بعد ان تحول حزب الله من مقاومة الى مقاولة ايران بدأت الجزء الثاني من خطتها اسقاط الدولة اللبنانية
بعد ان اصبحت ايران على حدود فلسطين المحتلة عبر النظام السوري وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، (وميليشيات بدر والدعوة والحركات الاخرى في العراق)، اتجهت الى الجزء الاساسي في خطتها بتشكيل فرق الحرس الثوري المنتشرة في هذه البلدان العربية المشرقية لاحداث انقلاباتها العملية ضد الشعب العربي في سوريا ولبنان وجزء من فلسطين والعراق.. انها مرحلة تعتمد الاسلوب التالي:
1- تشييع البلدان العربية الاسلامية السنية سياسياً أي ليس نشر الشيعة فقهياً فقط بل اعتماد التشييع السياسي وهو تشييع فارسي لا يكن أي ود للعرب، بل ينظر اليهم نظرة استعلاء عنصري محكوم بأوهام الثأر من العرب الذين دكوا بالاسلام العربي امبراطوريتهم المجوسية بدءاً من معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص وصولاً الى استغلال مشاعر المسلمين العربية كلها ضد ما حصل في كربلاء حيث كتبت ايران تاريخ الشيعة العربي مزوراً بنهج فارسي مستند الى واقعة تاريخية وهي ان الناجي الوحيد من هذ الواقعة المأسوية هو الإمام علي بن الحسين بن علي الملقب بزين العابدين، حيث والدته الفارسية هي ابنة آخر ملوك فارس كسرى يزدجرد التي تم اسرها وتـزويجها للإمام الحسين الذي انجب منها علياً المريض الذي عالجته فارس وزورت عبره كل تاريخ الشيعة العربي.
2- انتشار فرقها التابعة للحرس الثوري الايراني وهو مركز القوة الاكثر تأثيراً داخل ايران، ويقوده مباشرة ولي الفقيه المزعوم علي خامنئي، في هذه البلدان تحت مسميات مختلفة وبعناصر عربية وقيادات فارسية وهي حزب الله في لبنان، ومنظمة بدر في العراق اما النظام السوري فقد سقط كله تحت التوجيه والتبعية الفارسيتين، وكذلك حركة حماس سواء تلك التي قادت انقلابها على الشرعية الفلسطينية في غزة (محمود الزهار) او تلك التي تأتمر بقرارات استخبارات نظام بشار الاسد في دمشق (خالد مشعل).
3- هذه القوى المدججة بالسلاح والعتاد والعناصر القيادية من الحرس الثوري الايراني تفوق بإمكاناتها امكانات الدول الاساسية وهي العراق ولبنان وفلسطين، اما النظام السوري فتحكمه مصالح بقائه مع حاجته وجشع قيادته للمال، وتشكل فرقها المسلحة تحدياً حقيقياً للجيوش العربية في العراق ولبنان وفلسطين نفسها.. اما سوريا فإن حكومتها تعترف بنشر فرق الحرس الثوري في كل قطاعات الجيش السوري تحت مزاعم مواجهة اسرائيل، وهي تجري مباحثات معمقة مع العدو الصهيوني لعقد صفقة يقودها مباشرة شقيق حاكم دمشق ماهر حافظ الاسد تسمح لهذا النظام بالامساك من جديد بلبنان وجزء اساسي من فلسطين اما العراق فهو لإيران؟
4-هذه الفرق المسلحة من الحرس الثوري الايراني نجحت في لبنان والعراق في اختراق المؤسسات الرسمية باسم المذهب الشيعي وحق ابنائه في الانتساب الى هذه المؤسسات الرسمية عسكرياً وأمنياً وسياسياً وثقافياً واعلامياً، حتى بات حجم الاعلام العراقي واللبناني والسوري والفلسطيني والمدني اقوى من حجم الاعلام الوطني الذي يدين بالولاء لمؤسسات الوطن الشرعية سواء رئاسة الجمهورية او الحكومة او البرلمان (كما حال مجلس النواب العراقي او الجيش) اما في سوريا فإن نظامها هو ناطق رسمي باسم المجموعات الايرانية المسلحة والفقهية الشيعية سياسياً وأمنياً.
