إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

هذه هي الزهراء.. بمناسبة مولد الصديقة الطاهرة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هذه هي الزهراء.. بمناسبة مولد الصديقة الطاهرة



    يا فتاةَ الإسلامِ..هذي هي الزهراءُ..هل تبصرينَ قدسَ السماء
    عاشَ في وعيِها، رسالةَ وجدانٍ، كما الوحيُ في هدى الأنبياء
    كلُّ أحلامِها الرسالةُ.. ترعاها بقلبٍ يفيضُ باللألاء
    هي بنتُ الرسولِ..حسبُ الذّرى الشّماءِ مجداً إطلالةُ الزهراءِ

    * * * *

    عاشَتْ العمرَ طفلة .. يُرهِقُ الآلامَ إحساسُها.. بعنفِ العذاب
    لم تجدْ أمها الحنونَ لترعاها حناناً في لهفٍ وانسياب
    رفرفَ الموتُ حولَها..فتهاوَتْ أمنياتُ الصّبا، على الأعتاب
    ومَشتْ في طفولةِ العمرِ تحيا رقرقاتِ الدموعِ في الأهدابِ

    * * * *

    يا لروحِ الطفولة الغضِّ يجتاحُ ابتساماتِها بكاءُ الليالي
    والأماني ترتاعُ في قسوةِ الإعصارِ، حتى يَجُنَّ بالأهوال
    غيرَ أنّ الرسالةَ الطهرَ توحي بالهدى السمحِ في رحابِ الجلال
    ليشدَّ القلوبَ، في موعد الإيمانِ، بالعزمِ في طريقِ النضالِ

    * * * *

    فإذا الطفلةُ الفتيّةُ روحٌ يتحدّى بالحقِّ وحي الدموع
    عاشت الفجرَ مشرقاً فاستثارت كلَّ أحلامِها لصحوٍ بديع
    ومشَتْ في خُطى أبيها رسولِ اللهِ ترعاهُ بالحنانِ الوديعِ
    كلماتٌ تحنو،وبسمات حبٍّ وحنينٍ إلى الجلالِ الرفيعِ

    * * * *

    فإذا بالفتاةِ أمِّ أبيها في انسيابِ الروحِ الحنونِ الطَّهُور
    كان جوعُ الحنانِ يأكلُ، في حسّ اليتامى،لديهِ دفءَ الشعور
    وإذا بـ الزهراءِ، في لوعةِ اليتمِ، تغذيهِ بالحنانِ الكبيرِ
    تفرشُ القلبَ وهو غضٌّ لبلواه،فيغفو بهدهداتِ السرورِ

    * * * *

    إنّها قصة الرسالةِ تطوي بخطاهَا فجائعَ الأيام
    حسبُها أن تفجّرَ الروحَ بالينبوعِ ينسابُ بالهدى والسلام
    فإذا بالمدى امتدادُ حياةٍ تتسامى بالطهرِ والإلهام
    كلُّ آفاقِها الرسالةُ،في فكرٍ رحيبٍ منضّرٍ بالسلامِ

    * * * *

    وتهادتْ مع الشبابِ،كما يخطرُ باللطفِ، في الحياة الربيع
    وعليٌّ يخطو كما الفجرُ ينهلُّ فتهتزُّ بالعطورِ الرّبوع
    روحُه البكرُ ملتقى الأريحيّاتِ، فمنها تَفَجّرَ الينبوع
    وعلى هديِهِ، استراحَتْ خطى التاريخِ فالأرضُ من شذاه تضوعُ

    * * * *

    وعليٌّ يهفو إلى الطُّهرِ، في جوٍّ حميمٍ، يضمّهُ الإسلام
    كلّ أحلامه تطوفُ مع القمّةِ، تهتزُّ حولها الأنغام
    وعلى اسمِ الزهراءِ ترتاحُ دنياه وينسابُ في خطاها السلام
    وإذا بالسماءِ توحي... ففي الأرضِ لقاءٌ،وفي السماء ابتسامُ

    * * * *

    هو كفؤ الزهراءِ، لا النسب العالي هداهُ، ولا المقام العظيم
    إنّها قصّةُ الحياةِ، إذا أشدَّت خطاها نحوَ السّماءِ النجوم
    هو صنوُ الذُّرى التي يهدرُ الينبوعُ فيها، وتستريحُ الكروم
    حسبُه روحه التي امتدّ فيها الخلق الرّحب والسّماح الكريمُ

    * * * *

    يا لروحِ الزهراءِ يخشعُ في أعماقِها النورُ في ابتهالِ الدّعاء
    في سموِّ السّجودِ لله في إشراقةِ الروحِ بالدّموعِ الوضاء
    أيُّ سرٍّ في القلبِ إذ تنبضُ الخفقةُ فيه بأمنياتِ السماء
    كلُّ أحلامِهِ النجاوى النّديّاتِ مع اللهِ في ربيعِ الرجاءِ

    * * * *

    والتسابيحُ تستغيثُ وتلتاعُ وتهفو وتلتقي بالنداء
    ربِّ يا باعثَ الحياةِ شعاعاً في الصحارى، في الليلةِ الظلماء
    هبْ نعيمَ الإيمانِ، في يقظةِ الطّهرِ للاهين عن غدِ الأمناء
    إنهم غافلون عن موعدِ النورِ إذا اهتزّ فجرُهُ بالضّياءِ

    * * * *

    ربِّ هبْ للذين تكدحُ دنياهم وتشقى في قبضة الضّراء
    راحةَ الروحِ والحياة، التي تملأُ بالعزمِ أعينَ الضعفاء
    أعط قومي حسّ المحبةِ في جوٍّ حميمٍ على صعيدِ الإخاءِ
    واحتضنْ لوعة اليتامى بنعماك بلطفٍ منضّر الآلاءِ

