إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الزهراء تنعى غيبة ولدها بإخفاء قبرها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الزهراء تنعى غيبة ولدها بإخفاء قبرها



    الزهراء تنعى غيبة ولدها بإخفاء قبرها



    الزهراء تلك المرأة التي شاء الله أن يصطفيها ، ويذهب الرجس عنها ويطهرها تطهيرا من بين نساء العالمين ، وان يختار لها والدا كمحمد (صلى الله عليه واله وسلم) وزوجا كفؤا لها كعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وابناءا كالحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة (عليهما السلام) ، فكانت كما أرادها الله سبحانه وتعالى أن تكون مفخرة للأنبياء والمرسلين ، إذ لم يكن هذا الاصطفاء إلا بوجود الاستحقاق العالي الذي أهلها لتكون سيدة نساء العالمين ، فهي المؤمنة التقية ، والطاهرة الزكية ، والمجاهدة القوية ، والصابرة الممتحنة ، التي واجهت بهمة عالية وعزم لا يلين ، ويقين ثابت اعتى وأشرس هجمة بربرية ومؤامرة دنية تقودها عصابة من الجهل والظلام عاندت وكابرت وأصرت على زعزعت الرسالة عن رواسيها ، فما كان منها إلا أن تتصدى بنفسها وبإيمانها الراسخ ، وبيانها الواضح ، نصرة للحق وكشفا لمظلوميته بالرغم من أن أوصالها ترتعد ، وأحشاؤها تذوب خوفا وحذرا من عبث العابثين ، وغدرة المنافقين والأفاكين ، ولما لم تجد في ذلك المجتمع الذي ساده الجهل المطبق ، ناصرا ولا معين ، آلت على نفسها بدمعة غزيرة ، وأنة ثقيلة ، وحسرة كسيرة ، أن تتخذ مكانا قرب قبر أبيها ، معلنة بذلك ثورتها وغضبها بعد أن نفدت جميع وسائل النصرة والانتصار ، والتي كان المسبب الرئيسي لعدم نجاحها هو خذلان الأمة لها وتخلفها عن تعاليم نبيها ، فلم تبقَ إلا أسلوبا آخر في سبيل الانتصار للحق وأهله ، الأسلوب الذي حاولت من خلاله إثارة وتأجيج مشاعر الأمة لا لأستعطافها ، وإنما للقيام بها في مواجهة الانحراف والمنحرفين والكفار والمنافقين ، والعود بها الى صراط الله المستقيم المتمثل بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) ، أعلنت هذه الثورة وهي تحمل على كتفيها الشعار الخالد الذي أطلق عليه ( بيت الأحزان) هذا البيت الذي اقلق وأزعج طواغيت زمانها ، وأجبرهم على اتخاذ وسائل الهدم والتسقيط لما رأوا أن لهذا البيت مصدرا للقوة والثبات على الحق ، إذ لم يكن نعي فاطمة (عليها السلام) يستهدف شخص أبيها وفقدانه فقط ، وإنما كانت الغاية من المبالغة في النعي ، هي قيام الثورة والانتفاضة في وجه الظلم منذ أول وهلة لوقوعه على الأمة ، ويستهدف كذلك المستقبل القريب للإسلام وأهله الأطهار وما يجري على المستضعفين من أبنائه ، ولما لم تجد من يدرك هذه الحقائق ، عمدت أن توصي زوجها علي (عليه السلام) بإعفاء قبرها وتغييبه عن الأنظار ، غضبا وأسفا وحزنا على هذه الأمة ، فجعلت من هذه الوصية إعلانا وإشارة الى غيبة ولدها الإمام المهدي (عليه السلام) الذي غيبته الأمة ، مواسية له بآلامها وحزنها ومظلوميتها ، وكأن المراد من هذه الأمة أن تشعر بالشعور الحقيقي تجاه مظلومية الزهراء (عليها السلام) منذ شهادتها والى يوم الظهور المقدس ، وما جرى عليها وعلى ذريتها من قتل بالسم والسيف ، وما وقع عليهم من ظلم وحيف ، حتى وقعت الغيبة الكبرى التي كانت الزهراء (عليها السلام) تشير الى هذه الحقيقة من خلال إخفاء قبرها ، وكأنها أقرنت الماضي وأهله ، وما يقع على إمامنا المهدي (عليه السلام) بسبب موقف الأمة السلبي أتجاهه في المستقبل ، حيث أن الأمة أن لم تعِ الأسباب التي أدت الى إعفاء قبر الزهراء (عليها السلام) فهي من المؤكد لا تعي أسباب غيبة الإمام المهدي (عليه السلام) وستبقى على هذا الجهل المطبق في عدم معرفتها إمامها المهدي (عليه السلام) فيحق للزهراء (عليها السلام) أن تنعى غيبته وذلك لأن المجتمع الذي يعيش في وسطه الإمام المهدي (عليه السلام) الذي يجهل معرفته ، هو نفس المجتمع الذي كان يحيط بالزهراء (عليها السلام) فجهل معرفتها ، وبالتالي عدم نصرتها ، فانقاد خلف أصحاب البدع والأهواء.

