موقف الإمام المهدي عليه السلام من المذاهب الإسلامية ...
لاشك إن الأمة الإسلامية وبعد مرور أكثر من ألف وأربعمائة سنة على وفاة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله , قد تعددت مذاهبها وتباينت مدارسها الفكرية وتفرقت بها السبل , ومما زاد الطين بله هو الغموض الذي يواجه الفرد المسلم نتيجة ابتعاده عن النص أو مصدر التشريع زمنيا , وانغلاق أكثر الفرق الإسلامية على نفسها , وكل فرقة تعتبر إن ما لديها هو الصحيح وهو الحق ويجب إتباعه , وليت الأمر ظلّ على هذا الحال , حسبنا إن الأمر ظل لغاية الأمس يقدم على انه صراع فكري إلى حد ما , حتى دخل الغزو الفكري والثقافي المباشر وغير المباشر من قبل الغرب واتخذ أشكالا متعددة وعلى الأصعدة كافة , فتحول الصراع بدفع من الماكنة الإعلامية الهائلة إلى صراع طائفي تحول بشكل مخيف إلى تسقيط وتشويه , وفي بعض الأحيان تطور إلى صراع مسلح بدلا من لغة الحوار والتسامح , والغاية معروفة بطبيعة الحال وهي تأصيل حالة التفرق والتمزق في جسد الأمة وكذلك لمنع ومجابهة وتطويق أي مشروع إصلاحي مستقبلي يحاول توحيد هذه الأمة وانتشالها من واقعها المأزوم .
وبعد أن تجذر الاختلاف واتسعت الهوة بين المذاهب والفرق الإسلامية, نقول كيف يستطيع وفي هذه الظروف السلبية أي مشروع إصلاحي أو وحدوي أن يحقق الغاية السامية من أهدافه ؟ كيف يستطيع أن يخترق ذلك الفكر المتحجر وتلك الأجواء المتعكرة والأوضاع المتدهورة ؟؟ انه أمر في غاية الصعوبة في ظل تلك الأوضاع , ولكن بالتأكيد إن الأمة بحاجة إلى مدبر عملاق , ومفكر خلاق , إلى إمام معصوم يستطيع بما وهبه الله سبحانه وتعالى من مزايا وخصائص من أن ينفذ مشروعه العادل ليس على مستوى الأمة فحسب بل على نطاق العالم أجمع , والآن لنبدأ بهذا السؤال كيف يستطيع الإمام سلام الله عليه من أن يوحد العالم الإسلامي وسط هذه الفتن والخلافات , بأي آلية يفعل ذلك ؟ وهل يأتي بمذهب جديد أم يطبق مذهبا بعينه ؟ وماهي الأدلة التي يظهرها الإمام لبيان فساد مذهب من المذاهب ؟ فنقول في معرض الإجابة بعد التوكل على الله سبحانه , إن الإمام عليه السلام ينطلق من غاية سامية لا يحيد عنها وهي نشر الرسالة الإسلامية التي بدأها النبي محمد صلى الله عليه وآله , وتوحيد هذه الأمة تحت لواء هذه الرسالة , فأن الإمام لا يرضى بأقل من ذلك وهو إقامة العدل الإلهي على وجه المعمورة مهما كانت النتائج والظروف فهو لا يقف عند حد معين ولا تمنعه حواجز أو موانع , وذلك بآليات ووسائل فكرية ورسالية أكثر منها باستخدام القوة , أتصور أن هناك مشروعين لا ثالث لهما وهما أولا مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية بالمبدأ أو بالمشروع ، الثاني هو أن يأتي بمذهب جديد , وأتصور إن المشروع الأول يسبق زمنيا المشروع الثاني على الأغلب , الوسيلة الأولى هي محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية من خلال طرق المسائل التي تقرب بين المسلمين وليست إثارة المسائل الخلافية كما تحاول بعض الجهات والفضائيات القيام بها اليوم , لغرض معروف وهو إثارة الفتنة الطائفية وتعميقها , إذن فان الإمام بالتأكيد يأتي على المسائل التي توحد المسلمين