بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
كلام للسيد عبد الحسين شرف الدين -صاحب كتاب المراجعات- حول يوم الغدير:
[[ فلو سألكم فلاسفة الأغيار عما كان منه يوم غدير خم، فقال: لماذا منع تلك الألوف المؤلفة يومئذ عن المسير؟ وعلى م حبسهم في تلك الرمضاء بهجير؟ وفيم اهتم بإرجاع من تقدم منهم وإلحاق من تأخر؟ ولم أنزلهم جميعاً في ذلك العراء على غير كلأ ولا ماء؟ ثم خطبهم عن الله عز وجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون، ليبلغ الشاهد منهم الغائب، وما المقتضي لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه؟ إذ قال: يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني مسؤول، وإنكم مسؤولون، وأي أمر يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن تبليغه؟ وتسأل الأمة عن طاعتها فيه، ولماذا سألهم فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وان ناره حق، وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت؛ وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، قالوا: بلى نشهد بذلك، ولماذا أخذ حينئذ على الفور بيد علي فرفعها اليه حتى بان بياض إبطيه؟ فقال: يا ايها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، ولماذا فسر كلمته ـ وأنا مولى المؤمنين ـ بقوله: وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ ولماذا قال بعد التفسير: فمن كنت مولاه، فهذا مولاه أو من كنت وليه فهذا وليه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله، ولم خصه بهذه الدعوات التي لا يليق لها إلاّ أئمة الحق، وخلفاء الصدق، ولماذا أشهدهم من قبل، فقال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه، فعلي مولاه، أو من كنت وليه، فعلي وليه، ولماذا قرن العترة بالكتاب؟ أجعلها قدوة لأولي الألباب الى يوم الحساب؟ وفيم هذا الاهتمام العظيم من هذا النبي الحكيم؟ وما المهمة التي احتاجت الى هذه المقدمات كلها؟ وما الغاية التي توخاها في هذا الموقف المشهود؟ وما الشيء الذي أمره الله تعالى بتبليغه إذ قال عز من قائل (يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربِّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس) وأي مهمة استوجبت من الله هذا التأكيد؟ واقتضت الحض على تبليغها بما يشبه التهديد؟ وأي أمر يخشى النبي الفتنة بتبليغه؟ ويحتاج الى عصمة الله من أذى المنافقين ببيانه؟ أكنتم ـ بجدك لو سألكم عن هذا كله ـ تجيبونه بأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما أراد بيان نصرة علي للمسلمين، وصداقته لهم ليس إلا، ما أراكم ترتضون هذا الجواب، ولا أتوهم أنكم ترون مضمونه جائزاً على رب الأرباب، ولا على سيد الحكماء وخاتم الرسل والأنبياء، وأنتم أجلُّ من أن تجوزوا عليه أن يصرف هممه كلها، وعزائمه بأسرها، الى تبيين شيء بين لا يحتاج الى بيان، وتوضيح أمر واضح بحكم الوجدان والعيان، ولا شك أنكم تنزهون أفعاله وأقواله عن أن تزدري بها العقلاء، أو ينتقدها الفلاسفة والحكماء، بل لا ريب في أنكم تعرفون مكانة قوله وفعله من الحكمة والعصمة، وقد قال الله تعالى: (إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون) فيهتم بتوضيح الواضحات، وتبيين ما هو بحكم البديهيات، ويقدم لتوضيح هذا الواضح مقدمات أجنبية، لا ربط له بها ولا دخل لها فيه، تعالى الله عن ذلك ورسوله علواً كبيراً، وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن الذي يناسب مقامه في ذلك الهجير، ويليق بأفعاله وأقواله يوم الغدير، إنما هو تبليغ عهده، وتعيين القائم مقامه من بعده، والقرائن اللفظية، والأدلة العقلية، توجب القطع الثابت الجازم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم، ما أراد يومئذ إلا تعيين علي ولياً لعهده، وقائماً مقامه من بعده، فالحديث مع ما قد حف به من القرائن نص جلي، في خلافة علي، لا يقبل التأويل، وليس الى صرفه عن هذا المعنى من سبيل، وهذا واضح (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ]].
