تويت
مرجعية الشيخ اليعقوبي .. ناطقة وحركية - 1
كتابات - ابو احمد الحساني
عند الكتابة عن هكذا عنوان يجب ان يكون الصدق اساسا لها والزاما اخلاقيا عالي المستوى ينم عن الاحساس الكبير بالمسؤولية الفكرية لتكون الكتابة حالة رفد حقيقية ذات فائدة (ان شاء الله) وغنى علمي وديني في الوقت نفسه .
لقد اثبتت التجارب الحديثة التي وقعت في مجتمعنا فشل القنوط وعدم التصدي لمشاكل الشعب والامة الاسلامية وهذا الفشل اصبح ملازما لكل من لم يملك الاخلاص لله والارتباط به (تعالى) وكان علامة مؤشره وواضحة لاصحاب هذا العجز ، وهذا اثر بدوره على الواقع لان هذا الامر ابعد المعالجة لمشاكل المجتمع واوجد عقبات كثيرة اهمها واخطرها ظهور الانحرافات الفكرية والاجتماعية والسياسية وخلط الاوراق وضياع الحقيقة التي كان يجب ان تظهر بكل صدق ووضوح لتتم قراءتها ومعالجتها الصحيحة لينظف جسد الامة من الامراض والادران التي تنخره وتظلل نشاطه وحياته من هنا لابد من ظهور قوة حقيقية مخلصة تؤثر على نفسها بكل شيء وتصنع نصب عينيها المصالحة العامة وتنهض بمسؤوليته بكل كفاءة وجدارة وكان ما كان حيث ان الساحة لم تخل من هذه الشخصيات التي لم تظهر فجأة وانما بصورة متسلسلة ومتواصلة
وعملها ممنهج ومنظم ومنذ عقدين من الزمن فكان سماحة المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (ادام الله ظله) هو المؤهل والاكفا لقيادة هذه الامة عبر مواقفه الاصيلة الرصينة وطرحه المعالجة الصحيحة التي يمكن لها ان تسمو وتأخذ بالامة والمجتمع الى النجاح والتقدم والبناء .
فالمتابعة لكل ما طرحه سماحة المرجع اليعقوبي وما تبناه من مشاريع خلاصية يرى ان المعمول الاول الذي استخدمه شيخنا اليعقوبي الجليل هو الانسان الذي هو خليفة الله في الارض وضرورة السير به نحو الخط السليم (خط الله تبارك وتعالى) ، فقد حثه (ايده الله) على ان يكون عبداً باراً مطيعاً لله عز وجل وطالبه باصلاح ذاته من خلال ادبياته وافكاره التي طرحها باستمرار سواء عن طريق الكتابة أو التصريح أو اللقاء ليكون قائدا لنفسه ثم لبيته ثم لمجتمعه أي تأهيله بالصورة المطلوبه لتحمل عبء المسؤولية مسؤولية الفراغ المصنوع والغريب الذي اراده اعداء الله ان يكون صفة مجتمعنا المميزة (الفراغ الفكري والعملي) و خليفة عندما يصبح الانسان بهذا المستوى الفكري المتميز يمكن له ان يكون خلفية الخالق في الارض .
بقراءة بسيطة غير متعبة للمتتبع لخطوات هذا المرجع العظيم يرى انه الوحيد القادر على الاصلاح والبناء وعلى جميع المستويات فبحوثه الدينية وبجميع اتجاهاتها ترى انها نابعة من قلب مليء بالعلم والايمان ، هذا الايمان الناتج من معرفة الله بصدق وحق والعلم الموروث من سلالة اهل البيت (عليهم السلام) هذا السلالة العظيمة التي ما انفك سماحته عن الاشارة اليها بكل فخر ومحبة وطاعة واشاد بها باعتبارها المرشد الحقيقي والوحيد لعباد الله نحو طريق الحق والصراط المستقيم ونحن اذ نؤشر هذا وبهذه الدقة فلا نتجنى على الحقيقة لان الواقع مليء باشراقاته واشاراته وتدخله في كل تفاصيل الحياة صغيرة كانت ام كبيرة فهو يمارس (والله يشهد) دور المراقبة والمواجه في الوقت نفسه وهنيئاً له من ياخذ بما يطرحه ويقوله ويعتبره نبراسا لحياته فهو الدليل ... الدليل .