5- ما زالت ايران تخدع اعداداً كبيرة من الجمهور العربي بعنوان ممجوج مزعوم هو مواجهة اسرائيل رغم انها التقت مصلحياً مع العدو الصهيوني في ضرب وحدة وعروبة العراق ولبنان تحديداً، وفي تسعير الحرب الاهلية في غزة بين حركة حماس وجماهير الشعب الفلسطيني وأقوى حركاتها الوطنية وهي حركة فتح.
وتلقى سياسة ايران التي تزعم المواجهة مع اميركا تأييداً في بعض الاوساط العربية، دون ان ننكر ان طهران نجحت في رسم هذه الصورة لنفسها امام هذه الاوساط من خلال ما يلي:
أ- انها اعلامياً معادية لاميركا واسرائيل لكنها في المصلحة تلتقي مع هاتين الدولتين في مشروع تفتيت الوطن العربي خاصة مشرقه في العراق ولبنان وفلسطين يساندها النظام السوري كفاتورة يجب دفعها لايران مقابل دعمها المادي والعسكري والسياسي والامني له خاصة في لبنان والعراق وفلسطين.
ب – ان مشروع ايران النووي يجري تسويقه في بعض الاوساط العربية، انه مشروع اسلامي لمواجهة الصليـبية الاميركية المزعومة وضد التوسعية الصهيونية الحقيقية، دون ان تعي هذه الاوساط ان هذا المشروع هو ذريعة او ورقة بيد الفرس لمفاوضة اميركا واسرائيل على حصتها في السيطرة على المشرق العربي خصوصاً، تمهيداً للانقضاض على الامن العربي سواء عبر حركة حماس على حدود مصر الشرقية او من خلال جماعة الاخوان المسلمين في الداخل.
ج – يجب ان نعترف ان عدداً من القوى السياسية في مصر خاصة تلك التي تملك وسائل اعلام منشورة باتت خاضعة بتمويلها المادي المباشر من ايران سواء عبر مساعدات يقدمها لها حزب الله، او عبر نشر مواضيع مدفوعة بأقلام صحافيين وكتاب مصريين جرى استقطابهم للدفاع عن ايران تحت زعم مواجهتها لاسرائيل ولاميركا.
6- نجحت ايران في تغليب العصبية المذهبية لدى كثير من الشيعة في البلاد العربية على حساب مصالح اوطانها وقوميتها العربية ووحدتها الاسلامية مع اخوتها من المسلمين السنة، حتى باتوا مخطوفين بهذه العصبية نحو المصالح الفارسية.
واذا كانت ايران الفارسية نجحت في تشكيل مجموعاتها المسلحة سواء حزب الله في لبنان او ميليشيات بدر والدعوة وتوابعهما في العراق، فإنها وعبر هذه الادوات العربية وللأسف رسخت في أذهان العديد من الشيعة في المؤسسات الرسمية العربية العسكرية والاعلامية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والامنية ان مصلحتهم هي مع مصلحة ايران فسهلت بهذه القناعات اعتماد الشيعة سواء كانوا ضباطاً او اعلاميين او رسميين او نواباً او وزراء او اقتصاديين كي يشكلوا طوابير خاصة للنظام الفارسي الشعوبي داخل مؤسساتهم المختلفة كي يكونوا احصنة طروادة في هذه البلدان يلجأ اليها نظام الفرس عبر حزب الله او ميليشيات بدر والدعوة كي تحارب معه ساعة يريد، وكي يعصي الاوامر ساعة يشاء.