من كتاب المراجعات
http://aqaed.com/shialib/books/06/mo...15.html#mrj057
اللهم صل على محمد وآل محمد
كلام للسيد عبد الحسين شرف الدين -صاحب كتاب المراجعات- حول يوم الغدير:
[[ فلو سألكم فلاسفة الأغيار عما كان منه يوم غدير خم، فقال: لماذا منع تلك الألوف المؤلفة يومئذ عن المسير؟ وعلى م حبسهم في تلك الرمضاء بهجير؟ وفيم اهتم بإرجاع من تقدم منهم وإلحاق من تأخر؟ ولم أنزلهم جميعاً في ذلك العراء على غير كلأ ولا ماء؟ ثم خطبهم عن الله عز وجل في ذلك المكان الذي منه يتفرقون، ليبلغ الشاهد منهم الغائب، وما المقتضي لنعي نفسه إليهم في مستهل خطابه؟ إذ قال: يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وإني مسؤول، وإنكم مسؤولون، وأي أمر يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن تبليغه؟ وتسأل الأمة عن طاعتها فيه، ولماذا سألهم فقال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأن جنته حق، وان ناره حق، وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت؛ وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، قالوا: بلى نشهد بذلك، ولماذا أخذ حينئذ على الفور بيد علي فرفعها اليه حتى بان بياض إبطيه؟ فقال: يا ايها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، ولماذا فسر كلمته ـ وأنا مولى المؤمنين ـ بقوله: وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ ولماذا قال بعد التفسير: فمن كنت مولاه، فهذا مولاه أو من كنت وليه فهذا وليه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله، ولم خصه بهذه الدعوات التي لا يليق لها إلاّ أئمة الحق، وخلفاء الصدق، ولماذا أشهدهم من قبل، فقال: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: بلى. فقال: من كنت مولاه، فعلي مولاه، أو من كنت وليه، فعلي وليه، ولماذا قرن العترة بالكتاب؟ أجعلها قدوة لأولي الألباب الى يوم الحساب؟ وفيم هذا الاهتمام العظيم من هذا النبي الحكيم؟ وما المهمة التي احتاجت الى هذه المقدمات كلها؟ وما الغاية التي توخاها في هذا الموقف المشهود؟ وما الشيء الذي أمره الله تعالى بتبليغه إذ قال عز من قائل (يا أيها الرسول بلِّغ ما أنزل إليك من ربِّك وإن لم تفعل فما بلَّغت رسالته والله يعصمك من الناس) وأي مهمة استوجبت من الله هذا التأكيد؟ واقتضت الحض على تبليغها بما يشبه التهديد؟ وأي أمر يخشى النبي الفتنة بتبليغه؟ ويحتاج الى عصمة الله من أذى المنافقين ببيانه؟ أكنتم ـ بجدك لو سألكم عن هذا كله ـ تجيبونه بأن الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، إنما أراد بيان نصرة علي للمسلمين، وصداقته لهم ليس إلا، ما أراكم ترتضون هذا الجواب، ولا أتوهم أنكم ترون مضمونه جائزاً على رب الأرباب، ولا على سيد الحكماء وخاتم الرسل والأنبياء، وأنتم أجلُّ من أن تجوزوا عليه أن يصرف هممه كلها، وعزائمه بأسرها، الى تبيين شيء بين لا يحتاج الى بيان، وتوضيح أمر واضح بحكم الوجدان والعيان، ولا شك أنكم تنزهون أفعاله وأقواله عن أن تزدري بها العقلاء، أو ينتقدها الفلاسفة والحكماء، بل لا ريب في أنكم تعرفون مكانة قوله وفعله من الحكمة والعصمة، وقد قال الله تعالى: (إنه لقول رسول كريم، ذي قوة عند ذي العرش مكين، مطاع ثم أمين، وما صاحبكم بمجنون) فيهتم بتوضيح الواضحات، وتبيين ما هو بحكم البديهيات، ويقدم لتوضيح هذا الواضح مقدمات أجنبية، لا ربط له بها ولا دخل لها فيه، تعالى الله عن ذلك ورسوله علواً كبيراً، وأنت ـ نصر الله بك الحق ـ تعلم أن الذي يناسب مقامه في ذلك الهجير، ويليق بأفعاله وأقواله يوم الغدير، إنما هو تبليغ عهده، وتعيين القائم مقامه من بعده، والقرائن اللفظية، والأدلة العقلية، توجب القطع الثابت الجازم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم، ما أراد يومئذ إلا تعيين علي ولياً لعهده، وقائماً مقامه من بعده، فالحديث مع ما قد حف به من القرائن نص جلي، في خلافة علي، لا يقبل التأويل، وليس الى صرفه عن هذا المعنى من سبيل، وهذا واضح (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) ]].
من كتاب المراجعات
http://aqaed.com/shialib/books/06/mo...15.html#mrj057
تعليق