إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كيف خطط رسول الله (ص) للخلافة من بعده

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف خطط رسول الله (ص) للخلافة من بعده

    كيف خطط رسول الله (ص)

    للخلافة من بعده


    ان الامامة وولاية امر الناس ضرورة اجتماعية لا يختلف فيها اثنان وقد اطبق عليها جميع العقلاء ولا يمكن لحياة المجتمع ونظام معاشه ان يستقيم بدون امام ورئيس يدير شؤون الامة ويدبر امورها. وقد اجمع علماء الاسلام على ضرورة وجود امام واذا كان بينهم خلاف ففي الصغرى اي في التفاصيل والتطبيق لا في اصل احتياج الامة فابناء العامة يقولون بالشورى او ان الامر لمن غلب حتى لو قهر الأمة بالسيف وتقمّص امامتها قهراً ونحن نقول انها بالنص وانها حق جعله الله تبارك وتعالى لمن اجتمعت فيه شروطها، سواء سمحت له الظروف بالقيام فعلاً بالامر او صودرت حريته ومُنِع من ممارسة دوره كاملاً كما في الحديث الشريف (الحسن والحسين امامان ان قاما وان قعدا) اي قاما بالامر او قعدا عنه لاي سبب من الاسباب.


    وقد اهتم رسول الله بهذا الامر بدقة فكان لا يُخرج سرية الا عليها امير مهما قلّ افرادها بل في الحديث اذا خرج اثنان للسفر فليؤمرا احدهما ، وكان اذا خرج لغزوة لا يترك المدينة بدون خليفة له بل روي في حديث (امام فاسق خير من عدم امام) لانه به تحفظ الثغور وتقوم مصالح العباد وجوزّوا دفع الزكاة والخراج اليه وجعلوها مبرئة للذمة كأنها واصلة اليهم

    لذا كان من مسؤوليات حامل الرسالة ووظائفه بل اهمها على الاطلاق تعيين الخليفة والامام البديل لعدة مصالح مهمة:


    1- ديمومة الرسالة واستمراريتها في اداء دورها فان اية رسالة مهما كانت تمتلك من نقاط قوة -كرسالة الاسلام- تموت بموت صاحبها فانه من المقطوع به ارتباط الرسالات والدعوات بحامليها المقيمين عليها المدافعين عنها المستوعبين لاسرارها لذلك فانها تنتهي بنهاية صاحبها الا ان يواصل الطريق من هو جدير بحملها وانت ترى الرسالات السماوية -وهي اكمل الدعوات- حُرِّفت وشُوِّهت بعد فترة يسيرة من غياب اصحابه).

    2- قطع الطريق امام غير المؤهلين لهذا المنصب الالهي فان الامرة والزعامة خصوصاً الزعامة الدينية بما لها من قدسية وهيبة وجاه من اهم ما تنـزع اليه النفس الامارة بالسوء ففي الحديث (آخر ما ينـزع من قلوب الصديقين حب الجاه)اذن سيكون المتربصون بها كثيرين والحالمون بها والساعون الى تحصيلها اكثر. وقد اعترفوا انه ما عانت الامة من شيء كما عانت من مسألة الامامة والخلافة وهذا واضح تاريخياً.

    3- صيانة الامة من التشتت وحمايتها من التمزق فان من شأن تعدد المتصدين لهذا المنصب ان تتعدد الاحزاب والفرق الموالية لهم وكل يجرُّ النار الى قرصه فيتمزق امر الامة وتصبح طرائق قددا وها هي الاجيال بعد الاجيال تدفع ثمن التيه والضياع وآل امرها الى الانحلال لذا قال تعالى (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا)(1) (فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ) وحبل الله الممدود الى الخلق هما الثقلان كتاب الله واهل بيت نبيه صلوات الله عليهم اجمعين كما دلت عليه النصوص الشريفةوقد اشارت الزهراء سلام الله عليها الى هذه الفكرة المهمة في خطبتها فقالت: (وجعل امامتنا نظاماً للملة) اي بها تنتظم امورهم وتستقر.

