نص حوار صدام حسين مع وفد مجلس الحكم العراقي
الرئيس الأسير أقوي من المحتمين بالدبابات الأمريكية
تفاصيل الحوار الذي جري بين وفد مجلس الحكم الانتقالي وبين الرئيس صدام حسين. والذي جري في أعقاب القبض علي الرئيس صدام بحضور كل من الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر وقائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز.
وهذه التفاصيل التي تسربت من عناصر مرتبطة بمجلس الحكم عن هذا الحوار الذي يثبت فيه صدام حسين أنه أقوي في سجنه من المحتمين بالدبابات والطائرات الأمريكية، وأنه لا يفرط بسهولة في ثوابته ومواقفه، وهذا هو نص الحوار الذي كشف عنه النقاب يوم الجمعة الماضي.
في غرفة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران، كان صدام يجلس علي سرير صغير، مفروش بعناية عسكرية بفرش حديث، يرتدي دشداشة بيضاء وسترة زرقاء وينتعل شحاطة سوداء وجوارب باللون نفسه.
الغرفة مضاءة بشكل يمنعه من استخدام الكهرباء لو فكر في إيذاء نفسه. في الغرفة الصغيرة جدا هناك طاولة بلاستيكية، عليها بعض الطعام وعصير فواكه وقنينة مياه معدنية وقدح هزيل صغير.
ويبدو أن حياته في الجحر قد جعلت جسده ينكمش، فبدا للحضور وكأنه أصغر حجما مما كان يبدو عليه في التليفزيون. هزال جسمه أثر علي قامته التي بدت محنية ومتقوسة ومتقلصة، وكثرت التجاعيد علي وجهه بشكل أربك الذين جاءوا يتعرفون عليه للوهلة الأولي. لم تظهر عليه جروح أو خدوش، كتلك التي تبدو لإنسان عاش فترة طويلة في القبر، غير أن طلاء شعر رأسه، بدا واضحا ومن ماركة جيدة.
وضعه النفسي مستكين ومكفهر ومليء بالمرارة والشر، ويتوجه للأمريكان ببضع كلمات بالإنجليزية، وعندما دخل عليه السفير بول بريمر والقائد العسكري ريكاردو سانشيز كان ينظر إليهما ويؤشر بيديه نحوهما عندما يقول بضع كلمات بالإنجليزية كان يردد الكلام وكأنه مسجل في داخله ويسرده كشريط وكأنه مازال رئيسا مثل: الأمة العربية المجيدة، فلسطين من النهر إلي البحر، حقوقنا التاريخية في الكويت، أنا رئيس جمهورية منتخب، خيانة الحكام العرب.. إلي آخر هذه الكلمات التي كان يحلو له ترديدها في الاجتماعات التليفزيونية مع الصفوة من أزلامه..وجدوه جالسا علي حافة السرير، دليل علي الانكسار والعزلة الشديدة عن الحياة.. لكنه وضع رجلا علي رجل غير أنه طوال الحديث لم يضع عينيه بعين من يحدثه وكان قلقا إلي الحد الذي كان ينظر إلي الأعلي والأسفل ويقوم بحركات مفاجئة وانحناءات ويتلفت بدون سبب وكأنه يوحي بحدوث شيء قريب.. وطوال ثلاثة أرباع الساعة التي تكلم بها مع خلفائه في حكم العراق، لم يشعر أي من الحضور بأن صدام كان يحمل قطرة واحدة من الندم، وحاول التغاضي أو التظاهر بأنه نسي تلك الجرائم، حتي التي ألح في تذكيره بها خلفاؤه، كما أنه حاول تحويل أي اتهام جنائي إلي حوار سياسي وعندما كان 'ضيوفه' يحاصرونه في زاوية في الحوار، يحول الحوار إلي الأمريكان كما لو كان يشمئز من وجودهم. لكن الأمريكيين بريمر وسانشيز لم يتفوها بكلمة ولم يكلماه أبدا.
المشهد الكامل
انفتح الباب وكان صدام يجلس علي حافة السرير في الغرفة المستطيلة ودخل عليه الرجال الستة، زعماء العراق الأحرار يتبعهم السفير بريمر والجنرال سانشيز. وبادر الدكتور أحمد الجلبي بتقديم الحضور إلي صدام: الدكتور عدنان الباجة جي ، الدكتور موفق الربيعي والدكتور عادل عبد المهدي. وعندما صمت الجلبي قدمه الربيعي إلي صدام: الدكتور أحمد الجلبي.
