كيف ينمى الذكاء الإنفعالي للطفل؟
د. سعد رياض
بتعليم الطفل منذ الصغر على ضبط إنفعالاته وتسويف رغباته , وتعويده على التحكم في سلوكياته والتعامل الجيد مع غيره .
وفيما يلي موقف يختبر فيه الطفل على ذلك :
يمكن جمع مجموعة أطفال في مكان واحد ويقوم بهذا الإختبار المربي أو المعلم حيث يضع أمامهم نوع من الشوكولاتة المحببة لهم , ثم يقول للأطفال : أنا سوف أبدأ معكم الدرس اليوم , فمن منكم يريد أن يأكل من الشوكولاتة قبل إنتهاء الدرس يأخذ واحدة فقط , ومن ينتظر حتى ننتهي من الدرس سوف أعطي له اثنتين .
ثم لاحظ طبيعة الأطفال فسوف تجد منهم من يقاوم لدقيقة ومنهم من يقاوم لدقيقتين , أو أكثر , والقليل منهم من ينتظر حتى نهاية الدرس , وهذا هو الذكاء الوجداني بحق , حيث قدرة الطفل على تسويف رغباته لوقت حتى ولو قليل , فهذا يعني قدرته على إدارة ذاته .
وإذا تتبعت الأطفال الذين تم تحكمهم في ذاته لوقت ما سوف تجدهم متميزين في مجالات كثيرة , لأن الفرق بين العبقري أو المتميز والشخص العادي أن العبقري هو شخص لديه القدرة على إدارة وقته ونفسه لما يفيده في النهاية , فتأخير اللعب لوقت بسيط يحقق النجاح لأنه استثمر هذا الوقت في المذاكرة وهكذا .
وبالتالي نحتاج أن نربي أبناءنا على ضبط إنفعالاتهم والتحكم في رغباتهم , وهذا يبدأ منذ الصغر , ويحتاج هذا إلى منهج ثابت ليس فيه تذبذذب أو خلل , ويكون بخطة محددة , لا يتدخل فيها ثنائيات التربية.