أو في بُعده الاجتماعي حيث انّ التطورات المدنية والاجتماعية للعصر الحاضر جعلت العالم يعيش في وحدة مترابطة ومتفاعلة في أبعادها وتأثيراتها ونتائجها. الأمر الذي جعل هذه الأوساط (أوساط الشباب) تعيش أوضاع متشابهة وكأنها صنف واحد وذلك من خلال المؤسسات التعليمية والصناعية والرياضية.. وغيرها. وأصبح مستهدفاً بشكل خاص من قبل الأجهزة الثقافية والاعلامية والدعائية.
عاملان وطريقان:
ويقف الشاب عادة في طريقه أمام عاملين جاذبين ومؤثرين في مسيرته وحركته وهما:
1- عامل الطاقات الكبيرة والعواطف والمشاعر المتفجرة التي تكمن في
هذا الوجود الانساني الذي تكامل في وجوده البدني والمادي، وفي الطاقة الروحية والعاطفية المحركة.
2ـ عامل الأهداف والطموحات والتطلعات المتعددة المتضادة والمتضاربة أحياناً نحو المستقبل، حيث تنفتح أمام الشباب الآفاق المادية الواسعة، والمعنوية العالية، الدنيوية منها والأخروية، ويراها وكأنها في متناول يده بما منحه الله تعالى من هذه الطاقات والامكانات. فهو يتطلع إلى أن يحول ما بالقوة إلى ما بالفعل، وأن يخرج القوة الكامنة والمواهب المستورة والرؤى والتصورات الذهنية إلى واقع فعلي، وحقائق ظاهرة ومصاديق خارجية.
وبين هذين العاملين: الضغط الداخلي ـ للعواطف والمشاعر ـ المتأجج، وهذه الآمال والطموحات الواسعة، يتعرض الشباب إلى أخطار: الضياع والانحراف في مسيرة الآمال والطموحات المستقبلية المتضادة، أو فقدان السيطرة على المشاعر والعواطف والغرائز والاندفاع معها، أو ضعف الارادة أمام الشهوات والأهواء ، والركض وراء الأماني والطموحات الكاذبة، أو عدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل والنافع والضار والمصلحة والمفسدة. وبذلك تصبح حالة [الشباب شعبة من الجنون] كما ورد عن النبي (ص)، ويكون الشاب بأشد الحاجة إلى مرشد يهديه في هذا الطريق وينظم حركته في هذه المسيـرة.
الهداية الالهيـة:
إن أفضل هادٍ ومرشد في هذا الطريق هو الله ربّ العالمين الذي أنزل الكتب وأرسل الأنبياء لهداية الناس وارشادهم {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} (البقرة/ الآية 257)
{يا أيها النبي انّا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيراً وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من الله فضلاً كبيراً} (الأحزاب/الآية 45 ـ 47)
ويكون هذا المعنى اكثر وضوحاً في قوله تعالى:
{قد جاءكم من الله نور وكتاب* يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور باذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} (المائدة/الآية 15ـ16)
القرآن والشباب:
إنّ القرآن الكريم وإن لم يتناول موضوع (الشباب) بشكل مباشر، إلاّ انه تحدث عن هذا الموضوع عندما تحدّث عن (الفتوة) باعتبارها المضمون الصالح للشباب وكذلك عندما ضرب للشباب أفضل الأمثلة وأجملها في عدد من الأصفياء من الأنبياء الذين اختارهم الله عزّ وجل لرسالاته ووحيه والأولياء الذين امتحنهم لعبادته.
فكان المثال الأول هو (النبي) و (الرسول) و (الامام): (ابراهيم) عليه السلام، هذا (الفتـى) العظيم الذي كان يتطلّع إلى الآفاق الواسعة، ويفتش عن الحقائق الناصعة، ويملك الشجاعة العالية، فيتأمل ويفكر في ملكوت السموات والأرض، فيدله الله تعالى على الحقيقة، فيؤمن بالله ويتبرأ من الأصنام ومن كل المشركيـن.
{وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنيـن، فلمّا جنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربّي فلمّا أفل قال لا أحب الآفليـن، فلمّا رأى القمـر بازغاً قال هذا ربّي فلمّا أفل قال لأن لم يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضاليـن، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربّي هذا اكبر، فلمّا أفلت قال ياقوم انـي بريءٌ مما تشركون، إنـي وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، وحاجّهُ قومه قال أتحاجّونّي في الله وقد هداني ولا أخاف ما تشركون به إلاّ أن يشاء ربّي شيئاً وسع ربّي كلّ شيء علماً أفلا تتذكّرون، وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزّل به عليكم سلطاناً فأيّ الفريقيـن أحق بالأمن إن كنتم تعلمون، الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتـدون} (الأنعام/الآية 78ـ82)
و {قد كانت لكم إسـوة حسنة في ابـراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده إلاّ قول ابراهيم لأبيـه لأستغفرنّ لك وما أملك لك من الله من شيء ربّنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصيـر} (الممتحنة/الآية 4)
ثم لا يكتفي ابراهيم (عليه السلام) بذلك حتى يقف وحده ليحطّم الأصنام {فجعلهم جذاذاً إلاّ كبيراً لهم لعلّهم إليـه يرجعون قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالميـن قالوا سمعنا (فـتـىً) يذكرهم يقال له إبراهيم} (الأنبياء/الآية 58ـ60)
وبهذا يصبح ابراهيم (عليه السلام) القدوة لكل الفتيان والشباب الموحدين الشجعان الرافضين للوثنية والشرك والانحراف والضلال.