وعلى رأسها العقائد التي يشترك بها المسلمين مثل التوحيد والنبوة والعدل والإمامة وغيرها , وأما الأسلوب أو الوسيلة التي يستخدمها الإمام عجل الله فرجه الشريف , فهي إلقاء الحجج أو المناظرات التي يبطل بواسطتها الآراء والأفكار والمعتقدات البالية ويقيم بدلها الفكر السليم والعقائد الحقة وبالأدلة العقلية والشرعية , فنرى الإمام ومن خلال الروايات الواردة عن الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين يستخدم أسلوب المناظرة مع من هم ليسوا مسلمين فكيف بالمسلمين أنفسهم , فنقرأ في الرواية التي أخرجها صاحب البحار بالإسناد عن الفضل بن محبوب رفعه إلى أبي جعفر الباقر عليه السلام في حديث يقول فيه : ( والقائم يومئذ بمكة عند الكعبة مستجيرا بها يقول أنا ولي الله , أنا أولى بالله وبمحمد صلى الله عليه واله , فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم , ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين , إن الله تعالى يقول {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }آل عمران34 فأنا بقية آدم وذخيرة نوح ومصطفى إبراهيم وصفوة محمد , ألا ومن حاجني بكتاب الله فأنا أولى بكتاب الله ومن حاجني في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله , فأنا أولى الناس بسنة رسول الله وسيرته ... وانشد الله من سمع كلامي لما يبلغ الشاهد الغائب ...) فنلاحظ من خلال الرواية الواردة أعلاه إن الإمام عليه السلام ومن خلال العلم الذي يمتلكه والذي ورثه عن آبائه وأجداده عليهم السلام , يصرح بكل قوة بأنه مستعد لمناظرة الناس أجمعين وإلقاء الحجة عليهم مهما كان دينهم وأيا كان نبيهم أو كتابهم أو مذهبهم , فهو أولى الناس بجميع الأنبياء والرسل حقا وصدقا , أليس هو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله , وهو أولى الناس معرفة بنبيه الكريم المصطفى وبسنته وسيرته فهو يتكلم بلسان التاريخ الصادق الذي عاشه الإمام طيلة تلك القرون الماضية وهو الأكثر إطلاعا على تفاصيل الدين وأكثر الناس فهما لمراد الأنبياء والرسل عليهم السلام ... أو يأتي بمذهب جديد يحتوي العالم بكل اختلافاتهم ومشاربهم وان هذا المذهب يضع الأحكام الشرعية الواقعية لكل الجزئيات , ويعين ويبين للناس التشريعات الإسلامية التي تقودهم حيال الأمور والمسائل التي بقيت غير معلومة بعد أن عجزت كل المذاهب من تبيانها في ظل تطور الحياة الهائل والتقدم العلمي الحاصل , فقد اخرج النعماني بسنده إلى أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول : ( لو قد خرج قائم آل محمد عليه السلام ....إلى أن قال : يقوم بأمر جديد , وسنة جديدة , وقضاء جديد على العرب شديد ) , ولعله بعد إيمان الناس به وطاعتهم له , وبعد أن تسكن نفوسهم بما يعرضه الإمام عليهم من الخصال التي لم يعهدوها سابقا , وتطمئن لها قلوبهم , يبدأ الإمام عليه السلام تلقينهم المذهب الحق الذي سار عليه أهل البيت عليهم السلام وهو الإمام الذي يكون امتدادا لهم وعلى نهجهم , وبذلك يعيش الناس لأول مرة وبعد كل هذه المعاناة وبعد هذا التاريخ الطويل من التشرذم والتمزق في وئام وسلام في ظل مذهب الإمام الحق عجل الله فرجه الشريف ...