    فمتى تعي الأمة هذه الحقيقة التي لابد منها ، ويأتي اليوم الذي نقف فيه على معالم ذلك القبر الذي درست آثاره وعفيت معالمه ، لنرفع بذلك حجاب الجهل والظلام ولننعم برؤية صاحب العصر والزمان ، إذ أن المعادلة واضحة ولا تحتاج الى برهان ، أن وقوفنا على قبر الزهراء المغيب يعني رفع الغيبة عن إمامنا المهدي (عليه السلام) والانتصار الحقيقي له .


    مهدي الواسطي

  • #2
    الدفاع عن الإمام .. مسؤولية الجميع

    الدفاع عن الإمام .. مسؤولية الجميع



    لابد أولا من العروج الى بيان جزء من حقيقة أصحاب الإمام المهدي عليه السلام لعلاقتها بموضوعنا ، فأصحاب الإمام عليه السلام هم بالواقع المؤمنين الصادقين وهم بهذا الإيمان الصادق استجمعوا كل خصائص وصفات عباد الله المقربين ... للإيمان مظاهر عديدة قسم منها يتجلى في ظروف معينة كظروف المواجهة .. فصفة قلوبهم كزبر الحديد لايعني بان المؤمنين السابقون لم تكن قلوبهم كذلك ، لكن المواجهة التي تحيط وتتداخل بحركة الظهور المقدس تتطلب هذه الصلابة القلبية ، بينما بعض الصفات الأخرى التي يتحلى بها أصحاب الإمام هي صفات لها نفس الأثر والظهور في كل المؤمنين السابقين ، لكنها تفرز مع ذلك الواقع الذي يعيشه المجتمع المسلم ابان الظهور ..فصفة لهم دوي كدوي النحل (من شدة العبادة ) تبين بان العبادة تنحصر وتتقلص بين المسلمين الى درجة كبيرة ..وعلى كل حال فملاحظة هذه الصفات يجب ان ياخذ بمجموعها لان الاقتصار على صفة دون اخرى يسلب الشخصية ( المهدوية) ابعادها الواقعية ..
    وبعد.. فان أصحاب الإمام عليه السلام يتحلون بإيمان عالي وهم بالحقيقة (تجسيد لهيئة القضية الإلهية المقدسة ) بكل ما تحمل من معاني وقيم واخلاق واهداف ..وهم كذلك التمثيل الصادق لحركة الأنبياء والصالحين في طول التاريخ البشري . فمحور كل قضية ( اهدافها وآمالها ) وكلما كانت الاهداف شريفة ومقدسة وواسعة كان اصحابها بنفس قداستها وشرفها . وحياة كل قضية بقائدها لانه الروح او الدم الذي يجري في عروق الآمال والغايات فيبقيها حية لا تموت مهما تعرضت للمحن والبلاء او تعاقبت عليها الدهور والعصور.. ويمثل وجود القائد روحية النشاط والحركة والاستمرارية وكلما كان القائد مقدسا كلما اكتسبت وسائل ومجالات ومساحات وحركات القضية القداسة والاحترام ..