الإسلام ثقافة فوق الزمان والمكان
امور كثيرة تطرح هذه الايام مرة على شكل شبه واخرى على شكل سؤال أو تسأل مبطن وليس لنا عليه تعليق سوى النظر والسكوت.
مرة لعدم الحصانة الثقافية أو عدم القدرة على الرد لأسباب خاصة حيث أن هذه الشبهات تستميل الطباع الإنسانية التي تميل إلى التغير في العادة.
والعناوين التي تطرح جيملة ومثير الحداثة العالمية أو اطروحة اصلاحية الحياة الفكرية والاجتماعية.
وامام هذه الهجمة الشرسة والتي وردت في ظاهرها التحضر والتقدم وتخفي في داخلها الانحطاط تحت عنوان التحرر الفج من كل القيم والمبادئ الجميلة الاصيلة التي تخلق بها مجتمعنا.
وصريح القول أن هذه الشبهات تقول.. أن الدين طوق يحدد الحريات ومخالف لحقوق الإنسان.
واماته للاحاسيس والغرائز الإنسانية والتي اودعها الخالق فيه.
ولطالما استنكرت بوجه خاص تلك الشبهات التي تطرح عن ثقافتنا الإسلامية و الإسلام هو الملجأ الوحيد الذي يعود الكل إليه بعد الملل وعجز الثقافات الوضعية التي تطرح هنا وهناك والتي اصبحت مساحتها البؤس الاخلاقي الشديد والنزعة المعادية لكل ما هو جميل.
والدعوة في العالم اليوم تدعوا إلى احادية الثقافة وايدلوجية الإسلام في فلسفة وضيعة جديدة مرنة لها القدرة على الاستيعاب مشاكل العصر على كل صعيد.
وتخفيف الحدود الاسلامية بغيرها وتحويل الخطاب إلى اخر ادق واكثر شمولية، وهذه الثقافة مبنية على اغتيال العقول والنفوس ومعادات الخط المعتدل الذي جاء عبر دستور سماوي، وعبروا عنه انه لا يتوافق مع التقديم والتحضر الحاصل في العالم وتستطيح الثقافات الإسلامية وصياغتها على نمط جديد يكون مقارنا إلى الثقافة العالمية التي تدعوا الى الحريات بأنواعها.
ورفع الحدود التي جاءت بها الدساتير السماوية، وهنا لعدم فهم تلك النصوص أو أنها غير صالحة لهذه الفترة والوقت. وبعبارة أخرى تفريغ الإسلام من محتواه الحقيقي.. والذي يشتمل كل الحقوق و الواجبات عبر القوانين تتحقق بالكمال والشمولية لكافة الموجودات في كل زمان ومكان.
فاليهودية جاءت لفترة معينة لها خصوصياتها ومشاريعها والمسيحية لها غايتها التربوية والتهذيبية وكذلك الإسلام جاء لمهمة معينة ووقت معين كما تبين تلك الثقافة والفلسفة من طرح تلك الشبهات أو التساؤلات.
والحق أن الإسلام يختلف (كايديولوجية) عن سواه من الآيديولوجيات الدينية والوضيعة بشمولية وعالمية ومواكبة واستيعابه التطور و مشاكل العصر حيث هو هدى و رحمة للعالمين وصياغة حياة المجتمع الإسلامي على اساس الهداية الربانية وانعكست هذه الهداية على مختلف الجهات المعنوية والمادية والهيكلية والتنظيمية فردية واجتماعية.
ولو توفرت الايديولوجيات على خصائص عالمية وشمولية وكلية لغيره لما كان داع لمجيئ الإسلام.
والفلسفات الوضيعة تطرح اهداف عالمية زائفة وغير حقيقية أو عاجزة عن تحقيق اهدافها وفشل واندثار الايديولوجيات الوضيعة كالماركسية وغيرها.
دليل واضح على عجز هذه الايديولوجيات عن الاستمرار والعطاء ومواكبة العصر.
حيث أن معظمها لم تقم أكثر من مئة سنة واما الإسلام فلا تزيده الايام ألا تألقا ولا يزداد الناس به ألا تعلقا.
وتوفر صفات الاستمرار والعالمية والشمولية فيه بحكم ربانيته المتصفة بكل صفات الكمال، وهو المرشح اليوم لقيادة العالمين والاختلال العالم نتيجة اعتماد على المفاهيم القومية والوطنية والفلسفات الوضيعة وهذا الاختلال يؤكد حاجة العالم إلى ايديولوجية جديدة غير بشرية واحسن بديل هو الإسلام، حيث أن البنية الإسلامية السماوية وضعت على أسس الحياة العقلية دون الحياة الاحساسية ودون الاماتة لها ونظمتها بقانون وأصبح هذا القانون فطري لكل مسلم. وهو اصلاح عقلي في السنن الاجماعية دون ما تهواه الاحاسيس ومتجذب إليه العواطف وترغب به الغرائز على موازين الحق وتعطي الفرد قيمته وتربطه بالمجتمع من خلال أنظمة وعلاقات دقيقة ومحدودة تبني شخصيته وتسمو بالمجتمع المتطور.