رأي صدام أنهم واقفون، فطلب منهم الجلوس لكنهم رفضوا.
الربيعي: لماذا قتلت الصدر؟
صدام: أي صدر؟
الربيعي: السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر وآل الحكيم؟
صدام: شنو الصدر.. شنو الرجل. هؤلاء عملاء متآمرون.
الربيعي: وماذا عن الذين قتلتهم ودفنتهم في المقابر الجماعية؟
صدام: هؤلاء لصوص وخونة وهاربون من الخدمة العسكرية، والأمريكان هم الذين قتلوا الناس. اسألوا عوائلهم عنهم سيقولون لكم الشيء نفسه.
الربيعي: طيب لنترك الصدرين وشهداء المقابر الجماعية، لماذا قتلت عبد الخالق السامرائي وعدنان الحمداني؟
صدام (شعر بالاستفزاز وأجاب بغضب وعنجهية): ما شأنكم بهما؟ هؤلاء بعثيون.. البعثيون لا علاقة لكم بهم.
عبد المهدي: لماذا أعدمت البعثيين؟
صدام: (بدأ يهين ويشتم الحاضرين بألفاظ بذيئة، ويصفهم بالأوغاد).
عبد المهدي: وماذا فعلت بالعراقيين؟
صدام: اسألوا المقاومة.
عبد المهدي: كنت تعتبر الجميع ملكا لك تتصرف بهم كما تشاء.
صدام: الأوضاع تحتاج حاكما حازما وعادلا وكنت كذلك.
الربيعي: بل كنت ظالما ومسئولا عن موت الناس.
صدام: أنا رجل بسيط لا أملك شيئا.
عبد المهدي: في بغداد وحدها لديك 10 قصور..
صدام: هذه قصور تملكها الدولة.
عبد المهدي: هل أنت مالك إرادتك.. هل كان الشعب يستطيع الاقتراب من هذه القصور لكي تقول إنها قصور الشعب.. إلي متي تستمر في هذه المراوغة والكذب؟ سابقا كنت تستطيع أن تقول ما تشاء ولا أحد يستطيع أن يقول ما يشاء، أما الآن فالناس أحرار ويقولون ما يشاءون.
الربيعي: لماذا ارتكبت كل تلك الحماقات وأعلنت الحرب علي إيران واجتحت الكويت وأدخلت البلاد في حروب لا طائل منها؟
صدام (موجها السؤال إلي الباجه جي) : كنت وزيرا للخارجية العراقية ما الذي تفعله مع هؤلاء الأشخاص؟ قل لهم هل الكويت عراقية أم لا؟
الباجه جي: إنكم أنتم اعترفتم بالكويت عام 1963 وكانت لديك فرصة ذهبية في أن تنسحب من الكويت وتجنب العراقيين كل هذه المشكلات.
صدام لنا حق تاريخي في الكويت ولولا خيانة الحكام العرب لما حصل ما حصل. فالآلة عندما تنطلق لا يمكن إيقافها وكانت هناك نيات مبيتة من الدول الأجنبية ومن الخونة العرب.
الباجة جي : لكنكم في عام 1963 اعترفتم بالكويت وأقررتم أنها دولة؟
صدام: كان ذلك في ظروف خاصة.
عبد المهدي: لماذا استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد الشعب في حلبجة؟
صدام: أنتم والأمريكان تعرفون أن إيران هي التي ضربت حلبجة، وهذه القصة ملفقة بالضبط كأسلحة الدمار الشامل. هل عثرتم عليها؟
عبد المهدي: لماذا تدعو الناس إلي القتال بينما أنت تهرب في كل المعارك التي دعوت لها وتسببت في قتل الأعداد الضخمة؟ وعندما كاد الموت يصل إليك استسلمت؟ كنت تقول سأجعل من بغداد مقبرة للغزاة وعندما وصلوا إليك هربت.
الربيعي: قلت إنك ستقاوم وحرضت الناس علي المقاومة وكان لديك بندقيتان ومسدس وتقول أنا شجاع وعربي، لماذا لم تطلق رصاصة واحدة؟ لماذا لم تقتل جنديا واحدا؟ أنت جبان إذن، فقد أتحت لهؤلاء (أشار الربيعي لبريمر وسانشيز اللذين كانا يقفان معهم) أن يقبضوا عليك من دون أن تطلق رصاصة واحدة.