والقائد المقدس عند اصحاب الإمام المهدي عليه السلام هو الإمام ذاته ، وهذا لايعني بان القداسة هي للإمام عليه السلام وحده ، لكن اصحاب الإمام يعتقدون بان المهدي عليه السلام يمثل لب القضية الإلهية في عصر الغيبة ومحور القرب والتكامل ، ولذلك فان ولائهم الفعلي يتوجه الى من يتولى قضية الإمام عليه السلام ... واليوم تطفو على الساحة حركات عديدة تدعي نصرة الإمام لكنها تتقاطع فيما بينها على حد بعيد وتتقاذف الاتهامات فيما بينها الى درجة التضليل والانحراف ، وفوق ذلك تدعي لنفسها عناوعين مقدسة كادعاء احمد اسماعيل كاطع المدعي المفتري... ويوجد الكثير من هذه الدعوى الباطلة ، والبعض الآخر من هذه الحركات لم يعلن الى الآن عن حقيقة وجوده الشرعي واكتفى بعنوان تاسيس ( قاعدة الإمام او جيش الإمام) ولعله توجد حركات اخرى في طور الخروج ... وبطبيعة الحال هذه الحركات تمثل مع اتساعها المخيف حيز كبير في المجتمع وتتطلب لذلك مواجهة فكرية وشرعية يقودها الخط المرجعي المقدس من اجل انقاذ المجتمع والقضية على حد سواء...
    بالحقيقة الخط المرجعي خامل وغير فعال ولو بدرجة نشاط وحركة المدعين ، إلا من مرجعية واحدة او مرجعتين مزجت بين عملها كقيّمة على الأمة - شرعا واخلاقا - ، وبين عقيدة الأمة واهدافها وأملها بظهور الإمام عليه السلام فاستطاعت ان تسحب البساط من تحت اقدام المدعين ، ومع ذلك فان العمل المتطلب في هذه المرحلة ما زال دون مستوى المواجهة التي يخوضها الإسلام ضد حركات الزيغ والانحراف ومن يدعمها من قوى عالمية واقليمية تعادي مشروع الإمام عليه السلام ، ومن هنا ومن واقع المسئولية الشرعية والاخلاقية والتاريخية نطالب بتشكيل هيئة تنسيقية بين المرجعيات الدينية كافة وفي العراق خاصة تعمل من اجل معالجة الاسباب التي ادت الى انحراف شبابنا مع هذه الحركات المدعية... والعمل على تأهليهم وعودتهم الى احضان المرجعية ، ونطالب كذلك من هذه الهيئة في حال تشكيلها الى التنسيق مع مؤسسات الدولة الرسمية من اجل ايجاد فرص العمل ، وكذلك التنسيق مع وسائل الاعلام لوضع برامج فكرية وعقادئية تنقذ ابنائنا من المهالك والانحراف ونحن مستعدون لتقديم الاسس التي يقوم عليها هذا المشروع في حال طلب منا ذلك وللكلام بقية والحمد لله رب العالمين



    ابو نرجس


    تعليق


    • #3
      الولاية : التحدي والعالمية والتمهيد

      الولاية : التحدي والعالمية والتمهيد

      الولاية كمفهوم عملي هي تتبع لكل مجالات الحياة الانسانية والاجتماعية والسياسية والعبادية ، وغير ذلك ......

