إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

السياسة السعودية ودورها في الازهر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السياسة السعودية ودورها في الازهر


    الفتنة الطائفية في مصر تطل برأسها وتخرج لسانها للجميع. ونعيد ونكررأنها وجه من وجوه فتنة شاملة أشعلتها منظومة الاستبداد والفساد والتبعية التي أودتبالبلاد ال التهلكة، ونراها في تصرفات وسلوكيات المواطنين، مسلمين ومسيحيين، وصارتلها الكلمة العليا في المؤسسات والجماعات الدينية، الرسمية والأهلية. ووقع الأزهرفي أسرها، وهو كمؤسسة إسلامية رسمية للدولة تأثر بما يحدث لها ومنها، وصار عاجزا عنإطفاء الفتنة أو التخفيف من حدتها، ووقع، مثل غيره، فريسة لتيارات أخذت عل عاتقهاإيجاد مبررات وذرائع تحض عل الكراهية وتشجع التمييز، وبلغت من الخطر ما يجعل علاجهافوق طاقة جهة أو مؤسسة أو جماعة واحدة.
    لا يفلح فيها لقاء شيخ الأزهر بالبابا،ولا يداويها عناق معممين وكهنة. وساهمت أوضاع الأزهر المتردية، في العقود الأخيرة،في زيادة الاحتقان الطائفي، وتقتضي البداية التعرف عل أحوال الأزهر بما يتفرع عنهوما آل إليه أمره.
    والأزهر، كما هو معروف، أ نشأته الدولة الفاطمية وهي تنقلعاصمتها من الشمال الإفريقي ال مصر، في عام 359هـ - 970م. أي منذ أكثر من ألف عام. وكان الغرض من إنشائه التبشير والدعوة لمذهب الدولة، الإسماعيلي الشيعي، ومع ذلكيحسب للفاطميين أنهم أقاموا الأزهر مؤسسة دينية علمية منفتحة. ذات أفق واسع، واستقرذلك واقعا طبع مسيرته وتاريخه، ويصف الباحث الإسلامي رفعت سيد أحمد في دراسة له عنوضع الأزهر بالقول: كانت تتجاور وتتحاور بداخله المدارس الفقهية المختلفة ، وأرجعالسبب ال سماح الفاطميين للمذاهب السنية الأربعة (الشافعية والمالكية والحنبليةوالحنفية) بالتواجد فيه، ومحافظتهم عل مسجد عمرو بن العاص، معقل الفقه السني. وتحويله ال منبر رسمي للخليفة الفاطمي في صلوات الجمع في شهر رمضان وعيدي الفطروالأضح، وفي هذا المناخ استطاع الأزهر، كما ذكر الباحث، استقبال كبار فقهاء وعلماءالسنة، أمثال أبو حامد الغزالي، الهارب من بطش السلطة العباسية. لم تطلب منه سلطاتالدولة، آنذاك، تغيير أفكاره، أو منعته من بثها والتعبير عنها، وتمكن من احتضانالعلماء، مثل الحسن بن الهيثم. عالم البصريات والهندسة والمكتشف العربيالفذ.
    هذه النشأة جعلت من الأزهر مثابة للدين والعلم والحوار والتفاعلوالاحتكاك، وحين سقطت الدولة الفاطمية كانت هذه التقاليد قد ضربت بجذورها في تربته،فاستمر دارا للمعرفة والعلم والتسامح، وفي دوره الجديد الذي نما مع انتصارات صلاحالدين عل جحافل جيوش الفرنجة (الصليبية)، انتقل من مقام التسامح الديني ونشر العلمال طور الذود عن الأوطان ومقاومة الطغيان. وكثيرا ما عبأ الناس عند الابتلاء وحشدهملمواجهة الأعداء. واجه ظلم المماليك وانحرافاتهم، وتصد لموجات العدوان والاحتلالالمستمرة. ولعب دورا مشهودا في مواجهة الحملة الفرنسية، وقاد ثورتي القاهرة الأولوالثانية، حت هُزمت القوات الغازية. وسِجل الأزهر يذخر بملاحم مقاومة الاحتلالالبريطاني، وفور خروجه من مصر في 1956 عاد مرة أخر في السنة ذاتها، فكان الأزهرملاذ عبد الناصر. يدعو من عل منبره جماهير الشعب للقتال والمقاومة. وبدأ دوره فيالتراجع منذ منتصف السبعينات، وعل مد عقود بقي فيه رجال يدافعون عنه ويحولون بينهوبين السقوط، حت تول شيخه الحالي أمر إدارته، فألقي به في هاوية ليس لها قرار.