والمثال الآخر الذي يضربه القرآن الكريم للفتيان والشباب هو يوسف (عليه السلام) هذا الفتى الذي آتاه الله العلم والحكمة عندما بلغ أشده وأصبح الفتـى القوي الصابر الصامد أمام عواصف الشهوة والاغراء، الاغراء بالجنس والاغراء بالمال والجاه وأمام ضغوط الاضطهاد والقمع والمطاردة والتهديد بالسجن والنفي، والفتى الثائر المكسر لكل القيود والاغلال، أغلال العبودية وأغلال الشهوات وأغلال المجتمع الفاسد.
{ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين، وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنّه ربّي أحسن مثواي إنّه لا يفلح الظالمون، ولقد همّت به وهمّ بها لو لا أن رأى برهان ربّه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين، واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبر وألفيا سيّدها لدا الباب قالت ماجزاء من أراد بأهلك سوءاً إلاّ أن يسجن أو عذاب أليم، قال هي راودتنـي عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصادقين، فلمّا رأى قميصه قدّ من دبر قال إنّه من كيدكن إنّ كيدكنّ عظيم، يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئيـن، وقال نسوة في المدينـة امرأت العزيز تراود (فتاها) عن نفسه قد شغفها حباً إنّا لنراها في ضلال مبيـن، فلمّا سمعت بمكرهنّ أرسلت إليهنّ وأعتدت لهنّ متكأً وآتت كلّ واحدة منهنّ سكيناً وقالت اخرج عليهنّ فلمّا رأينه اكبرنه وقطّعن أيديهنّ وقلن حاش لله ماهذا بشراً إن هذا إلاّ ملكٌ كريم، قالت فذلكنّ الذي لمتنـّنـي فيه ولقد راودته عن نفسه فآستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننّ وليكوناً من الصاغرين، قال رب السجن أحبُّ إليَّ ممّا يدعوننـي إليه وإلاّ تصرف عنـّي كيدهنّ أصب إليهنّ وأكن من الجاهليـنْ}(يوسف/ الآية 22ـ33)
عاملان وطريقان:
ويقف الشاب عادة في طريقه أمام عاملين جاذبين ومؤثرين في مسيرته وحركته وهما:
1- عامل الطاقات الكبيرة والعواطف والمشاعر المتفجرة التي تكمن في
هذا الوجود الانساني الذي تكامل في وجوده البدني والمادي، وفي الطاقة الروحية والعاطفية المحركة.
2ـ عامل الأهداف والطموحات والتطلعات المتعددة المتضادة والمتضاربة أحياناً نحو المستقبل، حيث تنفتح أمام الشباب الآفاق المادية الواسعة، والمعنوية العالية، الدنيوية منها والأخروية، ويراها وكأنها في متناول يده بما منحه الله تعالى من هذه الطاقات والامكانات. فهو يتطلع إلى أن يحول ما بالقوة إلى ما بالفعل، وأن يخرج القوة الكامنة والمواهب المستورة والرؤى والتصورات الذهنية إلى واقع فعلي، وحقائق ظاهرة ومصاديق خارجية.
وبين هذين العاملين: الضغط الداخلي ـ للعواطف والمشاعر ـ المتأجج، وهذه الآمال والطموحات الواسعة، يتعرض الشباب إلى أخطار: الضياع والانحراف في مسيرة الآمال والطموحات المستقبلية المتضادة، أو فقدان السيطرة على المشاعر والعواطف والغرائز والاندفاع معها، أو ضعف الارادة أمام الشهوات والأهواء ، والركض وراء الأماني والطموحات الكاذبة، أو عدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل والنافع والضار والمصلحة والمفسدة. وبذلك تصبح حالة [الشباب شعبة من الجنون] كما ورد عن النبي (ص)، ويكون الشاب بأشد الحاجة إلى مرشد يهديه في هذا الطريق وينظم حركته في هذه المسيـرة.
الهداية الالهيـة:
إن أفضل هادٍ ومرشد في هذا الطريق هو الله ربّ العالمين الذي أنزل الكتب وأرسل الأنبياء لهداية الناس وارشادهم {الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور} (البقرة/ الآية 257)
{يا أيها النبي انّا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله باذنه وسراجاً منيراً وبشّر المؤمنين بأنّ لهم من الله فضلاً كبيراً} (الأحزاب/الآية 45 ـ 47)
ويكون هذا المعنى اكثر وضوحاً في قوله تعالى:
{قد جاءكم من الله نور وكتاب* يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور باذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم} (المائدة/الآية 15ـ16)
القرآن والشباب:
إنّ القرآن الكريم وإن لم يتناول موضوع (الشباب) بشكل مباشر، إلاّ انه تحدث عن هذا الموضوع عندما تحدّث عن (الفتوة) باعتبارها المضمون الصالح للشباب وكذلك عندما ضرب للشباب أفضل الأمثلة وأجملها في عدد من الأصفياء من الأنبياء الذين اختارهم الله عزّ وجل لرسالاته ووحيه والأولياء الذين امتحنهم لعبادته.
