تويت
اليوم الثالث للعزاء الفاطمي في مكتب المرجع الشيرازي
تواصل مكتب المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله الوارف في كربلاء المقدسة أحياءه للمجالس الفاطمية ولليوم الثالث على التوالي وقد افتتح بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم بصوت المقرئ السيد جليل الشامي، ليتوجه المعزون بعد ذلك بقلوبٍ حزينة جهة سيد الشهداء الإمام الحسين تالين الكلمات المباركة لزيارة عاشوراء، بعدها اعتلى المنبر الشريف سماحة الخطيب الحسيني الشيخ زهير الاسدي وليستمد أصول محاضرته من زيارة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام «يا ممتحنة امتحنك اللهُ الذي خلقك قبل إن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة».
من مصاديق المودة لآل بيت الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم والارتباط معهم وإبراز الولاء لهم هي زيارتهم واستنشاق أريجهم العطر والسلوك الى الله من خلالهم فهم أبواب الله سبحانه إليه وطريقه الموصولة، كما وان كلمات الزيارات الشريفة تتضمن ما بين طياتها معان كبيرة ودروس متنوعة سيما العقائدية والولائية ولها آثارها العظيمة في تأصل الأيمان في القلوب فضلاً عن اثارها الأخلاقية، ومن يتتبع تلك الزيارات يجد الأمر جلياً واضحاً فعلى المؤمن المواظبة على تلك الزيارات العظيمة كزيارة عاشوراء الحسين عليه السلام وزيارة وارث وزيارة الجامعة الكبيرة الواردة عن الإمام الهادي عليه السلام.
زيارة السيدة الجليلة فاطمة الزهراء عليها السلام والتي صّدرنا البحث بتلاوتها هي واحدة من تلك الزيارات ذات المضامين العلية والكاشفة عن الكثير من المعاني الغيبية التي لم نشهدها فمتى كان الامتحان الذي تجيب عنه الزيارة بانه قبل إن تخلق سلام الله عليها فهي أول المخلوقات امتحاناً فكان من امتحانها الصبر الذي وضحته الزيارة أيضا بأن الله وجدها خلال الامتحان صابرة مطيعة لما أمرها الله به ومن هنا تتجلى عظمة الصديقة الصابرة فاطمة الزهراء.
الله سبحانه عز شأنه جعل الامتحان طريقاً إلى مرضاته فتأتي المنزل بقدر النجاح في الامتحان فيأتي القرب الإلهي متناغماً ونتيجة الامتحان، فمن المتفق عليه إن الآثار تترتب بعد اجتياز الامتحان وبيان النتيجة ومن هنا فإن منزلة الزهراء عظيمة وكبيرة في الدنيا قبل الآخرة إما الآخرة فإن الروايات لفصيحة في بيانها مبينة لمنزلتها بما هو متفق عليه بين الفرق كافة.
ومن هنا نقول: على من يتولى الزهراء سلام الله عليها إن يتخذها قدوة وأسوة حقيقية ومرآة لعمله وتصرفاته وليسعَ لكسب رضاها فإن الله سبحانه يرضى لرضاها ويسخط لسخطها.