    والتحدث عن الأزهر لا يجب أن يغفل دار الإفتاء لأنها خرجت من رحمه وولدت فيحِجْره. ودار الإفتاء مؤسسة دينية أحدث. ظهرت بهيئتها الحالية في سنة 1313هـ و1895م، وأول من تول منصب الإفتاء رسميا هو الشيخ محمد عبده، وقبل ذلك كان الافتاء مهمةالأزهر. ويوكل أمره ال أئمة المذاهب الأربعة، وتشير بعض المصادر ال أن نظام الإفتاءنشأ وتطور في أحضان الدولة العثمانية، وكانت حنفية المذهب، وتعتمد الفتاو الحنفيةمن بين فتاو المذاهب الأربعة في التشريع والقضاء، ولما وهنت دولة بني عثمان وضعفت،بدأ الاعتماد عل مفتي واحد، وصدر لذلك مرسوم عن الخديوي عباس حلمي، عين بمقتضاهالشيخ محمد عبده مفتيا للديار المصرية، ومعن ذلك اعتماد المذهب الحنفي مذهبا رسمياللدولة. ومع تغيير النظام السياسي للبلاد أصبح يلقب بمفتي جمهورية مصر العربية،ومثله مثل شيخ الأزهر يعين بقرار جمهوري ويعامل وظيفيا وماليا بدرجة وزير. كمايعامل شيخ الأزهر بدرجة رئيس وزراء. وتضطلع دار الإفتاء بمهمة الرد عل السائلينفيما يخص الأحكام الفقهية، وبيان الحكم الديني في أحكام الإعدام، الصادرة عن محاكمالجنايات، وتدريب المبعوثين إليها من البلاد الإسلامية عل فنون وقواعد الإفتاءوشروطه، ومن مهامها الأخر تحديد بدايات الشهور العربية، بالتعاون مع مرصد حلوان،وهيئة المساحة المصرية، وأقسام الفلك بالجامعات، وطبع ونشر الفتاوي وحفظها فيمجلدات، وما أصاب الأزهر أصاب دار الإفتاء، وينطبق عليها الآن قول الرسول الكريم: إن من علامات فساد الزمان أن يكثر عدد الذين يفتون بغير علم.
    ويرتبط تراجعالأزهر بتراجع الدور المصري وصعود النفوذ السعودي، وتأثيره المتنامي مع هزيمة 1967،ويعود ال ما يعرف بحقبة ـ البترودولار وسياسة دفتر الشيكات لشراء الولاء والذمم،وانتعاشها منذ سبعينات القرن الماضي، والإفصاح عن وجهها كرديف للجهد الأمريكيالمكثف لاحتواء المنطقة. ولم يكن ذلك ممكنا دون غياب الدور المصري، السياسيوالتنموي والديني والثقافي والحضاري. ونجحت في ذلك نجاحا كبيرا، وصرفت عل ذلكأموالا طائلة تقدرها بعض المصادر بـ76 مليار دولار عل مد ثلاثين عاما. وظهر فيالأزهر من يستجيب للإختراق ويقبل بإغراء المال وفساده، فعمل عل تحريم مظاهر وأساليبالعصر والحياة المتمدينة، ووجدنا من بين الأزهريين من يحرم التعامل مع المواطنلمجرد الاختلاف في الدين، ومن يفتي بتحريم الزهور للمرض والأفراح، ويرفض القبولبكروية الأرض، وغطت مثل هذه الفتاو المجال كافة، من زيارة القبور وعذاب القبروأهوال الآخرة، والدعوة ال هدم القباب الأضرحة، والتشبه بمن أزالوا أضرحة آل البيتوالخلفاء الراشدين والصحابة في البقيع وغيره. وتمكنت هذه العدو من الأزهر ودارالإفتاء، وخرجت الآراء والفتاو المنافية للدين والمنطق والعقل. تتناول كل ما هو شاذوغريب، فيفتي أحد مشايخ الأزهر بإرضاع الكبير ليصبح محرما عل زميلته في العمل. وادعالمفتي الرسمي شرب الصحابة لبول الرسول الكريم وتبركهم به.
    وساهم التوجه الرسميللأزهر فيما وصلت إليه الأوضاع الداخلية من ترد. وترك الجمهور منشغلا بطول اللحيةوقصر الجلباب وثواب استخدام السواك، ومواصفات زي المرأة، والتلهي بالكشف عما فيالصدور والنوايا التي تقف خلف التصرفات، فطلقوا السعي في الحياة، وتخلوا عن العملوإعمار الأرض، ورفضوا الناس وأدانوا المجتمع. والملفت للنظر أنهم استعاضوا عن كلهذا بنفاق المستبدين، ومداهنة السلاطين، واستقبال الغزاة والمحتلين، وتشجيعالمطبعين، وفي هذه البيئة المعتلة امتدت مظلة التكفير لتغطي المخالف في الرأيوالمذهب والدين، ومن يكفّر مسلما خالفه الرأي أو المذهب، من السهل عليه أن يهدر دمالمغاير له في الدين. وقيادة الأزهر، الذي قاد جهد التقريب بين المذاهب عل يد الشيخعبد المجيد سليم، في أربعينات القرن الماضي، وأحياه الشيخ محمود عاشور مؤخرا لايبالي بالفتنة، ولا بالاختراق الصهيوني والتسلل الأمريكي، الذي جعل شيخه يستقبلحاخامات الدولة الصهيونية. يرحب بهم في مقره العتيد، ويقر غزو العراق، وسار المفتيعل نهج شيخه، لعله يحصل عل منصبه بعد رحيله. ووصلت الجرأة ال تكفير حزب الله، لأنهقاد المقاومة الإسلامية اللبنانية، وحقق بها نصرا عزيزا، عل الآلة العسكريةالصهيونية في صيف 2006.