    * * * *

    ويطوفُ الدعاءُ في همسات الروحِ ينسابُ من هدى الزهراء
    وإذا بالطفولةِ الغضّة البكرِ تناجي في همسةِ الأنداء
    قال أمّاهُ.. أنت تذوين.. في عسف الليالي وفي جنونِ الشتاء
    والدعاءُ الحزينُ لهفةُ قلبٍ صعّدتها حرارةُ الأرزاءِ

    * * * *

    أنتِ أنتِ الطُّهرُ الذي يرشفُ الفجر نداه في روعةٍ ونقاء
    دعوةُ الروحِ منكِ تسمو إلى الله فتهمي مساكبُ الأشذاء
    ويعيش الرِّضوان واللّطفُ والرّحمةُ فيها من خالقِ النّعماء
    دعوةً تخرُقُ الحواجِزَ مهما امتدَّ في دربها الفضاءُ النّائي

    * * * *

    وتطوفُ الطفولةُ الطهرُ بالحبِّ سؤالاً كَلَفْتَةِ الأحلام
    لِمَ هذا الحرمانُ، فالكلماتُ البيضُ تلتاعُ في ابتهالِ السلام
    كلُّ هذا الدعاءِ للنّاسِ... أماهُ ودنياكِ مرتعُ الآلام
    إنّنا يا بُنيّ ... للجار ثم الدار...إنّا على هُدى الإسلام

    * * * *

    نحن نحيا للمتعبينَ الذينَ استنزفَتْ جُهْدَهُمْ صُرُوفُ الزّمان
    هؤلاء الذينَ يحيَوْنَ بالآلامِ، إن عاش غيرُهم للأماني
    إنّنا للمعذَّبينَ...لمن عاشوا الليالي في غمرةِ الأحزان
    كلُّ تاريخِنا... رسالةُ حب وجهادٍ لكلِّ قلبٍ عانِ ..

    الأب المرجع السيد محمد حسين فضل الله
    من ديوان : يا ظلال الإسلام

  • #2
    أين سيدة الوجود من هذا الوصف الطفولي الركيك ؟!

    فلتقرأي هذه القصيدة أفضل لك و لنا :
    شعَّت فـلا الشمـس تحكيها ولا القمرُ
    زهـراءُ من نورها الأكوانُ تزدهـرُ

    بنـتُ الخلـود لها الأجيـال خاشعـةٌ
    اُمّ الزمـان إليهـا تنتـمي العُصُـرُ

    روحُ الحيـاة ، فلو لا لطفُ عنصرها
    لم تأتلف بينـنا الأرواحُ والصــورُ

    سمت عـن الاُفق ، لا روح ولا ملَكٌ
    وفاقت الأرض ، لا جـنٌّ ولا بشـرُ

    مجبـولـةٌ مـن جـلال الله طيـنتُها
    يرفُّ لُطفاً عليهـا الصـونُ والخَفـرُ

    ما عابَ مفخَـرها التأنـيث أنَّ بهـا
    على الرجال نسـاءُ الأرض تفتـخرُ

    خِصالها الغـرُّ جلّت ان تلـوكَ بهـا
    منّا المقـاولُ أو تدنـو لهـا الفكـرُ

    معنى النبـوة ، سرُّ الوحي ، قد نزلتْ
    في بيـتِ عصمتها الآيـاتُ والسورُ

    حـوت خِلال رسـول الله أجمــعَها
    لولا الرسالـةُ ساوى أصلـه الثمرُ

    تدرّجت في مراقـي الحـقَّ عارجـةً
    لمشرق النـور حيث السـرُّ مستـترُ

    ثم انثـنت تمـلأ الدنيـا معارفُهــا
    تطوى القرون عيـاءً وهـي تنتشرُ

    قل للذي راح يُخفي فضـلها حسـداً
    وجـه الحقيـقة عنّـا كيـف ينسترُ

    أتقرن النـورَ بالظلمـاء من سفـهٍ ؟
    مـا أنتَ فـي القـول إلاّ كاذب أشِرُ

    بنـتُ النبـي الـذي لـولا هدايتُـه
    ما كان للحـقّ ، لا عيـنٌ ولا أثـرُ

    هـي التـي ورثـت حقـاً مفاخـره
    والعطر فيه الذي في الـورد مدَّخـرُ

    فـي عيد ميلادهـا الأمـلاكُ حافلـةٌ
    والحور فـي الجنة العليـا لها سمـرُ

    تزوجتْ في السماء بالمرتضى شرفـاً
    والشمس يقرُنهـا فـي الرتبة القمـرُ

    علـى النبـوّة أضفت فـي مراتبهـا
    فضـل الـولاية لا تبقـى ولا تـذرُ

    اُمّ الأئـمة مَـن طـوعاً لرغبتـهـم
    يعلـو القضاءُ بنـا أو ينزل القـدرُ

    قف يا يراعـي عـن مدح البتول ففي
    مديحهـا تهتـف الألـواحُ والزبـر

    وارجع لنستـخبر التـأريخ عن نبـأٍ*قد فاجـأتنـا بـه الأنبـاء والسيـرُ
    هل أسقط القوم ضرباً حملَها فهـوت*تـأنُّ ممّـا بهـا والضلـعُ منكسـرُ
    وهل كما قيـل قـادوا بعلَهـا فعـدت*وراه نادبـةً والدمــع منـهـمـرُ
    إن كـان حقاً فإنّ القـوم قـد مرقـوا*عن دينهم وبشرع المصطفـى كفروا



    التعديل الأخير تم بواسطة ~ super SHI3A ~; الساعة 24-06-2008, 04:31 PM.