انقلابات الداخل
يشكل انقلاب حزب الله العسكري والامني والارهابي ضد ابناء لبنان وتحديداً في بيروت ضد المسلمين السنة، نموذجاً للانقلاب الذي تريده ايران داخل البلدان العربية المشرقية مستندة الى ان اللبنانيين متمسكون بالسلم الاهلي، ومتمسكون بالسلطات الشرعية، ومتمسكون بوحدتهم ومتمسكون بعروبتهم، بينما حزب الله حزب فارسي يأخذ اوامره من ايران، ويملك امكانات عسكرية وامنية ومالية واعلامية ساحقة، في هذا البلد العربي الذي تركه نظام الوصاية السورية عارياً مكشوفاً امامه، وامام العدو الصهيوني وامام ايران وامام حزب الله، بعد ان حطم مؤسساته العسكرية والامنية وأخضعها لأوامر استخباراته، وضرب كل قوى التوحيد والعروبة والاستقلال داخلها، حتى اذا خرج هذا النظام مطروداً من لبنان بإرادة قواه الحية في 14 آذار/مارس 2005 بعد شهر من قتلها رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري.. بدأت حكومته الشرعية الاولى منذ العام 1989 البناء من الصفر ولم يتسن لها حتى الآن، اكتمال تطهير واعادة بناء هذه المؤسسات على اسس وطنية تراعي مصالح لبنان واللبنانيين وليس مصالح ايران او دمشق وكلما تسنى للبنان بناء جديداً دخلت ايران وسوريا على الخط لقتل ضباط وسياسيين وارهاب الوطن عبر مجموعاتهما المسلحة سواء عصابات شاكر العبسي او ميليشيات حزب الله.
وبهذا التحدي الجدي امام حكومة لبنان فإنها تواجه في وقت واحد محور الشر السوري – الايراني ومحور العدوان الصهيوني المتواطىء مع سوريا وايران سواء في العراق حيث يساهم عملياً في ضرب وحدة وعروبة هذا البلد وتصفية وقتل ضباطه العرب وطياريه وأطبائه وعلمائه واساتذة الجامعات فيه، او في لبنان حيث يرفض العدو الصهيوني الانسحاب من مزارع شبعا المحتلة عام 1967 في تبرير لبقاء سلاح حزب الله وهي تعلم ان هذا الحزب تلقى اوامر واضحة من ايران بتحويل سلاحه من مواجهة اسرائيل الى مواجهة اللبنانيين وتحديداً المسلمين السنة والدروز في لبنان وتحديداً في بيروت.
لماذا الآن؟
مبدئياً اتخذت ايران قرارها بعد اوهامها بأن اداتها المسلحة في لبنان حزب الله بات من القوة بحيث يستطيع انجاح انقلابه العسكري والامني ضد اللبنانيين.
وعملياً يقود سفيرها في لبنان المدعو محمد رضا شيباني هذا الانقلاب من غرفة عمليات في سفارته في منطقة الجناح التي تحولت الى ثكنة عسكرية كاملة التجهيزات ومنها يتم التخطيط لكل ما يجري تنفيذه ضد لبنان حيث يواظب امين عام حزب الله حسن نصرالله وقادة اجهزته الامنية على الحضور اليها لاعتبارات ظاهرها امني وباطنها تلقي الاوامر من شيباني الاعلى منه رتبة في فرقة الحرس الثوري الايراني.
وكان كشف رئيس اللقاء الديموقراطي الزعيم الوطني وليد جنبلاط الخطة الارهابية التي اعدها حزب الله ضد الطائرات المدنية في المدرج الغربي رقم 17 في مطار بيروت الدولي من خلال آلات تصوير مخبأة داخل مستوعبات احدى مؤسسات ايران (الانسانية) ترصد الطائرات القادمة تمهيداً لعمل ارهابي ضدها، هي ذروة الفضيحة الايرانية التي يقودها الشيباني، فسارع الشيباني الى اعطاء اوامره لنصر الله بالبدء بالانقلاب حتى لو تم كشف اهم مفاصله وهي التجهيز لقتل احدى القيادات الوطنية اللبنانية التي تستخدم هذا المدرج للسفر بطائرات خاصة او بطائرة طيران الشرق الاوسط وتوابعها، وهي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم الاغلبية اللبنانية سعد الحريري والزعيم الوطني وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع وغيرهم.