لاشك إن الأمة الإسلامية وبعد مرور أكثر من ألف وأربعمائة سنة على وفاة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله , قد تعددت مذاهبها وتباينت مدارسها الفكرية وتفرقت بها السبل , ومما زاد الطين بله هو الغموض الذي يواجه الفرد المسلم نتيجة ابتعاده عن النص أو مصدر التشريع زمنيا , وانغلاق أكثر الفرق الإسلامية على نفسها , وكل فرقة تعتبر إن ما لديها هو الصحيح وهو الحق ويجب إتباعه , وليت الأمر ظلّ على هذا الحال , حسبنا إن الأمر ظل لغاية الأمس يقدم على انه صراع فكري إلى حد ما , حتى دخل الغزو الفكري والثقافي المباشر وغير المباشر من قبل الغرب واتخذ أشكالا متعددة وعلى الأصعدة كافة , فتحول الصراع بدفع من الماكنة الإعلامية الهائلة إلى صراع طائفي تحول بشكل مخيف إلى تسقيط وتشويه , وفي بعض الأحيان تطور إلى صراع مسلح بدلا من لغة الحوار والتسامح , والغاية معروفة بطبيعة الحال وهي تأصيل حالة التفرق والتمزق في جسد الأمة وكذلك لمنع ومجابهة وتطويق أي مشروع إصلاحي مستقبلي يحاول توحيد هذه الأمة وانتشالها من واقعها المأزوم .
وبعد أن تجذر الاختلاف واتسعت الهوة بين المذاهب والفرق الإسلامية, نقول كيف يستطيع وفي هذه الظروف السلبية أي مشروع إصلاحي أو وحدوي أن يحقق الغاية السامية من أهدافه ؟ كيف يستطيع أن يخترق ذلك الفكر المتحجر وتلك الأجواء المتعكرة والأوضاع المتدهورة ؟؟ انه أمر في غاية الصعوبة في ظل تلك الأوضاع , ولكن بالتأكيد إن الأمة بحاجة إلى مدبر عملاق , ومفكر خلاق , إلى إمام معصوم يستطيع بما وهبه الله سبحانه وتعالى من مزايا وخصائص من أن ينفذ مشروعه العادل ليس على مستوى الأمة فحسب بل على نطاق العالم أجمع , والآن لنبدأ بهذا السؤال كيف يستطيع الإمام سلام الله عليه من أن يوحد العالم الإسلامي وسط هذه الفتن والخلافات , بأي آلية يفعل ذلك ؟ وهل يأتي بمذهب جديد أم يطبق مذهبا بعينه ؟ وماهي الأدلة التي يظهرها الإمام لبيان فساد مذهب من المذاهب ؟ فنقول في معرض الإجابة بعد التوكل على الله سبحانه , إن الإمام عليه السلام ينطلق من غاية سامية لا يحيد عنها وهي نشر الرسالة الإسلامية التي بدأها النبي محمد صلى الله عليه وآله , وتوحيد هذه الأمة تحت لواء هذه الرسالة , فأن الإمام لا يرضى بأقل من ذلك وهو إقامة العدل الإلهي على وجه المعمورة مهما كانت النتائج والظروف فهو لا يقف عند حد معين ولا تمنعه حواجز أو موانع , وذلك بآليات ووسائل فكرية ورسالية أكثر منها باستخدام القوة , أتصور أن هناك مشروعين لا ثالث لهما وهما أولا مشروع التقريب بين المذاهب الإسلامية بالمبدأ أو بالمشروع ، الثاني هو أن يأتي بمذهب جديد , وأتصور إن المشروع الأول يسبق زمنيا المشروع الثاني على الأغلب , الوسيلة الأولى هي محاولة التقريب بين المذاهب الإسلامية من خلال طرق المسائل التي تقرب بين المسلمين وليست إثارة المسائل الخلافية كما تحاول بعض الجهات والفضائيات القيام بها اليوم , لغرض معروف وهو إثارة الفتنة الطائفية وتعميقها , إذن فان الإمام بالتأكيد يأتي على المسائل التي توحد المسلمين وعلى رأسها العقائد التي يشترك بها المسلمين