ان هذا التصدي الحقيقي وضعه في طليعة القادة الايمانيين ان لم يكن الواحد وهو ما عرضه الى الكثير من التحديات والمخاطر وفي كل نواحي حياته ففي العهد السابق كان وحيداً واقفاً مناديا بحرية المجتمع وكرامته امام سلطة طاغية باطشة لم يعبأ بها واستمر بدوره
الجهادي في الوقت الذي اضمحل دوره من كان يظن بهم خيرا الذين خشوا غضبة السلطان واثروا بخوفهم وعجزهم على كل طوائف الشعب التي جلست وركنت بعد ان راتهم كذلك .
لقد اوضح شيخنا الجليل الواقع الذي عشناه في المرحلة السابقة بتحليل دقيق وتشخيص على مستوى عال من الفطنة والمعرفة وانا هنا اقسم لو ان العمل تم على ما اراده مرجعنا اليعقوبي (ادام الله ظله) لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الان ولاستطعنا ان نحكم انفسنا بانفسنا ولانحتاج الى من يقوم بالامر بالنيابة عنا ولكن ما نقول والعجز و الاحباط وصل الى اعلى مراحل القيادات بمختلف مسؤولياتها .
والان وبعد الذي حصل وسقوط الصنم انبرى الجميع ليدلوا بدلوهم وكل حسب امكاناته ولكن بلا تنظيم احيانا ولتغليب مصالحهم احياناً اخرى وخضوعهم لارادة الغير أو تبعيتهم لغير العباءة الصحيحة ، فوضع سماحته بقراءته الجادة والمعالجة الحلول لكل شيء ولم يغفل جانبا دون اخر فعامل الواقع بكل احواله ومراحله واسس لبناء مشروعه الالهي الذي هو امتداد لمشروعه السابق وهيأ رجالا ربطوا الليل بالنهار يعملون على خدمة هذا الشعب الصابر الجريح وكذا حلولا وطروحات هي
العصب الوحيد الصحيح في ما طرح لرفع معاناة الناس وتوفير الحياة الحرة الكريمة للجميع وبدون استثناء وتمييز فاثبت بحق انه لايسكت على امر يضر المجتمع بل يرفع صوته الى اعلى درجاته للمناداة بحقوقه ورفع مظلوميته وكذلك هو يراقب اداء الجميع ويشخص اخطاءهم ويشد على كل انجاز خير لابناء الامة ويشجعه ويدعمه بكل ما اوتي من قوة فلا يهمه ان يكون صاحب هذا الانجاز مسلماً ام مسيحيا كرديا ام عربياً سنيا ام شيعيا المهم نتائج العمل ومصلحة المجتمع التي هي اساس كل عمل
هذا النطق اوجد له الاعداد الذين يرون ان استمرار هذا الوضع هو في صالحهم نظرا لكونهم اصحاب مصالح خاصة مقيته ولكن الله هو الموفق والمسدد والمرشد فقد منحه هذا التحدي الثقة لان يكون أكثر مطالبة وزاد من حركته في كل مفاصل المجتمع واصبح امام كل قطعات الشعب المدافع الوحيد عنه والمطالب بحقوقهم فكانت حركته المباركة ومناداته لاطياف الشعب (من فقراء ويتامى وارامل ومهندسين واطباء ومعلمين واداريين وكل مفاصل الحياة) هي الصورة الطاغية على نظرة المجتمع وسماحته (أدام الله ظله) واعتبرها الكل البلسم الحقيقي لجراحاته الكبيرة التي اخذت من جسد هذا الشعب والامة الكثير بحيث اصبح ضعيف القوى خائر البدن لايستطيع الدفاع عن نفسه ورد الظلم عنه وكما قلنا بنظرة بسيطة لما حدث ويحدث حاليا نرى ان الله وضعنا في امتحان صعب وعسير نتائجه مضمونه برتباطنا بولينا المقدس الذي اعتبره انا وحسب رأيي المتواضع امتدادا لمرجعية الحق الناطقة والشاهدة على المجتمع منذ امامنا ويعسوب ديننا علي بن ابي طالب (عليه السلام) هذا الامتداد الشريف هو النقطة البيضاء التي تكاد تبعث بنا الامل بالحياة المشرقة وبعدالة الخالق عز وجل
وختاما وليس اخراً لان حديث بقيه نسأل الله تعالى ان يوفقنا ونكون من السائرين معه على درب الخير والبركة والنجاة عند الله تبارك وتعالى هذه دعوة للجميع لمراجعة انفسهم والانتباه لخطواتهم خشية ان يفوت الوقت ولا ينفع الندم على ما مرت فالحق واضح ومؤشر ولا احلى ولا اجمل من ترابط العمل بالدين والعلم تحت راية هذا الرجل المؤمن العظيم .
تعليق