كانت الخطة تقضي باسقاط احدى الطائرات الخاصة التي يستخدمها احد هؤلاء القادة.. وقبل حصول أي رد فعل محلي او عربي او دولي يحتل حزب الله مطار بيروت الدولي ويبقي على رئيس جهاز المطار العميد وفيق شقير الذي كشف في بيان غريب عجيب انه ينسق مع حزب الله.. في مكانه تحت وهم او خدعة ان حزب الله متمسك بالسلطة الشرعية في المطار والدليل انه ابقى شقير في مكانه! فيحول مطار بيروت الدولي الى ساحة اعتصام اخرى على غرار ساحة رياض الصلح، فيمسك بمفصل مهم جداً في لبنان هو صلة الوصل الوحيدة الباقية في لبنان مع العالم جواً.. ثم ينقل حزب الله عصاباته الارهابية التي تم تعزيزها في مخيم الاعتصام الاساسي في الوسط التجاري الى مرفأ بيروت فيحكم السيطرة براً وبحراً وجواً على بيروت، ثم تتحرك ايضاً عصاباته التي اعطاها اسم سرايا دعم المقاومة وهي من قطّاع الطرق وتجار المخدرات والدعارة، وكثير منهم محكوم بأحكام جنائية وهارب من القضاء والسجن.. لاحتلال مناطق واسعة في بيروت، ومنها ينقض على السرايا الحكومي حيث يقيم رئيس الحكومة مع وزرائها، فيقتل من يقتل وأولهم فؤاد السنيورة، ووزير العدل شارل رزق لموقفه المبدئي مع قيام المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووزير الدفاع الياس المر لموقفه المبدئي دفاعاً عن امن الوطن والدولة ويأسر الآخرين.. حتى اذا قاوم احدهم فإن لدى عناصر حزب الله اوامر بقتل كل من يحاول من الوزراء رفض الانصياع لأوامره.
وكجزء متمم لهذا المخطط الارهابي فإن حزب الله الذي استكمل بناء شبكة اتصالاته الارهابية في عدد كبير من المناطق اللبنانية ووضع جهازها الرئيسي داخل السفارة الايرانية في بيروت واجهزتها الفرعية في مربعات حزب الله الامنية في بيروت ومنها مركز ساحة الاعتصام في ساحة رياض الصلح بات في حكم المسيطر عملانياً على كل خطوط الاتصال، حيث ستكشف التحقيقات القضائية والامنية اذا تمت ان حزب الله استكمل كل عدة التنصت على كل الاجهزة الاساسية التي يريدها في كل لبنان من السرايا الحكومي الى دار قريطم حيث مقر اقامة سعد الحريري الى كليمنصو حيث دارة وليد جنبلاط الى كل الثكنات العسكرية للجيش وقوى الامن الداخلي..
اما ((سياحه)) الاستخباريون الايرانيون الاربعة في معراب فهم جزء من خطة ايران ضد رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع لاشعال فتنة مسيحية – مسيحية لأن احداً لا يتصور ان يصل أي من جماعة حزب الله الى هذه المنطقة.
قرارات حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الوطنية بإحالة ملف الاتصالات الى القضاء تمهيداً لوقف واعادة شقير الى موقعه في الجيش فضحت المخطط الايراني فسارعت طهران عبر سفيرها الشيباني الى تحريك فرقتها الارهابية في لبنان المسماة حزب الله، لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة.. العسكرية لاحتلال بيروت واسقاط الحكومة او قتل رئيسها وقتل سعد الحريري ووليد جنبلاط فيصبح لبنان وقواه الوطنية بلا رأس حتى اذا اندلعت حرب اهلية في بيروت، يؤكد حزب الله انه سيحسمها خلال ساعات.. يصبح العالم كله امام امر واقع جديد.. وهو الامر الذي راهنت عليه عصابة حكام دمشق حين قتلت رفيق الحريري.. لكن انتفاضة اللبنانيين اجهضت هذا الوهم السوري فخرج نظامها مطروداً من لبنان.
الآن،
كشف حزب الله نفسه امام الدنيا كلها. ألغى المقاومة ضد اسرائيل، وتحول الى مقاولة بيد ايران علنياً ونهائياً بما يريح اسرائيل ويسعدها مثلما اسعدها حل الجيش العراقي الذي كان يحارب ضدها منذ العام 1948..
وعلى الدولة اللبنانية وكل اللبنانيين بمن فيهم شيعة العرب في لبنان ان يتنبهوا الى ان هناك اعتداءً ايرانياً مباشراً على لبنان وطناً ومجتمعاً، يسابق العدوان الصهيوني المستمر على لبنان براً وجواً، ومثلما يتعامل لبنان في مواجهة عدوان اسرائيل عليه ان يتعامل مع العدوان الفارسي.. ومثلما كان في لبنان ادوات صهيونية تابت وعادت الى لبنانيتها فإن على ادوات الفرس في لبنان وتحديداً حزب الله ان يتوب وان يعود الى لبنانيته.
