يا أخي الوهابي .. يا شريكي في الهواء حياً,وزميلي تحت التراب ميتاً.. اني لأرجو ان تنصتَ لدواخلك وفطرة الضمير فيك , وترتاح ولو قليلا من صخب الجوامع والمنابر .

احقاً يا أخي الوهابي , ان ربك الذي تعبده لايرضى ولايبتسم الا بكثرة الدماء ومراكمة القلتى مثنى وثلاث وألوف .. ما الفرق اذن بين هذا الاله الذي تؤمن به وبين اصنام قريش والقبائل البدائية , التي لاترضى الا بالقرابين وسياحة الدم؟!

انتَ يا أخي في الروح , تقول ان بني فلان لديهم اثنى عشر اماما لايخطئون , ويقول عنهم شخيك في المسجد , ان لديهم قرآن آخر , وانهم يعبدون شيء اسمه ((التربه)) .. حسناً فلنصدق كل ذلك , لكن هلا تأملتَ يا أخي الوهابي كم انتَ لديك من مصاحف تعادل القرآن وتنافسه بدءا من صحيح البخاري وحتى كتاب مناهج السنة لابن تيمية وقراطيس محمد عبدالوهاب , جميعها مقدسة بمثل القرآن لاترضى ان يقال ان فيها خطأ وتناقض .. هلا تأملتَ يا أخي الوهابي كم معصوم انتَ لديك.. عشرات ومئات جميعهم معصوم لايخطأ ,حيث صيرّت كل من كان في زمن النبي صحابي مقدس فوق النقد .. لا اقول لك اني على حق وانتَ على باطل .. فقط تأمل .. راجع نفسك بصدق وبدون خجل ان تكون قد كنت تعيش في مغارة مغلقة صيرتها خدع الدين اشد وهما من خدع السينما .. توقف وتأمل .

انتَ ايها الوهابي .. يا أخي في الروح وتوأمي في الخلقة وتركيبة الاعضاء وطلب الاحتياجات : احقاً يا أخي لاتوجد طريقة اخرى للمنافسة والاحتجاج سو المفخخات والغدر بالناس ؟! .. اهذه هي الشجاعة واخلاق العرب وشهامة الرجال ؟! .. كيف تقتل الاطفال والنساء والناس العزل .. اهذا هو الاسلام الذي يأمر ان لانغدر ولا نجهز على الجريح ولانولي على الفار من المعركه ونحسن معاملة الاسير .. كيف بت قاطع طرق ... ملثم جبان .. تهين كرامة الناس .. شيمتك الغدر وسيرتك الفجور ..وكأنك لم تقرأ قوله تعالى ان من قتل نفس فكأنما قتل الناس جميعا .. قل لي يا أخي الوهابي كيف جمعتَ بين الصلاة وبين المذبحه ؟!! .. بين الغيرة على الدين وبين اثارة الاعلام ضده .. من علمك ان تجمع بين العسل وبين الرماد .. كيف تتعطر ثم توزع الناس جثث في الشوارع والمباني ... كيف تجمع بين مسواك يجعل الاسنان بيظاء , وبين سلاح يحول بياض الاجساد الى فحم ؟!!

ايها الوهابي .. يا أخي في الروح وشقيقي في الحيرة والتعب .. ايها العزيز :
اترى النبي حين جعل مداد العلماء اثقل من دم الشهداء , كان يدعونا الى ان نتحول الى بابرة وقبائل تطارد النار وصنع الخراب وتطبل حولها ؟! .. اليست دعوة النبي تلك هي دعوة للامن والاستقرار , اذا كنت تعتقد ان ترك المدينة والسكن بعيدا هو تعرب بعد الهجره , فكيف تعقلت تدمير المدن , فكأنك طائر خراب انذر نفسه الحاق المدن خرابا وشرا, فلا يسره شيء سوى صراخ الجرحى وخلجات الاحتضار .. ألم يأتي نبي الاسلام بمفهوم الموآخاة , فآخى بين السيد والعبد .. والامة والحرة .. والفقر والغني .. والجميلة بالقبيحة .. قل لي يا أخي الوهابي : كيف آخيتَ بين القرآن وبين الكراهية والعدوان ؟!!.. تقول انك ((العقيدة الحقة والاسلام الصحيح )).. هل نزل الله اليك , ام انتَ صعدت الى الله .. اليست هي صحف مكتوبة بلغة , وكل عقل يفهم منها امر آخر .. فحتى مشايخك في المساجد كل واحد له تفسير مختلف , ومحاضرة مغايرة .. فهل نفخخهم ونقتلهم ايضا؟!