    تعليق


    • #3
      نهنئ مولانا صاحب العصر والزمان وجميع العلماء الاعلام والعالم الاسلامي اجمع بذكرى ولاده سيدة نساء العالمين ام الحسن والحسين وبضعه النبي الامين 0(ص)المجاهده الصابره المحتسبه المغصوب حقها المكسور ظلعها فاطمه الزهراء سلام الله عليها فلعن الله من ظلمها ومن بخس حقها اللهم فاشهداني بريءمنهم من يومنا هذا الى يوم الدين اللهم والي من والاها وعادي من عاداها اللهم وارزقنا زيارتها في الدنيا وشفاعتها في الاخره انك سميع مجيب

      ][/url]


      لبيك يا زهراء
      لبيك يا بنت رسول الله
      لبيك يا أم الحسنين
      لبيك لبيك لبيك يا زهراء البتول

      [/QUOTE]

      تعليق


      • #4


        نهنئ مولانا صاحب العصر والزمان وجميع العلماء الاعلام والعالم الاسلامي اجمع بذكرى ولاده سيدة نساء العالمين ام الحسن والحسين وبضعه النبي الامين 0(ص)المجاهده الصابره المحتسبه المغصوب حقها المكسور ظلعها فاطمه الزهراء سلام الله عليها فلعن الله من ظلمها ومن بخس حقها اللهم فاشهداني بريءمنهم من يومنا هذا الى يوم الدين اللهم والي من والاها وعادي من عاداها اللهم وارزقنا زيارتها في الدنيا وشفاعتها في الاخره انك سميع مجيب



        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة ~ super SHI3A ~
          أين سيدة الوجود من هذا الوصف الطفولي الركيك ؟!
          تركنا الأوصاف الجزلة والكبيرة لكِ يا أم الطيب المتنبية
          أكاد أجزم أنكِ لم تقرأي القصيدة ، ولن تفعلي .. حقدكم واضح حتى في يوم ميلاد السيدة الظاهرة لا تعرفون للحب معنى ولا للتسامح معنى ولا للصفاء معنى
          على العموم تعلمنا من سيدنا الحب والتسامح والغفران ، ولن نرد السيئة بمثلها
          مبارك عليكِ مولد الصديقة الظاهرة عليها السلام ، جعلها الله شفيعة لنا جميعاً

          تعليق


          • #6
            الأخ الكريم صالح السلطاني بارك الله بكم ومبارك عليكم مولد الصديقة الطاهرة
            رزقنا الله شفاعتها يوم الورود ، وحشرنا في زمرة شيعتها المخلصين

            تعليق


            • #7







              اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وإلعن عدوهم
              مبارك عليكم مولد مولاتنا الصديقة فاطمة عليها السلام

              تعليق


              • #8
                تركنا الأوصاف الجزلة والكبيرة لكِ يا أم الطيب المتنبية
                أكاد أجزم أنكِ لم تقرأي القصيدة ، ولن تفعلي ..
                حقدكم واضح حتى في يوم ميلاد السيدة الظاهرة لا تعرفون للحب معنى ولا للتسامح معنى ولا للصفاء معنى

                على العموم تعلمنا من سيدنا الحب والتسامح والغفران ، ولن نرد السيئة بمثلها

                شكراً لك على كل ما وصفتيني به عزيزتي
                اجزمي فلتجزمي .. فلطالما علمتم الغيب يا اتباع فضول
                لم اسىء اليكِ بل نصحتك بقراءة ما يفيدك

                مبارك عليكِ مولد الصديقة الظاهرة عليها السلام ، جعلها الله شفيعة لنا جميعاً

                ولكِ ايضاً هداكِ الله و ايانا .. آمين

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة شيعة للأبد
                  اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وإلعن عدوهم
                  مبارك عليكم مولد مولاتنا الصديقة فاطمة عليها السلام
                  وعليكم وعلى جميع الموالين والمؤمنين في كل بقاع الدنيا
                  هدانا الله جميعاً بهداها إلى الطريق المستقيم

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة ~ super SHI3A ~
                    شكراً لك على كل ما وصفتيني به عزيزتي
                    اجزمي فلتجزمي .. فلطالما علمتم الغيب يا اتباع فضول
                    لم اسىء اليكِ بل نصحتك بقراءة ما يفيدك

                    ولكِ ايضاً هداكِ الله و ايانا .. آمين
                    لسنا نحن الذين نقول بالغيب ، وإنما من يقول بالولاية التكوينية وبعلم الإمام بما كان ويكون هو من يقول بالغيب عزيزتي
                    أنتِ التي دخلتِ الموضوع ووصفتي شعر سيدنا سيد المتكلمين بالطفولي والركيك ، فرددت عليكِ
                    أما القصيدة الآخرى فكان بإمكانك وضعها في موضوع مستقل فليس مكانها هنا ليس بطريقة وضعها فقط ، بل بمناسبتها .. نحن في الولادة وأنتِ تبكين الضلع المكسور
                    على العموم لا تتضايقي أنا أيضاً لم أكن أقصد الاساءة ، ولا تنسي آنني أول من عايدك بالمولد المبارك
                    هدانا الله وإياكِ وحشرنا يوم القيامة في زمرة شيعتها المخلصين

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة شــآم


                      يا فتاةَ الإسلامِ..هذي هي الزهراءُ..هل تبصرينَ قدسَ السماء
                      عاشَ في وعيِها، رسالةَ وجدانٍ، كما الوحيُ في هدى الأنبياء
                      كلُّ أحلامِها الرسالةُ.. ترعاها بقلبٍ يفيضُ باللألاء
                      هي بنتُ الرسولِ..حسبُ الذّرى الشّماءِ مجداً إطلالةُ الزهراءِ