بعد ان اصبحت ايران على حدود فلسطين المحتلة عبر النظام السوري وحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة، (وميليشيات بدر والدعوة والحركات الاخرى في العراق)، اتجهت الى الجزء الاساسي في خطتها بتشكيل فرق الحرس الثوري المنتشرة في هذه البلدان العربية المشرقية لاحداث انقلاباتها العملية ضد الشعب العربي في سوريا ولبنان وجزء من فلسطين والعراق.. انها مرحلة تعتمد الاسلوب التالي:
1- تشييع البلدان العربية الاسلامية السنية سياسياً أي ليس نشر الشيعة فقهياً فقط بل اعتماد التشييع السياسي وهو تشييع فارسي لا يكن أي ود للعرب، بل ينظر اليهم نظرة استعلاء عنصري محكوم بأوهام الثأر من العرب الذين دكوا بالاسلام العربي امبراطوريتهم المجوسية بدءاً من معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص وصولاً الى استغلال مشاعر المسلمين العربية كلها ضد ما حصل في كربلاء حيث كتبت ايران تاريخ الشيعة العربي مزوراً بنهج فارسي مستند الى واقعة تاريخية وهي ان الناجي الوحيد من هذ الواقعة المأسوية هو الإمام علي بن الحسين بن علي الملقب بزين العابدين، حيث والدته الفارسية هي ابنة آخر ملوك فارس كسرى يزدجرد التي تم اسرها وتـزويجها للإمام الحسين الذي انجب منها علياً المريض الذي عالجته فارس وزورت عبره كل تاريخ الشيعة العربي.
2- انتشار فرقها التابعة للحرس الثوري الايراني وهو مركز القوة الاكثر تأثيراً داخل ايران، ويقوده مباشرة ولي الفقيه المزعوم علي خامنئي، في هذه البلدان تحت مسميات مختلفة وبعناصر عربية وقيادات فارسية وهي حزب الله في لبنان، ومنظمة بدر في العراق اما النظام السوري فقد سقط كله تحت التوجيه والتبعية الفارسيتين، وكذلك حركة حماس سواء تلك التي قادت انقلابها على الشرعية الفلسطينية في غزة (محمود الزهار) او تلك التي تأتمر بقرارات استخبارات نظام بشار الاسد في دمشق (خالد مشعل).
3- هذه القوى المدججة بالسلاح والعتاد والعناصر القيادية من الحرس الثوري الايراني تفوق بإمكاناتها امكانات الدول الاساسية وهي العراق ولبنان وفلسطين، اما النظام السوري فتحكمه مصالح بقائه مع حاجته وجشع قيادته للمال، وتشكل فرقها المسلحة تحدياً حقيقياً للجيوش العربية في العراق ولبنان وفلسطين نفسها.. اما سوريا فإن حكومتها تعترف بنشر فرق الحرس الثوري في كل قطاعات الجيش السوري تحت مزاعم مواجهة اسرائيل، وهي تجري مباحثات معمقة مع العدو الصهيوني لعقد صفقة يقودها مباشرة شقيق حاكم دمشق ماهر حافظ الاسد تسمح لهذا النظام بالامساك من جديد بلبنان وجزء اساسي من فلسطين اما العراق فهو لإيران؟
4-هذه الفرق المسلحة من الحرس الثوري الايراني نجحت في لبنان والعراق في اختراق المؤسسات الرسمية باسم المذهب الشيعي وحق ابنائه في الانتساب الى هذه المؤسسات الرسمية عسكرياً وأمنياً وسياسياً وثقافياً واعلامياً، حتى بات حجم الاعلام العراقي واللبناني والسوري والفلسطيني والمدني اقوى من حجم الاعلام الوطني الذي يدين بالولاء لمؤسسات الوطن الشرعية سواء رئاسة الجمهورية او الحكومة او البرلمان (كما حال مجلس النواب العراقي او الجيش) اما في سوريا فإن نظامها هو ناطق رسمي باسم المجموعات الايرانية المسلحة والفقهية الشيعية سياسياً وأمنياً.
