعكس المأزق الذي وجد الحزب نفسه فيه الضياع السوري. هل يريد النظام في دمشق التوصل الى سلام مع اسرائيل ام يريد عقد صفقة مع اسرائيل على حساب لبنان واللبنانيين بعدما عجز عن ذلك مع الادارة الاميركية؟ ان "حزب الله" يدرك تماما ابعاد مثل هذه الصفقة ويدرك خصوصا ان رأسه مطلوب قبل اي شيء اخر في حال لا بد من اتمامها... او عدم اتمامها، خصوصا متى تبين ان لا هدف للنظام السوري سوى المحافظة على نفسه بأي ثمن كان!
اللعبة مكشوفة. لا يستطيع "حزب الله" الخروج من المأزق سوى عبر القيام بنقلة نوعية يثبت من خلالها انه حزب لبناني لا يهدد اللبنانيين الاخرين ولا يوجه سلاحه اليهم بعدما اغلق القرار 1701 في وجهه وفي وجه ايران التي يدين لها بالولاء "الخط الازرق" مع اسرائيل. يفترض في "حزب الله" ان يكون ممتنا لوليد جنبلاط كونه يحاول اخراجه من المأزق بدل ان يوجه اليه الشتائم والاتهامات. لا يحمي "حزب الله" سوى لبنان واللبنانيين. لا يحمي اللبناني سوى لبنان.
تعليق