                      * * * *

                      عاشَتْ العمرَ طفلة .. يُرهِقُ الآلامَ إحساسُها.. بعنفِ العذاب
                      لم تجدْ أمها الحنونَ لترعاها حناناً في لهفٍ وانسياب
                      رفرفَ الموتُ حولَها..فتهاوَتْ أمنياتُ الصّبا، على الأعتاب
                      ومَشتْ في طفولةِ العمرِ تحيا رقرقاتِ الدموعِ في الأهدابِ

                      * * * *

                      يا لروحِ الطفولة الغضِّ يجتاحُ ابتساماتِها بكاءُ الليالي
                      والأماني ترتاعُ في قسوةِ الإعصارِ، حتى يَجُنَّ بالأهوال
                      غيرَ أنّ الرسالةَ الطهرَ توحي بالهدى السمحِ في رحابِ الجلال
                      ليشدَّ القلوبَ، في موعد الإيمانِ، بالعزمِ في طريقِ النضالِ

                      * * * *

                      فإذا الطفلةُ الفتيّةُ روحٌ يتحدّى بالحقِّ وحي الدموع
                      عاشت الفجرَ مشرقاً فاستثارت كلَّ أحلامِها لصحوٍ بديع
                      ومشَتْ في خُطى أبيها رسولِ اللهِ ترعاهُ بالحنانِ الوديعِ
                      كلماتٌ تحنو،وبسمات حبٍّ وحنينٍ إلى الجلالِ الرفيعِ

                      * * * *

                      فإذا بالفتاةِ أمِّ أبيها في انسيابِ الروحِ الحنونِ الطَّهُور
                      كان جوعُ الحنانِ يأكلُ، في حسّ اليتامى،لديهِ دفءَ الشعور
                      وإذا بـ الزهراءِ، في لوعةِ اليتمِ، تغذيهِ بالحنانِ الكبيرِ
                      تفرشُ القلبَ وهو غضٌّ لبلواه،فيغفو بهدهداتِ السرورِ

                      * * * *

                      إنّها قصة الرسالةِ تطوي بخطاهَا فجائعَ الأيام
                      حسبُها أن تفجّرَ الروحَ بالينبوعِ ينسابُ بالهدى والسلام
                      فإذا بالمدى امتدادُ حياةٍ تتسامى بالطهرِ والإلهام
                      كلُّ آفاقِها الرسالةُ،في فكرٍ رحيبٍ منضّرٍ بالسلامِ

                      * * * *

                      وتهادتْ مع الشبابِ،كما يخطرُ باللطفِ، في الحياة الربيع
                      وعليٌّ يخطو كما الفجرُ ينهلُّ فتهتزُّ بالعطورِ الرّبوع
                      روحُه البكرُ ملتقى الأريحيّاتِ، فمنها تَفَجّرَ الينبوع
                      وعلى هديِهِ، استراحَتْ خطى التاريخِ فالأرضُ من شذاه تضوعُ

                      * * * *

                      وعليٌّ يهفو إلى الطُّهرِ، في جوٍّ حميمٍ، يضمّهُ الإسلام
                      كلّ أحلامه تطوفُ مع القمّةِ، تهتزُّ حولها الأنغام
                      وعلى اسمِ الزهراءِ ترتاحُ دنياه وينسابُ في خطاها السلام
                      وإذا بالسماءِ توحي... ففي الأرضِ لقاءٌ،وفي السماء ابتسامُ

                      * * * *

                      هو كفؤ الزهراءِ، لا النسب العالي هداهُ، ولا المقام العظيم
                      إنّها قصّةُ الحياةِ، إذا أشدَّت خطاها نحوَ السّماءِ النجوم
                      هو صنوُ الذُّرى التي يهدرُ الينبوعُ فيها، وتستريحُ الكروم
                      حسبُه روحه التي امتدّ فيها الخلق الرّحب والسّماح الكريمُ

                      * * * *

                      يا لروحِ الزهراءِ يخشعُ في أعماقِها النورُ في ابتهالِ الدّعاء
                      في سموِّ السّجودِ لله في إشراقةِ الروحِ بالدّموعِ الوضاء
                      أيُّ سرٍّ في القلبِ إذ تنبضُ الخفقةُ فيه بأمنياتِ السماء
                      كلُّ أحلامِهِ النجاوى النّديّاتِ مع اللهِ في ربيعِ الرجاءِ

                      * * * *

                      والتسابيحُ تستغيثُ وتلتاعُ وتهفو وتلتقي بالنداء
                      ربِّ يا باعثَ الحياةِ شعاعاً في الصحارى، في الليلةِ الظلماء
                      هبْ نعيمَ الإيمانِ، في يقظةِ الطّهرِ للاهين عن غدِ الأمناء
                      إنهم غافلون عن موعدِ النورِ إذا اهتزّ فجرُهُ بالضّياءِ

                      * * * *

                      ربِّ هبْ للذين تكدحُ دنياهم وتشقى في قبضة الضّراء
                      راحةَ الروحِ والحياة، التي تملأُ بالعزمِ أعينَ الضعفاء
                      أعط قومي حسّ المحبةِ في جوٍّ حميمٍ على صعيدِ الإخاءِ
                      واحتضنْ لوعة اليتامى بنعماك بلطفٍ منضّر الآلاءِ

                      * * * *

                      ويطوفُ الدعاءُ في همسات الروحِ ينسابُ من هدى الزهراء
                      وإذا بالطفولةِ الغضّة البكرِ تناجي في همسةِ الأنداء
                      قال أمّاهُ.. أنت تذوين.. في عسف الليالي وفي جنونِ الشتاء
                      والدعاءُ الحزينُ لهفةُ قلبٍ صعّدتها حرارةُ الأرزاءِ