5- ما زالت ايران تخدع اعداداً كبيرة من الجمهور العربي بعنوان ممجوج مزعوم هو مواجهة اسرائيل رغم انها التقت مصلحياً مع العدو الصهيوني في ضرب وحدة وعروبة العراق ولبنان تحديداً، وفي تسعير الحرب الاهلية في غزة بين حركة حماس وجماهير الشعب الفلسطيني وأقوى حركاتها الوطنية وهي حركة فتح.
وتلقى سياسة ايران التي تزعم المواجهة مع اميركا تأييداً في بعض الاوساط العربية، دون ان ننكر ان طهران نجحت في رسم هذه الصورة لنفسها امام هذه الاوساط من خلال ما يلي:
أ- انها اعلامياً معادية لاميركا واسرائيل لكنها في المصلحة تلتقي مع هاتين الدولتين في مشروع تفتيت الوطن العربي خاصة مشرقه في العراق ولبنان وفلسطين يساندها النظام السوري كفاتورة يجب دفعها لايران مقابل دعمها المادي والعسكري والسياسي والامني له خاصة في لبنان والعراق وفلسطين.
ب – ان مشروع ايران النووي يجري تسويقه في بعض الاوساط العربية، انه مشروع اسلامي لمواجهة الصليـبية الاميركية المزعومة وضد التوسعية الصهيونية الحقيقية، دون ان تعي هذه الاوساط ان هذا المشروع هو ذريعة او ورقة بيد الفرس لمفاوضة اميركا واسرائيل على حصتها في السيطرة على المشرق العربي خصوصاً، تمهيداً للانقضاض على الامن العربي سواء عبر حركة حماس على حدود مصر الشرقية او من خلال جماعة الاخوان المسلمين في الداخل.
ج – يجب ان نعترف ان عدداً من القوى السياسية في مصر خاصة تلك التي تملك وسائل اعلام منشورة باتت خاضعة بتمويلها المادي المباشر من ايران سواء عبر مساعدات يقدمها لها حزب الله، او عبر نشر مواضيع مدفوعة بأقلام صحافيين وكتاب مصريين جرى استقطابهم للدفاع عن ايران تحت زعم مواجهتها لاسرائيل ولاميركا.
6- نجحت ايران في تغليب العصبية المذهبية لدى كثير من الشيعة في البلاد العربية على حساب مصالح اوطانها وقوميتها العربية ووحدتها الاسلامية مع اخوتها من المسلمين السنة، حتى باتوا مخطوفين بهذه العصبية نحو المصالح الفارسية.
واذا كانت ايران الفارسية نجحت في تشكيل مجموعاتها المسلحة سواء حزب الله في لبنان او ميليشيات بدر والدعوة وتوابعهما في العراق، فإنها وعبر هذه الادوات العربية وللأسف رسخت في أذهان العديد من الشيعة في المؤسسات الرسمية العربية العسكرية والاعلامية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والامنية ان مصلحتهم هي مع مصلحة ايران فسهلت بهذه القناعات اعتماد الشيعة سواء كانوا ضباطاً او اعلاميين او رسميين او نواباً او وزراء او اقتصاديين كي يشكلوا طوابير خاصة للنظام الفارسي الشعوبي داخل مؤسساتهم المختلفة كي يكونوا احصنة طروادة في هذه البلدان يلجأ اليها نظام الفرس عبر حزب الله او ميليشيات بدر والدعوة كي تحارب معه ساعة يريد، وكي يعصي الاوامر ساعة يشاء.
انقلابات الداخل
يشكل انقلاب حزب الله العسكري والامني والارهابي ضد ابناء لبنان وتحديداً في بيروت ضد المسلمين السنة، نموذجاً للانقلاب الذي تريده ايران داخل البلدان العربية المشرقية مستندة الى ان اللبنانيين متمسكون بالسلم الاهلي، ومتمسكون بالسلطات الشرعية، ومتمسكون بوحدتهم ومتمسكون بعروبتهم، بينما حزب الله حزب فارسي يأخذ اوامره من ايران، ويملك امكانات عسكرية وامنية ومالية واعلامية ساحقة، في هذا البلد العربي الذي تركه نظام الوصاية السورية عارياً مكشوفاً امامه، وامام العدو الصهيوني وامام ايران وامام حزب الله، بعد ان حطم مؤسساته العسكرية والامنية وأخضعها لأوامر استخباراته، وضرب كل قوى التوحيد والعروبة والاستقلال داخلها، حتى اذا خرج هذا النظام مطروداً من لبنان بإرادة قواه الحية في 14 آذار/مارس 2005 بعد شهر من قتلها رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري.. بدأت حكومته الشرعية الاولى منذ العام 1989 البناء من الصفر ولم يتسن لها حتى الآن، اكتمال تطهير واعادة بناء هذه المؤسسات على اسس وطنية تراعي مصالح لبنان واللبنانيين وليس مصالح ايران او دمشق وكلما تسنى للبنان بناء جديداً دخلت ايران وسوريا على الخط لقتل ضباط وسياسيين وارهاب الوطن عبر مجموعاتهما المسلحة سواء عصابات شاكر العبسي او ميليشيات حزب الله.
