تويت
حقيقة المودة في القربى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
عن مولانا الصادق عليه السلام
تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن أحب مطيع
ارتبط حب آل محمد صلوات الله عليهم بالبلاء والشدة ، لا بل تعدى ذلك إلى التهمة حتى عد التشيع لمحمد وآل محمد جريمة يعاقب فاعلها .
دخل على أمير المؤمنين رجل ، فقال: يا أمير المؤمنين انى احبك في الله ،واحبك في السر، كما احبك في العلانية، وادين الله بولايتك في السر، كما ادين الله بها في العلانية، قال: فنكت بعوده الثانية ثم رفع راسه إليه، فقال: له صدقت ان طينتنا طينة مخزونة اخذ الله ميثاقها من صلب آدم فلم يشذ منها شاذ، ولا يدخل منها داخل من غيرها، اذهب واتخذ للفقر جلبابا، فانى سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا على بن ابى طالب والله الفقر أسرع إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي .
(قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله، والله إني لأحبك،فقال له انظر ما تقول، قال:والله إني لأحبك ـ ثلاث مرات ـ قال: إن كنت تحبني فأعد للفقر تجفافا، فإن الفقر أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه)، وهذا المضمون ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (من أحبنا أهل البيت فليستعد للفقر جلبابا) وكذا (من أحبنا أهل البيت غتهُ البلاء غتا)
فمودة أهل البيت الصادقة مرتبطة بالبلاء والشدة وهذا ما أثبته التاريخ على مر الزمان ، مما لحق بشيعة أهل البيت عليهم السلام من أذى ومصائب على أيدي حكام الجور وسلاطين الفجور ، روي أن الشعبي قال : ما لقينا من آل أبي طالب ؟ إن أحببناهم قتلونا ، و إن أبغضناهم أدخلونا النّار .
(قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى* ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا * إن الله غفور شكور).
إلا أن هذه الحقيقة أكدها القرآن الكريم ، وأضفى على مودة أهل البيت عليهم السلام سمة اقترانها بالاتهام كما لو أنها جريمة نكراء أو ذنب يحاسب عليه ، فبلاغة القرآن الكريم ومعاجزه وكنوزه وعجائبه تتعدى اللغة إلى الإخبار بحقائق الأمور والكشف عن مبهماتها ، واستعمال القرآن لفظة يقترف في آية المودة لم يكن لمجرد أنها تفيد المعنى المطلوب فكثير من مفردات العربية تفيد ذات المعنى مثلما ورد في كثير من الآيات كقوله تعالى { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها } الأنعام160 وقوله سبحانه وتعالى { من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون } النمل 89 ، فكان بالإمكان استعمال كلمة جاء أوغيرها مما يتناسب والبلاغة اللغوية للقرآن الكريم ، لأن يقترف بذاتها لا تستعمل عادة في معنى العمل الصالح بل إن استعمالها كمفردة أو ضمن سياق كلام غالباً ما يكون مترابطاً بكون الفعل مذموماً و غير محمود كما ورد في كتاب الله { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَبِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُواْ مَا هُم مُّقْتَرِفُونَ } (113) الأنعام
{وَذَرُواْ ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُواْ يَقْتَرِفُونَ }(120) الأنعام ففي هاتين الآيتين نرى السياق الذي استعملت فيه الكلمة واقترانها بالذنب والمعصية وهذا هو استعمالها الأعم ، فما هو السبب وما هي الغاية من استعمال كلمة يقترف في آية المودة لتعبر عن قيام الفرد المؤمن بعمل صالح حسن يؤجر عليه ويكون أجراً للنبي صلى الله عليه وآله على تبليغ الرسالة ؟.
هو كما قدمنا تعدي القرآن في معاجزه وعجائبه اللغة العربية ليخبرنا وينئنا بتلك الحقيقة التي لطالما حاول الغير أن يزايد علينا وعلى حبنا لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ، وأنهم يحبون ويودون أهل البيت عليهم السلام مثلنا أو أكثر كما يقولون ، فمجرد إدعاء المحبة أمر هين حتى على أهل الأديان الأخرى ، بل كثيراً ما حكى التاريخ وما زال عن حب المسيحين أو غيرهم من أهل الأديان لأهل البيت عليهم السلام وكثيراً ما كتبوا عنهم وتغنوا بهم وتفاخروا بحبهم ، لكن كل ذلك لم يرتقي ليكون الحب الحقيقي ، الحب الصادق ، فالحب الصادق لا يكون بالادعاء فحسب بل بالاتباع والنصرة والموالاة ، الحب الصادق هو الذوبان والفناء في أهل البيت عليهم السلام ، الحب الصادق هو الذي يجرعلينا ويلات الزمان و ظلم الحكام واتهامهم ومن تبعهم ، الحب الذي قرن بالبلاء فكان صبراً وبناء
وكما قيل
إذا كنت فاطمياً فاصبر على نكبة الزمان
هو كما قدمنا تعدي القرآن في معاجزه وعجائبه اللغة العربية ليخبرنا وينئنا بتلك الحقيقة التي لطالما حاول الغير أن يزايد علينا وعلى حبنا لأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله ، وأنهم يحبون ويودون أهل البيت عليهم السلام مثلنا أو أكثر كما يقولون ، فمجرد إدعاء المحبة أمر هين حتى على أهل الأديان الأخرى ، بل كثيراً ما حكى التاريخ وما زال عن حب المسيحين أو غيرهم من أهل الأديان لأهل البيت عليهم السلام وكثيراً ما كتبوا عنهم وتغنوا بهم وتفاخروا بحبهم ، لكن كل ذلك لم يرتقي ليكون الحب الحقيقي ، الحب الصادق ، فالحب الصادق لا يكون بالادعاء فحسب بل بالاتباع والنصرة والموالاة ، الحب الصادق هو الذوبان والفناء في أهل البيت عليهم السلام ، الحب الصادق هو الذي يجرعلينا ويلات الزمان و ظلم الحكام واتهامهم ومن تبعهم ، الحب الذي قرن بالبلاء فكان صبراً وبناء
وكما قيل
إذا كنت فاطمياً فاصبر على نكبة الزمان
قال الله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا * إلا المودة في القربى * ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا * إن الله غفور شكور).
وروي عن الاِمام زين العابدين عليه السلام أنّه قال :«خطب الحسن بن علي عليه السلام الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : « ... وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم ، فقال تبارك وتعالى : ﴿ قُلْ لا أسألكُم عَليهِ أجراً إلاّ الموَدَّةَ في القُربَى ومَن يَقتَرِف حَسَنَةً نَّزِد لهُ فِيها حُسناً ﴾ فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت »
وأخرج الإمام أحمد عن ابن عباس في (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا)، قال: المودة لآل محمد صلى الله عليه وسلم.
رأيت ولائي آل طه فريضة * على رغم أهل البعد يورثني القربا
فما طلب المبعوث أجرا على الهدى * بتبليغه إلا المودة في القربى