    4- ان حامل الرسالة لا يستطيع ان يستمر بمشروعه حتى النهاية ويقدم كل ما عنده قبل ان يطمئن الى وجود البديل لانه قبل ذلك يخشى على مستقبل الرسالة فاذا احرز اجتماع الشروط في الشخص البديل استطاع ان يتقدم بلا تردد او خوف على مستقبل الرسالة، هذا الخوف الذي اشار اليه نبي الله موسى (ع) لذا كان اول دعاء له (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) وفي كلمات امير المؤمنين (ع) : (لم يُوجِس موسى عليه السلام خيفة على نفسه بل اشفق من غَلَبَة الجُهال ودِوَلِ الضلال)

    وسؤال هنا

    أفمثل رسول الله يجهل هذه الامور الواضحة وهو المتصل بسبب الى الله تبارك وتعالى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وهو القائل: (من مات ولم يوص مات ميتة جاهلية) فهل يكون هو اول من يخرج عن ربقة الاسلام ويموت على الجاهلية (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ) ام يقال ان هذا الحديث وارد في الوصية بالمال ونحوه للورثة وغيرهم فهل هذه الامور اهم من الوصية بالامة وحفظ كيانها من الضياع ؟!


    ام يقال انه فوجئ باجله قبل ان يفكر بمستقبل الامة وقبل ان يستعد للتخطيط للبديل مهما كان شكله وصيغته وهو الذي نعى نفسه مراراً وصرح بقرب وفاته في حجة الوداع وحينما قال: (ان جبرائيل كان يعارضني بالقرآن في السنة مرة وعارضني في هذه السنة مرتين وما ذلك الا لدنو اجلي)

    ام يقال انه لم يكن حريصاً على الامة ولا مهتماً بأمرها فلتواجه قدرها بنفسها ولو آل امرها الى الفناء ولتذهب اتعابه سدى (كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً) وهذا لا يصدر من ابسط الناس فالراعي لا يترك غنمه اذا خرج لحاجة او سفر حتى يعين لها راعياً ولم يفعلها الخلفاء من بعده فالاول نص على الثاني وهو يقول اني اخشى ان القى الله وقد تركت امة محمد دون ان اولي عليها احداً وجعل الثاني الأمر شورى بين ستة من اصحاب رسول الله وقد ارسلت اليه ام المؤمنين عائشة بعدما طُعِن: ان اوصِ من يخلفك ولا تترك امة محمد بعدك هملاً وبدون راع.

    فيكون يوم الغدير أكبر دليل على تخطيط النبي لهذا الامر العظيم

    - في الدر المنثور للسيوطي ج8/ص589: روى بسنده عن جابر بن عبد الله الانصاري قال كنّا عند النبي فاقبل علي (ع) فقال النبي 2: (والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة) فنـزل قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(

    2- ابن حجر في الصواعق المحرقة الباب الفصل الاول: الآية الحادية عشرة:

    عن ابن عباس قال: لما انزل الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) قال رسول الله لعلي (ع): (هم انت وشيعتك تأتون يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي عدوك غضاباً مقمحين).

    3- القندوزي الحنفي في ينابيع المودة ج2 ص61.

    عن ام سلمة قالت: قال رسول الله: (علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة) ومن المصادر التي ذكرت هذه الرواية في تفسير الآية الشريفة: تفسير الطبري وروح المعاني وكفاية الكنجي الشافعي وغيرها

    فيكون عدم التخطيط مرفوض لتعارضه مع النصوص الشريفة

    ان هذا المنصب العظيم له مؤهلاته الدقيقة التي لا يعلمها الا المطلع على الاسرار ومن لا تخفى عليه خافية في السماوات ولا في الارض واولها العصمة لاشمئزاز الناس من الاخذ ممن يتورط في الذنوب وكما يظهر من الآية الشريفة (واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) انها مرتبة فوق النبوة والرسالة ولا يبلغها الرسول الا بعد اجتيازه لامتحانات عسيرة وقد ورد في تفسيرها ان الله اتخذ ابراهيم عبداً خالص العبودية اي معصوماً قبل ان يتخذه نبياً واتخذه نبياً قبل ان يتخذه رسولاً واتخذه رسولاً قبل ان يتخذه خليلا ثم ابتلاه ربه بكلمات فاتمهن ونجح في تلك الاختبارات فاستحق التكريم الالهي (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً)