    ووضع الأزهر المتردي سمح للمليادير السعودي صالح كاملبتأسيس مركز يحمل اسمه داخل جامعته العتيقة، بجوار قاعة الشيخ محمد عبده، القريبةمن كلياته التقليدية (أصول الدين والشريعة واللغة العربية) ومصادر تمويل ذلك المركزهي نفس المصادر الممولة لفضائيات الفيديو كليب والسينما والأغاني الهابطة. ولم تنجمؤسسة الأسرة من الداء، حيث ابتدع أمراء الفتنة صيغا رافضة للزواج الإسلامي المدني،ولا تعتد بالمستندات الرسمية والشرعية.
    وهي صيغ مشكوك في سلامتها القانونيةوالشرعية، مفسحين المجال للتفكك الاجتماعي والضعف الأسري والفساد الأخلاقي، ويرمؤرخون أن السياسة السعودية تثأر من مصر بسبب مسئوليتها التاريخية عن حماية منطقةالحجاز، واستقر ذلك تقليدا لديها منذ عهد الدولة الطولونية 868م، وهو ما دفع محمدعلي، حين شعر بالخطر عل الحجاز ال توجيه جيشه ال الدرعية سنة 1811، وحال بين الدولةالسعودية الأولي والتقدم نحوه. يصف الحبرتي الموقف بالقول: أقنعهم سعود بأنالحجازيين كفار فجار ، لتحريض رجاله عل القتال وإهدار دم مسلمين مثلهم. كيف لمنيتبع هذا النهج ان يكون رحيما بالمصريين أو غيرهم؟
    وما لم يتحقق بالسلاح، أياممحمد علي تحقق بالمال وموالاة الأعداء. ومن يأمر بإحراق المحمل المصري، ويعيدالمحمل الشامي من غير حج، في تلك الأيام، لا يعنيه أمر دين ولا ملة أو مذهب . يذكرالجبرتي: لما امتنعت قوافل الحج المصري والشامي، وانقطع من أهل المدينة ومكة ما كانيصل إليهم من الصدقات والصرر، خرجوا من أوطانهم بأولادهم ونسائهم وأتوا ال مصروالشام، ومنهم من ذهب ال اسلامبول (اسطنبول) يتشكون من الوهابي، ويستغيثون بالدولةفي خلاص الحرمين لتعود لهم الحالة التي كانوا عليها .
    والأزهر أضح مؤسسة تعولعليها الإدارة الأمريكية والدولة الصهيونية، والعديد من المنظمات الغربية دور فيالتمييز بين مذهب وآخر ودين وآخر وطائفة وأخر، تهيئة للمسرح لجحافل الغزو القدمة. والتمييز يصنع الفتنة. والخلاصة أن الأزهر لن يسترد دوره، ويعود له تأثيره، وهوينتمي لنظام سياسي ضعيف ومستبد، ويتبع دولة رخوة وتابعة. ومشكلة الأزهر ليست فقطفيما حدث فقط إنما في التزامه بأيديولوجية انعزالية ساوت بينه وبين التيارالانعزالي في الكنيسة المصرية، وبينه وبين مسيحيي أمريكا من ذوي الأصول المصرية،وهم الآن الأكثر تأثيرا في إزكاء الفتنة واستقواء بالخارج. وهذا مبحث آخر.
    القدس العربي

  • #2
    يا رجل
    لا توجد أيدي لي بلد داخل مصر من أجل التأثير على شعبها
    لا سعوديه ولا غير السعوديه
    والأزهر لم ينحدر كما يزعم كاتب المقال- فكاتب هذا المقال في الغالب علماني ممن ابتلانا الله بهم هذه الأيام ويريد أن يوصل للناس وضع معين
    كل ما في الموضوع أن انت نفسك يرجع الازهر شيعي مرة أخرى
    لكن هذا بعدك
    فنحن نعبد الله ولا نعبد الأموات

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
    استجابة 1
    9 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
    ردود 2
    12 مشاهدات
    0 معجبون
    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
    بواسطة ibrahim aly awaly
     
    يعمل...
    X