تويت
لماذا يبكي الشيعة على الحسين ع , لماذا العزاء ؟ لماذا كربلاء ؟
ماذا سيحصل لو لم تقام مراسم العزاء للحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه كل عام , كيف سيكون الحال لو صمتت الامة عن ذكر وقعة كربلاء وجعلتها كحادثة تاريخية مرت وانتهت !
ماذا كان سيحصل لو أن شيعة الحسين عليه السلام لم يستذكروا كربلاء بالمجالس وبالرايات وبالمآتم وبالخطب , ولم يكتبوا الاشعار والكتب ولم يبكوا ويندبوا آل بيت الرسول صلوات الله عليهم ! وهو فعلا ما يفعله اغلب ان ليس كل اهل السنة اليوم في كل مكان ,وليس كذلك فقط بل ان المتطرفين منهم (من اهل السنة ) يمنعون مراسم العزاء والمآتم التي تحيي ذكرى استشهاده عليه السلام بل يفجروها بالقنابل ويقتلوا المشاركين فيها , فعلت ذلك العصابات المسلحة وتفعله ولاتزال الانظمة الحاكمة مثل السعودية والبحرين وسوريا اليوم وفعله النظام المقبور في العراق, وفعله في التاريخ خلفاء أمية والعباس ومن بعدهم, وكم من مرة هدموا الاضرحة في كربلاء ,وسلطوا ماء الفرات عليها ولم يفلحوا!وكانوايطارودون الزوار ويقطعون الطرق الى كربلاء ويقتلون ويخطفون ويمنعون الزيارة في الماضي والحاضر .
تأمل لو أن الناس لم يحيوا ذكرى استشهاد الحسين عليه السلام , لكان الحسين عليه السلام اليوم يعتبر متمرداعاقا للخليفة ومغامرا مشاكسا انتهت قصته بقتله واسدل الستار عليها ,وربما كان سيُقال انه كان لصا او قاطعا للطريق قضت عليه الدولة وتخلصت منه ! و لصار خروج الامام الحسين عليه السلام تمردا فوضويا انتهى وانقضى ولا يذكره احد . وفعلا قال جمع من جمهور السنة بذلك فهذا ابن العربي المالكي الناصبي يقول ( إن الحسين قُتل بسيف جده), وهكذا جعل قتله شرعيا وفق احكام النبوة, وقال غيره ان الحسين عليه السلام خارجي خرج على حكم الخليفة !
إن أول عزاء في الحسين عليه السلام كان قبل استشهاده بأكثر من اربعين عاما , لقد كان في بيت النبي ﷺ نفسه ؟ عن أم سلمة قولها: (..فدخل الحسين ، فسمعت نشيج رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي ، فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي يمسح جبينه وهو يبكي ... فقال : إن جبريل كان معنا في البيت ، فقال : إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها : كربلاء ) باختصار عن مجمع الزوائد الحديث 15116
وهناك احاديث اخرى بتفصيل اكثر. كان يزيد اللعين أول من بدأ في عهده تشويه كربلاء عندما قال في مجلسه بدمشق لزينب سلام الله عليها
الحمد لله الذي قتل رجالكم، وأباد خضراءكم، وأراحني منكم) , فقالت له : ( الحمد لله مارأينا إلا جميلًا، هؤلاء قومٌ كتب الله عليهم القتل، فبرزوا إلى مضاجعهم , فكد كيدك واسعى سعيك فوالله لن تمحو ذكرنا) . أراد يزيد ومعسكره وحزبه ان تنتهي القصة في كربلاء , لكنهم لم يعلموا أنها بدأت في كربلاء وكانت زينب عليها السلام من رفع مشعلها , فكانت الندب والبكاء والاشعار والخطب والمآتم أحياؤها , لكي تصل رسالة الحسين عليه السلام للعالم كله وتعرف الناس بما جرى ولماذا, وهو ما نرى نتائجه اليوم في كل مكان. لقد أحيا الشيعة كربلاء وأوصلوها للعالم بالبكاء واللطم والعزاء والمسيرات والمآتم .فيا ايها السني المعترض على مآتم عزاء كربلاء بذريعة البدعة والاساءة الى الدين وتشويهه, وانها لافائدة منها ومكلفة ...الخ . ان سكوتك عن فاجعة كربلاء وعدم استذكارك لها حياد منك للشيطان , واعتراضك على مآتم كربلاء يجعلك جنديا في معسكر يزيد الملعون من غير أن تدري , سكوتك يحجب أهم قضية في التاريخ الانساني عن الوصول للعالم , انها قضية عدم مهادنة الظالم وعدم السكوت عليه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر , فهذا النبي صلوات الله عليه نفسه بكى الحسين وبلغ بما يجري فيه من بعده , فإذا كنت بالنبي صلوات الله عليه متأسيا فابكي الحسين واذكر مصيبته والعن قاتليه , والا فأنت غير مقتد بالنبي صلوات الله عليه وآله, والسلام !
مروان
1447..محرم
2025
تعليق