      وكل هذه المجالات ترتبط وفق مفهوم الولاية فيما بينها ، ولا يمكن التفكيك في تطبيقها ، لأن هذا التفكيك يعني الأخلال في مفهوم الولاية العملي والنظري ، بمعنى آخر الولاية لا تقبل الأنتقاء أو التخيير في عمل العامل بقدر ماهي حركة العامل بمتابعة كل الأوامر الولائية في أي مجال من مجالات الحياة ، ان كانت على المستوى المادي الظاهري او على المستوى المعنوي ، ومن أهم هذه المجالات هو المجال السياسي ، أو المجال الرئاسي الدنيوي ، والذي تبرز أهميته في عصرنا هذا لأعتبارات عديدة وخطرة فضلاً عن ذلك فأن مشروع الإمام المعصوم الغائب عليه السلام في حال ظهوره المقدس لن ينحصر - بطبيعة الحال - بالولاية الدينية ، لأن ظهور الإمام عليه السلام يعني قيام دولة العدل الإلهي ( النظام الدولي الجديد ) الذي سيحكم الأرض ، ومما لا شك فيه سيكون نظام دولة العدل الإلهي هو الولاية ( ولاية المعصوم المطلقة) ، وتحكيم الشريعة الإسلامية في كل مفاصل الحياة ، وإن شاء دولة الإسلام الكبرى في الأرض ، والتي يقوم المعصوم عليه السلام بالإشراف والتطبيق لحكم الشريعة بها ، وأمتلاكه لكل السلطات التنفيذية والتشريعية .

      بالحقيقه لا يمكننا الإحاطة بشكل الهيكل الإداري لنظام هذه الدولة أو كيفية أدارتها أو ماهية مؤسساتها أو وزارتها ، لكننا نجزم ونقطع بأن هذا النظام الإداري مهما كان لونه وشكله ، سيستمد شرعيته من الإمام المعصوم عليه السلام ، وليس من انتخاب أو تفويض ، نعم يمكن أن يشرع آلية انتخاب في مفصل أداري ما ، ويبقى هذا التشريع ساري المفعول ما دام بامضاء الإمام عليه السلام ، ويفقد شرعيته في لحظة سحب الإمام أمضائه .

      والقضية الأخرى المهمة هي خصائص وخصال القيادة في الإسلام ،
      وكمفهوم عام : الحاكم الإسلامي لا يخضع في تعيينه الى أستفتاء شعبي ، مهما كانت الشعوب واعية ومدركة ، لأن مهمه الشعوب في الإسلام هي تعيين من تنطبق عليه الخصائص التي يريدها الإسلام في الحاكم وأختيار الحاكم وفقها وهذا الأختيار ليس أمراً عبثياً ناتج من رغبة نفسية أو عاطفة سطحية أو مصلحة سياسية وأقتصادية ، بل هو أختيار واعي قادر على تعيين الواقع الشرعي وأتباعه ، وعندما يدرك المكلف بأن الخصائص أنطبقت على مصداق معين ، تتوقف حينها آلية الأختيار ليحل محلها الجبر والأتباع ، لأن الخصائص والصفات الواجب أتباعها هي من يحدد أتجاه الأختيار وليس شيئاً آخر ، مهما كان .

      هذه آلية ( الأنتخاب في الإسلام ) تنطبق على الحاكم ، إماماً كان أو مرجعاً وعليه يظهر مما تقدم عدة تساؤلات :-

      السؤال الأول : ماهو الدور الذي يقع على المؤمنين في عصر الغيبة أتجاه نظام الحكم الإسلامي على أعتباره النواة التي يمهد لحكومة المعصوم ، بغض النظر عن الشرعية العبادية والأخلاقية لهذا النظام في عصر الغيبة
      ( المتمثلة بولاية المرجع الجامع للشرائط ) ؟؟

      السؤال الثاني : كيف يمكن مواجهة النظم السياسية الحديثة التي غزت حتى المجتمعات الإسلامية في عقر دارها ؟ مع العلم بأن جميع هذه الأنظمة تنبثق من أفكار تتقاطع مع نظام الحكم الإسلامي.. فهذه الأنظمة تقر بحكومة الشعب سواء كانت ديمقراطية رأس مالية أو ماركسية شيوعية ، أو غيرها ، فأن كل هذه الأنظمة علمانية لا وجود لله تعالى في تشريعاتها ، الا بالمقدار الذي يلبي حاجة السلطة لدوام بقائها ، اي بأعتبار الدين شعائر عبادية وسلوك جمعي أجتماعي أكثر بكثير من كونه نظام أو سياسة ، وعلى النقيض من ذلك يريد المؤمنون الأخيار الأنصار حكم الله في الأرض .