                      * * * *

                      أنتِ أنتِ الطُّهرُ الذي يرشفُ الفجر نداه في روعةٍ ونقاء
                      دعوةُ الروحِ منكِ تسمو إلى الله فتهمي مساكبُ الأشذاء
                      ويعيش الرِّضوان واللّطفُ والرّحمةُ فيها من خالقِ النّعماء
                      دعوةً تخرُقُ الحواجِزَ مهما امتدَّ في دربها الفضاءُ النّائي

                      * * * *

                      وتطوفُ الطفولةُ الطهرُ بالحبِّ سؤالاً كَلَفْتَةِ الأحلام
                      لِمَ هذا الحرمانُ، فالكلماتُ البيضُ تلتاعُ في ابتهالِ السلام
                      كلُّ هذا الدعاءِ للنّاسِ... أماهُ ودنياكِ مرتعُ الآلام
                      إنّنا يا بُنيّ ... للجار ثم الدار...إنّا على هُدى الإسلام

                      * * * *

                      نحن نحيا للمتعبينَ الذينَ استنزفَتْ جُهْدَهُمْ صُرُوفُ الزّمان
                      هؤلاء الذينَ يحيَوْنَ بالآلامِ، إن عاش غيرُهم للأماني
                      إنّنا للمعذَّبينَ...لمن عاشوا الليالي في غمرةِ الأحزان
                      كلُّ تاريخِنا... رسالةُ حب وجهادٍ لكلِّ قلبٍ عانِ ..












                      الأب المرجع السيد محمد حسين فضل الله
                      من ديوان : يا ظلال الإسلام

                      تحياتي موضوع رائع
                      وشعر اروع

                      لشخصية اروع اروع واروع عليها السلام




                      ملاحظة : لاتردي على الاطفال لأنك تعطيهم اكبر من حجمهم

                      هذه ( أو تلك وهو الأليق لأشباهها ) الفتاة مشاركة في المنتدى لتسب السيد فضل الله فقط بعد أن تم غسل دماغها ...هذا إن كان لها دماغ أصلا

                      انتظري قليلا ماذا يكون مصيرهااا
                      فللسيد حوبة
                      والظلم ظلمات
                      التعديل الأخير تم بواسطة altooby; الساعة 25-06-2008, 01:58 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة altooby
                        ملاحظة : لاتردي على الاطفال لأنك تعطيهم اكبر من حجمهم
                        أهلاً بالأخ المحترم التوبي ، ومبارك عليكم ولادة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام
                        أنت محقّ يا أخي ، فلقد أضعت من وقتي الكثير في الرد على الأطفال وخاصة في ذاك الموضوع في الحوار الشيعي ، ولكني حقاً لست أدري ما هو الذي يجذب الأطفال إلى اسم السيد
                        على العموم لا بأس أن نهنئ " المحقق " جعفر العاملي بهكذا أتباع ، على هؤلاء المناصرين صار الأجدر به أن يؤسس مدرسة ابتدائية ويترك التحقيق لأهله
                        شكراً على المرور أخي الكريم

                        تعليق


                        • #13
                          لسنا نحن الذين نقول بالغيب ، وإنما من يقول بالولاية التكوينية وبعلم الإمام بما كان ويكون هو من يقول بالغيب عزيزتي

                          الولاية التكوينية واحدة من مقامات الإمام التي لا تدرك

                          أنتِ التي دخلتِ الموضوع ووصفتي شعر سيدنا سيد المتكلمين بالطفولي والركيك ، فرددت عليكِ

                          حاشا لله
                          سيد المتكلمين أمير المؤمنين علي عليه السلام لا غيره ..
                          اما سيدك فسيد المشككين

                          أما القصيدة الآخرى فكان بإمكانك وضعها في موضوع مستقل فليس مكانها هنا ليس بطريقة وضعها فقط ، بل بمناسبتها .. نحن في الولادة وأنتِ تبكين الضلع المكسور
                          الأضلاع المكسورة ستُبكى كل يوم

                          على العموم لا تتضايقي أنا أيضاً لم أكن أقصد الاساءة ، ولا تنسي آنني أول من عايدك بالمولد المبارك
                          اي.........

                          هدانا الله وإياكِ وحشرنا يوم القيامة في زمرة شيعتها المخلصين
                          آمين


