عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قبل الحديث عن موضوع السؤال أود أن أشير الى أن هناك مسالة يبحثها الفقهاء متفرعة من مسائل حرمة الغيبة، وهي فيما لو طلب شخص النصيحة في مورد الزواج، فيجوز تقديم النصيحة الواقعية له حتى لو كان فيها إساءة الى الشخص المسؤول عنه، ولا يقع عندها المجيب بإشكالية حرمة الغيبة، علما أنها من مصاديق الغيبة.
أما في مورد السؤال، فالذي يظهر من السؤال أن صاحب العلاقة لم يطلب الاستشارة او النصيحة وبالتالي فلا تجب المبادرة الى ذلك بل من الممكن ان تكون من مصاديق الغيبة المحرمة مع عدم طلبه المشورة.
وأما ما معروف لديكم من بعض الصفات والسلوكيات عن تلك الفتاة فلا يوجد مبرر شرعي لكشفها أمام الاخرين لأنها ستدخل في باب الغيبة المحرمة، والغيبة هي ذكر الاخرين بعيب مستور موجود فيهم ، وليس الحديث عنهم بما ليس فيهم لأن ذاك يكون من البهتان.
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فالستر على الاخرين افضل من فضحهم فلربما تستقيم وتتوب عما تعرفيه من سلوكها، خاصة وأن الشاب يمتلك صفات ايجابية، بدل ان تقع في حبائل من لا يراعي لها حرمة.

حبيبتي حلم اللقاء جزاك الله خيرا على سعيك
ولكن هذه مصيبه تصيب مجتمعاتنا
هي مثل هذه الفتياه التي سوف تصنع جيل اخر يستهر بدين والاخلاق
تعرفين صرت اخاف الى درجه اصبحت قليله الكلام بالا خرين من وراء هذه المصائب
ولكن اجد نفسي واقفه امام اناس يستحقون ان تتتكلمي معهم وتستمعي اكثر كونهم حقا من يفيدوك
مثل اختي الكبيره حلم اللقاء

شكراً لكم مولانا الفاضل , بارك الله بكم
أخيتي عطر شقائق النعمان شكراً لمروركِ

الاستاذة القديرة حلم .. بارك الله فيكِ دائما اتلمس بكِ اخلاق وغيرة اسلامية فائقة .. وفقكِ الله لما يحب ويرضى


سماحة الشيخ .. اذكر حين اقرأ مقدمات تخص " علم الرجال " يبحث المؤلف شبهة : ألا يكون التجريح من مصاديق الغيبة " واذكر بأنهم كانوا يوردون نقطة بأن المسألة مرتبطة في الضرورة
و على موضوع يشابهة ما ذكرته الاخت , صديقي لم يطلب مني النصيحة لانه مخدوع بأمر احداهن , فهل اتركه دون نصيحة؟والرسول يقول لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه
أليس من باب المراعاة والعناية ان اسدي له النصيحة لان مستقبله بخطر ؟
ذات الشيء ينطبق على المعاملات التجارية مثلا بان احذره بان فلان حرامي .. او ان لا يتعامل مع المطعم الفلاني لسوء طعامهم او لا تشتري هذه السيارة فصاحبها خدع الكثيرين
فاذا كانت هذه الموارد من باب الغيبة متى تكون النصيحة واجبة ؟

السلام عليكم
من الواضح أن الغيبة هي من المحرمات بالحكم الاولي، ويمكن أن يتصف حكمها بالاحكام الخمسة، بمعنى أنه يمكن ان تصير واجبة، او مستحبة، او مكروهة او مباحة، وذلك بملاحظة نسبتها الى أحكام أخرى.

أما حكم النصيحة فهو الاستحباب، ومن قال بوجوبها فقد قيدها بمورد طلب النصيحة وعندها - أي عند طلب النصيحة - فعلى القول بوجوب النصيحة في تلك الحالة تصير متعارضة مع حرمة الغيبة، وعندها يقدم الاقوى ملاكا، فقد يقدم الاخذ بحرمة الغيبة، وقد يقدم الاخذ بوجوب النصيحة حسب تشخيص الموضوع في كلا الامرين.
وما ذكره الفقهاء من مستثنيات حرمة الغيبة فهو في مورد طلب النصيحة. أما مع عدم طلبها فلا يصح الا في أمر خطير لا ترضاه الشريعة.

أما في مورد السؤال الذي أجبنا عليه:
فالحكم بحرمة الغيبة، من خلال كشف الاسرار، وبيان ما يكره صاحبه ذكره عنه هو ثابت، لأنه من أبرز مصاديق الغيبة المحرمة.
أما النصيحة فهي في هذا المورد فهي ليست واجبة قطعا، لعدم طلبها من جهة، ولعدم القطع بوجود الضرر الخطير المترتب على هذا العمل، إذ لا يمكن القطع بما يمكن ان تصير عليه الامور.
وحتى لو كانت تلك الفتاة قد ارتكبت بعض الاخطاء في حياتها فهذا ليس مبررا لهتك حرمتها فلربما كان الستر عليها افضل بكثير من هتك حرمتها.
وكم بالتالي ستكون الاضرار النفسية والاجتماعية اكبر بكثير فيما لو اكتشفت أن صديقتها التي كانت تأتمنها على اسرارها قد كشفت تلك الاسرار أمام فارس أحلامها الذي يرغب بالتقدم لخطبتها؟

الفكرة واضحة مولانا أبو محمد العاملي , شكراً جزيلاً لكم
ربما لم أتنبه حقيقة إلى الآثار التي ستتركها كشف أسرار الفتاة أمام ذلك الشاب عليها , فقد كنت أفكر من باب خشية وقلق على الشاب الذي يهمني أمره أكثر مما تهمني الفتاة بكثير
ولكن الفكرة الآن واضحة من كل جوانبها , بارك الله بكم
سؤال آخر مولانا :
البعض يتحدث عن غيبة للمؤمن فقط , فهل للفتاة أو المرأة الفاسقة المتبرجة والغير محجبة غيبة ؟
ولو أنني تحدثت مثلاً عن مديرتي في العمل التي تحمل الصفات السابقة فهل يعد ذلك من مصاديق الغيبة المحرمة ؟؟ وما هي كفارة الغيبة في تلك الحالات ؟

السلام عليكم
نعم حرمة الغيبة هي للمؤمن، ولكن هناك اختلاف بين الفقهاء في تحديد مصداق المؤمن
هل هو المؤمن بالمعنى الاعم؟ ام المؤمن بالمعنى الاخص؟
فالمؤمن بالمعنى الاعم تنطبق على كل مسلم.
والمؤمن بالمعنى الأخص تنطبق على كل مسلم موال لأهل البيت عليهم السلام ويتبع نهجهم.
فمن ينطبق عليه العنوان المذكور تحرم غيبته، إلا في موارد مستثناة.
منها : أن يكون موضوع الغيبة مما يتجاهر به ذاك الشخص فلا تكون الغيبة إفشاء لشيء من أسراره.
وبالطبع لا بد للمكلف من مراجعة المستثنيات، وما عداها فهو داخل في الغيبة.
أما كفارة الغيبة، فلها حالتان:
الاولى: ان يطلب المسامحة من صاحب العلاقة، إن كان ذلك ممكنا، او لم تكن تترتب عليه سلبيات كبيرة.
الثانية: فيما لو تعذرت الاولى ان يستغفر للمغتاب،
فيكون هذا الاستغفار والدعاء هو كفارة عمله

جزاكم الله خيراً مولانا أبو محمد العاملي
كفيتم ووفيتم