ايها الوهابي .. يا أخي في الروح : انتَ تقول بان الغرب كافر .. حسناً , هل جميع بمن في الغرب مذهب واحد وملة واحده ؟! .. هل جميعهم موافق على سياسة حكومته ؟! .. من شق لك عن الصدور وعرفّك بالذي فيها ؟!!
قيمت كل امرئ مايحسنه , فهل حقا هذا هو الذي احسنتَ صنعه .. ان تقتل اخيك الانسان وتعيف جثته في الشوارع .. احقا هذا الذي احسنتَ صنعه , ان يكون من تسميه بالكافر , يغري الناس باتباعه , بالبنيان والعمران , وانتَ تعرف دينك ومذهبك بالخراب والهدم ؟!!

يا أخي الوهابي : احقاً يجمع الخليفة الثاني عمر بن الخطاب , الناس حتى في الصلاة المستحبة ويجعلها نوع من الراحة لهم , فيما انتَ تقوم بتفرقة اشلاء العباد ارهاباً اليهم ... مالك ايها الانسان .. من عب القلب بفحم البغض , فبتَ تتقيء القنابل والمتفجرات ومخاصمة كل من لايوافقك الرأي ؟!

ايها العزيز , اعتصم بالعقل وبسفينة الوجدان, ولاتكن كم قال عنهم الله في كتابه , الذين اذا قيل لهم لاتفسدو في الارض , قالوا انما نحن مصلحون , الا انهم هم المفسدون .. تذكر يا أخي الوهابي : ان هذا القلب كان في يوم من الايام .. حينما كنتَ صغير , بعدك طري الطينة والمشاعر .. تذكر ان هذا القلب كان في يوم من الايام , مليء بفراغ النظافة . لم تلاعب به الكتب ولا خطب الجوامع والمساجد .. ايها العزيز , عد بحنين الوجدان وتأمل بما تصنع .. أوقف قلبك وغربله فيمن تحب ولمن تكره .. من هو الذي ضحك على القلب ان يحب هذا الطرف ويواليه , وان يبغض ذاك الطرف ويعاديه
حينما كنتَ طفلا طرياً ايها العزيز , كنتَ لاتدرك كل هذه الاسماء وهذه العناوين .. كان حضن امك التي انجبتك وربتك , هو الكون باجمعه .. هل سمعتَ ان طفلا كره امه فقتلها ؟! .. اليست ((الامة ))من الام .. فمن صيّر القلب بركان غيرة وكره , يتصبب بكل هذه العداوة ؟! .. اي فرق بين المذهب الوهابي وبين النازية .. مادمتَ تكره هولاء الناس لكونهم شيعة او مسيح .. وتكره هولاء الناس لكونهم اكراداً او غربيين؟!.
لاتقل لي ايها العزيز ان هولاء تعاونوا مع الامريكان , فهاهي الدول من الخليج الى المحيط لم يكن لها وجود لولا الاجنبي .. ولو هذا الاجنبي لم يكن هناك من يأوي محمد بن عبدالوهاب وعبدالعزيز السعود , حينما تم طردهما من قبل فقهاء الجزيرة وقبائلها .. وانتَ تعرف القصة جيدا .. على ان لكل ظرف حكمه , والضرورات تقدر بقدرها .. فهل وزان الخير لديك الحاق اكبر مقدار من الاذى بالناس .. اهي هداية وغيرة على الدين , ام هي شهوة الموت ووهم البطولة .. وهي حب انانية ونرجسية , فليس بعد الشهداة من هذا النوع , نرجسية فوقها البته.