فكان المثال الأول هو (النبي) و (الرسول) و (الامام): (ابراهيم) عليه السلام، هذا (الفتـى) العظيم الذي كان يتطلّع إلى الآفاق الواسعة، ويفتش عن الحقائق الناصعة، ويملك الشجاعة العالية، فيتأمل ويفكر في ملكوت السموات والأرض، فيدله الله تعالى على الحقيقة، فيؤمن بالله ويتبرأ من الأصنام ومن كل المشركيـن.
{وكذلك نري ابراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنيـن، فلمّا جنّ عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربّي فلمّا أفل قال لا أحب الآفليـن، فلمّا رأى القمـر بازغاً قال هذا ربّي فلمّا أفل قال لأن لم يهدني ربّي لأكوننّ من القوم الضاليـن، فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربّي هذا اكبر، فلمّا أفلت قال ياقوم انـي بريءٌ مما تشركون، إنـي وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين، وحاجّهُ قومه قال أتحاجّونّي في الله وقد هداني ولا أخاف ما تشركون به إلاّ أن يشاء ربّي شيئاً وسع ربّي كلّ شيء علماً أفلا تتذكّرون، وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزّل به عليكم سلطاناً فأيّ الفريقيـن أحق بالأمن إن كنتم تعلمون، الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتـدون} (الأنعام/الآية 78ـ82)
و {قد كانت لكم إسـوة حسنة في ابـراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنّا برءاؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده إلاّ قول ابراهيم لأبيـه لأستغفرنّ لك وما أملك لك من الله من شيء ربّنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصيـر} (الممتحنة/الآية 4)
ثم لا يكتفي ابراهيم (عليه السلام) بذلك حتى يقف وحده ليحطّم الأصنام {فجعلهم جذاذاً إلاّ كبيراً لهم لعلّهم إليـه يرجعون قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالميـن قالوا سمعنا (فـتـىً) يذكرهم يقال له إبراهيم} (الأنبياء/الآية 58ـ60)
وبهذا يصبح ابراهيم (عليه السلام) القدوة لكل الفتيان والشباب الموحدين الشجعان الرافضين للوثنية والشرك والانحراف والضلال.
والمثال الآخر الذي يضربه القرآن الكريم للفتيان والشباب هو يوسف (عليه السلام) هذا الفتى الذي آتاه الله العلم والحكمة عندما بلغ أشده وأصبح الفتـى القوي الصابر الصامد أمام عواصف الشهوة والاغراء، الاغراء بالجنس والاغراء بالمال والجاه وأمام ضغوط الاضطهاد والقمع والمطاردة والتهديد بالسجن والنفي، والفتى الثائر المكسر لكل القيود والاغلال، أغلال العبودية وأغلال الشهوات وأغلال المجتمع الفاسد.
{ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين، وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلّقت الأبواب وقالت هيت لك قال معاذ الله إنّه ربّي أحسن مثواي إنّه لا يفلح الظالمون، ولقد همّت به وهمّ بها لو لا أن رأى برهان ربّه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين، واستبقا الباب وقدّت قميصه من دبر وألفيا سيّدها لدا الباب قالت ماجزاء من أراد بأهلك سوءاً إلاّ أن يسجن أو عذاب أليم، قال هي راودتنـي عن نفسي وشهد شاهدٌ من أهلها إن كان قميصه قدّ من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قدّ من دبر فكذبت وهو من الصادقين، فلمّا رأى قميصه قدّ من دبر قال إنّه من كيدكن إنّ كيدكنّ عظيم، يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئيـن، وقال نسوة في المدينـة امرأت العزيز تراود (فتاها) عن نفسه قد شغفها حباً إنّا لنراها في ضلال مبيـن، فلمّا سمعت بمكرهنّ أرسلت إليهنّ وأعتدت لهنّ متكأً وآتت كلّ واحدة منهنّ سكيناً وقالت اخرج عليهنّ فلمّا رأينه اكبرنه وقطّعن أيديهنّ وقلن حاش لله ماهذا بشراً إن هذا إلاّ ملكٌ كريم، قالت فذلكنّ الذي لمتنـّنـي فيه ولقد راودته عن نفسه فآستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننّ وليكوناً من الصاغرين، قال رب السجن أحبُّ إليَّ ممّا يدعوننـي إليه وإلاّ تصرف عنـّي كيدهنّ أصب إليهنّ وأكن من الجاهليـنْ}(يوسف/ الآية 22ـ33)