      التساؤل الثالث : في حال ظهور الإمام عليه السلام هل سيقبل المجتمع البشري بحكم الفرد حتى ولو كان معصومً بعد أن تشبّع بحكم نفسه في المجتمعات الغربية ، وبعد ملك التسلط في مجتمعاته الشرقية ؟؟

      هذه التساؤلات الثلاثة - وسيظهر كذلك من خلال البحث عدة تساؤلات أخرى - سنحاول أن نضع بعض الأجوبة لها أملاً بأن يشارك الأخوة بأجوبة أخرى بلورة قراءة فكرية وتنظيرية لطبيعة العمل الذي ينتظرنا في هذه المرحلة ، وينتظر غيرنا في القادم القريب أن شاء الله تعالى ، ثم بعد ذلك نبين بعض الأساليب والوسائل التي تصلح أن تكون مشروع عمل لمواجهة التحديات من جهة والتنظير التطبيقي لحكم الإسلام من جهة أخرى.

      وفي معرض الجواب عن السؤال الأول لابد لنا من توضيح العقد والمشاكل التي تحول بين تمكين الولي الفقيه حالياً والإمام عليه السلام لاحقاً من الحكم ، فهذه المشاكل والعقد في الحقيقة ( علة الغيبة ) بالمعنى الظاهري ، وهي بذلك تاريخية وعميقة ومتجذرة يتحمل مسؤليتها الماضين والحاضرين على حد سواء ولايستثنى منها إلا من عمل لولاية الحق وأهل الحق . أن هذه المشاكل هي أمتداد في كل نواحي الحياة الدينية والمذهبية والعقائدية والاخلاقية اضافة الى المفاسد والانحرفات التي عمت المجتمع البشري نتيجة ذلك الانحراف الكبير عن نظام حكم الله تعالى ، وهكذا اصبحت هذه الاثار عوائق اخرى تضاف الى العلل التاريخية العميقة ..

      طبعا هذه المسئولية - عن هذا الوضع التاريخي القائم الان - تقع ويتحمل ويلاتها كل المجتمع الانساني بمختلف اتجاهاته ، لكن المسئولية الكبرى تقع على اتباع اهل البيت عليهم السلام بصفتهم الممثلين لخط الولاية واستمرارها... وقبل الدخول في تفاصيل هذه المسئولية اود ان اوضح امرا وهو قولنا بالتمهيد لنظام الولاية لا يعني الدخول في مواجهات عنيفة قد تنتج خسائر فادحة على كل المستويات من أجل تطبيق الولاية لان هذه الموجهات في ظل الظروف العالمية والاقليمية وهيمنة الدول الغربية وتسلط المتسلطين لايؤدي الا الى خسائر كارثية قد تدمر المفاهيم الاسلامية الحقة ... ومن هنا كان الواجب علي القول بان هذا البحث يراد منه الوصول الى التصديق والإيمان والاعتقاد بولاية الامر على اعتبارها المقدمة الالهية والخطرة لولاية الامام المعصوم عليه السلام ، فضلا عن اهميتها الشرعية والاخلاقية واثرها السياسي والاجتماعي في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ الامة .

      ان المشاكل هي التي تعرقل ولاية المرجع الجامع للشرائط ، وهي في الحقيقة ناتجة عن امور عديدة لكن الاختلاف الفقهي في داخل مذهب اهل البيت في قضية الولاية يمثل حقيقة هذه المشاكل ، ففي الفكر الشيعي مدرستين رئسيتين هما مدرسة ولاية الفقية ومدرسة الشورى ، ويوجد مدرسة ثالثة تعتقد بالزعامة الدينية فقط ، وهذا الخلاف الفقهي في الواقع ينقسم الى قسمين احدهما في نظرية تعدد الولاة اذا تساوى الفقهاء في درجة الاعلمية والعدالة ، وهذا التعدد يقول به اهل الشورى مع كونه طرحا نظريا اكثر من كونة طرحا عمليا ، والقسم الآخر الخلاف في صلاحية الحاكم الشرعي ، فمدرسة ولاية الفقية تستهدف الولاية الدينية والدنيوية على حد سواء ، بينما يستهدف الآخرون الزعامة الدينية فقط .... في الحلقة القادمة سنخوض في تفاصيل الاسئلة ونقدم قبل ذلك نظرية التمثيل الشعبي وفق المنظور الاسلامي ان شاء الله تعالى