ايها الوهابي .. يا أخي في الروح : سل القلب كيف لم يتعلم زراعة العشب والازهار , وتعلم العصبية وحدة المزاج , والضغينة وكلام السوء , والسهر على التخريب والدسائس , فهاهو اصرار على القتل وجنونه , مبثل حدة جنون الجنس في الفراش وشبق مريض لانتهي .. يتستر على شهوات دواخل النفس وظلمة الليل , بتسويد النهار وأظلامه.
الم يقل النبي {كما تنامون تموتون , وكما تعيشون تبعثون } .. ألم يصور الله في كتابه الاخرة مثل الدنيا , نساء وقصور وانهار واشجار .. فكيف تبلغ ذاك بتخريب هذا ؟!.. وكيف تكره هذا محبة بذاك .. فمن احب شيء احب شبيهه .

لاتظنن نفسك بطلا صديدا , فما اسهل حمل السلاح , وحتى الصبي الصغير يضغط على حشوة العتاد فتنفجر, وكثرة المشاجرة احد علامات سلوكيات العقل الصغير .. فكلما كبر مقدار العقل , قلة مساحة الخصومات والمعاداة .. فهل عقيدتك مذهب للراشدين ام للقصّر؟!
لاتحسبن ماتفعله بطولة وفروسية .. هذه الاعيب الجاهل وغرور الاحمق .. ان فعل كهذا له شهادة, ليست للجنة والسماء , وانما هي شهادة وتوقيع على الجبن والهزيمة من الحياة , مثل شيخ يستبدل الحجة بالكذب , وحشو الخطب الدينية بقصص التبريك والخرافات, ويهرب عن الاعتراف بخطأ هذه الكتب وهذه الاراء, الى القيل والقال .. ان مثل هذه الاعمال هو جبن عن مواجهة الحياة ومسابقة اهل العمران بعمرانهم ..دقق في هذا الاسلام الذي لاتعرف سوى اسمه .. اليس هو حضارة تركت بنايات وصيغة عمران .. هذا الدين لم يكن خطبة في مسجد , ولا موعظة في كتاب .. دين يؤثر حتى في طريق البنيان واساليبه .. كيف يكون اتباعه ارهابيين يفجرون الشوارع والبنايات... الم يعشق الاسلام العمل , وترك علامة النفاق البطالة .. انا اقول لك : ان البطالة علامة عدم وجود الدولة الجديدة .. لكن اليس الموت هو اقذر انواع البطالة , بل هذه التفجيرات هي مشورع يديم شرعية فقدان العمل .. الاسلام مع العمل , فكيف انتَ تدافع عن الاسلام بقتل العمل؟!!

يا أخي الوهابي .. ايها العزيز : الا وانك توءمن بان التحية والسلام ,يرادان بمثلهما او باحسن منهما .. وها انا أُلقي عليك السلام : السلام عليك واليك يا أخي الوهابي .. فالى متى ترد عليّ بقتل اهلي وشعبي في العراق .. واشقائي في الانسانية , زملائي في الهواء وفي الارض ؟!!... يا اخي الوهابي ايها العزيز : اترك كل الجهات واتبع الجهة التي فيها القلب .. عد الى قلبك وابحث بملعقة ايام الطفولة عن تلكم المحبة التي ربتك وانت صغير , وها انتَ تدمرها وتعبث فسادا باسم الاصلاح والعمران وتحاول ان توهم نفسك انك من المصلحين , فالعصبية والكره لاتربي وانما تدمر .. الحب فقط من لديه قدرة البناء والعطاء .. ها اني ألقي عليك التحية والسلام .. فاي اسلام هذا الذي يعلمك ان لاتتطرق الابواب وتسـتأذن , وانما تفجّر وتدمّر؟! ..اما آن لحقدك ان ينتهي ؟!.. الم ترويك اطفال الحلة وكربلاء .. هلا اشبعتك جثث المدائن والبصرة وبغداد .. يا أخي الوهابي ... يا أخي الوهابي .. يا ... يا

alnemer_1980@hotmail.com

(سدني - استراليا )


المصدر
http://www.kitabat.com/alherz_191.htm