بسم الله الرحمن الرحيم
ذهب النبي (ص) إلى الطائف للدعوة أهلها لدين الله .. فتلقاه أهلها بأصناف الأذى و الإهانة .. و كانوا يرمونه بالحجارة .. و يركض صغارهم للسخرية منه .. حتى جرح (ص) من شدة ما لقى .. فلجأ إلى بستان لعتبة و شيبة ابنا ربيعة .. و دعا الله و حمده على ما حل به
و دعونا نقرأ سوياً ما كتبه الشيخ المحقق جعفر السبحاني في كتابه : سيد المرسلين . عما جرى في ذلك البستان .. فيقول
فلما رآه ابنا ربيعة ( عتبة و شيبة ) و كانا من الوثنيين و من أعداء الإسلام ، و شاهدوا ما لقي من الأذى و العذاب ، رقا له فدعوا غلاماً لهما نصرانياً من أهل نينوى يقال له ( عداس ) فقالا له : خذ قطفاً من العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب به إلى هذا الرجل قثل له يأكل منه . ففعل عداس ، ثم أقبل بالعنب حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثم قال له : كل . فلما وضع رسول الله صلى الله عليه و آله فيه يده قال : بسم الله الرحمن الرحيم
فتعجب عداس من ذلك بشدة و قال : و الله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد
فقال له رسول الله (ص) : و من أهل أي البلاد أنت و ما دينك ؟
قال : أنا نصراني ، من أهل نينوى
قال (ص) : من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى
فقال له عداس : و ما يدريك ما ( من ) يونس بن متى ؟
فقال (ص) : (1) : ذاك أخي كان نبياً و أنا نبي ، أنا رسول الله . و الله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى
فأكب عداس على رسول الله (ص) و قد رأى في كلماته علائم الصدق و آيات الحق ، و جعل يقبل رأسه و يديه ، و قدميه ، و هما تسيلان من الدماء ، و آمن به ، ثم عاد بعد الاستئذان منه (ص) إلى صاحبيه في البستان
فتعجب ابنا ربيعة لما رأياه في غلامهما عداس من الإنقلاب الروحي العجيب ، و سألاه قائلين : ويلك يا عداس ، مالك قبلت رأس هذا الرجل ، و يديه و قدميه ، ماذا قال لك ؟
فأجابهما الغلام قائلاً : يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا ، هذا رجلٌ صالحٌ لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي
فشق كلام عداس على ابني ربيعة ، و قالا له بنبرة الناصح له : ويحك يا عداس ، لا يصرفنك هذا الرجل عن دينك ، فإن دينك خير من دينه (2)
الهوامش
رقم (1) : و في رواية البحار ج19 ص6 جملة اعتراضية هنا : و كان لا يحقرأحداً أن يبلغه رسالة ربه
رقم (2) : السيرة النبوية ج1 ص419-421 ، بحار الأنوار ج19 ص6-7-22 مع اختلاف يسير
المصدر : كتاب سيد المرسلين - للشيخ جعفر السبحاني - الجزء الأول - الطبعة الأولى - 1992 - دار البيان العربي
ذهب النبي (ص) إلى الطائف للدعوة أهلها لدين الله .. فتلقاه أهلها بأصناف الأذى و الإهانة .. و كانوا يرمونه بالحجارة .. و يركض صغارهم للسخرية منه .. حتى جرح (ص) من شدة ما لقى .. فلجأ إلى بستان لعتبة و شيبة ابنا ربيعة .. و دعا الله و حمده على ما حل به
و دعونا نقرأ سوياً ما كتبه الشيخ المحقق جعفر السبحاني في كتابه : سيد المرسلين . عما جرى في ذلك البستان .. فيقول
فلما رآه ابنا ربيعة ( عتبة و شيبة ) و كانا من الوثنيين و من أعداء الإسلام ، و شاهدوا ما لقي من الأذى و العذاب ، رقا له فدعوا غلاماً لهما نصرانياً من أهل نينوى يقال له ( عداس ) فقالا له : خذ قطفاً من العنب فضعه في هذا الطبق ثم اذهب به إلى هذا الرجل قثل له يأكل منه . ففعل عداس ، ثم أقبل بالعنب حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم ثم قال له : كل . فلما وضع رسول الله صلى الله عليه و آله فيه يده قال : بسم الله الرحمن الرحيم
فتعجب عداس من ذلك بشدة و قال : و الله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد
فقال له رسول الله (ص) : و من أهل أي البلاد أنت و ما دينك ؟
قال : أنا نصراني ، من أهل نينوى
قال (ص) : من مدينة الرجل الصالح يونس بن متى
فقال له عداس : و ما يدريك ما ( من ) يونس بن متى ؟
فقال (ص) : (1) : ذاك أخي كان نبياً و أنا نبي ، أنا رسول الله . و الله تعالى أخبرني خبر يونس بن متى
فأكب عداس على رسول الله (ص) و قد رأى في كلماته علائم الصدق و آيات الحق ، و جعل يقبل رأسه و يديه ، و قدميه ، و هما تسيلان من الدماء ، و آمن به ، ثم عاد بعد الاستئذان منه (ص) إلى صاحبيه في البستان
فتعجب ابنا ربيعة لما رأياه في غلامهما عداس من الإنقلاب الروحي العجيب ، و سألاه قائلين : ويلك يا عداس ، مالك قبلت رأس هذا الرجل ، و يديه و قدميه ، ماذا قال لك ؟
فأجابهما الغلام قائلاً : يا سيدي ما في الأرض شيء خير من هذا ، هذا رجلٌ صالحٌ لقد أخبرني بأمر ما يعلمه إلا نبي
فشق كلام عداس على ابني ربيعة ، و قالا له بنبرة الناصح له : ويحك يا عداس ، لا يصرفنك هذا الرجل عن دينك ، فإن دينك خير من دينه (2)
الهوامش
رقم (1) : و في رواية البحار ج19 ص6 جملة اعتراضية هنا : و كان لا يحقرأحداً أن يبلغه رسالة ربه
رقم (2) : السيرة النبوية ج1 ص419-421 ، بحار الأنوار ج19 ص6-7-22 مع اختلاف يسير
المصدر : كتاب سيد المرسلين - للشيخ جعفر السبحاني - الجزء الأول - الطبعة الأولى - 1992 - دار البيان العربي