      سمير كاظم


      تعليق


      • #4
        موقف الإمام المهدي عليه السلام من الأحزاب السياسية

        موقف الإمام المهدي عليه السلام من الأحزاب السياسية

        يتساءل كثير من الناس عن موقف الإمام المهدي عليه السلام من الأحزاب السياسية ، سواء كانت هذه الأحزاب إسلامية أو علمانية بمختلف عقائدها وآرائها ؟

        وهل إن الإمام يعطي التصريح ويجوز عمل الأحزاب ؟
        والسؤال الآخر والمهم هل إن الإمام يعطي الشرعية أو الغطاء الشرعي لحزب معين فيعمل هذا الحزب بموجب فكر الإمام ورأيه ويتكفل الإمام بالإشراف على عمل هذا الحزب ؟
        فنحن هنا لا ندعي المعرفة والعلم بما ستؤول إليه الأمور في عصر الإمام ولا نجزم بما سيحصل في المستقبل من إن الإمام سوف يمنح التصريح لعمل حزب ما فيكون تحت إشرافه هو سلام الله عليه ، ولكننا سوف نبحث هذا الموضوع من زاوية فهمنا لبعض الروايات والآيات القرآنية التي نعتبرها أدلة مهمة تعطي هذا البحث بعض الرصانة والموضوعية .

        بالتأكيد إن أي حزب مهما كان لابد ويتبنى أيدلوجية أو نظرية ما فيسعى إلى تطبيقها على ارض الواقع ويسعى جاهدا أيضا لغرض الوصول إلى هرم السلطة لكي تعطيه الفرصة في التطبيق باستخدام السلطات التشريعية والتنفيذية , وبالمقابل فان أي فلسفة أو أطروحة أو نظرية لا تبصر النور وتصبح ذات محركية في المجتمع فتتفاعل معه وتؤثر فيه وتتأثر به إذا لم يوجد المؤمنين بهذه النظرية أو الأطروحة فيعملون جاهدين لغرض نشر واختراق أفكارهم ونظرياتهم للمجتمع ومن ثم احتوائه وتنفيذ أهدافهم وشعاراتهم وإلا فان تلك النظريات والفلسفات تظل حبرا على ورق , وهذه المجموعة من الساعين والعاملين لنشرها تدعى الحزب , وتتباين الأحزاب بطبيعة الحال في رؤاها للمجتمع الإنساني فمنها من هو شمولي ومنها ما هو قطري ومنها ما هو عنصري أو قومي أو غيرها , ونحن هنا لا نبحث عن طبيعة الأحزاب وما جاءت به بقدر ما نبحث عن الحاجة للحزب في عصر الظهور المقدس , فالحزب يشكل في هذا العصر - خاصة وانه عصر التطور والعولمة - الذراع السياسي لغرض إيصال الفكر الإسلامي الحقيقي الذي يأتي به الإمام ومفاوضة الأمم الأخرى ، وللتعبير عن رؤية الإمام سلام الله عليه للكون والحياة من خلال الأطروحة التي يأتي بها الإمام عجل الله فرجه الشريف .

