تويت
كثيرا ما نسمع على ألسنة المؤمنين وخصوصا الشباب عندما يتحدثون عن طموحاتهم ( المعنوية ) أمنيتهم التي تكاد تكون مشتركة وهي (( الموت في سبيل الله )) التي هي حلم كل مسلم وغاية كل مؤمن ، وتأصل هذه الفكرة في المجتمع المؤمن جعل منه ـ في كثير من الاحيان ـ مجتمع ينظر للدنيا على إنها دار ليست للعمارة وجعل من الشباب المؤمن خصوصا ـ بحكم همة الشباب العالية وحرارة الإيمان ـ ينظر إلى الحياة نظرة قاتمة مبنية على جعل الحياة وعمارتها وبناءها شيء هامشي ـ إن وجدـ وصار كأن عمارة الأرض وبناء المجتمع ـ ماديا ـ من مهام أهل الدنيا أما المؤمنون فصار نصيبهم الآخرة !! مع إن الإسلام ينظر إلى كل من الدنيا والآخرة بدرجة واحدة فهذا القران يشير إلى حقيقة أساسية في وجود الإنسان وسببا رئيسا في خلقه أنها مسؤولية الخلافة التي ابتنت على أساس عمارة الأرض كما جاء في محكم كتابه العزيز قوله تعالى : (هو أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ) (هود:61) وهذا الأعمار طبعا يكون شاملا لكل جوانب الحياة المادية والمعنوية ، ولا ينبغي أن نشك إن نظرة الإسلام إلى الحياة نظرة ايجابية تقوم على أن يكون المؤمن في الحياة صاحب دور ايجابي لا سلبي وان لا يتعامل المؤمن مع الدنيا على إنها شيء على هامش الآخرة وبالمقابل لا ينبغي للمؤمن أن ينظر للآخرة على هامش الدنيا ومن هنا انطلقت فكرة أن يفكر المؤمن في العيش في سبيل الله قبل أن يفكر في الموت في سبيل الله فالمؤمن يبني الحياة ويطور جوانبها لكن يمتاز بكونه يقرن ذلك كله بنية التقرب إلى الله تعالى وهذا احد مصاديق العيش في سبيل الله تعالى ويمكن أن يجد المؤمن الكثير الكثير من المصاديق لهذه الفكرة في الحياة ولعل في كلام سيدنا إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) تطبيقا عمليا لهذه الفكرة عندما يذكر القران الكريم الآيات التي تتحدث عنه في قوله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام:162) فواضح تقديم العيش في سبيل الله على الموت في سبيل الله تعالى هذا وللكلام بقية ..... جعلنا الله وإياكم من الذين يعيشون في سبيله ويموتون في سبيله انه سميع مجيب ........