                          تعليق


                          • #14
                            أهلاً بالأخ المحترم التوبي ،

                            جداً محترم و بغاية الأدب ..
                            إتباع ٌ أعمى

                            تعليق


                            • #15




                              الزهراء الرسالية في مدى التاريخ

                              الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين وأصحابه المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
                              فاطمة بضعة الرسول(ص)
                              وانطلقت الكلمة: "فاطمة بضعة مني"، وعندما تكون الكلمة من رسول الله(ص)، فإنّها تكون ينبوعاً يتدفّق بكل الصفاء والنقاء وبكل المعنى العميق… "بضعة مني"، بضعة من عقله لأنها عاشت مع عقله، فكانت منذ طفولتها الأولى تنهل من عقله، لأنّ طفولتها لم تكن طفولةً ساذجةً بسيطة، بل كانت طفولة تنفتح على كل الذكاء في كل عمقه، فكانت، وهي الطفلة، تعيش أباها الرسالة، وتعيش كل آلامه التي لم تكن آلاماً شخصيةً، بل كانت آلام الرسالة، آلام الإنسان، وآلام الوعي الذي كان ضحية كل تلك الجاهلية.
                              وكانت تنظر إلى أبيها الذي فقد أمّه وهو لا يزال طفلاً، فتعطيه كلّ الحنان، لأنها كانت تعرف أن حنان الأم هو الذي يملأ كل وجدان الطفل، وهو الذي يمنح الإنسان، حتى في شبابه وفي شيخوخته، كل معاني طهر الطفولة، فالإنسان مع أمِّه يبقى يعيش طفولته حتى لو أصبح شاباً، وحتى لو غدا كهلاً، فإذا فقد أمّه تحوّل فجأة شيخاً يتوكّأ على العصا.
                              فقد كانت(ع) تعيش الإحساس بكل ذلك، وكانت تريد أن تكون أمه روحاً وعاطفةً وحناناً، فكانت ـ وهي الطفلة ـ تبكي عندما يتألم، وعندما كان(ص) يأتي من المسجد وقد وضع القوم الأوساخ على ظهره، كانت تستقبله بدموعها، وكان يرتاح لتلك الدموع، ولذلك قال(ص) عنها "إنها أمّ أبيها". فأي أب هو هذا الذي كانت الزهراء أمه؟! وأية أمومة كان يحسّ بها هذا الأب العظيم الذي كان يدرج في خط كهولته ليشعر بالطمأنينة الروحية؟!
                              وهكذا، كانت(ع) تتعلم من أخلاقه(ص). وقد التقت طفولتها الأولى بطفولة علي(ع)، لأنهما كانا في بيت واحد، فقد كان رسول الله(ص) أبا عليٍّ تربيةً وروحاً، كما كان أباها بالمعنى المادي للأبوة وبالمعنى الروحي، ودرجا معاً وتعلّما معاً، وقد سمعنا رسول الله(ص) يقول: "لولا علي لما كان لفاطمة كفؤ". هل هي كفاءة النسب، وأبناء العم كثيرون؟ لا، بل هي كفاءة العقل والروح والخلق والوعي والانفتاح.
                              فاطمة(ع) في تجلياتها الروحية
                              وهكذا، أيها الأحبة، عاشت الزهراء(ع) إنسانيتها في أبهى تجلياتها، وعندما كانت تعبد الله تعالى في محرابها، كانت تفكر في الناس الآخرين قبل أن تفكر في نفسها. نحن عندما نريد أن نبلغ القمّة في القيمة الروحية، فإنّ ما نقوم به لنبلغ هذا المستوى، هو أنّنا نسعى إلى التعامل مع الناس كأنفسنا: "لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه، ويكره له ما يكره لها". أما الزهراء(ع) فقد كانت تقدّم الناس على نفسها، فكانت تحب كل الناس، وتفكر فيهم، وتحمل همومهم، وتدعو لهم في كل مشاكلهم قبل أن تدعو لنفسها. ينقل عنها ولدها الإمام الحسن(ع)، أنها كانت تقوم الليل في محرابها حتى تتورّم قدماها، وكانت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها، وشعر ولدها، وكان في طفولته الأولى، أنها بحاجة إلى أن تدعو لنفسها أكثر، لأنها كانت ناحلة الجسم، فقال لها: "يا أماه، لمَ لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟" قالت(ع): "يا بني، الجار ثم الدار".
                              إنّ هذا يعلّمنا أنّ علينا أن نفكر في الآخرين، أن نعمل على رفع مستواهم، وأن نحلّ كل مشاكلهم ونضمِّد جراحهم ونعيش كل آلامهم ونسعد بسعادتهم، ويعلّمنا أيضاً أنه عندما نكون بين يدي الله، فإنّ علينا أن نفكر في الناس كلهم ثم نفكر في أنفسنا. ذلك هو سر أهل البيت(ع): {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت} [الأحزاب:33]، كل رجس المادة، ورجس الذات والمطامع، كل الرجس الذي يحبس الإنسان في زنزانة ذاته ويمنعه من أن يعيش إنسانيته برحابتها. ذلك هو سر أهل البيت(ع) الذين يعلّمون الإنسان أن يشعر بأنّه مع الإنسان الآخر وليس فوقه، وتلك هي الطهارة، طهارة الفكر عندما ينفتح على الحق، وطهارة القلب عندما ينفتح على الحب للإنسان كله، وطهارة الطاقة عندما تتحرك من أجل أن ترفع مستوى الإنسان.
                              {ويطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً ـ وقد فسِّر الطّعام بالعلم، فهم(ع) يعطون العلم لكلّ من يحتاج إليه، والعالِم لا يتكبر على من يعلّمه ليشعر بالفوقية، لأنّ العلم يُخرج الروح من الاختناق داخل ذاتها، ويغذّيها بالخير والعدل الذي يتّسع الناس كلّهم ـ إنما نطعمكم لوجه الله ـ فنحن نعيش مع الله، وكل أحلامنا تتحرك في آفاقه، وكل رسالتنا تمشي في دروبه ـ لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً} [الإنسان:8-9].