صدام (يسأل الربيعي): أنت مكاون (مقاتل بالتكريتية)؟
الربيعي: نعم مكاون.
صدام: أين؟
الربيعي: في كردستان وفي إيران.
صدام: ما معرفتك بالقتال؟
الربيعي: نحن نعرف القتال أفضل منك وأنت قدت البلاد إلي كل هذه النتائج بما فيها وجود القوات الأجنبية علي أرض العراق.
عبد المهدي: الأسئلة ليست لنا.
صدام: شنو يعني؟
عبد المهدي: أنت المتهم الآن؟
صدام: متهم ممن؟ أنا رئيس جمهورية منتخب.
عبد المهدي: بأي مهزلة انتخبك الشعب، نعتقد أنك غير جاد بذكر هذا. أنت الآن بحماية الجنود الأمريكيين، فها هو الشعب فرحان بالقبض عليك، لولا الجنود الأمريكيون لرأيت ماذا يفعل بك الشعب.
الربيعي: لو خرجت الآن ورأيت العراقيين كيف يعبرون عن فرحهم.
صدام: فرحان؟ من فرحان غير الخونة والعملاء أمثالكم يا (شتائم) أنتم لا تستطيعون النزول إلي الشارع إلا في حماية هؤلاء، يشير إلي السفير بريمر والجنرال سانشيز.
عبد المهدي: بالعكس، جئناك من وسط الجماهير المبتهجة. ما رأيك أن تطلب من الذين يحمونك الآن أن يرفعوا حمايتهم عنك ونذهب معا إلي الشارع والشعب لنري ما سيفعله الناس لنا وما يفعلونه بك؟
عبد المهدي: كنت تدفع الناس للقتال وأنت لم تقاتل؟ أولادك قاتلوا وأنت لم تقاتل ألم تكن جبانا؟
صدام: (أطرق رأسه وصمت).
الربيعي: لعنة الله عليك يا صدام حسين بأي وجه ستقابل الله يوم القيامة بما فعلته بالعراقيين!
صدام: يتهجم علي الربيعي بالشتائم
منقول من احد المواقع
الرئيس الأسير أقوي من المحتمين بالدبابات الأمريكية
تفاصيل الحوار الذي جري بين وفد مجلس الحكم الانتقالي وبين الرئيس صدام حسين. والذي جري في أعقاب القبض علي الرئيس صدام بحضور كل من الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر وقائد قوات الاحتلال في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز.
وهذه التفاصيل التي تسربت من عناصر مرتبطة بمجلس الحكم عن هذا الحوار الذي يثبت فيه صدام حسين أنه أقوي في سجنه من المحتمين بالدبابات والطائرات الأمريكية، وأنه لا يفرط بسهولة في ثوابته ومواقفه، وهذا هو نص الحوار الذي كشف عنه النقاب يوم الجمعة الماضي.
في غرفة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران، كان صدام يجلس علي سرير صغير، مفروش بعناية عسكرية بفرش حديث، يرتدي دشداشة بيضاء وسترة زرقاء وينتعل شحاطة سوداء وجوارب باللون نفسه.
الغرفة مضاءة بشكل يمنعه من استخدام الكهرباء لو فكر في إيذاء نفسه. في الغرفة الصغيرة جدا هناك طاولة بلاستيكية، عليها بعض الطعام وعصير فواكه وقنينة مياه معدنية وقدح هزيل صغير.
ويبدو أن حياته في الجحر قد جعلت جسده ينكمش، فبدا للحضور وكأنه أصغر حجما مما كان يبدو عليه في التليفزيون. هزال جسمه أثر علي قامته التي بدت محنية ومتقوسة ومتقلصة، وكثرت التجاعيد علي وجهه بشكل أربك الذين جاءوا يتعرفون عليه للوهلة الأولي. لم تظهر عليه جروح أو خدوش، كتلك التي تبدو لإنسان عاش فترة طويلة في القبر، غير أن طلاء شعر رأسه، بدا واضحا ومن ماركة جيدة.