وبهذا التحدي الجدي امام حكومة لبنان فإنها تواجه في وقت واحد محور الشر السوري – الايراني ومحور العدوان الصهيوني المتواطىء مع سوريا وايران سواء في العراق حيث يساهم عملياً في ضرب وحدة وعروبة هذا البلد وتصفية وقتل ضباطه العرب وطياريه وأطبائه وعلمائه واساتذة الجامعات فيه، او في لبنان حيث يرفض العدو الصهيوني الانسحاب من مزارع شبعا المحتلة عام 1967 في تبرير لبقاء سلاح حزب الله وهي تعلم ان هذا الحزب تلقى اوامر واضحة من ايران بتحويل سلاحه من مواجهة اسرائيل الى مواجهة اللبنانيين وتحديداً المسلمين السنة والدروز في لبنان وتحديداً في بيروت.
لماذا الآن؟
مبدئياً اتخذت ايران قرارها بعد اوهامها بأن اداتها المسلحة في لبنان حزب الله بات من القوة بحيث يستطيع انجاح انقلابه العسكري والامني ضد اللبنانيين.
وعملياً يقود سفيرها في لبنان المدعو محمد رضا شيباني هذا الانقلاب من غرفة عمليات في سفارته في منطقة الجناح التي تحولت الى ثكنة عسكرية كاملة التجهيزات ومنها يتم التخطيط لكل ما يجري تنفيذه ضد لبنان حيث يواظب امين عام حزب الله حسن نصرالله وقادة اجهزته الامنية على الحضور اليها لاعتبارات ظاهرها امني وباطنها تلقي الاوامر من شيباني الاعلى منه رتبة في فرقة الحرس الثوري الايراني.
وكان كشف رئيس اللقاء الديموقراطي الزعيم الوطني وليد جنبلاط الخطة الارهابية التي اعدها حزب الله ضد الطائرات المدنية في المدرج الغربي رقم 17 في مطار بيروت الدولي من خلال آلات تصوير مخبأة داخل مستوعبات احدى مؤسسات ايران (الانسانية) ترصد الطائرات القادمة تمهيداً لعمل ارهابي ضدها، هي ذروة الفضيحة الايرانية التي يقودها الشيباني، فسارع الشيباني الى اعطاء اوامره لنصر الله بالبدء بالانقلاب حتى لو تم كشف اهم مفاصله وهي التجهيز لقتل احدى القيادات الوطنية اللبنانية التي تستخدم هذا المدرج للسفر بطائرات خاصة او بطائرة طيران الشرق الاوسط وتوابعها، وهي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وزعيم الاغلبية اللبنانية سعد الحريري والزعيم الوطني وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع وغيرهم.