                              تلك هي، أيها الأحبة، قصة أهل البيت(ع)، قصتهم في هذه الرحابة الفكرية والروحية والحركية في الانفتاح على كل القضايا الإنسانية. ولذلك عندما ننفتح عليهم، فإننا لا نريد أن نضيّق مواقعهم ولا أن نحصرها في الزنازين المذهبية والطائفية، لأنهم شيء فوق المذهب وفوق الطائفة، هم شيء في الرسالة، فإذا فتشتم عنهم فستجدونهم في معنى الرسالة.
                              أهل البيت(ع) القرآن الناطق
                              ولذلك كان منطقهم القرآن، وكان خلقهم القرآن الكريم كما كان جدّهم رسول الله، وكانوا يريدون للقرآن أن يتحرك في الواقع، لا أن يبقى كتاباً على الرفوف أو كتاباً معلّقاً كزينة على الجدران أو كتاباً للإعلان عن احتفال أو مأتم، كانوا يريدون للقرآن أن يمشي في دروب المستضعفين، وأن يتعملق على قصور المستكبرين من أجل أن يحطم استكبارهم، وكانوا يريدون للقرآن أن يتحرك من أجل أن يؤنسن الإنسان، لا أن يكون في خدمة أصحاب الجلالة بدون جلالة، والفخامة بدون فخامة، والسيادة بدون سيادة من خلال وعاظ السلاطين، لأن القرآن فوق السلاطين، ويريدهم أن يكونوا سلاطين على أنفسهم، لا سلاطين على غيرهم لحساب أنفسهم.
                              الزهراء(ع) العالمة المعلِّمة
                              أيها الأحبة، لقد كانت الزهراء(ع) تعيش ربة بيت، وكانت مثقلةً بكل مسؤولية بيتها، ولكنّها لم تتأفف من ذلك كله، بل كانت تعيش في بيتها ومع أولادها، فتحضنهم وتربيهم وتطعمهم وتخدمهم، وكانت مع علي(ع) تهيّىء لهم بيتاً إسلامياً كأفضل ما يتنفس المسلم في بيت إسلامي، وكانت تحتضن أباها رسول الله(ص) عندما كان يأتي إليها بين وقت وآخر، وكانت في الوقت نفسه تجمع النساء لتعلّمهن وتثقفهنّ وتربيهنّ، وينقل كتّاب سيرتها أنه جاءها رجل وقال لها: "يا ابنة رسول الله، هل ترك رسول الله عندك شيئاً تطرفنيه؟" فقالت لخادمتها: "هاتِ تلك الحريرة"، فطلبتها فلم تجدها، فقالت(ع): "ويحكِ، اطلبيها، فإنها تعدل عندي حسناً وحسيناً"، ونحن نعرف عظمة الحسن والحسين في نفس الزهراء(ع)، ولكن العلم، ولاسيما إذا كان علم رسول الله الذي ينفتح على الإنسان كله، كان يمثل القيمة الكبرى عندها.
                              وعاشت الزهراء(ع) أكثر من موقع ألم، وأكثر من حالة حزن، فتفاعل حزنها على رسول الله(ص) مع حزنها على الواقع الإسلامي آنذاك، ولأول مرة، تنطلق امرأة لتخطب في مسجد رسول الله(ص)، ولو درسنا هذه الخطبة، لاطّلعنا على محاضرة تنفتح على الفكر الإسلامي في المجال العقيدي، وعلى التشريع الإسلامي في المجال العملي، وعلى نقد الواقع الإسلامي والتوجيه لسدّ الثغرات الموجودة فيه.
                              وعلى الرغم من آلامها الكثيرة وقساوة هذه الآلام، إلا أنّها لم تتحدث عنها، بل كانت تفكر في القضايا العامة، ولم تفكر في القضايا الخاصة، لتعطينا في مدى الزمن درساً أن على الإنسان المسلم الواعي أن يفكر دائماً في القضايا العامة التي تمسّ حياة الناس، وأن لا يخلط بين القضايا العامة والقضايا الخاصة، وأن لا يستعمل العام لخدمة الخاص، تماماً كما كان علي(ع) يقول عندما كان يواجه كل تلك الأحداث: "لأسلمنّ ما سلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جورٌ إلا عليّ خاصة"، أن أُظلم أنا فليست مشكلة، ولكن أن يُظلم المسلمون تلك هي المشكلة، لأنّه كان يجد حقّه في سلامة الإسلام كله والمسلمين كلهم، ولم يسمح لأحد بأن يستغلّ موقفه، كما نسمح نحن اليوم للمستكبرين والظالمين بأن يستغلوا مواقفنا ويلعبوا بمشاعرنا وعواطفنا.
                              تذكر كتب السيرة، أنه جاءه أبو سفيان ومعه العباس بن عبد المطلب عمه، فقال له أبو سفيان مُدَّ يدك لأبايعك، والله لأملأنّها عليهم خيلاً ورجلاً، وظنّ أن ما يقوم به يمثل ورقةً يمكن أن يلعب بها، فقال(ع) له: متى كنت مخلصاً للإسلام يا أبا سفيان، إن قضيتي ليست قضية الخلافة، ولكنّها قضية الإسلام.
                              وهكذا قال(ع): "فأمسكت يدي، حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الإسلام، يدعون محق دين محمد، فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله، أن أرى فيه ثلماً أو هدماً تكون المصيبة به عليّ أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل، يزول منها ما كان، كما يزول السراب، أو كما يتقشع السحاب، فنهضت في تلك الأحداث، حتى زاح الباطل وزهق، واطمأن الدين وتنهنه". ذلك سر علي(ع) كما هو سر الزهراء(ع) وسر أهل البيت(ع)، وذلك هو سر الإسلام في كل صفائه ونقائه.
                              إثم العصبية وحريّة الفكر
                              ونحن عندما نكون مع أهل البيت(ع)، لا نكون في رحلة في التاريخ، لأنّ {في قصصهم عبرة لأولي الألباب} [يوسف:111]، فتاريخهم هو عمق حاضرنا، لأن مضمون هذا التاريخ هو مضمون الحياة، وهو سرنا نحن الآن. لقد واجهت السيدة الزهراء(ع) العصبيّة بالرغم من كل آلامها، وحاربها علي(ع) وكل أهل البيت، وقالها الإمام علي بن الحسين زين العابدين(ع): "العصبية التي يأثم عليها صاحبها، أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم". نحن مجتمع العصبيات، العصبية للذات، والعصبية للعائلة، والعصبية للحزب، والعصبية للمنطقة، وللطائفة، وللمذهب، حتى صرنا نتعصب للأحجار.