وضعه النفسي مستكين ومكفهر ومليء بالمرارة والشر، ويتوجه للأمريكان ببضع كلمات بالإنجليزية، وعندما دخل عليه السفير بول بريمر والقائد العسكري ريكاردو سانشيز كان ينظر إليهما ويؤشر بيديه نحوهما عندما يقول بضع كلمات بالإنجليزية كان يردد الكلام وكأنه مسجل في داخله ويسرده كشريط وكأنه مازال رئيسا مثل: الأمة العربية المجيدة، فلسطين من النهر إلي البحر، حقوقنا التاريخية في الكويت، أنا رئيس جمهورية منتخب، خيانة الحكام العرب.. إلي آخر هذه الكلمات التي كان يحلو له ترديدها في الاجتماعات التليفزيونية مع الصفوة من أزلامه..وجدوه جالسا علي حافة السرير، دليل علي الانكسار والعزلة الشديدة عن الحياة.. لكنه وضع رجلا علي رجل غير أنه طوال الحديث لم يضع عينيه بعين من يحدثه وكان قلقا إلي الحد الذي كان ينظر إلي الأعلي والأسفل ويقوم بحركات مفاجئة وانحناءات ويتلفت بدون سبب وكأنه يوحي بحدوث شيء قريب.. وطوال ثلاثة أرباع الساعة التي تكلم بها مع خلفائه في حكم العراق، لم يشعر أي من الحضور بأن صدام كان يحمل قطرة واحدة من الندم، وحاول التغاضي أو التظاهر بأنه نسي تلك الجرائم، حتي التي ألح في تذكيره بها خلفاؤه، كما أنه حاول تحويل أي اتهام جنائي إلي حوار سياسي وعندما كان 'ضيوفه' يحاصرونه في زاوية في الحوار، يحول الحوار إلي الأمريكان كما لو كان يشمئز من وجودهم. لكن الأمريكيين بريمر وسانشيز لم يتفوها بكلمة ولم يكلماه أبدا.
المشهد الكامل
انفتح الباب وكان صدام يجلس علي حافة السرير في الغرفة المستطيلة ودخل عليه الرجال الستة، زعماء العراق الأحرار يتبعهم السفير بريمر والجنرال سانشيز. وبادر الدكتور أحمد الجلبي بتقديم الحضور إلي صدام: الدكتور عدنان الباجة جي ، الدكتور موفق الربيعي والدكتور عادل عبد المهدي. وعندما صمت الجلبي قدمه الربيعي إلي صدام: الدكتور أحمد الجلبي.
رأي صدام أنهم واقفون، فطلب منهم الجلوس لكنهم رفضوا.
الربيعي: لماذا قتلت الصدر؟
صدام: أي صدر؟
الربيعي: السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد صادق الصدر وآل الحكيم؟
صدام: شنو الصدر.. شنو الرجل. هؤلاء عملاء متآمرون.
الربيعي: وماذا عن الذين قتلتهم ودفنتهم في المقابر الجماعية؟
صدام: هؤلاء لصوص وخونة وهاربون من الخدمة العسكرية، والأمريكان هم الذين قتلوا الناس. اسألوا عوائلهم عنهم سيقولون لكم الشيء نفسه.
الربيعي: طيب لنترك الصدرين وشهداء المقابر الجماعية، لماذا قتلت عبد الخالق السامرائي وعدنان الحمداني؟
صدام (شعر بالاستفزاز وأجاب بغضب وعنجهية): ما شأنكم بهما؟ هؤلاء بعثيون.. البعثيون لا علاقة لكم بهم.
عبد المهدي: لماذا أعدمت البعثيين؟
صدام: (بدأ يهين ويشتم الحاضرين بألفاظ بذيئة، ويصفهم بالأوغاد).
عبد المهدي: وماذا فعلت بالعراقيين؟
صدام: اسألوا المقاومة.
عبد المهدي: كنت تعتبر الجميع ملكا لك تتصرف بهم كما تشاء.
صدام: الأوضاع تحتاج حاكما حازما وعادلا وكنت كذلك.
الربيعي: بل كنت ظالما ومسئولا عن موت الناس.
صدام: أنا رجل بسيط لا أملك شيئا.
عبد المهدي: في بغداد وحدها لديك 10 قصور..
صدام: هذه قصور تملكها الدولة.
عبد المهدي: هل أنت مالك إرادتك.. هل كان الشعب يستطيع الاقتراب من هذه القصور لكي تقول إنها قصور الشعب.. إلي متي تستمر في هذه المراوغة والكذب؟ سابقا كنت تستطيع أن تقول ما تشاء ولا أحد يستطيع أن يقول ما يشاء، أما الآن فالناس أحرار ويقولون ما يشاءون.
