تويت
ليس هذا لمقال مقالاً مختصاً في تأصيل انتماء الشيعية في العراق إلى محيطهم الغربي , فأن هذا يحتاج إلى مجهود علمية طويلة ومنهجاً علمياً جامعاً مانعاً , بل اريد أن أقول كلمة صدق بين كلم كثير , أن العراق وبجميع جنسياتهم وانتماءاتهم الدينية والعرقية تنفتخر به بأكثر مانفخر بأنتمائهم العربي, ويحرصون عليه اشد الحرص, والتأريخ والحوادث التأريخية خير دليل على ازعم , فكم من مشاركة فعلية كان العراقيون روّادها ؟ وكم من مبادرة سياسية أو ثقافية أو اجتماعية كان العراقيون قادتها ؟ لذا أن الوسط العربي الذي ينتمي إليه العراق يعد انتماء اصيلاً وكيفياً لا متطفلاً أو اجبارياً , هذا المعنى هو الذي اشار إليه سماحة السيد صدر الدين القبانجي ( دام ظله ) في احدى خطبه إذ يقول (( اننا عرب ولسنا عروبيين ونبينا ( ص ) عربي لكن ليس لديه ولاءً عربياً فوق الانسانية , بل الولاء الاصيل لما هو حق , لذلك لايرضى احدنا أن تقول عنه قبلياً رغم اننا جميعاً قبليين , وهذا الكلام أصبح قديماً )) أن هذا النص يشير وبدون ادنى شك إلى ارتفاع مستوى الانتماء العربي لدى الشيعة في العراق وعدم انتمائهم لقومية أخرى , ومن اجل اقامة الحد الفاصل بين مصطلحي (( العروبة والعروبيين )) نراه يقول (( اننا عرب ولسنا عروبيين ولكن البعض وكما رأينا في الصحافة لم تتضح لديه الرؤية كاملة , ونريد مرة آخرى أن نوضح ماهي الرؤية الإسلامية تجاه القومية ؟ هناك معنى يقبله الإسلام للقوميه وهو صحيح , وهو أن تنتمي إلى قوم تحبهم وتريد خيرهم وتتزاوج وتتواصل معهم , والقومية بهذا المعنى شيء حسن وجيد وهي نزعة فطرية , والاسلام لايريد اقتطاع هذه النزعة بمعناها الحقيقي , وهناك معنى آخر للقومية هو أن تواليهم وتريد خيرهم على حساب الآخر , وتفضل شرارهم على خيار الآخرين فهذا خطأ فالقومية الباطلة هي أن توالي قومك على حساب الحق لذلك قلنا بأننا عرب ولسنا عروبيين )) إن هذا الطرح لايعد رفضاً للأطار القومي الذي يعتز به شيعة العراق اشد الاعتزاز ولكنه يميز بين الانتماء القومي الذي يقام على حساب راحة الشعب وبين القومية التي تعتز بالشعب وتناضل من اجله فضلاً عن أن الشعار القومي مات منذ اقل القرن الماضي واصبحت الشعوب تتطلع لنظام سياسي واحد متوّحد تجمعه القواسم المشتركة وبهذا الصدد يقول سماحة السيد القبانجي (( والآن الشعوب كلها تتطلع متلاحمة مع بعضها في اطار النظام السياسي , والان النظام الاميركي في خمسون قومية , ودول كبرى فيها عشرات القوميين )) من هنا ندرك أن شيعة العراق هم عرب وليس عروبيين لأنهم غير مستعدين أن يرقصوا على عذاب شعبهم تحت مسمى القومية .