    وانت لو استقرأت الآيات الشريفة وجدتها تنسب الإمامة إلى الجعل الإلهي كالآية المتقدمة وقوله تعالى (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ)وقوله تعالى (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) وقوله تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) لذا قال تعالى: (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ)(لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)وقد اشتهر استشهادهم بالآية الشريفة و(اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ)عند كل من يطلع عن كثب على سيرة اهل البيت f فكأنه مرتكز في اذهانهم جميعاً ان حمل الرسالة امر مجعول من قبل الله تبارك وتعالى وليس لاحد ان يتدخل فيه.


    تركيز النبي على على تلك النقطة المهمة وتخطيط لها


    حياة محمد : الفصل الخامس، ص142، لمحمد حسين هيكل، المراجعات: مراجعة 20 قال فيها حين انزل الله تعالى على الرسول الأكرم 2 (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ) فدعاهم إلى دار عمه ابي طالب وهم يومئذ اربعون رجلاً يزيد رجلاً أو ينقصونه، وفيهم اعمامه ابو طالب وحمزة والعباس وابو لهب، والحديث في ذلك من صحاح السنة المؤثورة، وفي آخره قال رسول الله 2: يا بني عبد المطلب اني والله ما اعلم شاباً في العرب جاء قومه بافضل مما جئتكم به، جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمني الله ان ادعوكم اليه، فايكم يؤازرني على امري هذا على ان يكون اخي ووصيي وخليفتي فيكم ؟ فاحجم القوم عنها غير علي -وكان اصغرهم- اذ قام فقال: انا يا نبي الله اكون وزيرك عليه، فاخذ رسول الله برقبته وقال: ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له واطيعوا، فقام القوم يضحكون، ويقولون لابي طالب: قد امرك ان
    تسمع لابنك وتطيع



    حديث المنزلة: عن الامام أحمد في الجزء الأول من مسنده في آخر صفحة 330 والامام النسائي في خصائصه العلوية ص6 والحاكم في ج3 من صحيحه المستدرك ص123 والذهبي في تلخيصه معترفاً بصحته عن عمرو بن ميمون، قال: اني لجالس عند ابن عباس اذ اتاه تسعة رهط فقالوا: … إلى ان قال ابن عباس: وخرج رسول الله في غزوة تبوك وخرج الناس معه، فقال له
    علي: أأخرج معك ؟ فقال 2: اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا انه ليس بعدي نبي، انه لا ينبغي ان اذهب الا وانت خليفتي، وانت تعلم ان اظهر المنازل التي كانت لهارون من موسى وزارته له وشد ازره به واشتراكه معه في امره وخلافته عنه، وفرض طاعته على جميع امته بدليل قوله تعالى: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) وقوله تعالى: (اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) وقوله عز وعلا: (قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى) فعلي بحجم هذا النص خليفة رسول الله في قومه ووزيره في اهله وشريكه في امره -على سبيل الخلافة عنه لا على سبيل النبوة- وافضل امته واولاهم به حياً وميتاً وله عليهم من فرض الطاعة زمن النبي -بوزارة له- مثل الذي كان لهارون على امة موسى ومن موسى. (المراجعات : 26).


    نسأل الله الثبات على الولاية

  • #2
    فماذا جنت الأمة عندما ولت امرها لمن لايستحق؟
    اشكرك اخي على هذا الموضوع.
    وما احوجنا اليوم لهكذا بحوث.

    تعليق


    • #3
      شكرا أخي على المرور

      والبحث موجه الى كل من يملك العقل والقدرة على التفكير والتحليل والخروج بخلاصة

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X