الربيعي: لماذا ارتكبت كل تلك الحماقات وأعلنت الحرب علي إيران واجتحت الكويت وأدخلت البلاد في حروب لا طائل منها؟
صدام (موجها السؤال إلي الباجه جي) : كنت وزيرا للخارجية العراقية ما الذي تفعله مع هؤلاء الأشخاص؟ قل لهم هل الكويت عراقية أم لا؟
الباجه جي: إنكم أنتم اعترفتم بالكويت عام 1963 وكانت لديك فرصة ذهبية في أن تنسحب من الكويت وتجنب العراقيين كل هذه المشكلات.
صدام لنا حق تاريخي في الكويت ولولا خيانة الحكام العرب لما حصل ما حصل. فالآلة عندما تنطلق لا يمكن إيقافها وكانت هناك نيات مبيتة من الدول الأجنبية ومن الخونة العرب.
الباجة جي : لكنكم في عام 1963 اعترفتم بالكويت وأقررتم أنها دولة؟
صدام: كان ذلك في ظروف خاصة.
عبد المهدي: لماذا استخدمت الأسلحة الكيميائية ضد الشعب في حلبجة؟
صدام: أنتم والأمريكان تعرفون أن إيران هي التي ضربت حلبجة، وهذه القصة ملفقة بالضبط كأسلحة الدمار الشامل. هل عثرتم عليها؟
عبد المهدي: لماذا تدعو الناس إلي القتال بينما أنت تهرب في كل المعارك التي دعوت لها وتسببت في قتل الأعداد الضخمة؟ وعندما كاد الموت يصل إليك استسلمت؟ كنت تقول سأجعل من بغداد مقبرة للغزاة وعندما وصلوا إليك هربت.
الربيعي: قلت إنك ستقاوم وحرضت الناس علي المقاومة وكان لديك بندقيتان ومسدس وتقول أنا شجاع وعربي، لماذا لم تطلق رصاصة واحدة؟ لماذا لم تقتل جنديا واحدا؟ أنت جبان إذن، فقد أتحت لهؤلاء (أشار الربيعي لبريمر وسانشيز اللذين كانا يقفان معهم) أن يقبضوا عليك من دون أن تطلق رصاصة واحدة.
صدام (يسأل الربيعي): أنت مكاون (مقاتل بالتكريتية)؟
الربيعي: نعم مكاون.
صدام: أين؟
الربيعي: في كردستان وفي إيران.
صدام: ما معرفتك بالقتال؟
الربيعي: نحن نعرف القتال أفضل منك وأنت قدت البلاد إلي كل هذه النتائج بما فيها وجود القوات الأجنبية علي أرض العراق.
عبد المهدي: الأسئلة ليست لنا.
صدام: شنو يعني؟
عبد المهدي: أنت المتهم الآن؟
صدام: متهم ممن؟ أنا رئيس جمهورية منتخب.
عبد المهدي: بأي مهزلة انتخبك الشعب، نعتقد أنك غير جاد بذكر هذا. أنت الآن بحماية الجنود الأمريكيين، فها هو الشعب فرحان بالقبض عليك، لولا الجنود الأمريكيون لرأيت ماذا يفعل بك الشعب.
الربيعي: لو خرجت الآن ورأيت العراقيين كيف يعبرون عن فرحهم.
صدام: فرحان؟ من فرحان غير الخونة والعملاء أمثالكم يا (شتائم) أنتم لا تستطيعون النزول إلي الشارع إلا في حماية هؤلاء، يشير إلي السفير بريمر والجنرال سانشيز.
عبد المهدي: بالعكس، جئناك من وسط الجماهير المبتهجة. ما رأيك أن تطلب من الذين يحمونك الآن أن يرفعوا حمايتهم عنك ونذهب معا إلي الشارع والشعب لنري ما سيفعله الناس لنا وما يفعلونه بك؟
عبد المهدي: كنت تدفع الناس للقتال وأنت لم تقاتل؟ أولادك قاتلوا وأنت لم تقاتل ألم تكن جبانا؟
صدام: (أطرق رأسه وصمت).
الربيعي: لعنة الله عليك يا صدام حسين بأي وجه ستقابل الله يوم القيامة بما فعلته بالعراقيين!
صدام: يتهجم علي الربيعي بالشتائم
منقول من احد المواقع