من سلسلة مسير الأرواح بعد الموت
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
عندما بقيت وحدي .. رحت أفكر في حالي وفي ما قاله الهادي .. هذه الحال المزدوجة التي تمر بالانسان دنيا وآخرة .. إذ أن كل فرد يشعر بالندم بقدر ما ..
(( يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله )) إلا أن الندم لا ينفع الآن .. فلقد أغلق باب التوبة !!
وفيما أنا في هذا الغم والهم .. غلبني النعاس !! لم تمض فترة طويلة .. حتى أحسست أن أحدهما حسن الوجه .. والآخر قبيحه .. يجلسان عن يميني ويساري .. يتشمّمان كل عضو من أعضائي على انفراد .. من أخمص قدمي حتى هامة رأسي .. ثم .. يكتبان شيئا في ورقة طوووووويلة بيديهما .. ومعهما علب صغيرة وكبيرة يضعان فيها أشياء .. ثم يختمانها بالشمع الأحمر .. كانا يكرران اسماء بعض الأعضاء مرات ومرات .. كالقلب والمخيلة .. التوهم .. العينين واللسان .. الأذن .. ؟؟؟؟؟ كانا يتحادثان ثم يعودان إلى التشمم مرة ثانية وثالثة .. ثم يكتبون أشياء ؟!!! ثم يضبطونها في تلك العلب .. بقيت بلا حراك حتى لا أشعرهما بيقظتي !! لكني .. كنت شديد الخوف من دقتهما في تفتيش صادراتي ووارداتي ..لقد أدركت إجمالا أنهما يكتبان ويضبطان سيئاتي وحسناتي .. كان الحسن الصورة يريد لي الخير .. لقد كان يمنع الآخر من تسجيل السيئات التي تبت عنها .. أو من إزالة عمل صالح قمت به .. كان كالإكسير الذي يحيل النحاس إلى ذهب ... !! بعد أن انتهى كل شيء .. طويا السجل الخاص بي .. وطوّقا به رقبتي .. ثم جمعا تلك العلب في كيس .. ووضعاه فوق رأسي .. ثم أتيا بقفص من الحديد الصلب (( وكأنّه صنع خصيصا لجسمي )) .. فوضعاني فيه .. وراحا يديران ما فيه من مقابض ولوالب .. أخذ القفص يضيق ويضيق .. أطبق عليّ إطباقا .. أحسست معه أن نفسي كادت أن تنقطع .. لم أستطع حتى من الصراخ .. إلا أنهما كانا ماضيين في إدارة تلك المقابض واللوالب .. حتى أصبح القفص الذي وسعني في البداية .. ضئيلا صغيرا .. لا يتجاوز حجم أنبوبة صغيرة .. لقد تحطمت عظامي جميعا .. واعتصر كل ما فيّ من دهن .. خرج مني كالنفط الأسود .. فقدت وعيي .. ولم أدرك شيئا بعد ذلك !!!
+ ملاحظة : الصادرات : هي الأعمال الصالحة والسيئة التي تصدر عن الانسان في دنياه .. والواردات : هي ما يأكل ويشرب ويرى ويسمع ويتعلم ويدرس ..
/ السيد محمد النجفي القوجاني - قم
عندما بقيت وحدي .. رحت أفكر في حالي وفي ما قاله الهادي .. هذه الحال المزدوجة التي تمر بالانسان دنيا وآخرة .. إذ أن كل فرد يشعر بالندم بقدر ما ..
(( يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله )) إلا أن الندم لا ينفع الآن .. فلقد أغلق باب التوبة !!
وفيما أنا في هذا الغم والهم .. غلبني النعاس !! لم تمض فترة طويلة .. حتى أحسست أن أحدهما حسن الوجه .. والآخر قبيحه .. يجلسان عن يميني ويساري .. يتشمّمان كل عضو من أعضائي على انفراد .. من أخمص قدمي حتى هامة رأسي .. ثم .. يكتبان شيئا في ورقة طوووووويلة بيديهما .. ومعهما علب صغيرة وكبيرة يضعان فيها أشياء .. ثم يختمانها بالشمع الأحمر .. كانا يكرران اسماء بعض الأعضاء مرات ومرات .. كالقلب والمخيلة .. التوهم .. العينين واللسان .. الأذن .. ؟؟؟؟؟ كانا يتحادثان ثم يعودان إلى التشمم مرة ثانية وثالثة .. ثم يكتبون أشياء ؟!!! ثم يضبطونها في تلك العلب .. بقيت بلا حراك حتى لا أشعرهما بيقظتي !! لكني .. كنت شديد الخوف من دقتهما في تفتيش صادراتي ووارداتي ..لقد أدركت إجمالا أنهما يكتبان ويضبطان سيئاتي وحسناتي .. كان الحسن الصورة يريد لي الخير .. لقد كان يمنع الآخر من تسجيل السيئات التي تبت عنها .. أو من إزالة عمل صالح قمت به .. كان كالإكسير الذي يحيل النحاس إلى ذهب ... !! بعد أن انتهى كل شيء .. طويا السجل الخاص بي .. وطوّقا به رقبتي .. ثم جمعا تلك العلب في كيس .. ووضعاه فوق رأسي .. ثم أتيا بقفص من الحديد الصلب (( وكأنّه صنع خصيصا لجسمي )) .. فوضعاني فيه .. وراحا يديران ما فيه من مقابض ولوالب .. أخذ القفص يضيق ويضيق .. أطبق عليّ إطباقا .. أحسست معه أن نفسي كادت أن تنقطع .. لم أستطع حتى من الصراخ .. إلا أنهما كانا ماضيين في إدارة تلك المقابض واللوالب .. حتى أصبح القفص الذي وسعني في البداية .. ضئيلا صغيرا .. لا يتجاوز حجم أنبوبة صغيرة .. لقد تحطمت عظامي جميعا .. واعتصر كل ما فيّ من دهن .. خرج مني كالنفط الأسود .. فقدت وعيي .. ولم أدرك شيئا بعد ذلك !!!
+ ملاحظة : الصادرات : هي الأعمال الصالحة والسيئة التي تصدر عن الانسان في دنياه .. والواردات : هي ما يأكل ويشرب ويرى ويسمع ويتعلم ويدرس ..
تعليق