الإمام الثاني: أبو محمّد الحسن بن علي _ عليهما السلام _ المجتبى
هو ثاني أئمّة أهل البيت الطاهر، وأوّل السبطين، وأحد سيّدي شباب اهل الجنّة، وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد الخمسة من أصحاب الكساء، أُمّه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيّدة نساء العالمين.
ولد في المدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث أو اثنتين من الهجرة، وهو أوّل أولاد علي وفاطمة _ عليهما السلام _.
نسب كان عليه من شمس الضحى *** نور ومن فلق الصباح عمودا
وروي عن أنس بن مالك قال: لم يكن احد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحسن بن علي _ عليهما السلام _(1).
_______________
(1) ابن الصباغ المالكي (المتوفّى عام 855 هجري): الفصول المهمّة 152.
فلمّا ولد الحسن قالت فاطمة لعلي: سمّه، فقال: «ما كنت لاسبق باسمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»، فجاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأخرج اليه فقال: «اللّهمّ إنّي أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى.
أشهر ألقابه: التقي والزكي والسبط.
أمّا علمه: فيكفي إنّه كان يجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويجتمع الناس حوله فيتكلّم بما يشفي غليل السائل ويقطع حجج المجادلين. من ذلك ما رواه الإمام ابو الحسن علي بن احمد الواحدي في تفسير الوسيط: أنّ رجلاً دخل الى مسجد المدينة فوجد شخصاً يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والناس حوله مجتمعون فجاء اليه الرجل، قال: أخبرني عن {شاهد ومشهود} ؟ فقال: نعم، أمّا الشاهد فيوم الجمعة والمشهود فيوم عرفة.
فتجاوزه الى آخر غيره يحدّث في المسجد، سأله عن {شاهد ومشهود} قال: أمّا الشاهد فيوم الجمعة، وأمّا المشهود يوم النحر.
قال: فتجاوزه الى ثالث، غلام كأنّ وجهه الدينار، وهو يحدّث في المسجد، فسأله عن شاهد ومشهود، فقال: «نعم، أمّا الشاهد فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمّا المشهود فيوم القيامة، أما سمعته عزّ وجلّ يقول: {يا أيُّها النبِيُّ إنّا أرسَلناكَ شاهِداً وَمُبشِّراً وَنَذِيراً}(2)، وقال تعالى: {ذلِكَ يَومٌ مَجمَوعٌ لَهُ النّاسُ وذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ}»(3).
_____________
(2) الأحزاب / 45.
(3) هود / 103.
فسأل عن الأوّل، فقالوا: ابن عباس، وسأل عن الثاني، فقالوا: ابن عمر، وسأل عن الثالث، فقالوا: الحسن بن علي بن ابي طالب _ عليه السلام _.(1)
_____________
(1) بحار الأنوار 1 / 13.
وأمّا زهده: فيكفي في ذلك ما نقله الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده أنه _ عليه السلام _ قال: «إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته» فمشى عشرين مرّة من المدينة الى مكّة على قدميه.
وروي عن الحافظ أبي نعيم في حليته ايضاً: أنّه _ عليه السلام _ خرج من ماله مرّتين، وقاسم الله تعالى ثلاث مرّات ماله وتصدّق به.
وكان _ عليه السلام _ من أزهد الناس في الدنيا ولذّاتها، عارفاً بغرورها وآفاتها، وكثيراً ما كان _ عليه السلام _ يتمثّل بهذا البيت شعراً:
يا أهل لذّات دنيا لا بقاء لها *** إنّ اغتراراً بظلٍّ زائلٍ حَمِقُ(2)
____________
هو ثاني أئمّة أهل البيت الطاهر، وأوّل السبطين، وأحد سيّدي شباب اهل الجنّة، وريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأحد الخمسة من أصحاب الكساء، أُمّه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيّدة نساء العالمين.
ولد في المدينة ليلة النصف من شهر رمضان سنة ثلاث أو اثنتين من الهجرة، وهو أوّل أولاد علي وفاطمة _ عليهما السلام _.
نسب كان عليه من شمس الضحى *** نور ومن فلق الصباح عمودا
وروي عن أنس بن مالك قال: لم يكن احد أشبه برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الحسن بن علي _ عليهما السلام _(1).
_______________
(1) ابن الصباغ المالكي (المتوفّى عام 855 هجري): الفصول المهمّة 152.
فلمّا ولد الحسن قالت فاطمة لعلي: سمّه، فقال: «ما كنت لاسبق باسمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»، فجاء النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فأخرج اليه فقال: «اللّهمّ إنّي أعيذه بك وولده من الشيطان الرجيم وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى.
أشهر ألقابه: التقي والزكي والسبط.
أمّا علمه: فيكفي إنّه كان يجلس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويجتمع الناس حوله فيتكلّم بما يشفي غليل السائل ويقطع حجج المجادلين. من ذلك ما رواه الإمام ابو الحسن علي بن احمد الواحدي في تفسير الوسيط: أنّ رجلاً دخل الى مسجد المدينة فوجد شخصاً يحدّث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والناس حوله مجتمعون فجاء اليه الرجل، قال: أخبرني عن {شاهد ومشهود} ؟ فقال: نعم، أمّا الشاهد فيوم الجمعة والمشهود فيوم عرفة.
فتجاوزه الى آخر غيره يحدّث في المسجد، سأله عن {شاهد ومشهود} قال: أمّا الشاهد فيوم الجمعة، وأمّا المشهود يوم النحر.
قال: فتجاوزه الى ثالث، غلام كأنّ وجهه الدينار، وهو يحدّث في المسجد، فسأله عن شاهد ومشهود، فقال: «نعم، أمّا الشاهد فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمّا المشهود فيوم القيامة، أما سمعته عزّ وجلّ يقول: {يا أيُّها النبِيُّ إنّا أرسَلناكَ شاهِداً وَمُبشِّراً وَنَذِيراً}(2)، وقال تعالى: {ذلِكَ يَومٌ مَجمَوعٌ لَهُ النّاسُ وذلِكَ يَومٌ مَشهُودٌ}»(3).
_____________
(2) الأحزاب / 45.
(3) هود / 103.
فسأل عن الأوّل، فقالوا: ابن عباس، وسأل عن الثاني، فقالوا: ابن عمر، وسأل عن الثالث، فقالوا: الحسن بن علي بن ابي طالب _ عليه السلام _.(1)
_____________
(1) بحار الأنوار 1 / 13.
وأمّا زهده: فيكفي في ذلك ما نقله الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده أنه _ عليه السلام _ قال: «إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته» فمشى عشرين مرّة من المدينة الى مكّة على قدميه.
وروي عن الحافظ أبي نعيم في حليته ايضاً: أنّه _ عليه السلام _ خرج من ماله مرّتين، وقاسم الله تعالى ثلاث مرّات ماله وتصدّق به.
وكان _ عليه السلام _ من أزهد الناس في الدنيا ولذّاتها، عارفاً بغرورها وآفاتها، وكثيراً ما كان _ عليه السلام _ يتمثّل بهذا البيت شعراً:
يا أهل لذّات دنيا لا بقاء لها *** إنّ اغتراراً بظلٍّ زائلٍ حَمِقُ(2)
____________
تعليق