تويت
الشباب بين الستلايت والكتاب
مما لاشك فيه إن شريحة الشباب من أهم المرتكزات لأي حركة فكرية أياً كان توجهها .. لأن لديهم الحماس والانفتاح لكل ما هو جديد في مختلف مجالات الحياة المتشعبة.. وهذا ما أقره أمير المؤمنين بقوله ((إنَّ قلب الحَدِث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته)) ، قرآنياً .. ورد ذكر الشباب في أكثر من مناسبة .. فأصحاب الكهف الذين فروا بدينهم ، وإبراهيم(ع) حين حطم الأصنام ، ويوسف(ع) عندما سلا عن الشهوات كانوا أجمعهم شباناً فأصبحوا بأعمالهم الطيبة مدارس أخلاق للإنسانية .. وعندما بُعث النبي(ص) ، آمن بدعوته الشباب قبل غيرهم .. ومن أوائلهم أمير المؤمنين(ع) وجعفر بن أبي طالب وعمار بن ياسر وبلال الحبشي وغيرهم كثيرون ..
ولعل الشباب هم الأكفأ والأقدر على التزود بالعلم الذي حث الإسلام ومنذ انبثاقه على التحصن به من أجل أن يعتنق هذا الدين بعد فهمه فهماً علميا معمقاً عن طريق القراءة الواعية التي يمكن من خلالها الدفاع عن هذا الدين وعن معتقداته الحقّة. ولا ينبغي الاقتصار على مطالعة الكتب الدينية فحسب بل لابد من الإطلاع على العلوم المعاصرة للاستفادة منها وعلى مختلف الأصعدة .. فلا غنى لنا عن الكتب والمجلات الهادفة , فهي بحر علم متلاطم زاخر بلئالئ المعرفة ..
ويشهد العصر الحاضر ثورات علمية جبارة .. ولعل أبرزها ظهور الكومبيوتر الذي قطع اشواطاً كبرى ي المجال العلمي ولعلك تجد في برامجه ما لا يخطر على بالك من مختلف عناوين الكتب .. وهنا نتساءل : أين أغلب شبابنا من هذا كله؟! وهل لديهم توجهات دينية .. تربوية .. ثقافية.. علمية ولو بأقل قدرٍ ممكن ؟ مع شديد الأسف !! فأوسعهم ثقافة لا يعرف سوى أدق التفاصيل عن الممثلين والممثلات والراقصين والراقصات وأعذب النغمات ! وآخر المباريات التي تغص بها الفضائيات.. قنوات مسمومة لا يقف ورائها إلا من يريد أن يمسخ الإسلام في نفوس المسلمين ونزعه من صدورهم , فبدلاً من انشغال الشباب بقضايا الإسلام في مطالعاتهم وحواراتهم .. ترى جُلَّ حديثهم عن آخر الأفلام الفاضحة والمسلسلات القذرة والأغاني والحفلات الملتهبة بالمجون .. وهذا هو الأكثر وفرة في قنوات الستلايت ,جهاز تركوا خيره واعتصموا بشرِّه!! كتبٌ ومؤلفات لا يقرأها إلا قليلون .. وشبابنا جاهلون .. تائهون.. لا يفقهون, وكأنّهم يرددون :
(وخيرُ جليسٍ في الزمان.. ستلايت)