        بالتأكيد إن الأطروحة العادلة والشاملة التي يقودها الإمام ( وهي أطروحة الإسلام ) فإنها تتبنى رؤية شاملة وجذرية مختلفة للكون عما تراه الفلسفات والنظريات الأخرى ، انه ينظر بعين إنسانية بكل ما في الكلمة من معنى ، لا ينظر إلى الكون بنظرة مادية سطحية ، انه يلبي طموحات الإنسانية جمعاء ، منذ فجر الرسالات والى الآن ، فيحتضن هذا الحزب الإسلامي الإنساني جميع مكونات المجتمع العالمي بكل ما يحتويه من اختلافات وتناقضات فيعطيها الحلول الجذرية لكل مشاكلها ويأتي بالمشروع الرسالي العادل الذي بشرت به الأنبياء ، وبالتأكيد أيضا إن المركزية الفكرية - إذا صحت العبارة - التي يوجه الإمام المهدي بها العالم تفتح الأبواب لكل الحلول الواقعية التي انتظرتها البشرية ، غير إن الإمام لن يقوم بنفسه بالإشراف على كل القضايا الجزئية في العالم بل ستكون له وفي يده السلطات العليا للحكم ويوكل قيادة المناطق المختلف لأصحابه القوامين بأمره وهم حزبه كما جاء في النص الشريف في دعاء العهد ( واجعلنا في حزبه القوامين بأمره الصابرين معه الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه ومقوية سلطانه ) إنها إشارة واضحة لوجود حزب الإمام عليه السلام من خلال ما جاء في النص الشريف من الطلب من الله تعالى أن يجعلنا في حزبه القوامين بأمره ، والقائمين بأمر الإمام الذين ينشرون الإسلام والعدل في أنحاء المعمورة فيكونون أنصاره الذين على أيديهم تتسع وتقوى أركان دولة الإمام العالمية , ولكن الاعتراض ربما من البعض هل إن دولة الإمام سوف تنهج نظام الحزب الواحد فتقوم بإلغاء وجود الأحزاب الأخرى فيقوم بتطبيق نظرته الخاصة في الحياة فتنعدم حرية الرأي والنشاط السياسي العام ؟ وللجواب على هذا الاعتراض هو إن في الأصل ثمة تجارب مارستها البشرية على النطاق السياسي والاجتماعي طبقت فيها أنظمة وسياسات وفلسفات أثبتت فشلها وظهر قصورها وتقصيرها بل جلبت للعالم الدمار والكوارث فلا يبقى نظام من الأنظمة إلا وتم تطبيقه ولا يبقى صنف من الناس إلا ومارسوا الحكم فيثبت الفشل الواضح في كل مرة فتنفر الناس ويزداد غضبها من تلك الأنظمة وأحزابها فيتبلور في أذهان الناس الانطباع السيئ عن عمل تلك الأحزاب والنظم , ولكن عندما يطبق الإمام عليه السلام نظامه الخاص وترى الناس الاختلاف الواضح والكبير بين النهج الواقعي العادل الذي يمارسه الإمام وبين النظم السابقة سوف تتبدد تدريجيا تلك النظرة المتشائمة تجاه الأحزاب ، وان وجود الحزب الواحد الذي يقدم للإنسانية جمعاء المشروع العالمي الذي يستوعب جميع الأمم بكافة تبايناتها وشعوبها وهو الأقدر لممارسة ذلك الدور الكبير فأنها سوف تحظى باستقبال من جميع شعوب الأرض فتهوي أفئدتهم إليها وبذلك سوف ينتفي تدريجيا وجود الأحزاب إذ لا داعي لوجودها أصلا في ظل الدولة العالمية العادلة التي بادرت لتحتضن جميع الأمم والشعوب بقوة وقدرة نهجها وفكرها الفذ الذي يطبق ما تريده السنن الكونية والحكمة الإلهية جل ذكرها {وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ }المائدة56{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }المجادلة22


        خالد ماهر


        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        أنشئ بواسطة مروان1400, اليوم, 05:42 AM
        استجابة 1
        13 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:28 PM
        ردود 0
        5 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:20 PM
        ردود 0
        7 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-10-2018, 03:13 PM
        ردود 17
        1,552 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وهج الإيمان
        بواسطة وهج الإيمان
         
        يعمل...
        X