جلسة تصويت سري
كتابات - علي فاهم
كشفت لنا جلسة البرلمان الأخيرة التي تم فيها التصويت على مشروع قانون أنتخابات مجالس المحافظات الذي احدث ضجة كبيرة في داخل البرلمان العراقي و خارجه حتى تم تهديد بعض النواب و انسحب البعض الأخر من الجلسة و أعتبرها البعض عملية لي أذرع و خاف الأخر من عملية كسر عظم لمكون ما و توالت بعدها الاجتماعات و الزيارت التصريحات و المظاهرات و المفخخات .. الخ ، كشفت هذه الجلسة مسألة مهمة و هي أن عملية التصويت على القرارات اذا كان بصورة سرية يعطي نتائج غير متوقعة للجميع ضمن حساب الاتفاقات و المعاهدات المبرمة بين زعماء الكتل في بازار المصالح السياسية البرلمانية و هذا يعطينا صورة واضحة عن مدى سيطرة زعماء الكتل النيابية على نوابهم و محاولة هولاء النواب لفك هذا القيد و التخلص من الهيمنة التي يفرضها عليهم زعماء الكتل و التحرك بحرية في إطار المصلحة الوطنية لا المصالح الحزبية الضيقة ، و هذا لا يمكن الا بالتصويت السري و لهذا ثارت ثائرة البعض و أعتبروه غير دستورياً و غير شرعياً و غير اخلاقياً لأنه كشف عورة التكتلات الطائفية و الصراع الداخلي فيها بين دور النائب كممثل للشعب و أوامر من يعتبر صاحب الفضل في جلوسه على هذا المقعد فأفلتت أيدي سجناء المصالح المتبادلة و خلص النائب الى ضميره بلا رقيب يحسب عليه رفعة اليد و أتجاهها و عدد الأصابع ،
و هذا إن دل على شيء يدل على أن أغلب النواب كانوا يصوتون خارج قناعاتهم و أنما يفرض عليهم التصويت بطريقة ما ، و يتعامل معهم كأرقام ، و لكنهم عندما يجدون الفرصة الملائمة فإنهم يستغلونها وطنياً بافضل استغلال ،
و ربما الكثير من القوانين التي صوت عليها البرلمان كانت ستنتهي الى غير النتيجة التي أنتهت اليها لو أن التصويت كان فيها سرياً .
لهذا فأنا أدعوا أن يكون التصويت على كل القرارات القادمة سرياً ، لأنه سيصب بمصلحة هذا الشعب بعد التخلص من سطوة الزعماء و الرؤساء الى سطوة الضمير
و دمتم سالمين
تعليق