فاطمة وتر في غمد
إيه فاطمه .. إيه فاطمه..
يا ثغراً تحلى بالعفاف فطاب رضابه..
ويا عُنقاً تجمل بالمكرمات فذكى إهابه..
لقد عبق خط وصلك ببنت عمران يا ابنة المصطفى..
فتلك مريم ما فرشت الأرض إلا من نفس الزنابق...
وأنت النفحة الزهراء ما نفذتِ الطيب إلا من مناهل الكوثر..
فالخط خط الطهر والعفاف مازنر الأرض إلا خفف إرهاقها...
ولا عانق الأجيال إلا لون آفاقها...
والأرض لولا هذا الأثير يغمرها تأجاً...
والزمن لولا هذا العبير يرشقه يأساً...
يابتول..
يا أم أبيك لقد كانت النبوة طفلك البكر..
داعبته بيد..
قبلته بفم..
عانقته بعين..
رافقته بقلب..
ضممته بشوق..
داعبته بروح..
فاشتعلت بين حناياك أشواق السما..
والتهبت في محجريك أثقال المعاني..
لقد ذاب التراب في المصهر يابنة الجنه..
هكذا أصبحت يا ابنة أبيك الوصيه..
يا طيب المومه..
يا مشتهى العفة..
يا طهارة المردن..
يا نحيله..
أي فتىً هو فتاك..
ما اندغمت في رحابه إلا كما يندغم النور في كأس شفيفيا...
عناق الحب يا وصلة العمر..
يا امتزاج المسل بالعنبر...
يا اعتصار أشواق القلب العفريا...
أم ريحانتين جسدا..
أشواق النبوه..
يابنة البقيع..
يا كبرياء النفس في عنفوان الخفر..
أية دمعة ليس لها أن تحرق مقلتيك..
وأنت فوق ضريح ثوى فيه مخمل الكف..
وحِنوة القلب..
ورنوة العين..
ودمعة المبسم..
وهلة الجبين..
وهالةً كالأديمه..
موصولة بعبق غار حراء..
سيــــــــدتي فاطمه...
أنت البسمه التي امتزجت بسماتك بعزائك...
ودمعك الغزير..
هكذا أنت على الخط الكريم...
يا عديلة مريم...
يا قيثارة النبي..
يا ثورة اللحد...
يا وتراً في غمد..
يا فاطمه...
للكاتب: سليمان الكتاني من كتاب: فاطمة وتر في غمد..
تعليق