                              والعصبية، أيها الأحبة، انغلاق، أن تتعصب معناه أن تحبس نفسك في الزنزانة، المتعصبون ليسوا أصحاب فكر، فإذا كنت تريد أن تكون صاحب فكر، فكن ملتزماً ولا تكن متعصباً، وإذا اقتنعت بفكرك فقف معه، إلا أن يقنعك الآخر بأنه خطأ، وإذا كنت ترى أن من حقك أن تكون لك الحرية في أن تنتمي إلى فكر معيّن، فلماذا تمنع الآخر من أن تكون له الحرية في أن يفكر بطريقة مختلفة، تختلف مع ما تفكر فيه؟! ليس من الضروري أن يكون الاختلاف سلبياً، لأنّ الاختلاف عندما يتحرك في خط الفكر فقد يغني الفكر، والحوار هو الوسيلة من أجل أن يتلقّح فكر بفكر، أو يقنع فكرٌ فكراً.
                              لكن مشكلتنا، أيها الأحبة، في الدين، في السياسة، في الاجتماع، في كل ما نأخذ فيه، أنّه عندما يحدّثنا بعض الناس عن فكره، فإننا نرجمه بشكلٍ غريزي، لأنّ غرائزنا هي التي تتحرك في خطوطنا الفكرية، وإلا لماذا كل هذه الحروب المذهبية والطائفية والسياسية؟ لو حاربتني، فهل تستطيع بالرصاصة التي تطلقها عليّ أن تقنعني؟ وهل أستطيع أن أقنعك بالرصاصة؟
                              لماذا نخاف عندما تتنوع أفكارنا ومذاهبنا وطوائفنا وسياساتنا؟ لماذا نخاف في لبنان ونحن منذ مدة نتحدث عن أنّ وضع لبنان خاص، ذلك لأنّ لبنان فيه طوائف مختلفة ومذاهب وتيارات مختلفة؟ ليكن ذلك، فلماذا لا تكون هناك حوارات صريحة؟ لماذا نحاول أن نغلّف الكلمات عندما نحاور بعضنا بعضاً؟ لأننا نخاف من عري الكلمات، لأننا لسنا مستعدين لأن نتقبل مضمون الكلمة، ولذلك فإننا نعمل دائماً على الغلاف، أصبحت صناعتنا كيف نغلّف ديننا، وكيف نغلّف سياستنا، وكيف نغلّف حزبياتنا، الغلاف هو ما نتحدث به مع بعضنا البعض، أما ما هو داخل الغلاف، فمن الذي يفحصه أو يتحمل ما فيه؟
                              أيها الأحبة، إنّ معنى أن تكون حضارياً، هو أن تقبلني كما أنا وأقبلك كما أنت، أن تحاورني من خلال ما أؤمن به من فكر دون عقدة، وأن أحاورك دون عقدة، عند ذلك تتحرك في خط الحضارة، أما عندما تتعقد لأني خالفتك ولأني حاورتك وناقشتك، فهذا أبعد ما يكون عن الحضارة. بعض الناس يقول: "أنا عقلي هكذا، والله قد خلقني هكذا، ومن غير الممكن أن أتغير"، لماذا؟ إنّ الله تعالى خلق العقل مصنعاً، وأنت الذي تضع المواد الخام في هذا المصنع لتصنّعها، فلماذا تصنع العصبيات في داخل عقلك، ولا تقبل أن تناقش أو تسمع؟ إنّ الله سبحانه وتعالى يقول: {فبشّر عبادِ* الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه} [الزمر:17-18]، ويقول: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل:125]. إن أفكارنا لم تخلق معنا، إنها أمور ورثناها أو اكتسبناها، فلماذا نصرّ على ما ورثناه، وقد يبلى ما ورثناه؟ لماذا نصرّ على ما اكتسبناه، وقد نجد أحسن مما اكتسبناه؟
                              أيها الأحبة، لا بد من أن نتغير من الداخل، نحن بحاجة إلى أن نعيد النظر في تكوين ذهنياتنا، وفي تكوين وسائلنا للحياة الاجتماعية التي نعيشها...
                              لذلك، إن علينا إذا أردنا أن نكون أمةً تفكر في المستقبل، أن ندرس ما حولنا ومن حولنا، فكل القضايا الداخلية تنتظر، ولكن القضايا الاستراتيجية التي تضغط على القضايا الداخلية لا تنتظر، والقضايا الاستراتيجية هي التي تخطط لنا المستقبل.
                              وأقول للشباب: أنتم طليعة المستقبل، لا تستغرقوا في الماضي، خذوا من الماضي ما يبقى للحاضر والمستقبل، {تلك أمةٌ قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون} [البقرة:134]، ولا تستغرقوا في جزئيات الحاضر، بل كونوا المستقبليين في حجم القضايا الكبرى للمستقبل.
                              أيها الأحبة، الفكر فريضة، "تفكر ساعة خير من عبادة سنة"، فكروا، لا تقولوا لأحد أن يفكر لحسابكم، لا تقولوا لأحد: فكّر لنا، قولوا: فكر معنا، لنفكر معاً، وعندما نفكر معاً نستطيع أن نكتشف الحقيقة ونستطيع أن نضع أول حجر في أساس المستقبل.
                              ونبقى مع الزهراء(ع) مع ما قاله شوقي (أمير الشعراء):
                              ما تمـنّى غيـرها نسلاً ومن يلـد الزهراء يزهد في سواها
                              والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...


                              محاضرة لسماحة السيد فضل الله ألقاها في صور بمناسبة ولادة السيدة الزهراء(ع)

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
                              ردود 119
                              18,094 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              102 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              72 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              156 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                              استجابة 1
                              111 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X