عامان على عملية الوعد الصادق.. انتصر لبنان وهزم العدو
تقرير خاص قناة المنار – علي حايك /
تقرير خاص قناة المنار – علي حايك /
12/07/2008 اليوم هو الثاني عشر من تموز / يوليو ذكرى مرور عامين على عملية أسر الجنديين الإسرائيليين جنوبي لبنان والتي نفذها حزب الله لاستعادة الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. يومها كانت الكلمة الفصل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنه لو اجتمع العالم كله لن يتمكن من إطلاق سراح الجنديين الأسيرين إلاَّ بإطلاق الأسرى والمعتقلين في السجون الإسرائيلية وعبر مفاوضات غير مباشرة. وبينما الاستعدادات اللبنانية على قدم وساق لتحقق الوعد كما وعد الامين العام، كان على المقلب الاخر خيبةٌ إسرائيلية على كل المستويات.
فالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قالها في يوم استعادة الاسرى عام 2004 : "كان يجب على العدو ان يطلق سمير القنطار الان، ولانه لم يفعل ، انا اؤكد لكم انه سوف يندم في المستقبل".
السيد نصرالله وفي الذكرى الـ26 لاعتقال عميد الاسرى سمير القنطار في نيسان من العام 2006 قال: "ان وعدنا لك ولاخوانك المعتقلين والاسرى هو وعد حازم عازم راسخ هو يمين مع الله وعهد مع الله".
ضيقت اسرائيل الخيارات ، فكانت عين المقاومة على خيار الاسر لتحرير ما تبقى من اسرى ومعتقلين لدى العدو الصهيوني.
وجاء في مقدمة احد نشرات الاخبار الصباحية على قناة المنار: "تنفيذاً للوعد الذي قطعته على نفسها بتحرير الاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال قامت المقاومة الاسلامية صباح اليوم (12/7/2006) وعند الساعة التاسعة وخمس دقائق باسر جنديين اسرائيليين عند الحدود مع فلسطين المحتلة وتم نقل الاسيرين الى مكان امن".
وهكذا نفذت المقاومة عمليتها في الثاني عشر من شهر تموز العام الفين وستة، مستندة الى حقها المشروع في فعل اي شيء لتحرير الأسرى اللبنانيين من السجون الإسرائيلية، ومبرأة ببيان وزاري أعطاها كامل الحق بذلك.
عملية أحرجت العدو، الذي باغته توقيتها، إرباك في صفوف حكومته، وضغط أمريكي وحتى عربي يطالبه بتعجيل ما كان يخطط لضرب حزب الله، عبر التذرع بالعملية .
فكانت حرب الإكراه الإسرائيلية والآمال الأميركية بولادة شرق أوسط جديد بحسب كونداليزا رايس.
ارتفع الصوت الإسرائيلي بشروط عالية لوقف العدوان، أما المقاومة فعلى موقفها.
وقال ايهود اولمرت في بدايات العدوان الذي شنه كيانه على لبنان: "سننهي الحرب عندما يزال التهديد عنكم ويعود جنودنا الأسرى إلى البيت بسلام".
اما الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله فكان واضحاً ومنذ اليوم الاول حين قال في مؤتمره الصحافي الشهير بعيد ساعات من اسرى الجنود الصهاينة: "هؤلاء الاسرى الموجودن لدينا ، لن يعودوا الى الديار الا بوسيلة واحدة ، التفاوض غير المباشر والتبادل والسلام. ولا يقدر اي احد في كل هذا الكون ان يردهم الى ديارهم الا بالتفاوض غير المباشر والتبادل".
حرب استمرت ثلاثة وثلاثين يوماً، فتحت خلالها كل أبواق العالم ومخازن أسلحته لدعم إسرائيل في حربها الشاملة. وبعد أن ضاعت التمنيات بانجاز إسرائيلي يغير الواقع الجغرافي والسياسي للمنطقة. توقفت الحرب عند النقطة التي بدأت عندها.
وبعد عامين على تلك الحرب بقي الجنديان أسيرين لدى حزب الله حتى عودة الأسرى اللبنانيين الى وطنهم ضمن عملية تبادل تنجز لمساتها الأخيرة بعد مفاوضات غير مباشرة.
وبعد عامين على الحرب أيضاً اجتمع الطاقم الوزاري الأمني والسياسي الإسرائيلي لبحث تعاظم قوة حزب الله وما يجري على الحدود مع لبنان، قوة أطاحت بوزير الحرب الإسرائيلي عمير بيرتز ورئيس أركانه دان حالوتس والمسؤولين العسكرين المباشرين عن مسار حرب تموز، وكان تقرير لجنة فينوغراد اعترافاً رسمياً بالهزيمة وبانتصار تاريخي لحزب الله أطاح بطموحات إسرائيل والمراهنين عليها.