[FONT='Arial','sans-serif']لعل من اجلي الواضحات عند المتابع يلحظ أن الطبقات المجتمعية تأخذ حيزا كبيراً من مساحة خطاباته , فهو- وكما يتضح بعد قليل -يتجاوز الموضوعات الدينية التي غالباً ما تساق في المحافل الأخرى إلى مرحلة عالية من الوعي والإدراك العاليين اللذين ينسجمان مع خطورة المرحلة ومستوى حساسيتها , ففي مناسبة عيد العمال العالمي نجد أن سماحة السيد صدر الدين القبانجي يعد لها مساحة معتمدة من مستوى خطابه واصفاً ومحللاً وواضعاً وجهة نظره في المناسبة وذكرى تأسيسها ((يقول اعتبر يوم أمس الأول من آيار يوماً عالمياً للعمال وجاءت هذه المناسبة نتيجة أحزاب العمال في ألمانيا , ومدينة شيكاغو الأميركية في أواخر القرن التاسع عشر حدود عام ألف وثمانمائة وستة وثمانون مطالبين برفع أجورهم )) وهي ملحوظة تاريخية تناغم عقول الطبقة العاملة وتجعلهم على دراية ومعرفة من أن هناك جهة سياسية ودينية تهتم بهم وتستشعر آلامهم وتطلعاتهم من يضيق الهوة الشاسعة بين الشعب وقيادته الدينية والسياسية وبذلك نرسم حدود المستقبل بشكل واضح , بعد ذلك يتجه اتجاهاً تأصيلياً نحو المناسبة فيقول (( وليس لدينا مشكل حول متى يكون يوم العمال ؟ أو أين ؟ فنحن نحرص على ان نعطي لهذه الأيام سمة إسلامية , ونحرص كذلك على أن نكون القدوة وان لانستورد أيامنا من غيرنا ولا نمانع في أن نسير بهذه المناسبات بما انه ليس فيها ثقل على الناس أو على الشريعة ولا نقف منها بالضد )) , بعد ذلك يرتفع مستوى الخطاب من العموم العالمي إلى خصوص العمال العراقي ليكون الحديث اكثر توجيهاً وأدق تركيزاً على جوهر الفكرة التي ساقها ابتداء ً فيقول (( والحديث هنا عن وضع العمال في العراق ولاسيما محافظتنا النجف الاشرف وبودي أن أقف قليلاً بهذا الخصوص فقد أعطى الإسلام بعداً عبادياً كما أعطى بعدا أخرويا وهذا مما امتاز به الإسلام وكل العالم يقول نعم للعمال وحقوق العمال )) .[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']إن هذا الوعي المتصاعد الذي يستشعره سماحة السيد ( دام ظله ) نابع من عمق التجربة الإسلامية وأصالة المستوى الإسلامي لذا فهو يمركز الإسلام بين خطابي الرأسمالي والشيوعي بقوله ( وتفرد الإسلام بإعطاء خصوصيتين للعامل : [/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']الخصوصية الأولى : البعد العبادي الديني فأكد على أن العمل عبادة ويكتبه الله لك في صالح أعمالك وجعله في مقابل الصلاة في الحديث الشريف (( الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)) فلم يجعل العبادة فقط في الصلاة والصوم وبالتالي جعل العمل عملاً تكاملياً ومقدساً .[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']الخصوصية الثانية : الأبدية الأخروية , فالعامل الذي يعمل عشرة ساعات يومياً وعمره كذا سنة الإسلام يخلد له هذا العمل في دار الآخرة )) , -إذن- أن الوعي الإسلامي تجاه الطبقة العاملة وعياً أصيلا كاملاً تهزم أمامه رؤى وتصورات المذهبين (( الرأسمالي والشيوعي )) نتيجة تقاطع الأسس والقواعد التي يقوم عليها كل مذهب من هذه المذاهب, ومن اجل ملامسة الواقع العراقي وتفعيل خطاب البناء نلحظ أن سماحة السيد يبدأ بعد مستحقات العمال وما عليهم من واجبات ومالهم من حقوق بنظرة إسلامية أصيلة فيقول (( الإسلام يعتقد أن العامل له ضمان اجتماعي أي إذا لم يكن لديه عمل فالدولة سوف تعطيه راتباً , وتوفر له فرصة عمل , واذا تعب من العمل لابد أن يتقاعد وهذا الآمر لانتعلمه من الغرب بل من رسول الله ( ص ) ومن علي (ع)ومن إسلامنا أن العمال بعد أن يتقدموا في السن يجب أن يوفر له راتباً تقاعدياً كالمعلم ))[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']وأخيراً نقول : أن هذا الخطاب يندرج ضمن خطاب البناء الذي يسلكه سماحة السيد القبانجي في خطب الجمعة فهو يتحرك على المستويات جميعها وهذا الفهم متأت من نضوج عقلية القيادة وارتفاع مستوى المسؤولية لديه .[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']إن هذا الوعي المتصاعد الذي يستشعره سماحة السيد ( دام ظله ) نابع من عمق التجربة الإسلامية وأصالة المستوى الإسلامي لذا فهو يمركز الإسلام بين خطابي الرأسمالي والشيوعي بقوله ( وتفرد الإسلام بإعطاء خصوصيتين للعامل : [/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']الخصوصية الأولى : البعد العبادي الديني فأكد على أن العمل عبادة ويكتبه الله لك في صالح أعمالك وجعله في مقابل الصلاة في الحديث الشريف (( الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل الله)) فلم يجعل العبادة فقط في الصلاة والصوم وبالتالي جعل العمل عملاً تكاملياً ومقدساً .[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']الخصوصية الثانية : الأبدية الأخروية , فالعامل الذي يعمل عشرة ساعات يومياً وعمره كذا سنة الإسلام يخلد له هذا العمل في دار الآخرة )) , -إذن- أن الوعي الإسلامي تجاه الطبقة العاملة وعياً أصيلا كاملاً تهزم أمامه رؤى وتصورات المذهبين (( الرأسمالي والشيوعي )) نتيجة تقاطع الأسس والقواعد التي يقوم عليها كل مذهب من هذه المذاهب, ومن اجل ملامسة الواقع العراقي وتفعيل خطاب البناء نلحظ أن سماحة السيد يبدأ بعد مستحقات العمال وما عليهم من واجبات ومالهم من حقوق بنظرة إسلامية أصيلة فيقول (( الإسلام يعتقد أن العامل له ضمان اجتماعي أي إذا لم يكن لديه عمل فالدولة سوف تعطيه راتباً , وتوفر له فرصة عمل , واذا تعب من العمل لابد أن يتقاعد وهذا الآمر لانتعلمه من الغرب بل من رسول الله ( ص ) ومن علي (ع)ومن إسلامنا أن العمال بعد أن يتقدموا في السن يجب أن يوفر له راتباً تقاعدياً كالمعلم ))[/FONT]
[FONT='Arial','sans-serif']وأخيراً نقول : أن هذا الخطاب يندرج ضمن خطاب البناء الذي يسلكه سماحة السيد القبانجي في خطب الجمعة فهو يتحرك على المستويات جميعها وهذا الفهم متأت من نضوج عقلية القيادة وارتفاع مستوى المسؤولية لديه .[/FONT]