مثل التوحيد والنبوة والعدل والإمامة وغيرها , وأما الأسلوب أو الوسيلة التي يستخدمها الإمام عجل الله فرجه الشريف , فهي إلقاء الحجج أو المناظرات التي يبطل بواسطتها الآراء والأفكار والمعتقدات البالية ويقيم بدلها الفكر السليم والعقائد الحقة وبالأدلة العقلية والشرعية , فنرى الإمام ومن خلال الروايات الواردة عن الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين يستخدم أسلوب المناظرة مع من هم ليسوا مسلمين فكيف بالمسلمين أنفسهم , فنقرأ في الرواية التي أخرجها صاحب البحار بالإسناد عن الفضل بن محبوب رفعه إلى أبي جعفر الباقر عليه السلام في حديث يقول فيه : ( والقائم يومئذ بمكة عند الكعبة مستجيرا بها يقول أنا ولي الله , أنا أولى بالله وبمحمد صلى الله عليه واله , فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم , ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين , إن الله تعالى يقول {إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }آل عمران34 فأنا بقية آدم وذخيرة نوح ومصطفى إبراهيم وصفوة محمد , ألا ومن حاجني بكتاب الله فأنا أولى بكتاب الله ومن حاجني في سنة رسول الله صلى الله عليه وآله , فأنا أولى الناس بسنة رسول الله وسيرته ... وانشد الله من سمع كلامي لما يبلغ الشاهد الغائب ...) فنلاحظ من خلال الرواية الواردة أعلاه إن الإمام عليه السلام ومن خلال العلم الذي يمتلكه والذي ورثه عن آبائه وأجداده عليهم السلام , يصرح بكل قوة بأنه مستعد لمناظرة الناس أجمعين وإلقاء الحجة عليهم مهما كان دينهم وأيا كان نبيهم أو كتابهم أو مذهبهم , فهو أولى الناس بجميع الأنبياء والرسل حقا وصدقا , أليس هو ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله , وهو أولى الناس معرفة بنبيه الكريم المصطفى وبسنته وسيرته فهو يتكلم بلسان التاريخ الصادق الذي عاشه الإمام طيلة تلك القرون الماضية وهو الأكثر إطلاعا على تفاصيل الدين وأكثر الناس فهما لمراد الأنبياء والرسل عليهم السلام ... أو يأتي بمذهب جديد يحتوي العالم بكل اختلافاتهم ومشاربهم وان هذا المذهب يضع الأحكام الشرعية الواقعية لكل الجزئيات , ويعين ويبين للناس التشريعات الإسلامية التي تقودهم حيال الأمور والمسائل التي بقيت غير معلومة بعد أن عجزت كل المذاهب من تبيانها في ظل تطور الحياة الهائل والتقدم العلمي الحاصل , فقد اخرج النعماني بسنده إلى أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام يقول : ( لو قد خرج قائم آل محمد عليه السلام ....إلى أن قال : يقوم بأمر جديد , وسنة جديدة , وقضاء جديد على العرب شديد ) , ولعله بعد إيمان الناس به وطاعتهم له , وبعد أن تسكن نفوسهم بما يعرضه الإمام عليهم من الخصال التي لم يعهدوها سابقا , وتطمئن لها قلوبهم , يبدأ الإمام عليه السلام تلقينهم المذهب الحق الذي سار عليه أهل البيت عليهم السلام وهو الإمام الذي يكون امتدادا لهم وعلى نهجهم , وبذلك يعيش الناس لأول مرة وبعد كل هذه المعاناة وبعد هذا التاريخ الطويل من التشرذم والتمزق في وئام وسلام في ظل مذهب الإمام الحق عجل الله فرجه الشريف ...