كانت الخطة تقضي باسقاط احدى الطائرات الخاصة التي يستخدمها احد هؤلاء القادة.. وقبل حصول أي رد فعل محلي او عربي او دولي يحتل حزب الله مطار بيروت الدولي ويبقي على رئيس جهاز المطار العميد وفيق شقير الذي كشف في بيان غريب عجيب انه ينسق مع حزب الله.. في مكانه تحت وهم او خدعة ان حزب الله متمسك بالسلطة الشرعية في المطار والدليل انه ابقى شقير في مكانه! فيحول مطار بيروت الدولي الى ساحة اعتصام اخرى على غرار ساحة رياض الصلح، فيمسك بمفصل مهم جداً في لبنان هو صلة الوصل الوحيدة الباقية في لبنان مع العالم جواً.. ثم ينقل حزب الله عصاباته الارهابية التي تم تعزيزها في مخيم الاعتصام الاساسي في الوسط التجاري الى مرفأ بيروت فيحكم السيطرة براً وبحراً وجواً على بيروت، ثم تتحرك ايضاً عصاباته التي اعطاها اسم سرايا دعم المقاومة وهي من قطّاع الطرق وتجار المخدرات والدعارة، وكثير منهم محكوم بأحكام جنائية وهارب من القضاء والسجن.. لاحتلال مناطق واسعة في بيروت، ومنها ينقض على السرايا الحكومي حيث يقيم رئيس الحكومة مع وزرائها، فيقتل من يقتل وأولهم فؤاد السنيورة، ووزير العدل شارل رزق لموقفه المبدئي مع قيام المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووزير الدفاع الياس المر لموقفه المبدئي دفاعاً عن امن الوطن والدولة ويأسر الآخرين.. حتى اذا قاوم احدهم فإن لدى عناصر حزب الله اوامر بقتل كل من يحاول من الوزراء رفض الانصياع لأوامره.
وكجزء متمم لهذا المخطط الارهابي فإن حزب الله الذي استكمل بناء شبكة اتصالاته الارهابية في عدد كبير من المناطق اللبنانية ووضع جهازها الرئيسي داخل السفارة الايرانية في بيروت واجهزتها الفرعية في مربعات حزب الله الامنية في بيروت ومنها مركز ساحة الاعتصام في ساحة رياض الصلح بات في حكم المسيطر عملانياً على كل خطوط الاتصال، حيث ستكشف التحقيقات القضائية والامنية اذا تمت ان حزب الله استكمل كل عدة التنصت على كل الاجهزة الاساسية التي يريدها في كل لبنان من السرايا الحكومي الى دار قريطم حيث مقر اقامة سعد الحريري الى كليمنصو حيث دارة وليد جنبلاط الى كل الثكنات العسكرية للجيش وقوى الامن الداخلي..
اما ((سياحه)) الاستخباريون الايرانيون الاربعة في معراب فهم جزء من خطة ايران ضد رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع لاشعال فتنة مسيحية – مسيحية لأن احداً لا يتصور ان يصل أي من جماعة حزب الله الى هذه المنطقة.
قرارات حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الوطنية بإحالة ملف الاتصالات الى القضاء تمهيداً لوقف واعادة شقير الى موقعه في الجيش فضحت المخطط الايراني فسارعت طهران عبر سفيرها الشيباني الى تحريك فرقتها الارهابية في لبنان المسماة حزب الله، لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة.. العسكرية لاحتلال بيروت واسقاط الحكومة او قتل رئيسها وقتل سعد الحريري ووليد جنبلاط فيصبح لبنان وقواه الوطنية بلا رأس حتى اذا اندلعت حرب اهلية في بيروت، يؤكد حزب الله انه سيحسمها خلال ساعات.. يصبح العالم كله امام امر واقع جديد.. وهو الامر الذي راهنت عليه عصابة حكام دمشق حين قتلت رفيق الحريري.. لكن انتفاضة اللبنانيين اجهضت هذا الوهم السوري فخرج نظامها مطروداً من لبنان.
الآن،
كشف حزب الله نفسه امام الدنيا كلها. ألغى المقاومة ضد اسرائيل، وتحول الى مقاولة بيد ايران علنياً ونهائياً بما يريح اسرائيل ويسعدها مثلما اسعدها حل الجيش العراقي الذي كان يحارب ضدها منذ العام 1948..
وعلى الدولة اللبنانية وكل اللبنانيين بمن فيهم شيعة العرب في لبنان ان يتنبهوا الى ان هناك اعتداءً ايرانياً مباشراً على لبنان وطناً ومجتمعاً، يسابق العدوان الصهيوني المستمر على لبنان براً وجواً، ومثلما يتعامل لبنان في مواجهة عدوان اسرائيل عليه ان يتعامل مع العدوان الفارسي.. ومثلما كان في لبنان ادوات صهيونية تابت وعادت الى لبنانيتها فإن على ادوات الفرس في لبنان وتحديداً حزب الله ان يتوب وان يعود الى لبنانيته.
تعليق